رياض الصالحين ، مع فوائده وهو مجاناً لمن يرغب طبعه طبعة خيرية

ماهر الفحل

New member
إنضم
25/10/2005
المشاركات
450
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
كتاب رياض الصالحين للإمام المحدث الفقيه أبي زكريا يحيى بن شرف النووى المتوفى 676 من الكتب العظيمة المهمة من كتب الإسلام ، وهو من أكثر الكتب انتشاراً في العالم ، وذلك لاشتماله على أهم ما يحتاجه المسلم في عباداته وحياته اليومية مع صحة أحاديثه - إلا نزراً يسيراً – واختصاره وسهولته وتذليل المصنف لمادته ، وهو كتاب ينتفع به المبتديء والمنتهي . وقد من الله علي بالصحة والتمكين بخدمة هذا الكتاب النفيس خدمة تليق به وبمكانة مؤلفه ، وقد طبع في بغداد طبعتين وزع مجاناً الأولى في 2000 نسخة والثانية في 1250 نسخة في مطبعة الخنساء ، وأنا الآن أقدم الكتاب مجاناً لكل من يرغب بطبعه طبعة خيرية في أي مكانٍ في العالم والكتاب في 700 صفحة
والكتاب مطبوع على برنامج (Microsoft Word 97) وحجم الخط في المتن ( 17) وفي الهامش (14.5) ونوع الخط (Traditional Arabic) .

وهذه دراسة عن الكتاب

أولاً : مقدمة التحقيق :
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
(( وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، وأمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، وسفيره بينه وبين عباده ، المبعوث بالدين القويم ، والمنهج المستقيم ، أرسله الله رحمة للعالمين ، وإماماً للمتقين ، وحجةً على الخلائق أجمعين )) .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
[ آل عمران : 102[ . (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) ] النساء : 1[ . (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) ] الأحزاب : 70-71 [ . أما بعد : فإني أحمد الله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً على إنهاء العمل بهذا الكتاب العظيم " رياض الصالحين " ، ذلك الكتاب الذي كان من أول كتب العلم قراءةً لي ، وكنت دائماً أرجع إلى هذا الكتاب وأحفظ من أحاديثه وأنصح الناس في العناية به ؛ لأنَّه كتاب كله نور ، كيف لا وقد ضمّ بين دفّتيه أهم ما يحتاجه المسلم في حياته وعباداته ؛ لذلك انعقدت النية على العناية به عنايةً متميزةً مع التأكيد في التعليق على اتباع منهج السلف الصالح .
والكتاب قد طبع طبعاتٍ عديدة واعتنى به عدد من الأفاضل من المختصين بهذا الشأن فأردت أنْ أُشرك نفسي معهم في طبعةٍ متميزةٍ راجياً من الله أنْ ينفعني بها يوم الدين يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم .
وقد كلفت الأخ الفاضل الدكتور سليمان بن عبد الله الميمان بالحصول على نسخ خطية للكتاب تعود إلى عصر المؤلف ، وقد تأخر الأمر عليَّ أكثر من عامٍ ونصف فاجتهدت في ضبط النص على النسخ المطبوعة مع الرجوع إلى موارد المصنف من كتب السنة المشرفة . أما التخريج فجعلته مختصراً على ما يذكره المصنف خشية تضخم حواشي الكتاب . وفيما يتعلق بالصحيحين فقد أحلت إلى صحيح البخاري بالجزء والصفحة على الطبعة الأميرية ثم أردفته برقم الحديث من فتح الباري ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي ، وأحلت إلى صحيح مسلم بالجزء والصفحة للطبعة الإستانبولية ثم أردفته برقم الحديث في طبعة محمد فؤاد عبد الباقي ؛ وذلك لانتشار هذه الطبعات وتداولها . وأما التعليق على الأحاديث فقد شرحت بعض الغريب الذي لم يذكره المصنف وعلّقت على بعض الأشياء مما يحتاجه المسلم في حياته وعبادته ، وكان جُلُّ ذلك بالاعتماد على كتب أهل العلم لا سيما كتاب شرح النووي على صحيح مسلم ، وفتح الباري ، وشرح رياض الصالحين للعلامة ابن عثيمين رحم الله الجميع .
وأنا أنصح كل مسلم بالاهتمام بهذا الكتاب العظيم كتاب " رياض
الصالحين " ، وأنصح بمداومة قراءته مرة بعد مرة ، والاهتمام بحفظ أحاديثه ، وعلى صاحب العائلة أنْ يفقّه عائلته بهذا الكتاب . وكذا أنصح كل مسلم بالاهتمام بتوحيد الله (( فَإنَّ التَّوحيدَ حقيقتُهُ : أَنْ تَرى الأُمورَ كُلَّها مِنَ اللهِ تَعالى رؤيةً تقطعُ الالتفاتَ عن الأسبابِ والوسائطِ ، فلا ترى الخيرَ والشَّرَّ إلاَّ منه تعالى . وهذا المقامُ يُثمرُ التوكُّلَ ، وتركَ شِكايةِ الخلقِ ، وتركَ لومِهِم ، والرِّضا عن اللهِ تعالى ، والتّسليمَ لحكمِه .
وإِذا عرفتَ ذلكَ ؛ فاعلمْ أَنَّ الرُّبوبيَّةَ منه تعالى لعبادِهِ ، والتَّألُّه من عبادِه له سبحانه، كما أَنَّ الرحمةَ هي الوصلةُ بينهم وبينَهُ عز وجل .
واعلَم أَنَّ أَنْفسَ الأَعمالِ ، وأَجلَّها قدراً : توحيدُ اللهِ تعالى غَير أَنَّ التوحيدَ له قِشران :
الأوَّل : أَنْ تقولَ بِلِسَانِك : (( لا إله إلاَّ اللهُ )) ويُسمَّى هذا القولُ : توحيداً ، وهو مناقضُ التَّثْليثِ الذي تعتقدُه النَّصارى .
وهذا التوحيدُ يصدُرُ – أَيضاً – من المنافقِ الَّذي يُخالفُ سرُّه جهرَه .
والقِشْرُ الثَّاني : أَنْ لا تكونَ في القلبِ مخالفةٌ ، ولا إِنكارٌ لمفهومِ هذا القولِ ، بل يشتملُ القلبُ على اعتقادِ ذلك ، والتصديق به ، وهذا هو توحيدُ عامةِ النَّاسِ .
ولُبابُ التَّوحيد : أَنْ يَرى الأُمورَ كُلَّها من اللهِ تعالى ، ثم يقطعُ الالتفاتَ عن الوسائطِ ، وأَنْ يعبدَه سبحانه عبادةً يفردُه بها ولا يعبد غيرَه )) . تجريد التوحيد 38-39 .
أخي قارئ هذا الكتاب ، يقول الله تعالى في كتابه العزيز : (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ))
[ الحديد : 16 ] فأنت أيها المسلم الغيور تتميز عن غيرك من الناس بسمات الشرف والكرامة والغيرةِ على نفسك وعلى إخوتك المسلمين ، فاحرص كل الحرص على أنْ لا تفوتك فرصة كسب الثواب من الله بنشر ما يرضيه سبحانه ، واعلم أخي الكريم : (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) ] الإسراء : 36[ .
أخي الكريم : إنَّ رحمة الله لا تنال بالأماني ولا بالأنساب ولا بالوظائف ولا بالأموال ، إنما تنال بطاعة الله ورسوله واتباع شريعته وذلك يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلنحذر جميعاً كل ما يغضب الله ولنمض إلى الله قدماً بلا تردد بتوبة صادقة قبل فوات الأوان )) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(( ] النور : 63[ ، واعلم أنَّ الله خلق لكل إنسان أنفاساً معدودة وساعات محدودة ، عند انقضائها تقف دقات قلبه ، ويطوى سجله ، ويحال بينه وبين هذه الدار ، إما إلى دار أنس وبهجة ، وإما إلى دار شقاء ووحشة ، فمن زرع كلمات طيبة وأعمالاً صالحة أدخله الله الجنة ونعّمه بالنعيم المقيم ، ومن زرع أعمالاً سيئة وكلمات قبيحة دخل النار ، قال تعالى : )) وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً (( [ الكهف : 29] وتذكّر قوله تعالى : )) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (( [ الزلزلة : 7-8 ] فكل ما تعمله في هذه الدنيا الفانية تنال جزاءه إن خيراً فخير وإن شراً فشرٌ ، وتذكّر دائماً أنَّ الحياة نفس يذهب ولا يرجع ، ولا ينفع الندم بعدها فاعمل لنفسك ولا تقدّم ما يفنى على ما يبقى .
أخي الكريم : إنَّ أجمل سعادة وأعظم لذة يجدها الإنسان في هذه الحياة الفانية هي طاعة الله ومحبته والقرب إليه وكثرة الدعاء وقد صرّح تائبون كثيرون بأنّهم وجدوا أعظم متعة تمتعوها هي القرب إلى الله تعالى وحسن الظن به وكثرة مراقبته ، وأكثِرْ من الدعاء والذكر والاستغفار فلك في كل تسبيحة عشر حسنات ، حاولْ أنْ لا تجعل وقتك يذهب سدى ، أكثرْ من قراءة القرآن فلك في كل حرف عشر حسنات ، اقرأْ كتب العلم والأحاديث النبوية ، فَقِّه نفسك بأمور دينك ، عليك بكثرة التطوع والإكثار من صلاة النافلة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط عنك بها خطيئة )) . كُنْ داعياً إلى الله تعالى ، كُنْ آمراً للناس بالمعروف وناهياً لهم عن المنكر ، قال تعالى : )) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (( [ فصلت : 33 ] ، إياك وأعراض الناس لا تذكر أحداً بسوء ، ولا تغتب أحداً ، ولا تؤذي أحداً ، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )) ، وقال أيضاً :
(( كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله )) ، وهذا نبينا الكريم
قد حذرنا من احتقار المسلمين فقال : (( بحسب امرئ من الشر أنْ يحقر أخاه المسلم )) فإذا كان استحقاره عظيماً عند الله فكيف بإنزال الضُّرِّ به .
كُنْ رقيباً على نفسك ولسانك فكل كلام تنطقه تحاسب عليه إنْ كان
خيراً فخيرٌ وإنْ كان شراً فشرٌ، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( إنَّك لم تزل سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك )) ، وقال أيضاً : (( رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت عن شر فسلم )) حافِظْ على نظرك فلا تنظر إلى محرّم ، وحافظ على سمعك فلا تسمع محرّماً ، قال تعالى : (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) ] الإسراء : 36[ . حافظ على جوارحك فلا تفعل محرّماً . ولا تنظر إلى صغر المعصية وتحسب الأمر هيناً ، ولكن انظر إلى من تعصي .
الزم هذا الدعاء : (( اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة )) .

