رفع النبي عيسى عليه السلام

الأخ الكريم مصطفى،

لمزيد من الضوء على المسألة:

أولاً: يغلب على الألفاظ أن تحمل أكثر من معنى، ولكن السياق وأمور أخرى تجعلنا نجزم بمعنى محدد. وهنا في مسألة الرفع نلاحظ الآتي:
1. "بل رفعه الله"، هذه العبارة الآن محتملة، ولكن عندما قال سبحانه:"إليه"، وكررها في قوله سبحانه:" ورافعك إلي"، يصبح الأمر أكثر دلالة على الرفع بالمفهوم المتفق عليه بين المسلمين. انظر قول امرأة فرعون:"ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنة"، إذن هناك أماكن مُشرّفة ولله تعالى فيها تجليات تجعل الإنسان أقرب إلى الله تعالى، كالجنة مثلاً. وقصة الإسراء والمعراج واضحة الدلالة على ما نقول، فقد وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكان مُشرّف لم يصله جبريل عليه السلام. ومن هنا نفهم معنى ورافعك إلي، بل رفعه الله إليه.
2. عندما يضاف إلى ذلك إقرار القرآن لقول النصارى إن المسيح عليه السلام قد رفع إلى السماء، يكون المعنى قد تعزز. وعندما يضاف إليه أن الرفع كان في ظروف الإنجاء من القتل والصلب، وعندما يضاف إليه الأحاديث المتواترة في النزول. يصبح عندها الأمر غير محتمل لفهوم أخرى.
2. قوله تعالى:"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى.."، يشير بوضوح إلى أن النفس تتوفى في حالتين: أ. في حالة الموت ب. في حالة النوم. ومن هنا لا يسهل على أهل التفسير أن يجزموا بوجه من وجوه الوفاة في تفسير:" إني متوفيك ورافعك إلي"؛ فالرفع ممكن أن يكون في حالة النوم أو في حالة الموت. فإذا كان في حالة النوم فيمكن أن يستمر ذلك في مكان مُشرّف لقرون كما هو الأمر في قصة أصحاب الكهف، ثم يتم البعث من النوم في الوقت المناسب كما بعث أهل الكهف:" وكذلك بعثناهم" فالبعث هنا من النوم. وإذا كان الرفع في حالة موت فسيتم البعث أيضاً بدليل استخدام هذا الفعل في الأحاديث المتواترة. نعم يبعث المسيح فينزل.
3. القادياني وأمثاله لا يهمهم صحة النص ولا يهمهم المنطق السوي في الفهم والاستنباط، ويتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله كما نص الكتاب الكريم.
4. نعم الأصل أن لا نصدق حدوث المعجزات حتى يقوم الدليل على ذلك.
5. ما طرحته من أسئلة في نهاية مداخلتك هي أسئلة مشروعة ولا بد من أمثالها من أجل فهم أفضل. ولعله يكون لنا في المستقبل ــ إن شاء الله ــ كلام في بعض هذه المسائل. ولكن لا بد من التنبيه إلى أننا في البداية نتحقق من صدق الخبر ثم نحاول فهم دلالاته وحكمه وأسراره. ولا ننسى أن مثل هذه الأحداث الخارقة تكون مقدمات لزوال الدنيا. أي بداية التغيّر في اتجاه قوانين الآخرة.
 
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
معاني جميلة وأقول سديدة قد قاربت بيننا كثيرا؛
بارك الله بك
 
السلام عليكم ورحمة الله.
كل عام وأنتم بخير، وعيد مبارك سعيد، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
إذا كنت قد تأخرت عن الرد على مداخلاتكم فذلك لا يعني أني اقتنعت بكلامكم فهو لا يفيد إلا الظن بالنسبة لمن تبناه، والظن لا تطمئن له النفوس ، فالعلم يأتي في القرآن مرادفا لليقين.
لا أتفق معكم في الحكم على الإنجيل بالتحريف من خلال نصوصه إلا إذا كان أهل التوراة وأهل الإنجيل يستوون مع أهل القرآن في فهمهم وإدراكهم لآيات الله، لو كانوا سواء لأنزل الله عليهم القرآن ولما أرسل إليهم آيات حسية تدرك بالأبصار. إذن فاليهود والنصارى على عكس الذين أوتوا القرآن ،القرآن كتاب أحكمت آياته لقوم يعلمون فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون!!
إذا كانوا لا يستوون في المعرفة وفي الآيات فصياغة كتبهم لا تستوي مع صياغة القرآن، وما يجوز لقوم لا يعلمون لا يجوز لقوم يعلمون، فكتب الذين أوتوا الآيات الحسية ينبغي أن تتناسب مع ماديتهم ومع مستواهم المعرفي الذي لا يفهم إلا المشخص، ومن الطبيعي أن العقلية التي لا تفهم إلا المحسوس لو أنزل عليهم القرآن فلن يزيد أكثرهم إلا طغيانا وكفرا، وبالمقابل فإن أكثر الذين أنزل عليهم القرآن يحسبون أن التوراة والإنجيل مثل القرآن في صياغته، فلو جئتهم بالتوراة والإنجيل الموجودين عند اليهود والنصارى فسيقولون إنهما كتابان محرفان.
إذن فالنص الذي استشهد به أخونا مصطفى سعيد عن تحريف الإنجيل غير مقنع لي لأنه قد يفهم منه أنه كناية عن القرب من الله، فالمسيح عليه السلام من المقربين بنص القرآن.
وكلمة الرب قبل الإسلام كانت جائزة ولها معاني متعددة، فالمعلم يعتبر ربا، والأب مجازا يعتبر ربا، والعبد المملوك ينسب إلى ربه سيده الذي يملكه ، وفي القرآن الكريم في سورة يوسف : أما أحدكما فيسقي ربه خمرا، إذن فإذا نودي المسيح في الإنجيل ب (يا رب) فهي تعني المعلم.
وإذا قرأت كلاما منسوبا للمسيح عليه السلام يقول فيه إن الرب قد حل في ،فإن الحلول ليس حلول ذات في ذات وإنما هي حلول بركة الله ورحمته مثلما في الحديث القدسي : وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها .
هل يوجد أحد فسر هذا الحديث القدسي بمعنى الحلول!!
أما الإشكال الكبير في الإنجيل الموجود بين يدي النصارى هو وجود كلام للمسيح عليه السلام يتضمن تصريحا بأبوة الله له، لو اقتصر ذكر أبوة الله للمسيح فقط لكان ذلك دليل يفيد اليقين على تحريف الإنجيل لكن أبوة الله لم تقتصر على المسيح مما يعني أنها وردت مجازا ، فالله تعالى في رحمته كمثل رحمة الأب بأبناءه، أليست رحمة الأبوة هي المثل الأعلى للرحمة في الأرض ، والله له المثل الأعلى في السموات والأرض.!!
هذه بعض الأمثلة في الإنجيل لأبوة الله المجازية:
أَمَّا أَنْتَ، فإِذا صَلَّيْتَ فادخُلْ حُجْرَتَكَ وأَغْلِقْ علَيكَ بابَها وصَلِّ إِلى أَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك. متى 6- 7, 8
فلا تتَشَبَّهوا بِهِم، لأَنَّ أَباكُم يَعلَمُ ما تَحتاجونَ إِلَيه قبلَ أَن تَسأَلوه. فَصَلُّوا أَنتُم هذِه الصَّلاة: أَبانا الَّذي في السَّمَوات لِيُقَدَّسِ اسمُكَ لِيَأتِ مَلَكوتُكَ لِيَكُنْ ما تَشاء في الأَرْضِ كما في السَّماء. متى 6- 10,11
لا تَخَفْ أَيُّها القَطيعُ الصَّغير، فقد حَسُنَ لدى أَبيكم أَن يُنعِمَ عَليكُم بِالمَلَكوت. لوقا 34- 12;32
لا تخف ايها القطيع الصغير, لأن اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت. لوقا 12-32
إن كان لكم على أحد شيء لكي يغفر لكم أيضًا أبوكم الذي في السماوات. مرقس 11-25;26
وردت : أبيك ، أَبوكَ، أَباكُم ،أَبانا، أبوكم، هذه كلها تعبر مجازا عن الناس وربهم مثلهم كمثل الأبناء وأبيهم.
فإذا تكلم المسيح عن نفسه وعن ربه بنفس التعبير المجازي فهو مجاز .
وبناء على هذا فإن الاستدلال على تحريف الإنجيل من خلال ما جاء فيه لا يفيد العلم (اليقين) وإنما يفيد الظن لأن تيسير الذكر لقوم لا يعلمون يختلف عن تيسيره لقوم يعلمون، وبالتالي فإن النتيجة هي اختلاف الفهم.
قضية التوراة والإنجيل يحكم فيها الكتاب والحكمة، فالكتاب تبيان لكل شيء، والحكمة تفصل فيما نحن فيه مختلفون.
قال تعالى : وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
الكتب السماوية رحمة للناس، والمثل الأعلى للرحمة في الأرض هي رحمة الأبوين، هب أن أبا جاء أبناءه بكتاب فيه إرشادات ليتعلموا منها كيفية تشغيل وصيانة آلة ميكانيكية أو إلكترونية، ثم جاء أحد الأبناء في غياب إخوته وأراد أن يتلف الكتاب أو يقطع بعض أوراقه أو يشطب فقرات منه أو يلطخ صفحاته بحبر ليطمس مضمونه أو يحرفه ، هل يتركه أبوه يفعل ذلك !!
هل يعد هذا تصرفا حكيما من الأب!! يرى أحد أبناءه يعبث بالكتاب ليضل إخوته ولا يمنعه!! وهل يلوم الأب أبناءه على فشلهم في تشغيل الآلة وهو يعلم أن سبب فشلهم هو أخوهم الذي شاهده يحرف الكتاب ولم يمنعه!!
لا شك أن القول بتحريف التوراة والإنجيل يعد انتقاصا لا يليق بالله الحي القيوم الذي لا يخفى عليه شيء ، إنه قول يتعارض مع الحكمة، فكأننا نعتبر الله تعالى كالأب الذي شاهد أحد أبناءه يحرف ويزيف الكتاب ليضل إخوته ولم يمنعه ورغم ذلك عاقب أبناءه على فشلهم في تطبيق إرشادات الكتاب!!
إن قلنا إن رحمة الأب بأبناءه لا تضرب مثلا لرحمة الله بالناس فهذا تكذيب لقول الله (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )، إذ أن رحمة الأبوين هي المثل الأعلى للرحمة ، أما إذا اعتبرنا رحمة الأب هي المثل الأعلى الذي يصح أن يضرب مثلا لرحمة الله فإن الله قال بعدها : (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )، فكما أن التصرف الصائب والحكيم في المثال السابق الذي ضربته هو حرص الأب على هداية أبناءه وعدم السماح لأحد أن يمس الكتاب بسوء قصد تحريفه أو طمس مضمونه أوإتلافه أو .... كذلك الله القيوم حكيم يحفظ كتبه من التحريف وما يفتح للناس من رحمة فلا ممسك لها.
القرآن الكريم وصف اليهود والنصارى المعاصرين للتنزيل الحكيم بأهل الكتاب، والكتاب المقصود هو التوراة إن كان يتكلم عن اليهود، وهو الإنجيل إن كان يتكلم عن النصارى ، فهل يصح أن يثبت لليهود أهليتهم للتوراة ثم نأتي نحن لنقول إنها توراة محرفة، لو كانت محرفة لوصفهم بأهل الكتاب المحرف لا بأهل الكتاب، ولو كان أسلافهم هم أهل الكتاب الغير محرف لخاطب هؤلاء بعبارة : يا بني أهل الكتاب لا بيا أهل الكتاب، وإذا قال الله: وأورثنا بني إسرائيل الكتاب، فبني إسرائيل على الإطلاق: الأولون والآخرون، فلا يصح أن ندعي أن الأولين من بني إسرائيل ورثوا توراة سليمة من التحريف أما هؤلاء فورثوا توراة محرفة.
قال تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ.
هم صنفان من المؤمنين : صنف إيمانهم بالغيب ، والصنف الآخر إيمانهم إيمان شهادة، فالتصديق بالشيء يتم بواسطتين :
1) إما خبرا بالسمع (غيب)، 2) وإما رؤية بالبصر(شهادة).
بما أن الله عطف في الآية الرابعة من سورة البقرة بقوله: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ...) هذا لا يعني أن المعطوف عليه : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) لا يؤمنون بما أنزل على النبي ولا بما أنزل من قبله بل تعني أن إيمان هؤلاء إيمان غيب بما أنزل على النبي وبما أنزل من قبله ، والمعطوف صنف آخر يؤمن إيمان شهادة بما أنزل على النبي وبما أنزل من قبله ، فقد حذف من المعطوف عبارة (بالشهادة) لوجود ما يقابلها في المعطوف عليه (بِالْغَيْبِ )، ولدلالة سياق الآية عليه في وصفهم بالموقنين (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)، فالشاهد الذي رأى أحق أن تثبت له صفة اليقين من السامع الذي صدق الخبر الذي غاب عن بصره.
ما يهمنا في هذه الآية هو ما يتعلق بموضوعنا عن تحريف ما أنزل قبل النبي عليه السلام ، لو كان قد تحرف فكيف يؤمن هؤلاء إيمان شهادة به وبالقرآن!!
لا يصح أن يوصف هؤلاء بأنهم مؤمنون إيمان شهادة بما أنزل قبل القرآن إلا إذا كانت التوراة والإنجيل حاضران موجودان لا تحريف فيهما ولا نقص .
كيف يؤمن هؤلاء بالقرآن وبالتوراة والإنجيل إيمان شهادة؟
الشهادة في الأمور المحسوسة تثبت بالرؤية بالأبصار ، وفي الأمور المعقولة تثبت بالرؤية بالبصائر، مثلا :
تلميذ علم نتيجة مسألة رياضية من أستاذه فصدقه، وآخر استطاع أن يحل المسألة بنفسه فتوصل إلى نفس النتيجة ، أي التلميذين أكثر هدى من الآخر؟
لا شك أن التلميذ الثاني هو الأهدى لأنه عنده من الحجج ما يبرهن به على صحة كلامه، فقد رأى بالبرهان (إيمان شهادة).
إذا فالذي يبرهن على صحة الإنجيل الموجود بين يدي النصارى ويبرهن على حكمة القرآن يعتبر مؤمنا إيمان شهادة بما أنزل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وما أنزل من قبله، وبالتالي فهو من الذين قال الله عنهم: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
المشكل الأكبر والأساسي الذي جعلنا نقول بتحريف الإنجيل هو الكلام المنسوب إلى المسيح عليه السلام الذي يصرح فيه بأبوة الله له وهو ما يتعارض مع ما جاء في القرآن من تنزيه لله عن ذلك ، ولا شك أن ادعاء بنوة المسيح على الحقيقة لله هي التي ينفيها القرآن ويكفر معتقديها، أما لو كانت مجازا فالناس كلهم أبناء الله وعياله، فإذا كان ضرب المثل الأعلى لله جائزا بنص القرآن فإن استعماله مجازا لله جائز، وبما أن المثل الأعلى للرحمة هو رحمة الأبوين فإنه يجوز أن يقال : أبانا ارحمنا واغفر لنا، مثل هذه العبارة موجودة في إنجيل النصارى.
لكي نصل إلى اليقين لحل هذه المسألة علينا أن نستحضر في أذهاننا بينات المسيح عليه السلام ،ونقيمها بقيمتها التي تستحقها، ثم بعد ذلك نرى إن كانت الرحمة مساوية للهدى فذلك هو الحق والحكمة التي ينبغي أن تكون.
المسيح عليه السلام جاء بأعظم الآيات الحسية التي يمكن أن يأتي بها رسول من عند الله، فالغاية من إرسال الرسل هي تذكير الناس بأن ربهم الذي خلقهم هو الله ، وأن بعد الموت حياة أخرى، فجاء المسيح بآية خلق من الطين كهيئة الطير فنفخ فيها فصارت طيرا بإذن الله، هذه بينة أن الله هو الرب الذي خلق من طين، وآية إحياء الموتى بينة للإيمان باليوم الآخرِ. إذن فالهدى بالآيات الحسية بلغ أعلى مستوياته في عهد المسيح عليه السلام، ومن الحكمة أن تبلغ الرحمة هي الأخرى أعلى مستوياتها لتتناسب مع مستوى الهدى ، وأعلى مستوى للرحمة هي الرحمة الأبوية،
إذا فالإنجيل يمثل تلك الرحمة الأبوية التي تتناسب مع مستوى الهدى الذي جاء به المسيح.
وهكذا يتبين لنا أن المثل الأعلى للهدى بالآيات الحسية للإيمان بالله واليوم الآخر هي بينات عيسى عليه السلام، يعبر عنه بأعلى مثل للرحمة : الرحمة الأبوية ، ومن ليس له أب هو الأولى والأحق بالرحمة الأبوية ممن له أب. والمسيح أحق بها .وإذا كان لفظ (البشرى) يطلق وصفا للرحمة التي يأتي بها أي رسول من ربه فإن الوصف يجب أن يصير اسما علما للرحمة التي أوتيها المسيح عليه السلام، فأعلى مستوى للصفة هو أن تصير اسما علما ،فالإنجيل كلمة يونانية تعني البشارة أو البشرى.
رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام وبيناته تنبأ برسول جديد يأتي بهدى آياته غير حسية لأن آيات المسيح هي أعلى الآيات الحسية، فالمعلم لا يأتي بدرس جديد حتى يبين الدرس السابق بيانا مطلقا واضحا كل الوضوح ويختبر التلاميذ فيه، وهذا هو ما حصل فعلا، فالهدى بالآيات الحسية يبتدئ إيمانا بالشهادة لمن رآها ثم يصير إيمانا بالغيب للخلف، والهدى بالآيات العلمية يبتدئ إيمانا بالغيب (لأن العلم يستغرق زمنا) ثم يصير إيمان شهادة للخلف بعد حين .

