سؤال الى أبومجاهدالعبيدي

إنضم
06/05/2004
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
سعادة / الاخ أبو مجاهد العبيدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيه من القلب لك يا اخي أبومجاهدالعبيدي وفقكم الله وسدد بالحق خطاكم .....

اتمنى ان يتسع صدرك لي يا اخي ففي ردك على الاخ / فيصل القلاف في موضوع > هل قوله تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة ...) في الدنيا أم في الآخرة ؟ أرجو التعليق.... لما اشار الى ان المفسر الذي تم ذكر بعض تفاسيره واوردتها انت انه هو رافضي قلت انك تطلع على تفاسيرهم وليس ذلك بمانع من قبول بعض ما قالوه إن صواباً .وفي تفاسير الرافضة تحرير ونفاسة كما اسلفت ....

وحسب علمي أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن، وأنه تعرض للحذف والتبديل، إلا أنهم يتناولون آياته بالتفسير المنحرف المخالف لمعاني الآيات ومدلولات ألفاظها، وهم يزعمون أن هذه التفسيرات الضالة من أقوال أهل البيت، وينسبون معظمها إلى جعفر الصادق، وفيما يلي بعض الأمثلة والشواهد: - قول الله تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم...) قالوا: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم.

قول الله تعالى (الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة) قالوا: فاطمة (فيها مصباح) قالوا: الحسن (المصباح في زجاجة) قالوا: الحسين.... الخ !!. - قول الله تعالى: (ولا تكونوا أول كافر به) قالوا: يعني علياً. - قول الله تعالى (الجبت والطاغوت) قالوا: أبو بكر وعمر .

قول الله تعالى (وما كنت متخذ المضلين عضداً) يقولون: المراد:عمر بن الخطاب. - قول الله تعالى (اجعل بينكم وبينهم ردماً) قالوا: هو التقية . - والأئمة عندهم هم (نعمة الله) في قوله تعالى (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار) .

وهم العلامات في قوله تعالى (وعلامات و بالنجم هم يهتدون)، وولايتهم هي الطريقة المذكورة في قوله تعالى (وألّوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم..)، وهم النحل في قوله تعالى (وأوحى ربك إلى النحل) وعليّ هو سبيل الله في قوله تعالى: (ويصدون عن سبيل الله) وهو الحسرة في قوله (وإنه لحسرة على الكافرين) وهو (الهدى) وهو (الصراط المستقيم) وهو (حق اليقين) !!

قال شيخهم المجلسي في(البحار24/100):(والأئمة هم الماء المعين، والبئر المعطلة، والقصر المشيد، وتأويل السحاب و المطر والفواكه وسائر المنافع الظاهرة بعلمهم وبركاتهم) ثم أورد طائفة من نصوصهم في ذلك.

هل يمكنك يا اخي أبومجاهدالعبيدي ان توضح لي كيف يقبل تفسيرهم وعلى ماذا نستند في هذا القبول وهل سلفنا الصالح قبلوا منهم تفاسيرهم ....او اجازو القبول ..

وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم رشدي الغدير
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الأخ الكريم رشدي الغدير

