هل يوجد من كتب عن الشاهد الشعري في دراسة الحديث النبوي؟
وهل يوجد في بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم تشابه مع بعض العبارات المشتهرة عند العرب قبل البعثة؟
لم أجد من بحث موضوع الشاهد الشعري في شروح الحديث النبوي، وقد سألتُ وسُئلتُ عن هذا كثيراً، غير أنني لاحظت قلة صنيع شراح الحديث بذلك موازنة بالمفسرين. ولعل تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الشعر وحفظه له قد انعكس على شراح أقواله عليه الصلاة والسلام .
ولو تتبع باحثٌ استشهاد شارح الحديث بالشعر لربما وجد مادة علميةً، ومثلها في كتب السيرة كسيرة ابن هشام.
شيء مؤسف ألا يوجد أي جهد مذكور من العلماء في هذا الموضوع طيلة هذه القرون، ولا أرى عذرا، لأن القرآن الكريم أولى بالتنزيه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكلاهما منزه ولا شك.. ولكن هذا البحث ضروري لسببين: أولهما لدفع والشبهات، وثانيهما للتفسير. ولا فرق بين القرآن والحديث إن سلّمنا بالتفوق البلاغي للقرآن الكريم وكلام النبي صلى الله عليه وسلم على كلام العرب.
ومن المباحث المتعلقة بها أيضا، يبدر في ذهني تساؤلات آخرى عن مصادر بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان متأثرا ببعض البلغاء قبل البعثة (وقد يكونون من الخطباء أو الشعراء)؟ أم أن التأثير الأقوى جاء نتيجة تشبعه ببلاغة القرآن الكريم بعد البعثة؟ وهل حفظت لنا لنا كتب السيرة والحديث كثيرا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة؟
وقد كنت في تعليق على كتاب الدكتور إبراهيم عوض (القرآن والحديث: مقارنة أسلوبية) في هذا الرابط ذكرت أمورا متعلقة بهذا الأمر. وأرجو أن ينهض بعض الأساتذة والطلبة للبحث في هذا الموضوع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فمما يناسب ذكره في هذا المقام ما أخرج ابن غطريف قال ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي شيبة ببغداد حدثنا أبو الفضل حاتم بن الليث الجوهري حدثنا حماد بن أبي حمزة اليشكري علي بن الحسين بن واقد حدثنا أبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله مالك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا قال كانت لغة إسماعيل قد درست فجاء بها جبريل فحفظنيها فحفظتها
جزء ابن غطريف ص 94
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ج 3 ص 94
وأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 116
من طريق حاتم بن الليث به.
وعللاه بوروده عن ابن واقد بلاغا عن عمر.
وأضاف السيوطي في الخصائص الكبرى باب الآية في لسانه الشريف صلى الله عليه وسلم عزوه إلى ابن منده وأبي نعيم
وقال: في بعض طرقه عن بريدة قال سمعت عمر بن الخطاب يقول يا رسول الله إلخ فجعله من مسند بريدة
قلت لكن ما وقفت عليه عند أبي نعيم ما رواه في تاريخ أصبهان من طريق أحمد بن يحيى بن الحجاج الجرواءاني بسند إلى مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال عمر يا نبي الله ما لك أفصحنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم جاءني جبريل فلقنني لغة أبي إسماعيل
تاريخ أصبهان ج 1 ص153 وعده من مناكير الجرواءاني ومثله في لسان الميزان ج 1 ص 321
وقال السخاوي في المقاصد ص 73 سنده ضعيف
