رِسَالَتي لأَهْلِ الأَحْزَانِ والابْتِلاءَاتِ والكُرُبَاتِ.

إنضم
18/07/2010
المشاركات
537
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المكروبُ المهمومُ المتوجعُ... أختي الكئيبةُ اليائسةُ الحزينةُ...

أنا لن أبدأَ بسردِ عباراتٍ أنتَ تحفظُها وتسمعُها من كلِ أحدٍ, أنَا لنْ أقولَ لكَ: سيأتي بعد الّليلِ المظلمِ صباحٌ مشرقٌ, وما بعدَ الضيقِ إلا الفرج, وإنَّ بعد العسرِ يأتي يسرٌ على إثرهِ يسر. أنا لن أنشدكَ :
ضاقتْ فلمّا استحكمتْ حلقاتها.....فرجتْ وكنتُ أظنّها لا تفرجُ.
أنا لنْ أقولَ لكَ ذلكَ كلّهُ؛ فلاشكّ عندي أنّك تحفظُ هذهِ العباراتِ عن ظهرِ قلبٍ, وقد سمعتَها مرارًا وتكرارًا. وأنتَ تؤمنُ إيمانًا يقينيًا أنَّ بعدَ كلِّ ليلٍ مظلمٍ يأتي صباحٌ مشرقٌ, لكن ليلكَ طوييييييييلٌ طويلٌ!!. وتؤمنُ أنَّ بعدَ الضيقِ يأتي الفرجُ, لكنّ فرجكَ لم يلحْ قدومه حتى في الأفقِ البعيدِ الذي تُبصره...
لذا لن أحدثكَ عنْ صباحٍ لم يأتِ ولا عن فرجٍ لم يحنْ أوانه بعدُ؛ وإنما أحدّثكَ عن رحمةِ الله التي أقتضتْ أن يتخلّل الليلُ المظلمُ البهيمُ نجومًا بديعةً تومضُ بين الفينةِ والأخرى.
ورحمتُه التي اقتضتْ أن يتخلّل الضيقُ الشديدُ والعسرُ المطبقُ ومضات من الفرجِ تؤنسُ القلبَ وتصبّرهُ.
فهلّا سألتَ أصحابَ الأحزانِ عن ومضاتِ الرّحمةِ التي يرونَها في قمةِ ابتلائِهم ويأسِهم لترقُبها في نفسكِ, وفي كلِّ شيءٍ حولكَ, فلعلّها تُسلّيكَ وتُسعدكَ, وتخففُّ عنكَ كما خففتْ عنهم؟؟؟

ولأجلِ أنْ تقتربَ الصورةُ إلى ذهنكَ أكثر؛ أقولُ:
ألم تقعدْ يومًا صامتًا ساهمًا تشعرُ أنّكَ ضائعٌ قدْ عصفتْ بكَ الهمومُ فبعثَرَتْكَ, تفتقدُ حضنًا دافئًا يَلّمُّ شعثكَ, فإذا بكَ وأنتَ على حالكَ هذه إذ بيدٍ حانيةٍ تطوّقكَ! فإذا به طفلُكَ الصغيرُ يضاحكَكَ! ويَرْتمي في صدرِكَ ويتشبَّثُ بِكَ!. فكأنّها واللهِ ومضةُ رحمةٍ من الرّحمنِ أبتْ إلا أن تباغتَكَ.
ولربّما تكونُ في مسجدٍ أو في مكانٍ عامٍ شاردًا عمّا حولَكَ, هائمًا في أزقةِ همومِكَ وحدكَ, ضائعًا تنشدُ الأمانَ وتنشدُ المعينَ؛ فإذا بيدٍ حازمةٍ تستقرُّ على كتفِكَ؛ فيسري دفئُها فورًا في عروقِكَ حتى يصلَ إلى قلبِكَ, فتَلْتَفِتَ إلى صاحبِها فإذا بشيخٍ مبتسمٍ يشعُّ وجههُ بشرًا وراحةً يسألُك: ما بالُكَ مهمومًا يا هذا؟؟!!... فكأنّما أُلْهِمَ أنْ يكونَ ومضةَ الرحمةِ التي تريحُ قلبَكَ في هذهِ اللحظةِ.

إنّها ـ يا أيّها المحزونين المبتلين ـ ومضاتٍ من الرحمةِ تتنزلُ على أصحابِ الابتلاءاتِ في صورٍ مختلفةٍ, فحينًا يرونَها في:
*ضحكةٍ بريئةٍ من طفلٍ تتسلّلُ لترسمَ بسمةً خاطفةً في أعماقِ قلوبِهم الكسيرةَ, فكأنها تُهَدْهِدُهم وتربّتُ على أكتافِهم.
*أو عبرَ نظرةٍ حانيةٍ مواسيةٍ من حبيبٍ مخلصٍ عُقد لسانَه عنِ الإفصاحِ بمكنوناتِ صدرِه من شدّةِ تدافعِ مشاعرِهِ فكانتْ نظرتُه بألفِ كلمةٍ, وكانتْ لمستُه بألفِ معنى.
*أو عبرَ دمعةِ عجزٍ وقهرٍ تفرُّ من عينِ الأمِّ أو الأبِ أو الأخِ أو الأختِ بعدَ أن أدركوا عجزَهم عن تقديمِ جزءٍ من حظوظِهم من السعادةِ في هذهِ الدنيا لأجلِ عينِ حبيبهم هذا. فتأتي دمعَتُهم كبلسمٍ شافٍ على قلبِ المحزونِ.
وحينًا يرى أصحابُ الأحزانِ ومضاتِ الرحمةِ هذهِ في صورٍ من بديعِ خلقِ اللهِ في هذا الكونِ, فيرونَها تومضُ عبرَ:
*منظرٍ طبيعيٍّ لأمواجِ بحرٍ تتكسرُ, فتتابعُ الموجةُ تلوَ الأخرى, فلا تقفُ عندَ حدودِ شاطئِها حتى تتصلَ بشاطئِ قلبِ هذا المحزونِ فتمدُّه بسحرٍ من أعماقِ البحارِ.
*أو عبرَ مشهدِ انهزامِ فلولِ الليلِ أمامَ إشراقِ الشمسِ المهيبِ على سيمفونيةِ تغاريدِ طيورِ الصباحِ العذبةِ . فيزفُّ المنظرَ له البشرى بأنَّ الليلَ ـ وإن طالَ مكوثَه ـ لابدَّ أن ينجلي.
*أو عبرَ خريرِ ماءِ شلالٍ يصطدمُ بصخورِ الحزنِ في أعماقِه فيتطايرُ عنها في كلِّ اتجاهٍ فيغسلُ قلبًا أرهقَهُ جفافُ الحياةِ وقسوتُها.

