منال القرشي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
[align=justify] لا أعرف إن كنت مستعدّة للكتابة بعد.. كلّ ما أعرفه أني مذ أمسكت بالقلم أحسست برغبة ملحّة في كوب قهوة..! ربما ليساعدني على تنظيم الأفكار المتسارعة في رأسي..![/align][align=justify]
ولعلّي تطبيقاً لمبادئ العدل، والمساواة، والحريّة، وغيرها من شعارات الرّبيع العربيّ، وخوفاً من حدوث ثورة في رأسي تمنعني من الكتابة أصلاَ؛ أخرج عن المعتاد في الكتابة في هذه الزّاوية، فلا تكون موضوعاً واحداَ بل تكون إضاءات لبعض الأفكار المتصارعة هنا..
- آه يا كتفي:
بينما ندرّب أنفسنا على العمل لوجه الله تعالى وابغاء مرضاته، نشعر بغبن وألم حين تجيّر أعمالنا لغيرنا، وحين يتسلّق آخرون على أكتافنا حبّاً للظّهور، ولفتاً للانتباه.. فيعمل بعض بجدّ، ويجدّ آخرون لتحيّن الفرصة المناسبة ليضعوا توقيعهم، ويثبتوا وجودهم، في مكان لم تكن لهم فيه قدم أصلاً..!
أختار بشدّة حين أراجع هذه المواقف.. وأتساءل.. إن كنّا فعلاً قد عملنا لوجه الله، وطوّعنا نفوسنا على الإخلاص له سبحانه..! وإن كان، فلم ننزعج كلّ هذا القدر إن محا آخرون جهودنا بجرّة قلم، فسجّل اسمه مشرفاً، ومنسّقاً، بل.. وصاحب فكرة..! ولم يكن له في الحقيقة إلا الظّهور وقت الحدث بأبهى حلّة، لينال في آخر الأمر شكراً، وتقديراً، وثناءً بالغاً على ما لم يكن له فيه حقيقة أدنى أثر..!
أثمّة خيط رفيع بين الإخلاص،وبين الغبن الحاصل من مثل هذا..؟!
______
- الــــــــسرّ:
أنظر إليها من بعيد.. متألقة كعادتها في المحافل الرّسميّة، تحيط بها النظرات من كلّ جانب، وتتسابق على الجلوس بقربها كثيرات..
أتأمّل.. فأراها تبتسم لهذه، وتقوم لتلك، وتصافح أخرى.. تعطي لكلّ واحدة اهتماماً خاصّاً حتى كأّنّها أقرب إليها من كلّ أحد..!
ليست داعية مشهورة، ولا صاحبة منصب عال مرموق، ولا حتى ذات جمال نادر أخّاذ..!
أطيل التأمّل بها كلّما التقيتها، باحثة عن السرّ، حتى تأكدت أخيراً أنّه.. حسن الخلق..
وصدق الله القائل: [ولو كنت فضّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك].
______
- رائحة الفراق:
طالما تساءلت في نفسي.. من أين لها هذه القوّة..؟!
متميّزة في كلّ حال، حتى في انهيارها..!
لا تسمح لدموعها بالسّقوط، تحاول مواجهة ما تظنّه واقعاً بقلب ثابت قويّ.. لكنّ داخلها يحترق..! كأني أشم شياط الحزن حين تقترب..!
جوارحها تئنّ.. لكنّها تحاول أن تؤقلم نفسها، وأن تستعدّ لموته، هكذا تقول..! وتحكي لنا كيف ترى نزع الرّوح في عينيه، وتدعو أن يخفّف الله عنه، وأن يسهل نزعه، لكنّها في الوقت نفسه تكتب: "ربّ احفظه لي فإنّ سعادتي تكتمل بوجوده"..!
تخاطب ابنيها بكلّ حزم، تصف ما تظنّه حاصلاً، وتهيّئهما لما سيكون..! تدرّبهما على أن يتعايشا مع واقعهم، وأن يكونا أصلب وأقوى حين يصابون..!
ليست اليوم كعادنها، فهي تنهار فجأة، ثم تصمت، وهكذا..!
أشعر أنني أتفهّمها.. لكنّها كثيراً ما تقول: "اللي يده في المويه مو زي اللي يده في النار".. وصدقت..!
هل للفراق رائحة؟ لا أدري..!
لكن.. أظنّ أنّي أشمّها اليوم..! أو لعلّها رائحة اللّوعة والحزن..!
حين قابلتها بعد الخبر؛ كانت تبدو ثابتة، لكنّها ما إن رأت ابنيها حتى تكشّفت الحقيقة..!
ضممتها.. فهتفت لا حرمك الله من ... (زوجك)، ولا ذقت حرقة على من تحبين..! وأتساءل: هل سيعيش كلّ من أحبّ فعلاً!
ضمّت ولديها.. وأخذت تحدّثهما عن لحظات والدهما الأخيرة..
كانا يبكيان بحرقة.. لكن لا أظنّ أنّهما يدركان ما وراء كلماتها..!
رحم الله الفقيد، فطالما كانت أياديه بيضاء ممتدّة بالخير للجميع..
[/align]