رفع النبي عيسى عليه السلام

إنضم
06/09/2008
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
((آيات الكتاب تدل على أن النبي عيسى عليه السلام رفع))

ومن الإيمان بالغيب الإيمان باليوم الآخر وما يسبقه من علامات جاء بها الكتاب ، وصحت بها الأخبار عن النبي المختار صلوات الله وسلامه عليه ، وتصديقها ، وعقد القلب عليها .
وقد دلت الآيات الكريمة على أن نبي الله عيسى عليه السلام رفع من الأرض إلى السماء بروحه وجسده ، عندما أراد اليهود قتله وصلبه فلم يمكنهم الله منه ، ودلت كذلك على أنه سينزل إلى الأرض مرة أخرى في آخر الزمان علامة على قرب قيام الساعة.
وجاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – تؤكد هذا المعنى ، وتبينه بأفصح عبارة ، وأظهر بيان ، وأنه ينزل بمشيئة الله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، حاكماً بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم – لا ناسخاً لها ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية فلا يقبل من الكفار إلا الإسلام ، ويفيض المال ، وتنزل البركات والخيرات .
بعض الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام
منها أحاديث في الصحيحين كحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، الذي يقول فيه - صلى الله عليه وسلم - : ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - حكماً مقسطاً ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها ) ، ثم يقول أبو هريرة : " واقرءوا إن شئتم : { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا }( النساء 159). وفي رواية : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) .
وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ) .
وفي حديث حذيفة بن أسيد الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات ..... ذكر منها نزول عيسى بن مريم .
وروى الإمام أبو داود عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال ( ليس بيني وبينه نبي - يعني عيسى - ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، بين ممصرتين ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيقاتل الناس على الإسلام ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك المسيح الدجال ، فيمكث في الأرض أربعين سنة ، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ) .
شبهات حول الأحاديث ..

آيات الكتاب تدل على رفعه ونزوله
والجواب عما سبق أن يقال : إن الآيات في كتاب الله قد دلت على رفع نبي الله عيسى عليه السلام إلى السماء ، وبين العلماء أنه رفع بروحه وجسده ، ومن هذه الآيات قول الله جل وعلا : {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك }( آل عمران 55) .
فقد ذكر المفسرون ثلاثة أقوال في المراد بالتوفي في هذه الآية :
الأول : قول الجمهور ورجحه ابن كثير وهو أن المراد به توفي النوم ، فكلمة الوفاة كما تطلق على الموت تطلق على النوم أيضاً .
الثاني : أن في الكلام تقديماً وتأخيراً والتقدير ( إني رافعك ومتوفيك ) أي بعد النزول وهذا القول منسوب إلى قتادة .
الثالث : أن المراد بالتوفي هو نفس الرفع ، والمعنى : ( إني قابضك من الأرض ومستوفيك ببدنك وروحك ) وهذا رأي ابن جرير .
وجميع هذا الأقوال كما ترى متفقة على أنه رفع حياً ، وإن كان بعضها أصح وأولى بالقبول من بعض ، قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى ( 4/322- 323) : " وأما قوله تعالى : {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا }(آل عمران 55) ، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت ، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين ، فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء فعلم أن ليس في ذلك خاصية ، وكذلك قوله :{ومطهرك من الذين كفروا }(آل عمران 55) ، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء .
وقد قال تعالى في الآية الأخرى : {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه }( النساء 157- 158) .
فقوله هنا :{بل رفعه الله إليه }يبين أنه رفع بدنه وروحه كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه ، إذ لو أريد موته لقال : وما قتلوه وما صلبوه ، بل مات ، فقوله : {بل رفعه الله إليه } ، يُبَيِّن أنه رفع بدنه وروحه كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه .
ولهذا قال من قال من العلماء : {إني متوفيك } ، أي : قابضك ، أي : قابض روحك وبدنك ، يقال : توفيت الحساب واستوفيته ، ولفظ التوفي لا يقتضي نفسه توفي الروح دون البدن ، ولا توفيهما جميعا إلا بقرينة منفصلة .
وقد يراد به توفي النوم كقوله تعالى : {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها }(الزمر 42) ، وقوله : {وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار }( الأنعام 60) ، وقوله : {حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون }( الأنعام 61) " أهـ .
وحياته عليه السلام بعد رفعه لا يلزم منها أن تكون كحياة من على الأرض في احتياجه إلى الطعام والشراب ، وخضوعه للسنن والنواميس الكونية كسائر الأحياء ، وإنما هي حياة خاصة عند الله عز وجل .
كما أن الآيات القرآنية قد دلت أيضاً على نزوله إلى الأرض في آخر الزمان ، وذلك في ثلاثة مواضع من القرآن :
الأول : قوله –تعالى-: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا }( النساء 159) فقد دلت الآية على أنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بعيسى عليه السلام عبداً لله ورسولاً من عنده ، وذلك سيكون قبل موت عيسى ، ومعلوم أن هذا لم يقع حتى الآن ، مما يعني أنه مما سوف يقع فيما نستقبله من الزمان ، لأن الآية جاءت في سياق تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه وتسليمه .
الثاني : قوله تعالى : {وإنه لعلم للساعة }( الزخرف 61) فإن الآيات قبلها كانت تتحدث عن عيسى عليه السلام ، ولذا فإن الضمير في هذه الآية يعود إليه ، فيكون خروجه من علامات الساعة وأماراتها ، لأنه ينزل قبيل قيامها ، ومما يدل على ذلك القراءة الأخرى {وإنه لَعَلَمٌ للساعة } بفتح العين واللام أي : علامة وأمارة ، وهي مروية عن ابن عباس و مجاهد وغيرهما من أئمة التفسير .
الثالث : قوله تعالى :{ويكلم الناس في المهد وكهلا }( آل عمران 46 ) وفي هذا الآية عدد الله تعالى بعض خصائص عيسى ودلائل نبوته ، فكان منها كلامه في المهد وهو رضيع ، وكلام الرضيع من الخوارق الدالة على النبوة ولا شك ، وذكر منها كلامه وهو كهل ، والكهولة سن بداية ظهور الشيب ، فما هو وجه كون كلامه وهو كهل من الآيات ، والكلام من الكهل أمر مألوف معتاد ؟! وكيف يحسن الإخبار به لا سيما في مقام البشارة ؟! لا بد أن يكون المراد بهذا الخبر أن كلامه كهلاً سيكون آية ككلامه طفلاً ، وهذه الحالة لم تقع فيما مضى من حياته التي كان فيها بين الناس لأنه رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، فلم يبق إلا أن هذه الخصيصة ستتحقق فيما يستقبل من الزمان ، ويكون المعنى أنه سيرفع إلى السماء قبل أن يكتهل ، ثم ينزل فيبقى في الأرض أربعين سنة - كما ثبت في الحديث - إلى أن يكتهل ، فيكلم الناس كهلاً كما كلمهم طفلاً ، وتتحقق له هذه الآية والمعجزة التي أخبر الله عنها في كتابه .
حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام
هذا بالنسبة للآيات القرآنية ، وأما الأحاديث ، فهناك أحاديث كثيرة جداً في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من دواوين السنة ، كلها تدل دلالة صريحة على ثبوت نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، وقد سبق شيء منها ، منها أحاديث أجمعت الأمة على تلقيها بالقبول ، فهي مفيدة لليقين حتى عند أهل البدع من أهل الكلام ، الذين لا يحتجون بأخبار الآحاد في العقائد ، ولا حجة لمن ردها بدعوى أنها أحاديث آحاد لا تقوم بها الحجة ، وأن نزوله ليس عقيدة من عقائد المسلمين يجب الإيمان بها ، لأنه إذا ثبت الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وجب الإيمان به ، وتصديق ما أخبر به الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم – ، ولا يجوز لنا رده بحال من الأحوال .
فخبر الآحاد الذي يصححه أهل الحديث ويقبلونه حجة في العقائد والأحكام ، بإجماع الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين وتابعيهم ، فإنهم كانوا يروون أحاديث الآحاد في العقائد ، ويعتقدون بما تضمنته من الأمور الغيبية ، ولا يفرقون بينها وبين أحاديث الأحكام في شروط القبول وأسباب الرد ، بل يوجبون في أحاديث العقائد ما يوجبونه في أحاديث الأحكام من التثبت والتحري .
وقد قال الإمام الشافعي في كتابه الرسالة(1/457) : " ولو جاز لأحد من الناس أن يقول في علم الخاصة : أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه ، بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي . ولكن أقول : لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد ، بما وصفت من أن ذلك موجود على كلهم " .
وقال الإمام ابن عبد البر في ( التمهيد 1/8) وهو يتكلم عن خبر الآحاد وموقف العلماء منه: " وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ، ويعادي ويوالي عليها ، ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده ، على ذلك جميع أهل السنة " .
وقال ابن القيم في ( مختصر الصواعق 577) وهو يرد على من لم يحتج بخبر الآحاد في العقائد : وأما المقام الثامن : وهو انعقاد الإجماع المعلوم المتيقن على قبول هذه الأحاديث ، وإثبات صفات الرب تعالى بها ، فهذا لا يشك فيه من له أقل خبرة بالمنقول أن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين رووا هذه الأحاديث ، وتلقاها بعضهم عن بعض بالقبول ، ولم ينكرها أحد منهم على من رواها ، ثم تلقاها عنهم جميع التابعين من أولهم إلى آخرهم ..." .
بل إن رد خبر الآحاد في العقائد يؤول إلى رد السنة كلها كما قال الإمام ابن حبان في مقدمة صحيحة : " فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد " ، إلى أن قال " وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد ، فقد عمد إلى ترك السنن كلها ، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد " أهـ .
 
السلام عليكم
المسيح عليه السلام روح من أمر الله ، هو ويحيى عليه السلام ضربهما الله مثلا للإنسان يحيى بالروح، فالمسيح ضرب مثلا للروح، ويحيى ضرب مثلا للحياة، وعلاقة الروح بالحياة في كل الفرضيات الممكنة عبر عنها المثل المضروب بالمسيح (الروح)، وبيحيى (الحياة).
للروح علاقة بالحياة في ثلاث فرضيات ممكنة:
1) وجود الروح = وجود الحياة.
2) عدم وجود الروح = عدم وجود الحياة.
3) بعث الروح مرةأخرى = بعث الحياة مرةأخرى.
هذه هي الفرضيات الممكنة للإنسان : يحيى الحياة الدنيا ثم يموت ثم يبعث حيا يوم القيامة.
نعود إلى المعادلات السابقة لنستبدلها برموزها:
الروح نضع بدلها (المسيح).
الحياة نضع بدلها (يحيى).
( = ) نضع بدلها (يشبه، يماثل).
المعادلة الأولى:
1) وجود الروح = وجود الحياة.
: ميلاد المسيح يشبه ميلاد يحيى.
وجه الشبه بينهما هو أنهما جاءا إلى الوجود بكيفية عجيبة .
المعادلة الثانية:
2) عدم وجود الروح = عدم وجود الحياة.
: وفاة المسيح تشبه وفاة يحيى.
بماأن وفاة يحيى كانت قتلا فإن وفاة المسيح كانت شبيهة بالقتل، قال تعالى : وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ .
المعادلة الثالثة:
3) بعث الروح مرةأخرى = بعث الحياة مرةأخرى.
: بعث المسيح حيا يشبه بعث يحيى حيا.
يحيى عليه السلام حي يرزق عند ربه لأنه قتل في سبيل الله ، كذلك المسيح عليه السلام هو حي عند ربه بجسده الأرضي لأنه سمي روحا بجسمه وروحه .
هذه الفرضيات التي تشابه فيها المسيح مع يحيى عليهما السلام أثبتها القرآن الكريم :
1) قال عن يحيى :
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا.
2) وقال تعالى على لسان المسيح:
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا.
ولأن المسيح ضرب مثلا للروح، والروح نحيى بها مرتين: المرة الأولى بها نحيى في الدنيا، وبها نحيى مرة أخرى في الآخرة، فإن المسيح عليه السلام سيعود إلى الأرض مرة ثانية وأخيرة ليمثل عودة الروح في الحياة الآخرة.
إذن فالمسيح عليه السلام آية في أنفسنا:
نحيى بالروح في الدنيا، ثم نموت وتصعد أرواحنا إلى بارئها (صعود المسيح الروح)، ثم تعاد أرواحنا مرة أخرى إلى أجسامنا يوم القيامة (عودة المسيح مرةأخرى إلى الأرض) .
إذن فالمسيح ضرب مثلا لمراحل وجود الإنسان من ولادته إلى قيامته يوم تقوم الساعة، فهذا ما تعنيه الآية (وإنه لعلم للساعة)، فكما كان إحياءه للموتى بإذن الله آية للناس تفيد علم اليقين أن الساعة حق كذلك بمجيئه مرة أخرى سيصبح من كان مرتابا على علم بحتمية قيام الساعة والبعث، فإذا كان المسيح عليه السلام قد أحيى بإذن الله أشخاصا بعد موتهم فعاشوا ما شاء الله ثم ماتوا موتهم الثاني كذلك تطبق هذه الآية في نفسه فيموت ويحيه الله ويصعد إلى السماء ويرسل مرة أخرى إلى الأرض ليتم المثل المضروب له ثم يموت موته الثاني والأخير ، فما من رسول إلا وآتاه الله آيات في الآفاق ومثلها في نفسه، فإحياء الموتى بإذن الله آية للناس في الآفاق، ومثلها في المسيح نفسه أي أنه هوأيضا يجري عليه ما جرى لعازر الذي مات فأحياه الله فعاش ما شاء الله له ثم مات موته الثاني.
إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم، آدم فتنه الشيطان فكان جزاءه الهبوط، وعيسى الذي لم يستطع الشيطان أن يفتنه يكون جزاءه : إني متوفيك ورافعك إلي.
 
الأخ الكريم أبو علي،

مشكور على هذا الجهد والمحاولة للفهم، واسمح لي أن أخالف في أمور أخذتها عن شيخي:

1. من مظاهر وجود الحياة النمو والتكاثر والحركة غير الإرادية، ومن مظاهر وجود الروح الإدراك والحركة الإرادية، وعليه قد يكون هناك حياة ولا تكون روح، كما هو الأمر في الجنين قبل أن تُبث فيه الروح.
2. ما نجده من قول عند المفسرين بأن يحيى عليه السلام قد قتل لم يصح فيه أثر معتبر، وإنما هو تأثّر بأهل الكتاب، حيث وردت القصة في الإنجيل المحرف. أما القرآن الكريم فينص على أنه يموت:"وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا"، ولو كان قد قتل في سبيل الله لما قال:"يموت" وهو يقول سبحانه:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات" فكيف ينهانا ثم يقول:" يموت". ثم إذا كان قد قتل بقطع رأسه، كما تزعم رواية الإنجيل المحرف، فكيف يقول سبحانه:" وسلام عليه يوم يموت" أين السلام في قتل فيه تمثيل بالجسد؟!
 
ولو كان قد قتل في سبيل الله لما قال:"يموت" وهو يقول سبحانه:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات" فكيف ينهانا ثم يقول:" يموت". ثم إذا كان قد قتل بقطع رأسه، كما تزعم رواية الإنجيل المحرف، فكيف يقول سبحانه:" وسلام عليه يوم يموت" أين السلام في قتل فيه تمثيل بالجسد؟![/QUOTE]

كيف وقد قال الله (( ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون))
 
الأخ الكريم أبو عمرو البيراوي والأخ الكريم أبو هاجر.
الموت يطلق على انفصال الروح عن الجسد، جسد خرجت منه الروح فهو ميت سواء بأسباب طبيعية كمرض عضال أو بأسباب بشرية(قتل).
إذا وقفت على قبر وقلت لك إن صاحب القبر مات سنة كذا، أنا صادق في كلامي حتى لو كان قد قتل، النتيجة أنه مات، لو كنت تريد معرفة كيفية موته عندئذ سأقول لك لك إنه مات مقتولا.
قال تعالى : وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ .
لا شك أنهم يقصدون بكلامهم أن الله لن يبعث من يموت بأسباب طبيعية ومن يموت بفعل فاعل (قتل).
قال تعالى : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
هل سيحيى الله الموتى الذين ماتوا بأسباب طبيعية فقط أم أن اللفظ يشمل الذين ماتوا قتلا أيضا !!
إذن فلفظ (الموتى) هو اللفظ العام الذي يشمل كل من خرجت روحه من بدنه مهما كانت الأسباب ، فحين يتطلب الأمر ذكر الأسباب فإنه يفصلها، إن كانت ذاتية بدون فعل فاعل يعبر عنها بالموت، وإن كانت بأسباب بشرية يعبر عنها بالقتل.
أما إذا كان السياق لا يتطلب ذكر الكيفية فإنه يعبر عنها باللفظ العام (الموت) الذي يشمل من مات حتف أنفه ومن مات قتيلا.
الله تعالى بشر زكريا بيحيى، والبشارة هي الشيء المفرح الذي يسر بها الإنسان، فالكلام هنا لا يستوجب ذكر كيفية موت يحيى قتلا لأن هذا سيفسد البشارة فتنقلب إلى غم وحزن ، إذن فالعبارة تحتاج إلى لطف لتنسجم مع البشارة فيكفي ذكر لفظ (ويوم يموت) فهي تعبر تعبيرا عاما عمن تخرج روحه من بدنه بأية كيفية.
ما الحكمة من تخصيص يحيى وعيسى بالسلام عليهما يوم مولدهما ويوم موتهما ويوم بعثهما حيين!!
السلام أمان، والبريء أحق بالأمان، فهؤلاء لأنهما ولدا بطريقة مخالفة لولادة البشر فقد يتعرضا للهمز واللمز من طرف بعض الناس الذين في قلوبهم مرض فيتكلمون عنهما بالسوء فكان السلام عليهما تعبير عن براءتهما، ولأن يحيى مات قتلا فإن أعداءه سيزعمون أنه كذاب وليس بنبي فقد نال جزاءه ويوم يبعث سيكون جزاءه جهنم، فكان السلام عليه يوم يموت ويوم يبعث تعبيرا عن براءته مما ظن أعداءه، ونفس الشيء بالنسبة لعيسى عليه السلام.
إن مسألة المسيح ويحيى كمثل مسألة رياضية تتضمن رمزا مجهولا ورمزا معلوما، ومن خلال المعلوم نتعرف على المجهول.
المعلوم عندنا في القرآن أن المسيح كانت وفاته شبيهة بالقتل، وبما أن : غياب الروح = غياب الحياة فإن الروح ترمز إلى المسيح والحياة ترمز إلى يحيى ، فتصبح المعادلة كالتالي :
موت المسيح يشبه موت يحيى، فيكون يحيى قد مات قتلا، فوجدنا أن كتب النصارى تذكر أن يحيى قتل، فالقضايا التي تفيد الحق لا يجعل الله للمحرفين إليها سبيلا.
أما قوله تعالى: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات...).
هذه الآية تصحح مفهوم الناس الذين ظنوا أن كل الأموات لن يبعثوا إلا يوم القيامة يستوي في ذلك من مات على فراشه ومن قتل في سبيل الله، فجاءت الآية لتصحح لهم خطأهم.
 
المعلوم عندنا في القرآن أن المسيح كانت وفاته شبيهة بالقتل، وبما أن : غياب الروح = غياب الحياة فإن الروح ترمز إلى المسيح والحياة ترمز إلى يحيى ، فتصبح المعادلة كالتالي :
موت المسيح يشبه موت يحيى، فيكون يحيى قد مات قتلا، فوجدنا أن كتب النصارى تذكر أن يحيى قتل، فالقضايا التي تفيد الحق لا يجعل الله للمحرفين إليها سبيلا.
أما قوله تعالى: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات...).
هذه الآية تصحح مفهوم الناس الذين ظنوا أن كل الأموات لن يبعثوا إلا يوم القيامة يستوي في ذلك من مات على فراشه ومن قتل في سبيل الله، فجاءت الآية لتصحح لهم خطأهم.