هذا وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .




وكتب
ماهر بن ياسين بن فحل الدكتور
العراق - الأنبار - الرمادي
دار الحديث
26/2/1426ه‍

ثانياً : شرط الكتاب قال النووي في صفحة 13: ((وَألتَزِمُ فيهِ أَنْ لا أَذْكُرَ إلاّ حَدِيثاً صَحِيحاً مِنَ الْوَاضِحَاتِ ، مُضَافاً إِلى الْكُتُبِ الصَّحِيحَةِ الْمَشْهُوراتِ . وأُصَدِّر الأَبْوَابَ مِنَ الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ بِآياتٍ كَرِيماتٍ ، وَأَوشِّحَ مَا يَحْتَاجُ إِلى ضَبْطٍ أَوْ شَرْحِ مَعْنىً خَفِيٍّ بِنَفَائِسَ مِنَ التَّنْبِيهاتِ . وإِذا قُلْتُ في آخِرِ حَدِيث : مُتَّفَقٌ عَلَيهِ فمعناه : رواه البخاريُّ ومسلمٌ )) .
ثالثاً : فوائد الكتاب قال النووي في صفحة 23 :
شروط التوبة : ((قَالَ العلماءُ : التَّوْبَةُ وَاجبَةٌ مِنْ كُلِّ ذَنْب ، فإنْ كَانتِ المَعْصِيَةُ بَيْنَ العَبْدِ وبَيْنَ اللهِ تَعَالَى لاَ تَتَعلَّقُ بحقّ آدَمِيٍّ فَلَهَا ثَلاثَةُ شُرُوط :
أحَدُها : أنْ يُقلِعَ عَنِ المَعصِيَةِ .
والثَّانِي : أَنْ يَنْدَمَ عَلَى فِعْلِهَا .
والثَّالثُ : أنْ يَعْزِمَ أَنْ لا يعُودَ إِلَيْهَا أَبَداً . فَإِنْ فُقِدَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ لَمْ تَصِحَّ تَوبَتُهُ.
وإنْ كَانَتِ المَعْصِيةُ تَتَعَلقُ بآدَمِيٍّ فَشُرُوطُهَا أرْبَعَةٌ : هذِهِ الثَّلاثَةُ ، وأنْ يَبْرَأ مِنْ حَقّ صَاحِبِها ، فَإِنْ كَانَتْ مالاً أَوْ نَحْوَهُ رَدَّهُ إِلَيْه ، وإنْ كَانَت حَدَّ قَذْفٍ ونَحْوَهُ مَكَّنَهُ مِنْهُ أَوْ طَلَبَ عَفْوَهُ ، وإنْ كَانْت غِيبَةً استَحَلَّهُ مِنْهَا . ويجِبُ أنْ يَتُوبَ مِنْ جميعِ الذُّنُوبِ ، فَإِنْ تَابَ مِنْ بَعْضِها صَحَّتْ تَوْبَتُهُ عِنْدَ أهْلِ الحَقِّ مِنْ ذلِكَ الذَّنْبِ وبَقِيَ عَلَيهِ البَاقي . وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ الكتَابِ والسُّنَّةِ ، وإجْمَاعِ الأُمَّةِ عَلَى وُجوبِ التَّوبةِ )) .
وقال في في صفحة 216 : (( اعْلَمْ أنَّ المُخْتَارَ لِلْعَبْدِ في حَالِ صِحَّتِهِ أنْ يَكُونَ خَائفاً رَاجِياً ، وَيَكُونَ خَوْفُهُ وَرَجَاؤُهُ سَواءً ، وفي حَالِ المَرَضِ يُمحَّضُ الرَّجاءُ ، وقواعِدُ الشَّرْع مِنْ نصُوصِ الكِتَابِ والسُّنَةِ وغَيْرِ ذَلِكَ مُتظاهِرَةٌ عَلَى ذلك )) .
وقال في صفحة 298 : (( قَالَ العلماءُ : حَقِيقَةُ الحَيَاءِ خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلَى تَرْكِ القَبِيحِ ، وَيَمْنَعُ مِنَ التَّقْصِيرِ في حَقِّ ذِي الحَقِّ . وَرَوَيْنَا عَنْ أَبي القاسم الْجُنَيْدِ رَحِمَهُ اللهُ ، قَالَ : الحَيَاءُ : رُؤيَةُ الآلاءِ – أيْ النِّعَمِ – ورُؤْيَةُ التَّقْصِيرِ ، فَيَتَوَلَّدُ بَيْنَهُمَا حَالَةٌ تُسَمَّى حَيَاءً . وَالله أعلم )) .
وقال في صفحة 315 : ((باب استحباب تقديم اليمين في كل مَا هو من باب التكريم
كالوضوءِ وَالغُسْلِ وَالتَّيَمُّمِ ، وَلُبْسِ الثَّوْبِ وَالنَّعْلِ وَالخُفِّ وَالسَّرَاوِيلِ وَدُخولِ الْمَسْجِدِ ، وَالسِّوَاكِ ، وَالاكْتِحَالِ ، وَتقليم الأظْفار ، وَقَصِّ الشَّارِبِ ، وَنَتْفِ
الإبْطِ ، وَحلقِ الرَّأسِ ، وَالسّلامِ مِنَ الصَّلاَةِ ، وَالأكْلِ ، والشُّربِ ، وَالمُصافحَةِ ، وَاسْتِلاَمِ الحَجَرِ الأَسْوَدِ ، والخروجِ منَ الخلاءِ ، والأخذ والعطاء وغيرِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ في معناه . ويُسْتَحَبُّ تَقديمُ اليسارِ في ضدِ ذَلِكَ ، كالامْتِخَاطِ وَالبُصَاقِ عن اليسار ، ودخولِ الخَلاءِ ، والخروج من المَسْجِدِ ، وخَلْعِ الخُفِّ والنَّعْلِ والسراويلِ والثوبِ ، والاسْتِنْجَاءِ وفِعلِ المُسْتَقْذرَاتِ وأشْبَاه ذَلِكَ )) .
وقال في صفحة 351 : (( يُسْتَحَبُّ أنْ يَقُولَ المُبْتَدِئُ بالسَّلاَمِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ . فَيَأتِ بِضَميرِ الجَمْعِ ، وَإنْ كَانَ المُسَلَّمُ عَلَيْهِ وَاحِداً ، وَيقُولُ المُجيبُ : وَعَلَيْكُمْ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ ، فَيَأتِي بِوَاوِ العَطْفِ في قَوْله : وَعَلَيْكُمْ )) .
وقال في صفحة 371 : (( أمَّا النِّيَاحَةُ فَحَرَامٌ وَسَيَأتِي فِيهَا بَابٌ فِي كِتابِ النَّهْيِ ، إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى . وَأمَّا البُكَاءُ فَجَاءتْ أحَادِيثُ بِالنَّهْيِ عَنْهُ ، وَأنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أهْلِهِ ، وَهِيَ مُتَأَوَّلَةٌ ومَحْمُولَةٌ عَلَى مَنْ أوْصَى بِهِ ، وَالنَّهْيُ إنَّمَا هُوَ عَن البُكَاءِ الَّذِي فِيهِ نَدْبٌ ، أَوْ نِيَاحَةٌ ، والدَّليلُ عَلَى جَوَازِ البُكَاءِ بِغَيْرِ نَدْبٍ وَلاَ نِياحَةٍ أحَادِيثُ كَثِيرَةٌ ، مِنْهَا : …)) .
وقال في صفحة 432 : (( وَالإيتَارُ قَبْلَ النَّوْمِ إنَّمَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ لاَ يَثِقُ بِالاسْتِيقَاظِ آخِرَ اللَّيْلِ فَإنْ وَثِقَ ، فَآخِرُ اللَّيْلِ أفْضَلُ )) .
وقال في صفحة 374 : (( باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة
يُكَبِّرُ أرْبَعَ تَكبِيرَاتٍ ، يَتَعوَّذُ بَعْدَ الأُولَى ، ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الثَّانِيَةَ ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فيقول : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ
مُحَمَّدٍ . وَالأفْضَلُ أنْ يُتَمِّمَهُ بقوله : كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إبرَاهِيمَ – إِلَى قَوْله – إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . وَلاَ يَقُولُ مَا يَفْعَلهُ كَثيرٌ مِنَ العَوامِّ مِنْ قراءتِهِمْ : (( إنَّ اللهَ وَمَلائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيِّ )) [ الأحزاب : 56 ] الآية ، فَإنَّهُ لاَ تَصحُّ صَلاَتُهُ إِذَا اقْتَصَرَ
عَلَيْهِ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الثَّالِثَةَ ، وَيَدعُو للمَيِّتِ وَللمُسْلِمِينَ بِمَا سَنَذكُرُهُ مِنَ الأحاديث إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى ، ثُمَّ يُكَبِّرُ الرَّابِعَةَ وَيَدْعُو . وَمِنْ أحْسَنِهِ : (( اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أجْرَهُ ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعدَهُ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ )) . وَالمُخْتَارُ أنه يُطَوِّلُ الدُّعاء في الرَّابِعَة خلافَ مَا يَعْتَادُهُ أكْثَرُ النَّاس ، لحديث ابن أَبي أَوْفى الذي سَنَذْكُرُهُ إنْ شَاء اللهُ تَعَالَى )) .
وقال في صفحة 466 : ((والأفضل صومُها في الأيام البيض وهي الثالثَ عشر والرابعَ عشر والخامسَ عشر ، وقِيل : الثاني عشر ، والثالِثَ عشر ، والرابعَ عشر ، والصحيح المشهور هُوَ الأول )) .
وقال في صفحة 543 : (( اعْلَمْ أنَّهُ يَنْبَغِي لِكُلِّ مُكَلَّفٍ أنْ يَحْفَظَ لِسَانَهُ عَنْ جَميعِ الكَلامِ إِلاَّ كَلاَماً ظَهَرَتْ فِيهِ المَصْلَحَةُ ، ومَتَى اسْتَوَى الكَلاَمُ وَتَرْكُهُ فِي المَصْلَحَةِ ، فالسُّنَّةُ الإمْسَاكُ عَنْهُ ، لأَنَّهُ قَدْ يَنْجَرُّ الكَلاَمُ المُبَاحُ إِلَى حَرَامٍ أَوْ مَكْرُوهٍ ، وذَلِكَ كَثِيرٌ في العَادَةِ ، والسَّلاَمَةُ لا يَعْدِلُهَا شَيْءٌ )) .
وقال في صفحة 549-550 : ((اعْلَمْ أنَّ الغِيبَةَ تُبَاحُ لِغَرَضٍ صَحيحٍ شَرْعِيٍّ لا يُمْكِنُ الوُصُولُ إِلَيْهِ إِلاَّ بِهَا ، وَهُوَ سِتَّةُ أسْبَابٍ :
الأَوَّلُ : التَّظَلُّمُ ، فَيَجُوزُ لِلمَظْلُومِ أنْ يَتَظَلَّمَ إِلَى السُّلْطَانِ والقَاضِي وغَيرِهِما مِمَّنْ لَهُ وِلاَيَةٌ ، أَوْ قُدْرَةٌ عَلَى إنْصَافِهِ مِنْ ظَالِمِهِ ، فيقول : ظَلَمَنِي فُلاَنٌ بكذا .
الثَّاني : الاسْتِعانَةُ عَلَى تَغْيِيرِ المُنْكَرِ ، وَرَدِّ العَاصِي إِلَى الصَّوابِ ، فيقولُ لِمَنْ يَرْجُو قُدْرَتهُ عَلَى إزالَةِ المُنْكَرِ : فُلانٌ يَعْمَلُ كَذا ، فازْجُرْهُ عَنْهُ ونحو ذَلِكَ ويكونُ مَقْصُودُهُ التَّوَصُّلُ إِلَى إزالَةِ المُنْكَرِ ، فَإنْ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ كَانَ حَرَاماً .
الثَّالِثُ : الاسْتِفْتَاءُ ، فيقُولُ لِلمُفْتِي : ظَلَمَنِي أَبي أَوْ أخي ، أَوْ زوجي ، أَوْ فُلانٌ بكَذَا فَهَلْ لَهُ ذَلِكَ ؟ وَمَا طَريقي في الخلاصِ مِنْهُ ، وتَحْصيلِ حَقِّي ، وَدَفْعِ الظُّلْمِ ؟ وَنَحْو ذَلِكَ ، فهذا جَائِزٌ لِلْحَاجَةِ ، ولكِنَّ الأحْوطَ والأفضَلَ أنْ يقول : مَا تقولُ في رَجُلٍ أَوْ شَخْصٍ ، أَوْ زَوْجٍ ، كَانَ مِنْ أمْرِهِ كذا ؟ فَإنَّهُ يَحْصُلُ بِهِ الغَرَضُ مِنْ غَيرِ تَعْيينٍ ، وَمَعَ ذَلِكَ ، فالتَّعْيينُ جَائِزٌ كَمَا سَنَذْكُرُهُ في حَدِيثِ هِنْدٍ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى .
الرَّابعُ : تَحْذِيرُ المُسْلِمينَ مِنَ الشَّرِّ وَنَصِيحَتُهُمْ ، وذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ :
مِنْهَا جَرْحُ المَجْرُوحينَ مِنَ الرُّواةِ والشُّهُودِ وذلكَ جَائِزٌ بإجْمَاعِ المُسْلِمينَ ، بَلْ وَاجِبٌ للْحَاجَةِ .
ومنها : المُشَاوَرَةُ في مُصاهَرَةِ إنْسانٍ أو مُشاركتِهِ ، أَوْ إيداعِهِ ، أَوْ مُعامَلَتِهِ ، أَوْ غيرِ ذَلِكَ ، أَوْ مُجَاوَرَتِهِ ، ويجبُ عَلَى المُشَاوَرِ أنْ لا يُخْفِيَ حَالَهُ ، بَلْ يَذْكُرُ المَسَاوِئَ الَّتي فِيهِ بِنِيَّةِ النَّصيحَةِ .
ومنها : إِذَا رأى مُتَفَقِّهاً يَتَرَدَّدُ إِلَى مُبْتَدِعٍ ، أَوْ فَاسِقٍ يَأَخُذُ عَنْهُ العِلْمَ ، وخَافَ أنْ يَتَضَرَّرَ المُتَفَقِّهُ بِذَلِكَ ، فَعَلَيْهِ نَصِيحَتُهُ بِبَيانِ حَالِهِ ، بِشَرْطِ أنْ يَقْصِدَ النَّصِيحَةَ ، وَهَذا مِمَّا يُغلَطُ فِيهِ . وَقَدْ يَحمِلُ المُتَكَلِّمَ بِذلِكَ الحَسَدُ ، وَيُلَبِّسُ الشَّيطانُ عَلَيْهِ ذَلِكَ ، ويُخَيْلُ إِلَيْهِ أنَّهُ نَصِيحَةٌ فَليُتَفَطَّنْ لِذلِكَ .
وَمِنها : أنْ يكونَ لَهُ وِلايَةٌ لا يقومُ بِهَا عَلَى وَجْهِها : إمَّا بِأنْ لا يكونَ صَالِحاً لَهَا ، وإما بِأنْ يكونَ فَاسِقاً ، أَوْ مُغَفَّلاً ، وَنَحوَ ذَلِكَ فَيَجِبُ ذِكْرُ ذَلِكَ لِمَنْ لَهُ عَلَيْهِ ولايةٌ عامَّةٌ لِيُزيلَهُ ، وَيُوَلِّيَ مَنْ يُصْلحُ ، أَوْ يَعْلَمَ ذَلِكَ مِنْهُ لِيُعَامِلَهُ بِمُقْتَضَى حالِهِ ، وَلاَ يَغْتَرَّ بِهِ ، وأنْ يَسْعَى في أنْ يَحُثَّهُ عَلَى الاسْتِقَامَةِ أَوْ يَسْتَبْدِلَ بِهِ .
الخامِسُ : أنْ يَكُونَ مُجَاهِراً بِفِسْقِهِ أَوْ بِدْعَتِهِ كالمُجَاهِرِ بِشُرْبِ الخَمْرِ ، ومُصَادَرَةِ النَّاسِ ، وأَخْذِ المَكْسِ ، وجِبَايَةِ الأمْوَالِ ظُلْماً ، وَتَوَلِّي الأمُورِ الباطِلَةِ ، فَيَجُوزُ ذِكْرُهُ بِمَا يُجَاهِرُ بِهِ ، وَيَحْرُمُ ذِكْرُهُ بِغَيْرِهِ مِنَ العُيُوبِ ، إِلاَّ أنْ يكونَ لِجَوازِهِ سَبَبٌ آخَرُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ .
السَّادِسُ : التعرِيفُ ، فإذا كَانَ الإنْسانُ مَعْرُوفاً بِلَقَبٍ ، كالأعْمَشِ ، والأعرَجِ ، والأَصَمِّ ، والأعْمى ، والأحْوَلِ ، وغَيْرِهِمْ جاز تَعْرِيفُهُمْ بذلِكَ ، وَيَحْرُمُ إطْلاقُهُ عَلَى جِهَةِ التَّنْقِيصِ ، ولو أمكَنَ تَعْريفُهُ بِغَيرِ ذَلِكَ كَانَ أوْلَى ، فهذه ستَّةُ أسبابٍ ذَكَرَهَا العُلَمَاءُ وأكثَرُها مُجْمَعٌ عَلَيْهِ ، وَدَلائِلُهَا مِنَ الأحادِيثِ الصَّحيحَةِ مشهورَةٌ . فمن ذَلِكَ : … )) .
وقال في صفحة 560 : ((اعلَمْ أنَّ الكَذِبَ ، وإنْ كَانَ أصْلُهُ مُحَرَّماً ، فَيَجُوزُ في بَعْضِ الأحْوَالِ بِشُروطٍ قَدْ أوْضَحْتُهَا في كتاب : " الأَذْكَارِ " ، ومُخْتَصَرُ ذَلِكَ : أنَّ الكلامَ وَسيلَةٌ إِلَى المَقَاصِدِ ، فَكُلُّ مَقْصُودٍ مَحْمُودٍ يُمْكِنُ تَحْصِيلُهُ بِغَيْرِ الكَذِبِ يَحْرُمُ الكَذِبُ فِيهِ ، وإنْ لَمْ يُمْكِنْ تَحْصِيلُهُ إِلاَّ بالكَذِبِ ، جازَ الكَذِبُ . ثُمَّ إنْ كَانَ تَحْصِيلُ ذَلِكَ المَقْصُودِ مُبَاحاً كَانَ الكَذِبُ مُبَاحاً ، وإنْ كَانَ وَاجِباً ، كَانَ الكَذِبُ وَاجِباً . فإذا اخْتَفَى مُسْلِمٌ مِنْ ظَالِمٍ يُريدُ قَتْلَهُ ، أَوْ أَخذَ مَالِهِ وأخفى مالَه وَسُئِلَ إنْسَانٌ عَنْهُ ، وَجَبَ الكَذِبُ بإخْفَائِه . وكذا لو كانَ عِندَهُ وديعَةٌ ، وأراد ظالمٌ أخذها ، وجبَ الكذبُ بإخفائها . وَالأحْوَطُ في هَذَا كُلِّهِ أن يُوَرِّيَ . ومعْنَى التَّوْرِيَةِ : أنْ يَقْصِدَ بِعِبَارَتِهِ مَقْصُوداً صَحيحاً لَيْسَ هُوَ كَاذِباً بالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ ، وإنْ كَانَ كَاذِباً في ظَاهِرِ اللَّفْظِ ، وبالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يَفْهَمُهُ المُخَاطَبُ ، وَلَوْ تَرَكَ التَّوْرِيَةَ وَأطْلَقَ عِبَارَةَ الكَذِبِ ، فَلَيْسَ بِحَرَامٍ في هَذَا الحَالِ .
وَاسْتَدَل العُلَمَاءُ بِجَوازِ الكَذِبِ في هَذَا الحَالِ بِحَديثِ أُمِّ كُلْثُومٍ رَضِيَ اللهُ عنها، أنها سمعتْ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : (( لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَيَنْمِي خَيْراً أَوْ يَقُولُ خَيْراً )) . متفق عَلَيْهِ .
زاد مسلم في رواية : قالت أُمُّ كُلْثُومٍ : وَلَمْ أسْمَعْهُ يُرَخِّصُ في شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ إِلاَّ في ثَلاَثٍ، تَعْنِي : الحَرْبَ ، والإصْلاَحَ بَيْنَ النَّاسِ ، وَحَديثَ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ ، وَحديثَ المَرْأَةِ زَوْجَهَا )) .
ومن فوائده النقل من بعض الكتب المهمة ، مثل :
النقل من صحيح أبي بكر الإسماعيلي : ((وفي رواية أبي بكر الإسماعيلي في " صحيحه " ، قَالَ : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟
قَالَ : (( اللهُ )) . قَالَ : فَسَقَطَ السيفُ مِنْ يَدهِ ، فَأخَذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم السَّيْفَ ، فَقَالَ : (( مَنْ يَمْنَعُكَ مني ؟ )) . فَقَالَ : كُنْ خَيرَ آخِذٍ . فَقَالَ : (( تَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله وَأَنِّي رَسُول الله ؟ )) قَالَ : لاَ ، وَلَكنِّي أُعَاهِدُكَ أنْ لا أُقَاتِلَكَ ، وَلاَ أَكُونَ مَعَ قَومٍ يُقَاتِلُونَكَ ، فَخَلَّى سَبيلَهُ ، فَأَتَى أصْحَابَهُ ، فَقَالَ : جئتُكُمْ مِنْ عنْد خَيْرِ النَّاسِ )) . صفحة 64 .
النقل عن الإمام أحمد : ((وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، قَالَ : لَيْسَ لأهل الشام حديث أشرف من هَذَا الحديث )) . صفحة 79 .
نقله التفسير : (( قَالَ الله تَعَالَى : (( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ )) [ فاطر : 37 ] قَالَ ابن عباس والمُحَقِّقُونَ : معناه أَو لَمْ نُعَمِّرْكُمْ سِتِّينَ سَنَةً ؟ وَيُؤَيِّدُهُ الحديث الَّذِي سنذْكُرُهُ إنْ شاء الله تَعَالَى ، وقيل : معناه ثماني عَشْرَة سَنَةً ، وقيل : أرْبَعينَ سَنَةً ، قاله الحسن والكلبي ومسروق ونُقِلَ عن ابن عباس أيضاً . وَنَقَلُوا أنَّ أَهْلَ المدينَةِ كانوا إِذَا بَلَغَ أَحَدُهُمْ أربْعينَ سَنَةً تَفَرَّغَ للعِبادَةِ ، وقيل : هُوَ البُلُوغُ . وقوله تَعَالَى : (( وجَاءكُمُ النَّذِيرُ)) قَالَ ابن عباس والجمهور : هُوَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، وقيل : الشَّيبُ ، قاله عِكْرِمَةُ وابن عُيَيْنَة وغيرهما . والله أعلم )) . صفحة 79 .
نقله تفسير الحديث : ((قَالَ العلماء : معناه لَمْ يَتْرُكْ لَهُ عُذراً إِذْ أمْهَلَهُ هذِهِ المُدَّةَ . يقال : أعْذَرَ الرجُلُ إِذَا بَلَغَ الغايَةَ في العُذْرِ )) . صفحة 79 .
نقله التفسير عن الإمام الشافعي : ((قَالَ الله تَعَالَى : ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)) [ المائدة : 2 ] ، وَقالَ تَعَالَى : (( وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) [ العصر : 1-2 ] قَالَ الإمام الشافعي
- رَحِمَهُ الله - كلاماً معناه : إنَّ النَّاسَ أَوْ أكثرَهم في غفلة عن تدبر هذِهِ
السورة )) . صفحة 111 ، ذكر ذلك ابن كثير . انظر مختصر تفسيره 3/643 .
ذكره الرواية الموصولة عند ذكره الرواية المرسلة : ((وعن مصعب بن سعد بن أَبي وقَّاص رضي الله عنهما ، قَالَ : رَأى سعد أنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونَهُ ، فَقَالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : (( هَلْ تُنْصرُونَ وتُرْزَقُونَ إلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ )) رواه البخاري هكذا مُرسلاً ، فإن مصعب بن سعد تابعيٌّ ، ورواه الحافظ أَبُو بكر البرقاني في صحيحه متصلاً عن مصعب ، عن أبيه رضي الله عنه )) . صفحة 151 .
النقل من الجمع بين الصحيحين صفحة 177 : ((وفي الجمعِ بَيْنَ الصحيحين للحُميدِي : (( فارتاع )) بالعينِ ومعناه : اهتم بهِ )) . وانظر الجمع بين الصحيحين الحديث ( 3223 ) .
وقال صفحة 214 : ((ورواه الحُمَيْدِيُّ وغيرُهُ (( حِرَاءٌ )) بكسر الحاء المهملة ، وَقالَ : معناه غِضَابٌ ذَوُو غَمّ وهَمّ ، قَدْ عِيلَ صَبرُهُمْ بِهِ ، حَتَّى أثَّرَ في أجسامهم ، من قولِهِم : حَرَى جسمهُ يَحْرَى ، إِذَا نَقَصَ مِنْ ألمٍ أَوْ غَمٍّ ونحوهِ ، والصَّحيحُ أنَّهُ بالجيمِ )) . وانظر في كتابه "الجمع بين الصحيحين" ( 3075 ) .
وقال صفحة 513 : ((قَالَ الحُمَيْدِيُّ : كذا هُوَ في كتاب مسلم : (( أَوْ يُحَطُّ )) قَالَ البَرْقاني : ورواه شُعْبَةُ وأبو عَوَانَة ، وَيَحْيَى القَطَّانُ ، عن موسى الَّذِي رواه مسلم من جهتِهِ فقالوا : (( ويحط )) بغير ألِفٍ )) . وانظر الجمع بين الصحيحين 1/199 ( 215 ) .

