سؤالاتٌ في علم العدد

إنضم
30/10/2012
المشاركات
10
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الجزائر
السّلام عليكم ورحمة الله.

هذه إشكالاتٌ تواجه أخاكم الضّعيفَ في «علم العدد»، وطالما قلَّبَ ناظريه في الكتبِ ليتبيَّن أوجُهها؛ فأعياه ذلك، وربما وجد نُـتَـفًا لم تَشْفِ له غليلًا، وهو يَـعْرِضُها عليكم -أهلَ الملتقى المباركِ!-؛ امتثالًا لأمر ربِّنا
عز وجل بسؤالِ أهلِ العلم، ويرجو التّكرُّمَ بالجوابِ لِمَن تيسَّر له؛ مِن المتخصِّصين في «علم العدد»، شاكرًا وداعيًا، وحبّذا لو كان الجوابُ على شاكلةِ: «هو الطَّهُورُ ماؤُه الْحِلُّ مَـيِّـتَـتُه».

***
لو فرَضْنا سنّـيّةَ الوقفِ على رءوسِ الآيِ مطلقًا؛ فَـهَلْ يَلزَمُنا أن نتَّبِـعَ العددَ المرويَّ عن الإمامِ الّذي نَـقْرَأُ بقراءتِهِ؟ فإذا قرأْنا للإمامِ ابنِ كثيرٍ -مثلًا- لَزِمَنا أن نـعْتَمِدَ العددَ المكِّيَّ؟ ما ذا يكون لو أخلَّ القارئُ به أداءً أو تلاوةً؟

***
لأهلِ المدينةِ رحمهم الله عددانِ: «أوَّلٌ» و«أخيرٌ»، وللأوَّلِ روايتانِ: كوفيّةٌ، تروى عن جماعةِ المدنيِّينَ دون تعيينِ أحدٍ، وبصريّةٌ، تُروَى عن ورشٍ عن نافعٍ ...، ويَـرْوِي الثّانِيَ إسماعيلُ بنُ جعفرٍ ... عن إمامين: شبيَةَ وأبي جعفرٍ، وبينهما اختلافٌ في ستّةِ مواضعَ ... في كلامٍ مبسوطٍ، والعلماءُ يحكون مذاهبهما -أعني عددَيْ أهلَ المدينة- تارَةً بالنّصِّ، فيقولون: عدَّ الأوَّلُ وعدَّ الثّاني، وتارةً يقولون بَدَلَ ذلك: أبو جعفرٍ كذا، وشيبةُ كذا؛ فما المناسبةُ بين الطّريقتين؟ فإن كان الكلامُ في «الأخيرِ»، فأينُ «الأوّلُ»؟

***
بناءً على بعضِ ما سبقِ وغيرِهِ: اختُلِف في العدد الّذي يُـعْتَمَد لنافعٍ مِن الرّوايتين، فقال الدّانيُّ، ثمّ قال مَن تأخَّرَ، وسلك كُلًّا جماعةٌ؛ فهل الخلافُ في هذا سائغٌ وَقَعَ للمتقدِّمين؟ وما تحريرُ المقام؟

***
بم يُـعَدُّ لأبي جعفرٍ؟ بالمدنيِّ الأخيرِ الّذي رواه إسماعيلُ عنهُ، أم بالمدنيِّ الأوَّلِ؟ وكيف يُـعْرَفُ ذلك تمامًا؟

***
يَـعُدُّ بعضُهُم لأبي عمرٍو بعدد أهلِ المدينةِ الأوّل؛ اعتمادًا على أنّه قرأ على أهلِ المدينةِ، فلِمَ لا يُـعَدُّ له بعدد أهلِ البصرةِ وهو إمامُهم في القراءَةِ؟

***
قال بعضُهم: إنَّ المدنيَّ الأوَّلَ لا يُـعَدُّ بِهِ لأحدٍ؛ لأنّه -على طريقةِ الدّانيِّ- لم يُسنَدْ إلى معيَّنٍ، فلِمَ يُـرْوَى ويُحفَظُ ويُدَوَّنُ إذًا؟

يُمْكِن اختِصَارُ هذه الأسئلةِ وغيرِها: باطّلابِ بيانٍ محرَّرٍ لِـ«مَن يُـعَدُّ له بعددِ المدينةِ الأوّل، والأخير، وعدد أهلِ البصرةِ».


