رد على الطبيب طارق الحبيب في كلامه عن السن المناسب بين الزوج

إنضم
28/10/2007
المشاركات
564
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
المملكة العربية
الموقع الالكتروني
www.ahlalhdeeth.com



النقص في فهمك وعلمك يا طارق الحبيب لا في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم


عبد الرحمن بن صالح السديس
الجمعة 24, يونيو 2011

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد ولد آدم أجمعين، محمد نبي الله ورسوله، وسلم تسليما، أما بعد.

فقد استمعت لمقطع تكلم فيه الطبيب النفسي طارق الحبيب في إحدى القنوات الفضائية عن السن المناسب بين الزوجين، وأن الفرق المحتمل بينهما في السن من 3-5 سنين، والزيادة على ذلك خطأ .. ثم أورد على نفسه سؤالا:

كيف تقول هذا ونبيك صلى الله عليه وسلم يتزوج خديجة بفارق 15، ويتزوج صغيرة هي عائشة ؟ ثم تكلم في الجواب عن هذا، وسأنقل نص كلامه ثم أبين ما فيه من خلل، وسوء أدب مع النبي صلى الله وسلم وتنقص له، وجرأة عليه وتطوال على مقامه الشريف.

قال الطبيب طارق: «قراءتي النفسية لما حدث: أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان مقبلا، وكان يصنع للنبوة = كان ناقصا في شخصه، نعم كان ناقصا قبل النبوة أتكلم، لماذا؟ لأنه لم يترب في حضن أمه، فكان كان كاملا في صفاته الأخلاقية الجميلة، لكن حنان الأم لم ينله، ولذا عند الزواج = كان لزاما أن يتزوج من امرأة فيها صفات الأمومة لا صفات النضج فقط، وإنما صفات الأمومة.

احتاج خديجة فتزوجها حبا فيها، لكن خديجة في هذا الوضع أشبعت نقصا في شخصيته، لما بلغ الأربعين كان جزءا من تكميل النبوة أن خديجة كانت في طريقه.

عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في المقابل، لماذا تزوج صغيرة؟ عائشة هذه قال علماء الشريعة: إن لها خصوصية.

لكن لي قراءة نفسية حول هذا الشيء، فيما يتعلق بعائشة أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما يكبر يصبح شخصية الأب الكبير الذي يحب أن يرعى = فلا يناسبه زوجة إلا الفرفوشة الفرائحية التي كانت عائشة رضي الله عنها.

وأيضا النبي صلى الله عليه وسلم في مرحلة نضجه كان يعطي الأمة فكره كله، وكان محتاجا إلى وعاء هو عائشة.

هل يشرع ـ وهذه أهديها إلى علماء الشريعة ـ زواج الكبير بالصغيرة أقول: لا. لماذا ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما تقدم أبو بكر لخطبة فاطمة ـ في قراءتي لذلك النص ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ـ وهو أعظم الناس بعد الأنبياء ـ: لا يا أبا بكر. ـ لماذا؟ ـ «إنها صغيرة».

عجبي! يأخذ عائشة الصغيرة ويرفض لأبي بكر! لماذا هذا الشيء حدث؟ إنه كان يشرع من خلال أبي بكر للناس النظام: لا كبير للصغيرة إلا في ظروف معينة. إذن إشباع الحاجات هو المقياس الأساسي.. » انتهى المراد من كلامه.

وهذا الكلام الرديء الذي تشمئز منه نفوس المسلمين، وتنفر منه طباعهم، حمله عليه اعتقاده المخالف للشريعة في هذه المسألة، فكان تقريره مصادما لهذه الحوداث = فخاض فيها بلا علم ولا بصيرة، ويظن أنه إن أجاب عن هاتين الحالتين = سلم له ما يقرره في هذا، وهيهات هيهات.

وقد تضمن كلامه خللا أبينه في نقاط:

1- أن تقارب سن الزوجين حسن، لكن لا يجوز أن يوصف عدم التقارب في السن في هذا المقدار الذي قرره بأنه خطأ، بل وصفه بأنه خطأ = هو الخطأ، وليس في الكتاب ولا السنة ما يؤيد هذه الدعوى؛ بل فيهما ما يبين بطلانها، وقد أباح الله الزواج بين الرجال والنساء، ولم يأت في ذلك حد كما يدعي هذا.

وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم حفصة وزينب سنة 3 هـ ولهن نحو 20 سنة وعمره 56، وتزوج جويرة بنت الحارث سنة 5 وعمرها نحو 20 سنة، وله نحو 57، وتزوج صفية سنة 7 وكان عمرها نحو 20 سنة، وهو في 60، وغيرهن..

وكذا زوَّج صلى الله عليه وسلم بنته أم كلثوم سنة 3هـ عثمان وكان عمره نحو 50 سنة، وبينه وبينها أكثر من 20 سنة على أقل تقدير.

وكذا تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهم وهي مولودة سنة ست من الهجرة، والفارق بينهما نحو 46 سنة، في حالات لا يمكن حصرها، وعلى هذا جرى عمل المسلمين قديما وحديثا، وأجمعوا عليه.

وإن أدعى أن هذا باب يسبب خللا أو فجوة بين الزوجين وذكر لذلك وقائع، فيقال: يقع أكثر منها بين المتقاربين في السن.

2- أن كلامه فيه سوء أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، و قد علَّم الله تعالى المؤمنين الأدب الذي يجب عليهم أن يراعوه معه فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}، وقال تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا}.

وأمرهم عز وجل بتوقير نبيه وتعزيره، فقال عز وجل: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}، ووعد على ذلك بالفلاح: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

وتوعد سبحانه من يؤذي نبيه صلى الله عليه وسلم بأي نوع من الأذى باللعن والعذاب، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}.

ووجه سوء الأدب في كلامه واضح من قوله: « كان ناقصا في شخصه»، وقوله: «أشبعت نقصا في شخصيته»، وقوله: «مرحلة نضجه كان يعطي»، وما يتضمنه كلامه من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن الزوج الحسن لخديجة وعائشة، فهو مع الأولى كالطفل الذي يشبع نقص حنان أمه، ومع الثانية كالأب الذي يربي بنته، حاشاه صلى الله عليه وسلم من هذا.

3- قوله : « لأنه لم يترب في حضن أمه... لكن حنان الأم لم ينله »

ليس بدقيق فأمه ماتت وله ست سنين أو سبع أو ثمان عند بعض أهل العلم، فقد تربى في حضنها ونال من حنانها، ثم بعد ذلك حضنته أم أيمن رضي الله عنها مع كفالة جده ثم عمه، والعرب كان من عادتها أن ترضع أبناءها في البادية وتتركهم زمانا حتى يحسنوا العربية، ولم يكن هذا مؤثرا في شخصياتهم بل هو سبب في كمالهم.

4- هذه القراءة التي قالها ليس عليها أثارة من علم، بل هي من الظن الكاذب، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان أكمل الناس في خَلقه وخُلقه، وقد رعاه الله ورباه، وهيأ له أسباب ذلك، فقال ممتناً عليه: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}، فآواه في يتمه بما أغناه عن فقد أبيه وأمه صلى الله عليه وسلم، وبعد اليتمِ البلوغُ، والبالغ رجل، ولا يحتاج إلى ذلك.

5- قوله: «ولذا عند الزواج = كان لزاما أن يتزوج من امرأة فيها صفات الأمومة»

هذا الكلام فيه لمز للنبي صلى الله عليه وسلم ولخديجة رضي الله عنها، فلازمه أن العلاقة بينهما كان جزء منها من جنس علاقة الولد بأمه لا الزوج بزوجته، والأم بولدها لا الزوجة حسنة التبعل بزوجها!

كما أن من المعلوم أن خديجة هي التي رغبت فيه صلى الله عليه وسلم وعرضت نفسها عليه، ولم يكن بأبي هو وأمي يبحث عن امرأة كبيرة تعوضه حنان أمه كما يزعم !

6- قوله: «احتاج خديجة فتزوجها حبا فيها، لكن خديجة في هذا الوضع أشبعت نقصا في شخصيته »

مما تقدم يظهر ما فيه من خلل، من جهة: طلبها له لما رأت من فضائله وحسن خلقه، لا العكس، ومن جهة: سوء الأدب في قوله: «أشبعت نقصا في شخصيته» كما أنه ليس عليه أثارة من علم، وإنما هو تخرص محض ألقاه الشيطان في روعه.

7- قوله: «لما بلغ الأربعين كان جزءا من تكميل النبوة أن خديجة كانت في طريقه»

وهذا غلط، فالنبوة جاءت بعد الأربعين، فكيف يكون تكميلها قبل وجودها؟! وهل النبوة تحتاج إلى تكميل؟!

