رسالة ماجستير(كشف الأستار عن بعض مافي القرآن من الإضمار)للشنقيطي

إنضم
14/06/2010
المشاركات
159
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
رسالة ماجستير بعنوان:كشف الأستار عن بعض ما في القرءان لقرءان:للشنقيطي،تحقيق ودراسة

الرسالة عبارة عن تحقيق ودراسة للجزء الأول من كتاب: [[كشف الأستار عن بعض ما في القرآن منالإضمار]] للعلامة المحقق:البشير بن عبد الله بن المبارك الشنقيطي،ويشتمل الجزء المحقق علىتفسير سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران،وقد قام بتحقيقه ودراسته كاتب هذه السطور في إطار رسالة جامعية لنيل درجة الماجسير في التفسير منكلية أصول الدين بجامعة أم درمان الاسلامية بالسودان، وقد نوقشت الرسالة المذكورة يوم الخميس:) 22 ربيع الأول سنة :1430 هـ(الموافق: 16/4/2009 م بقاعة كلية الدراسات العليا بجامعة أم درمان ،وحصلت على تقدير ممتاز، وكانت لجنة المناقشة مكونة من كل من:

الدكتور:أحمد محمد عبد الرحمن وراق :مشرفا ورئيسا
الدكتور: الصديق أحمد مالك:مناقشا داخليا
الدكتور: على محمد علوان :مناقشا خارجيا

خطة البحث
قسمت البحث الىقسمين،خصصت الأوّل منهماللدراسة ،والثاني للنص المحقق،وقد اشتمل القسم الأوّل على مقدمة وثلاثة أبواب،يسبقها تمهيد وتليها خاتمة.


القسم الأول: الدراسة،وتشتمل على:
· المقدمة : وقد أشرت فيها إلى أهمية علم التفسير وعناية العلماء به، ثم تحدث عن أسباب اختيار الموضوع، وعن الصعوبات التي واجهتني خلال البحث ، ثم عرّجت على بيان المنهج الذي اتبعته في تحقيق الكتاب ، مشيراً إلى معالم الخطة التي اتبعتها في البحث.
التمهيد :وقد تحدثت فيه عن تاريخ دخول الإسلام إلى بلاد شنقيط،أو "صحراء الملثمين"، كما كانت تسمى قديما،مشيرا إلي مراحل انتشار الثقافة الإسلامية فيها،وما صاحب لك من النعوت والشيات التي عرفت بها تلك البلاد عبر تاريخها الطويل، ابتداء من عصر ما قبل قيام دولة المرابطين ،إلى قيام الدولة الحديثة سنة 1960م
الباب الأوّل : عصر المؤلف وبيئته، ويشتمل على فصلين :
الفصل الأوّل : عصر المؤلف ، وفيه أربعة مباحث :
المبحث الأوّل: الحياة السياسية في عصر المؤلف .
المبحث الثاني: الحياة الاقتصادية في عصر المؤلف.
المبحث الثالث: الحياة الاجتماعية في عصر المؤلف.
المبحث الرابع: الحياة الثقافية في عصر المؤلف
الفصل الثاني : بيئة المؤلف ، وفيه مبحثان:
المبحث الأوّل:المحيط الاجتماعي الذي ينتمي إليه المؤلف.
المبحث الثاني: المحيط الأسري الذي تربى فيه المؤلف.
الباب الثاني : سيرة المؤلف ، ويشتمل على فصلين :
الفصل الأوّل : مولده ومراحل دراسته ، وفيه سبعة مباحث :
المبحث الأوّل: اسمه ونسبه .
المبحث الثاني: مولده ونشأته .
المبحث الثالث: شيوخه .
المبحث الرابع: رحلته إلى الحج .
المبحث الخامس: آراؤه ومواقفه .
المبحث السادس: علاقته بأعلام عصره .
المبحث السابع: انتصابه للتدريس .
الفصل الثاني : مكانته ونشاطه العلمي ، وفيه سبعة مباحث
المبحث الأوّل: توليه للقضاء.
المبحث الثاني: محنته.
المبحث الثالث: ثناء العلماء عليه.
المبحث الرابع: نماذج من شعره.
المبحث الخامس: تلاميذه.
المبحث السادس: مؤلفاته
المبحث السابع: وفاته
الباب الثالث : نبذة عن التفسير والمفسرين في بلاد شنقيط ، ويشتمل على فصلين :
الفصل الأوّل : نشأة التفسير وتطوره ، وفيه مبحثان :
المبحث الأوّل: نشأة علم التفسير وتطوره في بلاد شنقيط.
المبحث الثاني: مدارس التفسير في بلاد شنقيط.
الفصل الثاني : منهج المؤلف ومصادره، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأوّل: مصادر المؤلف .
المبحث الثاني: منهج المؤلف .
المبحث الثالث: المصطلحات البلاغية الواردة في الكتاب.
الخاتـمة : في وصف نسخ الكتاب وتوثيق نسبته إلى المؤلف ،وتشتمل على أربعة مباحث :
المبحث الأوّل: نسخ الكتاب .
المبحث الثاني: وصف النسخة المعتمدة في التحقيق.
المبحث الثالث: توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
المبحث الرابع: تحديد عنوان الكتاب.
القسم الثاني : النص محققا، و يشمل على :
= مقدمة المؤلف
= تفسير سورة الفاتحة
= تفسير سورة البقرة
= تفسير سورة آل عمران
منهجي في تحقيق الكتاب :

1- أثبت النص حسب الطريقة التي وضعه عليها المؤلف ممزوجا بالآيات،ولم أغير فيه شيئا سوي أني وضعت الآيات بين قوسين .
2 - خرجت الأحاديث والآثار الواردة في الكتاب تخريجاً مقتضباً ، اقتصر ت فيه على عزو الحديث إلى مخَرِّجه، فإن كان في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بعزوه إليهما ،أو لى أحدهما ،وإن كان في غيرهما بينت درجته من حيث الصحة والضعف حسب كلام أهل العلم بالحديث.
3 - وثَّقت الأقوال من مصادرها، وأحلت عليها في أماكنها بالجزء والصفحة.
4- عند ذكر المصدر لأول مرة،أذكر اسم الكتاب مقرونا باسم المؤلف مع ذكر الطبعة وتاريخها وجهة النشر،ثم أذكر الجزء والصفحة .
5- علقت على بعض المسائل التي رأيت أنها تحتاج إلى تعليق مبيناً وجه ذلك بالأدلة عند الاقتضاء.
6 - خرجت الأبيات ، الواردة في الكتاب ، وأحلت عليها في أماكنها بالجزء والصفحة.
7- ترجمت الأعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب، إلاّ من أغنت شهرته عن التعريف به،كالصحابة، وبعض التابعين.
8- كتبت النص وفق قواعد الإملاء مع مراعاة قواعد الترقيم المعهودة،و ضبطت الآيات حسب رواية ورش التي جرى عليها المؤلف في تفسيره،مع مراعاة الرسم العثماني حسب الإمكان .
9 - وضعت عناوين لبعض الفقرات حسب ما يقتضيه المقام، وجعلتها بين قوسين تنبيها على أنها ليست ك ذلك في الأصل.
10- شرحت المفردات اللغوية ، والمصطلحات العلمية، التي تحتاج إلي شرح .
11- قمت بعمل فهارس فنية كاشفة تيسيراً للاستفادة من الكتاب، وذلك حسب ما يلي:
- فهرس الأحاديث
- فهرس الأبيات
- فهرس الأعلام
- فهرس المصادر والمراجع .
- فهرس الموضوعات