من خلال ماتوصلنا إليه يتبين لنا (أو على الأقل يتبين لي ) أن النصارى حولوا المجاز إلى حقيقة، ذلك هو الغلو، فالغلو هو تقييم الشيء بأكثر من قيمته الحقيقية. ومن الخطأ أن نظن أن الإنجيل كتاب كالقرآن، لو كان كالقرآن لكان آيات حكيمة لن يفقهها إلا العالمون ، ولو كانوا يعلمون لما احتاجوا إلى آيات حسية ليهتدوا، وهل الآيات التي أوتيها المسيح ليست كافية للإيمان بالله واليوم الآخر إلا إذا عززها الله بآيات أخرى حكيمة في كتاب!!
إذا جاء رجل صحبة رئيس الوزراء ومعه كاميرات التلفزيون والصحافة وحراسة من الشرطة ليعلن للناس أن ملك البلاد عينه عليهم محافظا، هل ما زال يحتاج إلى كتاب تعيين من الملك يريه للناس لكي يصدقوه!!
لو كان الأمر يتطلب كتابا لتصديقه فما فائدة ذلك الهيلمان وتلك الزفة من الكاميرات والصحافة...!!
وإذا كان هذا المحافظ نائبا عن الملك فإن كل قراراته وأنشطته هي من إملاء الملك وباسمه قضيت، فهل على الناس ألا تعتبر أفعال وأقوال المحافظ وأنشطته من أوامر الملك إلا إذا كانت مدونة في كتاب بخط يد الملك!!
وبالمقابل لو جاء هذا المحافظ بكتاب مكتوب بخط يد الملك وعليه توقيعه وخاتمه فإن الملك ما فعل ذلك إلا لأنه يعلم أن الناس يعرفون خط يده وتوقيعه وخاتمه وأن الكتاب وحده كاف كآية لهم، فلو لم يكتف الناس بالكتاب كآية وطالبوا بآيات أخرى فكأن الكتاب وحده غير كاف وبالتالي لو أجاب الملك طلبهم فمعنى ذلك أنه كان على خطأ .
 
الأخ الكريم أبو علي

1. ها أنت تعود بعد خمسة أشهر لتثير المسألة بعد أن أخذت حقها في النقاش.

2. مهما بلغت بلاغة الكلمة لا تغني شيئاً في مواجهة الواقع؛ فواقع الأناجيل التي هي بين أيدي النصارى يؤكد أنها محرفة. بل يبدو أنه ليس من الممكن الجمع بينها لكثرة تناقضاتها. فأية رواية هي الصحيحة، رواية مرقس أم لوقا أم متى أم يوحنا أم الروايات التي حُرّمت في مؤتمر نيقية؟!
3. نؤمن بصحف إبراهيم ونؤمن بالزبور، فأين الصحف وأين الزبور؟!
4. ما الداعي لحفظ الكتب بعد انقضاء زمانها؟! أما حفظ القرآن فلأنه يخاطب البشر إلى يوم القيامة.
5. تحريف هذه الكتب لا علاقة له بفتنة الناس، لأن الله تعالى لم يكلفنا أن نؤمن برسالة رسول حتى يقدم لنا الدليل على ذلك، ولا دليل هنا إلا المعجزة. فأين الدليل الذي يجده النصراني أو اليهودي اليوم فيقنعه بصحة نسبة التوراة أو الإنجيل؟!
 
لا أتفق معكم في الحكم على الإنجيل بالتحريف من خلال نصوصه . . . . وكلمة ( الرب ) قبل الإسلام كانت جائزة ولها معاني متعددة، فالمعلم يعتبر ربا، والأب مجازا يعتبر ربا، والعبد المملوك ينسب إلى ربه سيده الذي يملكه ، وفي القرآن الكريم في سورة يوسف : أما أحدكما فيسقي ربه خمرا، إذن فإذا نودي المسيح في الإنجيل ب (يا رب) فهي تعني المعلم.