ووجدت له شاهدا من حديث علي رضي الله عنه ذكره الزركشي في اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة ذكره مطولا فيما اسند العلامة شمس الدين يوسف من حديث علي بن أبي طالب في كتاب مرآة الزمان من طرق كلها تدور على السدي عن أبي عمارة الحيواني عن علي بن أبي طالب وفيه فقال علي رضي الله عنه يا رسول الله انك تكلم الوفود بكلام أو بلسان لا نفهم اكثره فقال ان الله ادبني فأحسن تأديبي ونشأت في بني سعيد بن بكر فقال له عمر يا رسول الله كلها من العرب فما بالك افصحنا فقال اتاني جبريل بلغة اسماعيل وغيرها من اللغات فعلمني اياها
قال السبط والسدي اسمه اسماعيل بن عبد الرحمن كان اماما في كل فن وعنه نقل التفسير والقصص وغيرها وقد ذكره جدي في زاد المسير وعامة كتبه وكذا عامة العلماء ووثقه الترمذي في كتاب السنن وقد تكلم على هذا الحديث الاصمعي وابو عمرو ابن العلاء والازهري وصححه أبو الفضل ابن ناصر وتكلم عليه وجعله من معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم وختم به .. كتابه المسمى المنتخب ثم تكلم عليه وشرح الفاظه
التذكرة في الأحاديث المشتهرة ص 161
لكن قال في المقاصد الحسنة بعد عزوه للعسكري ص 73
سنده ضعيف جدا وإن اقتصر شيخنا على الحكم عليه بالغرابة في بعض فتاويه ولكن معناه صحيح وكذا جزم ابن الأثير بحكايته في خطبة النهاية وغيرها
قلت ثم استشهد له بحديث عمر أعلاه.
قلت وعزاه مختصرا السيوطي للبيهقي في شعب الإيمان وابن أبي الدنيا في كتاب المطر وابن أبي حاتم والخطيب في كتاب النجوم وابن عساكر عن محمد بن إبراهيم التيمي قال قالوا يا رسول الله ما رأينا الذي هو أفصح منك قال ما يمنعني وإنما أنزل القرآن بلساني بلسان عربي مبين
الخصائص الكبرى ج 1 ص 109 فلتراجع بقية طرقه وأسانيده
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ان طرح مثل هذه الافكار ليس من السهل البت فيها واصدار الاحكام... فهي مازالت قيد التفكير والبحث والدراسة والتحليل ... ادعو السائل الى دراسة نماذج على سبيل التقصي ثم البت فيه .
واتصور انه نادر وقليل ... الا اذا كانت عند الباحث رغبة في تناول الموضوع من جهة اخرى .. والله اعلم .
بارك الله في الجميع على هذا الاثراء المعرفي .
أذكر أني قرأت يوما كتابا يجمع الأحاديث التي تتصل بالشعر والشعراء من الصحيحين ، ومنها أحاديث ورد فيها بعضٌ من الشعر .
والكتاب من جمع الدكتور عبد الله أبو داهش . ولا يحضرني عنوان الكتاب الآن فقد بحثت عنه في مكتبتي ولم أهتدِ إلى مكانه .
وربما يكون هذا الكتاب نواة للعمل ؛ وذلك بتتبع شروح الصحيحين والوقوف على أقوال الشراح وشواهدهم عند كل موضع ، فلربما ينجلي الأمر قليلا ثم تتضح الرؤية .
وأذكر أني قرأت مقالة موسعة لأخ من العراق عرض فيها لهذا الموضوع . وقد أعود إليكم بإيضاح أكثر جلاء عن المقالة وكاتبها فيما بعد إن شاء الله .
وبالله التوفيق .
مع التحية والتقدير للأخ الكريم منصور مهران وبقية الزملاء
ما جمعه الدكتور عبدالله أبو داهش حفظه الله في كتابه هو الأشعار التي تمثل بها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواقف وهي قليلة جداً، ولذلك جاء كتابه صغير الحجم . وموضوع الشاهد الشعري في شروح الأحاديث المقصود به دراسة توظيف شراح الحديث للشعر في بيان معاني أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك يدخل فيه الشعر الذي استشهد به الذين صنفوا في غريب الحديث كما أشار الدكتور موراني . وأما الأشعار التي تمثل بها النبي صلى الله عليه وسلم أو قيلت فيه فهي كثيرة، وهي مدروسة ومجموعة في مصنفات وبحوث متفرقة وفي كتب شروح السيرة كثير من ذلك كما في الروض الأنف للسهيلي وغيره والله أعلم .
