سأصليه سقر عند الطبري...بين الجر والمدح.

محمد يزيد

Active member
إنضم
24/01/2012
المشاركات
534
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
العمر
44
الإقامة
الجزائر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبيه وآله وصحبه وعلى من اتبع بالإحسان هديه.

قال ابن جرير الطبري: ...يعني تعالى ذكره بقوله: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ سأورده بابا من أبواب جهنم اسمه سقر، ولم يُجرَّ سقر لأنه اسم من أسماء جهنم ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾

س1: ماذا يقصد الطبري بقوله: "ولم يُجرَّ سقر لأنه اسم من أسماء جهنم"؟

ثم قال: ...﴿لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ﴾
يعني جلّ ثناؤه: مغيرة لبشر أهلها، واللّواحة من نعت سقر، وبالردّ عليها رُفعت، وحسُن الرفع فيها، وهي نكرة، وسقر معرفة، لما فيها من معنى المدح.

س2: ماذا يقصد الطبري بقوله: "لما فيها من معنى المدح."؟

وجزى الله من أعانني على فهم مراد الطبري رحمه الله رحمـه الله تعـالى.
 
أشار علي بعض الإخوة الطلبة بأن معنى المدح يرجع على البشَر.
وتقدير الكلام: مغيرة لبشر أهلها، لما فيها من معنى المدح. واللّواحة من نعت سقر، وبالردّ عليها رُفعت، وحسُن الرفع فيها، وهي نكرة، وسقر معرفة.

والمعنى أن سقرَ تأتي المعذَّبَ من حيث يغلبُ مدحهُ كجمال البشَرة.

قلتُ: هذا معنى مقبول نظيره لنسفعا بالناصية وسنسمه على الخرطوم وتبت يدا أبي لهب.
لكن التأخير في الجملةِ محلِّ النظر أوهم معنى خطأ، ثمَّ إن عبارة الطبري رحـمه الله فيها إلغاز يسهل درؤه بما هو أوضح، وأرجح أن ثمة تصحيفا، والله أعلم.
 
س2: ماذا يقصد الطبري بقوله: "لما فيها من معنى المدح."؟
معنى المدح يقصد به التعظيم وذالك لما جاء الوصف بعد ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾ ، لذلك فإن مدح الشيئ بذكر صفاته المميزة هو من التعظيم لأمره .
والله أعلم
 
س1: ماذا يقصد الطبري بقوله: "ولم يُجرَّ سقر لأنه اسم من أسماء جهنم"؟
قصد أن سقر من الأعلام لذلك منعت من الصرف فلم تجر بالكسرة بل بالفتحة النائبة عنها ولم تنون...
س2: ماذا يقصد الطبري بقوله: "لما فيها من معنى المدح."؟
التعظيم في نفسه لا دلالة فيه على مدح أو ذم وإنما يستفاد ذلك من السياق...فاليهود قالوا عن مريم قولا عظيما فهل مدح الله قولهم الخبيث بوصفه له بالعظمة...!

الطبري هنا يتأول في سياق نحوي محض...فاستشكل عدم التناسب بين الموصوف المعرفة "سقر" والصفة النكرة"لواحة" فدفع الاشكال بكون اللواحة متضمنة لمعنى التعظيم فاقتربت من المعرفة
...كما يجيز النحاة الابتداء بالنكرة إذا أشربت معنى التعظيم...فتقول :رجل عندنا.....وأنت تقصد رجل عظيم عندنا.
 
معنى المدح يقصد به التعظيم وذالك لما جاء الوصف بعد ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾ ، لذلك فإن مدح الشيئ بذكر صفاته المميزة هو من التعظيم لأمره .
والله أعلم

بعيد جدا أن يكون كما قلت أخي، وما نعلم أحدا قال أن مدح جهنم تعظيمها.
 
س1: ماذا يقصد الطبري بقوله: "ولم يُجرَّ سقر لأنه اسم من أسماء جهنم"؟
قصد أن سقر من الأعلام لذلك منعت من الصرف فلم تجر بالكسرة بل بالفتحة النائبة عنها ولم تنون...
س2: ماذا يقصد الطبري بقوله: "لما فيها من معنى المدح."؟
التعظيم في نفسه لا دلالة فيه على مدح أو ذم وإنما يستفاد ذلك من السياق...فاليهود قالوا عن مريم قولا عظيما فهل مدح الله قولهم الخبيث بوصفه له بالعظمة...!

الطبري هنا يتأول في سياق نحوي محض...فاستشكل عدم التناسب بين الموصوف المعرفة "سقر" والصفة النكرة"لواحة" فدفع الاشكال بكون اللواحة متضمنة لمعنى التعظيم فاقتربت من المعرفة
...كما يجيز النحاة الابتداء بالنكرة إذا أشربت معنى التعظيم...فتقول :رجل عندنا.....وأنت تقصد رجل عظيم عندنا.