أدعوك أخى الكريم أن تتأمل هذه الآيات من سورة آل عمران :
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)

مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)

فالآية الثانية تبين أن النصارى مقصودون بالآيه الأولى أيضا ، وهى تنكر عليهم أن يكون في كتبهم ما يدعو لعبادة بشر من دون الله ، وأن المسيح بعد أن آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة لايمكن أن يكون قد قال للناس اعبدوني من دون الله، ومعنى ذلك أن ما يخالف ذلك في كتابهم فهو من صنع أيديهم ، وبالذات من صنع بولس.
والآيات السابقة عليها تتحدث كلها عن عيسى عليه السلام وأمه مريم وأهل الكتاب الذين هم اليهود والنصارى معا ، فكيف تقول يا أخى أنه لا يوجد دليل على تحريف النصارى لكتابهم ؟؟


، فهل يصح أن يثبت لليهود أهليتهم للتوراة ثم نأتي نحن لنقول إنها توراة محرفة، لو كانت محرفة لوصفهم بأهل الكتاب المحرف لا بأهل الكتاب، ولو كان أسلافهم هم أهل الكتاب الغير محرف لخاطب هؤلاء بعبارة : يا بني أهل الكتاب لا بيا أهل الكتاب، وإذا قال الله: وأورثنا بني إسرائيل الكتاب، فبني إسرائيل على الإطلاق: الأولون والآخرون، فلا يصح أن ندعي أن الأولين من بني إسرائيل ورثوا توراة سليمة من التحريف أما هؤلاء فورثوا توراة محرفة.

على طريقة ( وشهد شاهد من أهلها ) دعنى أقدم اليك - أخى الكريم أبا على - من كتابهم المقدس نفسه نصوصا تعترف عليهم بتحريف كتبهم :

ينسب إلى داود عليه السلام بأن أعدائه طوال اليوم يحرفون كلامه :
"ماذا يصنعه بي البشر. اليوم كله يحرفون كلامي. عليّ كل افكارهم بالشر"المزمور 56 : 4
واعترف كاتب سفر ارميا بأن اليهود حرفوا كلمة الله لذلك فهو ينسب لإرميا في ( 23 : 36 ) توبيخ النبي إرميا لليهود :
" أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ، الرَّبِّ الْقَدِيرِ، إِلَهِنَا "
كاتب سفر ارميا ينسب لإرميا توبيخه وتبكيته لليهود لقيامهم بتحريف كلمة الرب :
" كيف تقولون إننا حكماء وكلمة الرب معنا ؟ حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب "

فما هو رأيك الآن يا أبا على ؟


من خلال ماتوصلنا إليه يتبين لنا (أو على الأقل يتبين لي ) أن النصارى حولوا المجاز إلى حقيقة، ذلك هو الغلو، فالغلو هو تقييم الشيء بأكثر من قيمته الحقيقية

هذا الكلام هو من اصدق وأهم ما ذكرت فى مداخلتك هذه وأحييك عليه
 
أخي الفاضل العليمي
قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)

الآية لا يفهم منها أن الكتاب قد تم تحريف رسمه بل هذه الآية قد تعبر عن حالات موجودة في كل زمان حتى في عصرنا الحالي حتى أنك قد تجدها في من يدعون أنهم مسلمون، ألا يوجد مشعوذون يدعون أنهم مسلمون؟
ألا يوهم المشعوذ الناس الأميين بأنه يقرأ القرآن بينما هو يخلط آياته بعزائم وتمائم، فالأمي الذي لا يعلم الكتاب يحسب ما يتفوه به المشعوذ من الكتاب بينما هو ليس من الكتاب.
وأما استشهادك بما جاء في سفر إرميا أو بما جاء في مزمور داوود، فما أدراك أنه تحريف خطي بتغيير رسم كلمات الكتاب!!
قد يحرف معناه في كتب مفسريهم، أنت إذا قرأت تفاسير الشيعة فستجدها مليئة بتحريف معاني آيات القرآن الكريم، فآية النور عندهم أن النور هو علي رضي الله عنه ، والمشكاة هي النبي صلى الله عليه وسلم، والزجاجة هي الحسين... أليس هذا تحريف!!
الله تعالى لم يمنع الشيطان من التعبير عن نفسه وطرح مشروعه الإضلالي، لكنه في المقابل أحكم آياته ولم يسمح بإزالتها أو طمسها، فالقاعدة العقلية تقول: لا يوجد اختبار بدون وجود درس يختبر فيه.
فإذا كان الله قد اختبر النصارى بما ألقاه الشيطان من أباطيل كتأليه المسيح والتثليث وعقيدة الفداء فإن الجواب على تلك الأباطيل وتفنيذها يوجد في الإنجيل لو كانوا يعقلون، فلا يعقل أن يسمح الله لهداه بالزوال في أي زمن ليحل محله الباطل الذي يلقيه الشيطان ، بل لا بد من وجودهما معا ، فيختار الذين في قلوبهم مرض الباطل، والعاقلون يتبعون المحكم .
أخي الفاضل أبو عمرو البيراوي
سأجيبك على كل أسئلتك سواء التي وردت في الردود المتقدمة أو في ردك الأخير متى سمح الوقت بذلك.
 
أخي الفاضل العليمي
قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)

الآية لا يفهم منها أن الكتاب قد تم تحريف رسمه بل هذه الآية قد تعبر عن حالات موجودة في كل زمان حتى في عصرنا الحالي حتى أنك قد تجدها في من يدعون أنهم مسلمون، ألا يوجد مشعوذون يدعون أنهم مسلمون؟
ألا يوهم المشعوذ الناس الأميين بأنه يقرأ القرآن بينما هو يخلط آياته بعزائم وتمائم، فالأمي الذي لا يعلم الكتاب يحسب ما يتفوه به المشعوذ من الكتاب بينما هو ليس من الكتاب.

يا أخى الفاضل : لا تأخذ الآية المذكورة بمعزل عن الآيتين التالييتين لها لأن الأيات الثلاث متصلة فى سياق واحد
ومعذرة ، فقد نسيت أن أذكر لك الآية الثالثة فى مداخلتى السابقة
والآن يا أخى ضع الآيات الثلاث معا وأقرأها من جديد وتمعن فيها جيدا وسترى فيها عجبا

(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 )
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ( 79 )
ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ، أيأمركم بالكفر بعد اذ أنتم مسلمون ( 80 )


هل لحظت أخانا الفاضل الكلمات التى لونتها لك ؟
لقد جاء فى الاية الأولى من تلك الآيات قوله تعالى " يلوون ألسنتهم بالكتاب "
ثم جاء فى التى تليها ما يحدد موضع ليهم ألسنتهم وهو لفظ " ربانيين "
ثم فى الثالثة كشف عن تحريفهم لها الى كلمة " أربابا "
أى أنهم قد حرفوا كلمة " ربانيين " فى اللسان الآرامى الذى كان ينطق به المسيح وقومه فى ذلك الوقت ، حرفوها الى كلمة " أربابا " التى لها نفس النطق تقريبا فى نفس اللسان الآرامى ، وكان من نتيجة هذا التحريف أنهم قد أطلقوا وصف الرب على الروح القدس ( المعبرعنه بالملائكة فى الآية ) وعلى السيد المسيح كذلك ( المعبر عنه بالنبيين فى الآية ذاتها ) ، ومن ثم صار لديهم ثلاثة أرباب هى الأقانيم الثلاثة

أرأيت أخى الفاضل الى اعجاز القرآن فى كشف تحريفهم ، وهو الكشف الذى لا يتيسر الا لمن أحاط باللسان الآرامى ، فما بالك بنبى أمى لا يعرف الكتابة بلسانه هو ؟!
أليس هذا برهانا على أن القرآن من عند الله ؟

وربما سألتنى : ما هو الشاهد على هذا التحريف من كتبهم ؟

وأجيبك : يوجد أكثر من شاهد على هذا الأمر ، واليك البرهان :

[align=center]الشاهد الأول[/align]

جاء فى انجيل يوحنا ( 1 : 38 ) ما يلى :
" فقالا : ربى - الذى تفسيره يا معلم - أين تمكث ؟ "
والجملة الاعتراضية فى هذا النص ليست من عندى أنا كما قد يظن البعض ، بل تجدها كما هى فى النص ذاته حيث أن الكاتب هنا قد أتى بالكلمة الآرامية شارحا معناها ، وقد وردت هكذا فى سائر ترجمات الانجيل ، فهى مثلا موجودة فى الترجمة الانجليزية بنفس النطق Rhabbi

[align=center]الشاهد الثانى[/align]

جاء فى انجيل يوحنا كذلك ( 20 : 16 - 18 ) ما يلى :
" فقال لها يسوع : يا مريم ، فالتفتت تلك وقالت له " ربونى " الذى تفسيره : يا معلم . . . . فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب "

وما قلناه فى المرة الأولى نقوله هنا كذلك ، حيث لفظة ( ربونى ) ترد بمعنى ( يا معلم ) فى نص الانجيل ذاته
ولكن انظر كيف انحرفوا بترجمتها فى آخر الفقرة السابقة ، حيث ترجموها الى كلمة ( الرب ) وكان حقها أن تترجم الى كلمة ( المعلم ) على نحو ما حدث فى الفقرة ذاتها !!!
وقد ساعدهم على هذا التحريف ( المكتوب وليس الملفوظ فحسب ) أن الكلمتين تشتركان فى نطقهما باللسان الآرامى الذى هو لسان المسيح وقومه ، فكان من اليسير عليهم أن يلووا ألسنتهم بها فى النطق ومن ثم يلووا أقلامهم بها فى الكتابة أيضا !!

أرأيت أخى الفاضل الى اعجاز القرآن العظيم فى اشارته الى تحريفهم هذا والذى شهدت عليه كتب القوم أنفسهم !!

وأظنك لم تقرأ مثل هذا الكلام من قبل فى تفسير الآيات الثلاث المذكورة من سورة آل عمران
وهذا صحيح لأنه من الجديد الذى تفضل به الله على العبد الفقير وامتن به عليه ، وهو هدية منى لك ولكل أعضاء وزوار الملتقى

[align=center]( يتبع )[/align]
 
أخي الفاضل العليمي
وأما استشهادك بما جاء في سفر إرميا أو بما جاء في مزمور داوود، فما أدراك أنه تحريف خطي بتغيير رسم كلمات الكتاب!!


أخى الكريم أبا على حفظه الله
أخشى أننى قد أطلت عليك فى مداخلتى السابقة ، لذا سأختصر التعقيب على بقية كلامك

تقول لى متعجبا:
فما أدراك أنه تحريف خطى !!