من أين أتيت بأن وفاة المسيح كانت شبيهة بالقتل؟

وهل تقرر عندك أن يحي عليه السلام مات قتلاً ولذلك لم تحرف في كتب النصارى؟

وماذا تقول عن ما في كتب النصارى من أن المسيح قد صلب ومات على الصليب؟
أليس عدم صلب المسيح من القضايا التي تفيد الحق؟

ومن قال أن الشهداء يبعثون قبل يوم القيامه؟
 
من أين أتيت بأن وفاة المسيح كانت شبيهة بالقتل؟

وهل تقرر عندك أن يحي عليه السلام مات قتلاً ولذلك لم تحرف في كتب النصارى؟

وماذا تقول عن ما في كتب النصارى من أن المسيح قد صلب ومات على الصليب؟
أليس عدم صلب المسيح من القضايا التي تفيد الحق؟

ومن قال أن الشهداء يبعثون قبل يوم القيامه؟

أما عن سؤالك الأول فجوابه في ردي الأول.
وأما عن يحيى عليه السلام فما الداعي لتحريف حقيقة موته!!
المحرف إنما يحرف لهوى في نفسه ، فهل تحريف موت يحيى عاد على المحرف بفائدة!!
عقيدة التثليث يهمها أن تحرف التوحيد إلى تثليث لكنك لن تجد في روايات الإنجيل الأربعة أية جملة أو تعبير يشير إلى أن الله ثالث ثلاثة أو أن الله هو المسيح، وحتى كلمة (يارب) التي خوطب بها المسيح عليه السلام لا توجد إلا في النسخة العربية ، أما في الروايات اليونانية والإنكليزية وغيرها من اللغات استعملت (يا سيد) بدلا من (يارب) .
التحريف قد تجده في الأسفار التي أضيفت إلى روايات الإنجيل كرسائل بولس ...
أما الجواب على سؤالك الرابع فالذي أثبت بعث الشهداء أحياء بعد خروج أرواحهم من أجسادهم هو الله تعالى في قوله: وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ، ومن الناس من هم أموات بكل معنى الكلمة سيظنون يوم القيامة أنهم لبثوا أمواتا يوما أو بعض يوم.
أما بخصوص ذكر حادثة الصلب فقد جاءت في روايات الإنجيل الأربعة، فقد ورد فيها أن الذي وضع على الصليب هو المسيح ، وأنه كان يدعو الله وهو معلق على الصليب ، وتوفي بسرعة جعلت منفذي عملية الصلب يتعجبون إذ أن المصلوب بعد تعليقه تكسر رجله ثم يترك إلى أن يموت، فقد يموت بعد 24 ساعةأو أكثر، أما أن يموت بعد تعليقه بدقائق قبل أن تكسر رجله فتلك أعجوبة لم تحصل لأي مصلوب، ثم تتابع روايات الإنجيل أنه وضع في قبر ، ثم بعد 3 آيام عادت إليه الروح فخرج من القبر وظهر لتلاميذه ثم أصعد إلى السماء.
هذا الكلام لم يكذبه القرآن بل رد عليه بقوله : وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ .
القرآن قال عنه تعالى: وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
هل القرآن مصدق لهذه الرواية؟
لكي يكون مصدقا لها فإنها ينبغي أن تتوافق مع القرآن الذي يقول:
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ .
من يفسر لنا رواية أهل الكتاب؟
الجواب في قوله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.
من هم أهل الذكر في هذه المسألة؟
بما أن الذكر هنا عن القتل صلبا فإن الخبير بعملية الصلب هو أهل الذكر الذي يحل لنا هذه المسألة.
إذا سألناه عن قوم زعموا أنهم علقوا شخصا على صليب ودقوا المسامير في يديه ورجليه فمات بعد دقائق بدون أن يكسروا أي عظم من عظامه فإن جواب خبير الصلب سيكون : َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ويستحيل أن تكون المسامير هي التي تسببت في إزهاق روحه.
فلا يقال عنه إنه صلب إلا إذا كانت عملية الصلب هي التي سببت إزهاق روحه ، فالمشنوق لا يقال عنه مشنوق إلا إذا مات شنقا ، والمذبوح لا يوصف بهذا الوصف إلا إذا سبب له الموت، فالذي مات على الصليب بهذه السرعة لم يصلب فقد تكون عناية الله تدخلت فتوفاه الله ، فالناس دائما ترد كل شيء إلى الأسباب، فحين ولد المسيح عليه السلام زعموا أنه جاء إلى الوجود بطريقة غير شرعية لأنه ولد من أم كما يولد الناس وما من مولود إلا وله والد، فأنطق الله الصبي في المهد لينفي عن نفسه وعن أمه هذا البهتان، وفي ما يسمى بحادثة الصلب أيضا رد الناس موت هذا الشخص إلى الأسباب، فكأن الله يقول للناس عن آية ميلاد عيسى:
لم يولد المسيح نتيجة السبب الذي تظنون فأنا الذي نفخت الروح,
ولم يقتل هذا الشخص بالسبب الذي تظنون (الصلب) فأنا الذي قبضت الروح.
الحكمة المستفادة من ميلاد المسيح هي نفسهاالحكمة المستفادة من موت هذا الإنسان، فهل هو المسيح نفسه أم هو شخص آخر؟.
إذا كان شخصا آخر فهذا الشخص : َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ .
وإذا كان هذا الشخص الذي توفاه الله هو الذي قضى في القبر 3 أيام ثم أحياه الله فهذا تمثيل للساعة قد أتمه الله على أكمل وجه، فقيام الساعة تعني بعث الناس إلى الحياة من قبورهم: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ.
وإذا كان هذا الشخص الذي توفاه الله هو المسيح فتلك حجة على بني إسرائيل الذين زعموا أنه ساحر كذاب، فلو كان كذابا لاعترف بكذبه لينجو من الموت، فالكذاب يفتري الكذب ليحقق لنفسه مصلحة دنيوية أما إذا كان سيوصله إلى العذاب فلسان حاله سيقول (يا روح ما بعدك روح).
يظن الناس أنه يستحيل أن يترك الله رسولا من رسله يتعرض للأذى أو الضرب أو غير ذلك.
أقول : الرسول يبعثه الله لينفذ به حكمته، والبلاء يكون على قدر النعماء، فكلما كانت النعمة أعظم كلما كان البلاء أعظم ، فلو تطلبت الحكمة أن يقتل رسول من رسل الله فإن الله قد يسمح بذلك، قال تعالى : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ ...
لو لم يعطف الله بقوله (أَوْ قُتِلَ ) لكان صحيحا أنه يستحيل أن يقتل رسول من رسل الله، لكن بما أنه عطف ب (أَوْ قُتِلَ ) فمعنى ذلك أن الله قد يشاء أن يقتل رسول من رسله إذا كان في ذلك حكمة.

كان هذا بخصوص روايات الإنجيل فهل في القرآن تصديق لها!!
هذا ما سنعرفه في الأيام القادمة إن شاء الله .

 
أما عن سؤالك الأول فجوابه في ردي الأول.
وأما عن يحيى عليه السلام فما الداعي لتحريف حقيقة موته!!
المحرف إنما يحرف لهوى في نفسه ، فهل تحريف موت يحيى عاد على المحرف بفائدة!!

أما هذه الجزئية فقد لا أخالفك فيها لأن اليهود هم قتلة الأنبياء وهذا ثابت في القرآن ، ومع هذا فما ذكر فيما يسمى بالكتاب المقدس لا يوثق به ولا يبنى عليه حكما منفرداً


عقيدة التثليث يهمها أن تحرف التوحيد إلى تثليث لكنك لن تجد في روايات الإنجيل الأربعة أية جملة أو تعبير يشير إلى أن الله ثالث ثلاثة أو أن الله هو المسيح، وحتى كلمة (يارب) التي خوطب بها المسيح عليه السلام لا توجد إلا في النسخة العربية ، أما في الروايات اليونانية والإنكليزية وغيرها من اللغات استعملت (يا سيد) بدلا من (يارب) .
التحريف قد تجده في الأسفار التي أضيفت إلى روايات الإنجيل كرسائل بولس ...

أما قولك إن الأناجايل الأربعة ليس فيها..........
فهذا صحيح ، لكن كون هذا لم يذكر لا ينفي التحريف عن كتابهم ،بل إن تلك الكتب الأربعة هي أقرب إلى التأليف من أن تكون كتب محرفة. وهذا ما صرح به بعض مؤلفيها بقوله أنه يكتب قصة كما كتب غيره وهذا ما قاله "لوقا" في أول انجيله..


أما الجواب على سؤالك الرابع فالذي أثبت بعث الشهداء أحياء بعد خروج أرواحهم من أجسادهم هو الله تعالى في قوله: وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ، ومن الناس من هم أموات بكل معنى الكلمة سيظنون يوم القيامة أنهم لبثوا أمواتا يوما أو بعض يوم.

وأما هذه المسألة فلها ذيول يطول الكلام حولها ولهذا أترك الرد عليها إلى وقت آخر . وقد كتبت موضوع في المنتدى تحت عنوان " حياة الشهداء" فلعلنا نتدراسه في موضعه.

أما بخصوص ذكر حادثة الصلب فقد جاءت في روايات الإنجيل الأربعة، فقد ورد فيها أن الذي وضع على الصليب هو المسيح ، وأنه كان يدعو الله وهو معلق على الصليب ، وتوفي بسرعة جعلت منفذي عملية الصلب يتعجبون إذ أن المصلوب بعد تعليقه تكسر رجله ثم يترك إلى أن يموت، فقد يموت بعد 24 ساعةأو أكثر، أما أن يموت بعد تعليقه بدقائق قبل أن تكسر رجله فتلك أعجوبة لم تحصل لأي مصلوب، ثم تتابع روايات الإنجيل أنه وضع في قبر ، ثم بعد 3 آيام عادت إليه الروح فخرج من القبر وظهر لتلاميذه ثم أصعد إلى السماء.
هذا الكلام لم يكذبه القرآن بل رد عليه بقوله : وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ .
القرآن قال عنه تعالى: وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
هل القرآن مصدق لهذه الرواية؟
لكي يكون مصدقا لها فإنها ينبغي أن تتوافق مع القرآن الذي يقول:
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ .
من يفسر لنا رواية أهل الكتاب؟
الجواب في قوله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.
من هم أهل الذكر في هذه المسألة؟
بما أن الذكر هنا عن القتل صلبا فإن الخبير بعملية الصلب هو أهل الذكر الذي يحل لنا هذه المسألة.
إذا سألناه عن قوم زعموا أنهم علقوا شخصا على صليب ودقوا المسامير في يديه ورجليه فمات بعد دقائق بدون أن يكسروا أي عظم من عظامه فإن جواب خبير الصلب سيكون : َمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ويستحيل أن تكون المسامير هي التي تسببت في إزهاق روحه.
فلا يقال عنه إنه صلب إلا إذا كانت عملية الصلب هي التي سببت إزهاق روحه ، فالمشنوق لا يقال عنه مشنوق إلا إذا مات شنقا ، والمذبوح لا يوصف بهذا الوصف إلا إذا سبب له الموت، فالذي مات على الصليب بهذه السرعة لم يصلب فقد تكون عناية الله تدخلت فتوفاه الله ، فالناس دائما ترد كل شيء إلى الأسباب، فحين ولد المسيح عليه السلام زعموا أنه جاء إلى الوجود بطريقة غير شرعية لأنه ولد من أم كما يولد الناس وما من مولود إلا وله والد، فأنطق الله الصبي في المهد لينفي عن نفسه وعن أمه هذا البهتان، وفي ما يسمى بحادثة الصلب أيضا رد الناس موت هذا الشخص إلى الأسباب، فكأن الله يقول للناس عن آية ميلاد عيسى:
لم يولد المسيح نتيجة السبب الذي تظنون فأنا الذي نفخت الروح,
ولم يقتل هذا الشخص بالسبب الذي تظنون (الصلب) فأنا الذي قبضت الروح.
الحكمة المستفادة من ميلاد المسيح هي نفسهاالحكمة المستفادة من موت هذا الإنسان، فهل هو المسيح نفسه أم هو شخص آخر؟.
إذا كان شخصا آخر فهذا الشخص : ومَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ .
وإذا كان هذا الشخص الذي توفاه الله هو الذي قضى في القبر 3 أيام ثم أحياه الله فهذا تمثيل للساعة قد أتمه الله على أكمل وجه، فقيام الساعة تعني بعث الناس إلى الحياة من قبورهم: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ.
وإذا كان هذا الشخص الذي توفاه الله هو المسيح فتلك حجة على بني إسرائيل الذين زعموا أنه ساحر كذاب، فلو كان كذابا لاعترف بكذبه لينجو من الموت، فالكذاب يفتري الكذب ليحقق لنفسه مصلحة دنيوية أما إذا كان سيوصله إلى العذاب فلسان حاله سيقول (يا روح ما بعدك روح).

وأما قولك هذا فمردود جملة وتفصيلاً بقول الله تعالى :
"ومَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ"
فلو كان وضع على الصليب كما تزعم أنت استناداً إلى رواية كتابهم لما نفاه الله تعالى.
وقولك هذا قول غريب وأغرب منه تفسيرك لآية من القرآن بروايات ما يسمى " بالكتاب المقدس".
ثم إن حادثة الصلب إذا كنت مطلع على "الكتاب المقدس" ويبدو أنك كذلك،تشير بكل وضوح إلى أن المصلوب هو غير المسيح.


يظن الناس أنه يستحيل أن يترك الله رسولا من رسله يتعرض للأذى أو الضرب أو غير ذلك.
أقول : الرسول يبعثه الله لينفذ به حكمته، والبلاء يكون على قدر النعماء، فكلما كانت النعمة أعظم كلما كان البلاء أعظم ، فلو تطلبت الحكمة أن يقتل رسول من رسل الله فإن الله قد يسمح بذلك، قال تعالى : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ ...
لو لم يعطف الله بقوله (أَوْ قُتِلَ ) لكان صحيحا أنه يستحيل أن يقتل رسول من رسل الله، لكن بما أنه عطف ب (أَوْ قُتِلَ ) فمعنى ذلك أن الله قد يشاء أن يقتل رسول من رسله إذا كان في ذلك حكمة.

أما هذه فلا أحد يناقش فيها فإن الله قد ذكر عن بني اسرائيل أنهم قتلة الأنبياء، لكن إذا قال الله :
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا " سورة النساء(157)

فهذه الآية تنفي الصلب والقتل ، وكل ماذكروه في هذا الشأن في كتابهم إنما هو اتباع للظن.

هذا والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .
 
الأخ الكريم أبو علي،
1. لاحظ أن سياق الآية الكريمة:" وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً ، وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً". لاحظ أنه كلام عن يحيى عليه السلام لم يخاطب به زكريا عليه السلام، ومن هنا لا يصح ماخلصت إليه من القول إن الحديث عن القتل لا يناسب تبشير زكريا عليه السلام.
2. أنت تصر على أن يحيى قد قتل، من غير دليل شرعي، في مواجهة ظواهر قرآنية منها: أولاً استخدام لفظة يموت ُثم ثانياً: جاء ميلاد يحيى عليه السلام استجابة لطلب
زكريا عليه السلام أن يهبه الله تعالى من يرث آل يعقوب بعد موته فما معنى أن يقتل بالتزامن مع مقتل زكريا عليه السلام أو بعده بقليل حسب روايات القتل المزعومة.
3. بالنسبة للمسيح نجد أن القرآن الكريم نفى القتل ونفى الصلب، ولو كان الصلب يعني القتل على الصليب لما نفى القتل والصلب معاً. أما القول بأن الصلب لا بد له من تكسير أرجل فهذا عجيب لا دليل عليه.
4. "وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه" اشتبه الأمر على الناس، وليس هناك ما يثبت حقيقة الواقع المشتبه به، ولكن يقيناً لم يقتل ولم يصلب، ولكنه نجى بالرفع. فما فائدة أن نخوض فيما وراء ذلك مما لا دليل عليه ترتاح إليه النفس.
5. ليست الخطورة في القول بأن المسيح عليه السلام قد قتل أو صلب، لأن مثل هذا لا يخل بمكانة النبي أن يكون شهيداً، وإنما الخطورة في العقيدة التي بنيت على هذا الزعم غير الواقعي،؛ فقد زعموا أن الله أرسل ابنه الوحيد ليعاني على الصليب ليغفر ذنوب البشر المتوارثة. ونفي القتل والصلب فيه نفي مشدد للزعم وللأساس الذي قام عليه الزعم.
 
الأخ الكريم أبو علي،
1. لاحظ أن سياق الآية الكريمة:" وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً ، وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً". لاحظ أنه كلام عن يحيى عليه السلام لم يخاطب به زكريا عليه السلام، ومن هنا لا يصح ماخلصت إليه من القول إن الحديث عن القتل لا يناسب تبشير زكريا عليه السلام.
2. أنت تصر على أن يحيى قد قتل، من غير دليل شرعي، في مواجهة ظواهر قرآنية منها: أولاً استخدام لفظة يموت ُثم ثانياً: جاء ميلاد يحيى عليه السلام استجابة لطلب
زكريا عليه السلام أن يهبه الله تعالى من يرث آل يعقوب بعد موته فما معنى أن يقتل بالتزامن مع مقتل زكريا عليه السلام أو بعده بقليل حسب روايات القتل المزعومة.
3. بالنسبة للمسيح نجد أن القرآن الكريم نفى القتل ونفى الصلب، ولو كان الصلب يعني القتل على الصليب لما نفى القتل والصلب معاً. أما القول بأن الصلب لا بد له من تكسير أرجل فهذا عجيب لا دليل عليه.
4. "وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه" اشتبه الأمر على الناس، وليس هناك ما يثبت حقيقة الواقع المشتبه به، ولكن يقيناً لم يقتل ولم يصلب، ولكنه نجى بالرفع. فما فائدة أن نخوض فيما وراء ذلك مما لا دليل عليه ترتاح إليه النفس.
5. ليست الخطورة في القول بأن المسيح عليه السلام قد قتل أو صلب، لأن مثل هذا لا يخل بمكانة النبي أن يكون شهيداً، وإنما الخطورة في العقيدة التي بنيت على هذا الزعم غير الواقعي،؛ فقد زعموا أن الله أرسل ابنه الوحيد ليعاني على الصليب ليغفر ذنوب البشر المتوارثة. ونفي القتل والصلب فيه نفي مشدد للزعم وللأساس الذي قام عليه الزعم.


الإخوة الكرام محب القرآن، أبو الوليد، أبو عمروالبيراوي.

اليهود قالوا (إِنَّا قَتَلْنَا) الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ، فيلزم أن ينفي أولا الإدعاء (َمَا قَتَلُوهُ )، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف لم يقتلوه وهم يدعون أنهم صلبوه ؟
فكان لا بد من عطف (وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ).
نفي القتل يتطلب نفي الصلب أيضا، فلو نفى الصلب فقط ولم ينف القتل لتوهم القارئ أنهم قد يكونوا سقوه سما قبل وضعه على الصليب لذلك مات بسرعة ، فهو يعتبر قتل بالسم وليس صلبا ، إذن في هذه الحالة لم يصلب ولكنه قتل بسبب آخر ألا وهو السم، إذن فالآية تنفي القتل مطلقا سواء بالصلب أو غيره.
مثلا : لو أن رجلا توفي بالسكتة القلبية، فجاء أحد بحبل ولفه حول رقبته وشده حتى ترك أثرا ليبدو كما لو أنه قتل شنقا، ثم اتصل بالشرطة ليبلغ عن وجود قتيل فإن الشرطة ستعتبره قتل شنقا بالفعل، وبعدأن فحص الطبيب الشرعي الجثة قال لرجال الشرطة : ما قتل فلان ولا شنق ولكن شبه لكم .
لماذا استخدم عبارة (شبه لكم)؟
لأن الأثر الذي تركه الحبل على جثة الرجل (يشبه) حالة القتيل شنقا.
الشرطة ادعت أن الرجل قتل، فكان أولى أن ينفى القتل أولا : ما قتل فلان، وطبيعي أن يكون السؤال بعد ذلك:
أليس هذا الأثر على رقبة الضحية دليلا على شنقه يا دكتور؟
سيجيبهم: ولا شنق ولكن شبه لكم ، فالرجل مات بالسكتة القلبية.
لو لم ينف القتل واكتفى فقط بنفي الشنق وتوقف عن الكلام فان احتمال أن يكون قتل بسبب آخر ما زال قائما، إذن فبنفي القتل على إطلاقه وإثبات بطلان الشبهة التي بني عليها الظن (الشنق) يتضح أن الرجل توفي ولم يقتل.

قال اليهود الذين ظنوا أنهم قتلوا المسيح عليه السلام: إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ، أهو تهكم أن يقولوا عنه (رسول الله)!!
ما قالوا ذلك إلا لأن الشخص الذي ظنوا أنهم قتلوه استمر يدعي أنه رسول الله إلى آخر رمق .فهل الشبيه هو من كان يدعي أنه رسول الله!!
نحن أمام خيارين:

إما أن نعتبر الذي صلب شخص آخر وأن روايات الإنجيل محرفة.
أو أن روايات الإنجيل صحيحة وتفسيرنا للآية غير صائب.
أما عقيدة الفداء المزعومة فلم ترد في روايات الإنجيل بل جاء بها بولس ليبرر بها موت المسيح، فلو لم يبرر لهم موت المسيح فمن ذا الذي سيقبل أطروحته عن ألوهية المسيح، هل الإله يموت!!
لقد كان المسيح عليه السلام آية للناس في مولده وفي مماته وفي بعثه حيا، أما موته فهو آية وقاية من فتنة تأليهه ، لكن الشيطان برر لهم موته بأكذوبة الفداء ونجح في ذلك.

هل في القرآن ما يثبت تحريف التوراة والإنجيل؟

بقي أن نبحث عن أدلة من القرآن تثبت أو تنفي تحريف التوراة والإنجيل. نذكر بأن التوراة هي فقط ما أنزل على موسى عليه السلام، أما أسفار داوود وسليمان وحزقيال وإشعياء و... هؤلاء كلهم جاءوا بعد موسى فكيف تصبح أسفارهم توراة، وهؤلاء الأنبياء لم يكتبوا أسفاهم بل هي روايات عنهم قد تتضمن الحق والباطل.
وليس العهد الجديد هو الإنجيل ، إن كان الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح عليه السلام من قول وفعل وأحداث متعلقة بالمسيح فهو إذن تلك الروايات الأربع .
قال تعالى عن الذكر : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
هل الذكر محفوظ لأنه قرآن أم لأنه بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ.؟
التعهد بحفظ الذكر جاء مناسبا لما ختمت به سورة إبراهيم، فإذا كان بلاغا للناس فينبغي أن يصل إليهم كاملا غير منقوص وغير محرف ليكون حجة عليهم أنما هو إله واحد.
الذكر الذي كان بلاغا للناس (النصارى) قبل القرآن هو الإنجيل فهو حقيق أن يحفظ من التحريف ومن النقصان َلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ليذكروا أن الله واحد وليس ثالث ثلاتة، وليس هو المسيح.
الدليل الثاني:
مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ ....
التوراة رحمة والإنجيل رحمة، وتحريفهما أو شطب كلمة منهما يعتبر إمساكا لرحمة الله عن الوصول إلى الناس، فيستحيل أن يمسك أحد رحمة أرسلها للناس.
الدليل الثالث:
لقد سمى الله اليهود والنصارى ب (أهل الكتاب) ،لو كانت التوراة محرفة فكيف يسميها الكتاب وهؤلاء أهله!! يليق بهم أن يدعواأهل الكتاب المحرف...
الدليل الرابع :
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ...
في الآية إثبات لوجود الإنجيل، وإثبات لوجود أهله، فهم مأمورون أن يحكموا بما أنزل الله فيه ، وأهل الإنجيل منهم من سكن مصر ومنهم في في روما وفي أثينا وفي الحبشة ... ونسخ الإنجيل في كل الأمصار هي نفس النسخة ، فهل الذي حرف الإنجيل طاف جميع البلدان ليحرف كل النسخ!!
الدليل الخامس:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ....
هذا خطاب الله لرسوله عليه الصلاة والسلام يأمره أن يقول لأهل الكتاب: لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ، هل يأمرهم أن يقيموا شيئا لا وجود له!!
قال تعالى : وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ...
الآية تثبت أن معهم التوراة، لو كانت محرفة أو منقوصة لما سما ما معهم (التوراة).
 
الإخوة الكرام محب القرآن، أبو الوليد، أبو عمروالبيراوي.

اليهود قالوا (إِنَّا قَتَلْنَا) الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ، فيلزم أن ينفي أولا الإدعاء (َمَا قَتَلُوهُ )، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف لم يقتلوه وهم يدعون أنهم صلبوه ؟
فكان لا بد من عطف (وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ).
نفي القتل يتطلب نفي الصلب أيضا، فلو نفى الصلب فقط ولم ينف القتل لتوهم القارئ أنهم قد يكونوا سقوه سما قبل وضعه على الصليب لذلك مات بسرعة ، فهو يعتبر قتل بالسم وليس صلبا ، إذن في هذه الحالة لم يصلب ولكنه قتل بسبب آخر ألا وهو السم، إذن فالآية تنفي القتل مطلقا سواء بالصلب أو غيره.
مثلا : لو أن رجلا توفي بالسكتة القلبية، فجاء أحد بحبل ولفه حول رقبته وشده حتى ترك أثرا ليبدو كما لو أنه قتل شنقا، ثم اتصل بالشرطة ليبلغ عن وجود قتيل فإن الشرطة ستعتبره قتل شنقا بالفعل، وبعدأن فحص الطبيب الشرعي الجثة قال لرجال الشرطة : ما قتل فلان ولا شنق ولكن شبه لكم .
لماذا استخدم عبارة (شبه لكم)؟
لأن الأثر الذي تركه الحبل على جثة الرجل (يشبه) حالة القتيل شنقا.
الشرطة ادعت أن الرجل قتل، فكان أولى أن ينفى القتل أولا : ما قتل فلان، وطبيعي أن يكون السؤال بعد ذلك:
أليس هذا الأثر على رقبة الضحية دليلا على شنقه يا دكتور؟
سيجيبهم: ولا شنق ولكن شبه لكم ، فالرجل مات بالسكتة القلبية.
لو لم ينف القتل واكتفى فقط بنفي الشنق وتوقف عن الكلام فان احتمال أن يكون قتل بسبب آخر ما زال قائما، إذن فبنفي القتل على إطلاقه وإثبات بطلان الشبهة التي بني عليها الظن (الشنق) يتضح أن الرجل توفي ولم يقتل.