أنا أبحث عن إشباع رغبتي في الفهم والعلم وتوجيه الآخرين إلى ما أرى فيه بعض الفائدة.. وبما أنني لست متخصصا، فأعمد إلى استنهاض همم المتخصصين كي يقوموا بهذا العمل.
بعد اطلاعي على هذا الموضوع الشيق ، و الحقيقة أنني لأول مرة أقرأ عنه … إستغربت عدم تطرق الباحثين لمادته ، مع أنها و لا شك غنية و متنوعة و جد مفيدة بالنسبة لوفرة كتب شروح الحديث في المكتبة العلمية الإسلامية و في الشبكة الرقمية ، و سهولة البحث فيها … و كخطوة أولى في البحث في هذا الميدان ، من باب الفضول ، رجعت إلى نسخة رقمية لكتاب { فتح الباري } لإبن حجر العسقلاني من 13 جزء ، أحتفظ بها في حاسوبي ، و بحثت عن كلمة { الشاعر} في الجزء الأول منه ، و عنوانه " هدى الساري ، مقدمة فتح الباري ، فوجدت ما يلي :
وقال الشاعر"
تأوه آهة الرجل الحزين...
و بالبحث في الشبكة هذه المرة ، و جدت بموقع ، أن الشاعر هو المثقف العبدي ،
و أن البيت بأتمه [ من الوافر ] هو :
إذا ما قمت أرحلها بليل * تأوه آهة الرجل الحزين
و وجدت في موقع آخر ما نصه :
وقال المثقب العبدي: إذا ما قمت أرحلها بلـيل*تأوه آهة الرجل الحزين.
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، سجد فركبه الحسن فأبطأ في سجوده، فلما فرغ سئل عنه فقال: إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله، أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري.
و بالمقدمة أيضا ، قول الشاعر:
فإن لم يبتئر رؤسا قريش * فليس لسائر الناس ابتئار
و وجدت فيها قول الشاعر : والعالم المدعو حبرا إنما * سماه باسم الحبر حمل المحبر
و فيها ، قال الشاعر: فإنك إن تبأر لنفسك مرة * تجدها إذا ما غيبتك المقابر
................................
و وجدت بالجزء الثاني من هذه النسخة من كتاب { فتح الباري } ، ما يلي :
....
التغاير يقع تارة باللفظ وهو الأكثر وتارة بالمعنى ويفهم ذلك من السياق ومن أمثلته قوله تعالى { ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا } وهو مؤول على إرادة المعهود المستقر في النفس كقولهم أنت أنت أي الصديق الخالص وقولهم هم هم أي الذين لا يقدر قدرهم وقول الشاعر: أنا أبو النجم وشعري شعري ...
................
و فيه ، كقول الشاعر:
خليلي خليلي دون ريب وربما * ألان أمرؤ قولا فظن خليلا
و فيه ، ومثله قول الشاعر:
إن دعوت إلى جلى ومكرمة يوما سراة كرام الناس فادعينا
.........................
و فيه ، ومنه قول الشاعر: وأنا لمما نضرب الكبش ضربة * على وجهه يلقى اللسان من الفم
. ..........................
و فيه ، وأولوا قول الشاعر: وإنما يدافع عن أحسابهم أنا ومثلي
بان الاستثناء فيه مقدر أي وما يدافع عن احسابهم الا أنا....
و فيه ، وقال الشاعر: فإن كنت ندماني فبالاكبر اسقني
و فيه ، وقال الشاعر: صاح هل ريت أو سمعت براع * رد في الضرع ما فرى في الحلاب
و فيه :
واستشهد الخطابي للشافعي بقول الشاعر: فقلت لقومي هذه صدقاتكم * مصررة أخلافها لم تجرد
.....................
و فيه ، قال الشاعر: { يا من يدل عزبا على عزب }
..................
.... و لا شك أن باقي الأجزاء فيها و فيها و فيها ....
...................................................................................