نسخ الكتاب
كان من المقرر أن يتم تحقيق الكتاب علي ثلاث نسخ ،هي النسخ الموجودة منه ، أو المفترض وجودها ، غير أن اثنتين منها، أصبحتا في حكم خبر كان ،أما إحداهما ،وهي نسخة مكتبة الشيخ الخديم بالسنغال،فقد ضاعت فيما ضاع من كتب الشيخ بسبب تفرقها بين أبنائه وأحفاده، وأما الثانية وهي نسخة مكتبة آل الشيخ ماء العينين بمدينة العيون بالصحراء الغربية ،فقد بذلنا كل جهد ممكن في الحصول عليها ،فلم يتيسر لنا ذلك ،فكان لابد مما ليس منه بد ،وهو تحقيق الكتاب علي النسخة الوحيدة التي استطعنا الحصول عليها ،وذلك لأمرين أحدهما أننا قطعنا أشواطا مهمة في تحقيق الكتاب ، والثاني : أ ن النسخة بخط المؤلف ، وهو أمر قد يحقق الهدف المنشود من وراء تعدد النسخ،أضف الى ذلك أن النسخة المعتمدة في التحقيق نسخة واضحة ومقروءة ، وليس بها أي محو ولا بتر ، وقد أمدنا بها حفيد المؤلف الأستاذ :البشير بن الحسن ،وتقع في نحو390 صفحة من الحجم المتوسط ،وقد بدأها المؤلف بعبارة معهودة في هذا المقام، وهي(مبارك ابتداء ميمون الانتهاء)، ومتوسط أسطر الورقة الواحدة ثمانية عشر سطرا،ومتوسط عدد كلمات كل سطر أربعة عشر كلمة ،وقد تُرِك من كل صفحة هامش بمقدار (2.4سم) من اليمين ،و(2.5سم) من اليسار ،ومثل ذلك من أعلى الصفحة وأسفلها ،ويقدر طول الورقة الواحدة ب (22سم) ،وعرضها ب (17سم) ،وتبدأ من أول القرآن ،وتنتهي بنهاية سورة الزمر ،وفيها فوت يبدأ من أول سورة النساء إلي نهاية سورة الإسراء ،يعتبر حتي الآن في حكم المفقود ،وقد كتبت الآيات باللون الأحمر ،بينما كتب التفسير باللون الأسود ، وأظهرت عناوين المسائل والتنبيهات والنكت بخط بارز ،والنسخة كلها بخط المؤلف ،وقد جري فيها على نسق واحد في التبويب والترتيب ،ويظهر أنها كتبت في فترات مختلفة ،ولم يشر المؤلف إلى تاريخ نسخها، وكانت آخر آية خط قلم المؤلف تفسيرها ،هي قوله تعالى ]وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين[ في آخر سورة الزمر,و هي إشارة لطيفة يرجي له خيرها.

التعريف بمؤلف الكتاب

هو البشير بن عبد الله بنالمبارك المعروف ب(مباركي ) بكاف معقودة ، الشنقيطي الشمشوي الألفغي ، ولد سنة (1286هـ،) ،وتلقى عن جماعة من علماءبلده،منهم خاله البشير بن حنبل و القاضي محمد فال بن محمذ بن أحمد بن العاقل الديماني والشيخ سعد أبيه بن الشيخ محمد فاضل القلقمي، رحل إلى الحج سنة 1306هـ،وكان عمره يومها لايتجاوز عشرين سنة، ومر في طريقه بالمغرب،فلقي سلطان المغرب :الحسن الأول،ومدحه بقصيدة ،فكتب له رسالة الى عامله على طنجة،يأمره فيها بتهيئة ظروف السفرله ولمرافقيه في الباخرة، وقد نظم أحداث رحلته في نحو أربعمائة بيت من بحر الرجز،وبعد عودته من الحج،تولى التدريس في محظرة والده،إلى جانب ممارسة مهام القضاء والإفتاء ، و من أبرز مؤلفاته:
شرح على ألفية ابن مالك
شرح على المقصور والممدود لابنمالك
حاشية على شرح عبد الله العتيق اليعقوبي على ديوان ذي الرمة
مائدة النفوس في اختصار علوم القاموس
معين الضعاف على ما أشار إليه خليل من الخلاف
تحصيل الفوائد في أحكام الأعرافوالعوائد،وهو شرح على (نظم البدع)
لخاله البشير بن حنبل.
ديوان شعر
رسالة في تفسيرقوله تعلى((ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا))
كشف الأستار عن بعض ما في القرآن منالإضمار،وهو موضوع هذه الرسالة
نظم في اسماء من اسلم من اسارى بدرنظم في مبهمات الأوس والخزرج واسمار من حضر بدرا من الانصار
نظم مهاجري الحبشة،اضافة الى مجموعة فتاوى وانظام في مسائل علمية مختلفة، توفي سنة 1354هـ
منهج المؤلف
أبان المؤلف في مقدمة كتابه عن معالم منهجه ، فقال : [[... شرعت مستعينا بالله في حاشية تبين جل ما وقفت عليه من ذلك- يعني الإضمار - من حذف عامل ،أو معمول ،أو شرط، أو قسم ،أوجوابهما ،أو عطف، أو معطوف عليه ،أوصفة، أو موصوف، أو حرف نداء،أو حرف جر ،أو نفي، إلا ما اتضح جدا ،وربما أبين المبهم من ما ومن الشرطيتين والموصولتين وغيرهما ،وكثيرا ما أذكر تقيد المطلق، وأبين مرجع ضمير خفي مرجعه بسبب بعده، أوالتباسه بغيره ،وكذلك معمول خفي عامله بأحد السببين ،وأذكر في ترجمة كل سورة ما ظهر لي فيها من الأحكام الشرعية،مشيرا إلي موضوعه غالبا ،وربما ألتقط من درر آية وقع فيها بعض ماذكر حسب صفاء الوقت، مع أن أوقات اشتغالي فيها كثيرة الأكدار...]] ،وقد حاولنا من خلال دراسة الكتاب أن نضع الأصابع على بعض الجزئيات التي لها صلة بمنهج المؤلف،فجمعنا من ذلك ما خلاصته:

1. الاهتمام بالمسائل الفقهية، مع الاقتصار في الغالب علي المذهب المالكي ،وربما ذكر بعض المذاهب الأخري على سبيل الاستطراد، فمن ذلك ما ذكره في تفسير سورة الروم عندما تعرض لقصة الرهن الذي وقع بين أبي بكر رضي الله عنه وأبي بن خلف،حيث قال [[..وأخذ الحنفية من هذه القصة جواز معاملة المسلم مع الحربي بالربا في دار الحرب]]،ثم قال وقد نظمت ذلك فقلت :
وصفقة الربا لدا الأحناف=كما حكاه صاحب الكشاف
تجوز بين المسلمين والعدا=بدار حربهم ، هديت للهدي
دليلهم رهان ثاني أحمدي=في الغار ، مع قتيله بأحدي([1])

2-الاهتمام بتنزيل معاني الآيات على الواقع،وقد بدا ذلك جليا في مقدمة الكتاب، التي أشار فيها الى جانب من الأوضاع الصعبة التي شهدتها بلاد شنقيط إبان الاحتلال الفرنسي، وما نتج عن ذلك من فوضى عارمة،الأمر الذي جعل بعض العلماء يجنحون الى مكاتبة النصارى من باب ارتكاب أخف الضررين،وقد أشار المؤلف إلى هذ ه المسألة في تفسير سورة آل عمران ،عند قوله تعلى: ] لاَّ يَتَّخِذِ الْمُومِنُون... [ فقال:[[..نكتة : وقع في الآية التفات ،لأن مقتضي الظاهر أن يقول :إلا أن يتقوا بلفظ الغيبة ، قلت: يمكن أن يقال: إن قوله ] لاَّ يَتَّخِذِ الْمُومِنُونَ [ في قوة قوله: لا تتخذوا ،وعدل عن الخطاب إلى لفظ المؤمنين تنبيها على أن صفة الإيمان تنافي موالاة الكفار ، أي: لا تتخذوا أيها المدعون الإيمان الكافرين أولياء، إلا أن تتقوا منهم تقاة ،والله تعالي أعلم، قال في اللباب:" ثم هذه التقية رخصة ، فلو صبر على إظهار دينه حتى قتل كان له بذلك أجر عظيم"([2])، قلت : ظاهرالآية أن هذه التقية تجوز ولو طلبوا منه أن يخفي دينه ويظهر الكفر، وفيه توسعة علينا معاشر المكاتبين في بذل أموالنا لهم ومساعدتهم في أغراضهم الدنيوية مع عدم تعرضهم لديننا ، فالحمد لله على لطفه بنا([3]) .]] ومن أمثلة ذلك أيضا نقده لعض الطوائف التي تقول: بالمعية بالذات،حيث قال في تفسير سورة النور عند قوله تعالى }الله نورُ السمواتِ والأرض[،[[..وربما يوجد في زماننا من يتوصل بظاهر هذه الآية ،وبكلام ابن عطاء الله([4])وغيره ، إلى ما يوهم حلوله سبحانه في الكون ، واتحاده به ،حتي صاروا يلقون ذلك علي أذهان العامة كما تلقي عليهم العقا ئد الضرورية ،ولم يعولوا علي ما قاله علماء السنة الذين هم نوابه صلى الله عليه وسلم المترجمون عنه في تأويل الآية...]]([5]) .
3 الاهتمام بتفسير القرآن بالقرآن ،ومن أمثلة ذلك،ما ذكره في سورة النمل عند تفسير قوله تعالى ]فَإذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ [ ([6])، حيث قال [[..وقد فسر التخاصم في سورة الأعراف بقوله ]قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنَ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنَ آمَنَ مِنْهُمْ، أتَعْلَمُونَ أنَّ صَالحِا مُرْسَلٌ مِن رَّبِهِ، قَالُوا إنَا بِمَا أرْسِلَ بِهِ مُومنِوُنَ ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إنَّا بِالَّذِي ءآمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ[ ([7])...]] ([8]) .
4-الاعتماد في تقدير المضمرات علي الآيات التي أظهر فيها ما أضمر نظيره في غيرها ،ومن أمثلة ذلك ما ذكره في تقدير المحذوف في قوله تعالى : ]وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[ ([9]) ،([10]) حيث قال [[..حذف المفعول الثاني ، وهو كفرا ،وقد أظهر في قوله تعالى]ألمْ تَرَ إليَ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْرًا،وَأحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ [ ([11])،....]]([12])،وهذا اللون من التقدير نوع لطيف من أنواع تفسير القرءان بالقرءان،وربما اعتمد في تقدير المضمرات على ظاهر اللغة،و ربما نقل أقوال المفسرين في تقدير ذلك
5- العناية بالقراءات عناية كبيرة ،حيث يستدل بها علي معاني الآيات ،ويوجه المتواتر منها، وربما نبه علي الشاذة منها
6- توثيق الأقوال والتنبه علي نهاية كل قول ،وربما أتي بعبارة (انتهي) عند نهاية القول ،وأحيانا يختصرها بالإشارة إليها ب (أهـ) .
7- التنبه علي القول المنقول بالمعني ،إما بصريح العبارة ،وإما بالإشارة إليه بعبارة (بخ) أي :باختصار .
8- المقارنة بين أوجه الإعراب ،والترجيح بينها ،والاستدلال عليها بأشعار العرب وأقوال النحاة .
9- التقديم للسورة بملخص يذكر فيه الأحكام التي تعالجها السورة، محيلا على الآيات،ومعددا موضوعات السورة، بشكل يشبه التمهيد لتفسير السورة .
10- الاهتمام بتأصيل الأوجه النحوية التي يستند إليها في تفسير الآيات،وغالبا ما يستشهد عليها بألفية ابن مالك واحمرار ابن بونه .
11 الاهتمام بعلم البلاغة،وتوظيفه في الكشف عن جمال الأسلوب القرءاني،وبيان إعجازه ،و كثيرا ما يسترسل في ذكر النكت البلاغية التي لها تعلق بالتفسير،مع التنبيه على بعض المصطلحات البلاغة المستخرجة من القرءان،كالالتفات والاحتباك والمشاكلة و لاستخدام والتذييل واللف والنشر والاستعارة بأنواعها المختلفة وإيجاز الحذف...