اسمح لي أن أقول أن هذا الكلام كله لا حاجة إليه، فاليهود زعموا قتل المسيح، والنصارى زعموا أنه قتل صلبا ،والله تعالى نفى كلا الأمرين :" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ"

قال اليهود الذين ظنوا أنهم قتلوا المسيح عليه السلام: إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ، أهو تهكم أن يقولوا عنه (رسول الله)!!
ما قالوا ذلك إلا لأن الشخص الذي ظنوا أنهم قتلوه استمر يدعي أنه رسول الله إلى آخر رمق .فهل الشبيه هو من كان يدعي أنه رسول الله!!).

تعليلك هذا لا يصح من وجهين :
الأول : أن قول " رسول الله " هذا على الحكاية بيان من الله لمكانته صلى الله عليه وسلم.
الثاني: وإذا كان من قولهم فليس لك فيه حجة لأن رواية " الكتاب المقدس" تشير أنهم قتلوه لأنه كان يجدف ويدعي أنه ابن الله ، تعالى الله.

نحن أمام خيارين:
إما أن نعتبر الذي صلب شخص آخر وأن روايات الإنجيل محرفة.
أو أن روايات الإنجيل صحيحة وتفسيرنا للآية غير صائب.

لسنا بحاجة إلى هذين الخيارين للآتي:
لسنا ملزمين بأن نثبت أن هناك شخصا صلب ، وقوله تعالى "ولكن شبه لهم" يعود على الوصفين القتل والصلب، وأي كلام في هذا الموضوع من قبلهم لا يقبل ، لأن الله تعالى نفى عنهم العلم بحقيقة الأمر فقال : "وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" .
وعليه كل ما كتب في كتبهم بخصوص القتل والصلب إنما هو اتباع للظن . ولو كان الذي في كتبهم كلام الله لما نسب الله إليهم اتباع الظن في شأنه.


هل في القرآن ما يثبت تحريف التوراة والإنجيل؟

بقي أن نبحث عن أدلة من القرآن تثبت أو تنفي تحريف التوراة والإنجيل. نذكر بأن التوراة هي فقط ما أنزل على موسى عليه السلام، أما أسفار داوود وسليمان وحزقيال وإشعياء و... هؤلاء كلهم جاءوا بعد موسى فكيف تصبح أسفارهم توراة، وهؤلاء الأنبياء لم يكتبوا أسفاهم بل هي روايات عنهم قد تتضمن الحق والباطل.
وليس العهد الجديد هو الإنجيل ، إن كان الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح عليه السلام من قول وفعل وأحداث متعلقة بالمسيح فهو إذن تلك الروايات الأربع .
قال تعالى عن الذكر : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
هل الذكر محفوظ لأنه قرآن أم لأنه بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ.؟
التعهد بحفظ الذكر جاء مناسبا لما ختمت به سورة إبراهيم، فإذا كان بلاغا للناس فينبغي أن يصل إليهم كاملا غير منقوص وغير محرف ليكون حجة عليهم أنما هو إله واحد.
الذكر الذي كان بلاغا للناس (النصارى) قبل القرآن هو الإنجيل فهو حقيق أن يحفظ من التحريف ومن النقصان َلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ليذكروا أن الله واحد وليس ثالث ثلاتة، وليس هو المسيح.

الدليل الثاني:
مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ ....
التوراة رحمة والإنجيل رحمة، وتحريفهما أو شطب كلمة منهما يعتبر إمساكا لرحمة الله عن الوصول إلى الناس، فيستحيل أن يمسك أحد رحمة أرسلها للناس.

الدليل الثالث:
لقد سمى الله اليهود والنصارى ب (أهل الكتاب) ،لو كانت التوراة محرفة فكيف يسميها الكتاب وهؤلاء أهله!! يليق بهم أن يدعواأهل الكتاب المحرف...

الدليل الرابع :
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ...
في الآية إثبات لوجود الإنجيل، وإثبات لوجود أهله، فهم مأمورون أن يحكموا بما أنزل الله فيه ، وأهل الإنجيل منهم من سكن مصر ومنهم في في روما وفي أثينا وفي الحبشة ... ونسخ الإنجيل في كل الأمصار هي نفس النسخة ، فهل الذي حرف الإنجيل طاف جميع البلدان ليحرف كل النسخ!!
الدليل الخامس:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ....
هذا خطاب الله لرسوله عليه الصلاة والسلام يأمره أن يقول لأهل الكتاب: لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ، هل يأمرهم أن يقيموا شيئا لا وجود له!!
قال تعالى : وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ...
الآية تثبت أن معهم التوراة، لو كانت محرفة أو منقوصة لما سما ما معهم (التوراة).

أما كلامك هذا ففيه خلط كثير ، وقد أقول فيه تلبيس. وأنا أرد عليه فقرة فقرة:

هل في القرآن ما يثبت تحريف التوراة والإنجيل؟

نعم :
قال الله تعالى:
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة (75)
وهذا يحتمل تحريف المعنى واللفظ.
وقال تعالى:
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة (79)
وهذا واضح في التحريف والتأليف
وقال تعالى:
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران (78)

بقي أن نبحث عن أدلة من القرآن تثبت أو تنفي تحريف التوراة والإنجيل. نذكر بأن التوراة هي فقط ما أنزل على موسى عليه السلام، أما أسفار داوود وسليمان وحزقيال وإشعياء و... هؤلاء كلهم جاءوا بعد موسى فكيف تصبح أسفارهم توراة، وهؤلاء الأنبياء لم يكتبوا أسفارهم بل هي روايات عنهم قد تتضمن الحق والباطل.
وليس العهد الجديد هو الإنجيل ، إن كان الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح عليه السلام من قول وفعل وأحداث متعلقة بالمسيح فهو إذن تلك الروايات الأربع .

قال تعالى عن الذكر: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
هل الذكر محفوظ لأنه قرآن أم لأنه بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ.؟
التعهد بحفظ الذكر جاء مناسبا لما ختمت به سورة إبراهيم، فإذا كان بلاغا للناس فينبغي أن يصل إليهم كاملا غير منقوص وغير محرف ليكون حجة عليهم أنما هو إله واحد.
الذكر الذي كان بلاغا للناس (النصارى) قبل القرآن هو الإنجيل فهو حقيق أن يحفظ من التحريف ومن النقصان َلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ليذكروا أن الله واحد وليس ثالث ثلاتة، وليس هو المسيح.

وهذا الكلام فيه خلط فأول الكلام يدل أنك تنفي أن تكون كتبهم الموجودة هي التوراة والأنجيل ، ثم تستدل بعد ذلك أن الغاية من حفظ الذكر هو إقامة الحجة على الناس ، وعليه فلا بد أن تكون التوراة والإنجيل محفوظة.
وأنا أقول : إن هذا اجتهاد مقابل النص ، فالله أخبر أنهم استحفظوا على التوارة :
(إنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) سور المائدة(44)
ولكنهم مع الزمن تخلوا عن القيام بمسؤلية الحفظ وكتموا وحرفوا وبدلوا ، كما قال تعالى :
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) سورة البقرة(76)
وقال تعالى :
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) سور الأنعام (91)
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) سورة المائدة (41)

الدليل الثاني:
مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ ....
التوراة رحمة والإنجيل رحمة، وتحريفهما أو شطب كلمة منهما يعتبر إمساكا لرحمة الله عن الوصول إلى الناس، فيستحيل أن يمسك أحد رحمة أرسلها للناس.

أما كلامك هذا فهو استدلال في غير محله ، فهل استطاع أحد أن يمنع نزول التوراة والإنجيل على موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ؟ ولكن إذا كذب الناس بهما ،و قتلوا الأنبياء والرسل فيما بينهما ، فهل هذا إمساك لرحمة الله تعالى؟
فليفهم القرآن على وجهه ولا يجوز لي أعناق النصوص لتوافق أقوالنا.

الدليل الثالث:
لقد سمى الله اليهود والنصارى ب (أهل الكتاب) ،لو كانت التوراة محرفة فكيف يسميها الكتاب وهؤلاء أهله!! يليق بهم أن يدعواأهل الكتاب المحرف...

هذا باعتبار ما نزل إليهم ، وباعتبار ما عندهم من الحق ويكتمونه ، ثم ليس هذا مدحا لهم ، بل هو ذم لهم ، كما قال الله تعالى :
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (109)
(وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)) سورة آل عمران
فها هو يناديهم بهذا الوصف ويصفهم بالحسد والكفر وكتم الحق و لبس الحق بالباطل.

الدليل الرابع :
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ...
في الآية إثبات لوجود الإنجيل، وإثبات لوجود أهله، فهم مأمورون أن يحكموا بما أنزل الله فيه ، وأهل الإنجيل منهم من سكن مصر ومنهم في في روما وفي أثينا وفي الحبشة ... ونسخ الإنجيل في كل الأمصار هي نفس النسخة ، فهل الذي حرف الإنجيل طاف جميع البلدان ليحرف كل النسخ!!


في قوله " وليحكم " قرءاتان:
قرأ حمزة بكسر اللام فتكون للتعليل :أي أن الله أنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام فيه هدى ونور وتصديق للتوارة وأيضا من أجل أن يحتكم إليه من أنزل إليهم.
وقرأ الجمهور بسكون اللام فيكون الفعل للأمر ، وهذا يحمل على قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بدليل الآية التي بعده
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) سورة المائدة من الآية (48)

أما كون الآية تثبت وجود الأنجيل فنعم ، لكن هل هو الكتاب المقدس المزعوم ؟
أما كون النسخ في كل الأمصار واحدة فهذه دعوى كبيرة ، فالبروتستانت تختلف طبعتهم عن طبعة الكاثوليك بسبعة أسفار ، وتراجمهم العربية كل واحدة تختلف عن الأخرى. والأسفار المخفية أكثر من المظهرة.

الدليل الخامس:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ....
هذا خطاب الله لرسوله عليه الصلاة والسلام يأمره أن يقول لأهل الكتاب: لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ، هل يأمرهم أن يقيموا شيئا لا وجود له!!
قال تعالى : وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ...
الآية تثبت أن معهم التوراة، لو كانت محرفة أو منقوصة لما سما ما معهم (التوراة).

الجواب :
أولا لماذا لا تكمل الآية :
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) سورة المائدة (68)

وإقامة التوراة والأنجيل يكون باتباع ما أنزل الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فهو المبين لما بقي بين أيديهم من الحق كما قال تعالى وفي نفس السورة :
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)) سورة المائدة

أما قولك:
قال تعالى : وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ...
الآية تثبت أن معهم التوراة، لو كانت محرفة أو منقوصة لما سما ما معهم (التوراة)."

أفما كون التوارة معهم فنعم لكن أين هي ؟ هل هي العهد القديم ؟ اسأل اليهود اليوم.
أما تسميتها التوارة فمن قال أن الله يريد بها المحرفة أو المنقوصة؟

ختاما أتوجه إليك بسؤال أرجو أن تجيبني عليه:
ما ذا تريد أن تثبت من خلال هذا النقاش باختصار ووضوح؟

وفق الله الجميع لما فيه الخير

والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
الأخ الفاضل محب القرآن جزاك الله خيرا فقد كفّيت ووفّيت.
الأخ الكريم أبو علي، أضيف إلى كلام الأخ محب القرآن الأمور التالية:

هل الإنجيل الذي بين يدي النصارى هو الإنجيل الذي تقصده؟ فإن أجبت بنعم نقول: إنجيل متى أم مرقص أم لوقا أم يوحنا؟ حيث أنها تتناقض في مواقع كثيرة. وإن قلت لا ولا واحد منها، يكون كلامك عندها صحيح ويبقى السؤال أين الإنجيل الصحيح؟ ولماذا نتحدث إذن عن إنجيل ليس بين أيدينا الآن.

هل تعلم أن النصارى يقرّون بأن الأناجيل كانت حتى القرن الرابع الميلادي أكثر من مائة إنجيل حتى مؤتمر نيقية الذي أخذ أربعة منها وحرم وحارب الباقي.

حفظ القرآن الكريم ليكون حجة على الناس إلى يوم القيامة لأن القرآن جاء إلى جميع الأمم إلى يوم القيامة. أما الإنجيل والتوراة فجاءت مؤقتة في الزمان ولبني إسرائيل، فلماذا تحفظ بعد انتهاء دورها. وحفظها الحقيقي يكون بحفظ القرآن الذي هو جوهرها. وإليك هذا المثال التوضيحي: تجيز التوراة التي بين أيدي اليهود الآن زواج العمة والخالة وابنة الأخ وابنة الأخت، فما فائدة وحكمة حفظ هذا بعد تحريم ذلك؟.

بقي من النصارى من هم على الدين الحق إلى بعثة الرسول عليه السلام وقصة سلمان الفارسي دليل على ذلك. ولم يعد لهؤلاء وجود لأنهم أسلموا أما أهل الانحراف فبقوا وتناسلوا.

التحريف طال البعض ولم يطل الكل، ومن هنا سمي تحريفا. وفي مسائل محددة طلب منهم أن يأتوا بالتوراة ويحتكموا إليها. وهذا يعني أنها لم تحرف أي هي مما بقي من الحق والذي لا نعرف نسبته. وكذلك الأمر في الإنجيل. ومن أمثلة ذلك عندما سأل الرسول عليه السلام الحاخام:" أسألك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزنا في كتابكم؟". فالقرآن أقر بأن بين أيديهم توراة وأنهم أضافوا وبدلوا.

التوراة الموجودة الآن والتي هي أول خمسة أسفار من العهد القديم، النسخة التي بين أيدي السمرة في نابلس فيها 5000 اختلاف عن التي بين أيدي اليهود في باقي فلسطين.
الأناجيل الموجودة الآن مترجمة عن اللغة اليونانية القديمة على الرغم من كون اللغة التي كتبت بها الأناجيل القديمة هي اللغة الآرامية. ولا توجد نسخة آرامية. والنسخ المترجمة لا يعرف اسم المترجم أي لا تعرف حاله، وهذا عندنا يجعل الرواية ضعيفة. والترجمات الموجودة غير متطابقة ويبنها اختلاف إلى درجة الحذف والإضافة في الإنجيل الواحد.
 
وأنا أقول : إن هذا اجتهاد مقابل النص ، فالله أخبر أنهم استحفظوا على التوارة :
(إنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) سور المائدة(44)
ولكنهم مع الزمن تخلوا عن القيام بمسؤلية الحفظ وكتموا وحرفوا وبدلوا ،

الآية لا علاقة لها بإسناد حفظ التوراة إلى علماء اليهود.
الآية تتكلم عن الحكم بما أنزل الله في التوراة وإقامة العدل بين الناس والحفاظ على القيم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحريم ما حرم الله ... فالعلماء يجب أن يكونوا أسوة للناس في الحفاظ على تعاليم الكتاب فهم حماة الدين وحفظته .فهذا ما تعنيه(استحفظوا) .
أما التوراة فهي بلاغ للناس (اليهود) ، والبلاغ كما يعني لفظه يبلغ للناس غير منقوص أو محرف، فكيف يسمى بلاغا وقد نقص منه بالإزالة أو باستبدال اللفظ المكتوب بلفظ آخر محرف!!

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) سورة المائدة (41)


تحريف الكلم عن مواضعه لا يعني شطب كلمة من الكتاب واستبدالها بأخرى، فالتحريف في المعنى ، وهذا التحريف الذي تتكلم عنه الآية لا يتعلق بالكتاب بل أرادوا به شيئا آخر فسرته الآية: يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا .
كما أن الآية لا تعمم كل اليهود بل جاء فيها (وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا) .


(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)) سورة المائدة


قد يكون الذي أخفاه اليهود متعلقا بما جاء ذكره عن البشارة بالنبي عليه الصلاة والسلام وأشياء أخرى تتعارض مع هواهم لكنهم لم يمحونه من الكتاب . أكيد أنهم أخفوا معانيه لكنه موجود في الكتاب.

(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة (75)

التحريف هنا في المعنى فالآية لم تقل يتلون كتاب الله ثم يحرفونه بإزالة الكلام بل تتكلم الآية عن تحريف شفوي لما سمعوه، والآية لم تعمم بل (فَرِيقٌ مِنْهُمْ ).

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة (79)
وهذا واضح في التحريف والتأليف


تذكر أني لم أقل إن كل ما يسمى بالعهد القديم هو التوراة بل التوراة قد تكون هي فقط السفر الذي يتضمن الوصايا والأحكام والشريعة والحدود المذكورة في سفر الخروج، فقد تكون كثير من الأسفار ينطبق عليها: يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ .
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة آل عمران (78)

هذا تحريف شفوي لا علاقة له بتحريف كلمات التوراة من الكتاب.
أما كلامك هذا فهو استدلال في غير محله ، فهل استطاع أحد أن يمنع نزول التوراة والإنجيل على موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ؟ ولكن إذا كذب الناس بهما ،و قتلوا الأنبياء والرسل فيما بينهما ، فهل هذا إمساك لرحمة الله تعالى؟
فليفهم القرآن على وجهه ولا يجوز لي أعناق النصوص لتوافق أقوالنا.


بل لي أعناق النصوص هو اختصار كلمة (الناس) في الرسل، فالناس تعني أي إنسان ، وقوله تعالى (مِنْ رَحْمَةٍ ) أي أية رحمة فما بالك إذا كانت هذه الرحمة وحي من عند الله أيمسكها أحد بالتحريف أو بالإزالة فلا تصل إلى الناس!!
أما كون النسخ في كل الأمصار واحدة فهذه دعوى كبيرة ، فالبروتستانت تختلف طبعتهم عن طبعة الكاثوليك بسبعة أسفار ، وتراجمهم العربية كل واحدة تختلف عن الأخرى. والأسفار المخفية أكثر من المظهرة.

نحن نتكلم عن شيء اسمه إنجيل، هذا يوجد عند كل الطوائف، أما باقي الأسفار فهي روايات لم ينص عليها القرآن، وطبيعي أن تختلف الطوائف في صحة الروايات، فالشيعة لا يعترفون بروايات البخاري ومسلم، والسنة لا يعترفون بروايات الكافي للكليني.
ختاما أتوجه إليك بسؤال أرجو أن تجيبني عليه:
ما ذا تريد أن تثبت من خلال هذا النقاش باختصار ووضوح؟


اطمئنان النفس باليقين ، فالتسليم بتحريف التوراة والإنجيل يتعارض مع وصف القرآن بأنه تصديق لما مع أهل الكتاب ، فالثابت في القرآن أن أهل الكتاب معهم التوراة والإنجيل، أيكون القرآن مصدقا للتحريف والأكاذيب!!
ما بين يدي القرآن هو التوراة والإنجيل فإذا كان القرآن تصديق لما بين يديه فذلك يعني شهادته بصحتهما فلا يكون التصديق إلا بالصحيح.
إذا كان الله ينفي أن يمسك أحد رحمة أرسلها إلى الناس ثم نأتي نحن ونزعم أن علماء اليهود أمسكوا رحمة الله (التوراة) بالتحريف، وأن النصارى أمسكوا الإنجيل فحرفوه فلم يصل إلى الخلف كاملا بل محرفا ألا نكونوا قد كذبنا الله تعالى!!

هل الإنجيل الذي بين يدي النصارى هو الإنجيل الذي تقصده؟ فإن أجبت بنعم نقول: إنجيل متى أم مرقص أم لوقا أم يوحنا؟

الأخ الكريم أبو الحارث العامودي:
قبل الإسلام كانت الآيات حسية فقط ، والوحي المنزل لم يكن كالقرآن كلام الله المباشر لأن الناس لم يكن عندهم العلم ليفهموا كلام الله الحكيم ، فالتوراة ليست آيات كالقرآن لأنها وحي غير مباشر أي أنها صيغت بأسلوب بشري : قال موسى للرب وقال الرب لموسى...
الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح من قول وفعل وأحداث ووقائع متعلقة بالمسيح، فليس من المعقول أن يكتب الإنجيل قبل أن يقضى وحيه ووقوع أحداثه، وبانتهاء رسالة المسيح على الأرض يكون قد اكتمل الوحي عندئذ يدون الإنجيل.
فمن يدون الإنجيل؟
شاهد واحد على العصر لا يكفي، فالنصاب القانوني للشهادة في القضايا التي يهمها الإحاطة بالمشهد هو 4 شهداء لأن الإحاطة تعني تغطية الجهات الأربع، كما أن شاهدا واحدا قد يتغيب أحيانا عن مرافقة المسيح فيفوته المشهد ، أو يتغيب اثنان من الشهود فيحضر بدلهما شاهد أخر أو شاهدين . إذن فالإحاطة بمشاهد الإنجيل يحتاج إلى أربعة شهداء ، وطبيعي أن تجد ذكرا لحادثة في رواية يوحنا ولا تجدها في متى، فقد يكون متى لم يكن حاضرا ذلك اليوم.
رواة الإنجيل هم أربعة من حواريي المسيح ادعوا أن الله أوحى إليهم بكتابة الإنجيل فلم يكذبهم القرآن بل مدح الحواريين وقال عنهم: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)، فإذا كان الله قد أثبت أنه أوحى إليهم قبل ذلك أن يؤمنوا برسوله فما المانع أن يكون قد أوحى إلى أربعة منهم أن يدونوا شهاداتهم لتكون إنجيلا.
الله تعالى يقول : قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراةووالإنجيل...
إذن فهناك إنجيل عند النصارى، فكيف يحرف وهو بلاغ لهم وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ !!
 
الأخ الكريم (أبو علي)

لا أريد أن أخوض في تفسير الآيات الكريمة حتى لا يطول الجدل، ولكنني لاحظت أنك قفزت عما أورده الأخ العامودي فأرجو إعادة قراءة رده المختصر ثم اعطاء الإجابة عن النقاط التي طرحها.
أنت تقول إنها أربعة والأخ العامودي قال لك إنها أكثر من مائة وهذا قول صحيح يقر به النصارى. وأنت تقول إن كل واحد روى ما رأى وسمع ولكن الأخ العامودي يقول لك أنها متناقضة. وأنا أعطيك مثالاً على التناقض؛ هناك إنجيلان من الأناجيل الأربعة تذكر نسب المسيح حتى آدم عليه السلام ولو عددت الآباء حتى آدم لوجدت اختلافاً كبيراً، فأين الحق؟!! وهذا يعني أن من يكتب غير معصوم، وإذا كان الأمر كذلك فأين الحق وأين الباطل؟!! ولو رجعت إلى قصة محاولة صلب المسيح في الأناجيل الأربعة لوجدت عجباً في التناقض وليس في معلومات تزيد وتنقص.
من قال لك إن يوحنا من الحواريين؟!! النصارى لا يقولون بذلك. ثم كيف تثبت أن ما نسب إلى لوقا أو متى أو مرقص هو صحيح، والأخ العامودي يقول لك إن أقدم إنجيل موجود الآن هو باليونانية والمترجم مجهول.
نحن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله... فهناك كتاب اسمه الإنجيل(لاحظ كتاب) نزل على عيسى عليه السلام، فأين هو؟ لأن الموجود الآن هو سيرة. أما قولك أن السيرة هي الكتاب فهذا عجيب. وللتوضيح نقول: رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي الإسلام وكتابه هو القرآن وسيرته عليه السلام تعبر عن الإسلام وفيها شيء من القرآن وليست هي القرآن.
 
