رد ابن عرفة (803هـ) على ابن رشد (520هـ) في مسألة: (أحكام التجويد تشغل عن فهم وتدبر القرآن)

عمرو الديب

New member
إنضم
07/05/2012
المشاركات
428
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المدينة النبوية
(التجويد ليس واجباً، والاشتغال بفهم كلام الله أولى من الاشتغال به؛ لأنَّه يصرف القارئ عن تدبر القرآن الكريم)
معنى هذا الكلام منتشر بين بعض المتعلمين، وقال به بعض المشايخ الفضلاء، وليس هنا موطن بسط الكلام على وجوب التجويد وبيان كلام أهل العلم، لكني وقفت على كلام لأحد سادة الفقه المالكي في الرَّد على هذه الشبهة، فأحببت أن أنقله هنا:

قال ابن رشد في البيان والتحصيل 358/1 في إيضاح قول الإمام مالك عن النبر في القرآن في الصلاة، وهو قوله: (إني لأكرهه، وما يعجبني ذلك)؛ حيث ذكر احتمالين لمعنى هذا الكلام، ثم قال:
(ويحتمل أن يريد التحقيق الكثير في الهمزات إلى ما سوى ذلك؛ مما يأخذ بعض المقرئين القراءة عليهم من الترقيق والتغليظ والروم والشم وإخفاء الحركة وإخراج جميع الحروف؛ لأن الاشتغال بذلك في الصلاة يشغل عن تدبره، وتفهم حكمه، والاعتبار بعبره).

قال ابن عرفة ردًّا عليه:
(هذا الاحتمال -يعني الأخير- لا يليق؛ لاتِّفاق كلِّ القرَّاء عليه، وتواتره عند المحقِّقين، ولا سيما إخراج الحروف من مخارجها، حتي قيل ما قيل فيمن لم يعرف الفرق بين الظاء والضاد، ولا يشغل ذلك قارئاً محصِّلاً؛ بل مبتدئاً متعلماً).

وهذه النقطة الأخيرة يدركها كل من تعلم التجويد، وهي كافية في الرد على هذه الشبهة.
وقد نقل هذا الردَّ الإمام الفاسي (1188هـ) في كتابه: اقتباس أنوار الهدى فيما يتعلق ببعض وجوه الأدا ص128.
 
الكلام المنقول عن ابن عرفة رحمه الله لا يرقى للرد على الاحتمال المذكور في كلام ابن رشد رحمه الله ، لأن مسألة الفرق بين الضاد والظاء في أهميتها وخطورتها ليست كمسألة الترقيق والاشمام وغيرها مما هو منقول عن ابن رشد رحمه الله .
وعليه : فهذا لا يسمّى رد عالم على عالم ، فضلاً عن إمام على إمام ، والله أعلم .
 
شيخي الكريم
أولاً: أعتذر عن الكلام بين يديكم.
ثانياً: قولكم (لا يرقى للرد)، و( لا يسمّى رد عالم على عالم ، فضلاً عن إمام على إمام):
الذي فهمته أن هذا رد واضح ومباشر:
قال ابن رشد:
(الاشتغال بذلك في الصلاة يشغل عن تدبره، وتفهم حكمه، والاعتبار بعبره)


قال ابن عرفة:
(لا يشغل ذلك قارئاً محصِّلاً؛ بل مبتدئاً متعلماً)


هذا أثبت وهذا نفى، ضدان واضحان.


أما بالنسبة للضاد والظاء، فهذا تأكيد من ابن عرفة على أن إبدال حرف مكان حرف قد يبطل الصلاة، فالأولى تعلم الحروف لذلك، وهو بهذا لا يرد فقط على مسألة الاشمام والترقيق فقط كما تفضلتم، بل يرد أيضا على قول ابن رشد: (إخراج جميع الحروف)، فهو لم يكتف بما ذكرتم فقط، بل ذكر مخارج الحروف


والله أعلم.
 
عودة
أعلى