مصادر المؤلف

تنقسم مصادر المؤلف الى قسمين،مصادر أصلية، ومصادر فرعية .
o القسم الأول : المصادر الأصلية :وقد رتبتها حسب تاريخ وفاة مؤلفيها:

1. معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي المتوفي سنة 510 هـ .
2. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاوبل في وجوه التأويل ،لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري المتوفي سنة 538هـ .
3. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز:لعبد الحق بن عطية الأندلسي المتوفي سنة 541هـ .
4. أحكام القرآن لأبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي الأندلسي المتوفي سنة 543هـ
5. مفاتيح الغيب لأبي عبد الله محمد بن عمر الرازي المتوفي سنة606هـ .
6. أنوار التنزيل وأسرار التأويل لعبد الله بن محمد المعروف بالبيضاوي المتوفي سنة685هـ .
7. مدارك التنزيل وحقائق التأويل لأبي البركات عبد الله بن أحمد النسفي المتوفي سنة701هـ
8. التسهيل لعلوم التنزيل:لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الأندلسي المتوفي سنة 741هـ .
9. لباب التأويل في معاني التنزيل لعلي بن محمد البغدادي المعروف بالخازن المتوفي سنة741هـ .
10. الجلالين ، لجلال الدين محمد بن أحمد المحلي المتوفي سنة864هـ ،وجلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي المتوفي سنة911هـ([13]) .
11. غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني،لشهاب الدين أحمد بن إسماعيل الكوراني،المتوفى سنة 893هـ
12. السراج المنير في الإعانة علي معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير ،لشمس الدين محمد الشربيني الشافعي الخطيب المتوفي سنة977هـ ([14]) .
13. روح البيان في تفسير القرآن لإسماعيل حقي الحنفي المتوفي سنة 1127هـ .
14 الذهب الابريز في تفسير كتاب الله العزيز،لمحمد بن سعيد اليدالي الشنقيطي، المتوفى سنة 1165 هـ
15 حاشية الصاوي علي الجلالين،لأحمد بن محمد الصاوي المصري المتوفي سنة 1241هـ

القسم الثاني المصادر الفرعية:
1. قوت القلوب في معاملة المحبوب لأبي طالب المكي المتوفي سنة 686هـ .
2. الحكم ،لأحمد بن محمد بن عطاء الله السكندري المتوفي سنة 709هـ الله
3. مختصر خليل في الفقه المالكي ،لخليل بن إسحاق المالكي المتوفي سنة749هـ .
4. ألفية ابن مالك في النحو والصرف لمحمد بن مالك المتوفي سنة 772هـ .
5. مفتاح العلوم لسعد الدين التفتزاني المتوفي سنة793هـ .
6. الإتقان في علوم القرآن للسيوطي المتوفي سنة911هـ .
7. احمرار ابن بونه علي ألفية ابن مالك ،لابن بونه المتوفي سنة1220هـ .
ويدخل في هذا القسم مصادر غير محددة،كان المؤلف يشير إليها بقوله: وفي بعض الكتب .
ملاحظات عامة حول الكتاب

هنالك بعض الملاحظات التي قد تأخذ على المؤلف،وهي أمر طبيعي، في أي عمل بشري،وهي في مجملها لاتقلل من جهد المؤلف ولا تنقص من قيمة كتابه ،وإنما ذكرناها لجريان العرف بذكرها في هذا المقام، غير أننا نقول إن ذكرنا لها هو من باب :تأكيد المدح بما يشبه الذم،كما يقول علماء البلاغة، ومن أهم هذه الملاحظات: عدم التعرض غالبا لأسرار الإضمار،وهو أمر شديد الصلة بموضوع الكتاب،ومنها :عدم استيعاب الموضوع، وإن كان المؤلف قد ألمح من خلال عنوان الكتاب إلى أنه لم يقصد الاستيعاب،وذلك حين عبر بأداة التبعيض،ومنها نقله لبعض الأقوال والمذاهب والآثار دون تمحيص،ومنها التوسع أحيانا في ذكر الاسرائليات .

خاتمة:


بعد هذه الجولة مع الكتاب دراسة وتحقيقا نستطيع أن نخرج بخلاصة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
v أن الكتاب جهد غير مسبوق-حسب علمنا-من حيث الجمع والترتيب وتوظيف علوم البلاغة والنحو،كما أن موضوعه لايخلو من جدة.
v أن المؤلف اعتمد بدرجة كبيرة على مفسري المغرب الإسلامي،وخاصة ابن عطية وأبي حيان والقرطبي،كما استفاد من تفاسير أهل المشرق بدرجة متفاوتة،وخاصة تفاسير :الزمخشري والنسفي والرازي والخازن.
v أن المؤلف لم ينطلق في تفسيره من فراغ،فقد ألف قبله جماعة من أهل بلده، لعل أقدمهم :محمد بن سعيد اليدالي المتوفى سنة 1165هـ، الذي سمى تفسيره بالذهب الابريز في تفسير كتاب الله العزيز([15])،وقد ذكر في مقدمته أنه رجع فيه إلى جملة من التفاسير،منها: تفاسير مكي([16]) والمهدوي([17]) الأذفوي([18]) والصفاقسي([19]) والكواشي([20])
v أن الظروف التي ألف فيها الكتاب ظروف بالغة الصعوبة،كما أشار إلي ذلك المؤلف في مقدمته بقوله:[[ ..وربما التقط من درر آية وقع فيها بعض ما ذكر ،حسب صفاء الوقت ،مع أن أوقات اشتغالي فيها كثيرة الأكدار...]]،وهي ظروف أملتها طبيعة حياة القوم،الذين كانوا أهل بادية ،ينتجعون مواقع الغيث،وقد ألمح إلى صعوبة هذه الظروف التي لاتناسب الكتابة والتأليف اليدالي في مقدمة تفسيره حين قال [[...وعذري فيه أني التقطته من بين أساويد الهموم ،وأسود الأهوال ، مع تشويش الحال ،وشغل البال ،وتوالي العوائق الرائحة الغادية ،وترادف الأسفار وجولان البادية ،هذا مع عجزي عن النسخ ،ولا يمكن أن ينوبني غيري فيه ،وقلة تخلف الواردين علي عني ،وكثرة تشويشهم لي ، حيث لا أتفرغ للكتابة....)([21])كما أشار إليها الشيخ محمد المامي في بعض أنظامه،فقال:
وإنني ملتمس المعاذر=بالسن والبدو من الأكابر
فلم تكن معاهد الأعراب=أهلا لتأليف ولا إعراب
ورغم ذلك كله،فقد أنتجت تلك البيئة ثروة علمية زاخرة بأنواع المعارف...
v أن المؤلف كان نموذجا فريدا في علو الهمة والحرص على نشر العلم ، وقد ظهر ذلك في رحلته إلى الحج رغم بعد الشقة وحداثة السن وضعف الإمكانيات،كما ظهر في مشاركته الفاعلة في التلعليم والقضاء والإفتاء والتأليف.
v أن الكتاب يحتاج إلى إكمال،القسم الباقي منه،وهو من أول سورة الزمر الى آخر القرءان، والبحث عن الأجزاء المفقودة منه،وهو أمر يحتاج إلى جهد مضاعف، عسى الله أن يوفق له ويهيئ الأسباب المعينة عليه.