النقل من البرقاني : ((وزادَ فِيهِ البَرْقاني بإسناد مسلم - بعد قَوْله : حَائِشُ نَخْلٍ - فَدَخَلَ حَائِطاً لِرَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ ، فَإذا فِيهِ جَمَلٌ ، فَلَمَّا رَأى رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم جَرْجَرَ وذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، فَأتَاهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ سَرَاتَهُ - أيْ : سِنَامَهُ - وَذِفْرَاهُ فَسَكَنَ ، فَقَالَ : (( مَنْ رَبُّ هَذَا الجَمَلِ ؟ لِمَنْ هَذَا الجَمَلُ ؟ )) فَجَاءَ فَتَىً مِنَ الأنْصَارِ ، فَقَالَ :هَذَا لِي
يَا رسولَ الله . قَالَ : (( أفَلاَ تَتَّقِي اللهَ في هذِهِ البَهِيمَةِ الَّتي مَلَّكَكَ اللهُ إيَّاهَا ؟ فَإنَّهُ يَشْكُو إلَيَّ أنَّكَ تُجِيعُهُ وتُدْئِبُهُ )) رواه أَبُو داود كرواية البرقاني )) . صفحة 385 .
وقال صفحة 558 : ((وفي رواية البَرْقانِيِّ : (( وُلِدَ عَلَى الفِطْرَةِ )) )) .
وقال صفحة 666 : ((ورواه البرقاني في صحيحهِ عن سلمان ، قال : قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( لاَ تَكُنْ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ ، وَلاَ آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا . فِيهَا بَاضَ الشَّيْطَانُ وَفَرَّخَ )) )) .