ولرُبَّ آيةٍ من كتابِ اللهِ خيرٌ منْ ذلكَ كلِّهِ, فتراها تفعلُ بقلبِ المحزونِ ما لا يفعلُه سوَاها من تلكَ الومضاتِ وِإنِ اجتمعتْ واتّحدتْ. فترى قبسَ نورٍ من رحمةِ اللهِ يشرقُ من آيةٍ يتلوها قارئٌ بصوتٍ شجيٍّ, فتنتقلُ ذبذباتُ الصوتِ عبرَ العروقِ لا عبرَ الآذانِ, فإذا بالقلبِ المهمومِ قدِ انتشى وتخلّصَ من قيودِهِ لبرهةٍ ارتفعَ فيها طائرًا في عالمٍ روحانيٍّ جليلٍ, فلا يعودُ من رحلتِه القصيرةِ تلكَ إلا وقد جلبَ معه دواءً نادرًا لا يوجدُ له شبيهٌ في عالمنا؛ ليُسَكِّنَ بهِ آلامَهُ ويتصبرَ بهِ على بلائِهِ.

فيا أيُّها المحزونُ إذا ضاقتْ بكَ الدنيا فتذكرْ أنْ تسلِّي نفسكَ بتَتَبّعِ ومضاتِ الرحمةِ فإنها تسكِّنُ الألمَ وتُسلي الروحَ, وتعينُكَ على تأمُّلِ نعَمِ اللهِ عليكَ, وهي زادٌ في طريقِكَ الوعرِ الّذي ابتلاكَ اللهُ بهِ. فإيَّاكَ إيَّاكَ أن تغفلَ عنها, وإيَّاك أن تغفلَ عن شكرِ اللهِ عليها, وتذكرْ قولَ اللهِ: ((وَلَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)), فإذا ما انقضتْ مُدَّتُكَ, وأتاكَ الفرجُ من حيثُ لا تحتسب, وخرَرْتَ ساجدًا للهِ شاكرًا لأنعمِه = فلا تنسَ أن تحدِّثَ المكروبينَ وتسلِّيهم بومضاتِ الرحمةِ التي رأيتَها في ابتلائِكَ, فلعلَّ اللهَ أن يفرجَّ عنهم ويسلِّيهم.
وإياكَ أن تغفلَ عنِ الدعاءِ أو تزهدَ فيه أو تيئسَ منه, فهو الرِّباطُ الذي يربطُ بينكَ وبين ربِّكَ فلا تقطعْهُ.
وأَرجُو ألَّا تَنْسَاني ـ أيُّها الأخُ الكريمُ وأيّتها الأختُ الكريمةُ ـ مِنْ صالحِ دُعائِكَِ.
(حَفْصَة اسْكَنْدَرَانِي)
8/3/1433هـ​
 
هل تعلمين أختي حفصة...أنني الآن الآن تلمست ومضة من ومضات الرحمة التي أشرت إليها!!
هل تعلمين ماهي؟ ..إنها كلماتك الرائعة، التي فجرت من عيني دمعا استعصى عليَّ تدفقُه...فجزاك الله خيرا على كل ماتخطه يمينك، وجعله في ميزان حسناتك...ونسأل الله فرجا قريبا لكل محزون مهموم.
 
أثابكم الله ونور قلوبكم /
للمصاب سلوى إذا وفقه الله وأعانه في أمور:
1ـ اليقين بأن الآجال مضروبة ،لايمكن تأخيرها ولا تقديمها ،فالإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان وعدم الإيمان به كفر،فالمصاب يثلج صدره عندما يرى التشديد لمن لم يؤمن بقضاء الله وقدره وأنه لايقبل منه عمل.
2ـ ثواب الصبر يعزي : (إنما يوفى الصبرون أجرهم بغير حساب).
3ـ التأمل في قصر الدنيا وسرعة زوالها والأمل بلقاء الأحباب في الجنة،كما قال ابن عقيل الحنبلي عندما مات ولده:لولا اليقين بلقاء الآخرة لمت عليك كمدا.
4ـ التسليم لله في أمره؛ ففيه الراحة والطمأنينه،قال ابن القيم رحمه الله في ذلك:..فلا يزاحم تدبيرهم تدبيره،ولا اختيارهم اختياره.
وقد يضعف المصاب أحياناً فيفتح له الشيطان باب الذكريات ؛ليقطع نفسه حسرات ،فيجتهد في دفعه واللجأ إلى الله.
5ـ معرفة أن الجزع يضاعف المصيبة وهو أشد ألما من الصبر قال علي رضي الله عنه:الجزع أتعب من الصبر
ومما يعين على الصبر والرضا بعد كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم:
قراءة كتاب طريق الهجرتين لا بن القيم ،وفصل في الدروس من غزوة أحد ،ج3 وفصل في حر المصيبة ج4 كلاهما من زاد المعاد،كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب "باب ما جاء في اللو" وسماع المحاضرات الصوتية منها: محاضرة صوتيه للشيخ علي عبد الخالق كشف الكربة عند فقد الأحبة،وحلقة عن الصبر للشيخ محمد يعقوب.
وأخيرا دعاء الإخوان والصالحين له أثر في تخفيف المصاب ،وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
شكر الله لكم , ونفع بكم ..
وصدق الحق جل وعلا :"ماأنزلنا عليك القرءان لتشقى" ..
 
هل تعلمين أختي حفصة...أنني الآن الآن تلمست ومضة من ومضات الرحمة التي أشرت إليها!!
هل تعلمين ماهي؟ ..إنها كلماتك الرائعة، التي فجرت من عيني دمعا استعصى عليَّ تدفقُه...فجزاك الله خيرا على كل ماتخطه يمينك، وجعله في ميزان حسناتك...ونسأل الله فرجا قريبا لكل محزون مهموم.
بارك الله فيك يا أختي الحبيبة, أسأل الله أن يجعلنا جميعا عند البلاء من الصابرين الشاكرين الذاكرين.
وللعلم فلقد كتبتُ هذه الرسالة في أول كتابتي لها لأجل أخت غالية مبتلية, فأردتُ أن أسلّيها في مصابها, فلما وضعتُ في المقال جهدي وطاقتي, ورأيتُه قد استوى ونضج, عمدتُ إليه فغيّرتُ الضمائر وجعلتُه رسالة لكل مكروب وكل مكروبة, ثم نشرتُه لعل الله أن ينفع به غيرها فيعود ثوابه لي ولها.
فشكر الله لك ياعزيزتي دعائك ومشاعرك الصادقة هذه, وشكرا للأخ الأديب محمود الشنقيطي, ولجميع من مر فشكر أو سجل شكره ودعائه وأضاف فأفاد. بارك الله فيكم جميعا.
وحقيقة أتمنى لو أثريتم يا أخوتي الموضوع بما فاتني فيه, أو ببعض تجاربكم أو حتى مشاعركم, فلا يمر بأحدنا أو غيرنا ـ من إخواننا وأخواتنا ـ عاصفة هوجاء من عواصف الابتلاء فتدفعه متخبطا إلى موضوع كهذا إلا خرج منه بنفس غير التي دخل بها. وكان ذلك في ميزان حسناتنا جميعا. بارك الله فيكم, وأسأل الله لنا ولكم التوفيق.
 