بغض النظر عن الانصراف أو منعه، أين هي سقر المجرورة؟

أما الثاني فإن:
لواحةٌ خبر لمبتدا محذوف تقديره "هي"، وفي ذلك غنيةٌ عن تأويل عدم توافق النعت والمنعوت على حد اعتباره الجملة لم تكتمل. وكأنه أراد أن الأصل وما أدراك ما سقر اللواحة للبشر؟ وهو خروج عن مألوف نظائرها في القرآن في الحاقة والانفطار والقدر والقارعة في موضعيها.

وبيانها كما ذكرت بلفظ هيه في القارعة، وما أدراك ما هيهْ؟ نار حاميةٌ. التقدير: هي نار حاميةٌ.

وعلى كل حال فليس هذا محل استشكالي وإنما حديثه عن الجر غير الموجود، وعن المدح الذي لم أر موافقة له في موضعه.

والله أعلم.
 
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر : 42]
هنا سقر المجرورة بالفتحة النائبة
 
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر : 42]
هنا سقر المجرورة بالفتحة النائبة

جزاك الله خيرا.
الطبري ذكر الجر في معرض تفسير الآيات السابقة فارجع إليه بارك الله فيك.

وقد يكون أراد بها ذلك الموضع الذي يأتي بعدُ.
​​​​​​
 
الطبري يقول : ولم يُجْرَ سَقَر لأَنَّه اسمٌ من أسماء جهنم ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾ ، والمقصود بالإجراء الصَّرف، فهو يقصد أنه لم يُصْرَف، وليس لم يُجَرَّ فالموضع هنا ليس موضع جر بل موضع نصب، فلو صرفها لقال : سأصليه سَقَراً . ومصطلح الإجراء استعمله الكوفيون بكثرة مثل الفراء وابن الأنباري والطبري سار على منهجهم كثيراً، واستعمله البصريون بقلة كسيبويه في بعض المواضع، يقولون باب ما يُجرَى وما لا يُجرى أي ما ينصرف وما لا ينصرف.
 
وأما قوله "لما فيها من معنى المدح" فكما ذكر أبو عبدالمعز فـ (لواحةٌ) صفة لـ (سقرُ) في قوله (وما أدراك ما سقرُ)
 
الطبري يقول : ولم يُجْرَ سَقَر لأَنَّه اسمٌ من أسماء جهنم ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾ ، والمقصود بالإجراء الصَّرف، فهو يقصد أنه لم يُصْرَف، وليس لم يُجَرَّ فالموضع هنا ليس موضع جر بل موضع نصب، فلو صرفها لقال : سأصليه سَقَراً . ومصطلح الإجراء استعمله الكوفيون بكثرة مثل الفراء وابن الأنباري والطبري سار على منهجهم كثيراً، واستعمله البصريون بقلة كسيبويه في بعض المواضع، يقولون باب ما يُجرَى وما لا يُجرى أي ما ينصرف وما لا ينصرف.

جزاك الله خيرا يا دكتور وبارك فيك.
فتح الله عليك بما فتحتَ عليّ، هي كذلك وأنت لها ولأمثالها.
الملاحظ أن الطبعاتِ التي رأيتها من تفسير جامع البيان كلها تضع شكلا يتضح منه أنّ المعجمين وربما حتى المحققين لم يتفطنوا إلى ما فطنتَ له.
بوركت.
 
وم, 04:20 pm
المشاركة الأصلية بواسطة محمد يزيد مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا يا دكتور وبارك فيك.
فتح الله عليك بما فتحتَ عليّ، هي كذلك وأنت لها ولأمثالها.
الملاحظ أن الطبعاتِ التي رأيتها من تفسير جامع البيان كلها تضع شكلا يتضح منه أنّ المعجمين وربما حتى المحققين لم يتفطنوا إلى ما فطنتَ له.
بوركت.

استدراك: مع الشكل "يجرَّ" هي صحيحة كذلك، من جرَّى يجرِّي بمعنى أجرى يجري، وبالنفي: لم يجرّ.
 
هل تصف النكرة المعرفة؟

نعم لتضمنها معنى المدح كما قال الطبري:(وحسُن الرفع فيها ، وهي نكرة ، وسقر معرفة ، لما فيها من معنى المدح).
مع إن الوجه الأقوى في إعراب (لواحةٌ) أنها خبر لمبتدأ مقدر أي هي لواحةٌ، وهذه تقوية للاستئناف بعدها في قوله :( لا تبقي ولا تذر).
 
عودة
أعلى