رابعاً : الدقة في التخريج : (( وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( أرَانِي فِي المَنَامِ أتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ ، فَجَاءنِي رَجُلانِ ، أحَدُهُما أكبر مِنَ الآخرِ ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الأصْغَرَ ، فَقِيلَ لِي : كَبِّرْ ، فَدَفَعْتهُ إِلَى الأكْبَرِ مِنْهُمَا )) رواه مسلم مسنداً والبخاري تعليقاً )) . صفحة 180 والحديث أخرجه : مسلم 7/57 ( 2271 ) ( 19 ) ، وعلّقه البخاري 1/70 ( 246 ) .
وفي صفحة 300 : (( وعن ثَابِتٍ ، عن أنس رضي الله عنه ، قَالَ : أتَى عَلَيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأنَا ألْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ ، فَسَلمَ عَلَيْنَا ، فَبَعَثَني إِلَى حاجَةٍ ، فَأبْطَأتُ عَلَى أُمِّي . فَلَمَّا جِئْتُ ، قالت : مَا حَبَسَكَ ؟ فقلتُ : بَعَثَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِحَاجَةٍ ، قالت : مَا حَاجَتُهُ ؟ قُلْتُ : إنَّهاَ سرٌّ . قالت : لا تُخْبِرَنَّ بِسرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحَداً ، قَالَ أنَسٌ : وَاللهِ لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أحَداً لَحَدَّثْتُكَ بِهِ يَا ثَابِتُ . رواه مسلم وروى البخاري بعضه مختصراً )) .
أقول : أخرجه : البخاري 8/80 ( 6289 ) ، ومسلم 7/160 ( 2482 ) ( 145 ) .
وفي صفحة 399 : (( وعن أنس رضي الله عنه : أنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إني أُحِبُّ هذِهِ السُّورَةَ : (( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ )) قَالَ : (( إنَّ حُبَّهَا أدْخَلَكَ الجَنَّةَ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) . ورواه البخاري في صَحِيحِهِ تعليقاً )) .
أقول : أخرجه : الترمذي ( 2910 ) ، ورواه البخاري 2/196 ( 774 ) معلقاً . وقال الترمذي : (( حديث حسن غريب )) .

خامساً : التقليد في التصحيح (( وعن ميمون بن أَبي شَبيب رحمه الله : أنَّ عائشة رَضي الله عنها مَرَّ بِهَا سَائِلٌ ، فَأعْطَتْهُ كِسْرَةً ، وَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ عَلَيهِ ثِيَابٌ وَهَيْئَةٌ ، فَأقْعَدَتهُ ، فَأكَلَ ، فقِيلَ لَهَا في ذلِكَ ؟ فقَالتْ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ )) رواه أبو داود . لكن قال : ميمون لم يدرك عائشة . وقد ذكره مسلم في أول صحيحه تعليقاً فقال : وذكر عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننـزل الناس منازلهم ، وَذَكَرَهُ الحَاكِمُ أَبُو عبد الله في كتابه (( مَعرِفَة عُلُومِ الحَديث )) وَقالَ : (( هُوَ حديث صحيح )) . صفحة 181 .
أقول : أخرجه : أبو داود ( 4842 ) ، وذكره مسلم في مقدمة صحيحه 1/5 ،
والحاكم في معرفة علوم الحديث : 217 ، وهو ضعيف غير صحيح ، وانظر تعليقي على معرفة أنواع علم الحديث: 410 – 411 ، وشرح التبصرة والتذكرة 2/173 )) .