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد

فجواباً لسؤالك أقول :
أولاً : جزاك الله خيراً على أدبك وحسن سؤالك ، وعلى حرصك على الخير .
ثانياً : كتب الشيعة مثل غيرها من كتب المبتدعة ، فيها الباطل والحق ، وفيها الغث والسمين ، وهي متفاوتتة في ذلك .
ثالثاً : لا يزال أهل العلم يقرأون في كثير من الكتب مع أن مؤلفيها : إما كفرة أو مبتدعون ، فيقبلون ما فيها من الصواب وينتفعون بما فيها من العلم النافع ، ويتركون ما سواه ، ويردون في أحيان كثيرة على أباطيلهم .فينبغي لطالب العلم أن يَقبل الحكمة ممن قالها مهما كان فإن الشيطان علّم أبا هريرة آية الكرسي فقبلها وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (صدقك وهو كذوب).
رابعاً : ما ذكرته في سؤالك من أمثلة لأقوال باطلة منقولة عن الشيعة لا يعني أن تفاسيرهم كلها كذلك ، بل فيها تفاسير جيدو في الجملة مع اشتمالها على كثير من ضلالاتهم ، إلا أنها معروفة عند طالب العلم .
خامساً : طالب العلم يقرأ في كتب المخالفين من باب الاطلاع والاستفادة مما فيها من العلم ، ولا يتخذ منها مصدراً لتلقي عقيدته وعبادته .
وقد بين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان الموقف من الحضارة الغربية ، فقال في سياق كلام له عن دليل السبر والتقسيم :
( ..وذلك أن الاستقراء التام القطعي دل على أن الحضارة الغربية المذكورة تشتمل على نافع وضار: أما النافع منها ـ فهو من الناحية المادية وتقدمها في جميع الميادين المادية أوضح من أن أبينه. وما تضمنته من المنافع للإنسان أعظم مما كان يدخل تحت التصور، فقد خدمت الإنسان خدمات هائلة من حيث إنه جسد حيواني. وأما الضار منها ـ فهو إهمالها بالكلية للناحية التي هي رأس كل خير، ولا خير البتة في الدنيا بدونها، وهي التربية الروحية للإنسان وتهذيب أخلاقه. وذلك لا يكون إلا بنور الوحي السَّماوي الذي يوضح للإنسان طريق السعادة، ويرسم له الخطط الحكمية في كل ميادين الحياة الدنيا والآخرة، ويجعله على صلة بربه في كل أوقاته.
فالحضارة العربية غنية بأنواع المنافع من الناحية الأولى، مفلسة إفلاساً كلياً من الناحية الثانية.
ومعلوم أن طغيان المادة على الروح يهدد العالم أجمع بخطر داهمٍ، وهلاك مستأصل، كما هو مشاهد الآن. وحل مشكلته لا يمكن البتة إلا بالاستضاءة بنور الوحي السماوي الذي هو تشريع خالق السموٰات والأرض، لأن من أطغته المادة حتى تمرد على خالقه ورازقه لا يفلح أبداً.
والتقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها، حصراً عقلياً لا شك فيه:
الأول : ترك الحضارة المذكورة نافعها وضارها.
الثاني : أخذها كلها ضارها ونافعها.
الثالث : أخذ ضارها وترك نافعها.
الرابع : أخذ نافعها وترك ضارها. فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام الأربعة، فنجد ثلاثةً منها باطلة بلا شك، وواحداً صحيحاً بلا شك.
أما الثلاثة الباطلة: فالأول منها تركها كلها، ووجه بطلانه واضح، لأن عدم الاشتغال بالتقدم المادي يؤدي إلى الضعف الدائم، والتواكل والتكاسل، ويخالف الأمر السماوي في قوله جل وعلا: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} .
لا يسلم الشرف الرفيع من الأَذى حتَّى يراق على جوانبهِ اطدم
القسم الثاني من الأقسام الباطلة ـ أخذها، لأن ما فيها من الانحطاط الخلقي وضياع الروحية والمثل العليا للإنسانية ـ أوضح من أن أبينه. ويكفي في ذلك ما فيها من التمرد على نظام السماء، وعدم طاعة خالق هذا الكون جل وعلا {ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ} . {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ} .
والقسم الثَّالث من الأقسام الباطلة ـ هو أخذ الضار وترك النافع، ولا شك أن هذا لا يفعله من له أقل تمييز.
فتعينت صحة القسم الرابع بالتقسيم والسبر الصحيح، وهو أخذ النافع وترك الضار.
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل، فقد انتفع بحفر الخندق في غزوة الأحزاب، مع أن ذلك خطة عسكرية كانت للفرس، أخبره بها سلمان فأخذ بها. ولم يمنعه من ذلك أن أصلها للكفار. وقد هم صلى الله عليه وسلم بأن يمنع وطء النساء المراضع خوفاً على أولادهن، لأن العرب كانوا يظنون أن الغيلة (وهي وطء المرضع) تضعف ولدها وتضره، ومن ذلك قول الشاعر: فوارس لم يغالوا في رضاع فتتبوا في أكفهم السيوف
فأخبرته صلى الله عليه وسلم فارس والروم بأنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم، فأخذ صلى الله عليه وسلم منهم تلك الخطة الطبية، ولم يمنعه من ذلك أن أصلها من الكفار.
وقد انتفع صلى الله عليه وسلم بدلالة ابن الأُريقط الدؤلي له في سفر الهجرة على الطريق، مع أنه كافر.
فاتضح من هذا الدليل [دليل السبر والتقسيم ]أن الموقف الطبيعي للإسلام والمسلمين من الحضارة الغربية ـ هو أن يجتهدوا في تحصيل ما أنتجته من النواحي المادية، ويحذروا مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة.)
وهذا الكلام فيه شبه بالموقف مما في كتب المخالفين ، سواء كانوا من الشيعة أو من غيرهم .