نماذج من الكتاب المحقق​


النموذج الآول: مقدمة المؤلف​

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، قيما لا عوج فيه ولا ارتياب ، جاريا على قانون لسن الأعراب، من كنايات واستعارات وإيجاز وإطناب، مبينا مفصلاً على الوجه الأفصح الأبلغ ،فاستوي في العجز عن معارضته الأفصح والألثغ([22])، معصوما آمنا من التحريف (والتبديل)([23])، ميسراً للذكر ثابتاً في الصدور جيلاً بعد جيل، والصلاة والسلام على النبي العربي التهامي، محمد المؤتى جوامع الكلام، وعلى أزواجه وعترته الطاهرين، وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين :
أما بعد فيقول المفتقر لرحمة ربه اللطيف الخبير، عبيد ربه وأسير ذنبه المسمي البشير، وقاه الله ومن أحبه حر السعير، الألفغي نسبا، المالكي مذهبا، إنه لما تقلبت القلوب، وتتابعت الخطوب، وكثرت الفتن وعظمت المحن، والمسلمون نهبة بين الكفرة والعجزة، تتناوشها أيديهم تناوش الكرة، فلا تنفك غارة شعواء، أو فتنة عمياء أو داهية دهياء أو ليلة درعاء([24])، أو يوم قمطرير([25])، أو خاطر كسير، من كريم أسير، أو جاهل أمير، أو أسافل مرفوعة، أو أعالي موضوعة، أو شريف يهون، أو صديق يخون، أو باطل يصول، أو صائل يجول، فحالت الهموم دون العلوم، وقل المساعد، وكثر المعاند، ففزعت إلى كتاب الله مستمسكاً بقوي عراه، فهو الملجأ في الشدة، والأنيس في الوحدة، فتلاوته، نجاح، وتدبره رباح، فهو مورق الأغصان ،مثمر الأفنان يتناولها القاعد والقائم، بلا منازع ولا مزاحم، وثم الشوامخ الطوال، التي لا تنال إلا بالاحتيال، وفي بعض ألفاظه غضون ينبوا عنها الفهم، ويعتري القاصر عن تدبرها الوهم، وأكثر ذلك سببه إيجاز الحذف المعدود من أنواع البلاغة التي لا يذوقها إلا أهلها من العرب الذين نزل بلغتهم، أو من تمهر في علومها ومقاصدها، ولذا هلك القدرية والعياذ بالله بسبب المحذوف في قوله تعالى :]مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ[ ([26]) ،فبجهلهم للعربية فهموا أن هذا التفصيل إخبار من الله تعالى، فاعتقدوا أن الذنوب من فعل العبد استقلالا من دون قدرة الله مع أن التقدير : ]فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً[ يقولون ]مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ[ فالتفصيل من كلام اليهود قاله في "قوت القلوب"([27])، وفي غيره ]مَا أَصَابَكَ[ يا إنسان ]مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ[ فضل ]اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ[ أي: مصيبة ]فَمِن نَّفْسِكَ[ أي: من شؤم ذنبك، فالحسنات من فضل الله، والسيئات تنسب للعبد من حيث أنها كسبه، والكل فعل الله سبحانه، بدليل قوله ]قل كل من عند الله[ ([28]) وقد غفل القدرية عن هذا التأويل أيضا، بسبب جهل كلام العرب، ومن دليل التأويل الأول قراءة ابن مسعود([29])]قالوا ما أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ[ والحاصل أن إيجاز الحذف كثير في القرآن، وكثيرا ما يصعب عليّ عند التدبر معني الآية بسببه، فشرعت مستعيناً بالله في حاشية تبين جل ما وقفت عليه من ذلك من حذف عامل أو معمول أو شرط أو قسم أو جوابهما، أو عطف أو معطوف عليه أو صفة أو موصوف أو حرف نداء أو جر أو نفي إلا ما اتضح جداً، وربما أبين المبهم من ما، أو من الشرطيتين، والموصولتين، وغيرهما، وكثيراً ما أذكر تقييد المطلق وأبين مرجع ضمير خفي مرجعه بسبب بعده أو التباسه بغيره، وكذلك معمول خفي عامله بأحد السببين، وأذكر في ترجمة كل سورة ما ظهر لي فيها من الأحكام الشرعية مشيراً إلى موضعه غالباً، وربما ألتقط من درر آية وقع فيها بعض ما ذكر بحسب صفاء الوقت مع أن أوقات اشتغالي فيها كثيرة الأكدار، معتمداً ما تداول من التفاسير في قطرنا وقد وضعت هذه الحاشية على هذا المنوال الذي لم أعثر على من سبقني إليه راجياً بها نفعي ونفع غيري من الإخوان وأن يجعلها من صالح الأعمال مستعيناً على إتمامها بحول الله وقوته ومستعيذاً به من الشيطان إبليس وصولته وسميتها " كشف الأستار عن بعض ما في القرءان من الإضمار" وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
النموذج الثاني : تفسير أول سورة البقرة​

] الم [ مذهب السلف التوقف في هذه الأحرف وما شاكلها وأنها مما استأثر الله بعلمه ،وعليه فلا يحكم عليها بإعراب لعدم إدراك معناها ، ومقابله أقوال أنها أسماء للسور، أو أسماء للقرآن، أو أسماء لله تعالى، أو كل حرف مفتاح اسم من أسمائه تعالى أي الله لطيف مجيد ونحو ذلك([30])، واختلف في إعرابها فقيل مبتدأ خبره ذلك، أو خبر حذف مبتدؤه، وهذا على أنه اسم للسورة أي هذه ] الم [ أو منصوب ب:اقرأ ونحوه أو مجرور بحرف قسم حذف إلا أن هذا شاذ عند غير الزمخشري([31]) في غير اسم الجلالة، قال فالقياس نصبه على إسقاط الجار([32])] هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [ أي الذين سبق في علم الله أنهم متقون وفيه حذف مضاف أي ذو هي، وقيل من باب الوصف بالمصدر مبالغة فلا حذف ] وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [ حذف مفعول رزقناه الثاني ويقدر متصلا أو منفصلاً أي: رزقناهموه، أو إياه قال في الخلاصة:
وصل أو افصل هاء سلنيه وما=أشبهه في كنته الخلف انتمي([33])