يا مَن لك الملك كلُّه، أنت الذي تمنح الملك والمال والتمكين في الأرض مَن تشاء مِن خلقك، وتسلب الملك ممن تشاء، وتهب العزة في الدنيا والآخرة مَن تشاء، وتجعل الذلَّة على من تشاء، بيدك الخير، إنك -وحدك- على كل شيء قدير. كن عون كل مبتلى وأفرج عنه ما ألم به فأنت القااادر وأنت الكريم وكرمك ليس ككرم غيرك..
 
جزاك الله خيرا أخت بنت اسكندراني... المشكلة بأنه قد غابت عن الكثيرين اية : "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " فإذا أصيب الإنسان ببلاء.. تراه يجزع، ويلف ويدور يبحث عن مخرج.. وعندما يأتي الفرج.. نادرا ما نسمع بأن ذلك المبتلى يحدث بنعمة الله عليه، وكيف جاءه اليسر بعد العسر... ربما يمتنع عن الحديث خوفا من " العين والحسد" .. أو على قاعدة بأن الشر يعم والخير يخص.. أو يخجل أن يذكر نعمة الله عليه.​

فتبقى الأفراح "أسرار".. قليلا ما نسمع عنها... خصوصا في هذه المجتمعات التي نعيش فيها... حيث تعيش العائلات بل يعيش الأفراد في جزر متفرقة منفصلة في محيط الحياة الواسع بهمومة ومشاكله وابتلاءاته...

وهذه هي الحياة التي تعاني منها المجتمعات الغربية .. هذه الحياة الفردية ... التي لا يكاد أحد يهتم بأحد حتى لأقرب الناس.. ومع ذلك تجدهم أنشأوا من المؤسسات الداعمة لحل المشاكل ومواجهة الصعوبات .. ما نفتقده نحن في مجتمعاتنا... فتجد جمعيات للدعم النفسي للأمراض المختلفة... ومراكز للتعامل مع المشاكل الزوجية من خلال برامج التدريب والإستشارات.. وبرامج كثيرة لدعم الأطفال والمراهقين...وخطوط ساخنة لم يعانون من الإكتئاب أو اعراض الإنتحار...

ومهما نادينا بالصبر وبتحمل البلاء .. إلا أن الإنسان أحيانا يقف عاجزا أمام بعض انواع من الإبتلاءات...ولا يستطيع أن يصمد لوحده.. ويحتاج الى الدعم والمساندة من المجتمع الأكبر..

فلذلك تطورت أنظمة معينة على مر التاريخ الإسلامي للتعامل مع مثل هذه المشاكل، ومنها الأوقاف بأنواعها المختلفة، المستشفيات النفسية، نظام العاقلة والقسامة...وهكذا

ولذلك نجد الخطاب في القران يأتي للجماعة ككل للتعامل مع المشاكل المختلفة .. مثل الايات التي تتعامل مع مشكلة إنكاح الذين يريدون إعفاف أنفسهم ولا يجدون الوسيلة... وكذلك مشاكل الطلاق الخطاب فيها للمجتمع المسلم... وهكذا..

أذكر بأني كنت قد إطلعت منذ سنوات طويلة على كتاب بعنوان الفرج بعد الشدة... وفيه من القصص العجيبة لأنواع التيسير... فمن الجيد لو يذكر كل منا قصة مما أنعم الله عليه فيها من تيسير وفرج بعد بلاء او شدة... فلربما اقتربت الجزر أكثر من بعضها .. وربما صارت جسور .. نمد من خلالها أيادي الامل.. للمكروبين والمبتلين في هذه الدنيا. فتزداد الأرحام تواصلا ولو بالكتابة.

ما رأيكم في هذا الإقتراح
 
إلي أختنا الفاضلة كاتبة المقال الماتع (ماشاء الله)
كلمات رائعة لامس نورها شغاف القلوب فأضائت وداعبت بروعتها وجمالها العيون فعادت تبصر بعد أن خيم عليها ضباب الحزن
وجلت بدلالها وبهائها العقول التي أوشكت أن يطالها الصدأ من جراء ركودها ووقوفها عن التفكير إلا في مصابها وإبتلائها ونسيت
أن الله جل وعلا ما ابتلاها إلا لأنه يحبها .....
فيا أيها المبتلي
البلاء موجود شئت أم أبيت ولكن إما مبتلي صابر ففائز وإما مبتلي ساخط فخاسر ،ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط
جزاكي الله خيرا أختنا بنت إسكندراني وجعل كلماتك في ميزان حسناتك فوالله إنها لومضة من ومضات الرحمة التي تحدثتي عنها.
 
من الجيد لو يذكر كل منا قصة مما أنعم الله عليه فيها من تيسير وفرج بعد بلاء او شدة... فلربما اقتربت الجزر أكثر من بعضها .. وربما صارت جسور .. نمد من خلالها أيادي الامل.. للمكروبين والمبتلين في هذه الدنيا. فتزداد الأرحام تواصلا ولو بالكتابة.

فما رأيكم في هذا الإقتراح؟

اقتراح جيد يا أخي الكريم ولكن كما ترى فإن مقياس التفاعل من الأعضاء في مثل هذه الأفكار قد لا يتجاوز الشكر, لذا قررتُ أن أبدأ أنا بما لديّ, ولا يهم إن كنتُ وحدي.
...قد لا تحظى قصتي بقارئ وقد لا تؤتي ثمارها المرجوة منها اليوم, لكنها حتما ستُهدي ثمارها يوما ما ـ بإذن الواحد الأحد ـ لقلب منكسر حزين ضاقت عليه الدنيا بما رحبت = فتكون بردا وسلاما على قلبه بإذن الله. فأنال منه دعوة بظهر الغيب تصلني سواء على ظهر الأرض كنتُ أم بين أحشائها. وإني لأسأل الله الإخلاص, فبه يتحقق المراد وبه تكون الفتوحات.
ولقد احترتُ في قصة مناسبة التقطها من حياتي تكون نموذجا يتجلى فيه ومضات الرحمة, لكن ذاكرتي أبت إلا أن تذكرني وتقنعني بقصة لصديقة لي من أغلى الصديقات على قلبي, وكنتُ قد سجلتُ القصة في مقالين أوسدتهما صدر أوراقي منذ سنة وبضعة أشهر تقريبا, فعمدتُ إلى المقال الأول منهما فأعددته للنشر هنا, وتركتُ الآخر يستوحش وحده, رغم أنهما يحكيان قصة واحدة إلا أن الثاني خارج عن الشاهد الذي نريد.
وقبل أن أبدأ بسرد القصة أشكر جميع الإخوة والأخوات الكرام الذين مروا من هنا وتركوا كلمات شكر عطرة ومشاعر طيبة, أسأل الله أن يجعل أيامهم كلها سعادة وإيمان.
 
قصة لأهل الأحزان فيها بعض ومضات الرحمة.

قصة لأهل الأحزان فيها بعض ومضات الرحمة.