ثمّ إنّ أخاكم كان قد عُنِيَ بـ«ناظمةِ الزُّهْرِ» حفظًا؛ لمدَّةٍ، حتّى ثَـلَـثَها؛ بإذنِ الله، لكن لمّا يُـوَفَّقْ للإتمامِ، فصَرَفَ جهدَهُ إلى أشياءَ أخرى، وهو يَجِدُ أبياتَها تَـفَلَّتُ مِنْهُ بشدَّةٍ كأن لم يَحْفَظْ شيئًا؛ رَغْمَ كَثْـرَةِ التّكرارِ إبّانَ الحفظِ كثرةً تزيد عن الحدّ، وهذا شيءٌ وجدَهُ في منظومة الشّاطبيّ الأخرى الّتي في السّبعِ، فلذلك توقَّفَ عن حفظِها منذ سنين، وكان قد ثَـلَثَـهَا أيْضًا، ولا يعهدُ هذا الأمرَ في غيرِهما مِن المتونِ في العلومِ الأخرى؛ ولو طالت أبياتُها، ولو كانت ركيكةً وَعْرَةً، وتلك «لاميّةُ الأفعالِ» مع زياداتِها مِثَالًا، وهي كَـئُـودٌ قاتمةُ النّواحي، وتَـيَسَّرَ له حِفْظُها في مدّةٍ وجيزةٍ، ويستحضر منها ما يشاء متى يشاء؛ بحمدِ الله، فما السَّبِيلُ؟ نعم! هناك منظوماتٌ كثيرَةٌ في «العدد»؛ كنظم شعلة والجعبريّ وطاهر بن أعراب، والمتولّي، والقاضي، وغيرهم؛
رحمهم الله، لكنَّ نَـفْسَ أخيكم تأبى عليه حفظَ شيءٍ ليس على طبيعةِ البلاغةِ والحسِّ الأدبيِّ، فيَجِدُه مأسورًا بأنظام الشّاطبيّ لا يبغي بها بَدَلًا، وهي قد تمنَّعت منه!!

ومِن أوجُهِ العَنَتِ الشّديد في مزاولةِ «ناظمة الزّهر» أنّ أخاكم لا يملِكُ منها نسخةً مضبوطَةً؛ حتَّى يَـلْجَأُ إلى النّظرِ في مخطوطةٍ، وفي الشّروح، وفي كتب المعاجم = ليتيسَّرَ له الضّبطُ الصّحيحُ، وتفوتُهُ أشياءُ، وذلك -على علّاته- يُـبَدِّدُ الوقتَ، ويشتِّتُ الذّهن، فهلَّا أحدٌ يكرمُنا بنسخةٍ مجوَّدَةٍ؟ أم تنصحونَ بإتمامِ ضبطِ «النّاظمَةِ» ثمّ عَرْضِها عليكم تصحّحون؟!


___

تقبّلوا منّي فائِقَ
الحبّ والتّقدير، وجزاكم الله عن شداةِ العلمِ خيرًا، والسّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.

أخوكم / خبيب.
 
لأهلِ المدينةِ رحمهم الله عددانِ: «أوَّلٌ» و«أخيرٌ»، وللأوَّلِ روايتانِ: كوفيّةٌ، تروى عن جماعةِ المدنيِّينَ دون تعيينِ أحدٍ، وبصريّةٌ، تُروَى عن ورشٍ عن نافعٍ ...، ويَـرْوِي الثّانِيَ إسماعيلُ بنُ جعفرٍ ... عن إمامين: شبيَةَ وأبي جعفرٍ، وبينهما اختلافٌ في ستّةِ مواضعَ ... في كلامٍ مبسوطٍ، والعلماءُ يحكون مذاهبهما -أعني عددَيْ أهلَ المدينة- تارَةً بالنّصِّ، فيقولون: عدَّ الأوَّلُ وعدَّ الثّاني، وتارةً يقولون بَدَلَ ذلك: أبو جعفرٍ كذا، وشيبةُ كذا؛ فما المناسبةُ بين الطّريقتين؟ فإن كان الكلامُ في «الأخيرِ»، فأينُ «الأوّلُ»؟
اختلافهما في المدني الأول.