حسنا ، سوف أنبئك ما الذى أدرانى
أدرانى بهذا قول أرميا النبى والذى أوردته لك من قبل ولكن يبدو أنك لم تدقق النظر فيه جيدا !!
فاذا فعلت ذلك فسوف تجد فيه عبارة تقول :

" الى الكذب حولها ( يقصد : كلمة الرب ) قلم الكتبة الكاذب "

أرأيت أخى الحبيب ما الذى حول ( أى : حرف ) كلمة الرب ؟
انه : قلم الكتبة الكاذب
عبارة واضحة كما الشمس
وهى قاطعة فى أن التحريف قد تطرق الى الوحى المكتوب أيضا ، لا الى تفسيره فحسب كما ظننت

أعتقد الآن أن الذى أدرانى كان خليقا بأن يدريك أنت كذلك ، ولكن يبدو - كما أخبرتك - أنك لم تدقق النظر فى المرة الأولى
لا جناح عليك أخى الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله
 
السلام عليكم
لا زال الشريط لم يكتمل، وسأرد على كل الإشكالات التي لا زالت لم توضح.
لذلك يرفع الموضوع.
 
السلام عليكم
الإخوة الأفاضل (نتابع بعد توقف دام أشهرا)
أخي الفاضل أبو عمرو، إيمان الشهادة بما أنزل قبل الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينطبق إلا على شيء موجود بالفعل ، أما صحف إبراهيم عليه السلام فإنها لم يبق لها أثر لانقراض أهلها، فقد يرسل الله رسولا بعد انقراض أقوام قبله جاءتهم الرسل بالآيات، فلما انقرضوا انقرض معهم ثراتهم، ومن الطبيعي أن تنسى آياتهم فلا يتذكرها الأجيال من بعدهم .
أو يرسل الله رسولا بآيات جديدة ليجد أقواما أخرى أوتوا الكتاب ما زال لهم وجود ، فالله تعالى لم يرسل موسى وعيسى عليهما السلام لتبليغ رسالته إلى معاصريهم فقط بل إلى الخلف أيضا، ولكي يلزم الخلف بالإيمان بما آمن به السلف فإنه يجب أن يترك الله للخلف نسخة من الآيات التي رآها أو سمعها أسلافهم ، فالآيات قد تكون فعلية (كآيات المسيح عليه السلام) أو قولية كآيات محمد عليه السلام.
كيف يترك الله للناس نسخة من آية المسيح إذا كان المسيح هو نفسه تلك الآية!!
نسخ آية المسيح يعني أن يترك الله للخلف نسخة من سيرة المسيح الذاتية مدون فيها أفعاله وأقواله وكل ما قام به وما جرى له، فأسلاف النصارى المعاصرون للمسيح كان إيمانهم إيمان شهادة ، أما الذين وصلهم الخبر منسوخا في كتاب فهم مؤمنون بالغيب.
وبما أن آيات المسيح عليه السلام آيات فعلية تدرك بالأبصار فإن المهم في تبليغها إلى الخلف هو الصدق في الخبر وعدم تحريفه، عبر عنه كما شئت وبأية كيفية وبأية وسيلة، المهم هو أن يكون الخبر صحيحا ، فأنا إذا قرأت عبارة في نسخة من الإنجيل ليست هي نفسها في نسخة أخرى مثل لفظ (ربي) و (ربوني) فإني لا أعتبر ذلك تحريفا كما ظن أخونا الفاضل العليمي، فما الإنجيل إلا أخبار عاصرها أسلاف النصارى بلغت إلى الخلف ليكونوا على علم بما حصل كما لو أنهم كانوا حاضرين معهم.
إذا قال الله عن المسيح : (وآتيناه الإنجيل) فلا تظنن أنه كتاب آتاه الله رسوله المسيح عليه السلام بل هو الآيات الفعلية والحكمة التي أوتيها المسيح، فآيات رسولنا صلى الله عليه وسلم اسمها (القرءان)، وآيات المسيح اسمها (الإنجيل) ومعناه البشرى، فآية إحياء الموتى تبشر الناس أن بعد الموت بعثا، لو كان الإنجيل كتابا كالقرآن أوتيه المسيح فكيف يسمي الله كتاب النصارى المعاصرين للإسلام ب (الإنجيل) في قوله : الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، وهو بلا شك ليس كتاب المسيح بل كتبه لوقا ويوحنا ومرقس ومتى!!
إذا فالإنجيل الحالي هو نسخة من الإنجيل الأصلي الذي عاش أحداثه واقعا المؤمنون المعاصرون للمسيح عليه السلام، مثلا: إذا سافرت في رحلة إلى إفريقيا ، فهي رحلة عشت أحداثها واقعا، وإذا كتبت كتابا عن هذه الرحلة أقص فيه كل ما شاهدته وما جرى لي فيها فإن الإسم المناسب للكتاب هو (رحلة إلى إفريقيا) ، كذلك آيات المسيح وتعاليمه إسمها (الإنجيل) ، إذا دونت في كتاب فالكتاب يحمل اسم مضمونه.
أما القرآن فهو كلام الله الحكيم ، كتاب أحكمت آياته، وبما أن الآيات ليست فعلية كآيات المسيح وإنما آيات قولية ينبغي أن تنقل إلى الخلف كما هي ، فهو قرآن عربي إذا ترجم إلى لغات أخرى لا يصح أن نطلق عليه اسم قرآن بل ترجمة لمعاني القرآن .
إذن فالآيات الحسية مهما بلغت عظمتها فإنها ابنة لحظتها لا يمكن أن تستمر إلى الخلف إلا نسخة خبرية (كتاب أو شريط فيديو...)، والنسخة ليست كالأصل، فآية إحياء الموتى ابنة لحظتها ، فالأصل هو مشاهدتها مباشرة، ومن لم يشاهدها ووصلته خبرا فالخبر نسخة من الأصل (الشهادة). والأصل خير من النسخة.
أما القرءان فهو آيات قولية ليست ابنة لحظتها كآيات المسيح، وبالتالي فهي ليس فيها أصل ونسخة بل هي نفس الآيات منذ أنزلت إلى أن تقوم الساعة.
وإذا كان القرآن آيات لا يمكن نسخها فنحصل على أصل ونسخة فإنه خير من الآيات التي يمكن نسخها وتقسيمها إلى أصل ونسخة.
إذن فالقرآن لم يأت ليجد آيات المسيح قد أنسيت بل وجدها نسخت للأجيال من بعده في كتاب اسمه الإنجيل.
قال تعالى: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
الآية جملة شرطية فيها حرف التخيير (أو)، وحرف التخيير في مثل هذا السياق يكون مابعده مضادا لما قبله، مثل:
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم...
أخرج أو ادخل.
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ.
كذلك في الآية (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) : النسيان ضدها التذكر، وكل أمر إذا لم يترك منه نسخة مكتوبة أو مسجلة بالصوت أو الصورة فإنه سينسى مع مرور الزمن، فقد تحضر حفلا وبعد مدة تنسى تفاصيل الأحداث التي شاهدتها في ذلك الحفل، فقد تنسى حتى لون القميص الذي كنت ترتديه في تلك المناسبة، فلو أنك تركت نسخة مكتوبة أو مرئية (فيديو) عن تفاصيل ما جرى لما نسيت لأن النسخة تذكرك.
إذن فالنسيان ضده التذكر، وخير وسيلة لتذكر الشيء هي استنساخه كتابة أو بأية وسيلة أخرى.
الآية جاءت بعد ذكر حسد اليهود للعرب وأنهم لا يودون أن ينزل عليهم من خير من ربهم، وإن كان هناك خير محسودين عليه يستحق الذكر في هذه المناسبة فهو النبوة ، والنبوة آيات، والحالتان الممكنتان لإرسال نبي بآية هي:
1) بعد أن نسيت آيات قوم أو أقوام قبله بانقراضهم وضياع تاريخهم،وفقدان ثراتهم.
2) أو يجد بين يديه نسخة من الرسالة التي كانت قبله (يهود وكتابهم، نصارى وكتابهم).
إذا فالنسخ في الآية لا يعني الإزالة بل بالعكس هو وسيلة تذكير (كتابة ) : (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) .
وإذا كان الله قد ترك للخلف نسخة من الآيات التي عاصرها السلف فإنه يترك لهم أيضا نسخة من الاختبار الذي اختبر به أسلافهم، قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. قد نخطئ في معنى النسخ في هذه الآية إذا اعتبرنا (تمنى) بمعنى قرأ، ففي هذه الحالة يصبح ضروريا أن يعني النسخ الإزالة ، أما إذا اعتبرنا (تمنى) بمعنى أحب فكل نبي أحب أن يسود منهج الله وأن يعبد الله وحده وألا يضل قومه من بعده، فالمسيح عليه السلام تمنى أن يعبد أتباعه الله وحده فهل ترك الشيطان المسيح وأمنيته أم ألقى أمامها العقبات والحواجز!!
بلى ألقى الشيطان عقبات حالت دون تحقيق أمنية المسيح ، فالتثليث وعقيدة الفداء والحلول هذه كلها ألقاها الشيطان.
هل نسخ الله ما ألقاه الشيطان ؟
إذا كان النسخ معناه الإزالة فالله لم يزل ما ألقاه الشيطان، فتأليه المسيح والتثليث وعقيدة الفداء مازال لها وجود.
أما إذا كان النسخ في الآية معناه أن الله قد ترك نسخة من الاختبار للخلف ليختبرهم به كما اختبر أسلافهم فيرسب فيه الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم فذلك هو الصواب، وما كان الله ليترك نسخة من الباطل إلا بعد أن يحكم آياته لتظل محفوظة ومرجعا لأولي العلم.
والسبب الذي يفتتن به الذين في قلوبهم مرض هو وجود ما ألقاه الشيطان، فزوال السبب يعني زوال الفتنة، فكيف يعني النسخ إزالة سبب الفتنة والفتنة موجودة!!
لا يصح أن أقول : أزلت الكمين للإيقاع بالمجرم ، والصواب أن أقول : نصبت الكمين للإيقاع بالمجرم .
كذلك ينسخ الله ما يلقي الشيطان ليجعله فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ، لا يصح أن يكون معنى النسخ هو الإزالة، لو أزاله وأصبح لا وجود له فكيف يجعل الله شيئا غير موجود فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ !!
إن السبب في صرف لفظ (نسخ) عن معناه الحقيقي هو اعتبار معنى تمنى هو قرأ، فالآية تتكلم عن كل نبي ورسول إلا وتمنى، فهل الشيطان تلاعب بألسنة كل الأنبياء والرسل لما قرأوا الكتاب فجعلهم يقولون الباطل ثم انتبهوا فصححوا الخطأ الذي ألقاه الشيطان على ألسنتهم!!
إذا فالغاية من النسخ هو الإثبات وليس الإزالة، والله تعالى إذا ترك نسخة من الآيات التي عاصرها السلف فنسخ الله لا يأتيه الباطل (التحريف) من بين يديه ولا من خلفه، وإذا كان الله قد عصم رسله من الناس فرسالات الله ليست أقل أهمية من الرسل .

