رسم كلمة (أنجاكم) بالأعراف في مصحف الشامي

إنضم
29/05/2007
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
اختلف القراء في كلمة ((وإذ أنجيناكم " في سورة الأعراف فقرأ الشامي بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون، والباقون بياء ونون بعد الجيم وألف بعدهما.
وبناء على هذا الاختلاف في القراءة اختلفوا في كيفية رسمها للشامي ولذا قال الامام الشاطبي في العقيلة( وأنجاكُمْ لـهُم زُبِرَا) قال السخاوي في الوسيلة: وكذلك (أنجاكم ) كتب للشاميين بألف لا غير فيما ذكره عمرو بن نصير، قال ( وفي سائر المصاحف (أنجينكم) بياء ونون قبل الألف،
وقال الامام الداني في المقنع:-وفيها- يعني الأعراف- في مصاحف أهل الشام (وإذ أنجينكم) بألف من غير ياء ولا نون، وفي سائر المصاحف بالياء والنون من غير ألف، اهـ.
فالظاهر من هذه النصوص عن أئمة هذا الشان أن الألف ثابتة في مصحف أهل الشام، ولكن إذا نظرنا إلى كلام الجعبري في شرح العقيلة أو كلام الضباع في سمير الطالبين أو البنا في الاتحاف وغيرهم نجد أنهم يرون أن الألف محذوفة وإنما ترسم الكلمة في مصاحف أهل الشام بسنة واحدة بعد الجيم، قال الضباع:- وإذ أنجينكم) في الأعراف، كتب في الشامي بسنة واحدة، وفي غيره بسنتين...اهـ.
ولعدم قول حاسم في كيفية رسمها للشامي قال الدكتور أشرف طلعت في شرح سمير الطالبين تعليقا على كلام الداني السابق :( وهي عبارة موهمة أن الألف ثابتة في الشامية، وليس كذلك فإن هذا الحرف قد كتب بالياء التي هي صورة للألف ، فقد روى الداني بأسابيده عن أبي عبيد إلى ابن عامر وأبي الدرداء أن هذا الحرف في مصاحف أهل الشام بغير نون، مما يفيد أنه رسم بسنة واحدة كما ذكر الضباع رحمه الله، اهـ كلامه.
وبناء على هذا التباين نرجو ممن لديه إضافة موضحة أن يدلي بدلوه، فلعلنا بخرج بنتيجة وافية​
 
أحسنت يا أبا محمد, ولعل ما ذكرته من أنها ترسم بسنة واحدة هو الصواب والله أعلم.
قال صاحب كتاب نثر المرجان في رسم نظم القرآن: "(أنجيناكم) بفتح الهمزة ماض معلوم من باب الأفعال.
قال الداني: في مصاحف أهل الشام (إذ أناجكم من آل فرعون) بألف من غير ياء ولا نون, يعني بلفظ الإفراد, قال: وفي سائر المصاحف (أنجيناكم) يالياء والنون من غير ألف, يعني بلفظ جمع المتكلم للتعظيم.
وقال الجزري في النشر: قرأه ابن عامر بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون, وكذا هو في مصاحف أهل الشام, وقرأ الباقون بياء ونون وألف بعدها وكذلك في مصاحفهم.
أقول: قد ظهر من كلام الداني والجزري صريحاً أن الرسم مختلف, فقول صاحب الخلاصة أن في الرسم رعاية للقراءتين, غلط نشأ من عدم فهمه سياق الداني, ولا يذهب عليك أنه يلزم على ظاهر سياقهما الرسم بالألف على قراءة ابن عامر, وهو خلاف الضابط, لأن الألف المبدلة من الياء إذا وقعت رابعة ترسم ياء سواء كانت الكلمة مفردة أو لحقها الضمير كما نص عليه الشاطبي, اللهم إلا أن يقال: المراد بقولهما بألف بعد الجيم, بألف مرسومة ياء, أو يقال إنه محفوظ هكذا, ثم إن ألف ضمير التعظيم محذوفة على قراءة غير ابن عامر لوقوعها حشوا باتصال ضمير المفعول" انتهى ما أردت نقله من نثر المرجان 2/392.
 
وقال الامام الداني في المقنع:-وفيها- يعني الأعراف- في مصاحف أهل الشام (وإذ أنجينكم) بألف من غير ياء ولا نون، وفي سائر المصاحف بالياء والنون من غير ألف، اهـ.​
كلام الإمام الداني نص في أن {أنجاكم} مرسومة بألف ثابتة، ولا ينبغي أن يفهم منه غير ذلك، لأنه يصف مرسوم المصاحف، ولا يتكلم عن المنطوق لفظا. ولو أراد أنها مرسومة بسِنَّة لصرح بذلك كما صرح به في قوله:
"وفيها [يعني: في سورة الأنعام] في مصاحف أهل الكوفة: {لئن انجينا من هذه} بياء من غير تاء، وفي سائر المصاحف: {لئن انجيتنا} بالياء والتاء وليس في شيء منها بألف بعد الجيم" المقنع: 577.
والإمام الداني عمدة فيما ينقل، فلا ينبغي أن يعارض إلا بعمدة مثله أو أعلى طبقة منه، والعلم عند الله تعالى.
 
