رد على الأسئلة و لو بلا أعلم

إنضم
23 سبتمبر 2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
لقد سألت عدة أسئلة و لا أحد أجاب و هي من الأسئلة التي لا اعرف لها جواب و قبل طرحها هنا بحثت في مواقع آخرى و أماكن آخرى ..... فإذا كنتم حقا يا أعضاء الملتقى لا تعرفون الجواب و لستم ممن لا تريدون ... فعلى الأقل قولوا لا نعلم و هكذا أجتهد و أرد بالرأي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة بهجة لا داعي للقلق، وحاولي أن تجدي للأعضاء أعذارا، فبالنسبة لي مثلا أنا موظف ورب أكثر من أسرة، مع ما أخصصه من وقت لطلب العلم، وإن كان وقتا يسيرا لكثرة المشاغل، مما يجعل ولوجي للملتقى قليلا، لكن أسأل الله تعالى أن يبارك في الأوقات، وإلا فإني أتمنى أن أشارك كل يوم إلا بموضوع جديد أو مداخلة أو جواب على سؤال...والله المستعان.

بالنسبة لسؤالك، فإما أن تكون:

1- الإضافة في قوله تعالى (عبادا لنا) إضافة تشريف، فاللام في كلمة (لنا) لام اختصاص، و(نا) تعود على الله تعالى يعظم نفسه جل في علاه وتقدس في عليا سماه.
وإذا كان ذلك كذلك فلا ريب أنهم عباد الله المصطفون الذين اصطفاهم الله لعبادته، فحققوا العبودية على الوجه الذي يرضيه سبحانه، وانتقلوا من عبادة الاضطرار إلى عبادة الاختيار ومن العبادة العامة إلى العبادة الخاصة ومن عبودية الربوبية إلى عبودية الألوهية.

2- أو تكون إضافة تمليك وتكون اللام لام الملك، فهم عباد لله في ملكه -مملكون له سبحانه-.
فعلى المعنى الأول يكون المرسل على بني إسرائيل عباد موحدون مؤمنون، وعلى المعنى الثاني فالكل ملك لله فيشمل المؤمنين والكافرين.
وبالنسبة لكلام أهل التفسير، فأكثر المفسرين قالوا بأنهم عباد كفار سلطوا على بني إسرائيل لما أفسدوا، وإن اختلفوا في هؤلاء الكفار على أقوال -تنظر في مضانها-.

والذي ظهر لي في أول وهلة خلاف هذا وهو أنهم عباد لله بالمعنى الخاص وأن الإضافة إضافة تشريف، وقد سررت لما وجدت هذا القول عند العلامة المفسر صاحب الأضواء (الإمام الشنقطي) رحمه الله تعالى.

قال تعالى :(وإن عدتم عدنا) أي إن عدتم للإفساد عدنا بالعقوبة وإرسال من يسومونكم سوء العذاب، وهذا ما تحقق، فقد عادوا إلى الإفساد كما دلت عليه كثير من الآيات كقوله تعالى:{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ}وقوله: {وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ}، فعاد الله تعالى عليهم بالعقاب فسلط عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام عليه أفضل الرضوان، فسلطوا على بني قريضة وبني النظير وبني قينقاع...قال تعالى:"{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} وقال جل وعلا:"{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً}...

ولا ريب أن كلام ربنا المعجز من أجل جوامع الكلم والكلمة الواحدة قد تتضمن المعاني الكثيرة، وكما هو معلوم أن اللفظ القرآني أو الآية الكريمة إذا كانت تحتمل معنين أو أكثر لا منفاة بينها فالأولى الحمل عليها جميعا -وهذه قاعدة من قواعد التفسير المهمة-.

والله تعالى أعلم وأحكم، وإن كان ما قلته صوابا فمن توفيق الله وإن كان غير ذلك فمني، وأسأل الله العفو والغفران.

وإن كانت هناك أسئلة أخرى لم ننتبه إليها فأرجو أن تعيدي الإشارة إليها أختي بارك الله فيك وزادك حرصا وهمة.
 
عودة
أعلى