ما الحكمة من وجود أربع نسخ للإنجيل بدلا من واحدة؟
إذا جئتك بجريدة اليوم فوجدت فيها خبرين:
الأول يقول إن إعصارا ضرب بنغلادش فتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات .
والخبر الثاني يقول ظهر رجل في البلد الفلاني يخرج الموتى من قبورهم أحياء .
أي الخبرين ستصدق؟
لا شك أنك ستصدق الخبر الأول باعتبار أن الأعاصير ظاهرة كونية تحصل بين الحين والآخر ومن الممكن أن يصاب به أي بلد في العالم.
أما الخبر الثاني فستكذبه لأنه يخالف الواقع، فإحياء الموتى آية من آيات الله لا يؤتاها إلا روح من أمر الله.
إذن فالخبر الذي يتعجب من وقوعه هو الذي لم يسبق وقوعه من قبل ،لذلك لا يمكن تصديقه إلا إذا تعددت المصادر والشهود، فشاهد وحيد لا تقبل شهادته في مسألة كهذه.
مثلا: جريمة الزنا لا تثبت بشهادة شاهد واحد وإنما يحتاج إثباتها إلى أربعة شهود ، لماذا؟
لأن الله فطر الإنسان على الخجل من عورته، فحتى الإنسان البدائي الذي يعيش في الغابة عاريا تجده يستر عورته، وإذا مارس العملية الجنسية فإنه يدخل كوخه ويغلق الأبواب لكي لا يراه أحد، فما بالك بإنسان يزني بامرأة محرمة عليه ألا يكون أكثر حرصا من أن يراه أحد فيغلق الأبواب والشبابيك لكي لا يراه أحد في وضعه المخزي.
إذن فالمجاهرة بالعملية الجنسية شيء يتعجب من وقوعه ، لا تكفي شهادة شاهد واحد لتصديقها بل على الأقل شهادة أربعة شهود ، وذلك هو الحد الأدنى لإثبات جريمة الزنا.
لو لم أكن قد سمعت بالإنجيل ثم جاءني أحد بنسخة لوقا فادعى أن كتاب لوقا هو النسخة الوحيدة للإنجيل لكذبته لأن الإنجيل يتضمن آيات عجيبة للمسيح عليه السلام لم يسبق أن حصلت في الواقع ، وشهادة واحدة لا تكفي لتصديق الأشياء العجيبة إلا إذا كانت أربع شهادات على الأقل، فلكي أصدق أن الإنجيل كتب بإلهام من الله وإذنه فإن الحكمة تفرض أن الإنجيل يجب أن يرويه أربعة شهود عيان على الأقل ، فكل شيء يتعجب من وقوعه سواء كان قبيحا مذموما ( كمشاهدة الزاني وهو يزني) أو شيئا خارقا فإنه يحتاج إلى أربع شهادات مؤكدة بالقسم لكي يصدقه الناس، مثلا:
حادثة انشقاق القمر تعتبر شيئا عجيبا خارقا للنواميس، والمفروض أن الذي شق القمر هو الذي يشهد على ذلك وكفى به شهيدا لا يحوجنا إلى غيره، فالذين زعموا وقوع انشقاق القمر لم يأتوا بأربعة شهداء لإثبات دعواهم، ولو جئنا اليوم وقلنا إن القمر لم ينشق لأصبح قولنا هو القول الشاذ الذي يتعجب منه ويحتاج إلى أربع شهادات، ولكي نثبت لهم أن قولنا هو الحق جئنا بأربع شهادات من سورة القمر وهو قوله تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) ، هذه شهادة الله التي تكررت أربع مرات.
لو فهم أكثر الناس من سورة القمر أن الانشقاق سيكون عند قيام الساعة لما احتاجوا أن ينبههم الله بقوله (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) مرة واحدة فضلا عن أربع مرات.
نستنتج مما سبق أن الحكمة تفرض أربع نسخ للإنجيل ، لو كانت هذه النسخ متطابقة تماما لتشكك الناس في عدد الشهود الأربعة ولظنوا أنها
نسخة واحدة لشاهد واحد (يرتاب في شهادته) نسخها أربع مرات ليوهم الناس أنهم أربعة شهود، أما إذا كانت كل نسخة مختلفة في الأسلوب عن الأخرى فذلك دليل على أنهم أربعة، ووجود اختلاف في سرد أخبار لا تتعلق بالإنجيل كالاختلاف في سلسلة نسب المسيح تجعل قارئ الإنجيل مطمئنا أنهم فعلا أربعة شهود لم يجتمعوا على طاولة واحدة لكتابة رواياتهم، لو كان شخصا واحدا هو كاتب هذه الروايات لما أخطأ في نسخة وأصاب في أخرى، ولو كانوا على طاولة واحدة لصحح بعضهم لبعض.
 
نستنتج مما سبق أن الحكمة تفرض أربع نسخ للإنجيل ، لو كانت هذه النسخ متطابقة تماما لتشكك الناس في عدد الشهود الأربعة ولظنوا أنها
نسخة واحدة لشاهد واحد (يرتاب في شهادته) نسخها أربع مرات ليوهم الناس أنهم أربعة شهود، أما إذا كانت كل نسخة مختلفة في الأسلوب عن الأخرى فذلك دليل على أنهم أربعة .

وأنت يا أبا على الكريم : أى شهادة من شهادات البشيرين الأربعة تقبل ؟ وأيها ترد وترفض ؟!

ظاهر كلامك يوحى بأنك تقبل بها جميعا على ما فيها من تناقض وتخليط !!
بينما المفترض أن تتظاهر الشهادات جميعا وتتفق على مسألة بعينها حتى يمكن قبولها و التسليم بها ، أليس كذلك يا أخانا الفاضل ؟!
 
الإخوة الأفاضل جزاكم الله خيرا وزادكم علما

المسيح لم يمت ، المسيح توفاه الله وفاة نوم ورفعه إليه

فالقرآن من خلال معجمه الخاص يقسم الوفاة إلى وفاة موت ووفاة نوم وهي حقيقة قرآنية واضحة من خلال آيات القرآن الكريم

( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْل ِوَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)الأنعام 60

( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىَ عَلَيهَا المَوتَ ويُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الزمر 42

فكلمة الوفاة ليست هي الموت في المعجم القرآني ، ونحن خارج لغة القرآن نقول الوفاة هي الموت . وهذا ما أكدته الدكتورة عائشة عبد الرحمان بنت الشاطئ عندما قالت في مقدمة كتابها : التفسير البياني للقرآن الكريم :* والقول بدلالة خاصة للكلمة القرآنية ، لا يعني تخطئة سواها من الصيغ في فصحى العربية . بل يعني أننا نقدر أن لهذا القرآن معجمه الخاص وبيانه المعجز ، فنقول إن هذه الصيغة أو الدلالة قرآنية ، ثم لا يعترض علينا بأن العربية تعرف صيغا ودلالات أخرى للكلمة *انتهى
إذن فما معنى الوفاة في المعجم القرآني
يقول الطبري في تفسيره : (ثم اختلف أهل التأويـل فـي معنى الوفـاة التـي ذكرها الله عزّ وجلّ فـي هذه الآية، فقال بعضهم: هي وفـاة نوم، وكان معنى الكلام علـى ذهبهم: إنـي مُنِـيـمُك، ورافعك فـي نومك. ذكر من قال ذلك: حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع فـي قوله: { إِنّي مُتَوَفِّيكَ } قال: يعني وفـاة الـمنام: رفعه الله فـي منامه. قال الـحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للـيهود: " إِنَّ عِيسَى لَـمْ يَـمُتْ، وَإِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَـيْكُمْ قَبْلَ يَوْمِ القِـيامَةِ "
وقال آخرون: معنى ذلك: إنـي قابضك من الأرض، فرافعك إلـيّ، قالوا: ومعنى الوفـاة: القبض، لما يقال: توفـيت من فلان ما لـي علـيه، بـمعنى: قبضته واستوفـيته. قالوا: فمعنى قوله: { إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ }: أي قابضك من الأرض حياً إلـى جواري، وآخذك إلـى ما عندي بغير موت، ورافعك من بـين الـمشركين وأهل الكفر بك...)انتهى

من خلال ما تقدم : إن الوفاة هي القبض .
فالوفاة هي القبض أثناء النوم أو القبض أثناء الموت . وبما أن عيسى عليه السلام لم يمت فقد قبض أثناء النوم .
ومن خلال القرآن الكريم والسنة المتواترة نستنتج ما يلي :
1- وفاة نوم أو وفاة موت ولا شيء غير ذلك
2- عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب
3- عيسى عليه السلام لم يمت
4- عيسى عليه السلام توفاه الله وفاة نوم ورفعه إليه
5-عيسى عليه السلام شهيد على قومه مادام حيا على الأرض وعندما رفع إلى السماء فالله هو الرقيب ولا علاقة لعيسى بسكان الأرض لأنه عبد من عباد الله .
6-عيسى عليه السلام سينزل إلى الأرض ويؤدي مهمته كما أراد الله ويؤمن به سائر أهل الكتاب ولا يبقى إلا الإسلام ثم يتوفاه الله وفاة موت ويصلي عليه المسلمون .

والله أعلم
 
وأنت يا أبا على الكريم : أى شهادة من شهادات البشيرين الأربعة تقبل ؟ وأيها ترد وترفض ؟!

ظاهر كلامك يوحى بأنك تقبل بها جميعا على ما فيها من تناقض وتخليط !!
بينما المفترض أن تتظاهر الشهادات جميعا وتتفق على مسألة بعينها حتى يمكن قبولها و التسليم بها ، أليس كذلك يا أخانا الفاضل ؟!

الأخ الكريم العليمي المصري
سأجيبك إن شاء الله إجابة شافية مع معلومات قيمة، لا تقل قيمة عما سبق وذلك بعد عودة المنتدى.
أنا ادعيت أن التوراة والإنجيل ليسا محرفين، وعلي البينة، فمدعي العلم بالشيء عليه أن يأتي بالبينة، فالبينة هي آية العلم حتى أنك تجد في ترتيب سور القرءان هذه القاعدة ، فأول ما أنزل من قرءان هي الآيات الخمس الأولى من سورة العلق التي تنبئ بالعلم (علم الإنسان ما لم يعلموالعلم يقدر بالبينة، فالعالم بالشيء هو القادر أن يأتي بالبينة على صحة دعوا ه، لذلك جاءت سورة القدر بعد سورة العلم (علم الإنسان ما لم يعلم)، ثم بعد سورة القدر جاءت سورة البينة. فنحن أمامنا ترتيب حكيم : العلم، القدر،البينة. فكأنه تعبير يعني : العلم يقدر بالبينة، أو : العلم هو القدرة على الإتيان بالبينة.
وهي قاعدة صحيحة.
ودمت بخير.
 
السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير
الأخ الكريم العليمي، والإخوة الأفاضل
لا أرى تناقضا بين رواة الإنجيل ،فكل شاهد دون ما شاهده، قد تختلف شهادة راو عن شهادة آخر عن نفس الحادثة ، وهذا لا يعني أن أحدهم كذب في شهادته، فقد يقص أحدهم جزءا من المشهد لم يره الرواة الآخرون لأنه حضر المكان قبلهم.
الكتب السابقة هي تسجيل كتابي للبث الحي لأفعال الرسل، فالآيات كانت فعلية (حسية) لا يمكن أن تنقل إلى الخلف إلا كتابة ليؤمنوا بها .
إذا فهي أخبار منقولة للخلف في كتاب، والاعجاز ليس في النص الكتابي وإنما في الآيات الحسية ،لذلك الخبر لا يتغير معناه حتى لو ترجم إلى كل لغات العالم فهو يبقى إنجيلا، أما القرآن فآياته قولية، أي أن الإعجاز في النص الكتابي ، إن ترجم إلا لغات أخرى فإن الترجمة لا تسمى قرآنا ،بل هي ترجمة لمعاني القرآن.
أضرب مثلا بخبرين:
أحدهما يقول: زار مبعوث الملك المكان الفلاني، ودشن مشروع الطريق السريع...
والخبراالآخر يقول : ألقى الأديب الفلاني خطبة بليغة أو قصيدة عصماء...
المثال الأول آياته فعلية، فهو رسول الملك وآية ذلك أنه دشن مشروع الطريق السريع بحضور كاميرات التلفزيون ورجال الأمن، فمن حضر الحدث يعلم علم الشهادة أنه رسول الملك ، ومن لم يكن حاضرا فقد سمعه خبرا مذاعا بعدة لغات.
أما الثاني فآيته أدبية، فالآية التي ندرك بها أنه أديب وعبقري في البلاغة هي خطبته التي ألقاها في المحاضرة ،لذلك ينبغي أن تنقل إلى الناس كما هي ،فأي تبديل فيها يخل بمبناها ، فهي بليغة فقط بلسان صاحبها، إن ترجمت إلى لغات أخرى فإنها تفقد بلاغتها.
وأما تحريف التوراة و الإنجيل فقد وجدنا موانع تمنعنا من تبني فكرة التحريف، فلو لم يكن منها إلا الآية الرابعة من سورة البقرة لكان ذلك كافيا لرفض القول بتحريف كتب مقدسة عند أهلها ما زال لهم وجود، إذ أن الآية تذكر صنفا آخر من المؤمنين يؤمنون إيمان شهادة بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وبما أنزل من قبله، وإيمان الشهادة بما أنزل قبل القرءان يقتضي وجوب وجود التوراة والإنجيل سليمين من التحريف، فلا يثبت الهدى لمن يؤمن إيمان شهادة بكتاب على أنه صحيح وهو في الحقيقة محرف، فما بالك وقد وصفهم الله بقوله (أولائك على هدى من ربهم).
وقد قدمت أمثلة أخرى في ردودي السابقة يتبين منها أن القول بتحريف التوراة والإنجيل يتعارض مع رحمة الله وعدله وحكمته، فكيف نصحح للنصارى أخطاءهم إذا كانت دروس الهدى التي معهم غير صحيحة!!
أيعقل أن يعاقب التلميذ على إجابته الخاطئة على سؤال يتعلق بدرس لا وجود له في منهجه!!
مثلا : اختبار النصارى كان عن ألوهية المسيح التي ألقاها الشيطان إلى أتباعه، والدرس الذي يقيهم من الرسوب في هذا الاختبار لا بد أن يكون الله قد بينه لهم بكيفية تستيقنها أنفسهم ألا هو وفاة المسيح عليه السلام ، فتلك حجة عليهم إذ كيف يكون المسيح إلها وقد رأيتموه يموت ، فهل يموت الإله؟ وهل يعجز الإله عن نصر نفسه فيقع في أيدي أعداءه!!
فلا نأتي نحن لنقول للنصارى إن الذي أمسكه اليهود هو شخص آخر ألقي عليه شبه عيسى، هذا ليس تصحيحا للخطأ بل هو زيادة في الإضلال.
الإسلام جاء ليصحح أخطاء النصارى، فهم أوتوا دروسا في الحكمة لكنهم أساءوا فهمها، والحكمة تقضي أن مصحح الخطأ قبل أن يبدأ عمله فهو يقدم نفسه على أنه له علم بالمادة التي جاء ليصلحها، فإصلاح الشيء يستوجب العلم به، فالميكانيكي الذي جاء ليصلح السيارة لا يقدم نفسه على أنه فلان بن فلان، بل يقول لصاحب السيارة : أنا الميكانيكي فلان، أو : أنا أفهم في الميكانيكا، وهكذا كل مصلح أو مصحح يدعي العلم أولا قبل البدء في عمله، كذلك جاء الإسلام ليصحح أخطاء النصارى ،وقدم نفسه أولا في أول ما أنزل من قرءان على أنه علم الإنسان مالم يعلم، ومن ضمن هذا العلم ما نصحح به ضلال النصارى.
كيف تصحح الأخطاء؟
إذا أخطأ أحد في مسألة فإننا لا نصحح له النتيجة أولا فنقول له إن س لا تساوي كذا وص لا تساوي كذا، فهو لن يصدقني ما دمت لا أملك دليلا أبرهن به على صحة كلامي، وما دمت لا أملك البرهان فسيتمسك برأيه ويعتبر هو الغالب المنتصر في هذه المسألة.
أما لو كنت أملك الحجة التي تقنعه بصحة طريقة الحل فذلك هو النصر الذي أفرض به صحة كلامي بعد ذلك.
إذن فالبينة هي الحجة وهي النصر ، فالنصارى الآن يقولون إن الله ثالث ثلاثة : ولد من 3 أقانيم والمسيح ابن الله، فإذا جاءت البينة التي تصحح للنصارى ضلالهم فذلك هو النصر، فعندئذ قل لهم الله أحد وليس ثالث ثلاثة كما تزعمون، ولم يلد ولم يولد كما تزعمون.
وبالرجوع إلى القرءان نجد أن الترتيب سليم، فسورة الإخلاص جاءت بعد سورة النصر وليست قبلها.
والبينة فصل الله ماهيتها في سورة (فصلت) على أنها آيات في الآفاق وفي الأنفس، فالسورة أثبتت العلم لمن فصلت لهم الآيات (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)، فكان لا بد من ذكر البينة في السورة لأن القاعدة تفرض أن على المدعي البينة، فكل من ادعى العلم بشيئ أو أثبته لأحد عليه أن يأتي بالبينة، لذلك جاء ذكر البينة بعد ذلك في قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ).
هذه هي شهادة علمهم التي يشهدون بها (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ).
 
الأخ الكريم أبا على
أولا : أرد تحيتك الطيبة قائلا :
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
وكل عام وأنت وأهل الملتقى جميعا بألف خير وعافية وسلام
ثانيا : كثير مما جاء فى كلامك أرى أنه يحتاج منك إلى إعادة نظر وبحث وتدقيق ، ولى عليه أكثر من ملحوظة
وربما عدت لطرح ملاحظاتى وتحفظاتى بشىء من التفصيل فيما بعد ، ولكن أكتفى الآن بإحدى تلك التحفظات :
تقول أخى :
وأما تحريف التوراة والإنجيل فقد وجدنا موانع تمنعنا من تبنى فكرة التحريف
وردا على هذا الكلام أقول :
إن كان ما تراه صحيحا حقا ، فكيف بالله عليك تفسر لنا الغياب التام فى التوراه والإنجيل لما أورده القرآن الكريم من بشارات صريحة بنبى الإسلام – صلى الله عليه وسلم – والتى نجدها قد صرحت باسمه تصريحا مباشرا ، وبكثير من الصفات المميزة له صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك مثلا قوله تعالى على لسان السيد المسيح عليه السلام :
" ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " 6 من سورة الصف
فهاهنا تجد اسم النبى المبشر به منصوص عليه صراحة وعلانية ، بينما لا نجد شيئا من ذلك فى الأناجيل المتداولة حاليا ، أفلا يدل هذا على أن تلك الأناجيل قد شابها التحريف ؟!
وبالمثل تجده تعالى يقول فى الآية 157 من سورة الأعراف :
"الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم ، فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذى أُنزل معه أولئك هم المفلحون "
فهاهنا كذلك تجد العديد من الصفات للنبى المبشر به ، فهل تجد شيئا منها فى التوراة والإنجيل الحاليين وعلى نفس النحو المذكور فى القرآن ؟
أو بعبارة أخرى دعنى أسألك أخى الكريم :
هل وجدت فى الأناجيل الحالية ذكرا صريحا لاسم ( أحمد ) صلى الله عليه وسلم ؟
أم هل وجدت فى التوراة والإنجيل المعروفين لنا تلك النعوت التى أوردتها آية الأعراف المذكورة للنبى المبشر به فيهما ؟ وهى نعوت محددة بدقة وتفصيل
أكتفى بهذين السؤالين الآن ، وإن كان لى على كلامك أكثر من ملحوظة وتحفظ كما سبق وذكرت من قبل
كل عام وأنتم بألف خير ، وأرجو أن تلتمس ليلة القدر فى هذه الليلة المباركة ، ولك منى أطيب تحية وسلام

تنويه عابر :
قبل أن أختم حديثى أود أن ألفت أنظار الأخوة والأخوات رواد الملتقى وأعضائه الكرام إلى أهمية ما ورد بمداخلتى رقم 57 فى هذا الموضوع بشأن إعجاز القرآن الكريم فى كشف بعض تفاصيل تحريف أهل الكتاب لكتبهم المقدسة وبيان كيفية هذا التحريف ، وذلك لأنها قد جاءت بتفسير جديد وغير مسبوق لهذه المسألة الهامة
ونظرا لأهمية هذه المداخلة فقد أهديتها فى حينه إلى زملائى أعضاء الملتقى ورواده الكرام
كما إننى أرشحها كذلك لمسابقة ( أحسن مشاركة ) وإن كنت زاهدا بطبعى فى الجوائز والمسابقات ، لكنى أعتز حقا بما أوردته فى المداخلة المشار إليها
والله من وراء القصد ، ولا علم لنا إلا ما علمنا سبحانه
 
التعديل الأخير:
حيا الله الأخوين الفاضلين أبا علي والعليمى المصرى
ها أنتم تبعثون الأموات من جديد أو قل تحيون الموات
أخي الفاضل أبا علي إصرارك على عدم التحريف له وجاهته وذلك لأنك تستند إلى نصوص من القرآن تدعوك إلى التشبث بما ذهبت إليه
ولكننا أيضا أمام واقع ما يسمى " بالكتاب المقدس" الذي يشهد بنقيض ما تذهب إليه
ولهذا لا بد من حل لهذا اللغز أو المعضلة
والحل في نظري هو أن التحريف بل التأليف قد وقع في ما يسمى بالكتاب المقدس
ولكن تبقى هناك شواهد في ذلك الكتاب المحرف والمؤلف على صدق ما جاء في كتاب الله تعالى
مثل قضية التوحيد ، وبشرية المسيح ، والبشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من الأمور
 