والنبي صلى الله عليه وسلم جُبل على أتم الأخلاق والصفات ورعاه الله أتم رعاية، من حين ولد، وقد ذُكرتْ أسباب ذلك مفصلة في كتب أهل العلم، ولم يأت دليل على هذا الذي أدعاه من أنه اكتسب منها كمالا، فهو من تقوُّله، ولا يأثره عن أحد من أهل العلم.

8- قوله: «عائشة هذه قال علماء الشريعة إن لها خصوصية»

إن كان يريد بالخصوصية زواجها وهي صغيرة، فليس بصحيح، ولم يقل علماء الشريعة ذلك، بل العكس قال الإمام ابن المنذر: «أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم، أن إنكاح الأب ابنته البكر الصغيرة جائز، إذا زوجها من كفء».

9- قوله: « فيما يتعلق بعائشة أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما يكبر يصبح شخصية الأب الكبير الذي يحب أن يَرعى = فلا يناسبه زوجة إلا الفرفوشة الفرائحية التي كانت عائشة رضي الله عنها»

هذا الكلام يلزم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن قبل هذا الزواج أباً يحب أن يرعى بناته، وإنما جاءه هذا حين بلغ هذا السن ؟! ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قبل زواجه بعائشة أب يرعى بناته رضي الله عنهن.

وأنه صلى الله عليه وسلم كان مع عائشة بمثابة الأب مع بنته لا الزوج مع زوجته، وهذا لا مدح فيه بل هو ذم، ومعلوم أن هديه صلى الله عليه وسلم مع عائشة يكذب هذا الكلام الذي ذكره، وقد قال لها كما في الصحيحين بعد أن قصَّت له خبر النساء اللاتي ذكرن أزواجهن... وكان خيرهم لزوجته أبو زرع.. قال لها صلى الله عليه وسلم: «كنت لك كأبي زرع لأم زرع».

والنبي صلى الله عليه وسلم إنما تزوج عائشة بوحي من الله، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «رأيتك في المنام يجيء بك الملك في سرقة من حرير، فقال لي: هذه امرأتك، فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت هي، فقلت: إن يك هذا من عند الله يمضه»، فلم يكن هذا برغبة منه ابتداء حتى يزعم أنه تزوجها لأنه يحب أن يرعى...

10- قوله: « فلا يناسبه زوجة إلا الفرفوشة الفرائحية التي كانت عائشة رضي الله عنها»

معلوم لأدنى مطلع على السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج بعد دخوله بعائشة: صفية وجويرة وميمونة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وزينب بنت خزيمة وأم حبيبة رضي الله عنهن.

إذاً ؛ أكثر زوجاته صلى الله عليه وسلم كن بعد عائشة؛ فظهر بطلان قوله: «إنه لا يناسبه إلا هي»، وظهر أن كل ما بناه في هذا التحليل مبني على جهل بأوضح أمور السيرة.

وصدق من قال: «من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب».

ولا يخفى ما في تعبيره بـ «الفرفوشة الفرائحية» من قلة الأدب والاستخفاف بأم المؤمنين، وما في هذا التعبير من حط لقدرها ومكانتها، وكأنه لا يدري عمَّن يتكلم؟!، وما يتبعه من أذى للنبي صلى الله عليه وسلم في كلامه على أهله بهذا الأسلوب السيء.

11- قوله: «وأيضا النبي صلى الله عليه وسلم في مرحلة نضجه كان يعطي الأمة فكره كله، وكان محتاجا إلى وعاء هو عائشة»

وهذا التعبير القبيح أيضا فيه سوء أدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ مفهومه أنه قبل زواجه بعائشة كان في مرحلة غير ناضجة! وأنه كان حينها يمنع شيئا من فكره عنهم!.

وأنه في هذه المرحلة الثانية لم يكن أصحابه ولا بقية زواجاته محلا لأخذ كل العلم عنه؛ بل هو بحاجة إلى عائشة لحمل العلم، وتبليغ الرسالة التي بُعث بها؛ فتزوجها لهذا الغرض!

