سؤال عن آية في سورة العاديات

أبو حسن

New member
إنضم
23/09/2004
المشاركات
125
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال تعالى (( وإنه لحب الخير لشديد ))
لم فسر الخير بالمال هل الخير في اللغة يطلق على المال
 
اقرأ :

اقرأ :

[align=center]

قال تعالى :

( كُتِبَ عليكم إذا حضر أحَدَكمُ الموتُ إن ترك خيرًا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين )

من سورة البقرة / 180

أي : إن ترك مالا

ومنه قوله تعالى : ( وإنه لحب الخير لشديد )

انظر : بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي ج 2 ص 572 - 573
[/align]
 
والخير في لغة قريش المال كما نص على ذلك المفسرون .
 
مامن شيء يدخل تحت مسمى الخير يشترك العقلاء في حبه_وحتى المجانين_ وبشده سوى المال اما الخير مقابلة الشر فاسمع قوله (وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)(ولكن اكثر الناس لا يؤمنون)(وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله)
 
الخير له واحد وعشرون معنى في القرآن الكريم ، كما ذكره الشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني العلامي. في كتابه : البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن.
وقال الطبري في تفسيره 24 / 543 :
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) قال: الخير: الدنيا; وقرأ: ( إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ ) قال: فقلت له: ( إِنْ تَرَكَ خَيْرًا ) : المال؟ قال: نعم, وأي شيء هو إلا المال؟ قال: وعسى أن يكون حراماً, ولكن الناس يعدونه خيراً, فسماه الله خيراً, لأن الناس يسمونه خيراً في الدنيا, وعسى أن يكون خبيثاً, وسمي القتال في سبيل الله سوءاً, وقرأ قول الله: ( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ) قال: لم يمسسهم قتال; قال: وليس هو عند الله بسوء, ولكن يسمونه سوءًا.
 
المراد بالخير في الآية المال كما قال مجاهد في معنى قوله {إن ترك خيرا} : الخير في القرآن كله: المال ) ، والتعبير بالخير عن المال هنا للدلالة على معنى الكثرة ، وكل خير ورد في سياق المال فالمقصود به - والله أعلم - كثرة المال والغنى ، كما في قوله تعالى -( إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ) [سورة ص: 32]، وفي قوله تعالى -( فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ) [سورة النور: 33] . وقال شعيب لقومه { إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ ) [سورة هود: 84] يعني الغني.وفي قوله تعالى ( إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ )، يؤكد ذلك ماروي عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخل عليٌّ علَى مولى لهم في الموت وله سبعمئة درهم، أو ستمئة درهم، فقال: ألا أوصي؟ فقال: لا! إنما قال الله:"إن ترك خيرًا"، وليس لك كثير مال.

والتعبير عن المال الكثير بالخير في آية العاديات في غاية المناسبة للسياق ، فالسياق دال على نهمه وشدة حرصه وبخله ولذلك عبر بقوله ( كنود ) وقوله ( لحب الخير ) وقوله ( لشديد )فهو منهمك شديد الانهماك في حب المال وجمعه بخيل به وكنود ، والآيات في بيان حقارة الإنسان حين يكون هذا سعيه وهمه في الحياة ناسياَ عبادة ربه ، وأنه مبعوث ومحاسب ، ولذلك أقسم الله بالعاديات إشارة إلى شرفها حيث كانت ساعية في سبيل الله بكل جهد وقوة . والسورة كلها في الإشارة لشرف الحيوان حين يرتبط عمله بالدين ، وحقارة الإنسان حين يكون سعيه للدنيا وجمعها مفرطاَ في عبادة ربه غافلاَ عن حسابه . فما أعظمها من سورة .
 
لماذا تحديد المعنى بالكثرة ؟

لماذا تحديد المعنى بالكثرة ؟

[align=right]
لماذا يُحَدد معنى ( الخير ) بكثرة المال ؟

إن طبع الإنسان تجاه المال : كثيره وقليله : واحد .

والعرب كانوا يرون المالَ خيرا ، وإنما هو - في مفهوم الشريعة - وسيلة إلى الخير أو إلى الشر ،

وسماه ربنا عز وجل ( خيرا ) لحكمة الاختبار ،

فقد ورد في صحيح مسلم حديث :

(( لا ، والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يُخرج الله لكم من زهرة الدنيا .

فقال رجل : يا رسول الله ، أيأتي الخيرُ بالشر ؟

فقال الرسول : أَوَخَيْرٌ هو ؟ ))

والمعنى أنه ليس خيرا محضا ؛ فقد يجلب الشر ؛ إذا ضعفت النفوس وتطاحن الناس على نَيْلِه .

وهذا من أقوى الحجج على أن المراد مطلق المال بلا تحديد لكثرة ولا قلة .
[/align]وبالله التوفيق .
 
الأخ الكريم منصور
لابد - وفقك الله - من النظر للسياق الذي وردت فيه الكلمة ، وهنا في سورة العاديات بالتأمل نجد أن الآية واردة في سياق الذم ، وليس مذموماَ أن يكون الإنسان محباَ للمال لأن محبة المال طبع بشري ، لكن المذموم هو حبه الشديد لجمعه والتكاثر به ونسيان أمر الآخرة ، كما قال تعالى ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) .
 
نعم

نعم


إلى الأستاذ محمد الربيعة مع التحية ،

صدقتَ يا أخي ،

فسياق الآية نص و دل على ذم ( الحب الشديد للمال )

وهذا هو الجانب السيء من سلوك الإنسان البطر ،

لذلك استحق التوبيخ والذم ،

يتساوى في ذلك حبه الشديد للطرفين : المال الكثير والمال القليل ،

فليست شدة الحب مقصورة على الكثرة ،

بل تشمل أي مقدار قلّ أو كثر .

وما حب كثرة المال المجموع إلا انتهاء من البداية بحب المال القليل ‘

فالمذموم هو الحب الشديد بغض النظر عن مقدار ما يقع عليه الحب .

والله أعلم .
 
عودة
أعلى