لي صديقة مخلصة كأخلص ما تكون الصديقة لصديقتها والأخت لأختها, وقد ازدادتْ وتعمقتْ صداقتنا ومحبتنا الخالصة لله وفي الله حتى ضربتْ بجذورها سويداء قلوبنا بعد أن تجاورنا في السكن مدة ست سنوات تقريبا, ثم شاء الله لها أن ترحل عن مدينتنا إلى مدينة أخرى من مدن المملكة, فحالتْ بيني وبينها السبل إلا أننا بقينا على تواصل, وما إن وطئتْ قدماها المدينة التي رحلتْ إليها حتى ساءني ما يصلني من أخبارها, فقد أصابتها آلام متفرقة في جسدها, وظلتْ تتردد على الأطباء حتى اكتشفوا أنها مصابة بمرض السرطان (عافانا الله وإياكم وجميع مرضى المسلمين منه) رغم أنها لم تتجاوز الخامسة والثلاثين من عمرها آنذاك, وكانت في مرحلة متأخرة من المرض (في المرحلة الرابعة من أصل خمس مراحل كما يقول الأطباء) فتمزق قلبي عليها ألما وحزنا.
المهم أنها بدأتْ رحلة علاج طويلة وشاقة, سافرتْ خلالها خارج المملكة وأجرتْ عددا من العمليات لاستئصال الأورام, وعلى رغم ابتلائها تراها مبتسمة بشوشة ذاكرة لله مثنية عليه, وكانت كثيرا ما تسلي نفسها بومضات الرحمة التي تحدثتُ عنها في هذا المقال. فإذا ما غفلتْ عنها ودكتْ عظامَها الآلامُ قمتُ بتنبيهها واشغالها بها حتى تنتبه لها فتأنس بها.
وكانت كثيرا ما تهاتفني كلما اشتد عليها البلاء, ولأني أحبها في الله من كل قلبي رأيتُني وقد اتخذتُ معها سياسة غريبة لم أخطط لها, وإنما فجأة وجدتُني منهمكة في تنفيذها, فلا تحدثني بآلامها ومخاوفها وتستطرد في ذلك إلا أراني وقد أوصدتُ الباب أمامها بلطف, ثم جذبتها إلى زاوية طريفة في الموضوع الذي تحكيه, فلا أزال أقلّبه وأصوّره لها على كل وجه بطريقة مضحكة حتى تنهمك في موجة من الضحك تنسيها ما كانت تشكو منه. فإذا رأيتُها وقد انبسطتْ أساريرها وانهمكتْ معي متناسية همها = أصبتُها بسهام من الكلمات العميقة المؤثرة عن الصبر وعظيم أجره, فتصيب سهامي موطن شكواها فتبرأ مخاوفها ويلهج لسانها بحمد الله والدعاء.
وأذكر حينما اتصلتْ بي تخبرني أنها ستبدأ مكرهة أولى جرعات العلاج الكيماوي كما قرر الأطباء, وأن أشد ما يؤلمها ويحزن فؤادها أنها ستفقد شعرها!!!, بالطبع مزعتني حروفها التي تقطر خوفا وألما وذعرا عجزتْ أن تخفيه, وحاولتُ أن أتماسك لأجلها فشجعتُها بعبارات اكتشفتُ فيما بعد أنّها استخدمتها لا لتهون على نفسها هذه المحنة وإنما لتهونها على من حولها, فإذا ما جاء أحد لزيارتها وعلّق على أهمية صبرها على الابتلاء وخاصّة على سقوط شعرها, فإذا بها تقول لهم: حفصة قالت: أنا لو منك ما أزعل على هذا الشعر!, ثم ما يدريك لعل الكيماوي يؤثر في خلايا رأسك فينبتْ لك بدلا منه شعرا أشقرا جميلا أنعم من الحرير!! ولربما وصل تأثير العلاج إلى عينيك فاخضرتْ!! فإذا بك بقدرة الله حسناء مليحة بعد هذه الجلسات المباركات!!!
فيتعجّب الناس من صبرها ومن مرحها ومن بساطة تقبلها للأمور.
وحين كان البعض يعلق على اشتياقها لأولادها في المملكة كانتْ تكرر عباراتي التي كنتُ أسلّيها بها حين تحدثني عن شوقها الملتهب لأولادها الستة! فأقول لها: (يالك من امرأة! إنها فرصة للهروب من هذه الشرذمة التي تصيب أي سليم بالمرض وأي عاقل بالجنون... دعيهم ليتعلموا كيف يعتمدون على أنفسهم, فلعلهم يدعون حياة الهمج والتشرد التي هم فيها ويشعرون بشيئ من المسؤلية, فتعودي إليهم فتجديهم قد تبدلوا بآدميين حقيقيين!) فلا تزال تضحك وتقنع نفسها بأن هذه واحدة من ومضات الرحمة في حياتها وحياة أبناءها حتى تشربت الفكرة وراحت تقنع الناس بها!
بل الأعجب من ذلك أنها راحتْ تصنع بنفسها ومضات الرحمة, فتراها تعدّ لمحدثها نعم الله عليها الواحدة تلو الأخرى, ورغم أن ذلك لا يُستغرب من حفظة كتاب الله إلا أنه أعجبني وأثرّ في نفسي أيّما تأثير!
وحقيقة لقد رأيتُ منها صورا تثلج الصدر في الصبر على البلاء, فقد عادتْ إلى المملكة وأحبتْ زيارة المدينة لشدة تعلقها بها, فأبيتُ إلا أن تنزل في بيتي, فمرضتُها لعدة أيام, كنتُ أطعمها فيها الطعام بيدي وأسقيها الشراب بيدي, وكم كانت سعيدة بذلك وتكاد ترفرف من السعادة. لكنني ومع عنايتي بها كنتُ لا أرحمها من مقالبي التي ترسم البسمة في قلبها, كأن أقوم مثلا لأساعدها للذهاب إلى الحمام (أعزكم الله) وقد كانتْ لا تستطيع المشي بمفردها, فإذا ما خطوتُ بها عدة خطوات تركتُها في منتصف الطريق!! ورحتُ بهدوء أجلس باسترخاء على أحد المقاعد أتفرج عليها, وهي تصرخ وتنعتني بالخيانة تارة وتدعو لي بالهداية تارة أخرى, حتى استطاعتْ أمام إصراري أن تعاود الاعتماد على نفسها في المشي, وقد كانت في قمة سعادتها بهذا الإنجاز! وكنتُ أنا في غاية التعجب من سعادتها بأشياء بسيطة كهذه وهي تعلم أن آخر التقارير الطبية تؤكد انتشار المرض في مخها ورئتيها وصدرها وعمودها الفقري!!! عجبا لها ولإيمانها!!!
وفي مرة أعيتني وأعيتْ أمها في تناول الطعام, فشحذتُ همتي ورتّبتُ كلمات قاسية أصفعها بها لعلها تستفيق فلا تستسلم لليأس, فوقفتُ بجوار فراشها وأنا غاضبة ثم انفجرتُ قائلة:
ـ أتعلمين أنت ماذا تنتظرين؟؟
ـ فقالت بتعجب: وماذا أنتظر؟!!
ـ قلت لها: أنت تنتظرين الموت ولا شيء غيره أليس كذلك؟؟ لقد يأستي من رحمته؟ أليس هذا ما تخبئينه في صدرك؟ لم الاستسلام؟؟ ورحت أصوغ جملا مشابهة لا أذكرها. وحين توقفتُ رأيتُها قد أطرقتْ برأسها قليلا ثم رفعتْ إلي وجهها وقالتْ: كلا والله إني ما أنتظر زحف الموت إلى أطرافي كما تدَّعين... بل أنتظر زحف الحياة لها!! وفي كل صباح أراقب أطرافي على يقين أن الله سيشفيني. وإني والله لأسمع البُشْرَيات تلو البشريات عن أناسٍ عافاهم الله من ذات المرض بقدرته التي أعجزتْ الأطباء = وأعتقد جازمة أنني سأسطر قصة مشابهة بإذن الله!. ثم اغرورقت عيناها بالدموع وهي توزع نظراتها في كل شيء إلا عيناي ثم قالت: ما يشغلني هو هل الله سبحانه وتعالى راض عني أم لا؟؟
بالطبع عقد لساني أمام كلماتها, وتبعثرتْ الكلمات المنتقاة التي أعددتُها في ذهني وتصاغرتْ أمام كلماتها, وخررتُ أطوي ركبتاي في مدرستها منصتة انصات التلميذ لأستاذه, ورحتُ أرقب بتعجب هذا اليقين وهذا التفاؤل الذي يتفجر أنهارا من فراشها!!.
عودتني صديقتي هذه أن تقرأ كل ما أكتب, وكانت تشجعني على نشر كتاباتي ورواياتي, وكنتُ للتو قد سجلتُ في ملتقى أهل التفسير, فباركت لي هذه الخطوة المباركة وتمنتْ عليّ ألا أدع الكتابة الدعويّة أبدا. ثم فكرنا معا في مشروع كتابيّ خاص بها يُنشر على الإنترنت على شكل رسائل عنوانها:
رسالة إليك من مريضة بالسرطان!!
ولكم أن تتخيلوا روعة روحها وهي تختار هذا العنوان بكل بساطة وأريحية كما لو أنها تتحدث عن أحدهم لا عن نفسها!! ثم ما أعظم حبها ورغبتها في نفع الناس!.
المهم أننا حاولنا ترتيب الفكرة أكثر وسهرنا معا لأجل ذلك, هي تفكر وتعبر عما في داخلها, وأنا أسجل أفكارها وأُلبس الأفكار حلّة من الكلمات الأدبية التي تجعل منها رسائل مؤثرة وبديعة!.
وحقيقة لا أدري كيف كنتُ أتمالك نفسي كي لا أنفجر في بكاء هيستيري وهي تملي عليّ الفكرة تلو الأخرى. ...أحيانا كنتُ أنسل خفيَة منها لأتوارى عن نظرها فأنفجر منهارة في ركن قصيّ, أو أُفجر مخزون كبتي وحزني بين يدي زوجي (حفظه الله) وهو يحاول أن يدعمني في هذه المحنة القاسية على قلبي.
وكان من تلك الأفكار التي أملتها عليّ صديقتي:
*لا تيأس من رحمة الله فالشفاء آتٍ بإذن الله.
*لا تيأس من رحمة الله فلعل الله أراد بك خيرا.
*لا تُسلم أذنيك للأطباء ولا تنتظر أن يقدموا لك شيئا, ولكن سلّم قلبك وكل جوارحك لله وانتظر الشفاء منه وحده.
* انظر إلى نعم الله فما أكثرها حولك! وأكثر من شكر الله يزدك من نعيمه ويصرف عنك البلاء!
*يا أيها الأبناء بروا آبائكم فوالله مارأيتُ أرحم من أمي عليّ في محنتي هذه!.
*يأيها الإنسان اعمر ما بينك وبين الله فليس ثمة إنسان يشعر بك وبآلامك مهما بدا لك ذلك, لكن الله أقرب إليك من كل البشر وأرحم بك منهم جميعا.
هذه جملة مما كتبنا, ولا يتسع المقال لأن آتي عليها كلها.
لكنها كانت ـ كما لا يخفى عليكم ـ ومضة رحمة شغلها الله بها!.
المهم أن صديقتي هذه عادتْ إلى زوجها وأولادها في مدينتهم التي انتقلوا إليها وكم كانت سعيدة بذلك, لكن المرض اشتد بها, ومرتْ عليها أحداث وأحداث ثم اضطرتْ لدخول المستشفى... ومن هناك كانت تطلب زيارتي بإلحاح, وكلما حدثتني كانتْ تحكي لي مواقف سعيدة جمعتنا لا أدري مالذي ذكرها بها وهي حيث هي؟! وكان مما ذكرتني به: محاولاتها المضنية لإضحاكي في دورة من الدورات التي كنتُ أدرّسها لمعلمات القرآن الكريم قبل سنوات, وكنتُ قد فوجأتُ بها قد سجلتْ فيها, بل وطلبتْ أن تكون في فصلي بالذات. فأخفينا أمر صداقتنا وجيرتنا عن الإدارة والطالبات, إلا أنها ما تنفك تحاول إضحاكي خفية بحركاتها وتعليقاتها أثناء الدرس, وأنا أتمالك نفسي بجهد جهيد لألى أسقط هيبتي أمام طالباتي, فإذا ما ركبنا السيارة وابتعدنا عن المكان انهلتُ عليها بضربات لا تعرف لها أولا من آخر.
كانت تذكرني بالكثير من هذه المواقف ولا أملك حيال ذلك إلا أن أعدها ـ كاذبة ـ بأننا سنعيد هذه الذكريات الرائعة بإذن الله! وهي كانت مقتنعة ومؤمنة أننا سنفعل ذلك. بل كانت تقول: بأنها ستزف بناتها حين يكبرن لأزواجهم بإذن الله وسأكون معها يدا بيد, تقول هذا وجسدها يذبل يوما بعد يوم!!
فما أجمل التعلق بالأمل!! وما أجمل استدعاء ما يسعد النفس من الذكريات, وما أروع وضع الخطط المفعمة بالأمل للمستقبل رغم ألم الواقع المرير! ما أجمل بشاشة المريض وحبه للناس وحرصه على نفعهم حتى في أصعب لحظات حياته!
أقول هذا وهناك ـ للأسف ـ مرضى بأمراض أبسط من هذا المرض لكنهم يثيرون ضجة وقلقا ويأسا فيمن حولهم كأنهم يريدون تعذيبهم وقتلهم معنويا معهم... فترى من حولهم هم المرضى المعذبون! ومريضهم لا يشعر بهم ولا يشفق عليهم!
إلى هنا انتهى الشاهد من القصة