بناءً على بعضِ ما سبقِ وغيرِهِ: اختُلِف في العدد الّذي يُـعْتَمَد لنافعٍ مِن الرّوايتين
صرَّح غير واحد من الأئمة أن المأخوذ به لنافع (من رواية ورش) المدني الأخير.

يَـعُدُّ بعضُهُم لأبي عمرٍو بعدد أهلِ المدينةِ الأوّل؛ اعتمادًا على أنّه قرأ على أهلِ المدينةِ، فلِمَ لا يُـعَدُّ له بعدد أهلِ البصرةِ وهو إمامُهم في القراءَةِ؟
الصحيح أن أبو عمرو يؤخذ له بالعدد البصري صرَّح بذلك الأئمة الداني وابن زنجلة وابن الجزري وغيرهم من الأئمة، وكونهم اعتمدوا له المدني الأول بقراءته على أهل المدينة ليس بحجة في اعتماد المدني الأول في قراءة أبي عمرو بدليل أن المدني الأول هو ما رواه أهل الكوفة عن أهل المدينة ولا يعدّ أهل الكوفة بعدد المدني الأول في مصاحفهم بل يعدّون بالعدد الكوفي.
قال بعضُهم: إنَّ المدنيَّ الأوَّلَ لا يُـعَدُّ بِهِ لأحدٍ؛ لأنّه -على طريقةِ الدّانيِّ- لم يُسنَدْ إلى معيَّنٍ، فلِمَ يُـرْوَى ويُحفَظُ ويُدَوَّنُ إذًا؟
يرى بعضهم أن العدد المدني الأول شاذ يروى ولا يعدّ به كالعدد الحمصي، أما فلم يروى ويحفظ ويدون لأنه كالقراءات الشاذة التي تروى وتدون وتحفظ.
مَن يُـعَدُّ له بعددِ المدينةِ الأوّل، والأخير، وعدد أهلِ البصرةِ
المدني الأول لا يعد به لأحد، والأخير لنافع وأبو جعفر، والبصري ليعقوب وأبو عمرو، والمكي لابن كثير، والكوفي لأهل الكوفة (عاصم وحمزة والكسائي وخلف)
والله أعلم
 

لو فرَضْنا سنّـيّةَ الوقفِ على رءوسِ الآيِ مطلقًا؛ فَـهَلْ يَلزَمُنا أن نتَّبِـعَ العددَ المرويَّ عن الإمامِ الّذي نَـقْرَأُ بقراءتِهِ؟ فإذا قرأْنا للإمامِ ابنِ كثيرٍ -مثلًا- لَزِمَنا أن نـعْتَمِدَ العددَ المكِّيَّ؟ ما ذا يكون لو أخلَّ القارئُ به أداءً أو تلاوةً؟


نعم يلزم اتباع عدد المصر الذي منه ذلك الإمام، وعند الإخلال به يكون قد وقف له في مواضع الخلاف مما ليس معدوداً في مصره على غير رؤوس الآي، وكذلك المواضع التي هي من الوقف الحسن مما هو مختلف في اعتباره رأس آية فعلى قراءة من ليست معدودة في عد مصره لا يجوز الوقف عليها؛ لتعلق الكلام بما بعده لفظاً ومعنىً وعدم اعتبارها رأس آية في تلك القراءة، ومما يؤيِّد ذلك إلزام الأئمة بمعرفة العددين الذين يعتمدهما ورش وأبو عمرو البصري من أجل معرفة ما يقلل لهما من رؤوس الآي، قال ابن الجزري (النشر، 2/ 80):"فالمختلف فيه مبني على مذهب المميل من العادين، والأعداد المشهورة في ذلك ستة وهي: المدني الأول، والمدني الأخير، والمكي، والبصري، والشامي، والكوفي، فلا بد من معرفة اختلافهم في هذه السور ـ أي ذوات رؤوس الآي الممالات ـ لتعرف مذاهب القراء فيها" اهـ. فلو كان القارئ مخيراً في الأخذ بأي عدد من الأعداد في أي قراءة شاء لما احتيج إلى معرفة مذاهبهم في العد لتنبني عليها أحكام الإمالة. ولو لم يكن ذلك لازماً لما كان هناك فائدة من دراسة علم عد الآي.

