رؤية أخرى عن يأجوج ومأجوج

المحاضرة مليئة بالاخطاء وخاصة في فهم الاحاديث النبوية, فعلى سبيل المثال لا للحصر, قال الشيخ عمران ان ياجوج وماجوج من ذرية آدم عليه السلام اي من بني البشر واحتج ان ذلك مذكور في الاحاديث النبوية, وانا ادعوه وادعوا من يزعم زعمه ان يأتي بحديث صحيح واحد يرد فيه نصا ان ياجوج وماجوج من ذرية آدم. الحديث الوحيد الذي يتشبث به البعض على سوء فهم انه اشارة الى انهم من ذرية آدم عليه السلام هو حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ومن حيث لا يدرون ان في فهم هذا الحديث نفيا تاما لكونهم من ذرية آدم, واليك تفصيل الامر كي تستبينه: في حديث ابي سعيد الخدري رضى الله عنه: ان الله جل وعلا يأمر آدم عليه السلام ان يخرج بعثا للنار فيخرج من كل 1000 , 999 للنار, ولكن هناك حديث صحيح ايضا ورد في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه: تترأى لادم ذريته يوم القيامة فيناديه الله جل وعلا ويقول يا آدم اخرج من ذريتك بعث جهنم فيخرج من كل 100 , 99 لجهنم, لاحظ: من ذريتك, فنقول لمن يقول ان ياجوج وماجوج هم من ذرية آدم عليه السلام: كيف تفسروا التعارض بين حديثين صحيحين لا يشك في صحتهما؟ اذا كانوا من ذرية آدم فيتحتم عليه اخراج 990 لا 999 من 1000 أليس كذلك؟ لانه في حديث ابي هريرة يخرج من ذريته 99 من 100, فأذا سلمنا بما قلتم من انهم من نسل آدم عليه السلام فحتما احد الحديثين خطأ. ولكن الواقع ان كليهما صحيح لان آدم عليه السلام يخرج 999 من الف من مجموع ذريته وياجوج وماجوج المحشورين معهم. وهذا طبعا لا يمنع انهم من الانس ولكن ليسوا من البشر اي بني آدم, فآدم في الحديث المتفق عليه ابو البشر.
طبعا اشياء كثيرة يمكن الوقوف عندها في المحاضرة والخطأ فيها واضح بين, مثل قوله انهم قد خرجوا وللاسف ان هناك بعض المفسرين من يقول مثل قوله ويقول انهم الصينيون. وكذلك قوله انه اخرج قطع الحديد من الارض ووضعها لبناء السد وهو لا يعلم انه لو دفنت قطعة حديد في الارض لفترة زمنية وجيزة لاصبحت تراب, وبأمكانك بكل سهولة ويسر دحض جل ما جاء في المحاضرة وعقد مقارنة بينها وبين البحث المبارك الذي هدانا الله اليه وليس فيه ثغرة واحدة لانه وفق القرآن واحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
 
إذا كانوا من الإنس فهم حتما من بني آدم،ألا تقرأ قول الله عز وجل:"يا أيها الناس
اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا
ونساء"،ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم(الناس كلهم بنو آدم)رواه الترمذي
وصححه الألباني.وذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنه لايعلم خلافا في كونهم من أولاد
آدم.وحديث أبي سعيد صريح الدلالة في الموضوع،وقد وردت أحايث ضعيفة في هذا
الموضوع إلا أن حديث أبي سعيد رضي الله عنه يعضدها،كما وردت آثار عن الصحابة
والتابعين تؤكد انتماءهم لآدم،ولم تذكر لنا من سبقك إلى هذا القول الذي أخذت به من
الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام,وهم أعلم الناس بالله وبكتابه وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم.وقد درج الائمة على الإستدلال بالكتاب والسنة والإجماع والأخذ بأقوال
الصحابة وفتاويهم،ومن حاد عن هذا المنهج السوي فقد ضل سواء السبيل.
 