فكيف بالله عليك تفسر لنا الغياب التام فى التوراه والإنجيل لما أورده القرآن الكريم من بشارات صريحة بنبى الإسلام – صلى الله عليه وسلم – والتى نجدها قد صرحت باسمه تصريحا مباشرا ، وبكثير من الصفات المميزة له صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك مثلا قوله تعالى على لسان السيد المسيح عليه السلام :
" ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " 6 من سورة الصف
فهاهنا تجد اسم النبى المبشر به منصوص عليه صراحة وعلانية ، بينما لا نجد شيئا من ذلك فى الأناجيل المتداولة حاليا ، أفلا يدل هذا على أن تلك الأناجيل قد شابها التحريف ؟!
أخي الكريم العليمي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.
الآية لا تقول إن الإنجيل مكتوب فيه : (ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ") وإنما هذا كان قول المسيح عليه السلام لبني إسرائيل ، فإذا لم يدونها أحد من رواة الإنجيل في روايته فليس معنى ذلك أن أحدا منهم قد كتم هذه الشهادة، فمن المستحيل أن يستطيع أحد أن يحيط علما بكل أفعال وأقوال المسيح عليه السلام، فهل كتب السيرة عندنا أحاطت بعلم كل أقوال وأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام؟!!
العليمي المصري،11771 قال:
وبالمثل تجده تعالى يقول فى الآية 157 من سورة الأعراف :
"الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم ، فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذى أُنزل معه أولئك هم المفلحون "
فهاهنا كذلك تجد العديد من الصفات للنبى المبشر به ، فهل تجد شيئا منها فى التوراة والإنجيل الحاليين وعلى نفس النحو المذكور فى القرآن ؟
أو بعبارة أخرى دعنى أسألك أخى الكريم :
هل وجدت فى الأناجيل الحالية ذكرا صريحا لاسم ( أحمد ) صلى الله عليه وسلم ؟

الآية تقص واقعا موجودا في التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى (يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)، فالآية لا تقول يجدون اسم محمد أو أحمد مكتوبا عندهم بل تقول (النبي الأمي)، ولفظ الأمي له عدة معاني، فنفس اللفظ باللغة العبرية يطلق على غير اليهودي، ألم يقولوا : ليس علينا في الأميين سبيل؟ فالأميين بالنسبة لليهود هم ما سوى اليهود من البشر.
في التوراة تجد مكتوبا (... أقيم لهم نبيا مثلك من وسط إخوتهم)، فإخوتهم هم العرب ، فهو لن يكون نبيا من أنفسهم بل من إخوتهم.
قد تكون هناك بشارات أخرى لا أعلمها، المهم أن الله نبأنا بوجود نعت النبي الأمي في توراة اليهود وإنجيل النصارى، ومن أصدق من الله قيلا!!
أما الإنجيل فجاء فيه (اسمعوا مثلا آخر . كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر . 34 ولما قرب وقت الاثمار ارسل عبيده الى الكرامين لياخذ اثماره . 35 فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا . 36 ثم ارسل ايضا عبيدا آخرين اكثر من الاولين . ففعلوا بهم كذلك . 37 فاخيرا ارسل اليهم ابنه قائلا يهابون ابني . 38 واما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله وناخذ ميراثه . 39 فأخذوه واخرجوه خارج الكرم وقتلوه . 40 فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين . 41 قالوا له . أولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديّا ويسلم الكرم الى كرامين آخرين يعطونه الاثمار في اوقاتها . 42 قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب . الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية . من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا .43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره . 44 ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه 45 ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون امثاله عرفوا انه تكلم عليهم . 46 واذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا من الجموع لانه كان عندهم مثل نبي).


الأخ الكريم أبو سعد الغامدي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.
التحريف والأباطيل لا تجدها في الإنجيل ولكنها موجودة في الأسفار التي أضيفت إليه كأعمال الرسل، ورسائل بولس، فالإنجيل ليس هو كل الكتاب المسمى بالعهد الجديد، وليست التوراة هي كل أسفار الكتاب المسمى بالعهد القديم.
 
الأخ الكريم أبو سعد الغامدي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.
التحريف والأباطيل لا تجدها في الإنجيل ولكنها موجودة في الأسفار التي أضيفت إليه كأعمال الرسل، ورسائل بولس، فالإنجيل ليس هو كل الكتاب المسمى بالعهد الجديد، وليست التوراة هي كل أسفار الكتاب المسمى بالعهد القديم.
حياك الله أخي الكريم أبا علي وكل عام وأنت طيب
نعم ليس في الأنجيل الحق الذي أنزل على عيسى عليه السلام أباطيل
ولكن الكتاب المحرف والمؤلف الذي بين يدي النصارى والمسمى بالكتاب المقدس خلط فيه الحق بالباطل والواقع بالخرافة وهو أمر بين لكل من له أدنى بصيرة بذلك الكتاب ، وإليك هذا المثال:
في إنجيل متى وهو يتحدث عن حادثة صلب المسيح المزعومة يقول:
"45 ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة. 46 ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني. 47 فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا انه ينادي ايليا. 48 وللوقت ركض واحد منهم واخذ اسفنجة وملاها خلا وجعلها على قصبة وسقاه. 49 واما الباقون فقالوا اترك.لنرى هل ياتي ايليا يخلصه. 50 فصرخ يسوع ايضا بصوت عظيم واسلم الروح

51 واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل.والارض تزلزلت والصخور تشققت. 52 والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين. 53 وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين. "
 
أخي الكريم العليمي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.
الآية لا تقول إن الإنجيل مكتوب فيه : (ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ") وإنما هذا كان قول المسيح عليه السلام لبني إسرائيل ، فإذا لم يدونها أحد من رواة الإنجيل في روايته فليس معنى ذلك أن أحدا منهم قد كتم هذه الشهادة، فمن المستحيل أن يستطيع أحد أن يحيط علما بكل أفعال وأقوال المسيح عليه السلام، فهل كتب السيرة عندنا أحاطت بعلم كل أقوال وأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام؟!!.

أخى الكريم :

لو أخذنا بكلامك هذا لكان تصريح السيد المسيح عليه السلام باسم النبى صلى الله عليه وسلم بقوله : " اسمه أحمد " يُعد حشوا من القول لا لزوم له ولا فائدة من ذكره ، حاشا لله
وأرى أن الأصوب والأصح من هذا أن يقال :
إن اسم ( أحمد ) مذكور فى الإنجيل ، وتحديدا فى الإنجيل المسمى ( إنجيل يوحنا ) ولكنه قد شابه شىء من التحريف فى الترجمة عن اللسان اليونانى الذى دُونت به الأناجيل
فإنك تجد اسم ( أحمد ) مذكورا فى القول الذى أورده يوحنا على لسان السيد المسيح ، والذى هذا نصه :
" وأما الفارقليط الروح القدس الذى سيرسله الآب بإسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكّركم بكل ما قلته لكم " ( يوحنا 14/ 26 )
والذى ينبغى ملاحظته جيدا أن لفظة ( فارقليط ) اليونانية وتلك هى صورتها Periklitos إنما تعنى ( أحمد ) بالفعل فى تلك اللغة ، ولكن كتبة الأناجيل حين كتبوها على صورة Parakletos يكونوا قد انحرفوا بمعناها بعض الشىء
أو يمكنك أن تقول إنهم قد انحرفوا بمعناها المباشر حين حاولوا ترجمتها بدلا من أن يُبقوا على أصلها باعتبارها اسم علم لا ينبغى ترجمته ، فتجدهم قد ترجموها فى العربية مثلا إلى لفظة ( المعزّى ) اشتقاقا لها من العزاء
فالشاهد أن التحريف قد وقع منهم بإحدى طريقتين : إما فى صورة الكتابة ذاتها ، أو فى الترجمة الخاطئة للفظ
هذا ما أردت التنبيه عليه فى مشاركتى السابقة
ولعل ما يؤكد لك أن ثمة تحريف قد وقع من طريق الترجمة بالذات ، أن تعلم أن كافة ترجمات الإنجيل بكل اللغات الحية قد ظلت تستبقى لفظة ( فارقليط ) على أصلها اليونانى حتى أوائل القرن العشرين ، وذلك تحاشيا للخطأ فى ترجمتها ، أما حين بدأوا فى ترجمتها فقد اختلفوا فى أنسب الألفاظ لمعناها ، فاختارت الترجمة العربية ( المعزّى ) كما قلنا، بينما اختارت الترجمة الإنجليزية لفظة ( المُشير Counsellor ) أو المواسى Comforter ، بينما اختارت الألمانية لفظة ( الشفيع Fursprecher )
وأعتقد أنك توافقنى الآن على أن وجود اسم ( أحمد ) فى الإنجيل له ما يؤيده ، أو أنه – على الأقل – ليس من فضول القول ، أو ليس من الحشو الذى يستوى ذكره مع عدمه فيما يخص البشارات الكتابية بنبى الإسلام صلى الله عليه وسلم ، بل أرى أن ذكر القرآن له على لسان المسيح عليه السلام إنما جاء كعلامة وشاهد على تحريف أهل الكتاب لكتابهم إما من خلال استبدال بعض الحروف بأخرى فى الكتابة ذاتها ، أو من خلال الترجمة الخاطئة التى تنحرف باللفظ عن المعنى الموضوع له
هذا والله أعلى وأعلم
 
( 2 )


ومما يؤكد أن اسم ( أحمد ) مذكور فى الإنجيل ما ذكره الشيخ الدكتور عبد الوهاب النجار – رحمة الله عليه – فى كتابه الشهير ( قصص الأنبياء ) عن محاورة دارت بينه وبين المستشرق الايطالى الشهير ( كارلو نللينو Carlo Nallino ) والذى كان يزامله فى الدراسة بكلية دار العلوم بالقاهرة ، وهذا طرف مما دار فى تلك المحاورة :

. . . ثم قلت له ( وأنا أعلم أنه حاصل على شهادة الدكتوراه فى آداب اللغة اليونانية القديمة ) : ما معنى بيريكلتوس ؟
فأجابنى بقوله : إن القسس يقولون أن هذه الكلمة معناها ( المعزّى )
فقلت له : إنى أسأل الدكتور كارلو نللينو الحاصل على الدكتوراه فى آداب اللغة اليونانية القديمة ، ولست أسأل قسيسا !!
فقال : ان معناها ( الذى له حمد كثير )
فقلت : هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من : حمد ؟
فقال : نعم
فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسمائه ( أحمد )
فقال : يا أخى ، أنت تحفظ كثيرا
ثم افترقنا ، وقد إزددت بذلك تثبتا فى معنى قوله تعالى حكاية عن المسيح :
" ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد "
( انظر هامش ص 473 من الطبعة الثانية من كتاب " قصص الأنباء " للشيخ النجار )