لأهلِ المدينةِ عددانِ: «أوَّلٌ» و«أخيرٌ»، وللأوَّلِ روايتانِ: كوفيّةٌ، تروى عن جماعةِ المدنيِّينَ دون تعيينِ أحدٍ، وبصريّةٌ، تُروَى عن ورشٍ عن نافعٍ ...، ويَـرْوِي الثّانِيَ إسماعيلُ بنُ جعفرٍ ... عن إمامين: شبيَةَ وأبي جعفرٍ، وبينهما اختلافٌ في ستّةِ مواضعَ ... في كلامٍ مبسوطٍ، والعلماءُ يحكون مذاهبهما -أعني عددَيْ أهلَ المدينة- تارَةً بالنّصِّ، فيقولون: عدَّ الأوَّلُ وعدَّ الثّاني، وتارةً يقولون بَدَلَ ذلك: أبو جعفرٍ كذا، وشيبةُ كذا؛ فما المناسبةُ بين الطّريقتين؟ فإن كان الكلامُ في «الأخيرِ»، فأينُ «الأوّلُ»؟


العلماء يحكون مذهبهما فيقولون: عد الأول، وعد الثاني، في حالة الاتفاق بين أبي جعفر وشيبة، أما في حالة الاختلاف بينهما فيقولون: عد أبو جعفر وترك شيبة، وذلك في موضع واحد من الستة، وعد شيبة وترك أبو جعفر، وذلك في الخمسة المواضع الباقية. والمعتمد في مواضع الخلاف بين أبي جعفر وشيبة في المدني الثاني هو قول شيبة، لقول الإمام الداني: (وكان إسماعيل يأخذ فيهن بقول شيبة)، وإسماعيل بن جعفر هو الذي يروي العدد المدني الثاني، كما أن قول شيبة هو المعتمد في المدني الأول من رواية الكوفيين، وهذا الكلام لم يصرح به أحد – حسب اطلاعي – إلا أنهم يذكرون أن عدد آي القرآن الكريم (6217) آية في المدني الأول من رواية الكوفيين، وهذا يوافق قول شيبة دون أبي جعفر، وهذا الرقم يتحقق بعدم عدِّ (فعقروها) بالشمس، وهو موضع خلاف في المدني الأول بين المصنفين، والداني يعتمد عدَّه له، ومع ذلك روى أن العدد الإجمالي للقرآن في المدني الأول (6217) آية، ومن خلال حساب العد التفصيلي لسور القرآن يلزم أن يكون العدد الإجمالي عنده: (6218) آية.
بناءً على بعضِ ما سبقِ وغيرِهِ: اختُلِف في العدد الّذي يُـعْتَمَد لنافعٍ مِن الرّوايتين، فقال الدّانيُّ، ثمّ قال مَن تأخَّرَ، وسلك كُلًّا جماعةٌ؛ فهل الخلافُ في هذا سائغٌ وَقَعَ للمتقدِّمين؟ وما تحريرُ المقام؟
قال الشيخ عبد الرازق موسى : "نافع المدني أو أحد راوييه يعتمد المدني الثاني، خلافاً لما ذهب إليه الداني وتبعه الجعبري من أنه يعتمد المدني الأول، والقول الأول أرجح وعليه العمل"(المحرر الوجيز، ص 51).
بم يُـعَدُّ لأبي جعفرٍ؟ بالمدنيِّ الأخيرِ الّذي رواه إسماعيلُ عنهُ، أم بالمدنيِّ الأوَّلِ؟ وكيف يُـعْرَفُ ذلك تمامًا؟
لم أطلع على كلام للمتقدمين حول هذه المسألة ويوجد خلاف بين المتأخرين في ذلك. قال الشيخ عبد الرازق موسى: "أبو جعفر المدني يعتمد عدد المدني الأول". وقال د. إبراهيم الدوسري: "ومن قرأ بقراءة أبي جعفر فهو مخير بين العدين المدنيين؛ لأن أبا جعفر اشترك في روايتهما، لكن يحسن اعتماد المدني الأخير في رواية ابن جماز؛ لأنه من رجال سند رواية العد المدني الأخير، والله أعلم" (الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات، ص 321).
يَـعُدُّ بعضُهُم لأبي عمرٍو بعدد أهلِ المدينةِ الأوّل؛ اعتمادًا على أنّه قرأ على أهلِ المدينةِ، فلِمَ لا يُـعَدُّ له بعدد أهلِ البصرةِ وهو إمامُهم في القراءَةِ؟
كتبت في شبكة القراءات القرآنية بتاريخ 31/ 10/ 2010م عن هذا الموضوع، ومما كتبته فيها: فالمنصوص عليه من كلام الأئمة المتقدمين هو الأخذ بالعدِّ البصري في المصاحف البصرية، وفي قراءة أبي عمرو، وهذا ما وقفت عليه من كلامهم: قال الإمام الداني (ت 444 هـ): "قال: محمد ـ أي ابن عيسى ـ: وجميع عدد آي القرآن في عدد البصريين: ستة آلاف ومئتان وأربع آيات, وهو العدد الذي عليه مصاحفهم الآن" [ البيان في عد آي القرآن , ص 80 ]. ونفس هذا النص نقله الإمام القرطبي (ت 671هـ) في مقدمة تفسيره عن محمد المذكور إلا أنه قال فيه:"وهو الذي مضى عليه سلفهم حتى الآن" [الجامع لأحكام القرآن، 1/106]. وقال أبو زرعة ابن زنجلة (كان حيًّا في السنوات الأولى بعد 400 هـ): "وعلى عدد البصريين: ستة آلاف ومئتان وأربع آيات, وهو العدد الذي عليه مصاحفهم"[تنزيل القرآن وعدد آياته واختلاف الناس فيه, ص 275]. وقال الإمام المالقي (ت 705هـ): "واعلم أن الأعداد المشهورة ستة ..." إلى أن قال: "وأوكد هذه الأعداد في مقصود هذا الفصل، عدد المدني الأخير، وعدد البصري؛ ليُعرف به ما يقرؤه ورش وأبو عمرو من رؤوس هذه الآي بين اللفظين"[الدر النثير، ص 477]. وذكر الإمام ابن الجزري (ت 833 هـ) أهمية معرفة علم عد الآي لإمالات القراء ثم قال:"والمحتاج إلى معرفته من ذلك هو عدد المدني الأخير؛ لأنه عدد نافع وأصحابه، وعليه مدار قراءة أصحابه المميلين رؤوس الآي؛ وعدد البصري ليعرف به قراءة أبي عمرو في رواية الإمالة"[النشر في القراءات العشر، 2/80]. فيلاحـظ: أنه لم ينص أحد من هؤلاء الأئمة على الأخذ لأبي عمرو بالعد المدني الأول، ولم يشيروا إلى ذلك بأدنى إشارة، ولو إشارة إلى قول غير مقبول عندهم، مما يؤكد أنه لا خلاف عندهم في الأخذ له بالعد البصري، والله أعلم.
 
