رضاع الكبير

إنضم
12/08/2005
المشاركات
84
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
رضاع الكبير
قال الشافعي رحمه الله تعالى أخبرنا مالك عن ابن شهاب أنه سئل عن رضاعة الكبير فقال أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد كان شهد بدرا وكان قد تبنى سالما الذي يقال له سالم مولى أبي حذيفة كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فأنكح أبو حذيفة سالما وهو يرى أنه ابنه فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهي يومئذ من المهاجرات الأول وهي يومئذ من أفضل أيامى قريش فلما أنزل الله عز وجل في زيد بن حارثة ما أنزل فقال ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم رد كل واحد من أولئك من تبنى إلى أبيه فإن لم يعلم أباه رده إلى الموالي فجاءت سهلة بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله كنا نرى سالما ولدا وكان يدخل علي وأنا فضل وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى في شأنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا أرضعيه خمس رضعا فيحرم بلبنها ففعلت فكانت تراه ابنا من الرضاعة فأخذت عائشة بذلك فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أختها أم كلثوم وبنات أخيها يرضعن لها من أحبت أن يدخل عليها من الرجال والنساء وأبي سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس وقلن ما نرى الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلة بنت سهيل إلا رخصة في سالم وحده من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد فعلى هذا من الخبر كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في رضاعة الكبير أ . هـ

هذا النص ذكره الشافعي في الأم وقد تعمدت ذكره بسبب التفاصيل التي فيه . ثم نقول وبالله التوفيق .

أولا : الحديث ثابت وصحيح ولا ريب فيه . وهو في الصحيحين البخاري ( 5088 ، 4000 ) ومسلم ( 1453 ) وثبت في غيرهما من كتب السنة المطهرة .

ثانيا : الحديث مشكل ويحتاج لإيضاح ، لأن الكثيرين ممن خاضوا فيه لم يعلموا سبب وروده ولا تصريف أهل العلم لوجوه الفهم فيه التي تتسق مع الثابت المستفيض من السنة النبوية المطهرة .

ثالثا : بهذا الحديث طعن بعض الرافضة وأدعياء العلم في صحيح البخاري وزعموا أن الحديث يتعارض مع القرآن الكريم والعقل .

رابعا : الذين يسخرون ويتهكمون من حديث النبي صلى الله عليه وسلم يخشى على دينهم لأن هذا عمل أهل النفاق في كل زمان ومكان كما قال سبحانه : (( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون )) { التوبة : 125 ، 124 } .
خامسا : أختلف العلماء في الحديث تبعا لاختلاف زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هل هو عام أو خاص .

- فذهب البعض إلى أنه عام ، وهو قول عائشة رضي الله عنها .

- وقيل خاص لسالم ولسهلة ، وقال به بعض أمهات المؤمنين رضي الله عنهما ، وقال الشافعي بعد أن ذكر الحديث وهذا والله تعالى أعلم في سالم مولى أبى حذيفة خاصة .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " حديث سالم مولى أبي حذيفة خاص بسالم كما هو قول الجمهور لصحة الأحاديث الدالة على أنه لا رضاع إلا في الحولين وهذا هو الذي نفتي به " أ . هـ ( مجموع فتاوي ابن باز 22 / 264 ) وقال الحافظ ابن عبد البر : " هذا يدل على أنه حديث ترك قديما ولم يعمل به ، ولا تلقاه الجمهور بالقبول على عمومه ، بل تلقوه على أنه خصوص " . انظر شرح الزرقاني على الموطأ 3 / 292 ، وقال الحافظ الدارمي عقب ذكره الحديث في سننه : " هذا لسالم خاصة " .

- وذهب شيخ الإسلام أنه يجوز إذا وجدت الحاجة كما حدث في قصة سهلة وسالم .

خامسا : لا يلزم من ذلك أن يكون سالما رضع ثديها ، لأنها لم تكن محرمة له ، ولا يجوز أن يمس شيئا منها ما دام أجنبيا فكيف بالثدي ، ولكن تقوم المرأة بوضع الحليب في إناء ثم يشربه على أن يكون خمس رضعات .
- قال ابن عبد البر : صفة رضاع الكبير أن يحلب له اللبن ويسقاه فأما أن تلقمه ثديها ، فلا ينبغي عند أحد من العلماء.

- وقال عياض : ولعل سهلة حلبت لبنها فشربه من غير أن يمس ثديها ، ولا التقت بشرتاهما ، إذا لا يجوز رؤية الثدي ، ولا مسه ببعض الأعضاء .

سادسا : أن رضاع الكبير محرم ولا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : " إياكم والدخول على النساء " قالوا يا رسول الله : أرأيت الحمو وهو قريب الزوج كأخيه مثلا – قال : " الحمو الموت " رواه البخاري ( 5232 ) ومسلم (2172 ) وكلنا يعلم أن الحمو في حاجة لأن يدخل بيت أخيه إذا كان البيت واحد ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم " الحمو ترضعه زوجة أخيه " مع أن الحاجة ماسة لدخوله . فدل هذا على تحريمه للغير من باب أولى .

سابعا : لا يثبت تحريم الرضاع فيما يرتضع بعد الحولين لقوله تعالى : (( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة )) فجعل تمام الرضاع في الحولين فدل على أنه لا حكم للرضاع بعد الحولين . فعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحرم من الرضاع إلا ما كان في الحولين " وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يتم بعد حلم ولا رضاع بعد فصال " وقال صلى الله عليه وسلم " إنما الرضاعة من المجاعة " .