سادساً : الإجمال في التخريج (( وعن أَبي سعيد سَمُرة بنِ جُندب رضي الله عنه ، قَالَ : لقد كنت عَلَى عَهْدِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم غُلاماً ، فَكُنْتُ أحْفَظُ عَنْهُ ، فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ القَوْلِ إلاَّ أنَّ هاهُنَا رِجَالاً هُمْ أسَنُّ مِنِّي . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ )) صفحة 182.
أقول : أخرجه : البخاري 2/111 ( 1331 ) ، ومسلم 3/60 ( 964 ) ( 88 ) . ورواية البخاري مختصرة .
وكذا قال في صفحة 186 : (( وعن أَبي هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( النَّاسُ مَعَادِنٌ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ ، خِيَارُهُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلاَمِ إِذَا فَقهُوا ، وَالأرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، ومَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ )) رواه مسلم .
وروى البخاري قوله: (( الأَرْوَاحُ … )) إلخ مِنْ رواية عائشة رضي الله عنها )) .
أقول : (( أخرجه : مسلم 8/41 ( 2638 ) ( 160 ) .
وأخرج : البخاري 4/162 ( 3336 ) اللفظة الثانية من رواية عائشة (( رضي الله عنها )) معلقاً )) .
سابعاً : وجود بعض الأخطاء في الكتاب قال صفحة 191 : ((وعن أَبي كَرِيمَةَ المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه ، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أخَاهُ ، فَليُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وَقالَ :
(( حديث صحيح )) . أقول : (( الصواب : (( المقدام )) كما في مصادر التخريج وتحفة الأشراف 8/212 ( 11552 ) ، وتهذيب الكمال 7/215 ( 6759 ) ، وكما سيأتي في الحديث ( 515 ) و( 542 ) )) .

ثامناً : انفراده بالألفاظ لعلها جاءت من روايته للكتب كما في صفحة 197 : (( عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قَالَ : حدثنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصادق المصدوق : (( إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أربَعِينَ يَوماً نُطْفَةً …. )) .
أقول : لفظة نطفة لم ترد في شيء من مصادر التخريج إلاّ في " تفسير ابن أبي حاتم " ( 13780 ) ، و"مسند الشاشي" ( 682 ) ، وتحمل على أنَّها رواية للنووي من طريق الشيخين أو أحدهما ، فهكذا جاءت في الأربعين وعدم تغييرها من المحدّثين إنَّما هو لأمانتهم العلمية .

تاسعاً : ذكره لقواعد وفوائد كما في صفحة 204 : (( ولا يَضُرُّ الشَّكُّ في عَين الصَّحَابيّ ؛ لأنَّهُمْ كُلُّهُمْ عُدُولٌ )) ، وقال في صفحة 352 : ((وهكذا وقع في بعض رواياتِ الصحيحين : (( وَبَرَكاتُهُ )) وفي بعضها
بحذفِها ، وزِيادةُ الثقةِ مقبولة )) .
عاشراً : ذكره اختلاف الروايات قال في صفحة 215 : (( والصحيح بالخاءِ وَهُوَ رواية الجمهور . وقوله : (( فينْتَثرُ )) أيْ يَستخرجُ مَا في أنفهِ مِنْ أذىً والنَّثْرَةُ : طَرَفُ الأنْفِ )) .
وقال في الصفحة نفسها : (( ورُوِيَ في الصحيحين : (( وأنا معه حين يذكرني )) بالنون ، وفي هذه الرواية
(( حيث )) بالثاء وكلاهما صحيح )) .
حادي عشر : الإجما في موضع التفصيل : 332 : (( وعن أَبي جُحَيفَةَ وَهْب بن عبد الله رضي الله عنه ، قَالَ : رَأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بِمكّةَ وَهُوَ بالأبْطَحِ في قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ مِنْ أَدمِ ، فَخَرَجَ بِلاَلٌ بِوَضُوئِهِ ، فَمِنْ نَاضِحٍ وَنَائِلٍ ، فَخَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وعليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ ، كَأنِّي أنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ ، فَتَوَضّأ وَأذَّنَ
بِلاَلٌ ، فَجَعَلْتُ أتَتَبَّعُ فَاهُ هاهُنَا وَهَاهُنَا ، يقولُ يَمِيناً وَشِمَالاً : حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ ، ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ لاَ يُمْنَعُ . متفقٌ عَلَيْهِ )) . أقول : أخرجه : البخاري 1/163 ( 633 ) ، ومسلم 2/56 ( 503 ) ( 249 ) لفظ البخاري مختصر .
ثاني عشر : وجدت بعض الأخطاء العلمية ، مثل قوله في صفحة 337 : ((رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسنٍ ، إِلاَّ قيس بن بشر فاختلفوا في توثِيقِهِ وَتَضْعِيفِهِ ، وَقَدْ روى لَهُ مسلم )) .
أقول : لم يذكر أحد أن مسلماً روى له . ورمز له ابن حجر ( د ) فقط . انظر التقريب
( 5562 ) .
ومثل قوله في صفحة 348 : (( وعن أَبي سعيدٍ الخدرِيِّ رضي الله عنه : أنَّه سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، يقول : (( إِذَا رَأى أحَدُكُمْ رُؤيَا يُحِبُّهَا ، فَإنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ تَعَالَى ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا ، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا – وفي رواية : فَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ – وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ ، فإنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا ، وَلاَ يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ ؛ فَإنَّهَا لا
تَضُرُّهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
أقول : أخرجه : البخاري 9/39 ( 6985 ) ولم يروه مسلم عن أبي سعيد الخدري .
وقوله في صفحة 378 : (( قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : وَيُسْتَحَبُّ أنْ يُقْرَأ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ ، وَإنْ خَتَمُوا القُرآنَ عِنْدَهُ كَانَ حَسَنَاً )) .
أقول : هذا الكلام ليس للشافعي بل لأصحابه . انظر : المجموع 5/185 .
وقوله في صفحة 417 : وعن شقِيق بن عبدِ الله التَّابِعيِّ المتفق عَلَى جَلاَلَتِهِ رَحِمهُ اللهُ ، قَالَ : كَانَ أصْحَابُ محَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا يَرَوْنَ شَيْئاً مِنَ الأعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلاَةِ . رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ في كِتابِ الإيمان بإسنادٍ صحيحٍ )) .
أقول : في جامع الترمذي وتحفة الأشراف ( 15610 ) ، وتهذيب الكمال 2/162 ( 3321 ) :
(( عبد الله بن شقيق )) .