شيخُ محمّد! شيخ مدثر! أشكر لكما المبادرة والإيضاح، جزاكما الله عنّي خيرًا، وبارك فيكما، وأدام النّفع بكما.
بقيت أشياءُ لعلّه يَحِينُ لها حينٌ؛ بإذن الله، والله المستعان.
 
وذكر الإمام ابن الجزري (ت 833 هـ) أهمية معرفة علم عد الآي لإمالات القراء ثم قال:"والمحتاج إلى معرفته من ذلك هو عدد المدني الأخير؛ لأنه عدد نافع وأصحابه، وعليه مدار قراءة أصحابه المميلين رؤوس الآي؛ وعدد البصري ليعرف به قراءة أبي عمرو في رواية الإمالة"[النشر في القراءات العشر، 2/80]. والله أعلم.
السلام عليكم
وماذا تفعلون يا شيخ محمد ـ في اليمن ـ إذا قابلكم خلاف في جمع القراءات في سورة " طه " مثلا ؟ هل تأخذ بالإمالة كرأس آية ؟ أو لا تضع لذلك اعتبارا ويتم الجمع دون التعويل عليه ؟
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
وماذا تفعلون يا شيخ محمد ـ في اليمن ـ إذا قابلكم خلاف في جمع القراءات في سورة " طه " مثلا ؟ هل تأخذ بالإمالة كرأس آية ؟ أو لا تضع لذلك اعتبارا ويتم الجمع دون التعويل عليه ؟
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بل يعوَّل عليه، ويؤخذ لكل قارئ بحسب عدِّه المعتمد، ومعرفة رؤوس الآي الذي يحتاج إليه مما يختلف فيه الحكم بالنسبة للتقليل بناءً على اختلاف العادين هي ثلاثة مواضع فقط، موضعان بـ (طه)، وموضع بالنازعات، وما عدا هذه المواضع الثلاثة فهي معروفة كون عد المقللين فيها لا يختلف عن العد الكوفي الذي يعرفه الجميع، والثلاثة المواضع التي أشرت إليها تبرأت كثير من كتب القراءات بذكرها، والحمد لله رب العالمين.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته... بل يعوَّل عليه، ويؤخذ لكل قارئ بحسب عدِّه المعتمد
السلام عليكم
يا شيخنا ما أخذته في الجمع أنني أنبه على أن هذه الكلمة رأس آية ، ويعتمد العد الكوفي في جمع القراءات .
فإن كنت مخالفا ..أعطني مثالا مختصرا شيخنا الفاضل بأحد الآيات التي ذكرتها في مخالفة العد .. كيف نجمعها ؟
( معلش مرخّم حبتين )
والسلام عليكم
 