اذا كان الخطاب للناس جميعا اي انسهم وجنهم حيث الرسول صلى الله عليه وسلم مرسل اليهم جميعا فتستطيع ان تفهم ان الله يخاطب كل خلق منهم ... وكل خلق خلق من نفس واحدة, قال ابن عباس ولهم آدم كآدمكم ونوح كنوح وابراهيم كابراهيم, اما الحديث وهو: لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا ، إنما هم فحم جهنم ، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخرء بأنفه ، إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، إنما هو مؤمن تقي ، أو فاجر شقي ، الناس كلهم بنو آدم ، وآدم خلق من التراب.
لاحظ خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم للعرب لافتخارهم بأبائهم في الجاهلية فقوله الناس كلهم: اي البشر وليس الانس, لكن لو احضرت لي حديث صحيح يقول فيه الرسول ان آدم هو ابو الانس جميعا انا معك في ذلك. هل تستطيع ان تقول لي تفسير الاية 11 الاعراف؟
كيف تفسر تعارض حديث ابي سعيد الخدري مع حديث ابي هريرة؟؟؟؟ ان تريد الاحاديث الضعيفة هناك حديث ضعيف يشير الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم مر بأجوج وماجوج ليلة عرج به ودعاهم فلم يستجيبوا له, ولكنني لم استشهد بالاحاديث الضعيفة في البحث.
 
لم تجبني من سبقك إلى هذا القول.وأتمنى أن تذكر لي أثر عباس مع سياقه ومعزوا إلى مصدره،
ومن شرح الحديث قبلك بنحو ماذكرت؟والأحاديث الضعيفة في هذا الموضوع أكثر من حديث
واحد،ولكن يعضدها حديث أبي سعيد ، وهناك عدد من الآثار في هذا الموضوع.وماقولك فيما
قاله ابن كثير في مشاركتي السابقة؟ومارأيك فيما أورده الشوكاني في تفسيره المأثور عن ابن عباس
بأن المراد بالنفس الواحدة آدم وقد جاء مثله عن مجاهد،وهو ماجزم به غير واحد من المفسرين
كابن كثير والبقاعي والشوكاني بل لم يذكروا غيره.
 