الأخ الكريم أبو الحارث العامودي:
قبل الإسلام كانت الآيات حسية فقط ، والوحي المنزل لم يكن كالقرآن كلام الله المباشر لأن الناس لم يكن عندهم العلم ليفهموا كلام الله الحكيم ، فالتوراة ليست آيات كالقرآن لأنها وحي غير مباشر أي أنها صيغت بأسلوب بشري : قال موسى للرب وقال الرب لموسى...


الأخ الفاضل :
أولاً: سأجيبك من الأخير.
ثانيا :أرجو أن لا تكون من المغردين خارج السرب.
ثالثاً: هل تنطلق من مفاهيمك من القرآن أم من غيره ؟ إن كان من القرآن فالله تعالى يقول: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ * وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ) سورة الأعراف(144-145)

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَابْنِ عَبْدَةَ قَالَ أَحَدُهُمَا خَطَّ و قَالَ الْآخَرُ كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ"

ثم إنك تستشهد بما هو مكتوب في ما يسمى بالكتاب المقدس على أن التوراة كتبت بأسلوب بشري، وأهل الكتاب ينسبون الأسفار الخمسة إلى موسى وأنه كتبها بيده وفيها:
" فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب ..... ودفنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور. ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم.. ... وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكل عينه ولا ذهبت ..... فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات موآب ثلاثين يوما. فكملت أيام بكاء مناحة موسى.. "
التثنية : إصحاح 34 عدد 5-8
فهل يعقل أن يكتب موسى بعد موته؟


الإنجيل هو السيرة الذاتية للمسيح من قول وفعل وأحداث ووقائع متعلقة بالمسيح، فليس من المعقول أن يكتب الإنجيل قبل أن يقضى وحيه ووقوع أحداثه، وبانتهاء رسالة المسيح على الأرض يكون قد اكتمل الوحي عندئذ يدون الإنجيل.
فمن يدون الإنجيل؟


كيف يكون الأنجيل السيرة الذاتية للمسيح والله يقول:
(وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) المائدة (46)
وأما استنتاجك العقلي فيحتاج إلى دليل. ثم يبدو إنك قد تقرر عندك أن هذه الكتب الأربعة المحشوة بالكذب والخرافة هي الإنجيل. فأين الدليل؟


شاهد واحد على العصر لا يكفي، فالنصاب القانوني للشهادة في القضايا التي يهمها الإحاطة بالمشهد هو 4 شهداء لأن الإحاطة تعني تغطية الجهات الأربع، كما أن شاهدا واحدا قد يتغيب أحيانا عن مرافقة المسيح فيفوته المشهد ، أو يتغيب اثنان من الشهود فيحضر بدلهما شاهد أخر أو شاهدين . إذن فالإحاطة بمشاهد الإنجيل يحتاج إلى أربعة شهداء ، وطبيعي أن تجد ذكرا لحادثة في رواية يوحنا ولا تجدها في متى، فقد يكون متى لم يكن حاضرا ذلك اليوم.
رواة الإنجيل هم أربعة من حواريي المسيح ادعوا أن الله أوحى إليهم بكتابة الإنجيل فلم يكذبهم القرآن بل مدح الحواريين وقال عنهم: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)، فإذا كان الله قد أثبت أنه أوحى إليهم قبل ذلك أن يؤمنوا برسوله فما المانع أن يكون قد أوحى إلى أربعة منهم أن يدونوا شهاداتهم لتكون إنجيلا.
الله تعالى يقول : قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراةووالإنجيل...
إذن فهناك إنجيل عند النصارى، فكيف يحرف وهو بلاغ لهم وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ !!


أين الدليل على أن الأربعة من الحواريين؟

ما ما أوردته من بقية الشبهات فسأرد عليها إن شاء الله تعالى.
 
الأخ الفاضل أبو عمرو
قال تعالى عن المسيح عليه السلام:
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ.
فلكي يتعلم التوراة عليه أولا أن يتعلم قراءة المكتوب (الكتاب)
ولكي يكون كلامه وفعله إنجيلا عليه أن يكون حكيما.
الكتاب <---> التوراة.
الحكمة <---> الإنجيل.
الحكمة هي كل قول أو فعل صادر عن أي نبي من الأنبياء، فالحكمة التي آتاها الله عيسى هي الإنجيل، والحكمة التي آتاها الله نبينا عليه الصلاة والسلام هي السنة.
قال تعالى: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ...).
هل أنزل الله على رسوله كتابا آخر بالإضافة إلى القرآن اسمه الحكمة أم هي كل ما صدر عنه من قول أو فعل!!
كذلك المسيح عليه السلام فهو بشحمه ولحمه اسمه كلمة الله ، كتاب يمشي على الأرض.
قال تعالى على لسان الجن الذين استمعوا إلى القرآن: قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مستقيم).
لو كان الله أنزل كتابا على المسيح اسمه الإنجيل لقالت الجن : إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ عيسى...)
الكتاب الذي أنزل قبل القرآن هو التوراة، فهو ما كتبه الله في الألواح بالإضافة إلى كلام الله لرسوله موسى عليه السلام.
إذن فالإنجيل هو كل فعل وقول صدر عن المسيح عليه السلام، فإذا قال الله تعالى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ فهذا يدل على أنه دون فأصبح كتابا.
أما عن المئة إنجيل التي ذكرها الأخ العبادي أقول إن عصر المسيح هو عصر الأعاجيب فمن الطبيعي أن يستهوي حماس معاصريه ليسجلوه للتاريخ، فهل من المعقول أن تعتمد كل تلك الروايات أم تعتمد فقط روايات من يثقون في أمانته لقربه من المسيح!!
بعض الصحابة رضي الله عنهم رتبوا سور المصحف ترتيب النزول، ومصحف ابن مسعود يخلو من المعوذتين، والذي يجب أن يعتمد هو فقط المصحف الذي رتبت سوره بتوقيف من النبي عليه الصلاة والسلام.
أما بخصوص ذكر نسب المسيح في إحدى روايات الإنجيل مخالفة لأخرى أقول إن الإنجيل هو فقط شهادة الشاهد التي تتضمن قولا أو فعلا للمسيح، فإذا خرج الشاهد عن الموضوع وذكر أشياء أخرى كالنسب فذلك لا يخل بالرواية كونها إنجيلا.
أما يوحنا فهو كما يقولون رسول من رسل المسيح، وليس الحواريون هم فقط الإثنى عشر كماأن الصحابة ليسو هم فقط العشرة المبشرين بالجنة.

التوراة مثبت وجودها في عهد المسيح عليه السلام، قال تعالى:
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ.
وأخذها أنصاره بالإضافة إلى كل أسفار العهد القديم ثم أضافوا إليها العهد الجديد ، لو كانت التوراة قد حرفت لكانت توراة النصارى تختلف عن توراة اليهود.
إذا كان الله قد ذكر نماذج سيئة من بني إسرائيل يحرفون الكلم عن مواضعه ويكتبون الكتاب بأيديهم فمن الطبيعي أن يكون منهم الكافر والملحد، والله يجعل كلمة الذين كفروا هي السفلى وكلمة الله (التوراة) هي العليا،ويبطل الباطل ويحق الحق، فلا بد أن افتراءاتهم ذهبت جفاء والذي مكث هو الصحيح عند المؤمنين من بني إسرائيل.
إذا ذكرت نماذج من كفار العرب الذين اختلقوا كلاما فادعوا أنه وحي من عند الله كمسيلمة أو شوروش الذي كتب ما يسمى بالفرقان ألا يكون هؤلاء من الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله!!
هل على من سمع بافتراءات مسيلمة وشوروش أن يصدق أن كتاب المسلمين قد حرف!!
 

كذلك المسيح عليه السلام فهو بشحمه ولحمه اسمه كلمة الله ، كتاب يمشي على الأرض.

المسيح ليس اسمه كلمة الله ,وإنما اسمه المسيح عيسى بن مريم وإنما هو خلق بكلمة من الله وذكر هذه العبارة للتنبيه على مخالفة طريق خلقه الطريقة التى خلق بها بقية الناس.
قال الله تعالى:
(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)سورة آل عمران (45)
وقال تعالى:
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى
مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) سورة النساء (171)
فالمسيح اسمه عيسى بن مريم كما هو في الآيتين ورسول وصف له والكلمة هي "كن" كما قال تعالى :
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) سورة آل عمران (59)


قال تعالى على لسان الجن الذين استمعوا إلى القرآن: قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مستقيم).
لو كان الله أنزل كتابا على المسيح اسمه الإنجيل لقالت الجن : إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ عيسى...)

كيف لم ينزل الله كتابا اسمه الإنجيل والله يقول:

(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) سورة آل عمران (3)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)سورة آل عمران(65)
فهل نصدقك أم نصدق القرآن ؟
وأما الآية فإن الجن ذكروا التوراة لأنها هي الأصل وفيها التشريع وإنما كان الأنجيل مكملا للتوراة.


الكتاب الذي أنزل قبل القرآن هو التوراة، فهو ما كتبه الله في الألواح بالإضافة إلى كلام الله لرسوله موسى عليه السلام.
إذن فالإنجيل هو كل فعل وقول صدر عن المسيح عليه السلام، فإذا قال الله تعالى: وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ فهذا يدل على أنه دون فأصبح كتابا.
أما عن المئة إنجيل التي ذكرها الأخ العبادي أقول إن عصر المسيح هو عصر الأعاجيب فمن الطبيعي أن يستهوي حماس معاصريه ليسجلوه للتاريخ، فهل من المعقول أن تعتمد كل تلك الروايات أم تعتمد فقط روايات من يثقون في أمانته لقربه من المسيح!!
بعض الصحابة رضي الله عنهم رتبوا سور المصحف ترتيب النزول، ومصحف ابن مسعود يخلو من المعوذتين، والذي يجب أن يعتمد هو فقط المصحف الذي رتبت سوره بتوقيف من النبي عليه الصلاة والسلام.
أما بخصوص ذكر نسب المسيح في إحدى روايات الإنجيل مخالفة لأخرى أقول إن الإنجيل هو فقط شهادة الشاهد التي تتضمن قولا أو فعلا للمسيح، فإذا خرج الشاهد عن الموضوع وذكر أشياء أخرى كالنسب فذلك لا يخل بالرواية كونها إنجيلا.
أما يوحنا فهو كما يقولون رسول من رسل المسيح، وليس الحواريون هم فقط الإثنى عشر كماأن الصحابة ليسو هم فقط العشرة المبشرين بالجنة.

التوراة مثبت وجودها في عهد المسيح عليه السلام، قال تعالى:
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ.
وأخذها أنصاره بالإضافة إلى كل أسفار العهد القديم ثم أضافوا إليها العهد الجديد ، لو كانت التوراة قد حرفت لكانت توراة النصارى تختلف عن توراة اليهود.
إذا كان الله قد ذكر نماذج سيئة من بني إسرائيل يحرفون الكلم عن مواضعه ويكتبون الكتاب بأيديهم فمن الطبيعي أن يكون منهم الكافر والملحد، والله يجعل كلمة الذين كفروا هي السفلى وكلمة الله (التوراة) هي العليا،ويبطل الباطل ويحق الحق، فلا بد أن افتراءاتهم ذهبت جفاء والذي مكث هو الصحيح عند المؤمنين من بني إسرائيل.
إذا ذكرت نماذج من كفار العرب الذين اختلقوا كلاما فادعوا أنه وحي من عند الله كمسيلمة أو شوروش الذي كتب ما يسمى بالفرقان ألا يكون هؤلاء من الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله!!
هل على من سمع بافتراءات مسيلمة وشوروش أن يصدق أن كتاب المسلمين قد حرف!!

أما ما ذكرته هنا فاسمح لي أن أقول لك هذا استشهاد بارد لا يصلح للمناقشة العلمية ، وهو أقرب إلى ترهات النصارى من أن يكون كلام مسلم يعرف الكتاب والسنة
 
الأخ الكريم (أبو علي)،

بالإضافة إلى كلام الأخ الفاضل محب القرآن أقول:

أولاً: ألاحظ أنك قد تعمدتَ أن تتجاهل ما أوردناه من تناقض في الأناجيل المزعومة تثبت التحرف، مثل قصة الصلب. وكذلك الاختلافات في التوراة إلى درجة 5000 اختلاف بين توراة السمرة وتوراة اليهود، كما ذكر الأخ العامودي. ولو رجعت إلى الكتاب المشهور (إظهار الحق) لأذهلتك التناقضات بين أسفار العهد القديم والجديد. فالتحريف ثابت من خلال النظر في هذه الكتب المزعومة.
ثانياً: يزعم اليهود أن موسى عليه السلام هو الذي كتب الأسفار الخمسة، وقد أشار الأخ محب القرآن إلى أن السفر الخامس (التثنية) ينتهي بكلام عن وفاة موسى عليه السلام. فمن هو الكاتب إذن وفي أي عصر عاش؟!
ثالثاً: لو رجعت إلى سفر أخبار الأيام الثاني وسفر الملوك الثاني وقرأت تاريخ الملك يوشيا الذي جاء بعد موسى عليه السلام بـ 600 سنة لوجدت أنهم عثروا على السفر الخامس بعد أن كان مفقوداً... أي من فمك أدينك. وما الذي يدرينا أنهم وجدوا السفر الحقيقي؟!!
رابعاً: تقول:((لو كان الله أنزل كتابا على المسيح اسمه الإنجيل لقالت الجن : إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ عيسى...): هناك من البشر من يؤمن بموسى ولا يؤمن بعيسى وهم اليهود. فالآية تشعرنا بأن الجن كانت من اليهود. كيف لا، ومن الجن المؤمن والكافر:" كنا طرائق قددا". وكذلك الأمر في البشر فهناك من اليهود الذين لم يؤمنوا بعيسى عليه السلام آمنوا بمحمد عليه السلام بمجرد سماع القرآن الكريم منهم كعب.... ألا تلاحظ أن فهمك لإيمان الجن يجعلك قائلاً بأن الإنجيل لم يُدوّن بعد عيسى وأنه لم ينزل بعد موسى!!!
خامساً: اختيار الأناجيل الأربعة كان في اجتماع مجمع نيقية سنة 325م، وكان من أهم أسباب انعقاد المجمع وجود خلافات جوهريه حول الإيمان المسيحي، وقصة آريوس معروفة. إذن تم الاختيار بالتصويت، وتم تحريم باقي الأناجيل. وحتى هذه الأربعة متناقضة وتشهد بالتحريف. وأنت قلت إن بولس هو الذي حرف في الإيمان المسيحي، فهل تعلم أن هذا المجمع قد أيد فكرة بولس في موجهة فكرة آريوس؟!!
سادساً: قول الله تعالى في حق المسيح:" ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل" يؤكد التحريف وليس العكس، لأنه تعليم رباني وتصحيح رباني لانحرافات وتحريف اليهود، ومن هنا رفض اليهود هذا الإصلاح والعودة إلى التوراة الحقة.
سابعاً: أنت تريدنا أن نصدق أن الذي بين أيدي اليهود والنصارى هو التوراة والإنجيل في الوقت الذي لم يثبت ذلك بطرق صحيحة، ودلت التناقضات على التحريف، وأكد ذلك الاختلاف الشديد بين أهل الكتاب في القبول والرفض، ثم ما جاء به التاريخ من كلام حول التحريف وعدم صدقية نسبة هذه الكتب المختلف فيها. فعليك أخي أن تجمع كلمة أهل الكتاب على هذه الكتب ثم تأتينا بهم مجتمعين لنناقش مسألة التحريف.
 
تكملة:
بالنسبة لإقرارك بخطأ كُتّاب الأناجيل في مسألة النّسَب، فإن ذلك ينفي العصمة المزعومة للكتبة، وبعد ذلك ما يدرينا أنهم لم يخطئوا في الأمور الأخرى باعتبارهم بشراً. وماذا نقول عندما يختلفوا وتتناقض أخبارهم، ألا يشير هذا إلى نزول درجتهم في الحفظ والتذكر..الخ، هذا إذا صحت النسبة إليهم، ولا ننسى أن الأناجيل المعاصرة مترجمة من قبل أشخاص مجهولين، ومعلوم بداهة أن الترجمة من أوسع أبواب التحريف.
 
تكملة:
بالنسبة لإقرارك بخطأ كُتّاب الأناجيل في مسألة النّسَب، فإن ذلك ينفي العصمة المزعومة للكتبة، وبعد ذلك ما يدرينا أنهم لم يخطئوا في الأمور الأخرى باعتبارهم بشراً. وماذا نقول عندما يختلفوا وتتناقض أخبارهم، ألا يشير هذا إلى نزول درجتهم في الحفظ والتذكر..الخ، هذا إذا صحت النسبة إليهم، ولا ننسى أن الأناجيل المعاصرة مترجمة من قبل أشخاص مجهولين، ومعلوم بداهة أن الترجمة من أوسع أبواب التحريف.

الأخ الكريم أبو عمر البيراوي.
ما يهم من الإنجيل هو شهادة الشاهد على قول وفعل المسيح عليه السلام، إن كان الله هو الذي أوحى بتدوين الإنجيل فإن الشاهد سيكون معصوما من الكذب ومن الخطأ في شهادته، أما حشو الرواية بأشياء خارجة عن الشهادة فهذه قد لا يكون الشاهد معصوما فيها.
أما بخصوص الاختلافات التي قلت وسفر التثنية وغير ذلك فإني أحاول أن أعلم الحقيقة من القرآن فالله هو العليم الخبير، إن كان هناك تحريف فقد علمه الله وبالتالي لا يقول عن القرآن تصديق الذي بين يديه، ولا يقول عنه : مصدقا لما معكم، فإذا كان الله قد علم المسيح عليه السلام التوراة ويحيى عليه السلام كان يعلم التوراة فهذا يعني أن التوراة كانت سليمة في عهد المسيح، ثم انتقلت إلى أتباعه من بعده لكن نسخة العهد القديم عند النصارى هي نفسها التي عند اليهود.

المسيح ليس اسمه كلمة الله ,وإنما اسمه المسيح عيسى بن مريم QUOTE]

يا أخي الكريم أنا أعلم أنه اسمه المسيح عيسى بن مريم ولم أقصد أن اسمه كلمة الله بالمعنى الذي فهمته ،أنا قصدت صفته.

كيف لم ينزل الله كتابا اسمه الإنجيل والله يقول:

(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) سورة آل عمران (3)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)سورة آل عمران(65) .QUOTE]

لم أنف تنزيل الإنجيل، أنت تظن أنه أنزل كتابا على المسيح عليه السلام، وأنا أقول إنه هو الحكمة التي أنزلها الله على قلب عيسى عليه السلام كما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الحكمة(السنة)، فالله تعالى إذا ذكر كتابا أنزل قبل القرآن فإنه يقول:
وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً )، لو كان للمسيح كتاب كالتوراة لذكر الأقرب زمنيا للقرآن ولقال : وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ عيسى.

أما ما ذكرته هنا فاسمح لي أن أقول لك هذا استشهاد بارد لا يصلح للمناقشة العلمية ، وهو أقرب إلى ترهات النصارى من أن يكون كلام مسلم يعرف الكتاب والسنة

إئت باستشهاد ولو كان مثلجا يثبت أن الله جعل كلمة الذين كفروا هي العليا فحرفوا وحيه وأمسكوا رحمته عن الناس رغم أن الله يقول : مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا .
وائت بدليل يثبت أن الإنجيل ليس بلاغا للنصارى، فإن قلت إنه بلاغ فكيف لم يبلغهم صحيحا بل محرفا!! وهل تثبت له صفة البلاغ بعد أن حرف المراد تبليغه!!
وائت بما يثبت أن القرآن ليس مصدقا لما بين يديه (التوراة والإنجيل)، وهل يصدق القرآن كتبا محرفة !!

أنا آتيك بدليل من القرآن أن التوراة والإنجيل ليسا محرفين، قال تعالى:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الكافرين.
الآية تبين مصير أهل الكتاب يهود ونصارى في الآخرة، وهؤلاء يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أزواج:
1) قسم لم يسمع بالإسلام في العهد النبوي ، ما الذي يجعلهم على شيء يوم القيامة يأمنون به من العذاب؟.
2) قسم سمع بالإسلام فعلموا أنه الدين الحق فآمنوا.
3) قسم سمعوا عن الإسلام فعرفوا أنه الدين الحق فكفروا.
الآن عد إلى الآية وقسمها إلى أجزاء ثم ضع أمام كل قسم ما يناسبه من كلام في الآية، لنبدأ من الآخر:
زمرة الكافرين يناسبها : وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ...
فئة الذين آسلموا يناسبها أن يقيموا : وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ، فبما أنكم عرفتم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله وأنه جاء بالهدى من ربكم فأقيموا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ، فمن يسلم من هؤلاء أصبح عليه أن يتعبد بما يفرضه الإسلام ولا يتعبد بالتوراة إن كان من قبل يهوديا ولا بالإنجيل إن كان من قبل نصرانيا ، هؤلاء بعد أن أسلموا لا يقال لهم : حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ .
ماذا عن فئة الذين لم يسمعوا عن الإسلام؟ هل عندهم من الهدى ما يجعلهم على شيء يأمنون به من العذاب يوم القيامة؟
هؤلاء يناسبهم من الآية : لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ، لو كانت التَّوْرَاةَ محرفة والإنجيل محرف فمعنى ذلك أنه ليس فيهما هدى ينفعهم يوم القيامة ،أما وقد قال الله (حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ) فهذا يدل أنهما لم يحرفا.
كان هذا عن أهل الكتاب، ماذا عن الناس الذين ليسوا من أهل الكتاب (الصابئين)الذين لم تبلغهم رسالة الإسلام؟
إيمان الفطرة، فالإنسان حتى لو لم يأته رسول فإنه بفطرته وعقله يستطيع أن يدرك أن للكون خالقا ، وأن هذا الخالق حكيم لم يخلق الكون عبثا وسيبعث الناس ليجزي الناس على أعمالهم فمن يعمل خيرا يجز خيرا ومن يعمل شرا يجز به، فإن آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا لإيمانه أنه سيحاسب على أعماله يوم البعث فهو لا خوف عليه ولا هو يحزن، فالهدف من بعث الرسل بالذكر هو تذكيرهم بإيمان الفطرة.
وهكذا نرى الآيات مرتبة ترتيبا محكما ، فبعد الآية السابقة التي بينت مصير أهل الكتاب الذين بلغتهم رسالة الإسلام والذين لم تبلغهم جاءت الآية التالية: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
 
الأخ الكريم (أبو علي)،

تقول:"ما يهم من الإنجيل هو شهادة الشاهد على قول وفعل المسيح عليه السلام، إن كان الله هو الذي أوحى بتدوين الإنجيل فإن الشاهد سيكون معصوما من الكذب ومن الخطأ في شهادته، أما حشو الرواية بأشياء خارجة عن الشهادة فهذه قد لا يكون الشاهد معصوما فيها" أقول تعقيباً على قولك هذا: 1. التحريف يكون بالزيادة ويكون بالنقصان، وعندما يختلط الحق بالباطل كيف نستطيع أن نميز. 2. ما الداعي لحفظ الوحي بعد انتهاء زمن البلاغ. ومعلوم أنه قد بقي على الحق بعض النصارى إلى زمن نزول القرآن الكريم. ومعلوم أن هناك أناجيل تحارب حتى الآن منها إنجيل برنابا، ولعلك سمعت بالإنجيل الذي تم اكتشافه مؤخراً ــ إنجيل يهوذاــ وقالوا إنه ينسف بعض ما في الأناجيل الرسمية، ولعلك سمعت بوثائق قمران التي أخفي جزء منها لأنها كما يقولون يمكن أن تؤدي إلى ثورة.. فما بالك تصر على الأربعة التي تم اختيارها في مجمع نيقية الذي قال بالثالوث على خلاف قول آريوس ومن يؤيده. وهل تعلم أن قرارات المجمع كانت بدعوة من الملك قسطنطين الأول وتداخلاته وضغطه، وهل تعلم أنه كان وثنياً وأنه آمن بالمسحية المثلثة وهو على فراش الموت، أي عام 327م!!! فأنت تعصم لوقا ولا تعصم برنابا التلميذ. وتعصم يوحنا غير التلميذ ولا تعصم يهوذاالتلميذ، لماذا؟!! ألأن الكنيسة المثلثة اختارت أربعة وحاربت الباقي إلى يومنا هذا؟!!
3. الإيمان باليوم الآخر من أهم أركان أي دين، فإذا كانت التوراة غير محرفة بالإنقاص فأطلب منك أن تكتب لي نصين من التوراة المعاصرة يُذكر فيهما اليوم الآخر صراحة.