تنبيه : معني رزقناه أي أعطيناه لأن الرزق الحقيقي لا يمكن تعديه للغير ] وَعَلَى سَمْعِهِمْ [ أي طبع على مواضع سمعهم ، ففيه حذف مضاف، لأن السمع معني لا يمكن الطبع عليه ، وأفرده لأنه في الأصل مصدر ]يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا [([34])،جواب سؤال مقدر، كأنه قيل ما الحامل لهم على إظهار الإيمان وإخفاء الكفر ] وَمَا يَشْعُرُونَ [ أن وبال خداعهم راجع عليهم ، فالمفعول محذوف ،فائدة : حقيقة الخديعة أن يظهر لصاحبه أنه موافق ومساعد له على مراده ،والواقع خلاف ذلك ،وهي إن كانت في الدين سميت نفاقا وغشا ومداهنة ، وإن كانت في الدنيا بأن يصانع أهل الدنيا لأجل حماية دينه أو دنياه ،تسمي مداراة وهي ممدوحة، ]وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُوْنَ [ فيه حذف مفعول أي يكذبون نبي الله، وقري يكذبون بفتح فسكون([35])، فيكون المقدر مجروراً أي يكذبون في قولهم ] أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ[ بذلك ففيه حذف مفعول ، وعبر بالشعور الذي هو أعم من العلم فينتفي العلم بنفيه إشارة إلى أنهم دون رتبة البهائم التي لها شعور تمتنع به من المضار ، ولأن الفساد أمر محسوس يدرك بأدنى علم ]أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ[ ذلك ففيه حذف مفعول وعبرها هنا ب
] يَعْلَمُونَ [ لأن السفه أمر معقول غير محسوس فلا يدرك إلا بالعلم الذي هو أعلي من الشعور وأخص ] وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ [ فيه حذف مجرور متعلق ب: ] خَلَوْا ْ [وحذف عامل يتعلق به مجرور معطوف على خلوا، والتقدير وإذا خلوا منهم ورجعوا إلى شياطينهم، أي: رؤسائهم ،لأنهم كالشياطين في الإغواء، وقيل خلوا بمعني انفردوا، وإلي بمعني مع، فلا حذف، قاله البيضاوي([36])
النموذج الثالث: تفسير : وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ

قوله تعلى:] وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ [ اللام مؤذنة بقسم حذف مغنيا جوابه عن جواب الشرط لتقدمه عنه والجواب ] مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ [ ولو كان للشرط لقرن بالفاء لأنه منفي قال في الخلاصة .
واقرن بفل حتمـا جوابا لو جعـل = شرطا لأن غيـرها لم ينجعل([37])
وقال فيها :
واحذف لدى اجتماع شرط أو قسم =جواب ما أخرت فهو ملتزم([38])​
وكذلك قوله ] وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ [ والجواب ] إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ [ وهو كثير مطرد في القرآن ، ولذلك لا نتعرض لذكره غالباً ] يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ [ ضمير له r ] َيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ أنه رسول الله وأن الكعبة قبلته سبحانه وقوله ] الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ [ خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا الذي أنت عليه الحق كائنا من ربك ، فمتعلق المجرور محذوف أيضا، وقيل: الحق مبتدأ خبره من ربك، أو محذوف تقديره :يعرفونه ]هو موليها[ اسم فاعل فاعله ضمير عائد على مفسر هو، وهو الفريق المفهوم من قوله ولكل وجهة أي لكل فريق من الأمم وجهة أي قبلة، والهاء مفعول أول لاسم الفاعل، والثاني محذوف أي: موليها وجهة في صلاته ] فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ [ فيه حذف خافض، أي: إلى الخيرات، وهي صفة لمحذوف أيضا، أي إلى الفعلات الخيرات جمع خير أو الخيرة ] وَمِنْ حَيْثُ [ أي من أي مكان ] خَرَجْتَ [ إليه لسفر ] فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [ ، والظاهر لي من تقرير المفسرين - والله أعلم- أن من ابتدائية متعلقة بولي وجهك ، وخرجت عاملا في مجرور محذوف، أي خرجت إليه، والضمير عائد على المكان المدلول عليه بحيث، فابتداء التولي من المكان الذي يخرج إليه في أسفاره، لا المكان الذي يخرج منه، لأنه المدينة التي خوطب فيها بقوله أولا ] فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [، وبين في هذه الآية الثانية أن وجوب الاستقبال لا يختص بالإقامة في المدينة بل واجب في سائر البلدان، وظاهر الآية استواء الفرض والنفل وقد خصصت النافلة بالسنة([39]).
النموذج الرابع: تفسير:]وَلَوْ َتَرَي الَّذِينَ ظَلَمُوا[
قوله تعلى:]ولَوْ َتَرَي الَّذِينَ ظَلَمَوُا[ باتخاذ الأنداد]إذْ[ بمعني إذا،وعبر عنها بها لتحقق الوقوع ،فكأنه قد وقع ،لأن إذ ظرف ماضي ،وإذا مستقبل ]يَرَوْنَ العذاب[ لرأيت أمرا فظيعا،حذف جواب لو،وقوله] أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً [ في محل نصب بنزع الخافض أي :لأن القوة لله جميعا،وقريء]ولو تَرَي الَّذِينَ ظَلَمُوا[ بالياء التحتية([40])، فهي بمعني يعلم ، وأن وما بعدها في محل المفعولين، وجواب لو محذوف أيضا، قال الجلال : والمعني لو علموا في الدنيا شدة عذاب الله وأن القوة لله وحده وقت معاينتهم له وهو يوم القيامة لما اتخذوا من دونه أندادا([41])، قلت : قد تعذر في ذهني على هذا التفسير قيد لهذا العلم بالدنيا مع كون ظرفه إذ يرون العذاب وهو يوم القيامة ، فانظره فلعله من قصوري([42])، وفي اللباب لو رأي الذين ظلموا عذاب الآخرة لعلموا حين يرون العذاب أن القوة لله جميعاً([43])،فظاهره أن العامل في الظرف في ، وأن وصلتها جواب لو المحذوف،ومفعول يري محذوف، ويري بصرية قلت : وفيه أيضا عندي تعسف لأن لو تدل على انتفاء جوابها دائماً، وشرطها غالباً، وهما في الآية ثابتان قطعا، إلا أن يقال إنها مرادفة لأن في الشرط والاستقبال، لا في التشكيك([44]) ،لفقده هنا والله أعلم([45]]وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ [ جملة حالية على إضمار قد أي: والحال أنهم قد رأوا العذاب وقوله ] وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ [ عطف على تبرأ أيتبعونهم ] أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً [الهمزة للإنكار داخلة على محذوف والواو للحال على ما قال الصاوي، وظاهر كلام روح البيان([46])، فتأمل .
أسال الله تعلى أن ينفغنا بما نسمع وبما نقول وأن يجعله حجة لنا لا علينا وصلى الله سلم بارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين




([1]) (المخطوط ) ورقة: 109، و الضمير في قوله:(مع قتيله بأحد) يعود على النبي صلي الله عليه وسلم،لأنه هو الذي قتل أبي بن خلف يوم أحد ،كما هو معروف

([2]) انظر: لباب التأويل في معاني التنزيل: لمحمد بن علي البغدادي الشهير بالخازن: 1 / 227.