ومن الكتب المشهورة التي قل أن تخلو منه مكتبة طالب علم : تفسير الكشاف للزمخشري .
ففي هذا التفسير من أقوال المعتزلة الباطلة الكثير ، ومع ذلك لا يزال العلماء وطلبة العلم يقرأونه ويستحسنون ما فيه من النواحي البيانية ، والجوانب التفسيرية التي لا تتعلق بمسائل العقيدة .
وهذا مثال يدل على ما في تفسير الزمخشري من الكفر والضلال ، أنقله مع الرد عليه من كلام الإمام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة الزخرف : ( قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف:81)
قال رحمه الله : ( وما قاله الزمخشري في تفسير هذه الآية الكريمة يستغربه كل من رآه لقبحه وشناعته، ولم أعلم أحداً من الكفار في ما قص الله في كتابه عنهم يتجرأ على مثله أو قريب منه.
وهذا مع عدم فهمه لما يقول وتناقض كلامه.
وسنذكر هنا كلامه القبيح للتنبيه على شناعة غلطه، الديني واللغوي.
قال في الكشاف ما نصه: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ} وصح ذلك وثبت ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها، فأنا أول من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته والانقياد له، كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه.
وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل لغرض، وهو المبالغة في نفي الولد والإطناب فيه، وألا يترك للناطق به شبهة إلا مضمحلة، مع الترجمة عن نفسه بإثبات القدم في باب التوحيد، وذلك أنه علق العبادة بكينونة الولد وهي محال في نفسها، فكان المعلق بها محالاً مثلها فهو في صورة إثبات الكينونة، والعبادة وفي معنى نفيهما على أبلغ الوجوه وأقواها.
ونظيره أن يقول العدلي للمجبر: إن كان الله تعالى خالقاً للكفر في القلوب ومعذباً عليه عذاباً سرمداً فأنا أول من يقول: هو شيطان وليس بإله.
فمعنى هذا الكلام وما وضع له أسلوبه ونظمه نفي أن يكون الله تعالى خالقاً للكفر.
وتنزيهه عن ذلك وتقديسه ولكن على طريق المبالغة فيه من الوجه الذي ذكرنا، مع الدلالة على سماحة المذهب، وضلالة الذاهب إليه، والشهادة القاطعة بإحالته والإفصاح عن نفسه بالبراءة منه وغاية النفار والاشمئزاز من ارتكابه.
ونحو هذه الطريقة قول سعيد بن جبير رحمه الله للحجاج حين قال له: «أما والله لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى، لو عرفت أن ذلك إليك ما عبدت إلهاً غيرك».
وقد تمحل الناس؟ أخرجوه به من هذا الأسلوب الشريف المليء بالنكت والفوائد المستقل بإثبات التوحيد على أبلغ وجوهه، فقيل: إن كان للرحمن. ولد في زعمكم فأنا أول العابدين الموحدين لله المكذبين قولكم لإضافة الولد. إليه ا هـ الغرض من كلام الزمخشري.
وفي كلام هذا من الجهل بالله وشدة الجراءة عليه، والتخبط والتناقض في المعاني اللغوية ما الله عالم به.
ولا أظن أن ذلك يخفى على عاقل تأمله.
وسنبين لك ما يتضح به ذلك فإنه أولاً قال: إن كان للرحمن ولد وضح ذلك ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها فأنا أول من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته، والانقياد له كما يعظم الرجل، ولد الملك لتعظيم أبيه.