لكن بقيت تتمة لابد منها لمن أحب أن يعرف بقية القصة:
حين ازداد الألم على صديقتي في المستشفى انتزعتُ من زوجي وعدا بالسفر إليها بعيد أيام رغم انشغاله, لأنها صارت تلح في طلبي وأنا لا أطيق تركها في محنتها هذه, وسفري إليها حتما سيفرح قلبها وسيرسم الابتسامة على محياها.
...لكن قدَرُ الله لم يمهلني حتى أبلغها بخبر مجيئي لزيارتها.. فقد أذن الله بقبض روحها الطاهرة وقبض جزء من روحي معها. فرحمها الله رحمة واسعة, وحفظ أولادها وعوضهم عن فقدها بكل خير.
فهلا ترحمتم أيها الكرام ـ مشكورين مأجورين ـ على صديقتي الغالية فقد كانت عبيرا يعبق بشذى الطهر في سمائنا ... وكانت ومضة رحمة في حياتي أنا شخصيا في حياتها وفي مرضها وفي وفاتها. فرحمك الله يا عبير!
هذه إحدى المقالتين المترابطتين اللتين تحدثتُ عنهما في أول حديثي, وقد أخذتُ هذه لمناسبتها للمقام, أما توأمتها فهي تتحدث عن سفري للقاء جسد صديقتي فور سماعي بنبأ وفاتها, ثم دخولي لمغسلة الموتى لأول مرة في حياتي وما جاش داخلي من مشاعر عاصفة آنذاك. وبالطبع لا يناسب ذكرها موضوع ومضات الرحمة, لذا سأدعها ترقد بأمان في مسودات أوراقي.
أسأل الله أن ينفع بما سطرتُ.
 