ثامنا : هناك أخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فعن أنس عن عبد الله بن دينار قال جاء رجل إلى ابن عمر وأنا معه ثم دار القضاء يسأله عن رضاع الكبير فقال ابن عمر جاء رجل إلى عمر ابن الخطاب فقال كانت لي وليدة فكنت أطؤها فعمدت أمرأتي إليها فأرضعتها فدخلت عليها فقالت دونك فقد والله أرضعتها فقال عمر بن الخطاب أوجعها وائت جاريتك فإنما الرضاع رضاع الصغير.

وروي أبو حصين عن أبي عطية قال قدم رجل بامرأته من المدينة فوضعت وتورم ثديها فجعل يمصه ويمجه فدخل في بطنه جرعة منه فسأل أبا موسى فقال بانت منك وأت ابن مسعود فأخبره ففعل فأقبل بالأعرابي إلى أبي موسى الأشعري وقال أرضيعا ترى هذا الأشمط ، إنما يحرم من الرضاع ما ينبت اللحم والعظم فقال الأشعري . لا تسألوني عن شيء وهذا الحبر بين أظهركم ، فقوله لا تسألوني يدل على أنه رجع

تاسعا : من كانت حاله وحاجته مثل حاجة سالم جاز له الأمر فحالة سالم مولى أبي حذيفة حالة نادرة ومرتبطة بلحظة تشريعية لن تتكرر ، ومن سوي بين الحاجتين فقد أخطأ بدليل أن حاجة سالم غير ممكنة ولن تنطبق على أحد بعد ، فسالم حضر إباحة النبي وكان ابنا بالتبني لأبي حذيفة وحضر بطلان النبي .. وإلى هذا التوجيه السديد أشار شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله فقال في ( الشرح الممتع 13 / 436 ) ليس مطلق الحاجة بل الحاجة الموازية لقصة سالم والحاجة الموازية لقصة سالم غير ممكنة لأن النبي أبطل فلما انتفت الحاجة انتفى الحكم . (أ . هـ)


كتبه أبو أحمد عبد المقصود

[email protected]
 
جزاك الله خيرا، وقد كان يقول بجوازه على الإطلاق دكتور من مصر رجع عن فتواه من يومين هذا وتتعرض السنة النبوية في مصر الآن إلى حملة مدبرة لتشكيك الناس عبر وسائل إعلام مأجورة لا ترعى الله تعالى ينفقون المال من أجل غايتهم ويعملون ليل نهار. لدرجة عرضهم مبلغ بلغ 300.00 ألف جنيها مصريا على إحدى الرموز لكي يستقطبوها وقد حدثني بذلك الثقة المطلع على الأمر وهو لا يبالغ . وآسف لكوني خرجت عن موضوعك.
 
حبيبنا الغالي الدكتور جمال رجع منذ ثلاثة أيام والخبر منشور في جريدة الأهرام المصرية وحضرت بشرى الخبر في منزل رئيس قسم التفسير بالأزهر وكان معه على الهاتف فضيلة الدكتور طه رئيس قسم العقيدة يزف إليه رجوع _المعروف _ عن فتواه .
ربما دبرت لفضيلتكم المقال بعد عودة من السفر اليوم إن شاء الله تعالى
 
لقد رجع عن فتواه وكتب ذلك بخط يده بعد ان شكلت لجنة من العلماء لمناقشته ونشر ذلك في اسلام اون لاين غفر الله له ما سببته فتواه من بلبلة وتشويش بل سخرية روجت لها بعض وسائل الاعلام
 
تراجع الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة عن فتواه التي قال فيها بإرضاع المرأة زميلها في العمل لمنع الخلوة الشرعية بينهما..والتي تناقلتها وسائل الإعلام الأيام الماضية.

وقد قال الدكتور عزت عطية - في بيان كتبه بخط يده داخل جامعة الأزهر وحصلت إسلام أون لاين على نسخة منه: "إن ما أثير من كلام حول موضوع رضاع الكبير، وما صرحت به إنما نقل عن الأئمة ابن حزم وابن تيمية وابن القيم والشوكاني وأمين خطاب، وما استخلصته من كلام ابن حجر رحمه الله".
وأضاف عطية: "مع هذا فالرأي عندي أن الرضاعة في الصغر هي التي يثبت بها التحريم كما قال الأئمة الأربعة.. وأن رضاع الكبير كان واقعة خاصة لضرورة، وما أفتيت به كان مجرد اجتهاد، وأنه بناء على ما تدارسته مع إخواني من العلماء فأنا أعتذر عما بدر مني قبل ذلك، وأرجع عن هذا الرأي الذي يخالفه الجمهور".
 
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على رسول الله
وكذلك الأمر عندنا في الجزائر فقد نشرت جريدة الشروق اليومي بتاريخ :21/05/2007، نبأ رجوع الدكتور عزت عطية عن فتواه المثيرة للجدل و التي أجاز فيها إرضاع المرأة للشخص الكبير إذا كانت ضرورات العمل تجعلهما في خلوة شرعية، قبل أن يعود ويقدم اعتذارا عن فتواه، معتبرا أنها كانت لواقعة خاصة، وكنت قرأت قديما في كتاب تحرير المرأة في عهد الرسالة من خلال صحيحي البخاري ومسلم لعبد الحليم أبو شقة، والذي أثار ضجة كبرى في أوساط الفقه التقليدي.، وقد استنبط هو أيضا من هذا الحديث أحكاما أخرى إن وجدت وقتا فسأذكرها.
 
جزاكما الله خيرا فضيلة الدكتور يسري خضر والأخ الكريم صادق.
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
وهذا ما ذكرته في إحدى مشاركات هذ الملتقى المبارك من أن مقام المذاكرة يختلف عن مقام الفتوى، والكثير للأسف يخلط بين المقامين، فينسب الأول للثاني
[align=center]وبينهما بنص الوحي بون **** ستعلمه إذا " طه " قرأت[/align]
 
عودة
أعلى