ثالث عشر : توضيحه لبعض الأحاديث وما يتعلق بها ، كما قال في صفحة 352 عقب ( 851 ) : (( وهكذا وقع في بعض رواياتِ الصحيحين : (( وَبَرَكاتُهُ )) وفي بعضها
بحذفِها ، وزِيادةُ الثقةِ مقبولة )) .
وقال في صفحة 353 عقب ( 854 ) : (( وهذا محمول عَلَى أنَّه صلى الله عليه وسلم ، جَمَعَ بَيْنَ اللَّفْظِ وَالإشَارَةِ ، وَيُؤَيِّدُهُ أنَّ في رِوَايةِ أَبي داود : فَسَلَّمَ عَلَيْنَا )) .
وقال في صفحة 322 عقب ( 745 ) : (( قَالَ الخَطَّابِيُّ : المُتَّكئُ هاهُنَا : هُوَ الجالِسُ مُعْتَمِداً عَلَى وِطَاءٍ تحته ، قَالَ : وأرادَ أنَّهُ لا يَقْعُدُ عَلَى الوِطَاءِ وَالوَسَائِدِ كَفِعْل مَنْ يُريدُ الإكْثَارَ مِنَ الطَّعَام ، بل يَقْعُدُ مُسْتَوفِزاً لاَ مُسْتَوطِئاً ، وَيَأكُلُ بُلْغَةً . هَذَا كلامُ الخَطَّابيِّ ، وأشارَ غَيْرُهُ إِلَى أنَّ الْمُتَّكِئَ هُوَ المائِلُ عَلَى جَنْبِه ، والله أعلم )) .
وقال في صفحة 322 عقب ( 746 ) : (((( المُقْعِي )) : هُوَ الَّذِي يُلْصِقُ أَلْيَتَيْهِ بالأرض ، وَيَنْصِبُ سَاقَيْهِ )) .
وقال في صفحة 370 عقب ( 920 ) : (( عَلَى الشَّكِّ ، ورواه أَبُو داود وغيره : (( الميت )) بلا شَكّ )) .
وقال في صفحة 384 عقيب ( 962 ) : (( مَعنَى (( أعْطُوا الإبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأرْضِ )) أيْ : ارْفُقُوا بِهَا في السَّيْرِ لِتَرْعَى في حَالِ سَيرِهَا ، وَقوله : (( نِقْيَهَا )) هُوَ بكسر النون وإسكان القاف وبالياءِ المثناة من تَحْت وَهُوَ : المُخُّ ، معناه : أسْرِعُوا بِهَا حَتَّى تَصِلُوا المَقصِدَ قَبْلَ أنْ يَذْهَبَ مُخُّهَا مِنْ ضَنْك السَّيْرِ . وَ(( التَّعْرِيسُ )) : النُزولُ في اللَّيلِ )) .
وقال في صفحة 433 عقب ( 1142 ) : (( وهذا مختصرُ لفظِ إحدى روايات مسلم )) .
وقال في صفحة 577 : ((والرواية المشهورة : (( أهْلَكُهُمْ )) بِرَفعِ الكاف وروي بنصبها : وذلكَ النْهيُ لِمنْ قَالَ ذَلِكَ عُجْباً بِنَفْسِهِ ، وتَصَاغُراً للنَّاسِ ، وارْتِفاعاً عَلَيْهِمْ ، فَهَذَا هُوَ الحَرامُ ، وَأمَّا مَنْ قَالَهُ لِما يَرَى في النَّاسِ مِنْ نَقْصٍ في أمرِ دِينِهم ، وقَالَهُ تَحَزُّناً عَلَيْهِمْ ، وعَلَى الدِّينِ ، فَلاَ بَأسَ بِهِ . هكَذَا فَسَّرَهُ العُلَماءُ وفَصَّلُوهُ ، وَمِمَّنْ قَالَهُ مِنَ الأئِمَّةِ الأعْلامِ : مالِكُ بن أنس ، وَالخَطَّابِيُّ ، والحُميدِي وآخرونَ ، وَقَدْ أوْضَحْتُهُ في كتاب: " الأذْكار " )) .
وقال في صفحة 629 : (((( تُزَفْزِفِينَ )) أيْ تَتَحَرَّكِينَ حَرَكَةً سَريعَةً ، وَمَعْنَاهُ : تَرْتَعِدُ . وَهُوَ بِضَمِّ التاء وبالزاي المكررة والفاء المكررة ، وَرُوِيَ أيضاً بالراء المكررة والقافينِ )) .
وقال في صفحة : 561 : (((( وَالمُتَشَبِّعُ )) : هُوَ الَّذِي يُظْهِرُ الشَّبَعَ وَلَيْسَ بِشَبْعَان . ومعناهُ هُنَا : أنْ
يُظْهِرَ أنَّهُ حَصَلَ لَهُ فَضيلَةٌ وَلَيْسَتْ حَاصِلَةً . (( وَلابِسُ ثَوْبَي زُورٍ )) أيْ : ذِي
زُورٍ ، وَهُوَ الَّذِي يُزَوِّرُ عَلَى النَّاسِ ، بِأنْ يَتَزَيَّى بِزِيِّ أهْلِ الزُّهْدِ أَو العِلْمِ
أَو الثَّرْوَةِ ، لِيَغْتَرَّ بِهِ النَّاسُ وَلَيْسَ هُوَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ . وَقَيلَ غَيرُ ذَلِكَ واللهُ
أعْلَمُ )) .

رابع عشر : جودة التبويب ودقته واشتماله على فوائد عظيمة ، كما قال في صفحة 433 : ((باب الحث عَلَى صلاة تحية المسجد بركعتين ، وكراهة الجلوس قبل أن يصلي ركعتين في أي وقت دخل ، وسواء صلَّى ركعتين بنية التَّحِيَّةِ أَوْ صلاة فريضة أَوْ سنة راتبة أَوْ غيرها )) .
خامس عشر : النقل عن الترمذي بما يخالف المطبوع ، كما في الحديث ( 1496 ) : (( وعن أسَامة بن زيد رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفاعِلهِ : جَزَاكَ اللهُ خَيراً ، فَقَدْ أبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ )) . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
أقول : أخرجه : الترمذي (2035) ، وقال : (( حديث جيد غريب )) .

سادس عشر : أخطاء في الإحالة إلى الكتاب نفسه كما في صفحة 546 عند الحديث ( 1522 ) : ((رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) ، وَقَدْ سبق شرحه في باب قبل هَذَا )) .
أقول : ((لم يرد فيما سبق من الكتاب )) .

سابع عشر : عزوه لروايات غير موجودة في الطبعات التي بين أيدينا ، ولعله وقف على نسخ عتيقة ، كما في حديث (1533 ) : (( وعن فاطمة بنتِ قيسٍ رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فقلتُ : إنَّ أَبَا الجَهْم وَمُعَاوِيَةَ خَطَبَانِي ؟ فَقَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( أمَّا مُعَاوِيَةُ ،

فَصُعْلُوكٌ لاَ مَالَ لَهُ ، وأمَّا أَبُو الجَهْمِ ، فَلاَ يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ )) متفق عَلَيْهِ .
وفي رواية لمسلم : (( وَأمَّا أَبُو الجَهْمِ فَضَرَّابٌ لِلنِّساءِ )) وَهُوَ تفسير لرواية :
(( لا يَضَعُ العَصَا عَنْ عَاتِقِهِ )) وقيل : معناه : كثيرُ الأسفارِ )) .
أقول : (( أخرجه : مسلم 4/195 (1480) (36) و4/198 (1480) (47) .
ولم أقف على تخريج البخاري لهذا الحديث )) .
ثامن عشر : التساهل في العزو فلدينا حديثان هما في مقدمة صحيح مسلم ، وقد أطلق العزو لصحيح مسلم ، هما 1547و 1548: وعن أَبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( كَفَى بالمَرْءِ كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ )) . رواه مسلم .
وعن سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَديثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبينَ )) . رواه مسلم .

تاسع عشر : ذكره لبعض الفوائد الفقهية ، كما في صفحة 671 إذ قال : ((وَالمُخْتَارُ جَوَازُ الصَّومِ عَمَّنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صَوْمٌ لِهَذَا الحَدِيثِ ، وَالمُرادُ بالوَلِيِّ : القَرِيبُ وَارِثاً كَانَ أَوْ غَيْرَ وَارِثٍ )) .
عشرون : تقليده بعض كتب الغريب في ذكر بعض الأحاديث غير الموجودة كما في صفحة 617 إذ قال : (((( الطَّواغِي )) : جَمْعُ طَاغِيَةٍ ، وهِيَ الأصنَامُ . وَمِنْهُ الحَدِيثُ : (( هذِهِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ )) أيْ : صَنَمُهُمْ وَمَعْبُودُهُمْ . وَرُوِيَ في غير مسلم : (( بِالطَّوَاغِيتِ )) جَمعُ طَاغُوت ، وَهُوَ الشَّيْطَانُ وَالصَّنَمُ )) .
أقول : حديث : (( هذه طاغية دوس )) لم أقف عليه بهذا اللفظ ، لكن ورد في البخاري 9/73 (7116) ذكر طاغية دوس .
حادي وعشرون : التوفيق لما ظاهره التعارض كما في صفحة 644-645 إذ قال : ((فهذهِ الأحاديث في النَهي ، وجاء في الإباحة أحاديث كثيرة صحيحة .
قال العلماءُ : وطريق الجَمْعِ بين الأحاديث أنْ يُقَالَ : إنْ كان المَمْدُوحُ عِنْدَهُ كَمَالُ إيمانٍ وَيَقينٍ ، وَرِيَاضَةُ نَفْسٍ ، وَمَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ بِحَيْثُ لاَ يَفْتَتِنُ ، وَلاَ يَغْتَرُّ بِذَلِكَ ، وَلاَ تَلْعَبُ بِهِ نَفْسُهُ ، فَليْسَ بِحَرَامٍ وَلاَ مَكْرُوهٍ ، وإنْ خِيفَ عَلَيْهِ شَيءٌ مِنْ هذِهِ الأمورِ ، كُرِهَ مَدْحُهُ في وَجْهِهِ كَرَاهَةً شَديدَةً ، وَعَلَى هَذا التَفصِيلِ تُنَزَّلُ الأحاديثُ المُخْتَلِفَةُ فِي ذَلكَ .
وَمِمَّا جَاءَ فِي الإبَاحَةِ قَولُهُ صلى الله عليه وسلم لأبي بكْرٍ رضي الله عنه : (( أرْجُو أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ)) أيْ مِنَ الَّذِينَ يُدْعَونَ مِنْ جَمِيعِ أبْوابِ الجَنَّةِ لِدُخُولِهَا .
وَفِي الحَدِيثِ الآخر : (( لَسْتَ مِنْهُمْ )) : أيْ لَسْتَ مِنَ الَّذِينَ يُسْبِلُونَ أُزُرَهُمْ خُيَلاَءَ .
وَقالَ صلى الله عليه وسلم لعُمَرَ رضي الله عنه : (( مَا رَآكَ الشَّيْطَانُ سَالِكاً فَجّاً إلاَّ سَلَكَ فَجّاً غَيْرَ فَجِّكَ)) .
والأحاديثُ في الإباحة كثيرةٌ ، وقد ذكرتُ جملةً مِنْ أطْرَافِهَا في كتاب
" الأذكار" )) .

