سؤال عن أخطاء الكُتَّاب في القران ؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع زينب
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
ز

زينب

Guest
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم
أشكر الاساتذه المحترمين د.مساعد الطيار وأحمد البريدي لكن اكرر سوالي اذا لا يوجد خطا’ في كتابه القران ما جوابكم عتن هذا الحديث : ان عندما راي عثمان الخطا في القران عندما عرضوا له قال لا يحتاج التغيير لان العرب يعلمون ما يقروون وايضا في الكتابه القران يوجد اخطا الذي لا ينطبق علي القواعد النحويه
ما جوابكم لهذا
 
أولاً : هناك قضية مهمة يجب التنبه لها ، وهي أن الصحابة أجمعوا على هذا الرسم ، ولم يُذكر أنَّ أحدًّ منهم غيَّر شيئًا منه ، فعثمان عمل ذلك على ملأ من الصحابة ، وفيهم بقية العشرة المبشرين بالجنة : علي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وغيرهم من العشر ومن بقية الصحابة .
ومن ثَمَّ ، فهذا الرسم قد تمَّ الإجماع عليه من قِبَلِ هؤلاء الصحابة الكرام ، ولا يجوز أن يُغيَّر بأي دعوى من الدعاوى ؛ كدعوى عدم موافقته لما يُعرف اليوم من الرسم الإملائي ، أو غيرها .
ثانيًا : إنه لا يُتصوًّر أن يترك عثمان خطأ بيِّنًا في كتاب الله ، ولا يراجع فيه الصحابة ، وكذا يمرُّ هذا الخطأ على قراء الصحابة ولا ينبهون عثمان عليه ، فمن عرف اعتناء الصحابة بالقرآن ظهر له أنه لا يوجد خطأ في الكتابة التي كُتبت في عهد عثمان .
ثالثًا : في الحديث عن الرواية التي وردت عن عثمان ، وفيها : (( لما كُتبت المصاحف عُرِضت على عثمان ، فوجد فيها حروفًا من اللحن ، فقال : لا تغيروها ، فإن العرب ستغيرها ـ أو قال : ستعربها ـ بألسنتها . لو كان الكاتب من ثقيف ، والمملي من هذيل لم توجد هذه الحروف )) ، وفيها مسائل :
الأولى : روىهذا الأثرعكرمة وابن يعمر عن عثمان ، وعكرمة ويعمر لم يلقا عثمان ، ولم يسمعا منه ، ففي روايتهما انقطاع كما هو ظاهر ، وهذا مما لا يقبل في رواية الأخبار .
قالأبو عمرو الداني في كتاب المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار (ص:115 ـ 116) : (( ... هذا الخبر عندنا لا يقوم بمثله حجة ، ولا يصلح بخ دليل من جهتين :
إحداهما : أنه مع تخليطٍ في إسناده ، واضطراب في ألفاظه = مرسلٌ ؛ لأن ابن يعمر وعكرمة لم يسمعا من عثمان شيئًا ولا رأياه .
وأيضًا فإن ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان رضي اله عنه لما فيه من الطعن عليه مع محله في الدين ومكانته في الإسلام ، وشدة اجتهاده في بذل النصيحة ، واهتباله بما فيه الصلاح للأمة ، فغير متمكن أن يتولى لهم جمع المصحف مع سائر الصحابة الأخيار الأتقياء الأبرار نظرًا لهم ليرتفع الاختلاف في القرآن بينهم ، ثم يترك لهم فيه ـ مع ذلك ـ لحنًا وخطأً يتولى تغييره من يأتي بعده ممن لا شك أنه لا يدرك مداه ولا يبلغ غايته ، ولا غاية من شاهد هذا ما لا يجوز لقائل أن يقوله ، ولا يحل لأحد أن يعتقده )) .
الثانية : المراد باللحن الذي ستقيمه العرب ، لو صح الأثر .
وقد أجاب عن ذلك أبو عمرو الداني كذلك ، وفحوى كلامه : أن المراد باللحن خروج الرسم عن مطابقة المنطوق ؛ في مثل (لا أذبحنه ) والألف في (لا) لا تقرأ ، وهذا من إصلاح النطق بالمرسوم ، أي ترك ما لا تصلح قراءته من المرسوم ، لعدم ورود القراءة به .
فالعرب الذين نزل القرآن بلغتهم يعرفون كيف يتلونه ، وعنهم سيأخذ من جاء بعدهم ، وبهذا يكون إصلاح اللحن .
الثالثة : تنوع الرسم عند العرب
أشار عثمان في قوله ـ إن صحَّ ـ إلى تنوع الرسم عند العرب ، وذلك بقوله : (( لو كان الكاتب من ثقيف ، والمملي من هذيل لم توجد هذه الحروف )) ، وهذا يدل على أن رسم هؤلاء يختلف عن رسم من كتب المصاحف ، وهذا راجع إلى تنوع الرسم كما ذكرت لك .
ثانيًا : وجود أخطاء في الكتابه تخالف القواعد النحوية
يرد هنا سؤالٌ ، وهو : أيهما أسبق القرآن والكتابة أو القواعد النحوية ؟
لا شك أن القرآن والكتابه أسبق من القواعد النحوية ، ومن ثمَّ ، فإنَّ القواعد النحوية تابعة لهما ، وليست هي تابعة للقواعد النحوية .
وهذه مسألة مشهورة في دراسات المعاصرين ، وقد كتبوا فيها مثل : دراسات في الأسلوب القرآني لمحمد عبد الخالق عظيمة ، وغيره .
وعلى هذا فلا يحتكم إلى قواعد النحو المتأخرة على ما كان سابقًا لها ، بل هو مصدر من أعظم مصادرها .
هذا والله الموفق .
 
أجدت يا شيخ مساعد،
فقد كفيت ووفيت ولم تترك مجالا للنقد أو التعقيب.
بارك الله فيك.
 
عودة
أعلى