سؤال ؟

فكري حمدي

New member
إنضم
09/05/2013
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الأنبار
هل مسمى القلب في القرءان الكريم هو ذاته مسمى العقل في اللغة الدارجة ؟
وهل جعل القرءان نفسه مقدما على العقل أم جعل العقل قبل القرءان ؟
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بالنسبة للسؤال الأول فقد اختلف في علاقة القلب بالعقل فقيل أن موضع العقل هو القلب و قيل بل هو الدماغ و هناك قول آخر يجمع بين القولين و هو أن العقل متعلق بالدماغ من حيث التصور و التفكر و متعلق بالقلب من حيث الإرادة و محبة الشيء الذي تصوره في الدماغ.
و لعل الراجح أن العقل في القلب لظاهر الآيات القرآنية كقوله تعالى:" لهم قلوب لا يعقلون بها.." ..
أما أن نجزم أن القلب في القرآن هو مرادف العقل فهذا يحتاج إلى مزيد بحث.
أما بالنسبة للسؤال الثاني فالذي يظهر لي أنه متعلق بمسألة كبيرة اختلفت فيها الأفهام و الأقوال، و هي هل العقل أصل النقل؟
فأكثر الأصوليين يقولون بذلك و لعل مرادهم أن أصل النقل المعجزة و المعجزة أمر عقلي أي أن القرآن الكريم معجزة عقلية تحتاج إلى عقل يفهمها.
و قد فند شيخ الإسلام هذه المقالة:"أن العقل أصل النقل" و أبطلها في كتابه درأ تعرض النقل مع العقل، كما رد على من يقدم العقل على النقل بما فيه القرآن باعتبار أن العقل قطعي الدلالة و النقل ظني الدلالة كما هو مذهب الرازي رحمه الله تعالى و غيره.
و الحق أنه لا تعارض بين النقل و العقل بل هما متفقان متعاضدان، " فالعقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح بل يشهد له و يؤيده، لأن المصدر واحد فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل و محال أن يرسل إليه ما يفسده" كما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بهذا اللفظ أو نحوه.
و بتتبع الآيات الواردة في شأن العقل نقف على هذه الحقيقة البينة فالله تعالى أثنى على أهل العقول و الألباب و نعى على أهل التقليد و أمر بإعمال العقل و حرم الإضرار به و حصر الفهم و الاعتبار و الذكرى في أهله...
فكل هذا يدل دلالة قوية على علاقة التعاضد المتين بين القرآن و العقل، فالقرآن يخاطب أهل العقول و لا يمكن فهمه إلا بعقل كما أن العقل لا يمكن أن يهتدي بنفسه بل هو محتاج إلى القرآن و السنة ليستنير بهما، فالشرع للعقل كنور الشمس للعين.
و أما القول بأن القرآن فوق العقل أو العقل فوق القرآن فالمسلم إذا أيقن بعلاقة التعاضد المتين بينهما لا يحتاج أن يرجح أحد القولين على الآخر، لأن دينه أغناه عن ذلك و جعله في حل منه، خلافا للمسيحة المحرفة التي أصحابها -الكنسية- تزعم أن الدين فوق العقل.
و خلافا كذلك للمعتزلة و من اتبعهم من الأشاعرة الذين يقولون بتقديم العقل -لقطعيته- على النقل لظنيته، كما قالوا بالتحسين و التقبيح العقليين.
و الله أعلم و أحكم.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
ممنون لك أخي ناصر عبد الغفور لهذا الرد الجامع المانع ،
 
عودة
أعلى