و بعد هذا الصيد في أقل من عجالة ، أتساءل :
فهل ياترى هذا هو الشاهد الشعري الغائب الحاضر ، موضوع السؤال ، أم أن السؤال يعنى شيئا آخر غير الذي فهمته؟ ...
فإن كان هو ، فبشرى لنا بهذا المنجم البكر ... و إن كان غير هذا ، فحسبي أن أقول :
{ و قل رب زدني علما }.... و انتظر ما ستأتي به المشاركات القادمة من خبر يقيــن ... إن شاء الله .
[align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .
{ فرب حامل فقه لا فقه له ... و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه }[/align]
أساتذتي الكرام ، إخواني الباحثين :
صحيح أن السؤال ورد عن الشاهد الشعري عند شراح الحديث ... لكن ، و بما أن الموضوع موضوع " الحديث " ، تساءلت عن مدى حضور الشاهد الشعري في متن الحديث نفسه ، قبل ظهوره عند شراحه ... و متن الحديث هو أول سدة في نسيج شرحه ... كانت مجرد فكرة ... فجاء الرد بعد بحث أولي في متن { صحيح البخاري } ... و جاءت المفاجأة بالنسبة لفضولي مثلي متمثلة ً في كثرة هذه الأرجاز و الأشعار عند إمام المحدثين ، أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله .
ترددت كثيرا في اختيار الطريقة الأنسب في نشر هذه الشواهد الشعرية في الأحاديث النبوية ، في هذا الملتقى المبارك ...
.
هل الأفضل نشر كل حديث حديث ، حتى يتسنى للأساتذة الباحثين المختصين المهتمين بسط الكلام فيه خاصة و من كل الوجوه ؟ ...
أم تنشر كل الأحاديث التي تيسر لي العثور عليها ، في مشاركة واحدة ، لتبقى مرجعا ميسر ا يعتمده كل طالب و باحث ... و أيضا لكي يُعرف هذا العدد الأولي ، و يبحث عن الأحاديث الأخرى التي وردت فيها الشواهد الشعرية عند الإمام البخاري نفسه و لم أتمكن من التعرف عليها ؟...
و أخيرا استقر رأيي و اطمأن قلبي إلى نشرها على شكل مجموعات ، ليسهل علي تنسيقها و إظهار أبياتها قبل نشرها ... و حتى يتقبل و يتحمل القارئ مراجعتها من غير ملل ... و الله الموفق للصواب .
...
بقي أن أشير إلى أن جل هذه المقتطفات هي أحاديث تامة ، بسندها و متنها و رقمها و رقم صفحتها في الكتاب الرقمي ، بالنسبة للأحاديث ذوات الحجم المتوسط أو الصغير ... أما بالنسبة للأحاديث الطويلة ، فإني اكتـفـيت باستخراج شواهدها الشعرية و تحديدها في المرجع ، على أن يرجع الباحث إليها في أصلها عند الحاجة لكامل نصها ...
و أخيرا أثير إنتباه القارئ الكريم ، إلى أن جل المنشورات الرقمية ـ كما هو معلمم ـ لا تخلو من أخطاء و تحريف و تصحيف ... و عليه فالمرجو التحري و التثبت و التأكد من صحة محتوى الحديث المنشور هنا ، سندا و متنا ، بمقارنته بما هو عليه في أمهات الكتب المحققة ، و الميسرة و الحمد لله ...
و حسبي أنني هنا مجرد حامل فقه إلى من هو أفقه مني ...
وقال عمر بن حمزة: حدثنا سالم، عن أبيه: ربما ذكرت قول الشاعر، وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي، فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب:
[align=center]وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل[/align]
وهو قول أبي طالب.
..............................
418 - حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث، عن أبي التياح، عن أنس قال:
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار، فجاؤوا متقلدي السيوف، كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته، وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ من بني النجار، فقال: (يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا). قالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فقال أنس: فكان فيه ما أقول لكم، قبور المشركين، وفيه خرب، وفيه نخل، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنشبت، ثم بالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون، والنبي صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يقول
[align=center]اللهم لا خير إلا خير الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة.[/align]
[1769، 2000، 2619، 2622، 2627، 3717].