12- قوله: « هل يشرع ـ وهذه أهديها إلى علماء الشريعة ـ زواج الكبير بالصغيرة أقول: لا »
علماء الشريعة لا يحتاجون إلى رأيك وليس له قيمة عندهم، فقد بان من خلال ما تكلمت به في هذا الموضوع مقدار ما معك من العلم، وليتك وفرت كلامك لمن يأتيك في عيادتك يعرض عليك شكواه، ولم تتجاوز هذا حتى تجرأت في تحليل شخصية رسول الله، وكأنه أحد مرضاك، وتجرأت على أحكام شرع الله بلا علم.

وقولك: «لا يشرع زواج الكبير بالصغيرة» = قول باطل مخالف للنصوص والإجماع الذي نقله أهل العلم؛ كابن المنذر وغيره في إباحة ذلك.

13- قوله: « لماذا ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما تقدم أبو بكر لخطبة فاطمة ـ في قراءتي لذلك النص ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ـ وهو أعظم الناس بعد الأنبياء ـ: لا يا أبا بكر. ـ لماذا؟ ـ «إنها صغيرة» ».

هذا الحديث الذي جعله عمدة له هنا، رواه النسائي وغيره من طريق الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: «خطب أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها صغيرة»، فخطبها علي، فزوجها منه».

هذا الحديث مداره على الحسين بن واقد وفيه كلام وخصوصا روايته عن عبد الله بن بريدة، قال الأثرم : قال الإمام أحمد : فى أحاديثه زيادة ، ما أدري أي شيء هي، ونفض يده.

وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: ما أنكر حديث حسين بن واقد .. عن ابن بريدة.
وقال: قال أبي: عبد الله بن بريدة، الذي روى عنه حسين بن واقد، ما أنكرها، وأبو المنيب أيضًا يقولون، كأنها من قبل هؤلاء.
وقال المروذي: ذكر (الإمام أحمد) حسين بن واقد، فقال: ليس بذاك.
وقال الميموني: قال أبو عبد الله (الإمام أحمد): حسين بن واقد، له أشياء مناكير. ينظر: «موسوعة أقوال الإمام أحمد» 1/272، و«تهذيب التهذيب» 2/374.

وهذا الخبر الذي تفرد به حسين على ما في سنده من كلام، في متنه غرابة ونكاره، فقد عُلل الرد بأنها صغيرة ثم زوجت بعلي، إلا أن يقال: إنه ردهما لصغرها إذ كانت لا تصلح للزواج ثم خطبها علي بعدما كبرت فزوجه، مع أنه يبعد أن يخطبها الصديق وعمر في زمن لا تصلح فيه للزواج، ومع هذا لا ذكر لهذا الخبر في غير هذه الرواية.

وعلى كلٍ فعمل الصحابة؛ كعمر وعلي ـ المذكورين في هذا الحديث ـ بخلافه؛ إذ زوَّج علي بنته أم كلثوم لعمر وهي صغيرة كما تقدم، وأقرهم على ذلك بقية الصحابة = فهذا يدل على أن هذا الحديث إما أنه ليس له أصل، أو أنها حادثة خاصة لها سبب لا نعلمه، فلا عموم لها، وليس كما زعم أنه تشريع، فكيف يكون تشريعا ويتنكبه الصحابة ومن بعدهم من الأئمة؟! ويبقى مهجورا حتى يهديه لعلماء الشريعة الطبيب النفسي بعد 14 قرنا !

14- قوله: « عجبي! يأخذ عائشة الصغيرة ويرفض لأبي بكر! لماذا هذا الشيء حدث؟ إنه كان يشرع من خلال أبي بكر للناس النظام: لا كبير للصغيرة إلا في ظروف معينة»

تقدم أن هذا الكلام باطل، وأن العلماء مجمعون على إباحة تزوج الكبير بالصغيرة، وأنه جرى على هذا عمل المسلمين من لدن الصحابة إلى اليوم من غير نكير إلا من أمثال هؤلاء الذين تلقوا ذلك من كفرة الغرب، وأخذوا يوجهون هذا بما يجدونه من متشابه وضعيف في السنة، وأخذوا يتأولون النصوص ويعبثون بها لتوافق أهواءهم، وهيهات هيهات، فالحوادث أكثر من أن تحصر، وإن استقام لهم تأويل حالة أو حالات؛ فيبقى عشرات لا سبيل لهم إليها.

وبعد ؛ فإن كلام الطبيب على ما فيه من تخبط في الأحكام، إلا أن أخطر ما فيه تطاوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلة أدبه معه.