بسم1​
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الامين محمد عليه افضل الصلاة وازكى التسليم, اما بعد:​
اقول لمن يصرعلى ان يأجوج وماجوج من ذرية آدم عليه السلام, اتقي الله ربك ولا تصر على عنادك بدون دليل فاصرارك قد يفضي لتشويه السنة واحداث اضطراب في الاحاديث النبوية الصحيحة وقد يفتح الباب على مصراعيه للمشككين في الدين والمستهزئين بالاسلام والرسول للقول ان الاحاديث الصحيحة يشوبها التضارب. ورغم الادلة المتراكمة من ما صح عن النبي انهم ليسوا من ذرية آدم عليه السلام, مازال البعض يصر بتعنت وبدون دليل, على انهم انما من بني آدم, ونذكر هنا بما ورد عن المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم:
· حديث ابو هريرة الصريح والواضح الذي ذكر فيه ترأي ذرية آدم له يوم القيامة والله جل وعلا يدعوه ان يخرج بعث جهنم من ذريته فيخرج من 100 , 99 ولا ذكر ليأجوج وماجوج, واما في حديث ابو سعيد الخدري فيأمره الله جل وعلا باخراج بعثا للنار فيخرج 999 من الالف وهنا مضاف لذرية آدم ياجوج وماجوج ولا سبيل لفهم الحديثين معا اذا كان ياجوج وماجوج من ذرية آدم وذلك لاختلال النسبة.
· وكذلك نتأمل قول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وما صح عنه, ولا نقول قال فلان وقال فلان فكل يؤخذ منه ويرد عليه الا صاحب هذا القبر وهو محمد صلى الله عليه وسلم فقوله الفصل: قال النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: (ألا اعمَلوا وأبشِروا فإنَّ معَكم خليقتينِ ما كانتا في قومٍ إلَّا كثَّرتاهُ فمن هلَك من بني آدمَ ومن هلَك من بني إبليسَ ويأجوجُ ومأجوجُ), لاحظ لو ان ياجوج وماجوج من ذرية آدم لما ذكروا منفصلين هنا دليل اختلافهم عنهم.
· ثم لنعود مرة اخرى لحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ونتأمله من جانب اخر (وهذا اثبات اخر يفهمه كل ذي لب), ونمعن النظر في قول الصادق المصدوق والذي علمه ربه علام الغيوب: فقَالَ صلى الله عليه وسلم : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ : مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ .
قد علمنا من حديث ابي هريرة انفا ان نسبة الداخلين الى الجنة الى الداخلين الى جهنم من ذرية آدم عليه السلام هي شخص واحد الى 99 شخصا, والرسول صلى الله عليه وسلم اشار في الحديث - برجاء- الى ان نصف اهل الجنة من امته, وقال مردفا : ما انتم في الناس الا كالشعرة السوداء في جلد ثور ابيض أو العكس, أي ان نسبة من يدخل الجنة ونصفهم ان شاء الله من امة محمد هي شعرة أو شعرتان من جلد ثور, فأنظر وتأمل كم هي النسبة بين اهل الجنة الى اهل النار فهي ليست واحد الى تسعة وتسعون بل اكثر بكثير وهذا يوافقه قول الله تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم, يأتي الرسول ومعه الرجل والرسول ومعه الرجلان والرسول ومعه الرهط, وفي ذلك دلالة على ان اكثر الناس والعياذ بالله على الكفر ومن اهل النار. فهنا الرسول صلى الله عليه وسلم والذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ينبئنا بنسبة جديدة بين اهل الجنة واهل النار: وهي شعرة واحدة أو شعرتان مقابل عدد كل الشعر في جلد الثور, فهل تنسجم هذه النسبة مع النسبة المذكورة في حديث ابي هريرة بصدد ذرية آدم وهي واحد الى تسعة وتسعون؟؟؟ قطعا لا, فليس شعر الثور تسع وتسعون شعرة, فما تفسير ذلك؟ تفسير ذلك ان الناس ليسوا كلهم بني آدم وحسب بل هناك خلق لا يعلم عددهم الا خالقهم ومنهم ياجوج وماجوج والله اعلم.
ضف الى ذلك ما وصفه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم من اوصاف لهؤلاء القوم, فهم يشربون الانهار والبحيرات فيجففونها, فهل مليارات البشر اليوم يستطيعون شرب بحيرة واحدة؟ وهم يولد للواحد منهم الف, فهل هذا في بني آدم؟ وهم يأكلون الناس وخشاش الارض فهل هذا في بني آدم المكرمين من لدن رب العالمين؟ وحتى اكل انعام المسلمين لهم بعد موتهم يجعلنا نبعد التفكير من انهم مثلنا, وغير ذلك الكثير الكثير, فنرجو ممن مازال على اعتقاده انهم من بني آدم ان يعيد النظر ويتأمل احاديث المصطفى عنهم ولا يتمسك بضعيف القول.
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين.
 
أخي الحبيب لماذا لم تجب على أسئلتي؟!.
أحب أن أفيدك بأن العلماء قد جمعوا بين حديثي أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما
بعدة طرق،وهي على النحو الآتي:
1-أن مفهوم العدد لااعتبار له،فالتخصيص بعدد لايدل على نفي الزائد،والمقصود بين
العددين واحد وهو تقليل عدد المؤمنين وتكثير عدد الكافرين.
2-حمل حديث أبي سعيد على جميع الذرية،فيكون من كل ألف واحد،وحمل حديث
أبي هريرة على من عدا يأجوج ومأجوج،فيكون من كل ألف عشرة،ويقرب ذلك أن
يأجوج ومأجوج ذكروا في حديث أبي سعيد دون حديث أبي هريرة.
3-ويحتمل أن تقع القسمة مرتين:مرة من جميع الأمم قبل هذه الأمة فيكون من كل
ألف واحد، ومرة من هذه الأمة فقط فيكون من كل ألف عشرة.
4-ويحتمل أن يكون المراد ببعث النار الكفار ومن يدخلها من العصاة فيكون من كل
ألف تسعمائة وتسعون كافرا،ومن كل مائة تسعة وتسعون عاصيا.فتح الباري(11/398،397 )
 
