أخي الفاضل : نعم توجد روايات إسرائيلية في تفسير ابن كثير ، لكن قبل ذلك أحب أن أقدم بعض الاشارات في المجال : فالرواة الاسرائيليون من حيث الاكثار وقلته على لى ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى: المكثرون جداً وهم: كعب الأحبار، ثم وَهَب بن منبه، و
ابن جريج، وابن إسحاق، والسدي الكبير
الكذاب " أرجو الاطلاع على درساة قام بها الأخ محمد الأمين وقدمها في الملتقى ، بعنوان
تحرير حال الشيعي الخبيث: السدي الكبير .
المرتبة الثانية: دونهم في النقل وهم:
قتادة، و
سعيد بن جبير، و
محمد بن كعب القرظي (ثقة عالم بالتفسير، وجَدّه من اليهود).
المرتبة الثالثة: المقلون نسبياً في النقل عنهم وهم:
مجاهد، و
ابن عباس.
يضاف لذلك مرتبة رابعة: المكثرون في النقل لكنهم كذابون في النقل كذلك، مما يرجح كون تلك الإسرائيليات من اختراعهم لا من نقل اليهود. من هؤلاء: محمد بن السائب الكلبي (شيعي سبئي يهودي النزعة، وضاع للحديث)، وتلميذيه
مقاتل بن سليمان ومحمد بن مروان السدي الصغير.
***وكما يقال بالمثال يتضح المقال : ففي تفسير ابن كثير توجد روايات رواها كعب الأحبار يفوق عددها 60 رواية: منها:
تفسيره لقوله تعالى: { أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ } قال ابن كثير: وأما من فَسَّر بيت المقدس، فقال كعب الأحبار: إن النصارى لما ظهروا على بيت المقدس خربوه فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أنزل عليه: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ } الآية، فليس في الأرض نصراني يدخل بيت المقدس إلا خائفا.
***وما روي عن وهب بن منبه أيضا يفوق 60 رواية.
منها: قال وهب بن منبه: في تفسير قوله تعالى :" ملك يوم الدين" لله ثمانية عشر ألف . وفي قوله تعالى :" ولا تقربا هذه الشجرة"، قال وهب بن منبه: هي البُر، ولكن الحبة منها في الجنة ككُلَى البقر، ألين من الزبد وأحلى من العسل.
ومنها قوله : لما أسكن الله آدم وزوجته الجنة، ونهاه عن أكل الشجرة، وكانت شجرة غصونها متشعب بعضها من بعض، وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم، وهي الثمرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته.
- وتوجد روايات كثيرة للسدي الكبير تفوق 500 رواية ، ومقال بن سليمان أكثر من 100 رواية، ولابن جريج ، ولابن اسحاق روايات كثيرة ......
ومن الطريف أن ابن كثير نقل عن كعب الأحبار ووهب بن وهبه، وعقب على ما نقل عنهما، حيث قال عند تفسير الآيات (41-44) من سورة النمل - وقد ذكر في قصة ملكة سبأ أثرًا طويلا عن ابن عباس، وَصَفَه بأنه "منكر غريب جدًا"-ثم قال: "والأقربُ في مثل هذه السياقات أنها متلقَّاةٌ عن أهل الكتاب، مما وُجد في صُحُفهم،
كروايات كعب ووَهْب، سامحهما الله فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل، من الأوابد والغرائب والعجائب، مما كان وما لم يكن، ومما حُرِف وبدِّل ونُسِخَ. وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصحُّ منه وأنفعُ وأوضحُ وأبلغُ. ولله الحمد والمنة".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.