جزاك الله خيرا أختي حفصة...ورحم الله صديقتك رحمة واسعة.
لكن لم أستشعر ومضات الرحمة التي نحن بصدد ذكر نماذج منها، بل أحسست بحزن جاش في قلبي أحتاج معه إلى ومضات رحمانية أخرى..لعل الله يذهب عني ماأحس به من ألم...أتعلمين لماذا؟؟
لأن القصة أرجعتني إلى أيام مرض أختي بالسرطان...أيام ذقت فيها مرارة المعاناة ، ومرارة أن يتألم من تحبين أمامك ولا تملكين له شيئا..فذكرتيني بنفس ماكنت تفعلينه ماكنت أفعله مع أختي، أغادر الغرفة لأنفجر بالبكاء بعيدا عنها..
وإني أتذكر يوما سألتني فيه: أيمكن أن يكون ماحصل لي غضب من الله حل بي؟ فكنت أخفف عنها بأحاديث كثيرة عن الاجر الذي أعده الله للمبتلين الصابرين، وان هذا الألم فيه تكفير للسيئات ، فلعل الله أراد ان يبلغك منزلة لم تبلغيها بأعمالك، فكانت تستأنس بهذا الكلام وترتاح...رحمها الله رحمة واسعة، وحفظ أبناءها وأصلحهم..
أصحاب هذا النوع من الأمراض أولى الناس بأن يُغدقوا بمثل هذه الومضات..وبأمثالهم يأتسي المرجفون,,الذين يعظمون مصائب لا يمكن مقارنتها بمصاب هؤلاء، فينتكسون ويقتلهم الهم قبل ان يقتلهم الموت !!!
 
أسأل الله أن يرحم عبير وأن يسكنها فسيح جناته ..
أختي حفصة لا أعرف ماذا أقول لك... لكن أسأل الله عز وجل أن يجعل ما قدمتيه لصديقتك في ميزان حسناتك، حقا ليست الإخوة فقط هي إخوّة النسب...فلله درها من أخوة ...
حاولت أن لا ادع دموعي تنساب من عيني وأنا التي أعاني من انفجارها لأي موقف محزن وما أن أسمع شكوى من مبتلى إلا وأنا أحمل همه وأظل أعاني وكأني من أصيب بالبلوى إلى أن أوقفتني تلك الكلمات من إحدى أخواتي.. ما ابتلى الله فلان أو فلانة إلا وهو أرحم بهم منا ، حقا ما نحتاجه هو تقوية ايماننا وأن نعلم عظيم الأجر والابتلاء، وأن نعيش في جنة الرضا ونحن ندرك حقا رحمة الله عزوجل الذي وسعت رحمته كل شيء...
 
رحمها الله تعالى وجعل قبرها روضة من رياض الجنة وأسكنها الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
 
حفصة ...
لماذا لا تزال توأمتها ترقد ؟
قد كنت ممن أطل على الموضوع سابقا وهيج مشاعري و إذا بي أعود إليه الآن فيوقظ مشاعر أخرى وكأني أقرأه للتو...
فابن أختي يرقد في المشفى وهو يعاني منذ فترة طويلة من (مرض الأنيميا )واشتدت حالته سوءا حتى فقد الأمل من الحياة ولم تعد تجدي معه المسكنات....وحتى مل الكثير زيارته لكثرة رقوده في المشفى فإذا بوقفتك مع أختك تستنهض همتي لللوقوف معه....
لاتدري أخية كم من الأجرالذي ستحصلين عليه بإذن الله نتيجة تأثيرك بهذه الكلمات الرائعة التي من الله بها عليك وبهذا الأسلوب السلس الرائق...
وهذه المشاعر النبيلة والوقفة الإنسانية .... ننتظر مقالاتك الرائعة
حفظك الله وأغدق عليك من نعمه....؛؛؛
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طال غيابي عن المنتديات ويعتصر في قلبي الألم ويساورني الأمل وأتطلع إلى السماء كباقي السوريين لعلي أجد فيها لمحة من ضياء يبشر بغد مشرق وضيء ووجودي بينكم الآن لأستجديكم دعوة صالحة بعد أن فقد الكثيرون من أهلنا الأمل بدعم حقيقيي يجعل في بلدنا نقلة نوعية تنهض بشعب محطم مكدود من هول ما رأى فتطلع إلى ربِّ السماء وجبارها أن ينتقم هو وحده جلت عظمته وتعالى في كبريائه وجبروته أن ينتقم من الطغاة الظالمين وأن يحقق لنا نصرا يعز به دينه وشريعته وعباده الصالحين فيا خيل الله اركبي ويا عباد الله أمسكوا اللهم نصرك الذي وعدتنا .

مشاركتي في ملتقى أهل التفسير
20 / 11 / 14335 هجرية .
 
أخي ...رغم كل ما حصل وما يحصل ورغم الضغوط بشتى أنواعها وبالرغم من خيباة الأمل المتتالية ..وبالرغم من الخذلان المستمر ..بالرغم من التقاعس و التآمر...بالرغم من الليل الحالك و السرداب الطويل ..بالرغم من ماأعاني وتعاني ويعاني منه شعبنا وبلدنا ...بالرغم من ومن ومن ...فأنا متفائلة بفجر قريب ...حسبي وحسبك " حسبي الله ونعم الوكيل "
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طال غيابي عن المنتديات ويعتصر في قلبي الألم ويساورني الأمل وأتطلع إلى السماء كباقي السوريين لعلي أجد فيها لمحة من ضياء يبشر بغد مشرق وضيء ووجودي بينكم الآن لأستجديكم دعوة صالحة بعد أن فقد الكثيرون من أهلنا الأمل بدعم حقيقيي يجعل في بلدنا نقلة نوعية تنهض بشعب محطم مكدود من هول ما رأى فتطلع إلى ربِّ السماء وجبارها أن ينتقم هو وحده جلت عظمته وتعالى في كبريائه وجبروته أن ينتقم من الطغاة الظالمين وأن يحقق لنا نصرا يعز به دينه وشريعته وعباده الصالحين فيا خيل الله اركبي ويا عباد الله أمسكوا اللهم نصرك الذي وعدتنا .