ومعلوم خطورة هذا المزلق على دين المرء، فتنقص رسول الله باب من أبواب الكفر، وهذا الطبيب وإن لم يكن قصده ذلك إلا أنه جرفه إليه اعتداده بعلمه إعجابه به، هذا العلم الذي جملة منه معين كفرة الغرب الذين يستحسنون القبيح ويستقبحون الحسن، ومن لم يكن معتصما بالكتاب والسنة أنجر وراء أهوائهم ولو في بعض ما يريدون.
وفي ختام هذا الكلام أدعوه إلى التوبة إلى الله، والاستغفار من هذه الزلة المنكرة، وعدم التعرض لجناب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الكلام القبيح، وترك أمور الشريعة لأهلها، وإن لم يفعل؛ فإنه يستحق أن يعامل بما يردعه وأمثاله من التطاول على رسول رب العالمين، فعرض رسول الله أعظم عرض، وجنابه أشرف جناب، بأبي هو وأمي ونفسي، {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

وصلى الله عليه وسلم تسليما مزيدا.
عبد الرحمن السديس


المصدر :
http://www.lojainiat.com/index.cfm?d...******id=62060


 
الرجل اعتذر وأسأل الله أن يغفر له

الرجل اعتذر وأسأل الله أن يغفر له

الحبيب يعتذر: عرضي فداك يارسول الله
get

عبدالله البرقاوي - سبق - الرياض: أعلن بروفيسور الطبّ النفسيّ طارق الحبيب اعتذاره بعد الأزمة الجديدة والاحتقان الغاضب عقب حديثه الفضائي عن حالات زواج الرسول - صلى الله عليه وسلم – وقوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان قبل النبوة ناقص الشخصية؛ لعدم عيشه في كنف والدته، ولكنه كان كامل الأخلاق؛ لذلك تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها رغم أنها تكبره بالسن. إضافة إلى وصفه زوجة الرسول السيدة عائشة بـ"الفرفوشة الفرائحية".

ونتيجة للهجمة التي بلغت أوجها اليوم، ووصلت إلى توجيه اللعن والشتائم بعد هذا الحديث، لم يكتفِ البروفيسور طارق الحبيب بالبيان التوضيحي الذي أعلنه أمس ونشرته "سبق" حيث سارع إلى إصدار بيان اعتذار قال فيه: "عذراً حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن كنت قد أخطأت في حقك عندما كنت أتكلم عن صناعة الله سبحانه وتعالى لكمالك النبوي"، وأضاف في البيان: "إن النقص المقصود في العبارة هو فقدان حنان الأم فقط, وليس النقص في ذاتك الكريمة – بأبي وأمي أنت يا رسول الله - وهو ما أشرت إليه كأحد الأسباب للاقتران بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها. ولم ترد تلك الكلمة بالمعنى الاجتماعي الدارج في المجتمعات حينما يغضب أحدهم من آخر فيقول: يا ناقص, ولعل هذا مصوغ اللبس الذي حدث".

وأوضح الحبيب في بيانه أن العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله سبق وأن قالها قبله، وفيما يلي نص بيان الاعتذار:

"عذراً حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت قد أخطأت في حقك عندما كنت أتكلم عن صناعة الله سبحانه وتعالى لكمالك النبوي.

إن النقص المقصود في العبارة هو فقدان حنان الأم فقط, وليس النقص في ذاتك الكريمة – بأبي وأمي أنت يا رسول الله - وهو ما أشرت إليه كأحد الأسباب للاقتران بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها. ولم ترد تلك الكلمة بالمعنى الاجتماعي الدارج في المجتمعات حينما يغضب أحدهم من آخر فيقول: يا ناقص, ولعل هذا مصوغ اللبس الذي حدث.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - في كتابه: "تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن" تفسيراً لسورة الضحى:

ثم امتن عليه بما يعلمه من أحواله الخاصة فقال:{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} أي: وجدك لا أم لك، ولا أب، بل قد مات أبوه وأمه وهو لا يدبر نفسه، فآواه الله، وكفله جده عبد المطلب، ثم لما مات جده كفله الله عمه أبا طالب، حتى أيده بنصره وبالمؤمنين. {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} أي: وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلمك ما لم تكن تعلم، ووفقك لأحسن الأعمال والأخلاق.