عندما كنت أقرأ ختمة بحرف نافع من الشاطبية على شيخي إيهاب فكري - متعه الله بالصحة والعافية - كنت أجمع بالآيات، وكان يطالبني بأن أعتمد المدني الأخير.
 
عندما كنت أقرأ ختمة بحرف نافع من الشاطبية على شيخي إيهاب فكري - متعه الله بالصحة والعافية - كنت أجمع بالآيات، وكان يطالبني بأن أعتمد المدني الأخير.
السلام عليكم
الشيخ ايت عمران ..فتحت علينا بابا آخر ..هل كان يعتمد هذا العد في سائر الختمة أو في محل النزاع ؟
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله،
بل في سائر الختمة يا شخنا الكريم،
لكن الشيخ لم يعد يعتمد الجمع بالآيات بسبب الطول الذي يحصل بذلك.
 
السلام عليكم
يا شيخنا ما أخذته في الجمع أنني أنبه على أن هذه الكلمة رأس آية ، ويعتمد العد الكوفي في جمع القراءات .
فإن كنت مخالفا ..أعطني مثالا مختصرا شيخنا الفاضل بأحد الآيات التي ذكرتها في مخالفة العد .. كيف نجمعها ؟
( معلش مرخّم حبتين )
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا: نأخذ في الجمع بنفس ما تأخذون به مع اعتماد العد الكوفي، وإنما أقصد بما ذكرتُه سابقاً التعويل لكل قارئ على عدِّ مصره من حيث بناء أحكام الإمالة.
 
السّلام عليكم ورحمة الله.
طبتم وطابت مجالسكم.

***من المواضع التي اختلف فيها أهلُ العددِ: قولُه سبحانه في سورة البقرة: ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾، فعدّه المدنيُّ الأخيرُ، والمكّيُّ، والبصريُّ، وتركهُ غيرُهم.

وقد ثبت في البخاريِّ (2311) من حديثِ أبي هريرة
رضي الله عنه -في قصّةِ حفظِه زكاةَ رمضانَ، ومجيءِ الشّيطانِ إليه- أنّ الشّيطانَ قال له: إِذَا أَوَيْتَ إِلَىٰ فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ﴾، حَتَّىٰ تَخْتِمَ الْآيَةَ؛ فَإِنَّكَ لَن يَـزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَـقْرَبَـنَّكَ شَيْطَانٌ؛ حَتَّىٰ تُصْبِحَ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَـقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا فَـعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»؟ قُـلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! زَعَمَ أَنَّهُ يُـعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ»؟ قُـلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَىٰ فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّىٰ تَخْتِمَ الْآيَةَ: ﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ﴾، الحديثَ، قال له النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ».

فالحديثُ صريحٌ في أنّ آيةَ الكرسيِّ بتمامِها آيةٌ واحدةٌ.
وهذا المعنىٰ مستفيضٌ لِمَن تطلَّبَه؛ أعني اعتبارَ آيةِ الكرسيِّ آيةً واحدةً رأسُها هو قولُه سبحانه: ﴿وهو العليُّ العظيمُ﴾.