فكلامه هذا لا يخفى بطلانه على عاقل، لأنه على فرض صحة نسبة الولد إليه، وقيام البرهان الصحيح والحجة الواضحة على أنه له ولد، فلا شك أن ذلك يقتضي، أن ذلك الولد لا يستحق العبادة، بحال، ولو كان في ذلك تعظيم لأبيه، لأن أباه مثله في عدم استحقاق العبادة والكفر بعبادة كل والد وكل مولود شرط في إيمان كل موحد، فمن أي وجه يكون هذا الكلام صحيحاً.
أما في اللغة العربية فلا يكون صحيحاً ألبتة.
وما أظنه يصح في لغة من لغات العجم فالربط بين هذا الشرط وهذا الجزاء لا يصح بوجه.
فمعنى الآية عليه لا يصح بوجه، لأن المعلق على المحال لا بد أن يكون محالاً مثله.
والزمخشري في كلامه كلما أراد أن يأتي بمثال في الآية خارج عنها اضطر إلى أن لا يعلق على المحال في زعمه إلا محالاً.
فضربه للآية المثل بقصة ابن جبير مع الحجاج، دليل واضح على ما ذكرنا وعلى تناقضه وتخبطه.
فإنه قال فيها إن الحجاج قال لسعيد بن جبير: لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى.
قال سعيد للحجاج: لو علمت إن ذلك إليك ما عبدت إلهاً غيرك.
فهو يدل على أنه علق المحال على المحال، ولو كان غير متناقض للمعنى الذي مثل له به الزمخشري لقال: لو علمت أن ذلك إليك لكنت أول العابدين لله.
فقوله: لو علمت أن ذلك إليك في معنى {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ}، فنسبة الولد والشريك إليه معناهما في الاستحالة وادعاء النقص واحد.
فلو كان سعيد يفهم الآية كفهمك الباطل لقال: لو علمت أن ذلك إليك لكنت أول العابدين لله.
ولكنه لم يقل هذا، لأنه ليس له معنى صحيح يجوز المصير إليه.
وكذلك تمثيل الزمخشري للآية الكريمة في كلامه القبيح البشع الشنيع الذي يتقاصر عن التلفظ به كل كافر.
فقد اضطر فيه أيضاً إلى ألا يعلق على المحال في زعمه إلا محالاً شنيعاً فإنه قال فيه:
ونظيره أن يقول العدلي للمجبر: إن كان الله تعالى خالقاً للكفر في القلوب ومعذباً عليه عذباً سرمداً فأنا أول من يقول هو شيطان وليس بإله.
فانظر قول هذا الضال في ضربه المثل في معنى هذه الآية الكريمة بقول الضال الذي يسميه العدلي: إن كان الله خالقاً للكفر في القلوب إلخ.
فخلق الله للكفر في القلوب وتعذيبه الكفار على كفرهم، مستحيل عنده كاستحالة نسبة الولد لله، وهذا المستحيل في زعمه الباطل، إنما علق عليه أفظع أنواع المستحيل وهو زعمه الخبيث أن الله إن كان خالقاً للكفر في القلوب، ومعذباً عليه فهو شيطان لا إله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
فانظر رحمك الله فظاعة جهل هذا الإنسان بالله، وشدة تناقضه في المعنى العربي للآية.
لأنه جعل قوله: إن كان الله خالقاً للكفر ومعذباً عليه بمعنى «إن كان للرحمن ولد» في أن الشرط فيهما مستحيل، وجعل قوله في الله أنه شيطان لا إلٰه، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
كقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول العابدين.
فاللازم لكلامه أن يقول: لو كان خالقاً للكفر فأنا أول العابدين له، ولا يخفى أن الادعاء على الله أنه شيطان مناقض لقوله: فأنا أول العابدين.
وقد أعرضت عن الإطالة في بيان بطلان كلامه، وشدة ضلاله، وتناقضه لشناعته ووضوح بطلانه، فهي عبارات مزخرفة، وشقشقة لا طائل تحتها، وهي تحمل في طياتها الكفر والجهل بالمعنى العربي للآية، والتناقض الواضح وكم من كلام مليء بزخرف القول، وهو عقيم لا فائدة فيه، ولا طائل تحته كما قيل:
وإني وإني ثم إني وإنني إذا انقطعت نعلي جعلت لها شسعا
فظل يعمل أياماً رويته وشبه الماء بعد الجهد بالماء