{وَوَجَدَكَ عَائِلًا} أي: فقيرًا {فَأَغْنَى} بما فتح الله عليك من البلدان، التي جبيت لك أموالها وخراجها. فالذي أزال عنك هذه النقائص، سيزيل عنك كل نقص، والذي أوصلك إلى الغنى، وآواك ونصرك وهداك، قابل نعمته بالشكران "انتهى كلامه رحمه الله". ولقد كتبت تفسير كلامي للناس فرأى بعضهم وجوب اعتذاري لجنابك: هل من يملك الحب الجم لك يتردّد في شرف الاعتذار إليك؟! لا وربي بأبي وأمي أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم!

عذراً أمي عائشة رضي الله عنك إن كنت قد أخطأت في حقك، فقد كنت أصف تميّزك على نساء العالمين تحفيزاً للناشئات لاتباع نهجك في الحياة الزوجية.

وإن قالوا ما قالوا وزيادة: عرضي فداك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأل ربي أن يغفر لكل أخ وأخت كتب أو قال عني شيئاً، فإني أظنهم انطلقوا من نفس منطلقي: "إنا نحبك يا رسول الله صلى الله عليك وسلم".

http://sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=26215
 
علم الله تبارك وتعالى المؤمنين كيف يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم وأن يعظموه ويجلوه ولا يخاطبونه إلا بما يليق بمقامه ، قال الله :
( لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) سورة النور من الآية 63
قال بن كثير رحمه الله تعالى:
"قال الضحاك، عن ابن عباس: كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل، عن ذلك، إعظامًا لنبيه، صلوات الله وسلامه عليه قال: فقالوا: يا رسول الله، يا نبي الله. وهكذا قال مجاهد، وسعيد بن جُبَير.
وقال قتادة: أمر الله أن يهاب نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يُبَجَّل وأن يعظَّم وأن يسود.
وقال مقاتل بن حَيَّان في قوله: { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا } يقول: لا تُسَمّوه إذا دَعَوتموه: يا محمد، ولا تقولوا: يا بن عبد الله، ولكن شَرّفوه فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله .
وقال مالك عن زيد بن أسلم في قوله: { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا } قال: أمرهم الله أن يشرِّفوه.
هذا قول. وهو الظاهر من السياق، كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا } [البقرة: 104]، وقال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ } إلى قوله: { إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ } [الحجرات: 2-5]
فهذا كله من باب الأدب في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم والكلام معه وعنده كما أمروا بتقديم الصدقة قبل مناجاته"
وانظروا إلى توقير صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : قيل للعباس رضي الله عنه أنت أكبر أو رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال هو أكبر مني وولدت قبله . الحديث رواه الترمذي وضعف سنده الألباني.
و يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه : " وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنْهُ وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنْهُ إِجْلَالًا لَهُ وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ" رواه مسلم رحمه الله
إن توقير النبي صلى الله عليه وسلم فرض في الخطاب والمشاعر وقد فهم الصحابة ذلك حق الفهم فكانوا أشد الناس له توقيرا وتبجيلا : سمع عمر رضي الله عنه رجلين يرفعان أصواتهما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :أتدريان أين أنتما؟ ثم قال: مِن أين أنتما؟ قالا من أهل الطائف. فقال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضربا" قال بن كثير رحمه الله تعالى : وقال العلماء: يكره رفع الصوت عند قبره، كما كان يكره في حياته؛ لأنه محترم حيا وفي قبره، صلوات الله وسلامه عليه ، دائما. ......... إن الأنبياء صفوة الله من خلقه جبلهم على الكمال الإنساني قبل النبوة وزادهم كمالا وجمالا وشرفا بعدها ...
وأما ما ذكره السعدي رحمه الله في تفسير سورة الضحى فلا يوافق عليه لأن الأوصاف المذكورة لم تكن نقائص في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فاليتم ليس نقصا ولا الفقر نقصا
وأما الضلال فلا يذم صاحبه إلا إذا عرف الهدى فتركه واختار الضلالة عليه كقوله تعالى:
(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) البقرة (16)
على أي حال التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلوب وفرض على كل مؤمن ، وعلى المسلم أن ينتقي عباراته وهو يتحدث عن رسول الله عليه وسلم ، فمقام النبوة والرسالة وبخاصة مقام محمد صلى الله عليه وسلم تعظيمه من تعظيم الله تعالى ، وانظروا إلى الفاروق رضي الله عنه يوم راجع النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "إني رسول الله " ، وذهب إلى أبي بكر يجادله في نفس الموضوع فقال له أبو بكر : " إنه رسول الله" ... قال عمر رضي الله عنه:
" فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا"
قال بن حجر رحمه الله:
"وَقَدْ وَرَدَ عَنْ عُمَر التَّصْرِيح بِمُرَادِهِ بِقَوْلِهِ : " أَعْمَالًا " : فَفِي رِوَايَة اِبْن إِسْحَاق " وَكَانَ عُمَر يَقُول مَا زِلْت أَتَصَدَّق وَأَصُوم وَأُصَلِّي وَأُعْتِق مِنْ الَّذِي صَنَعْت يَوْمئِذٍ مَخَافَة كَلَامِي الَّذِي تَكَلَّمْت بِهِ " وَعِنْد الْوَاقِدِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس " قَالَ عُمَر : لَقَدْ أَعْتَقْت بِسَبَبِ ذَلِكَ رِقَابًا ، وَصُمْت دَهْرًا ""
 