ولا بدّ مِن توجيهٍ؛ فمَن تمسَّكَ بظاهِرِ الأمرِ ربّما قالَ: إنّ هٰذا جارٍ علىٰ أحدِ العددين، وإنَّ مَنْ عدّ آيتينِ فمعه زيادةُ علمٍ، وقد حَفِظ مَا لم يحفظ غيرُه، ومَنْ حفِظَ حُجَّةٌ؛ والاختلافُ في ذٰلك سائغٌ، مِن قبيلِ اختلافِ التّنوّع، وهو شأنُ الاختلافِ في القراءاتِ ...، وما إلىٰ هٰذا.

ولِمَن تأمَّلَ أن يُعرِضَ عن هٰذا ويقولَ: إنَّ كونَ العددِ توقيفيًّا في الجملةِ لا يعنِي توقيفَ كلِّ موضِعٍ، بل لا يدّعي ذٰلك مَن تمرَّسَ هٰذا العلمَ؛ فإنَّ هناكَ مواضعَ يُعوِزُ فيها النّصُّ عن صاحبِ التّوقيفِ، فيُجرِي فيها العلماءُ ضروبًا مِن الاعتباراتِ والأقيسَةِ لمعرفةِ الفواصِلِ، وقد افترَّ عن ذٰلك الإمامُ الشّاطبيُّ رحمه الله في «ناظمتهِ»، وكان من تلكم الضُّروبِ سبيلان (سمَّاهما الشّاطبيُّ أصلينِ)، وهما: المشاكلةُ، والتّناسُبُ. والشّاطبيُّ رحمه الله بعد أن قرّر طرقَ معرفةِ الفواصلِ القياسيّة رَجَع إلى حرفِ المسألةِ؛ فختم بهذا البيتِ الّذي به بُدِئَ التّوجيه، فقال:
وَمَا يَمْنَعُ التَّـوْقِيفَ فِيهِ اخْتِلَافُهُ ****** إِذَا قِيلَ بِالْأَصْلَيْنِ تَأْوِيلُ مُسْتَبْرِيْ
والمقصودُ: أنّه ظاهِرٌ مِن مأخذِ (مَنْ عدّ آيتين) القياسُ والنَّظَرُ انطلاقًا مِن الأصلينِ المشارِ إليهما، حينَ لم يتَّفِقْ له مِثْلُ حديثِ أبي هريرةَ السّابقِ، فوظَّفَ الاعتبارَ، وتمَّ ذٰلك بما حصلَ مِن الاختلافِ في العددِ، وقد أشار إلىٰ ذٰلك الشّاطبيُّ رحمه الله عندما قال:
وَقَدْ يُنبِتُ الْأَصْلَانِ مِن كَلِمَاتِهَا ****** فُـرُوعَ هِدَايَاتٍ قَـوَارِعَ لِلْبَدْرِ
كَمَا آيَةِ الْكُرْسِيْ إِلَىٰ ذَاتِ دَيْنِها ****** إِلَىٰ أُخْرَتَيْهَا مَعْ صَوَاحِبِهَا الْقُمْرِ
فكان ما كان.

وإنّما يُصارُ إلى معالجَةِ القياسِ والنّظرِ عندما يغيبُ النّصُّ، ونحنُ قد تبيّن لنا اعتبارُ الشّرعِ لهٰذه الآيةِ العظيمةِ آيةً واحدةً، فلا بأسَ بمراجعةِ هٰذا العددِ بالنّصِّ الثّابتِ، لا سيّما وقد راجعتْ لجنةُ «مجمَّعِ الملكِ فهدٍ» الموقَّـرَةُ العددَ المدنيَّ الأخيرَ في ما هو دون هٰذا، وهو موضعُ {نَذِيرِ} بسورةِ الملكِ، وكان ذٰلك منها تمسُّكًا بظاهرِ الحديثِ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلَاثِينَ آيَةً» الحديثَ، مع أنّ الجوابَ عن هٰذا سهلٌ؛ فإلغاءُ الكسرِ سَنَنٌ للعربِ شائعٌ.
واللهُ أعلمُ.

___



وبعدُ؛ فهٰذا تقريرٌ متواضعٌ مِن ذي فكرةٍ ضيِّقةٍ ضعيفةٍ.

والسّؤالُ: هل هٰذا سليمٌ؟

أنتظر توجيهاتكم وإفاداتكم، سلّمكم الله!


أخوكم.
 
عودة
أعلى