مشاركتي في ملتقى أهل التفسير
20 / 11 / 14335 هجرية .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ...
في داخلي كلمات تؤرقني لأفصح بها, لكني والله لأخجل من نفسي ومنك ومن كل سوري مكروب على أرضنا الحبيبة سورية إن أفصحت بها, لأن الكلام لا يشفي, والضيق الذي نشعر به في صدورنا لا يطفئ من لهيب همومكم شيئا, فماذا عساي أن أقول؟
.
والله لئن قلتم أن مشاعرنا التي نحسن سطرها وخطبنا التي نحسن إلقائها في البكاء عليكم زيف في زيف وكذب في كذب لصدقتم ولصدقتم وما لامكم لائم.


أخي الكريم... لقد وقفت أتأمل عبارتكم (ووجودي بينكم الآن لأستجديكم دعوة صالحة)!! كم هو أسلوب مهذب لا نستحقه, إنه بالفعل مهذب, ولكنه مهذب حد الإيلام!.
وقد كنتُ أتعجب حين أشاهد نشرات الأخبار من كونكم لا تصبّون جام غضبكم المتأجج علينا!! ولا تُترجمون غضبكم من تخاذلنا = حقدا ملتهبا تقذفون بحممه في وجوهنا!! حتى أنني كنت أتساءل: ترى هل يقتطع الإعلام من صرخاتكم مقاطع فيها سب لنا ولأبنائنا؟! أم هل يتعمدون حذف دعائكم المحترق على أمننا ورخائنا وترفنا؟! لكنني مع الوقت أدركتُ الإجابة وحدي, فنحن في الواقع أتفه من أن نمر بخلدكم في مصيبتكم هذه, لأن الأحداث جعلتكم تدركون حقيقة ضعفنا فأصبحتم لا ترجون منا شيئا, فوَهْنُنَا وتخاذلنا هذا.. غصة لا تستحق أن تضيق بها حلوقكم, وإنما يجب أن تغصّ بها حلوقنا.. لا تستجدوا الدعاء يا شعب سورية الحبيبة فنحن والله باذلوه لكم في كل وقت وفي كل حين, لكننا نخجل أن نقول لكم: إننا نذكركم بدعائنا, وإن أنينكم يدوي في أسماعنا, وإن جراحكم تلك التي تؤلم أجسادكم تؤلم أيضا أرواحنا. نعم نخجل أن نقول ذلك لكنها الحقيقة...
فوالله ـ عن نفسي ـ ما أغمض عيناي ليلا إلا بعد أن أطمئن على آخر أخباركم, ولا أستيقظ فجرا إلا وأهرع متلهفة وأنا أتمتم بالدعاء لأتابع كيف كانت ليلتكم؟. ومثلي كثيييييييييييييييييييييييير.
ووالله إني لأذكركم حين أشرب شربة هنيئة فأسأل الله لكم أضعافها, وأذكركم حين آكل أكلة شهية أو ألبس ملبسا جميلا, فأسأل الله لكم أفضل منه.
وإني والله لأذكركم حين أغطي صغاري ليلا, فأسأل الله أن يتولى برحمته صغاركم وكباركم, وإني لأذكركم حين أعطي الدواء أو أتناوله فأسأل الله لكم شفاء بلا دواء, وحياة بلا داء. ومثلي كثييييييييييييييييييييييير.
إن الدعاء لكم هو شغل يشغلنا لأننا لا نملك سواه, به نبتدأ الدعاء لأنفسنا وبه نختتمه. وقد تمر الأيام فتشغلنا الدنيا فنذهل عن الدعاء لأنفسنا لكننا والله لا نفتر من الدعاء لكم.
إن ما يجري بأرضكم أيها الكرام قد نكد على الكثيرين منا معايشهم, وأزّم نفسياتهم وأوجع أرواحهم.
إننا نرى الدمار كل يوم, ونبصر المجازر كل يوم, ونرى القتل والتشويه, بل ونجبر أنفسنا على مشاهدة المقاطع الدموية المؤلمة التي تحدث في أرضكم لكي نشارككم آلامكم ليس إلا. نُكْرِه أنفسنا على مشاهدة الدماء والأشلاء كي تظل صورتها حاضرة في أعيننا أينما ذهبنا.
نعم ندرك أن من رأى وعاين ليس كمن سمع وتخيّل. لكننا حقا لا نملك غير ذلك.
إننا أيها الكرام لنتألم مرة لمصيبتكم, ومرة لمصيبتكم فينا, ومرة لمصيبتنا في أنفسنا.
فيا رحمن يا رحيم يا أرحم الراحمين كن لعبادك المستضعفين المظلومين في كل مكان اللهم فرج همهم, وأبدل أحزانهم أفراحا, الله جمع شملهم, واخلفهم خيرا مما أخذ منهم, اللهم داوي جراحهم وسكن آلامهم, ورطب قلوبهم وآنس وحدتهم, اللهم أرنا وأرهم في عدوهم ما يشفي غليل صدورنا, اللهم دمر أعدائهم ومثّل بهم عاجلا غير آجل يا أرحم الراحمين.
وهاهي تباشير الفجر تلوح في الأفق القريب.. فاستنشقوا تباشير النصر الوشيك فإن الله تبارك وتعالى لن يضيع دعائنا ودعائكم.
حفظكم الله ورعاكم وكحل أعيننا بالنصر القريب.
 