واعلم أن الكلام على القدر، وخلق أفعال العباد، قدمنا منه جملاً كافية في هذه السورة الكريمة، في الكلام على قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَـٰهُمْ}، ولا يخفى تصريح القرآن بأن الله خالق كل شيء، كما قال تعالى: {ٱللَّهُ خَـٰلِقُ كُـلِّ شَىْءٍ}، وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً}. وقال: {هَلْ مِنْ خَـٰلِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ}، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَـٰهُ بِقَدَرٍ}.
فالإيمان بالقدر خيره وشره الذي هو من عقائد المسلمين جعله الزمخشري يقتضي أن لله شيطان، سبحان الله وتعالى عما يقوله الزمخشري علواً كبيراً.
وجزى الزمخشري بما هو أهله. ) انتهى كلام الشنقيطي .

وأخيراً : ليس هذا دعوة للاشتغال بقراءة كتب الشيعة وغيرهم من المبتدعة ، وإنما المراد التنبيه على أن الاستفادة مما فيها من مسائل العلم المتنوعة لا بأس به إذا كان القارئ قد تسلح بالعلم الصحيح الذي يعصمه بإذن الله من الاغترار ببدعتهم ، أو التأثر بباطلهم .
 
مع التذكير أن كلام الرافضي نقله عن بعض المفسرين ولم يسمهم، ولا يخرج عن كونهم القاسمي والشعراوي وغيرهم من علماء السنة.
 
بسم الله

قال أهل العلم يجوز الأخذ عن أهل البدع إذا كان بعض الحق الذي عندهم لا يوجد عند غيرهم من أهل السنة أما إذا كان الذي عندهم يوجد مثله في كتب أهل السنة فيستغنى بها عن كتب المبتدعة .

والله تعالى أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يا إخواننا الأفاضل أنا عندما كتبت عن نقل شيخنا الفاضل أبي مجاهد من كتب الشيعة ما استنكرت مجرد النقل، وإنما ركاكة الاستدلال وضعف الاحتجاج.
أما عن النقل عن أهل البدع فيكفينا فيه أصل من سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: ( صدقك وهو كذوب ). ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) والرافضة لا يبعد حالهم عنهم في كثرة الكذب والخطل.
ولا يخفى على أحد كثرة ما نقل علماؤنا عن كتب أهل الأهواء قديماً وحديثاً.
لكن يظل أنْ يقال: الأولى ( وليس المتحتم ) أن لا ننقل عنهم، لئلا نرفع ذكرهم ولغنى مذهبنا ووفرة علمائنا.
ولا ينبغي الوقوف عند هذا الموضوع كثيراً فيما أرى، والله أعلم.
 
[align=center]سعادة / الاخ أبو مجاهد العبيدي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتقدم لسعادتكم بالشكر والعرفان بعد الله سبحانه وتعالى الذي سخر رجال مثلك ومثل الاخوه الكرام لخدمة هذا الدين

اشكر الاخوان

د. أنمار

ابن العربي

فيصل القلاف

على تعقيبهم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/align]
 
عودة
أعلى