ومن استدراكات الأشموني رحمه الله:
وقال الأشموني :
{خَاشِعِينَ لِلَّهِ} [199] حسن عند الأكثر، وزعم بعضهم أن الوقف على «خاشعين»، ثم يبتدئ لله، وهو خطأ؛ لأنَّ اللام في «لله» لا تتصل بما بعدها؛ لأنَّ لله من صلة خاشعين فلا يقطع عنه «منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (1/ 170).
{لَكَاذِبُونَ (42)} [42] كاف، وزعم بعضهم أنَّ الوقف على «عفا الله عنك»، وغرَّه أنَّ الاستفهام افتتاح كلام، وليس كما زعم؛ لشدة تعلق ما بعده به، ووصله بما بعده أولى، وقول من قال: لابدَّ من إضمار شيء -تكون «حتى» غاية له، أي: وهلا تركت الإذن لهم حتى يتبين لك العذر -الكلام في غنية عنه، ولا ضرورة تدعو إليه؛ لتعلق ما بعده به«منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (1/ 308)
{أَوْ قائماً} [12] حسن، ومثله «مسه»، وزعم بعضهم أنَّ الوقف على قوله: «فلما كشفنا عنه ضره مر» -ليس بشيء؛ لأنَّ المعنى: استمر على ما كان عليه من قبل أن يمسه الضر، ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء، ونسي سؤاله إيانا«منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (1/ 325)
{تَعْمَلُونَ (23)} [23] تام، ولا وقف من قوله: «إنَّما مثل» إلى «والأنعام»، فلا يوقف على قوله: «فاختلط»، وزعم يعقوب الأزرق أنه هنا، وفي الكهف تام؛ على استئناف ما بعده جملة مستأنفة من مبتدأ وخبر، وفي هذا الوقف شيء من جهة اللفظ والمعنى، فاللفظ أن «نبات» فاعل بقوله: «فاختلط» أي: فنبت بذلك المطر أنواع من النبات يختلط بعضها ببعض، وفي المعنى تفكيك الكلام المتصل الصحيح، والمعنى الفصيح، وذهاب إلى اللغو والتعقيد«منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (1/ 327)
{مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [23] حسن، وقد أغرب بعضهم وزعم أنَّ الوقف على «عرش»، ويبتدئ: بـ «عظيم»، «وجدتها»، وليس بشيء؛ لأنَّه جعل العبادة لغير الله عظيمة، وكان قياسه على هذا أن يقول عظيمة وجدتها إذ لمستعظم، إنَّما هو سجودهم لغير الله، وأمَّا عرشها فهو أذل وأحقر أن يصفه الله بالعظم، وفيه أيضًا قطع نعت النكرة وهو قليل«منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (2/ 109)
{الْأَوَّلِينَ (68)} [68] كاف، ومثله: «المجرمين»، وكذا: «يمكرون»، و «صادقين»، وأغرب بعضهم وزعم أنَّ الكلام قد تم عند قوله: «ردف» ثم يبتدئ: «لكم بعض الذي» وفيه نظر«منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (2/ 114)
{وَرَحْمَةً} [12] حسن، ولا وقف من قوله: «ومن قبله كتاب موسى» إلى «ظلموا» لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «مصدق» وإن تعمده بعض الناس؛ لأنَّ قوله: «لسانًا» حال من ضمير «مصدق» والعامل في الحال «مصدق»، أي: مصدق في حال عربيته، أو مفعول «مصدق»، أي: مصدق ذا لسان عربي، وزعم أن الوقف عليه «حق» وفيما قاله نظر، ولا يوقف على «عربيًّا»؛ لأنَّ اللام في «لينذر» التي بعده قد عمل في موضعها ما قبلها«منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (2/ 269)
{كَانُوا يُوعَدُونَ (16)} [16] تام، ولا وقف من قوله: «والذي قال لوالديه أفٍّ» إلى آخر كلام العاق وهو: «أساطير الأولين» لارتباط الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على «يستغيثان الله»، ولا على «آمن» ولا على «وعد الله حق» وزعم بعضهم؛ أنَّ الوقف على «يستغيثان الله» قائلًا ليفرق بين استغاثتهما الله عليه، ودعائهما، وهو قوله: «ويلك آمن» وزعم أيضًا، أنَّ الوقف على «آمن» وعلى «أنَّ وعد الله حق» وفيه نظر لوجود الفاء بعده في قوله: «فيقول».«منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (2/ 270)
{وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)} [7] ليس بوقف لمن جعل معنى، أي: وجعل «لا» ناهية كأنَّه قال: أي، لا تطغوا في الميزان، وزعم بعض أنَّ من جعل «لا» ناهية لا يقف على الميزان، قال: لأنَّ الأمر يعطف به على النهي، وهذا القول غير جائز؛ لأنَّ فعل النهي مجزوم، وفعل الأمر مبني إذا لم يكن معه لام الأمر. قاله العبادي«منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (2/ 309)
{سَلْسَبِيلًا (18)} [18] كاف، وأغرب بعضهم ووقف على «وإذا رأيت ثم» فكأنَّه حذف الجواب تعظيمًا لوصف ما رأى، المعنى: وإذا رأيت الجنة رأيت ما لا تدركه العيون ولا يبلغه علم أحد، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر» (1)، وما أرادوه ليس بشيء؛ لأنَّ «ثَمَّ» ظرف لا يتصرف، فلا يقع فاعلًا ولا مفعولًا، وغلط من أعربه مفعولًا لـ «رأيت»؛ لأنَّه لا مفعول لها، لا ظاهرًا ولا مقدرًا، خلافًا للأخفش والفراء؛ ليكون أشيع لكل مرئي، وزعم الفراء أن تقديره: إذا رأيت ما ثَمَّ، وهذا غير جائز عند البصريين؛ لأنَّ «ثَمَّ» صلة لـ «ما» ولا يجوز حذف الموصول وترك الصلة، بل تقديره: إذا وجدت الرؤية في الجنة رأيت نعيمًا«منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ت عبد الرحيم الطرهوني» (2/ 383)