ثاني وعشرون : وجود بعض الأخطاء في التخريج كما في صفحة 682 : ((- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ قَالَ : أسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُومُ وَأتُوبُ إلَيهِ ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ ، وإنْ كانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ )) . رواه أبو داود والترمذي والحاكم ، وقال : (( حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم )) .
أقول : - أخرجه : الحاكم 1/511 و2/117-118 .
وأخرجه : ابن خزيمة في " التوكل " كما في إتحاف المهرة 10/438 (13115) عن ابن مسعود .
أما روايتا أبي داود (1517) ، والترمذي (3577) فعن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً .
وكذا في صفحة 689 : (( وعنه رضي الله عنه ، قال : شَهِدْتُ مِنَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مَجْلِساً وَصَفَ فِيهِ الجَنَّةَ حَتَّى انْتَهَى ، ثُمَّ قَالَ في آخِرِ حَدِيثِهِ : (( فيهَا مَا لاَ عَينٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلاَ خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ )) ثُمَّ قَرَأَ : (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ )) إلى قوله تعالى : (( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )) [ السجدة: 16 - 17 ] . رواه البخاري .
أقول : ((أخرجه : مسلم 8/143 (2825) (5) .
أما رواية البخاري 4/143 (3244) فعن أبي هريرة )) .
 
وجزاكما الله خيراً ونفع بعلمكما

وعلى هذا الرابط كتاب " جامع العلوم والحكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70007

والسلام عليكم

د . ماهر ياسين الفحل
رئيس قسم الحديث في كلية العلوم الإسلامية
جامعة الأنبار
 
السلام عليكم فضيلة الباحثة الدكتور ماهر الفحل حفظه الله بارك الله في جهدكم الطيب ..
لقد لفت نظري وقع الكثير في الألفاظ التي أحالها الإمام النووي في كتابه للأصول وليست منها وذالك اعتمادا على مثل جامع الأصول وربما حفظه أوغيره ومنها حديث (يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين) عزاه لمسلم وليس فيه غير لفظة (كل ذنب ) وكما يرى فضيلتكم التعميم في المغفرة والقيد باللفظ ذنب ...
وقد جمعت رسالة باسم الفتح المبين بتصويب مروايات رياض الصالحين . وما ذكرته علق في ذهني أمَّا الرسالة فليست معي الآن .. فهل يعاد النظر في تلك الروايات التي عزها إلى الأصول وخلت منها, وقد أعجبني توجيه فضيلتكم فيما قرأت عاليا بكونه من روايات الإمام النووي لكني لا أسلم لهذا التحليل . وإن كان توجيه جيد .
محبكم يريد إجازة حديثية منكم لو تكرمت
أبو صالح أيمن بن صالح بن شعبان
 
وصلتني وصلك الله وفتح على فضيلة الدكتور الباحثة ماهر الفحل من نور العطاء وبحر العلوم وأعطاه سؤاله وحفظه لنا وهو وكل من يحب . آمين
جزاك الله خيرا بإيجازتي فوالله لقد سعدت بها كثيرا .
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
 
اشكر لسيادتكم سرعة استجابتكم
بارك الله لنا فيكم وفي تواضعكم وحفظكم دوما برعايته أنتم وكل من تحبون وفك عنكم عدوان الظالمين
محبكم
 
أستاذي الكريم الأصيل النبيل دكتور / ماهر :
ما أروع ما قمت به من أعمال، اتسمت بالمهارة والجودة والإتقان، وما أعظم ما تقوم به الآن من عمل خيري تنفع وتتنفع به في أخراك، فهنيئا لك، وهنيئا لنا بك بيننا، وبارك الله في كل أعمالك، ورزقنا وإياك القبول الحسن في الدنيا والآخرة، وحفظ العراق الحبيب وأهله من شر الأشرار وكيد الفجار، إنه سميع مجيب.
 
أستاذي الكريم الأصيل النبيل دكتور / ماهر :
ما أروع ما قمت به من أعمال، اتسمت بالمهارة والجودة والإتقان، وما أعظم ما تقوم به الآن من عمل خيري تنفع وتتنفع به في أخراك، فهنيئا لك، وهنيئا لنا بك بيننا، وبارك الله في كل أعمالك، ورزقنا وإياك القبول الحسن في الدنيا والآخرة، وحفظ العراق الحبيب وأهله من شر الأشرار وكيد الفجار، إنه سميع مجيب.


أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
 
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة

آ مين آمين، وجزاكم الله عنا كل خير.
 
[align=justify]بيانات الكتاب ..
العنوان تحقيق كتاب رياض الصالحين
المؤلف د. ماهر ياسين الفحل
نبذة عن الكتاب

كتاب رياض الصالحين للإمام المحدث الفقيه أبي زكريا يحيى بن شرف النووى المتوفى 676 من الكتب العظيمة المهمة من كتب الإسلام ، وهو من أكثر الكتب انتشاراً في العالم ، وذلك لاشتماله على أهم ما يحتاجه المسلم في عباداته وحياته اليومية مع صحة أحاديثه - إلا نزراً يسيراً – واختصاره وسهولته وتذليل المصنف لمادته ، وهو كتاب ينتفع به المبتديء والمنتهي . وقد من الله علي بالصحة والتمكين بخدمة هذا الكتاب النفيس خدمة تليق به وبمكانة مؤلفه ، وقد طبع في بغداد طبعتين وزع مجاناً الأولى في 2000 نسخة والثانية في 1250 نسخة في مطبعة الخنساء ، وأنا الآن أقدم الكتاب مجاناً لكل من يرغب بطبعه طبعة خيرية في أي مكانٍ في العالم والكتاب في 700 صفحة

http://www.saaid.net/book/8/1340r.zip


أذن خطي بطباعة بعض مؤلفات الدكتور ماهر ياسين الفحل
رئيس قسم الحديث-كلية العلوم الإسلامية - جامعة الأنبار

http://saaid.net/link/4da9bee533.jpg


أخي المفضال د : ماهر الفحل

أسأل الله عز وجل أن يحفظكم ويحميكم ويرعاكم ياأهل السنة في عراقنا الحبيب ونسأله تبارك وتعالى أن يجعل عملك في خدمة السنة النبوية المطهَّرة زياة خير في ميزان حسناتك وأن يدفع عنك وعن أهلك وإخوانك بفضله وجوده وكرمه شر الأشرار وكيد الفجار وظلم الظالمين إنه سميع قريب مجيب وسأنشرها لكم بإذن الله . جزاكم الله خيرا
.
[/align]
 
جزاكم الله كل خير ونفع الله بكم وزادكم من فضله .
يسرني كثيراً اهتمام الأخوة حين التعاون على نشر هذه الكتب في الشبكة وغيرها ، فأسأل الله أن يكتب لي ولكم الأجر كاملاً .
وفقكم الله وستر عليكم وزادكم من فضله .
ولا أملك لكم شيئاً على حرصكم إلا الدعاء لكم بالعافية والعمر المديد والعطاء الدائم في الخير ، وأن يكمل لكم طريق الوصول إلى مرضاته .
 
عودة
أعلى