( يتبع )​
 
ولعل ما يؤكد لك أن ثمة تحريف قد وقع من طريق الترجمة بالذات ، أن تعلم أن كافة ترجمات الإنجيل بكل اللغات الحية قد ظلت تستبقى لفظة ( فارقليط ) على أصلها اليونانى حتى أوائل القرن العشرين ، وذلك تحاشيا للخطأ فى ترجمتها ، أما حين بدأوا فى ترجمتها فقد اختلفوا فى أنسب الألفاظ لمعناها ، فاختارت الترجمة العربية ( المعزّى ) كما قلنا، بينما اختارت الترجمة الإنجليزية لفظة ( المُشير Counsellor ) أو المواسى Comforter ، بينما اختارت الألمانية لفظة ( الشفيع Fursprecher )
وأعتقد أنك توافقنى الآن على أن وجود اسم ( أحمد ) فى الإنجيل له ما يؤيده ، أو أنه – على الأقل – ليس من فضول القول ، أو ليس من الحشو الذى يستوى ذكره مع عدمه فيما يخص البشارات الكتابية بنبى الإسلام صلى الله عليه وسلم ، بل أرى أن ذكر القرآن له على لسان المسيح عليه السلام إنما جاء كعلامة وشاهد على تحريف أهل الكتاب لكتابهم إما من خلال استبدال بعض الحروف بأخرى فى الكتابة ذاتها ، أو من خلال الترجمة الخاطئة التى تنحرف باللفظ عن المعنى الموضوع له
هذا والله أعلى وأعلم


( 3 )
وشهد شاهد من أهلها
كان هذا هو ما ذكرته فى مشاركة سابقة عن التحريف الحادث فى لفظة فارقليط اليونانية ، أو ( باراكليت ) كما ينطقها البعض
ولعل ما يُعطى لكلامى هذا مصداقية كبيرة ، أن نجد قولا يدعمه ويؤكده من علماء النصارى أنفسهم
وهنا أقول : سبحان الله !!
لقد وجدت بالفعل أن واحدا من أكبر علماء النصارى والثقات لديهم ينتقد ترجمة لفظة ( باراكليت ) إلى ( المعزّى ) ويؤكد أن تلك اللفظة إنما تشير إلى إسم علم لشخص مذكر ( بما يعنى أنه رسول نبى يأتى بعد المسيح ، وإن لم يصرح هذا العالم بهذا المعنى الأخير)
لقد كان هذا هو الأب ( متى المسكين ) فى كتابه " المدخل لشرح إنجيل القديس يوحنا " حيث قال فى صفحة 247 منه ما يلى :

" فى الترجمة العربية لإنجيل يوحنا لم يذكر المترجم اسم ( الباراكليت ) بهذا اللفظ المعرّبة حروفه ، وهذا نقص معيب وتصرف من المترجم ، حيث ترجم معناها من اليونانية إلى معناها بالعربية وجعلها اسم صفة : المعزّى "

كما قال فى نفس الصفحة كذلك :
أما لفظ " الباراكليت " فيأتى كإسم علم شخص مذكّر
ثم أردف فى السطرين الأخيرين قائلا :
" بحسب الأبحاث اللغوية فإن العلماء لم يستقروا على ترجمة لهذا الإسم " الباراكليت " ، وقد اتفقوا جميعا على ترك الإسم كما هو بألفاظه المنقولة عن اللفظ اليونانى " باراكليت " وذلك بسبب تعدد معنى الكلمة باليونانية "
وأقول :
هذه شهادة كبيرة من كتب القوم أنفسهم على أن لفظة ( باراكليت ) تشير إلى اسم علم ، ولشخص مذكّر تحديدا ( وبناءا عليه فلا معنى عندئذ لتمسكهم بأنها تشير إلى الروح القدس كما يقولون ، بل الأقرب من ذلك أن تشير إلى رسول نبى من البشر)
كما أنها شهادة كذلك على خطأ مترجمى الإنجيل حيال هذا الإسم ، وأنه كان من الواجب عليهم أن يتركوه كما هو بلفظه اليونانى ( باراكليت )
وكفى بها شهادة على إمكانية وقوع التحريف فى كتب القوم
 
51 واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل.والارض تزلزلت والصخور تشققت. 52 والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين. 53 وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين. "

أخي الكريم أبا سعد، ما الغريب في هذا ! لقد حدث أكثر من ذلك لأقوام رسل قبل المسيح عليه السلام ، فمنهم من أخذتهم الرجفة ومنهم من أخذتهم الصيحة، فانشقاق حجاب الهيكل والزلزة قد يكون له معنى لا نعلمه.
أما قيامة أموات من قبورهم فتذكر أن المسيح روح من أمر الله مبارك، فقد تتعدى روحانيته إلى المؤمنين في عصره، فيروا ما يراه الروح عند الوفاة، فالمتوفى إذا حضرته الوفاة يرى ما لا يراه الأحياء.
الأخ الكريم العليمي
الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم هو نفس الإنجيل الذي كان بين أيدي النصارى المعاصرين للتنزيل الحكيم حين نزل قوله تعالى :
﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الأُمِّىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ﴾ والله يعلم أن فيه لفظ (البارقليط ) ومع ذلك قال ( يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ ).
القول بتحريف الإنجيل جعلنا نقع في أخطاء توارثناها على أنها هي الحق بينما العكس هو الصحيح، فالتفسير القديم ل(وفاة المسيح ) وتفسير (شبه لهم) لا أرى فيه آية بل أجدها تتعارض مع حكمة الله، أما ما جاء في الإنجيل فأرى فيه آية حكيمة للناس.
لو سألتني ما هي تلك الآية الحكيمة فسأجيبك بما يلي:
إذا كان اختيار شخص لتولي مهمة يتطلب مواصفات وشهادات وكفاءات في مستوى تلك المهمة كذلك رسل الله ،فالمسيح عليه السلام يجب أن تتوفر فيه مواصفات في مستوى الآيات التي أوتيها، فإذا كانت آيات المسيح قد بلغت أعلى مستوى لها كذلك تكون شهادته على قومه ،وكذلك تكون بشارته، فكل رسول يرسله الله شاهدا ومبشرا ونذيرا، هذه الأوصاف ينبغي أن تبلغ أعلى مستوى لها كما بلغت الآيات أعلى مستوى ، فالبشرى إذا بلغت أعلى مستوى لها فإنها تصبح إسما علما بعد أن كانت وصفا في غيره، فالإنجيل معناه البشارة أو البشرى باللغة اليونانية.
والشهادة يجب أن تبلغ هي الأخرى أعلى مستوى لها ، والفرق بين الشهادة الأدنى والشهادة الأعلى أعرفه بهذا المثل:
رجل اتُّهِم بالسرقة فأقسم أنه بريء من السرقة، فأطلق سراحه، وانقلب إلى أهله مسرورا. هذا أدنى مستوى للشهادة (قد يكون صادقا وقد يقسم كذبا).
ورجل آخر اتُّهِم بالسرقة فعُذٍّب بأنواع العذاب ومع ذلك أصر على براءته إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، هذا هو أعلى مستوى للشهادة (لا يكون إلا صادقا).
إذن من الحكمة أن تبلغ شهادة المسيح عليه السلام أعلى مستوى لها.
وبما أن هذا هو آخر رد لي في هذا الموضوع فإني أود أن أصحح معلومة وردت في رد أخ يقول فيها إن مجرد تعليق شخص على صليب يعتبر صلبا حتى لو لم يمت وأنزل من الصليب وانصرف إلى حال سبيله، إذن ماذا تقول في قوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ، هل (يصلبوا) في هذه الآية يمكن أن تعني تعليق المفسد على خشبة الصليب ثم إنزاله بعد ذالك وإسعافه وإطلاق سراحه!!
دمتم بخير.
 
الأخ الكريم العليمي
الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم هو نفس الإنجيل الذي كان بين أيدي النصارى المعاصرين للتنزيل الحكيم .
قد أوافقك فى هذا ، ولكن التحريف الذى أعنيه ليس شرطا أن يكون معناه الوحيد هو العبث بالنص الأصلى اليونانى للإنجيل ، وإنما قد يقع التحريف من طريق الترجمة يا أخى الكريم ، وبخاصة الترجمة التفسيرية للنص ، وقد ذكرت لك أكثر من شاهد على هذا الإنحراف بالترجمة فى مشاركاتى العديدة السابقة ، فأرجو أن تراجعها

ورجل آخر اتُّهِم بالسرقة فعُذٍّب بأنواع العذاب ومع ذلك أصر على براءته إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة ، هذا هو أعلى مستوى للشهادة (لا يكون إلا صادقا )
إذن من الحكمة أن تبلغ شهادة المسيح عليه السلام أعلى مستوى لها.

معنى هذا الكلام أنك تؤمن بأن السيد المسيح عليه السلام قد لفظ أنفاسه الطاهرة الأخيرة فى الحياة الدنيا ، فماذا تقول إذاً فى قوله تعالى عنه : " وما قتلوه " ؟!!
وبما أن هذا هو آخر رد لي في هذا الموضوع فإني أود أن أصحح معلومة وردت في رد أخيقول فيها إن مجرد تعليق شخص على صليب يعتبر صلبا حتى لو لم يمت وأنزل من الصليبوانصرف إلى حال سبيله، إذن ماذا تقول في قوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَيُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنيُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْخِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ، هل ( يصلبوا) في هذه الآية يمكن أن تعني تعليقالمفسد على خشبة الصليب ثم إنزاله بعد ذالك وإسعافه وإطلاق سراحه !!
دمتم بخير.

أما هذا الكلام فمعناه المباشر أن السيد المسيح عليه السلام قد مات على الصليب !!
فماذا تقول إذاً فى قوله تعالى عنه : " وما صلبوه " ؟!!
وأرجو ألا يكون هذا هو – كما ذكرتَ - آخر رد لك فى هذا الموضوع
والسلام عليكم
 
الأخ أبو علي يغيب ويغيب لأشهر ثم يعود وينقر في مسالة تم الحديث حولها. (يمكن متابعة التأريخ لتعجب من غيابه في كل مرة).
هذه المرة سأقول لك كلاماً مختصرا:" لديَّ إنجيل برنابا يقع في 320 صفحة، يشكك فيه النصارى لورود اسم الرسول عليه السلام في أكثر من موضع، واكتشف هذا الإنجيل من قرون في الغرب، وهو ينفي ألوهية المسيح وينفي الصلب ...ومعلوم لدى النصارى أن هناك تلميذا اسمه برنابا وله إنجيل مفقود. فهل تقبل أبا علي أن نعتمد هذا الإنجيل ونرفض باقي الأناجيل، أم ماذا تقترح؟!".
 
الموضوع متشعب !
باختصار :
عيسى عليه السلام رفع كما هو حياً إلى السماء ولم يمت بعد وذلك ( بدلالة القرآن والسنة ) .
 
عودة
أعلى