يبدو أخي الكريم أنك تفهم قول الله تعالى:" مصدقاً لما بين يدي.." و"تصديق الذي بين يديه.." تفهمها فهماً يخالف فهمنا وفهم أهل اللغة. وإليك في البداية نص الآية 46 من سورة المائدة:" وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين". لاحظ أخي أن لفظة مصدقاً تكررت مرتين في الآية الكريمة. الأولى تتعلق بعيسى عليه السلام، والثانية تتعلق بالإنجيل كما هو واضح، فإذا كان المعنى كما ترى فكيف تكون التوراة بين يدي الإنجيل. ولتوضيح المعنى أقول: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"عُدَّ بين يدي الساعة..." أي قبل قيام الساعة هناك علامات هي كذا وكذا. ومصدقاً لما بين يدي من التوراة أي مصدقاً لما جاء قبلي من كتاب. والمسلمون كلهم يصدقون بكل الكتب التي سبقت وهذا من أركان الإيمان. وتصديقنا بصحف إبراهيم مثلاً لا يعني أنها موجودة الآن. أنت تفهم عبارة:" بين يدي" أن التوراة كانت مكتوبة بين يديه. وهذا غير صحيح لأن المعنى مصدقاً لما سبقني. ولو وافقناك على فهمك لكان حجة عليك، لأن عيسى عليه السلام يصدق ما بين يديه من التوراة التي علمها له الله ولا يصدق ما بين أيدي اليهود الذين كفروا به. فجاء هو يصحح وهم يكفرون كما نص القرآن الكريم، وهذا دليل على التحريف. وعندما تصر على القول إنها التوراة التي بين أيدي اليهود، لم تقل لنا اليهود السمرة أم اليهود غير السمرة، ام أنهم اليهود الذين آمنوا بوثائق قمران أم اليهود الذين آمنوا بوثائق قد تكتشف بعد حين؟!!


تقول أخي الكريم:" وأنا أقول إنه هو الحكمة التي أنزلها الله على قلب عيسى عليه السلام كما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الحكمة(السنة)، .." كأنك أخي تقول إن الإنجيل هو الحكمة كالسنة في الإسلام، فانظر الآية 110 من سورة المائدة:..وإذ علمتكَ الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل..." ألا ترى أنه حسب كلامك هناك تكرار؟!!
وتقول أخي: ((فالله تعالى إذا ذكر كتابا أنزل قبل القرآن فإنه يقول:وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً "، لو كان للمسيح كتاب كالتوراة لذكر الأقرب زمنيا للقرآن ولقال : وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ عيسى))، وأقول رداً على هذا: 1. أنت تقول إن الإنجيل قد كتب وأنه موجود ككتاب فلماذا إذن لم يذكره القرآن؟!! أنت إذن تفند رأيك كما ترى. 2. انظر الآية 111 من سورة التوبة:"... وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن.." ألا تلاحظ مجاورة الإنجيل للتوراة والقرآن وليس لليهودية والإسلام. أي للكتب. وليس للدين. 3. أما الآية 17 من سورة هود والتي استشهدت بها آنفاً فلا تصلح دليلاً لأن جملة (من قبله) أي من قبل الإنجيل في تفسير الفراء أو الطاهر ابن عاشور. ومع الاحتمال يبطل الاستدلال. فارجع إلى تفسير التحرير والتنوير وتنوّر بكلام فحل مثل الطاهر ابن عاشور. 4. ولنقبل أن المقصود القرآن الكريم ولا بأس في ذلك الذي من قبله كتاب موسى إماماً: نعم لأن الإمام هو التوراة:" يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا" فهي تشريع تفصيلي جاء عيسى عليه السلام ليؤكد عليها و:"لأحل لكم بعض الذي حُرّم عليكم"، أما الإنجيل فمعناه البشارة: "مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"، ومن هنا تجد أن النصارى يضعون التوراة المحرفة أولاً ثم الإنجيل المحرف. وتلاحظ أيضاً أن النصارى يقرون أن الأناجيل لم تفصل الأحكام الشرعية بل هو مواعظ أخلاقية ومسائل إيمانية، وهذا ما يدعوهم إلى فصل الدين عن الدولة:" دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله". فالكلام إذن عن الإمام.

وتقول أخي:(( باستشهاد ولو كان مثلجا يثبت أن الله جعل كلمة الذين كفروا هي العليا فحرفوا وحيه وأمسكوا رحمته عن الناس رغم أن الله يقول : مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا)) أقول: ما ضرورة هذه الرحمة وقد نزلت الرحمة الكبرى المتمثلة بالإسلام. وما ضرورة بقاء الرسالة الخاصة بعد نزول العامة؟!! فعندما أنزل الله تعالى الإنجيل على عيسى عليه السلام علمه أيضاً التوراة وذلك لأنها الأمة الخاصة والإنجيل لم يأت بتشريعات. أما عندما أنزل الله تعالى الرسالة العامة على محمد صلى الله عليه وسلم لم ينص على أنه سبحانه علمه التوراة والإنجيل. ألا تلاحظ الفرق؟!!
وتقول أخي:((أنا آتيك بدليل من القرآن أن التوراة والإنجيل ليسا محرفين، قال تعالى:
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الكافرين)) وأقول تعقباً على تعقيبك على الآية الكريمة:
1. مجمع نيقية الذي سبق الإشارة إليه كان عام 325 م وتم تحريم عشرات الأناجيل ومحاربتها، وبقي الصراع قائما حتى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبقيت فئات موحدة لا تعترف بالأناجيل الأربعة ولها كتبها التي حافظت عليها وفرّت بها. ونذكر بقصة سلمان الفارسي وذهابه من راهب إلى آخر حتى جاء المدينة منتظراً ظهور النبي الخاتم. وكذلك ورقة بن نوفل الذي ما إن سمع من الرسول عليه السلام حتى أقرّ بنبوته وآمن به قبل أن يؤمن الرسول نفسه سلام الله عليه وصلواته. فأي إنجيل وأية توراة تقصد الآية الكريمة. 2. لا بد من إقامة التوراة والإنجيل والقرآن كما تنص الآية الكريمة"ما أنزل إليكم من ربكم" ومعلوم أن الإنجيل قد نسخ بعض ما في التوراة وبالتالي إقامة الإنجيل تكون بأخذ الأحكام الجديدة وبذلك تقام التوراة التي نصت على المسيح قبل مجيئه، وإقامة القرآن الناسخ لبعض ما في الإنجيل والتوراة تكون بأخذ هذه الأحكام الجديدة وبذلك تقام التوراة التي نصت على محمد والإنجيل الذي نص على محمد صلى الله عليه وسلم. والكفر بمحمد يجعلهم غير مؤمنين بالتوراة والإنجيل. فالقضية المطروحة إذن لا علاقة لها بصحة هذه الكتب المختلفة والمتناقضة، وإنما القضية أنهم يزعمون التمسك بالتوراة والإنجيل والقرآن يقول لهم الكفر بالقرآن هو كفر بالتوراة والإنجيل:" الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل"، " وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به". ولتقريب الصورة أقول: من لم يؤمن بعيسى وموسى والتوراة والإنجيل فليس بمسلم. هذه عبارة صحيحة، ولكنني كمسلم لم أر عيسى ولم أرى موسى وليس من الضروري أن أعرف تفاصيل التوراة والإنجيل. وليس من الضروري أن أعرف من هواليسع أوإلياس أوإدريس، ولكنني أشهد أنهم رسل الله. وأقر بصحف إبراهيم ولا أدري أين هي، ولا يطلب مني ذلك لأن القرآن يكفي:"إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى".
 
كيف لم ينزل الله كتابا اسمه الإنجيل والله يقول:

(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) سورة آل عمران (3)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)سورة آل عمران(65) .QUOTE]

لم أنف تنزيل الإنجيل، أنت تظن أنه أنزل كتابا على المسيح عليه السلام، وأنا أقول إنه هو الحكمة التي أنزلها الله على قلب عيسى عليه السلام كما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الحكمة(السنة)، فالله تعالى إذا ذكر كتابا أنزل قبل القرآن فإنه يقول:
وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً )، لو كان للمسيح كتاب كالتوراة لذكر الأقرب زمنيا للقرآن ولقال : وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ عيسى.

يا أخانا الفاضل هداك الله للحق وأنار بصيرتنا وبصيرتك، قبل أن تجتهد اعلم ما في القرآن ، الله يقول:

(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) سورة الأعراف(157)

مكتوباً، أين؟ في التوراة والأنجيل.

إئت باستشهاد ولو كان مثلجا يثبت أن الله جعل كلمة الذين كفروا هي العليا فحرفوا وحيه وأمسكوا رحمته عن الناس رغم أن الله يقول : مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ..[/COLOR]

أخانا الفاضل أنت يبدو لا تفهم القرآن على وجهه الصحيح
فكلمة الله هي العليا دائماً ، وظهور الباطل وانتفاشه في زمن من الأزمان لا يعني أن كلمتهم هي العليا.
فبنوا اسرائيل كفروا وكتموا الحق وقتلوا الأنبياء بغير حق وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس، فهل هذا في نظرك إمساك لرحمة الله ؟ إن قلت : نعم فقد ناقضت نفسك. وإن قلت: لا. فما الفرق بين هذا والتحريف الذي أثبته الله في كتابه؟

وللكلام بقية.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
أخي الفاضل أبو عمرو البيراوي .
كتاب موسى عليه السلام وصف بالفرقان وبالموعظة وبالذكر، أنا لا أعلم أين هي التوراة من بين هذه الأسفار إلا أنها موجودة، وبحثي هنا قائم على معرفة الحق من القرآن وحده.
بالأمس أتيت بآية تعبر عن تقرير مصير أهل الكتاب المعاصرين للقرآن في عهد نزوله ، فمنهم من لم يصله خبر ظهور الإسلام ومنهم من وصلهم خبر ظهوره.
أما الذين لم يصلهم خبر ظهور الإسلام لا يقال لهم لستم على شيء حتى تقيموا ما جاء به القرآن الذي أنزل إليكم من ربكم بل يناسبهم من الآية : لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ .
لو كانت التوراة والإنجيل محرفين فكيف يأمرهم أن يقيموا كتابين محرفين!!
واليوم أخي الفاضل محب القرآن الكريم أتى بآية لا تتفق مع مايعتقده ، الآية هي :
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ....).
هذا يعني أن النبي الأمي حين يبعث ستكون التوراة موجودة وما على اليهود إلا النظر في التوراة فسيجدونه مكتوبا فيها، وفعلا قال القرآن عن اليهود : فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به.
وكذلك الإنجيل سيكون موجودا حين يبعث النبي الأمي وما على النصارى إلا البحث عنه في الإنجيل فسيجدونه مكتوبا فيه.
الذي ينفي وجود الإنجيل ينفي تحقق وعد الله ، ها هو النبي الأمي قد ظهر ولكن الإنجيل غير موجود ليجدوا النبي الأمي مكتوبا فيه!!
أنا أرى الآية تقص الواقع فعلا عند أهل الكتاب، وأن هذه الآية أثبتت وجودا للإنجيل ، وأنك لو بحثت فيه عن النبي الأمي فستجده مكتوبا مع الأخذ بالاعتبار أن الإنباء بالغيب يضرب له الأمثال .
أشكرك يا أخي محب القرآن فكلما استشهدت بآية إلا وجاءت موافقة لما أقول به.
 
واليوم أخي الفاضل محب القرآن الكريم أتى بآية لا تتفق مع مايعتقده ، الآية هي :
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ....).
هذا يعني أن النبي الأمي حين يبعث ستكون التوراة موجودة وما على اليهود إلا النظر في التوراة فسيجدونه مكتوبا فيها، وفعلا قال القرآن عن اليهود : فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به.
وكذلك الإنجيل سيكون موجودا حين يبعث النبي الأمي وما على النصارى إلا البحث عنه في الإنجيل فسيجدونه مكتوبا فيه.
الذي ينفي وجود الإنجيل ينفي تحقق وعد الله ، ها هو النبي الأمي قد ظهر ولكن الإنجيل غير موجود ليجدوا النبي الأمي مكتوبا فيه!!
أنا أرى الآية تقص الواقع فعلا عند أهل الكتاب، وأن هذه الآية أثبتت وجودا للإنجيل ، وأنك لو بحثت فيه عن النبي الأمي فستجده مكتوبا مع الأخذ بالاعتبار أن الإنباء بالغيب يضرب له الأمثال .
أشكرك يا أخي محب القرآن فكلما استشهدت بآية إلا وجاءت موافقة لما أقول به.

الأخ الفاضل أبو علي
حفظك الله أنا لا أنكر وجود التوراة والإنجيل ، ولكني أنكر أن تكون التوراة والأنجيل هي هذه المسماة بالعهدين القديم والجديد أو "الكتاب المقدس". لأن فيها من التنقص للخالق وللأنبياء ما يجعلنا نقطع بأنها ليست هي التوراة والأنجيل .
وإشكاليتك أخي الكريم يبدو أنها من طريقة فهمك للنصوص وتنزيلها على الواقع فتدبر الأمر بصورة صحيحة وفقنا الله وإياك إلى كل خير.
 
الأخ الكريم (أبو علي)،

أولاً: لا بأس عليك أن تؤمن بأن الإنجيل ـــ وليس الأناجيل ـــ كان موجوداً في عصر الرسول عليه السلام، متأولاً الآية الكريمة، ولكن البأس كل البأس في الزعم أن الأناجيل الأربعة ظاهرة التحريف وظاهرة التناقض فيما بينها هي المقصودة. فلماذا إذن لا تقبل إنجيل برنابا الذي يرفض ألوهية المسيح ويرفض فلسفة الصلب؟!! هل نقبل الأربعة في رأيك دون غيرها لأنها من اختيار جماعة تقول بالتثليث.
ثانياً: اضافة لكلامنا السابق في هذه المسألة فإن من ضمن مفهوم إقامة التوراة والإنجيل تنقيتها من كل ما لابسها من زيادة، وبيان ما تم من نقصان، والذي يعني في النهاية ما جاء في قوله تعالى في الآية 187 من سورة آل عمران:"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ". ولنا هنا على هذه الآية الملاحظات الآتية:
1. الآية تشهد أن أهل الكتاب كتموا الكتاب. وعليه هم ليسوا على شيء حتى يبينوا ما كتموه ويعترفوا بتحريف أسلافهم. ونحن نعرف أنهم لم يستجيبوا إلى هذه الدعوة. ومثل هذا المعنى قول الله تعالى للرسول عليه السلام:" يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته..." (ما) تعني كل، فإذا لم تبلّغ الكل فما بلّغت الرسالة. فكتمان أي جزئية من الرسالة يعني أنه لم يتم البلاغ. فأهل الكتاب ليسوا على شيء حتى يأخذوا الدين كاملاً باتباع محمد صلى الله عليه وسلم المنصوص عليه في الكتب السابقة.
2. هل كل أهل الكتاب كتموا ولم يبيّنوا؟! الجواب لا، هناك من عرف وآمن. إذن قول القرآن الكريم:" فنبذوه" يقصد به أغلب أهل الكتاب. وكذلك عندما يقال أهل الكتاب يقصد أنّ لديهم بمجوعهم أغلب الكتاب. ونقصد بأغلب هنا 51% فما فوق.
3. أكثر ما وردت لفظة (القرآن) في القرآن الكريم في المرحلة المكية، ومن أول نزول القرآن أطلق على الجزء منه أنه قرآن. وكذلك الأمر في التوراة والإنجيل الإنقاص من هذه الكتب لا يمنع من تسميتها وكذلك الزيادة عليها لا يمنع من بقاء جزء يسمى توراة أو إنجيل.
4. مع إقرار العلماء من المسلمين بتحريف التوراة والإنجيل إلا أنهم يقولون بوجود نصوص تبشر بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم، لأن التحرف يعني الزيادة على الأصل أو الإنقاص منه، والله تعالى يقول أنه على الرغم من التحريف يجدونه مكتوباً عندهم. فإذا وجدنا في هذه الكتب نسبة من الحق، لا يعني ذلك أنها 100% حق.
5. أما قولك أخي الكريم:((بالأمس أتيت بآية تعبر عن تقرير مصير أهل الكتاب المعاصرين للقرآن في عهد نزوله ، فمنهم من لم يصله خبر ظهور الإسلام ومنهم من وصلهم خبر ظهوره.أما الذين لم يصلهم خبر ظهور الإسلام لا يقال لهم لستم على شيء حتى تقيموا ما جاء به القرآن الذي أنزل إليكم من ربكم بل يناسبهم من الآية : لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ...." ولنا هنا على هذا الكلام الملاحظة الآتية: تقول:" الذين لم يصلهم خبر ظهور الإسلام لا يقال لهم لستم.." هذا عجيب، لأن القرآن لا يكلّم إلا من يسمع. فلا يعقل أن نقول :"اسمع يا من سوف لا يسمع" هذا طبعاً من العبث. فالكلام إذن لمن يسمع ويصله البلاغ.
وأخيراً انظر أخي الكريم كيف أنهم كانوا يُخفون الحق المدون، ولا يزالون. هل تعلم أن إنجيل برنابا أول ما عُثر عليه عثر عليه في مكتبة البابا في الفاتكان. نعم تدبر معنا الآية 91 من سورة الأنعام:"....قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا....". لذلك لا تستغرب في المستقبل أن يتم العثور على نسخ تقلب الموازين، وأول بوادر ذلك: إنجيل برنابا، وإنجيل يهوذا، ووثائق قمران...الخ.
 
