السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اختلف في قائل:"إن كيدكن عظيم"، فقيل العزيز و قيل الشاهد، لكن كيفما كان القائل، فإن الله تعالى ذكر هذا الكلام و لم ينكره، فكان كالإقرار منه سبحانه له، فصح الاستشهاد به و الاستدلال على عظم كيد النساء، و في هذا المعنى يقول الإمام الألوسي رحمه الله تعالى:"وما قيل : إن ما ذكر لكونه محكياً عن قطفير لا يصلح للاستدلال به بوجه من الوجوه ليس بشيء لأنه سبحانه قصه من غير نكير فلا جناح في الاستدلال به كما لا يخفى ."-روح المعاني- و لعله أراد بقطفير الشاهد، و ذكر الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره حديثا مرفوعا عن أبي هريرة رضي الله عنه:"«إِنَّ كَيْدَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ» ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ، وَقَالَ : إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ"، و قد بحثت عن حكم الحديث فلم أقف عليه لحد الآن.
و لا ريب أن هناك أحاديث تشهد لما ذكره الله تعالى عن العزيز أو الشاهد و أقره، من ذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم:"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء "-متفق عليه-، و قوله:"ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن"-متفق عليه- .
و الله أعلم و أحكم.