..............................
[align=center]
24 - باب: نوم المرأة في المسجد[/align].
ص 126 /1082
428 - حدثنا عبيد بن إسماعيل قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:
أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب، فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم، عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته، أو وقع منها، فمرت به حدياة وهو ملقى، فحسبته لحما فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون، حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة معهم، إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به، زعمتم وأنا منه بريئة، وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد أو حفش، قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسا، إلا قالت:
[align=center]ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا * ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني[/align]
قالت عائشة: فقلت لها: ما شأنك، لا تقعدين معي مقعدا إلا قلت هذا؟ قالت: فحدثتني بهذا الحديث.
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلاة على رسول الله
الأساتذة الأفاضل الكرام :
من البديهي و المؤكد و المسلم به ، أن تخريج الأحاديث و الكلام في رتبها و درجاتها و كل ما يتعلق بدراستها هو من اختصاص أهل الحديث و علمائه ... فمنهم يستمد العون في إيضاح المبهمات و شرح المفردات ، و إصدار الأحكام و التعاليق و الملاحظات عن المتون و الأسانيد ...
و نتيجة لبحث أولي نموذجى عن مفردة الوشاح بمحرك البحث في موقع " الدرر السنية " ، حصلت على هذا الحديث رقم { 115100} المنشور أسفله ... و بمقارنته مع الحديث الذي سبق و نشرته في الحلقة الأخيرة في هذا الملف ، ، و رقمه 428 ... وجدت اختلافا في المتن و الرقم ... و بحثت عن الرقم 115100 في صحيح البخاري عندي فلم أجده ... فهل من بيان في الموضوع ... يا أهل الحديث ... بارك الله فيكم ...
ــــــــــــــــــــ
حديث موقع " الدرر السنية " هو :
115100 – عن عائشة رضي الله عنها قالت : أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب ، وكان لها حفش في المسجد ، قالت : فكانت تأتينا فتحدث عندنا ، فإذا فرغت من حديثها قالت :
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا *** ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
. فلما أكثرت ، قالت لها عائشة : وما يوم الوشاح ؟ قالت : خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح من أدم ، فسقط منها ، فانحطت عليه الحديا وهي تحسبه لحما ، فأخذته ، فاتهموني به فعذبوني ، حتى بلغ من أمري أنهم طلبوا في قبلي ، فبينا هم حولي وأنا في كربي ، إذ أقبلت الحديا حتى وازت برؤوسنا ، ثم ألقته ، فأخذوه ، فقلت لهم : هذا الذي اتهمتموني به وأنا منه برئية .
الراوي: عروة بن الزبير - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3835
...................................
و الحديث المستخرج من مرجعي هو :
ص 126 /1082
428 - : حدثنا عبيد بن إسماعيل قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:
أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب، فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم، عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته، أو وقع منها، فمرت به حدياة وهو ملقى، فحسبته لحما فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون، حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة معهم، إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به، زعمتم وأنا منه بريئة، وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد أو حفش، قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسا، إلا قالت:
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا * ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
أنا أبحث عن إشباع رغبتي في الفهم والعلم وتوجيه الآخرين إلى ما أرى فيه بعض الفائدة.. وبما أنني لست متخصصا، فأعمد إلى استنهاض همم المتخصصين كي يقوموا بهذا العمل.
خير ما أشرت به أيها الأستاذ الكريم ... و الدّال على الخير كفاعله ...
و أنا و الله مثلك ، لست من المتخصصين ...إلا أن ما طلبت يدفع أمثالي إلى التشبه بالأخيار ، و بذل الجهد على قدر المستطاع ، لتذليل الصعاب ، و تهيئة السبل ، أمام الباحثين الكرام ...
و إليكم هذه الخواطر .