قال الإمام الجعبري -رحمه الله- في شرح قول الشاطبي:
وحذف وماكنا وما يتذكــ ـرون ياه وأنجاكم لهم زبرا
ولمصاحف الشاميين زبر: أي كتب .............إلخ
أي: ورسم (قليلا ما تذكرون) بياء قبل التاء في مصحف الشاميين، ورسم فيه (وما كنا لنتهدي) بها بلا واو، ورسم به (وإذ أنجيناكم من آل فرعون) فيها بياء بين الجيم والكاف صورة الألف .....إلخ. جميلة أرباب المراصد ص (308)
ثم استدرك على المقنع والعقيلة في الصفحة التي تليها تحت قوله (تنويهات) وذكر بيتين بدل بيت الشاطبي المتقدم، والذي فهمته من قول الجعبري-رحمه الله- أنها ترسم بياء بين الجيم والكاف صورة للألف مآخاة لها بقوله تعالى:
[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P256]ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ [/FONT]إبراهيم: ٦
وهو الذي ذكره في منظومته روضة الطرائف بقوله:
..................... وقالوا العطف شام وما كنا له جزلا
قبل التذكر زاد اليا وعنه بأنجيناكمو آخى ونشر السين قد كملا
الذي فهمته من شرح هذين البيتين: الضمير في قوله (عنه) أي الشام وهو أقرب مذكور في البيت السابق.
وقوله: بأنجاكمو آخى: أي آخى بين (أنجاكم) التي في سورة الأعراف وبين التي في سورة إبراهيم في الرسم، والدليل على أن المقصود بـ (أنجاكم) موضع سورة إبراهيم أنها توافق التي في سورة الأعراف لفظاً في قراءة ابن عامر، قوله: آخى، أي في الرسم. وموضع سورة إبراهيم رسمت فيه الألف بسنة بين الجيم والكاف صورة للألف، فيكون موافقاً لما في سورة الأعراف رسماً ولفظاً -حسب ما فهمت من شرح الأبيات-.
وأظن أن الذي ذهب إليه الجعبري هو الصواب موافقة للقراءات في هذه الكلمة.
أرجوا من إخواني أن يعذروني إن أخطأت في تفسير قول الجعبري لأن المنظومة غير مشروحه وكتبت هذا الشرح حسب فهمي للأبيات، وإن كان من خطأ فهو مردود عليّ.
 
وأظن أن الذي ذهب إليه الجعبري هو الصواب موافقة للقراءات في هذه الكلمة.
ماذا تقصد بقولك يا شيخ مدثر: "موافقة للقراءات"؟
ثم إن هذا العلم نقل، والإمام الداني نقل رسم هذه الكلمة عن الإمام نصير بن يوسف المقرئ (تـ 240هـ) تلميذ الإمام الكسائي، ذكر ذلك الإمام السخاوي في الوسيلة: 154.
والإمام الجعبري لم يقدم أي دليل، فكيف ترجح قوله؟
 
جزاكم الله خيرا على هذا التجاوب المبارك غير أن الموضوع لا يزال شائكا وبالنظر إلى كتاب (مختصر الهجاء) لابي داود سليمان بن نجاح رحمه الله وهو من أئمة هذا الشأن لم أقف على هذه المسألة بالذات حسب تتبعي من مظنها!! فهل هي من الكلمات التي سكت عنها؟ أم أشار إليها في كتابه ؟ الله أعلم
 
التعديل الأخير:
ماذا تقصد بقولك يا شيخ مدثر: "موافقة للقراءات"
ثم إن هذا العلم نقل، والإمام الداني نقل رسم هذه الكلمة عن الإمام نصير بن يوسف المقرئ (تـ 240هـ) تلميذ الإمام الكسائي، ذكر ذلك الإمام السخاوي في الوسيلة: 154.
والإمام الجعبري لم يقدم أي دليل، فكيف ترجح قوله؟
السلام عليكم ورحمة الله إذا رددنا الكلمة إلى قاعدة رسم الألف ياء في قول الشاطبي -رحمه الله-: والياء في ألف عن ياء انقلبت ..... البيت.
وقول الخراز:
وهاك ما بألف قد جاء والأصل أن يكون رسماً ياء
وإن عن الياء قلبت ألفا فارسمه ياء وسطاً أو طرفا
ألا يكون رسم هذه الكلمة بالياء التي هي صورة الألف، كما رسمت كلمة (أنجاكم) في سورة إبراهيم على هذه القاعدة؟!
 
وقال الامام الداني في المقنع:-وفيها- يعني الأعراف- في مصاحف أهل الشام (وإذ أنجينكم) بألف من غير ياء ولا نون، وفي سائر المصاحف بالياء والنون من غير ألف، اهـ.​
وقال الداني في موضع آخر في المقنع بسنده عن ابن غلبون: أن هذه الحروف في مصاحف أهل الشام وهي ثمانية وعشورن حرفا في مصاحف أهل الشام: .............وفي الأعراف ((قليلا مايتذكرون)) ........ وفيها: ((وإذ أنجيكم)) بغير نون.
انظر المقنع (ص 597-598).
وفي هذا الأخير ذكر حذف النون فقط للشامي ولم يتعرض لحذف الياء والذي يفهم من هذا أن الياء باقية وهي صورة الألف. والله أعلم.
 
فى مصحف متداول (برواية هشام بن عمار و الهامش ما خالفه ابن ذكوان عن ابن عامر مجاز من وزارة الاوقاف الاردنية ) كتبت الكلمة هكذا (و إذ أنجـكم) و بين الجيم و الكاف الألف الصغيرة ألف الضبط المعروفه
 
وضع الدكتور عبد الرزاق هرماس حفظه الله رابطا لمصحف قديم على هذا الرابط: http://vb.tafsir.net/tafsir40446/#.VBbIh5QhBkk
وبدا لي أنه يوافق في كثير من المسائل رسم مصاحف أهل الشام، فيمكن أن يستأنس به في هذا الموضوع.
 
عودة
أعلى