أخي الكريم محب القرآن الكريم
قتل الأنبياء لا يعد إمساكا لرحمة الله لأن الموت يسمى بتعبير آخر (وفاة)، فوفاة الإنسان بموت أو قتل تعني أن أجله الذي قدره الله له قد تم :: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا .
أما وجود الباطل فهو لاختبار الناس به .
أما الوحي الإلهي فهو رحمة (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يستحيل أن يمسكها أحد عن الناس بالتحريف أو الحذف. وكما قلت سابقا البلاغ يتناقض مع التحريف.
أخي الكريم انتبه إلى واو الجماعة في قوله تعالى عن القوم : يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، هذا يعني أن التوراة والإنجيل موجودان عند القوم في بقاع العالم.
أخي الكريم أبو عمرو البيراوي
تقول : ولنا هنا على هذا الكلام الملاحظة الآتية: تقول:" الذين لم يصلهم خبر ظهور الإسلام لا يقال لهم لستم.." هذا عجيب، لأن القرآن لا يكلّم إلا من يسمع. فلا يعقل أن نقول :"اسمع يا من سوف لا يسمع" هذا طبعاً من العبث. فالكلام إذن لمن يسمع ويصله البلاغ.
أقول: إذا سأل السامع عن مصير أبيه المتوفى أو يريد معرفة مصير غيره من أهل الكتاب الذين لم يصلهم البلاغ ألا يكون في هذه الآية ما يجيب على سؤاله!!
كما أنه ليس من المعقول أن يخاطب أهل الكتاب الذين عرفوا الحق الذي جاء به القرآن أن يقيموا التوراة والإنجيل، فهل على اليهودي الذي أسلم أن يقيم تعاليم التوراة التي تأمره أن يسبت يوم السبت!!
أخي الفاضل أبو عمرو
تقول : أكثر ما وردت لفظة (القرآن) في القرآن الكريم في المرحلة المكية، ومن أول نزول القرآن أطلق على الجزء منه أنه قرآن. وكذلك الأمر في التوراة والإنجيل الإنقاص من هذه الكتب لا يمنع من تسميتها وكذلك الزيادة عليها لا يمنع من بقاء جزء يسمى توراة أو إنجيل.
أقول: القرآن لم يقل (توراة) ولم يقل (إنجيل) بل ذكرهما معرفين ب (ال)، الغير مكتمل لا يعرف ب (ال).
أما استشهادك أخي الكريم بالآية:
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ".
الآية تشهد أن أهل الكتاب كتموا بيان الكتاب، والكتمان لا يعني تحريف الكلام المكتوب بكتابة كلام آخر مكانه، ولا يعني الكتمان شطب الكلام المسطور من الكتاب، فقد يكون كتحريف الشيعة لمعاني الآيات كتفسيرهم للآية (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)
، (الْكِتَابُ ) يعني عند الشيعة في هذه الآية هو علي رضي الله عنه.
أما إنجيل برنابا فهو كباقي روايات الإنجيل الأخرى ليس فيه ذكر لألوهية المسيح عليه السلام إلا أنه ظهر إلى الوجود في القرن 15،
لو كان إنجيلا لكان مع النصارى كباقي روايات الإنجيل الأخرى لأن رحمة الله لا يمسكها أحد عن الناس ، برنابا يذكر أن مدينة نينوى تقع على البحر الأبيض المتوسط بينما هي في العراق، وأن مدينة الناصرة تقع على بحيرة طبرية.
إنجيل برنابا إنجيل مزيف موضوع ،وسنرى أي الروايات التي يصدقها القرآن في ما يسمى بحادثة الصلب.
الله تعالى يختبر الناس اختبارا يتناسب مع الهدى الذي آتاهم، المسيح عليه السلام آتاه الله البينات التي هي من خصوصيات الله : يحيي الموتى بإذن الله، والاختبار المتوقع لأتباعه هو أن يوسوس لهم الشيطان بأن المسيح لم يفعل تلك العجائب إلا لأنه إله تجسد في صورة إنسان.
من حكمة الله أنه لا يختبر قوما حتى يبين لهم ما يتقون به الفتنة،قال تعالى : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
فما هي الآية المناسبة التي يمكن أن يتقوا بها فتنة تأليه المسيح عليه السلام ؟
إنها آية الموت، فالإله لا يموت، قال تعالى:
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا.
إذن وفاة عيسى عليه السلام آية للناس تقيهم من تأليهه لعلهم يذكرون، ولكي تكون حجة عليهم فإنها ينبغي أن تكون آية مبصرة تستيقنها أنفسهم، ووسيلة اليقين هي الرؤية.
إذن فوفاة المسيح ينبغي أن تكون مرئية للناس يراهاأعداءه وأنصاره، فإذا كان المسيح هو الذي أمسكه أعداءه فتلك آية أنه لو كان إلها لاستطاع نصر نفسه لكنه لا يملك لنفسه نفعا .
القرآن جاء لنا بشهادته على ما حصل للمسيح عليه السلام إذ قال:
(وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) ، لم يأت في الآية ذكر للمشبه ولا للمشبه به، فكيف نفهم كيفية التشبيه!!
إذا تابعنا قراءة الآية إلى آخرها فسيتبين لنا كيفية التشبيه، قال تعالى بعد ذلك : وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا.
الأبصار لا تختلف في جوهر الشيء بل في عرضه، أي أن الناس لا تختلف في أن الواقف أمامهم هو فلان الفلاني، ولكنهم قد يختلفون مثلا إذا كان هذا الفلان مصفر اللون ، فريق سيظن أنه لونه الطبيعي ، وفريق آخر سيظن أنه مريض لأن حالته (تشبه) حالة المريض.
مثلا : جماعة من الناس مر أمامهم رجلان، أحدهما يمشي مشيا مضطربا: يتمايل يمينا وشمالا ، سيظن فريق من المشاهدين أن الرجل مخمور، وقد يظن البعض الآخر أن الرجل قد يكون فقد توازنه نتيجة دوار في رأسه سبب له دوخة.
قول كلا الفريقين مبني على الظن، فالذين ظنوا أنه مخمور لم يقتربوا منه ليشموا رائحة الخمر منبعثة من فمه،وما ظنوا الرجل مخمورا إلا لأن حاله (يشبه) حال شارب الخمر ، فمن عنده اليقين في هذه المسألة؟
اليقين عند رفيق الرجل فهو صاحبه ، فإذا جاء لينفي السكر عن صاحبه وليكذب ما ظنه البعض فإنه سيقول:
ما كان فلان مخمورا وما شرب مسكرا ولكن شبه لهم.
لماذا استعمل كلمة (شبه لهم)؟
لأن الذين قالوا إنه مخمور ما قالوا ذلك إلا لأن حاله وطريقة مشيه (تشبه) حال السكارى.
وبما أنه نفى حالة السكر فإن الفريق الثاني هو الذي كان على صواب، فالاختلاف يحصل في شيئين متشابهين نتيجتهما واحدة : السكر ودوار الرأس نتيتجتهما واحدة هي فقدان التوازن.
الموت والقتل نتيتجتهما واحدة هي فقدان الحياة.
الآية: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)، الاختلاف بين المشاهدين هو أن فريقا منهم ظن أن المسيح قتل لأن وفاته حصلت وهو على الصليب فالمسامير في نظرهم هي التي سببت الموت، وفريق آخر استبعد أن يكون المسيح مات بسبب ذلك فرجحوا أن الله هو الذي توفاه، كلا الفريقين لم يكونوا على يقين وإنما هو ظن، والذي عنده اليقين هو الله تعالى : وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا.
إذن فالفريق الذي ظن أن المسيح عليه السلام توفاه الله هو الذي كان ظنه في محله.
والخلاصة مما جرى يتبين منها صحة ضرب المسيح ويحيى عليهما السلام مثلا للإنسان جسد يحيى بالروح، فإذا قتل الإنسان فإن جسده هو الذي تهدم بنيته (يقتل) ، أما الروح فلا تقتل ولكنها تتألم فقط، وهذا هو ما حصل : الجسد الحي قتل (يحيى)، والروح تألم (المسيح).

أيضا تبين لنا أن كيفية ولادة المسيح شبيهة بكيفية موته، فاليهود ماديون يردون كل شيء إلى الأسباب، فيوم ولد المسيح اتهموا أمه ،والحقيقة أن الله هو الذي نفخ الروح.
ويوم مات المسيح قالوا نحن من قتله، والحقيقة أن الله هو الذي قبض الروح.

وفاة المسيح عليه السلام أبطلت فكرة تأليهه، فمن ذا الذي سيصدق أن المسيح هو الإله المتجسد في عيسى!! هل الإله يموت!!
لم يكن أمام الشيطان إلا اللجوء إلى تبرير الوفاة بعقيدة الفداء.


وهكذا أجد أن القرآن مصدق لروايات الإنجيل الأربعة، أما ما يسمى إنجيل برنابا فهو إنجيل مدسوس به أخطاء جغرافية، ويزعم أن الذي مات على الصليب هو يهوذا لذلك اعتبره النصارى إنجيل مدسوس من طرف أحد المسلمين.
 
الأخ الكريم (أبو علي).

تقول رداً على محب القرآن:((قتل الأنبياء لا يعد إمساكا لرحمة الله)): أقول: أن تقول إن التحريف إمسك للرحمة، فكيف لا يكون القتل قبل تمام التبليغ إمساك وفق منطقك. وقد كررنا كثيراً أن الرسالة بعد انتهاء زمنها لا يلزم حفظها ويكون البلاغ قد حصل لأهله.
وتقول: (فوفاة الإنسان بموت أو قتل): أقول:الموت وفاة والقتل وفاة والنوم بنص القرآن وفاة، وأخذ الشيء وافياً وفاة..
وتقول: (هذا يعني أن التوراة والإنجيل موجودان عند القوم في بقاع العالم): أقول: ناقشنا هذا فارجع إليه. ولو قلت موجود ومكتوم لهان الأمر، أما أن تكون الكتب المحرّفة هي التوراة والإنجيل فهذا رد على القرآن، لأن التحريف ثابت وملموس حتى عند أهل التوراة والإنجيل.
وتقول: (إذا سأل السامع عن مصير أبيه المتوفى أو يريد معرفة مصير غيره من أهل الكتاب الذين لم يصلهم البلاغ ألا يكون في هذه الآية ما يجيب على سؤاله):أقول: تقول إذا سأل: إذاً سيكون الجواب لمن سأل أي من يسمع.

تقول: (القرآن لم يقل توراة ولم يقل إنجيل بل ذكرهما معرفين بـ ال، الغير مكتمل لا يعرف ب ال). أقول: ومن بداية نزول القرآن الكريم كان يقول القرآن، وليس قرآن.

وتقول: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ".الآية تشهد أن أهل الكتاب كتموا بيان الكتاب، والكتمان لا يعني تحريف الكلام المكتوب بكتابة كلام آخر مكانه، ولا يعني الكتمان شطب الكلام المسطور من الكتاب) أقول: عندما يكتم إذن لا يظهر، والذي يظهر هو ما يريدون ظهوره. ووفق منطقك أليس الكتمان إمساك للرحمة. وعلى أية حال ظهور الإسلام هو استمرار للرحمة المنزلة فلم ينجح كتمانهم، وذلك لبقاء من هم على الدين الحق حتى ظهر الإسلام فأسلموا واستمرت كلمة الحق ظاهرة.

والكتمان صورة من صور التحرف، لأنه إنقاص، أما الصورة الثانية من صور التحريف، وهي الزيادة، فقد نصت عليها الآية الكريمة 79 من سورة البقرة:"فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ".

تقول:"أما إنجيل برنابا فهو كباقي روايات الإنجيل الأخرى ليس فيه ذكر لألوهية المسيح عليه السلام إلا أنه ظهر إلى الوجود في القرن 15، لو كان إنجيلا لكان مع النصارى كباقي روايات الإنجيل الأخرى لأن رحمة الله لا يمسكها أحد عن الناس): أقول: هذا عجيب، إذن أنت تشترط لصحة الإنجيل أن يعترف به أهل الثالوث، الذين يعترفون أن الأناجيل كانت أكثر من مائة حتى مجمع نيقية عام 325م. بإشراف امبراطور وثني. ثم إن اكتشاف هذا الإنجيل أول مرة في مكتبة الفاتكان، والمرة الثانية في مكتبة البلاط الملكي في فينا عاصمة النمسا.

وتقول:(( برنابا يذكر أن مدينة نينوى تقع على البحر الأبيض المتوسط بينما هي في العراق، وأن مدينة الناصرة تقع على بحيرة طبرية)):أقول: إذا سلمنا بهذا الكلام فهذا الأمر ينطبق على الأناجيل الأربعة المتناقضة والمليئة بالأخطاء، فلماذا برنابا محرف والأربعة التي اختارها أهل التثليث غير محرفة؟!!

تقول: (والاختبار المتوقع لأتباعه هو أن يوسوس لهم الشيطان بأن المسيح لم يفعل تلك العجائب إلا لأنه إله تجسد في صورة إنسان...الخ) أقول: كل الأنبياء والرسل جاءوا بعجائب، وهل شق البحر بالعصا ليس بعجيبة، وهل هي في مقدور البشر. وتأليه المسيح جاء بعد موته ــ الذي تزعم ــ وليس وهو حي. ولم يكن المسيح أول من أُلِّه من البشر. واليهود لديهم خبر في التوراة المحرفة أن نوح عاش 950 سنة. وعندهم أن إيليا (إلياس) رفع إلى السماء وسيعود، وهذا مذكور في الإنجيل المحرف أيضاً، فلماذا لم يؤلّه إيليا النبي أيضاً.

تقول:((إذن فوفاة المسيح ينبغي أن تكون مرئية للناس يراها أعداءه وأنصاره، فإذا كان المسيح هو الذي أمسكه أعداءه فتلك آية أنه لو كان إلها لاستطاع نصر نفسه لكنه لا يملك لنفسه نفعا )) أقول: وزعمت الأناجيل المحرفة أنه قام من الأموات بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الرب. ألا يدفع هذا القول إلى تأليه المسيح عليه السلام؟!!! ثم لم تكن في حياته أية بوادر على تأليهه، بل حصل ذلك بعد زمن طويل بتأثير العقائد الرومانية الوثنية.

(وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ): نحن نتفق معك أن الأمر اشتبه عليهم. وصور الاشتباه كثيرة ليس منها التعليق على الصليب، لأن التعليق على الصليب هو صلب. والزعم بأنه ليس بصلب حتى يؤدي إلى موت على الصليب هو زعم ناتج عن أن أكثر الذين يُصلبون يصلبون بغرض القتل. وأراك تصر على أنه مات على الصليب ولم يمت نتيجة الصلب، والشيخ أحمد ديدات يحاول أن يثبت من خلال الأناجيل المحرفة أنه لم يمت على الصليب، لأنها تذكر أنهم عندما أنزلوا الجسد المصلوب عن الصليب أصابت حربةُ جندي روماني جسد المصلوب فنزل دم كثير وماء. وهذا يعني أن الجسد حي.... ويمكنك مراجعة تفصيل ذلك في كتب أحمد ديدات. ولكن يبقى أن الإشكال في الزعم أنه علق على الصليب.

أخي الكريم: ليست المشكلة في كونه عليه السلام قتل أو لم يقتل، وإنما المشكلة في العقيدة التي زعمت أن الله تعالى أرسل إبنه ليعاني على الصليب ليغفر خطيئة البشر المتوارثة عن آدم. ولو لم تكن هذه العقيدة لما استحق الأمر الذكر، فكم من نبي قُتل!!
ومسألة أخرى أخي: الخلاف بيننا وبينك أنك تريد أن تثبت أن ما في الأناجيل الأربعة صحيح، على الرغم من أنها تناقض بعضها بعضاً، وعلى الرغم من أخطائها. ومن هنا لا تفيد المحاولات لإثبات وجود ما هو صحيح في هذه الأناجيل، لأننا لا نقول بأن كل ما فيها هو خطأ، ولكن نقول إن فيها أخطاء وتناقضات تثبت أنها محرفة. فماذا يفيدك إذن أن تثبت وجود الصحيح وأنت تتغافل عن الخطأ.
مسألة أخيرة: إذا كنت مقتنع بوجود الإنجيل ـــ وليس الأناجيل ـــ فابحث عنه بعيداً عن الأربعة المحرفة.
 
السلام عليكم
الأخ أبو عمرو
(وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ): نحن نتفق معك أن الأمر اشتبه عليهم. وصور الاشتباه كثيرة ليس منها التعليق على الصليب، لأن التعليق على الصليب هو صلب. والزعم بأنه ليس بصلب حتى يؤدي إلى موت على الصليب هو زعم ناتج عن أن أكثر الذين يُصلبون يصلبون بغرض القتل
لكي يشتبه عليهم أنهم قتلوه فلابد أنه قد وقع مايؤدى إلى هذا ؛كأن يكون رماه أحد الجنود بحربة أصابته ولكنها لم تقتله وظنوا هم أنها قتلته
ولأنه شبه لهم أنهم صلبوه ؛فما الذي يؤدى إلى الاشتباه بالصلب ؟
روي في ذلك أنه ألقى شبهه على أحد تلاميذه أو كل تلاميذه ؛ كان هذا تفسيرا لكلمة -شبه - ؛ وهو تفسير قد يصح وقد لايصح ؛وإن كان فى كتبهم -التى قلت وأقول معك بتحريفها - فسيكون المفسر جاء بها من هذه الكتب فلا يصح تفسيره ؛كما أن السياق يدل على أن أمر القتل وأمر الصلب هو الذى شُبه لهم ؛
فهل كانت شبهة قتله في حادثة أو واقعة غير واقعة شبهة الصلب ؛يبدو ذلك ؛ فليستا فى وقت واحد
فكيف شبه لهم أمر الصلب ؟
نحتاج لتحرير معنى الصلب فلنبحث الكلمة فى القرآن
"... وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه .." يصلب = يموت على الصليب ؛=يموت صلبا ؛ مثل يموت غرقا ,يموت شنقا ؛يموت قتلا ,يموت رميا بالرصاص
والأهم أنه قد يوضع على الصليب ولايموت ؛فكما أن من أصابته الحربة ولم يمت فليس بقتيل ,فكذلك من وضع على الصليب ولم يمت فليس بصليب
فالذين يصلبون لايصلبون بغرض القتل ولكن بغرض الموت
نأتى إلى اشكالية رفعه
؛وهي موضوع هذا البحث
فمعظم التفاسير تقول أنه رفع وأنه حي وكأنها تؤيد ما جاء فى الأناجيل المحرفة ولاتختلف معها إلا فى قولها المحرف " جلس عن يمين أبيه"
فهل من تفصيل لهذه المسألة -مسألة الرفع -من خلال فهم آيات القرآن التى جاء فيها الرفع؛ مع الأخذ فى الاعتبار قولك
أقول: وزعمت الأناجيل المحرفة أنه قام من الأموات بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الرب. ألا يدفع هذا القول إلى تأليه المسيح عليه السلام؟!!! ثم لم تكن في حياته أية بوادر على تأليهه، بل حصل ذلك بعد زمن طويل بتأثير العقائد الرومانية الوثنية.
لأنه إن كانت قيامته من الأموات بعد ثلاثة أيام تدفع إلى تأليهه ؛فرفعه من بين الناس -جسدا وروحا- تُحدث فتنة أشد ؛ وعليه يبدو أن هناك سيناريو مختلف لما حدث ؛ولكيفية الرفع؛ بل إن قيامته من الأموات لن تكون غير قيامة أصحاب الكهف بعد ثلاث مئة سنين أو الذي مر على قرية بعد مئة عام أو قيامة مرضى الغيوبة ..أي إتها مبررة ولا تدفع لتأليهه ؛ أما رفعه على الكيفية التى نقرأها في التفاسير هو ما قد يؤدى إلى هذا ؛
ثم هل بلغهم ما أوحاه الله له " إذ قال الله ياعيسى إنى متوفيك ورافعك .." نعم بلغهم ؛إذن فلا اشكال في رفع المسيح المتوفى لأنه سيكون ككل متوفى ؛ويُرفع منه ما يُرفع من كل متوفى
والله أعلم
 
ما يسمى بالكتاب المقدس يقول بكل وضوح أنه صلب ومات على الصليب ، والقرآن نفى ذلك ، فلماذا نحاول أن نبحث عن معنى آخر للصلب ؟

وأما الرفع في القرآن فمعناه واضح وكيفيته مجهوله الله أعلم بها.
وكونه رفع حيا أو ميتا فالآيات محتمله للأمرين ، وأنا أرى أن كثيرا من المتكلمين في هذا الموضوع ينكرون بشدة وفاة المسيح عليه السلام وفاة حقيقية مع الخلاف في المسألة واحتمال الأدلة . ولا أدري لماذا؟
 
الأخ الكريم مصطفى سعيد،

أولاً: يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير:((وما صلبوه: لأنّ الصلب قد يكون دون القتل، فقد كانوا ربما صلبوا الجاني تعذيباً له ثم عفوا عنه". من هنا يكون القرآن الكريم قد نفى الصلب ونفى القتل، وأثبت في مقابلهما الرفع.
أما بالنسبة لصلب المحارب فيقول:"الصّلب : وضع الجاني الّذي يُراد قتله مشدوداً على خشبة ثُمّ قتله عليها طَعناً بالرّمح في موضع القتل . وقيل : الصّلب بَعْد القتل . والأول قول مالك، والثّاني مذهب أشهب والشّافعي". إذن عند الشافعي المقصود بالصلب عرض المقتول وتعليقه ليراه الناس بعد قتله فيعتبروا. ولا يجوز في الشريعة الإسلامية ترك الإنسان مصلوباً حتى يموت، لأن هذا القتل فيه تعذيب يطول، فنهى الرسول عليه السلام عن القتل صبراً.
ثانياً: أما الآية الكريمة:" فيصلب فتأكل الطير من رأسه": فُهم القتل من قوله تعالى:"فتأكل الطير من رأسه".
ثالثاً: يتفق رواة الأناجيل بما فيهم برنابا على أن المسيح رؤي بعد حادثة الصلب المشتبهة، وهذا ما دعاهم إلى القول إنه قام بعد ثلاثة أيام. ولم يره أحد منهم يقوم من الأموات، وإنما رأوه حياً يسير بينهم. وهذا يؤكد مسألة الاشتباه، التي لها احتمالات كثيرة. أما حادثة الرفع فيبدو أنها شوهدت من قبل التلاميذ، كما شوهدت حادثة رفع إيليا المنصوص عليها في العهد القديم، أي أن اليهود خبروا مسألة الرفع صحت أم لم تصح (اقصد رفع إيليا). ولم يؤلّه إيليا الذي هو عندنا إلياس عليه السلام، والذي هو عند بعض المفسرين إدريس.
رابعاً: لا القيام من الأموات، ولا الرفع يدعو إلا التأليه، ويبدو أخ مصطفى لم تفهم تماما ردي على أبي علي، فقد كنت أبين له أنه لا ضرورة للقول بموته بزعم أن ذلك ينفي عنه الألوهية بموته. فلا يحتاج الرفع إلى موت سابق لتنتفي شبهة التأليه لأنه لا شبهة، فقد عرفت المعجزات للأنبياء، وهناك في علوم اليهود من قام بعد الموت، وهناك من رفع حياً. بل إن تأليه العزير ربما لأنه قام بعد الموت، ولم يؤله اليهود إيليا الذي رفع حياً.
خامساً: أما معنى (الوفاة) فيرجع إليها في كتب التفسير. وعلى أية حال القرآن الكريم نفى الصلب والقتل.
 
السلام عليكم
نعود للحوار حول ما جاء فى أول مداخلة
{إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك }( آل عمران 55) .
فقد ذكر المفسرون ثلاثة أقوال في المراد بالتوفي في هذه الآية :
الأول : قول الجمهور ورجحه ابن كثير وهو أن المراد به توفي النوم ، فكلمة الوفاة كما تطلق على الموت تطلق على النوم أيضاً .
الثاني : أن في الكلام تقديماً وتأخيراً والتقدير ( إني رافعك ومتوفيك ) أي بعد النزول وهذا القول منسوب إلى قتادة .
الثالث : أن المراد بالتوفي هو نفس الرفع ، والمعنى : ( إني قابضك من الأرض ومستوفيك ببدنك وروحك ) وهذا رأي ابن جرير
وجميع هذا الأقوال كما ترى متفقة على أنه رفع حياً ، وإن كان بعضها أصح وأولى بالقبول من بعض ، قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى ( 4/322- 323) : " وأما قوله تعالى : {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا }(آل عمران 55) ، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت ، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين ، فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء فعلم أن ليس في ذلك خاصية ، وكذلك قوله :{ومطهرك من الذين كفروا }(آل عمران 55) ، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء .
أين الدليل على رفعه حيا ؛فقد توفى
القول الأول كما رجحه ابن كثير يدل على أنه جرى عليه ما يجرى على عامة الناس؛ والرفع نائما بجسده وروحه لادليل عليه ؛ فما فائدة أن يكون نائما الآن فى السماء
والقولين الثانى والثالث هما لىّ لدلالة الآية لتوافق مارسخ فى الفكر من أنه حى فى السماء ؛
وقول شيخ الاسلام : ) : " وأما قوله تعالى : {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا }(آل عمران 55) ، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت ، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين ..
ومافى ذلك ؟! هل هناك ما يدعو ألا يكون كسائر المؤمنين بمن فيهم الأنبياء
وقوله : وكذلك قوله :{ومطهرك من الذين كفروا }(آل عمران 55) ، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء . .وهل يعنى أن بدن انسان فى الأرض أنه غير طاهر
ثم أن الرفع كما جاء فى الآيات الدالة عليه ؛هو رفع إلى الله بعد أن توفاه الله
لقد سبقه التوفى ؛لاشك فى هذا إذن قد توفى وهو الآن متوفى وليس حيا ؛وحتى الأحياء كالشهداء أجسادهم فى الأرض فما بالك بمن ليس حيا
ووجود الجسد فى السماء لادليل نقلى عليه وهو مستبعد عقلا
 
الأخ الكريم مصطفى،

إليك ما نقله الماوردي في تفسير الوفاة:

{ إِذْ قَالَ اللَّهُ : يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } فيه أربعة أقاويل :
أحدها : معناه إني قابضك برفعك إلى السماء من غير وفاة بموت ، وهذا قول الحسن ، وابن جريج ، وابن زيد .
والثاني : متوفيك وفاة نوم للرفع إلى السماء ، وهذا قول الربيع .
والثالث : متوفيك وفاة بموت ، وهذا قول ابن عباس .
والرابع : أنه من المقدم والمؤخر بمعنى رافعك ومتوفيك بعده ، وهذا قول الفراء .