موضوع الشاهد الشعري في متن الحديث و شرحه... موضوع مفيد شيق و ممتع ... و البحث في الشعر و مفهوم ألفاظه في اللغة ، و عن الشعراء و عصورهم في علم التاريخ ، قد يكون وسيلة ناجعة لتقريب متن الحديث إلى قراء جدد من المهتمين أساسا باللغة و الشعر و الشعراء و التاريخ، و سيجد هؤلاء القراء و الباحثون و هم يتتبعون مواد تخصصهم ، أحاديث نبوية شريفة ، سيحتفظون بها بدورهم كشواهد ، بعد أن يكونوا قد اطلعوا على محتواها ... و في اطلاعهم هذا على أقوال نبيهم ،الخير كل الخير ... و تبليغ لأقواله ، صلى الله عليه و سلم .... و بهذا سيتسع حقل قراء الأحاديث و يعم نفعها لا محالة ...
و مما يزيد الموضوع خيرا و بركة ، سهولة الحصول على متون كتب الحديث و شروحها في الشبكة ، و سهولة البحث فيها باعتماد التقنية الرقمية ... فيكثر الباحثون عن هذه الشواهد و عرضها أمام الباحثين المختصين ، كل في ميدان اهتمامه ، ليجودوا بعلمهم و يوصلوه إلى أكبر عدد ممكن من القراء عبر الشبكة العنكبوتية هذه ... فتسخير هذه الشبكة لنشر العلم النافع الصحيح هو و الله نعمة من النعم الظاهرة إذا نحن استعملناها الإستعمال الصحيح ...
و إليكم هذا الرابط و فيه الخير كل الخير ، لمن أراد خيرا :
و أشير بالمناسبة إلى أن نسخة كتاب { صحيح البخاري} المعتمدة في بحثي عن الشاهد الشعري ، هي النسخة المعروضة في الرابط أعلاه ... و به وجب الإعلام .... و السلام .
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .
راجعت قول المشرف العام حفظه الله ، و نصه : { ما جمعه الدكتور عبدالله أبو داهش حفظه الله في كتابه هو الأشعار التي تمثل بها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواقف وهي قليلة جداً ... } ، و ذلك بعد إرسالي للمشاركة الأولى في موضوع الشاهد الشعري عند البخاري ، فخشيت أن أكون قد خرجت عن الموضوع بذكري لأشعار ترد في متن الأحاديث ، لا في شرحها ... يُــتَــمَــثّــل بها أو يُـسْـتـشْـهَـدُ بها ... ؟
سؤالي : هل من الجائز و المقبول تقريب معنى " اسـتـشـهـد " من معنى " تــمــثــل " فأستمر في عرض هذه الأشعار الواردة في صحيح البخاري على أنها شواهد شعرية ... أم أكتفي بذكر ما أجد منها في كتب " شروح الحديث " فقــط ؟
... أفيدوني حفظكم الله و رعاكم ...
بل نكتفي بهذا حفظكم الله وسدد خطاكم فالموضوع طويل لو استرسلتم في بحثه وهو خارجٌ عن صلب الملتقى ، وإنما أشار إليه الأستاذ محمد بن جماعة وفقه الله عَرَضَاً .
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .
سؤالي هو : هل من الجائز و المقبول تقريب معنى " اسـتـشـهـد " من معنى " تــمــثــل " فأعتبر هذه الأشعار الواردة في صحيح البخاري على أنها شواهد شعرية...؟ ...
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .
سؤالي هو : هل من الجائز و المقبول تقريب معنى " اسـتـشـهـد " من معنى " تــمــثــل " فأعتبر هذه الأشعار الواردة في صحيح البخاري على أنها شواهد شعرية...؟ ...
بارك الله فيكم أيها الكرام،ألتزم برأي الأخ المشرف بالاكتفاء بما قيل هنا عن هذا الموضوع الطويل؛لخروجه عن اختصاص الملتقى،وليسمح لي أن أذكر أن القاضي عياضا ممن عنوا بذكر الشواهد الشعرية في خدمة الحديث النبوي، خاصة في كتابيه: مشارق الأنوار على صحاح الآثار، وبغية الرائد لما في حديث أم زرع من الفوائد.