([3]) هذا الرأي يمثل موقف المؤلف من اختلاف علماء عصره في جواز مهادنة النصارى والتعامل معهم، وقد تقدم الحديث عن ذلك بالتفصيل في قسم الدراسة ص : 34 .

([4]) هو أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله الإسكندري ،عالم متصوف شاذلي ،له تصانيف منها :الحكم والعهود وتاج العروس ، توفي سنة 709هـ انظر الأعلام للزركلي1/221 .

([5]) المخطوط 2/22 .

([6]) جزء من الآية رقم 37 من سورة النمل .

([7]) جزء من الآية رقم 75 من سورة الأعراف .

([8]) المخطوط :الورقة 145 .

([9]) جزء من الآية رقم209 من سورة البقرة .

([10]) المخطوط : الورقة 19

([11]) الآية رقم30 من سورة إبراهيم .

([12]) المخطوط ورقة23 .

([13]) هوتفسير مشترك بين الجلالين، ابتدأه الجلال المحلي من الكهف إلي آخر القرآن ،ثم ابتدأ بتفسير سورة الفاتحة ،فتوفي قبل أن يكمله،فأكمله السيوطي : انظر طبقات المفسرين للداوودي 2/84 .

([14]) اختصر هذا التفسير عبد الله بن ابيه الديماني في نظم سماه (السلم والمعراج في اختصار السراج) انظر تاريخ ابن حامد ص:44

[15]توجد منه عدة نسخ في مكتبة زاوية الشيخ اليدالي بنواكشوط ،وقد حقق الأستاذ خطر بن حامد جزءه الأول في طار رسالة جامعية لنيل درجة الدكتوراه من جامعة ابن الطفيل بالقنيطرة بالمغرب،كما حققت أجزاء منه ضمن رسائل جامعية في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بنواكشوط .


([16]) هو مكي بن أبي طالب القيرواني ،المتوفي سنة 435هـ له تفاسير منها مشكل إعراب القرآن ،والإبانة عن معاني القرآن ، وتفسير المشكل من غريب القرآن ،والهداية إلي بلوغ النهاية في معاتي القرآن وتفسيره،انظر: طبقات المفسرين للداوودي 2/331 .

([17]) هو أحمد بن عمار المهدوي، مؤلف :التفصيل الجامع لعلوم التنزيل ،ومختصره: التحصيل لفوائد التفصيل، توفي سنة 431هـ المصدر السابق 2/65 .

([18]) هو محمد بن علي المصري الأذفوي،مؤلف الاستغناء في تفسير القرآن، توفي سنة 388هـ المصدر السابق 2/197 .

([19]) هو إبراهيم بن محمد القيسي ،برهان الدين أ بو إسحاق الصفاقسي ،مؤلف المجيد في إعراب القرآن المجيد، اشترك في تأليفه معه أخوه محمد ،الا أن نسبته إليه أشهر ،ويقال إنهما لخصاه من تفسير أبي حيان ،وأن أبا حيان وقف عليه ،فلم يرتض صنيعهما ، توفي سنة 742هـ ،انظر شجرة النور الزكية ص:209،والتفسير والمفسرون في غرب إفريقيا:محمد بن رزق الطرهوني1/152.

([20]) هو احمد بن يوسف الكواشي الشافعي ،المتوفي سنة680هـ له مصنفان في التفسير ،أحدهما :تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر والثاني لخصه من الأول وسماه التلخيص، انظر طبقات المفسرين للداودي1/ 100 .

[21]انظر:مقدمة الذهب الإبريز :ورقة: 3


([22]) الألثغ الذي يبدل السين ثاء، أو الراء غينا أو لاما، وفعله كفرح، انظر: القاموس المحيط للفيروزبادي طبعة دار الفكر 1999 بعناية محمد البقاعي: مادة لثغ 1/189.

([23]) في الأصل كلمة غير مقروء ة،يظهر فيها تعديل بخط غيرخظ المؤلف،وما بين القوسين مستنبط من السياق، ولعله أقرب إلي مراد المؤلف وخصائص أسلوبه.

([24]) يقال ليلة درعاء: إذا كانت مظلمة لا ضوء فيها، وأصلها الليلة التي لا يطلع قمرها إلا عند الصبح، انظر القاموس: مادة درع 2/201.

([25]) القمطرير:شديد العبوس، القاموس 2/36 .

([26]) الآية 78 من سورة النساء.

([27]) انظر:قوت القلوب في معاملة المحبوب: محمد بن علي الحارثي المعروف بأبي طالب المكي طبعة دار إحياء التراث ص 188

([28]) انظر البحر المحيط: لمحمد بن يوسف النفزي، العروف بأ بي حيا ن- مطابع النصر الحديثة،الرياض 3/302، وفيه، أنه قريء(فمن نفسك)، بفتح الميم ورفع السين، علي الاستفهام الإنكاري،أي فمن نفسك حتي ينسب إليها فعل المعني ؟.

([29]) لم أعثر على هذه القراءة بهذا اللفظ، لكن نقل أبو حيان في البحر المحيط ما يشهد لها حيث قال :(وقريء : [فمن نفسك وإنما قضيتها عليك]، قرأ بها عبد الله بن عباس ،وحكي أبو عمرو أنها في مصحف ابن مسعود: ( وأنا كتبتها )، انظر البحر المحيط: 3/301.

([30]) انظر تفاصيل هذه الأقوال في تفسير القرطبي 1 / 155 وابن جرير 1/108 وابن كثير 1/19 والكشاف 1/25.

([31]) هو محمود بن عمر الزمخشري ،من أئمة اللغة والتفسير، كان معتزلي المذهب ،توفي سنة 538هـ، الأعلام:5/234

([32]) الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل ، ووجوه التأويل المعروف ،لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري،الطبعة دار المعرفة بيروت بدون تاريخ:1/161.

