سؤال أرجو التكرم بالإجابة.

إنضم
16/02/2012
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الرياض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عندي تساؤل حول قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} من المفسرين من قال إن (في) بمعنى (على) أي: لأصلبنكم على جذوع النخل.
وفي قوله: {عينا يشرب بها عباد الله} قالو إن (الباء) بمعنى(من) أي: منها.
ماهي الدلالة البلاغية عند المفسرين في جعل الحرف بمعنى الآخر؟
وجزاكم الله عني خير الجزاء.
 
هل ينوب أحرف الجر بعضها عن بعض؟
اختلف النحويون فيما إذا تعدى الفعل بغير ما يتعدى به من الحروف ، هل التجوز يكون في الحرف ، بمعنى أن بعض الحروف تقوم مقام بعض وتؤدي معناها ؟ وهو مذهب الكوفيين ، أم أن الفعل تضمن معنى فعل آخر يتعدى بالحرف الذي تعدى به ؟ وهو مذهب البصريين .
قال ابن هشام في (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) :
تنبيه
مذهب البصريين أن أحرُف الجر لا ينوب بعضُها عن بعض بقياسٍ ، كما أن أحرف الجزم وأحرف النصب كذلك ، وما أوهم ذلك فهو عندهم إما مؤول تأويلاً يقبله اللفظ ، كما قيل في : ] ولأصلِّبنَّكم في جذوعِ النخل [ : إن ( في ) ليست بمعنى ( على ) ، ولكن شبِّه المصلوب لتمكنه من الجذع بالحالِّ في الشيء ؛ وإما على تضمين الفعل معنى فعل يتعدى بذلك الحرف ، كما ضمن بعضهم شربن في قوله : ( شربن بماء البحر ... ) معنى : روينَ ، وأحسنَ في : ] وقد أحسنَ بي [ معنى : لطفَ . انتهى المراد منه .
وقال الكوفيون في قوله تعالى : ] وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [ : إن حرف الجر ( في ) هنا معناه ( على ) ؛ لأن الفعل (صلب) يتعدى بحرف الجر ( على ) ، ولا يتعدى بحرف الجر ( في ) .
والتضمين عرَّفه ابن جني - وهو من أئمة اللغة – بأنه : اتصال الفعل بحرف ليس مما يتعدى به ؛ لأنه في معنى فعل يتعدى به .ا.هـ . وهذا الذي رجحه ابن تيمية - رحمه الله - في ( مقدمة التفسير ) لأن فيه معنى زائدا .
وفي سؤال الأخت الكريمة / محبة العلم :
] وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [ فعند الجميع - من قال بأن أحرف الجرِّ ينوب بعضُها عن بعض ، ومن قال بنفي ذلك ) فإن المعنى فيه تشبيه بمن يصلب على الجذع بتمكن ، كأنه يكون فيه ؛ وتقدم في كلام ابن هشام قول البصريين .
وقال أبو حيان – رحمه الله في ( البحر المحيط ) : ولما كان الجذع مقرًّا للمصلوب واشتمل عليه اشتمال الظرف على المظروف ، عُدِّيَ الفعل بـ ( في ) التي للوعاء ؛ وقيل : ( في ) بمعنى ( على ) .
وقال ابن عاشور - رحمه الله : عدل عن حرف الاستعلاء إلى حرف الظرفية تشبيها لشدة تمكن المصلوب من الجذع ، بتمكن الشيء الواقع في وعائه .ا.هـ .

وأما قوله تعالى : ] عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ [ قالوا : إن ( الباء ) بمعنى ( من ) أي : منها .ا.هـ . ذلك لأن ( يشرب ) لا يتعدى بـ ( الباء ) ؛ ونقل القرطبي عن الفراء قال : يشرب بها ويشربها سواء في المعنى ، وكأن يشرب بها يروى بها وينقع ، وأنشد :
شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهنَّ نئيجُ
قال : ومثله فلان يتكلم بكلام حسن ، ويتكلم كلامًا حسنًا .ا.هـ .
قال الزمخشري : فإن قلت : لم وصل فعل الشرب بحرف الابتداء أوّلاً [ أي : من كأس ] ، وبحرف الإلصاق آخرًا [ أي : بها ] ؟ قلتُ : لأنَّ الكأس مبدأ شربهم وأوَّل غايته ؛ وأما العين فبها يمزجون شرابهم فكان المعنى : يشرب عباد الله بها الخمر ، كما تقول : شربت الماء بالعسل .ا.هـ . قلت : فضمَّن فعل ( يشرب ) معنى يمزج .
وعند من يقول بالتضمين أن ( يشرب ) ضُمِّن معنى ( يروى ) أو ( يتمتع ) ، لأن أهل الجنة يتمتعون بذلك . فكان في هذا التضمين زيادة معنى .




 
عودة
أعلى