وعليه ليست القضية المطروحة هنا؛ هل توفي المسيح عليه السلام ثم رفع، أم رفع حياً، وإنما كنا في نقاش مطول مع الأخ (أبو علي) يمكنك أن ترجع إليه، فالأخ يطرح مسائل في غاية الخطورة، لذلك رأيت أن أناقشه في كل مسألة يطرحها.
أما مسألة الوفاة التي وردت عرضاً فهي مسألة لغوية قصدنا أن نلفت الانتباه إلى أنها لا ترادف كلمة الموت كما يتوهم، وإن كان الموت صورة من صور الوفاة. وليس هناك من إشكال أن يكون المسيح عليه السلام قد قبض أولاً ثم رفع ـــ وهو ما عليه قسم من العلماءـــ أو أن يكون قد رفع حياً، وهو ما عليه الجمهور. وما يهمنا هنا أن نقول إنه لم يمت على الصليب ولم يقتل.
 
.[/color]وهل يعنى أن بدن انسان فى الأرض أنه غير طاهر
ثم أن الرفع كما جاء فى الآيات الدالة عليه ؛هو رفع إلى الله بعد أن توفاه الله
لقد سبقه التوفى ؛لاشك فى هذا إذن قد توفى وهو الآن متوفى وليس حيا ؛وحتى الأحياء كالشهداء أجسادهم فى الأرض فما بالك بمن ليس حيا
ووجود الجسد فى السماء لادليل نقلى عليه وهو مستبعد عقلا

الأخ الفاضل مصطفى سعيد حفظك الله ورعاك
قولك :"ووجود الجسد فى السماء لادليل نقلى عليه وهو مستبعد عقلا"
أقول:بلى ، الآية دليل واضح عليه فقوله تعالى :" بل رفعه الله إليه" دليل على أنه رفعه روحا وجسداً ، وهذا آكد في نفي ادعاء اليهود أنهم قتلوه أو صلبوه ،وآية آل عمران تؤكد الرفع بالروح الجسد:" إني متوفيك ورافعك إلى" ولا معنى للرفع إلا أن يكون بجسده وإلا لما كان له ميزة عن غيره من الناس إذا كان الرفع بالروح فقط.

ثم إن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ" رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، دليل واضح على أن الله رفعه بجسده.

أما الاستبعاد العقلي ، فالعقل لا يستبعد إلا ما كان محالا، وهذا ليس من المستحيلات فهو متعلق بالقدرة والله على كل شيء قدير، فهذا الوحي قد نزل به جبريل من السماء وأسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج به روحا وجسداً.

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
السلام عليكم
أخى الكريم أبو عمرو
أنا نقلت اقتباس من أول مداخلة بدأ بها الحوار
والموضوع عن رفع النبى عيسى وليس فى كون روايات النصارى صحيحة أم لا
وأري أنه لم يعد من المفيد فى هذه القضية القول أن للعلماء عدد –س- من الأقوال ونعدد بعضها دون ذكر الدليل ؛إذ أنه لو كان أحد هذه الأقوال يرقى بدليله إلى درجة القبول لما طال الجدل قديما وحديثا
والبحث والحوار حول هذه المسألة أرى أنه يسير فى الطريق الخطأ ؛ فنحن لم نعلم على التفصيل حجم الصراع بين الطائفة المؤمنة والطائفة الكافرة " يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُوۤاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ " الصف14
كما لم يحقق أحدهم متى توقف بنى اسرائيل عن معاداته ".....وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ " المائدة110؛أم هم لم يتوقفوا
ولماذا قالوا أنهم قتلوه أو صلبوه
ولكن إذا توقفنا مع آية آل عمران " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " أدركنا أن صراعا فى هذا الحين قد كان ولم يكن له حل سوى " ...متوفيك ورافعك إلىّ....."
ورافعك إلىّ ؛ حرف التعدى- إلى- لايلزم منه دلالة أنه صعد إلى السماء ؛ فالذى هاجر إلى الله لم يصعد إلي السماء ؛وكذلك الذى رفع إلى الله لم يصعد إلى السماء ؛
وحتى التطهير فى " ومطهرك " قد تم بابطال عقيدتهم الباطلة فيه وذلك بما جاء فى القرآن من عقيدة صحيحة
وللرد على الأخ الفاضل محب القرآن الكريم
نعود للجسد
وجود الجسد في السماء لادليل عليه ؛كما أن هذا الجسد مخلوق للأرض –هذا هو الأصل – وأرى ألا نخرجه من هذا الأصل إلا بدليل نقلى واضح
والعقل يستبعده ولم أقل يحيله ؛ يستبعده إذ لاضرورة في وجود جسد متوفى –نائم أو مغيب أو ميت – فى السماء
والحديث لايعنى أن الجسد في السماء ؛فالنزول لا يستوجب أن تكون مادة المنزل من فوق السماء الدنيا ؛ ومدلول الحديث هو فى صميم ما يدعونا للحوار ؛ إذ يثير تساؤلات عن حياته الآن ؛ وأي حياة هذه ؟إن قلت أن الجسد في السماء ؛إذن فهو يحيا حياة أرضية كاملة يأكل ويشرب ويتنفس و....و... فى السماء ؛لانُحيل هذا ولكن الدليل ؛ وإن قلت حياة كالشهداء ؛فأبدانهم فى الأرض ويكون جسده فى الأرض ؛
 
والبحث والحوار حول هذه المسألة أرى أنه يسير فى الطريق الخطأ ؛ فنحن لم نعلم على التفصيل حجم الصراع بين الطائفة المؤمنة والطائفة الكافرة " يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُوۤاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ " الصف14
كما لم يحقق أحدهم متى توقف بنى اسرائيل عن معاداته ".....وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ " المائدة110؛أم هم لم يتوقفوا
ولماذا قالوا أنهم قتلوه أو صلبوه
ولكن إذا توقفنا مع آية آل عمران " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " أدركنا أن صراعا فى هذا الحين قد كان ولم يكن له حل سوى " ...متوفيك ورافعك إلىّ....."
ورافعك إلىّ ؛ حرف التعدى- إلى- لايلزم منه دلالة أنه صعد إلى السماء ؛ فالذى هاجر إلى الله لم يصعد إلي السماء ؛وكذلك الذى رفع إلى الله لم يصعد إلى السماء ؛
وحتى التطهير فى " ومطهرك " قد تم بابطال عقيدتهم الباطلة فيه وذلك بما جاء فى القرآن من عقيدة صحيحة

الأخ الفاضل مصطفى وفقنا الله وإياك للصواب
أولا : اسمح لي بالتطفل على ما وجهته إلى الأخ الفاضل أبي عمرو
فأقول: إن آية الصف قد أشكلت علي زمناً ،ولعل أقرب شيء عندي في حقيقتها هو : أن الله سبحانه وتعالى لما آمنت طائفة من بني اسرائيل وكان الصراع داخلياً مقتصرا على بني اسرائيل دون أطراف خارجية أيد الله الطائفة المؤمنة فكانت هي الظاهرة ولها الكلمة في بني اسرائيل،ثم بعد ذلك عمدت الطائفة المغلوبة وهي الكافرة إلى المكر وذلك بإدخال أطراف خارجية في الصراع وهي الدولة الرومانية المتمثلة في حاكمها على بيت المقدس وهنا اختلت موازين القوى وهنا جاءت النجاة عن طريق الرفع.
والله أعلم
وهنا أتمنى على الأساتذة الكرام أن يشاركونا النقاش لفهم آية الصف حسب المعطيات القرآنية والتأريخية.

أما آية المائدة فأقول لك يا أخ ممصطفى إن الأمر فيها واضح بالنسبة لي ،وإليك ما قاله الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
"وقوله : { وإذ كففت بني إسرائيل عنك } عطف على { إذْ أيّدتك } وما عطف عليه . وهذا من أعظم النعم ، وهي نعمة العصمة من الإهانة؛ فقد كفّ الله عنه بني إسرائيل سنين ، وهو يدعو إلى الدين بين ظهرانيهم مع حقدهم وقلّة أنصاره ، فصرفهم الله عن ضرّه حتى أدّى الرسالة ، ثمّ لمّا استفاقوا وأجمعوا أمرهم على قتله عصمه الله منهم فرفعه إليه ولم يظفروا به ، وماتت نفوسهم بغيظها . وقد دلّ على جميع هذه المدّة الظرف في قوله : { إذ جئتم بالبيّنات } فإنّ تلك المدّة كلّها مدّة ظهور معجزاته بينهم ." انتهى كلامه رحمه الله تعالى

وللرد على الأخ الفاضل محب القرآن الكريم
نعود للجسد
وجود الجسد في السماء لادليل عليه ؛كما أن هذا الجسد مخلوق للأرض –هذا هو الأصل – وأرى ألا نخرجه من هذا الأصل إلا بدليل نقلى واضح
والعقل يستبعده ولم أقل يحيله ؛ يستبعده إذ لاضرورة في وجود جسد متوفى –نائم أو مغيب أو ميت – فى السماء
والحديث لايعنى أن الجسد في السماء ؛فالنزول لا يستوجب أن تكون مادة المنزل من فوق السماء الدنيا ؛ ومدلول الحديث هو فى صميم ما يدعونا للحوار ؛ إذ يثير تساؤلات عن حياته الآن ؛ وأي حياة هذه ؟إن قلت أن الجسد في السماء ؛إذن فهو يحيا حياة أرضية كاملة يأكل ويشرب ويتنفس و....و... فى السماء ؛لانُحيل هذا ولكن الدليل ؛ وإن قلت حياة كالشهداء ؛فأبدانهم فى الأرض ويكون جسده فى الأرض ؛

أما قولك وجود الجسد لا دليل عليه فالدليل هو ما ذكرت لك سابقاً الآية والحديث وهما بالنسبة لي واضحة كل الوضوح.
أما قولك إن الجسد مخلوق للأرض وهو الأصل ، ونحن نقول إن المسيح لن يخرج عن هذا الأصل فالأخبار الصحيحة تقول إنه سيقبض بعد نزوله ويدفن في الأرض.

أما قولك لا ضرورة في وجود جسد متوفى ...ألخ
فهذا إعمال للعقل مع النص .
واما كون النزول في الحديث لا يدل على أن الجسد في السماء فأنا أخالفك الرأي فإفراغ الألفاظ عن معانيها الأصلية يحتاج دليل ولا دليل .

وأما كونه في السماء يأكل ويشرب... فكما قلت أنت ليس بمحال ويحتاج إلى دليل .
والذي أراه أنا شخصيا ومن خلال فهمي للأدلة وأرجو أن يكون فهما صحيحا أن المسيح عليه السلام توفي وفاة حقيقية ورفعه الله بجسده إلى السماء تكريما له من ربه.

وفي حديث الإسرى ما يمكن أن يستدل به على أنه توفي وفاة حقيقية حيث جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى عِيسَى وَيَحْيَى فَقَالَا مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ."

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
 
السلام عليكم
أهلا بك أخونا الكريم
تحليل جيد لمراحل الصراع
الله كف بنى اسرائيل عنه منذ ولادته وحتي أرسل "..... وءاويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين " المؤمنون 50 ؛ثم مكنه الله من تبليغ الرسالة ؛فأراد الكفار أن يقاوموه بعدما جاءهم بالبينات وأقام عليهم الحجة ؛فاستنصر المؤمنين " من أنصارى إلى الله ..." فأيد الله الذين آمنوا حتي ظهروا على عدوهم ؛
مسألة التآمر مع الملك ؛لادليل صريح عليها ولكن قد يتضمنها المكر مثلما قد يتضمن دسهم عليه أحد المنافقين ليدلهم عليه ويحمل لهم أخباره ...
وكذلك يستنبط أن المؤامرة والفتنة كانت كبيرة إلى الدرجة التى يعجز فيها هو وأتباعه عن مواجهة القوم
أما هو فقد توفاه الله ورفعه ؛ وأما أتباعه فقد وعده الله أن يجعلهم فوق الذين كفروا.
إذن اليهود قالوا أنهم قتلوه ليبطلوا النصرانية وليقولوا أنه ليس رسول وأنه لم تأت شريعة بعد موسى
والنصارى قالوا بالصلب -فداءا-والقيامة من الأموات ثم الصعود إلى السماء ليجلس ..
والعلم اليقينى ماجاء به القرآن أنه لم يقتل وبالتالى بطلت دعاوى اليهود
وكذلك لم يصلب فبطلت دعاوى النصارى
إذ أنه رسول من أولى العزم من الرسل ولد وعاش ومات فى الأرض ؛كان علي الناس شهيدا مادام فيهم ".... وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "المائدة 117 أفليست لحظة-توفيتنى- في آية المائدة هى لحظة -متوفيك -فى آية آل عمران؛ وكلمة -مادمت - هل تدل على اتصال وقت حياته فى الأرض ؟
والذي أراه أنا شخصيا ومن خلال فهمي للأدلة وأرجو أن يكون فهما صحيحا أن المسيح عليه السلام توفي وفاة حقيقية ورفعه الله بجسده إلى السماء تكريما له من ربه.
طالما ترى أنه متوفى ميت فلا خلاف ؛هذا ما يعنيه قولك :وفاة حقيقية -
ولكن الخلاف حول قولك :فهذا إعمال للعقل مع النص .
أين النص الذى يقول أن الجسد فى السماء
الحديث ؛ تستنبط منه ذلك ولكنه لم ينص عليه
ومعنى الوفاة الحقيقية أنه لن يرجع منها إلا يوم القيامة ككل الناس .
فهل القول بوجود الجسد فى السماء ؛ والقول بعودته يوازى أقوال النصارى والفرق أنهم قالوا أنه قام حيا من الأموات بعد الصلب ثم صعد فهو حي خالد في السماء
والذين منا يقولون برفع جسده ؛يقولون أنه توفى ورفع قبل الصلب وبالتالى فإنه لم يقم بعد -فمازال متوفى فى السماء -وسيقوم آخر الزمان -فى السماء -ثم ينزل إلى الأرض ؛
فهل هذه الجملة الأخيرة صحيحة-بأدلتها - كى نعتقدها ؟
 
الأخ الكريم مصطفى،

1. الخلاف بين العلماء ليس في رفع عيسى عليه السلام، ولكن هل كان الرفع بعد الموت أم رفع حياً. ومسألة الرفع حياً إلى مكان له خصوصية معهود عند المسلمين، كرفعه صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج. فقد كان الرسول عليه السلام في السماء بكينونته الكاملة، وسنكون نحن أيضاً يوم القيامة، ولم نُخلق للدنيا وللأرض، وإنما خُلِقت الدنيا لنا وخلقنا للآخرة.
2. قال النصارى برفع عيسى عليه السلام، وقالوا بالصلب وقالوا ببنوته وقالوا بالتثليث، فجاء القرآن الكريم بعد 577 سنة لينفي الصلب، وينفي البنوة، ويدين التثليث، ويؤكد الرفع مرتين، ويجعله مقابل محاولة الصلب والقتل. فهل بعد هذا نحاول أن نصرف معنى الرفع عن ظاهره، لماذا وما الذي يُلجئ إلى ذلك؟!
3. الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن النزول، تُحدد الوقت، والسبب، وتصف المسيح عند النزول وتحدد لون ملابسه، وتصف أفعاله التي سيقوم بها عليه السلام في الأرض، وبعد كل هذا نُأوّل النزول أيضاً؟! نفعل ذلك على الرغم من بلوغ الأحاديث درجة التواتر؟!
4. من يحاول أن يُأوّل الرفع يصطدم بالنزول، ومن يحاول أن يُأوّل النزول يصطدم بالرفع. وتأتي أفعال عيسى عليه السلام لتجزم أن الرفع كان للذي نزل. إذن الذي اقتضى النزول هو الرفع.
5. الأحاديث الصحيحة تصف نزوله عليه السلام جسداً يقطر رأسه مثل حبات الجمان ويلبس لباسا تختلط فيه الصفرة بالحمرة. فما الذي يحملنا بعد ذلك أن نقول إنه ليس جسداً في السماء. وليكن في السماء ما يكون مما نعلم أو لا نعلم، ولكن الذي نعلمه من الأحاديث الصحيحة أننا نراه في السماء نازلاً، ويصلي معنا على الأرض، ويقتل الدجال، وينسحب بالمؤمنين إلى الطور...الخ.
6. أما قوله تعالى:" يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُوۤاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ "، فيشير بوضوح إلى أن المسيح عليه السلام طلب أن يُنصر في دعوته إلى الله، فاستجابت له طائفة من بني إسرائيل وآمنوا فأيدهم الله تعالى فظهرت الفكرة وأخفق الكفار من بني إسرائيل في منعهم الفكرة من الظهور.
ومن يقرأ التاريخ يجد أنه حتى مجمع نيقية عام 325 كان هناك من يقول بالتوحيد وهناك من يقول بالتثليث، وأن القائلين بالتوحيد كانوا أكثرية. وبعد أن آمن الملك الوثني قسطنطين بفكرة التثليث نصر الرومان أصحاب هذه الفكرة وحاربوا الموحدين الذين بقوا حتى ظهور الإسلام فآمنوا ولم يبق لهم وجود. من هنا ظن البعض أنه لم يبق على النصرانية الحقة أحد. والحقيقة أن أصحاب التثليث استعانوا بقوة السلطان ليحاربوا التوحيد وليطمسوا كل أثر يشهد أن المسيح عليه السلام نبي موحد. وقد أخفقوا في ذلك، لأن المسلمين استلموا الراية وأكملوا المسيرة، وهم ظاهرون بالفكرة إلى اليوم.
7. أما قوله تعالى:"".....وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ "، فتدل على أن الله تعالى قد عصم المسيح عليه السلام حتى أتمّ تبليغ الرسالة، كما هو الأمر مع الكثير من الرسل. انظر قول الله تعالى للرسول عليه السلام:" والله يعصمك من الناس". ولم يكن لرفعه عليه السلام علاقة بتكذيب بني إسرائيل أو محاولة قتله، لأن ذلك يمكن أن يكون كما فعل بإبراهيم عليه السلام عندما حاولوا قتله، بل لقد قذفوه في النار عليه السلام. ولكن رفعه كان لأن التبليغ قد اكتمل، ولكن المهمة لم تنتهِ بعد بدليل نزوله. ولو كان الرفع لظرف آني فلماذا النزول إذن، كما ثبت بالتواتر؟!
8. أخي مصطفى: ما ينبغي التنبه إليه وتدبّره ومحاولة معرفة أسراره أمور منها:
أولاً: لماذا كان نزول المسيح عليه السلام من علامات القيامة الكبرى؟!
ثانياً: لماذا هو الذي يجب أن يقتل المسيح الدجال. ولماذا الذي يقتل مسيح دجال مسيح أيضاً ولكنه ليس بدجال، أي مسيح مقابل مسيح؟!
ثالثا: لماذا الذي رُفع لينزل قبل يوم القيامة هو الذي ولد على خلاف القانون في التناسل البشري؟! ولماذا خلق على خلاف القانون؟!
لدينا بعض الإجابات عن هذه الأسئلة أخذتها عن شيخي وليس هذا مقامها.
 
الأخ الفاضل أبا عمرو جزاك الله خيرا

هل ممكن أن نعرف من هو شيخك الذي تنقل لنا كلامه؟

لا أدري لعلك قد صرحت باسمه قبل ، لكني جديد في المنتدى.

وفق الله الجميع لما فيه الخير
 
..
والعلم اليقينى ماجاء به القرآن أنه لم يقتل وبالتالى بطلت دعاوى اليهود
وكذلك لم يصلب فبطلت دعاوى النصارى
إذ أنه رسول من أولى العزم من الرسل ولد وعاش ومات فى الأرض ؛كان علي الناس شهيدا مادام فيهم ".... وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "المائدة 117 أفليست لحظة-توفيتنى- في آية المائدة هى لحظة -متوفيك -فى آية آل عمران؛ وكلمة -مادمت - هل تدل على اتصال وقت حياته فى الأرض ؟
طالما ترى أنه متوفى ميت فلا خلاف ؛هذا ما يعنيه قولك :وفاة حقيقية -
ولكن الخلاف حول قولك :فهذا إعمال للعقل مع النص .
أين النص الذى يقول أن الجسد فى السماء
الحديث ؛ تستنبط منه ذلك ولكنه لم ينص عليه
ومعنى الوفاة الحقيقية أنه لن يرجع منها إلا يوم القيامة ككل الناس .
فهل القول بوجود الجسد فى السماء ؛ والقول بعودته يوازى أقوال النصارى والفرق أنهم قالوا أنه قام حيا من الأموات بعد الصلب ثم صعد فهو حي خالد في السماء
والذين منا يقولون برفع جسده ؛يقولون أنه توفى ورفع قبل الصلب وبالتالى فإنه لم يقم بعد -فمازال متوفى فى السماء -وسيقوم آخر الزمان -فى السماء -ثم ينزل إلى الأرض ؛
فهل هذه الجملة الأخيرة صحيحة-بأدلتها - كى نعتقدها ؟

الأخ الكريم مصطفى

العلم اليقيني ما جاء به القرآن وما جاء به من أُنزل عليه القرآن ، فالقرآن يقينا كَذَّب اليهود والنصارى في دعواهم في حق المسيح ، والقرآن يقينا أخبر أن المسيح رفع جسدا وروحا إلى السماء ولا خلاف في الرفع كما قال أخونا أبو عمرو ، وإنما الخلاف هل مات أم رفع حيا.
وكونه مات لا يمنع من أن يحيه الله وقت نزوله فهي حالة استثنائية ،أما نزوله وما سيقوم به من الأعمال على الأرض وموته بعد ذلك ودفنه في الأرض كبقية البشر فهو ثابت بالأدلة الصحيحة الصريحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
 
السلام عليكم
الأخ أبو عمرو
نحن متفقون فى جل ماقلت
. الخلاف بين العلماء ليس في رفع عيسى عليه السلام، ولكن هل كان الرفع بعد الموت أم رفع حياً.
نحاول الخروج من هذا الخلاف بفهم الرفع ؛كيف ومتى ولماذا ؟.ولذلك أري أنه لا بأس من أن تنقل ما قاله شيخك خاصة فى -ثالثا -مما ذكرت
لأنها تصب فيما نحن فيه
الأخ محب القرآن
والقرآن يقينا أخبر أن المسيح رفع جسدا وروحا إلى السماء ولا خلاف في الرفع كما قال أخونا أبو عمرو ، وإنما الخلاف هل مات أم رفع حيا.
نعم لاخلاف فى الرفع ؛ فهل كلمة رفع تحمل اليقين أن الجسد رفع
إن كان كذلك فسيستتبع ذلك أسئلة مثل إن التوفى يعني خروج الروح من الجسد فيستلزم ذلك أنهما رفعا منفصلين وسيبقيان هكذا إلى وقت النزول أو وقت القيامة ؛ وبذلك سنؤيد من قال أنه رفع ميتا ؛ولكن ذلك يستدعى أن من مات لن يبعث إلا يوم يبعثون ؛وهذا بالنسبة للمسيح يعارضه حديث النزول ..
هذا هو الخلاف القائم ؛ الذى يثار كثيرا ؛ونريد أن نجد فيه فكرة لللأمام
لا أن نبقى فى نفس النقطة بدون أي اضافة ؛ بالحق طبعا .
 