([33]) البيت من ألفية ابن مالك ،و إنما سميت الخلاصة لقوله في آخرها :
وما بـجمعه عنيت قد كمل= نظماً على جل المهمات أشتمل
أحصي من الكافية الخلاصة=كما اقتضي غني بلا خصاصة
([34]) وقرأ الكوفيون وابن عامر:بفتح الياء إسكان الخاء، من غير ألف،2/208
([35]) قرأ بذلك حمزة والكسائي وعاصم ،انظر: النشر في القراءات العشر لابن الجزري 2 / 208.

([36]) هو عبد الله بن محمد،الملقب :ناصر الدين ، المعروف بالبيضاوي ، كان إماماً في اللغة والفقه ، تولي القضاء في شيراز، توفي سنة 685 هـ ، انظر:طبقات المفسرين :محمد بن علي للداوودي طبعة دار الكتب العلمية، 1/242.، ولفظ:البيضاوي :(..خلا:من خلوت بفلان وإليه،إذا انفردت معه،أو من خلاك ذم أي:عداك ومضي عنك...أو من خلوت به إذا سخرت منه، وعدي بإلي لتضمين معني الانتهاء) ،وفي حاشية الشيخ محي الدين زاده علي تفسير البيضاوي ما نصه:(..وذكر المصنف لخلا ثلاثة معان، الإنفراد، والمضي: وهو الذهاب، والسخرية، ثم قال إن: إلي إذا كان بمعني السخرية يحتاج في توجيه استعماله مع إلي لتضمين معني الانتهاء، لأن السخرية لا تتعدي بالي، فمعني الآية حينئذ: وإذا سخروا بالمؤمنين منتهين بسخريتهم إلي شياطينهم)، انظر: أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي:1 /28 ،وحاشية الشيخ محي الدين زاده علي تفسير البيضاوي،طبعة المكتبة الإسلامية ،ديار بكر تركيا ،بدون تاريخ،1/145 .

([37]) البيت أورده ابن مالك في باب عوامل الجزم وبعده .
وتخلف الفاء إذا المفاجأة =كأن تجد إذا لنا مكافأة

([38]) سبق ذكره .

([39]) لما رواه البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله r يصلي على راحلته حيث توجهت به ،فإذا أراد الفرض نزل فاستقبل القبلة ، صحيح البخاري بشرح ابن حجر 1 / 658 كتاب الصلاة باب: التوجه إلى القبلة أياً كان .

([40]) قرأ بذلك الكوفيون وأبو عمرو، وابن كثير ، انظر النشر في القراءات العشر لابن الجزري 2/224.

([41]) انظر الجلالين ص : 49 .

([42]) فانظر رحمك الله إلي هذا الأدب الجم وقسه بما شئت من كلام بعض المنتسبين إلي العلم في هذا الزمن ،ونظير هذا ما نقله ابن زنجلة عن الإمام أبي بكر بن مجاهد أنه قال :[[ لقي اليزيدي الخليل بن أحمد فقال له :لم قرأ أبو عمرو (أألقي الذكر) ،ولم يقرأ"(أؤنبؤكم) ؟ قال فلم أدر ما أقول له ،فرحت ،إلي أبي عمرو فذكرت له ذلك ،فقال إذالقيته فأخبره أن هذا من (نبأت)وليس من (أنبأت) ،فلقيته فأخبرته بقول أبي عمرو، فسكت ،قال ابن مجاهد معلقا علي ذالك( هذا شيء لاأدري ما معناه ،اللهم إلا أن يكون علم منه شيئا منع غيره أن يعلمه ،وإن كانت العربية فلا فرق بين اجتماع الهمزتين من "نبأت" و "أنبأت) ..]]انظر: حجة القراءا ت ص: 155 .

([43])انظر: لباب التأويل في معاني التنزيل :محمد بن علي البغدادي المعروف بالخازن، دار إحياء العلوم الطبعة الثانية 1/110 .

([44]) التشكيك: تفاوت الأفراد في المعني: كالبياض والنور، انظر طرة محنض باب بن عبيد الديماني علي السلم للأخضري،(مخطوط) ورقة: 6

([45]) اختلفت عبارات المفسرين في تقرير معني هذه الآية،فقال ابن عطية [[ تقرير ذلك ولو تري الذين ظلموا في حال رؤيتهم العذاب وفزعهم منه واستعظامهم له ،لأقروا أن القوة لله ،فالجواب مضمر علي هذا النحو من المعني وهو العامل في أن]] و عقب عليه أبو حيان بقوله: [[ وفيه مناقشة وهو قوله في (حال رؤيتهم العذاب) وكان ينبغي أن يقدر بمرادف إذ،وهو قوله في وقت رؤيتهم العذاب ،وأيضا فقد قدر جواب لو وهوغيرمترتب علي ما يلي لو ،لأن رؤية السامع أو النبي صلي الله عليه وسلم الظالمين في وقت رؤيتهم لا يترتب عليها إقرارهم أن القوة لله جميعا ،ثم قال بعد كلام طويل :هذا ما يقتضيه البحث في هذه الآية من جهة الإعراب ،ونحن نذكر من كلام المفسرين فيها قال عطاء :المعني :(ولو يري الذين ظلموا يوم القيامة اذ يرون العذاب حين تخرج إليهم جهنم من مسيرة خمسمائة عام تلتقطهم كما يلتقط الحمام الحبة لعلموا أن القوة لله جميعا،وقيل: لو يعلمون في الدنيا ما يعلمونه إذيرون العذاب ،لأقروا بأن القوة لله جميعا ]]،وقال الزمخشري :(..ولو يعلم هؤلاء الذين ارتكبوا الظلم العظيم بشركهم أن القدرة كلها لله علي كل شيء من العقاب والثواب دون أندادهم ،ويعلمون شدة عقابه للظلمين إذ عاينوا العذاب يوم القيامة لكان لهم ما لايدخل تحت الوصف من الندم والحسرة ووقوع العلم بظلمهم وضلالهم )، انظر : المحرر الوجير 1/473 والبحر المحيط1/471-372،والكشاف 1/326 .

([46]) انظر روح البيان 275 .
 
تنبيه:سقط سهواً أثناء ذكر مصادر المؤلف تفسير:"البحر المحيط"،ولم انتبه لذلك مع أني أشرت إلى أنه اعتمد بدرجة كبيرة على مفسري المغرب الإسلامي،كأبي حيان والقرطبي وابن عطية،فسبحان الله العظيم
 
جزاكم الله خيراً هل لكم أن تتحفونا بالكتاب الأصل ( المنظومة ) وجزء من مقدمة الرسالة بارك الله فيكم - لا سيما إن ان فيها حديث عن النظم فى التفسير وعلوم القرآن - ؟؟؟ وشكراً
 
عودة
أعلى