الدكتور طارق نحسبه - والله حسيبه - على خير، ولا شك بأن مسارعته بالتوبة ومبادرته بالاعتذار شيء طيب فالرجوع للحق فضيلة للمرء .
 
من أبرز ما يميز الشخصية السوية الرجوع إلى الحق ، ورجوع الدكتور طارق إلى الحق يزيده قبولا وثباتا ، وأنا شخصيا أعتبره في كثير من تحليلاته الاجتماعية غير مسبوق ويؤدي دورا رائعا على مستوى تخصصه الدقيق .
وقديما قالوا : لكل جواد كبوة ، ولكل صارم نبوة ، ولكل عالم هفوة
غفر الله لنا جميعا .
 
ولله الحمد

رجوعه وعدم إصراره شيء قل في هذا الزمن

هدانا الله وإياكم إلى أحسن القول
 
شكر الله لكم

شكر الله لكم

شكر الله للإخوة الكرام ذبّهم عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ما روته الأخبار عن تفاوت في السن بينه وبين بعض نسائه كان منه من خصائصه صلى الله عليه وسلم أو ما يمكن أن يعد منها ، ومنه ما هو عادة القوم أن لا يبالوا كثيرا في التفاوت العمري ومن الناس في جميع المجتمعات من لا يبالي بالتفاوت العمري بين الزوجين ، وما اكثر التفاوت الى العشرين سنة الى اليوم. وعلى كلا الاحتمالين لا يسوغ نسيان الحقيقة الأخلاقية والدينية عند الحديث عن النبي عليه السلام. وحسنا فعل الأخ المنتقَد باعتذاره عما بدر منه، غفر الله لنا وله.
أما أن يَعدّ مجتهد ما أن زواج الصغيرة جدا سُنّة فهذا ما لم أطلع على من قال به وما لا أحسب أحدا من المسلمين يجيزه اليوم.
ولكن ما نشك أن تأخر صدور قانون يمنع الدخول بفتاة هي دون الرابعة عشرة او الخامسة عشرة في بعض بلدان المسلمين إلا تأثرا بما صدّقوه من روايات أن يكون سن عائشة رضي الله عنها كان نحو تسع سنين. وإن كان في مفهوم قولها "ما أدركت أبوي إلا وهما يدينان الدين" مع صحة أنه صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها الا بعد الهجرة ، يوحي الجمع بين الخبرين أنها كانت في نحو الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمرها عندما بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلافا لما شاع في الروايات.
وأما سن خديجة رضي الله عنها أن يكون أربعين سنة ففيه نظر لأنها استمرت في الخلفة حتى قبيل وفاتها، ولم يكن التاريخ مما يبالي كثيرا بالدقة في عدّ الأعمار، فلو أن راويا ظن ظنا أن عمرها كان أربعين سنة وقُدر لظنه أن يشيع لعده بعض الناس خبرا يقيناً.
الزبدة أن عصرنا لا يحب أن يكون التفاوت بين الزوجين أكثر من عشرين سنة وأرى أن ترك هذا الأمر لثقافة الناس واعتيادهم خير من تقنينه، ولو أن قاضياً رفض زواج الصغيرات جدا أي ما كن دون البلوغ لكان قد عمل باجتهاد حسن. والله أعلم
 
عودة
أعلى