الأخ محب القرآن
نعم لاخلاف فى الرفع ؛ فهل كلمة رفع تحمل اليقين أن الجسد رفع
إن كان كذلك فسيستتبع ذلك أسئلة مثل إن التوفى يعني خروج الروح من الجسد فيستلزم ذلك أنهما رفعا منفصلين وسيبقيان هكذا إلى وقت النزول أو وقت القيامة ؛ وبذلك سنؤيد من قال أنه رفع ميتا ؛ولكن ذلك يستدعى أن من مات لن يبعث إلا يوم يبعثون ؛وهذا بالنسبة للمسيح يعارضه حديث النزول ..
هذا هو الخلاف القائم ؛ الذى يثار كثيرا ؛ونريد أن نجد فيه فكرة لللأمام
لا أن نبقى فى نفس النقطة بدون أي اضافة ؛ بالحق طبعا .

أما كون كلمة رفع تحمل اليقين أن الجسد رفع فهي عندي كذلك وليس لها عندي معنى آخر بخصوص عيسى عليه السلام.
وكون الروح منفصلة عن الجسد فلا إشكال عندي في هذا.
وأما كون موته يستدعي أن لن يبعث إلا يوم القيامة فهذا لادليل عليه إلا العمومات والمسيح حالة خاصة.
 
الأخ الكريم محب القرآن،

شيخي هو الشيخ بسام جرار، وهو محاضر في كلية رام الله التربوية منذ العام 1977م، وهو مدير مركز نون للدراسات القرآنية في مدينة البيرة والتي هي رام الله. والفرق بينهما أن لكل واحدة منها مجلس بلدي، مع تداخل في الشوارع والبنايات. فتجد المحل التجاري يتبع بلدية رام الله وجاره يتبع مدينة البيرة. والبيرة يُنسب إليها بيراوي. وللشيخ مقالات تم تنزيلها من قِبل أكثر من مشارك موجودة في هذا الملتقى.

الأخ الكريم مصطفى سعيد،

1. سبق أن شددت على أن الوفاة لا ترادف الموت، وإن كان الموت وفاة. فالوفاة أشمل في معناها. وعليه لم يُصرّح القران الكريم بالموت، وإنما صرح بعدم القتل وعدم الصلب. ومن هنا لا يصح الجزم بالموت أو عدمه.
2. إذا كان الموت قد تم ثم تبعه الرفع فقد يكون ذلك لحكمة لا ندريها الآن، ولكن الذي نعرفه على ضوء الأحاديث المتواترة أنه ينزل حياً. وهذا يجعلنا نقول لو كان الرفع للروح فقط مع بقاء الجسد في الأرض فإنه من غير المفهوم لماذا لا تنزل الروح في آخر الزمان وتحل في الجسد الذي في الأرض؟! أما نزوله عليه السلام حياً ــ كما هو في المتواتر ـــ فيجعلنا نعتقد أنه رفع جسداً وروحاً. ألا تلاحظ أن القرآن الكريم ينص على أن الأجساد تخرج يوم القيامة من الأجداث.
3. أما الحياة بعد الموت، قبل البعث الأخروي، فقد ثبت حصولها في الدنيا وإليك للتذكير:
أولاً: كان المسيح عليه السلام ـــ كما نص القرآن الكريم ـــ يُحيي ويُخرج الموتى بإذن الله تعالى.
ثانياً: قصة العزير الواردة في سورة البقرة: "أو كالذي مر على قرية....فأماته الله مائة عام ثم بعثه...". بل تمّ إحياء الحمار أيضاً.
ثالثاً: عندما طلب بنو إسرائيل رؤية الله عز وجل:"فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون".
رابعاً: أما الإجابة عن الأسئلة التي طرحتُها في خاتمة المشاركة السابقة فتحتاج إلى استئذان شيخي، فلعله ينوي كتابتها في مقال.
 
السلام عليكم
أما كون كلمة رفع تحمل اليقين أن الجسد رفع فهي عندي كذلك وليس لها عندي معنى آخر بخصوص عيسى عليه السلام.
وكون الروح منفصلة عن الجسد فلا إشكال عندي في هذا.
وأما كون موته يستدعي أن لن يبعث إلا يوم القيامة فهذا لادليل عليه إلا العمومات والمسيح حالة خاصة.
أما الأولى فأرجو أن تكون عندى كذلك بالحق ؛ ولكن لاأجد ما أستند إليه ؛ولعلك تملك مايجعلها عندك كذلك ؛فهل هي الدلالة اللغوية لكلمة رفع تحمل فى طياتها أن الجسد رفع ؛أم أن هناك دليل صريح أن الجسد فى السماء ؟.
والثانية :كون احتمال الروح منفصلة عن الجسد وارد يقدح فى الأولى ؛لماذا ؟لأن الفصل حدث فى الأرض عند الوفاة ؛ وقبضت الروح ككل الناس ويكون هذا قبض الروح -المقصود بالرفع إلى الله ؛أو لأنه يبطل دليل من قال أن -ورافعك – تعنى أن الخطاب للمنظومة كلها جسدا وروحا؛ وثالثا هما منفصلان الآن لذلك فالفصل فيه اشكال فلا نفترض رفع الجسد منفصلا إلا بنص صريح
والثالثة :هى أن كلمة حاله خاصة هى ما يجعلنا نتحاور لأنه من هذه الكلمة يدخل الكثير من الأفكار الشاذة ؛ مثل الطبيعة المزدوجة ؛ وكونه حىّ الآن = خلود ؛ هزم الموت أو لايعتريه الموت ..الخ ؛ ولامانع عندى أن يكون حالة خاصة ولكن بنص فقد جاءنا العلم اليقين عن كونه حالة خاصة فى ولادته وكونه وأمه آية ؛ وله سؤال خاص يوم يجمع الله الرسل ؛....؛ هناك نصوص ذات دلالة واضحة بذلك ؛وكذلك نصوص ذات دلالة صريحة بكونه عبد يأكل الطعام...وغير ذلك
ووضوح الدلالة هو ما يمنع التأويلات الباطلة

مسألة النزول
لو ترتب على ماناقشنا أنه متوفى ؛ثم هو جسدا وروحا فى السماء فى حالة ليست حياة وليست موت ؛أقول –لو – فلابد من دليل على بعث من هذه الحال قبل النزول

ودعنا أخى أبو عمرو ألا ندخل في مناقشة الفرق بين الموتى والأموات والميتين ؛ولكن أقول هل تستطيع أن تقول أن أصحاب الكهف كانوا أموات طيلة 309 سنة بمعنى كانوا فى حياة البرزخ –أول مراتب الآخرة –ثم عادوا إلى الحياة الدنيا ؟؛أظن أنه لا أحد يستطيع ؛ وكذلك كان الذى مر على قرية وكذلك الموتى الذين أخرجهم عيسى عليه السلام أي أنهم لم يفارقوا الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ ؛
فهل فارق المسيح الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ ؟ إن كان كذلك فلن يعود إلا يوم القيامة
والله أعلم
 
السلام عليكم

أما الأولى فأرجو أن تكون عندى كذلك بالحق ؛ ولكن لاأجد ما أستند إليه ؛ولعلك تملك مايجعلها عندك كذلك ؛فهل هي الدلالة اللغوية لكلمة رفع تحمل فى طياتها أن الجسد رفع ؛أم أن هناك دليل صريح أن الجسد فى السماء ؟.
والثانية :كون احتمال الروح منفصلة عن الجسد وارد يقدح فى الأولى ؛لماذا ؟لأن الفصل حدث فى الأرض عند الوفاة ؛ وقبضت الروح ككل الناس ويكون هذا قبض الروح -المقصود بالرفع إلى الله ؛أو لأنه يبطل دليل من قال أن -ورافعك – تعنى أن الخطاب للمنظومة كلها جسدا وروحا؛ وثالثا هما منفصلان الآن لذلك فالفصل فيه اشكال فلا نفترض رفع الجسد منفصلا إلا بنص صريح
والثالثة :هى أن كلمة حاله خاصة هى ما يجعلنا نتحاور لأنه من هذه الكلمة يدخل الكثير من الأفكار الشاذة ؛ مثل الطبيعة المزدوجة ؛ وكونه حىّ الآن = خلود ؛ هزم الموت أو لايعتريه الموت ..الخ ؛ ولامانع عندى أن يكون حالة خاصة ولكن بنص فقد جاءنا العلم اليقين عن كونه حالة خاصة فى ولادته وكونه وأمه آية ؛ وله سؤال خاص يوم يجمع الله الرسل ؛....؛ هناك نصوص ذات دلالة واضحة بذلك ؛وكذلك نصوص ذات دلالة صريحة بكونه عبد يأكل الطعام...وغير ذلك
ووضوح الدلالة هو ما يمنع التأويلات الباطلة

مسألة النزول
لو ترتب على ماناقشنا أنه متوفى ؛ثم هو جسدا وروحا فى السماء فى حالة ليست حياة وليست موت ؛أقول –لو – فلابد من دليل على بعث من هذه الحال قبل النزول

الأخ الفاضل مصطفى
لقد طال النقاش في المسألة
الله سبحانه وتعالى قال :"بل رفعه الله إليه" وهذا دليل قطعي عندي أنه رفعه بروحه وجسده، ويؤيده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما كونه ميت: فعندي أن معنى الوفاة في آية سورة آل عمران تحمل على الظاهر وهو الموت وليس هناك قرينة قوية تصرفه عن هذا الظاهر.

وأما كون انفصال الروح عن الجسد في الأرض يمنع من رفع الجسد فما أدري لماذا يمنع؟ وعليك الدليل

وأما كونه حالة خاصة فهو كذلك بنص القرآن والسنة ولا يلزمنا هذا القول بأقوال أهل الباطل مطلقاً ، وإنما هو مثال على مشئية الله المطلقة.

أما الدليل على البعث إذا كان ميتا في السماء فهو حديث "ينزل" فلاشك أنه سينزل حياً وليس ميتاً.

وإذا لم تكن هذه أدلة كافية عندك ، فما هو المقصود بالرفع في الآيةعندك وما دليك على ذلك؟

وما تفسيرك للنزول في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ"وهو في الصحيحين ، وعند مسلم من حديث النواس بن سمعان في ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم للدجال:

"فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ"؟؟
 
الأخوة الكرام،

طال الحديث في هذه المسألة، ويرجع جزء من سبب طولها إلى التكرار، ويبدو أن المسائل في النهاية تم حصرها، ولذلك سأتكلم فقط في مسألتين:
1. تعمد الأخ مصطفى أن لا يتحدث عن الأحاديث الصحيحة، بل المتواترة، ودلالتها على النزول روحاً وجسدا. فأرجو أن يبين لنا موقفه من هذه الأحاديث.
2. بدأت ألمس أن هناك شيئاً غريباً في النقاش، حيث يقول الأخ مصطفى:((هل تستطيع أن تقول أن أصحاب الكهف كانوا أموات طيلة 309 سنة بمعنى كانوا فى حياة لبرزخ –أول مراتب الآخرة –ثم عادوا إلى الحياة الدنيا؟؛ أظن أنه لا أحد يستطيع؛ وكذلك كان الذى مر على قرية وكذلك الموتى الذين أخرجهم عيسى عليه السلام أي أنهم لم يفارقوا الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ ؛ فهل فارق المسيح الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ ؟ إن كان كذلك فلن يعود إلا يوم القيامة)) وأقول يا أخ مصطفى:

أولاً: أصحاب الكهف ناموا ولم يموتوا والآيات واضحة في ذلك، إلى درجة أن أي مسلم يقرأ سورة الكهف كل أسبوع لسنوات لا يخطر بباله أنهم ماتوا."وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود...".
ثانياً: نص القرآن الكريم على موت العزير وبعثه من بعد موت، وليس من بعد نوم.... ولا أفهم كيف يموت ولا يفارق الحياة. ومن أين لك أن الميت لا يرجع؟ الآيات واضحة لا مجال لتأويلها. فأرجو أن تبين لنا كيف أن الموتى درجات؟ فهذا مفهوم جديد لا يعرفه أحد من المسلمين، وقد يعرفه القاديانيون.
 
السلام عليكم
يا اخوان
طال النقاش نعم ؛ ولا يبدو أن له نهاية ؛لأن التأصيل يغيب عن معظم الحوار ؛ فالقول لامانع من أن يكون كذا لاتقوم به حجة ؛ والأصل ألا يصعد الجسد إلى السماء هذا دليلى ؛ ومن قال بصعوده خلاف ذلك الأصل فعليه هو الدليل
أما الأحاديث ففيها نفس السؤال عن الدلالة " فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ..." بعث المسيح في هذا الحديث يفهم أنه ككل بعث نعلمه ؛كما يبعث النائم أو المُغيب أو المُتوفى ؛وهو ماقد يعنى أن الجسد فى الأرض ؛ والنزول فى هذا الحديث لا يقتضى أنه نزول من السماء ؛ هذا ماوددت قوله طوال الحوار
والرفع لايقتضى أن الجسد فى السماء ؛ فى قوله تعالي " وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا .." الأعراف 176 يدل على معنى معنوي للرفع وليس رفعاً مادياً
والبعث فى آخر الزمان -من وجهة نظرى - يعنى أنه ليس فى البرزخ ؛لأن من فى البرزخ سيبقى فيه إلى يوم البعث " ...وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ " المؤمنون 100 ؛هذه الآية هي التى أدرتنى ذلك وليس أى قول آخر ياأخ أبو عمرو
والسلام عليم ورحمة الله
 
لماذا التكرار يا أخ مصطفى ؟

نقول لك أن رفع المسيح خلاف الأصل الله أختصه أن يكون كذلك والدليل الآية: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)
ونكرر لك ذلك وتقول أين الدليل ؟ ونقول:بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ.

ثم إنها عجيبة استدلالتك ،إذا كان الله تعالى قد بين لك أن له سننا في الخلق وبين لك أنه يستثني من هذه السنن ما يشاء ومن شاء لبيان قدرته وعزته ومشئيته المطلقة ، ثم تأتي وتقول لا وتفرغ النصوص من دلالتها دون دليل.

هذا أمر غريب.
وفقنا الله وإياك للحق وعصمنا من الزلل.
 
الأخ الكريم مصطفى،

1. تقول:(( والأصل ألا يصعد الجسد إلى السماء...)):أقول: لماذا الأصل ألا يصعد الجسد إلى السماء، من أين أتيت بهذا الأصل؟!. وإذا سلمنا بما تقول، فنسأل: ما السر الذي جعل جماهير المسلمين يقولون بوجود المسيح في السماء، وليس غيره من الأنبياء؟! هل هو من تأثير بأهل الكتاب؟! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تحدث القرآن الكريم عن الرفع، أمن أجل إحداث البلبلة بين صفوف المسلمين؟!

وتقول أخي مصطفى:(( فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ..." بعث المسيح في هذا الحديث يفهم أنه ككل بعث نعلمه ؛كما يبعث النائم أو المُغيب أو المُتوفى ؛وهو ماقد يعنى أن الجسد فى الأرض؛ والنزول فى هذا الحديث لا يقتضى أنه نزول من السماء..)) ونقول أخ مصطفى:

أولاً: إذن أنت تُقر بأنّ المسيح سينزل في المستقبل عند المنارة البيضاء، بغض النظر عن معنى النزول. وهذا يعني أنه سيبعث من بعد موت، لأنك تقول إن المسيح ابن مريم قد مات، وفي المقابل تقول إن الموتى لا يرجعون. فما هذا التناقض؟!! وحتى أساعدك بحل التناقض أقول لك: يَحل التناقض ميرزا غلام أحمد، فيأتي فيقول أنا المسيح والمسيح أنا، مت وولدت من جديد، ولم أبعث وبعثت. وبما أننا لا نريد أن ننزل وإياك إلى مستوى هبوط الميرزا وتخبطه وخبله فدعنا نعود لمناقشة المسألة.

ثانياً: إذا كان النزول ليس من السماء، فلماذا الأحاديث الكثيرة تتكلم عن النزول، أي أن العبارة لم تأت عرضاً بل هي مدار الأحاديث المتواترة. ثم ماذا يعني النزول بعد الرفع؟!
ثالثاً: استشهدتَ بحديث ولم تكمله، ثم أغمضت عن باقي الأحاديث، وإليك الحديث الذي فيه بعث ونزول: "فبينما هم كذلك إذ بعث الله عيسى ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه ينحدر منه جمان كاللؤلؤ ..". لماذا يضع كفيه وهو ينزل على أجنحة ملَكين. وإذا فسرنا مَلَكين بمَلِكين فهل للملوك أجنحة؟! أم أن المقصود أجنحة طائرة تعود إلى الخطوط المَلَكية الأردنية مثلاً..!! معذرة أخي مصطفى قصدت العجب من القاديانيين في تأويلهم للنصوص. فأرجو عدم المؤاخذة.

وتقول أخي مصطفى:((والرفع لايقتضى أن الجسد فى السماء ؛ فى قوله تعالي " وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا .." الأعراف 176 يدل على معنى معنوي للرفع وليس رفعاً مادياً )) أقول أخي مصطفى: معلوم أن الألفاظ تحمل أكثر من معنى، ولكن سياق الكلام هو الذي يحدد المعنى، فعندما تقول:"جاء الأسد فقال"، نفهم أنه إنسان، وليس الحيوان المعروف. وهنا في موضوع رفع عيسى عليه السلام يحكم سياق الكلام، ثم إنّ الأحاديث المتواترة التي تتحدث عن النزول تؤكد المعنى المفهوم من السياق القرآني.
وتقول أخي مصطفى:((والبعث فى آخر الزمان -من وجهة نظرى - يعنى أنه ليس فى البرزخ ؛لأن من فى البرزخ سيبقى فيه إلى يوم البعث " ...وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )) أقول أخي مصطفى:
أولاً:إذا لم يكن المسيح في البرزخ فأين هو؟! وأقبلُ منك كل إجابة إلا أن يكون ميرزا غلام أحمد، لأن هذه المسألة نعرفها تماماً وندرك سخافة مناقشتها. ونحن هنا في نقاش جاد.
ثانياً:أما الآية الكريمة فلنقرأها مع الآية التي تسبقها، لنفهم الآية على ضوء السياق:" "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ". نقول:
أولاً: عندما يصبح الموت حاضراً يتمنى المرء أن يعود للدنيا ليعمل صالحاً، والجواب معلوم لجميع أهل الأرض أنه لا رجعة لأن هناك حاجز يمنعهم من الرجوع. فهذا قانون الله في البشر، تماماً كقانون النار تحرق والماء يستطرق، ولكن إبراهيم عليه السلام لم يحترق، والماء لم يستطرق عندما شق موسى عليه السلام البحر. و إليك للتذكير الآيات التي تُصرّح بالمعجزة التي تأتي على خلاف القانون:
أ. كان المسيح عليه السلام ـــ كما نص القرآن الكريم ـــ يُحيي ويُخرج الموتى بإذن الله تعالى.
ب. قصة العزير الواردة في سورة البقرة: "أو كالذي مر على قرية....فأماته الله مائة عام ثم بعثه...". بل تمّ إحياء الحمار أيضاً.
ج. عندما طلب بنو إسرائيل رؤية الله عز وجل:"فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون".
إذن نفسر القرآن بالقرآن لنفهم المراد، أما ميرزا القادياني فاحتاج إلى تأويل نصوص كثيرة من أجل اثبات زعمه، وكان الأسهل أن لا تكون النصوص موجودة حتى لا يُجهِد هذا النبي العجيب نفسه بالتأويل فيكذّبه الناس.
 
السلام عليكم

أنا بداية أرفض التأويل والترادف والمجاز وأرى أن كل لفظ فى القرآن قاطع الدلالة كالأرقام ؛ وهذا هو مايجعلنى أبحث عن تلك الدلالة القاطعة للفعل رفع ؛
رفع الطور ؛ رفع القواعد من البيت ؛ رفع البيوت التى أذن الله أن ترفع
رفع السماء لايعنى أنه كانت على الأرض ثم رفعت ؛ ورفعناه مكانا ؛مكانا تمييز لنوع الرفع ؛ إذ هناك أنواع رفع مثل رفع مكانة ورفع درجة ورفع علما ...الخ
"ورافعك إلى ..." ؛" بل رفعه الله إليه " لايعنى المكان بل رفع الدرجات ؛ قال تعالى "....يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " ؛
وقال تعالى " تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُمْ مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ ...."البقرة 253 فهو رفع درجات وليس أي شيء آخر
وكما يوجد خلاف بين العلماء فى هل رفع بعد الموت أم رفع حيا ؛ فإنه يوجد خلاف فى كل جزئية
ابتداءا من الصلب -فرأي ديدات هناك من يراه صحيحا - حتى عود الضمير في الآية " وانه لعلم للساعة " هل يعود عليه أم على القرآن ؟
إذن الخلاف قائم وكما قلت فلنحاول الخروج منه
وأرى أن الخلاف بين العلماء هو ما فتح الباب للخرافات ؛ وما دخل هذا الخرف القاديانى إلا من باب الخلاف ؛
فلماذا الخلاف ؟
هل لأننا تأثرنا بأهل الكتاب ؛ هل لأنا غفلنا عن دراسة الكتاب ؛هل لأن رؤيتنا رؤية جزئية " ....جعلوا القرآن عضين "؛ كل ذلك جائز
وقد أقول أن القاديانى قال ماقال مستخدما دلالة الحديث الذي قال ببعث المسيح ونزوله ؛ ولو قلت أنا متسائلا هل الحديث صحيح ربما كان فيه علة ,لثارت الدنيا بمن فيهم القاديانى لأن من مصلحته أن يكون الحديث صحيح

ولم أنكر الآيات المعجزات ؛ لكى تثبتها لى ؛ هل فى كلامي مايدل على أنى أنكر المعجزة كى أستغفر الله مما قلت
ولكن فى نفس الوقت ,لو لم يأت نباها فى القرآن ما صدقتها

وإن كان الحديث صحيحا وهو كذلك حسب السند والتواتر على ماقلتم فأنا لست أهلا لبحث ذلك - أفكر فى الآتى
هل تكون المعجزة لنا نحن المؤمنين على خلاف المعجزات التى نعرفها وكانت لاقامة الدليل على صدق الرسول على من كذبوه ؛
وطالما أن امامنا منا ؛ فما حكمة نزول المسيح ؛ هل امامنا الذى يتركه المسيح يصلى بنا لم يكن حكما مقسطا ؛وهو مااستدعى نزول المسيح ؛
لماذا جاء بلفظ النزول ؟هل لأنه ليس ارسال ؛ ولا بعث منكم ولا بعث فيكم ؛ ولا هو نبى جديد ؛ ولا مسيح جديد ؛
ما معنى يضع الجزية ؟ هل يلغيها عنهم ؟...ربما
وإن كان يفرضها فهل هذه دلالة أنه لن تقوم دولة اسلامية حتى ينزل وإن كان كذلك فما معنى الامام ؟
 
عودة
أعلى