بارك الله لكم أختي الفاضلة حفصة علي هذا المقال الرائع وقد سبق لي قراءته علي صفحتكم علي الفيس بوك قبل عدة أشهر.
حقيقة مما يعين علي تحمل البلاء والرضا به والصبر علي آلامه وأوجاعه أمور كثيرة ذكرها الإخوة الأفاضل- غير أنني أود أن أتوقف مع أمرين هامين:
الأمر الأول: إن العلاقة التي تربط الإنسان بالحياة الدنيا في التصور الإسلامي هي علاقة إبتلاء - أي إختبار وإمتحان- وهي تعني اختبار طاعة الإنسان لله عزوجل واتباع تعاليمه في جميع شئون الحياة .. وهذا الإبتلاء هو المظهر العملي لعلاقة العبودية بين الله تعالي والإنسان وعمر الإنسان هو الزمن المقرر لهذا الإبتلاء (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)(الملك 2)
فكل لحظة يعيشها الإنسان علي هذه الأرض يكون في إبتلاء .. إبتلاء بالخير وإبتلاء بالشر(وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)(الأنبياء 35) الصحة إبتلاء والمرض إبتلاء .. الغني إبتلاء والفقر إبتلاء .. القوة والضعف .. النصر والهزيمة .. الشدة والرخاء.. وهكذا فما تستقبله النفوس مما يكره ، هو ابتلاء لها على الرضا بقضاء اللّه والتسليم له, وما تستقبله مما يحبّ هو امتحان لها كذلك على الشكر والحمد لما آتاها اللّه من فضله وإحسانه.
لابد أن تستقر هذه الحقيقة في الأذهان لتصل لمرحلة اليقين.. فالوظيفة الأساسية للمسلم في هذه الحياة هي النجاح في هذا الإبتلاء سواء بالصبر أو الشكر .. فالإبتلاء سنة إلهية لا تتغير ولا تتبدل (فلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً)(فاطر 43)
الأمر الثاني: لابد من دراسة ومعايشة أسماء الله الحسني وصفاته العلي وتدبرها والبحث عن إشراقاتها وتأثيرها في كل ما يمر به الإنسان من أحداث في هذه الحياة .
فعلي سبيل المثال : التدبر في إسم الله الحكيم يجعلك توقن بأن كل أفعال الله فيك تنطوي علي حكمة جليلة وفائدة عظيمة علمها من علمها وجهلها من جهلها (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)(البقرة 216) ولنا في قصص الأنبياء وفي سيرة الرسول زادا عظيما ومعينا لا ينضب من تجليات اسم الله الحكيم.
وقل مثل ذلك علي اسم الله اللطيف الذي يوصل أولياءه وعباده المؤمنين إلى الكرامات والخيرات بالطرق التي يعرفون والتي لا يعرفون، والتي يريدون وما لا يريدون، وبالذي يحبون والذين يكرهون ,, وقصة يوسف عليه السلام خير دليل علي تجليات اسم الله اللطيف وكذلك قصة موسي عليه السلام .
وهكذا في سائر الأسماء الحسني معاني إيمانية عظيمة وإشراقات روحية تهب القلب الطمأنينة، وتكسب الروح السكينة .
تالله لو تشبع القلب بمعاني هذه الأسماء لوجد السعادة والأنس والطمأنينة والحياة الطيبة التي لا يمازجها نغص .. والموضوع بحاجة إلي تفصيل أكثر وأكثر, فهذا معين عظيم يغترف منه المؤمن بحسب قوة إيمانه وصلابة يقينه .
أسأل الله عزوجل أن يرفع الهم عن المكروبين وأن يزيل الغم عن المحزونين
وأن يجبر كسر المستضعفين .
اللهم عجل بنصرك لإخواننا في سوريا واربط علي قلوبهم وأفرغ عليهم صبرا وانصرهم علي عدوهم وقر أعيننا بهلاك طاغيتهم (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(الروم4-5)
 
بوركت وبورك بنانك أخيتي حفصة
العبد لا بد أن يحيا ما كان حيا في كبد وشدة (لقد خلقنا الانسان في كبد) والفرق بين المؤمن بربه وغيره؛أن ألم المؤمن يختلف عن غيره جملة وتفصيلا، وبقدر إيمانه يكون إبتلاؤه شرا، وبلاؤه خيرا أو شرا، وبقدر معرفته بربه يكون صبره أو رضاه أو شكره، وقد ذكر القرآن الكريم تلك الصور كلها ، وكانت سير الأنبياء عليهم السلام ابتداء من أولي العزم إلى بقيتهم صورة مشرقة تبين هذا الأمر أيما تبيين،وكذا فيما بعد سطر الصحابة رضوان الله عليهم ثم التابعون رحمهم الله ثم تتابع أهل الإحسان على ذلك جعلنا الله منهم.
نحن نحيا آلاماً في خاصة أنفسنا وآلاماً أشد هي آلام أمتنا.
ولله في كلها حكمة وما لم يشأ الله لم يكن ليكون( ولو شاء ربك مافعلوه) وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
ولله في كلها لطف قد نعلمه وقد نستشعره ،وقد لا نعلمه ولا نقف عليه،لكنه لطيف حكيم علمتَ أم لم تعلم.
وبعض العباد يقف على لطف الله وقت الإبتلاء فيصبره ذلك ويهون عليه ويجد لذة صبره ورضاه وشكره .
وقد لا يقف بعضهم على هذا اللطف إلا بعد الفرح بالفرج العظيم الذي قد يكونوا لم يتصورونه.
وقد لا يقف عليه بعضهم حتى يلقى الله.
لعل من صور اللطف أن لا تعجزك الهموم ولا تثقلك الأحزان عن مهمتك التي خلقت لأجلها، ولا عن المسابقة والتنافس للرقي في المراتب ليس فيما يخص الدنيا بل مراتب الآخرة.
ليس في حياة العبد وقتاً يضيعه في البكاء والتباكي.
وإن كان لا بد أن نبكي، أن نتألم، أن نصرخ في دواخلنا وقد يكون أعلى من ذلك، فلا يدرك هذا المعنى إلا من اشتد به الألم رغم قوته.
لكن لستُ أقصد ذلك إنما قصدتُ لا تجعل ألمك يقعدك ،حسبك ما تروي به لوعة ألمك،فقد بكى نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره .
لكن هل قعد أو عجز !
لا تجعل مدة حزنك تطول ،فالعمر قصير.
لا تعجز عن العمل ولا تضعف ولا تقصر.
لا تغلق بابك ؛إن لزم اجعلها هنيهه يسيرة ثم افتحه وانطلق لمهمتك.
لا تترك التعبد فهو زادك للتصبر.
لا تترك العلم والدعوة فكم تجد من الأنس رغم شدة الألم حين تتعلم وعندما تعلم أو تدعو إلى الله.
كم تتحول هذه الدموع إلى طمأنينة تجدها بعدُ .
قد تكون في قمة آلامك فتقف مع مكلوم أو ثكلى فتجد في بَردَتِه بَردتك وهذا من لطف الله بك.
نعم تجد لطفًا حين تشعر أنك بقيت شامخا كالنخلة أو راسيًا كالجبل مدة ابتلائك.
لطف عظيم من رب العالمين أن لم تهن أو تزغ.
ناهيك عن ألطاف أخر تحياها في الشدة ، فقط أحسن ظنك بالله وكن قويًا،وتحرى ألطاف الله في كل شيء، لا تجعل نظرتك للأمور سوداوية كالحة.
أفق من سباتك ومن عجزك ومن يأسك.
وتقدّم بما ينفعك في دنياك وآخرتك.
قابل الأمور وكل من يلقاك بابتسامة الرضى .
وحال أمتنا وإن كان لإيلامه لونا آخر أشد وأقسى إلا أننا لا نرى في ذلك إلا لطفا من الرب وحكمة .
ولو شاء الله لأهلك أعداءه من حيث لا يحتسبون ولا نحتسب.
ونحن نتألم لآلام أمتنا أكثر من آلامنا ، وقد نخصهم بالدعوات وبأوقات الإجابة أكثر من أنفسنا.
ففرج الله عن أمتنا وجعل لها نصرا عاجلا نفرح به ،
وحفظنا وإخواننا من أن يجعلنا فتنة للقوم الظالمين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
عودة
أعلى