سؤال الى الأفاضل: المعوذتين ومصحف ابن مسعود رضي الله عنه

إنضم
31 مايو 2012
المشاركات
140
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مدينة تاهرت الجزائرية
أحسن الله اليكم قال لي بعض الاخوه أن بن مسعود تراجع عن قوله أن المعوذتين ليست من القرآن ،وانه سمعها من كلام الشيخ الهمام ابي اسحاق الحويني في أحد دروسه سلسة مدرسة الحياة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

أخي الحبيب، كل ما نقل عن ابن مسعود في المسألة باطل وليس بصحيح..
فأصل الكلام أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول أنها ليست قرآنا..
عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله» (رواه أحمد..
وهذا كلام لا يخف هوانه.. إذ ما ألجأ ابن مسعود رضي الله عنه حتى يكتبها أولا إذا كانت المصاحف مصاحفه.. أم أنه كان يكتبها ليحكها ؟
ولو راجعت الكلام المروي في المسألة لتبين لك أنها أخبار تالفة ليس لها طريق صحيح، وإن صح طريقها لم يصح نصها بحال.. والله أعلم.

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه، ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله. رواه الطبراني 8/164 (9051). وصحَّحه ابن حجر في فتح الباري 8/742.
وقد أنكر عدد من العلماء صحة الرواية:
قال النووي في المجموع 3/350 (فصل: مسائل مهمة تتعلق بقراءة الفاتحة): " والعاشرة: أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن، وأن من جحد شيئاً منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه. قال ابن حزم: هذا كذب على ابن مسعود موضوع. وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عن ابن مسعود، وفيها الفاتحة والمعوذتان ".
ومثله ما قال الرازي في مقدمة تفسيره مفاتيح الغيب 1/179 : " نقِلَ في الكتب القديمة أن ابن مسعود كان ينكر كون سورة الفاتحة من القرآن، وكان ينكر كون المعوذتين من القرآن، واعلم أن هذا في غاية الصعوبة لأنا إن قلنا إن النقل المتواتر كان حاصلاً في عصر الصحابة بكون سورة الفاتحة من القرآن، فحينئذ كان ابن مسعود عالماً بذلك، فإنكاره يوجب الكفر ـ أو نقصان العقل ـ.. والأغلب على الظن، أنَّ نقلَ هذا المذهب عن ابن مسعود نقلٌ كاذب باطل ".
وعلى فرض صحتها نقلاً فالرد عقلاً على ذلك من وجوه..
1. كان ابن مسعود رضي الله عنه لا يرى وضعها في المصحف، ولا يوجد أي أثر يدل على كونه أنكر أنها من القرآن، ما أنكره هو كتابة المعوذتين لأنه لم يسمع نصاً صريحاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك.
2. تخطئة الفرد، مقدّمة على تخطئة المجموع، فلم يثبت أبداً أن أياً من الصحابة والتابعين.. شكك في قرآنية المعوذتين.
قال أبو القاسم الحموي في أصول القراءات " ما روي من قراءة ابن مسعود وغيره.. ليس لأحد من الناس أن يقرأ به اليوم؛ لأن الناس لا يعلمون يقيناً أنها قراءة ابن مسعود. وإنما هو شيء يرويه بعض من يحمل الحديث، فلا يجوز. فلا يعدل عن اليقين إلى ما لا يُعرف بعينه ".
3. إنكار سورة من القرآن الكريم يوجب الحد أو التعزير من الخليفة، ولم يثبت أن الخليفة حاسبه بسبب قوله هذا.
بل لا يمكن أن يسكت عامة المسلمين على من يقول بعدم قرآنية المعوذتين في وقتنا هذا. فكيف إن كان في خير القرون ؟
4. الروايات المسندة المتواترة التي يقرأها آلاف الناس في شتى أنحاء العالم. وينتهي سندها إلى ابن مسعود رضي الله عنه تشتمل كلها على المعوذتين، فهي دليل على أنه كان يعلمها للناس ويحفظهم إياها مع القرآن الكريم.
5. مكث ابن مسعود رضي الله عنه في العراق إماماً لهم، ومعلماً إياهم القرآن الكريم. وكانت من أشد الأمصار شغباً على سيدنا عثمان رضي الله عنه، فلو علموا أن مصحفه خالف ما تعلموه على يد ابن مسعود رضي الله عنه لما سكتوا. ولو ترك لهم مصحفه، أو علمه إياهم لما رضُوا بغيره بديلاً.
6. وقع بين الصحابة الكرام كثير من المناظرات وتم رصد خلافهم ومن ثم خلاف تلاميذهم تبعاً في كثير من الآراء الفقهية والعقدية، لكن هذه المسألة لم يشتهر فيها الخلاف، ولم تقع من أجلها المناظرة على الرغم من أهميتها.
 
عودة
أعلى