أخي الحبيب لماذا لم تجب على أسئلتي؟!.
أحب أن أفيدك بأن العلماء قد جمعوا بين حديثي أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما
بعدة طرق،وهي على النحو الآتي:
1-أن مفهوم العدد لااعتبار له،فالتخصيص بعدد لايدل على نفي الزائد،والمقصود بين
العددين واحد وهو تقليل عدد المؤمنين وتكثير عدد الكافرين.
2-حمل حديث أبي سعيد على جميع الذرية،فيكون من كل ألف واحد،وحمل حديث
أبي هريرة على من عدا يأجوج ومأجوج،فيكون من كل ألف عشرة،ويقرب ذلك أن
يأجوج ومأجوج ذكروا في حديث أبي سعيد دون حديث أبي هريرة.
3-ويحتمل أن تقع القسمة مرتين:مرة من جميع الأمم قبل هذه الأمة فيكون من كل
ألف واحد، ومرة من هذه الأمة فقط فيكون من كل ألف عشرة.
4-ويحتمل أن يكون المراد ببعث النار الكفار ومن يدخلها من العصاة فيكون من كل
ألف تسعمائة وتسعون كافرا،ومن كل مائة تسعة وتسعون عاصيا.فتح الباري(11/398،397 )
كم مرة ذكرت في مشاركتك كلمة يحتمل؟ وحيثما وجدت احتمل, يحتمل, فهناك وجهان: اما الصواب او الخطأ, لذلك مازلنا بحاجة الى الدليل كي نبعد هذه الكلمة.
مفهوم العدد لا اعتبار له؟؟؟؟؟: ربما يأتي متأول في يوم من الايام فيتأول قوله تعالى: مثنى وثلاث ورباع, فيقول ان رباع هنا تعني ايضا خماس وسداس وسباع, فيحل الجمع بين اكثر من اربع نساء, ويعلل ذلك بأن مفهوم العدد في الدين واحاديث المصطفى لا اعتبار له.
حمل حديث ابي سعيد على جميع الذرية وحمل حديث ابي هريرة على من عدا ياجوج وماجوج: قال صلى الله عليه وسلم: تترأى لادم ذريته يوم القيامة فيقال هذا ابوكم آدم فيناديه ربه يا آدم اخرج من ذريتك بعث جهنم: حسبما قلت ان آدم لن يخرج من كل ذريته بل سيكتفي بالاخراج من عشرها فقط ويترك تسعة اعشارها وقد يفهم احد المستهزئين هذا التفسير على انه عصيان آدم وعدم امتثاله لامر ربه بالاخراج من كل ذريته فيخرج فقط من القلة منهم تاركا جلهم اي ياجوج وماجوج.
ويحتمل ان تقع القسمة مرتين: مرة من جميع الامم قبل هذه الامة: لاحظ ان الرسول كان يخاطبهم ويقول لهم منكم كذا وابشروا فكيف يكونون بمنأى عن القسمة.
لماذا كل هذا؟ ندخل انفسنا في احتمالات والجواب بين ايدينا وهو ان ياجوج وماجوج ليسوا من ذرية آدم ولا يوجد اي دليل قطعي على ذلك؟ أكل هذا من اجل ان عقولنا لا تستطيع ان تستوعب ان الله جل وعلا قد خلق ارضا غير هذه الارض وخلقا غير هؤلاء الخلق؟
 
1-أحب أن أذكرك بأن الكلام في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم خطير جدا،
وقبل أن نتكلم نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب،وكان الإمام أحمد رحمه الله مع إمامته في الدين
ورسوخه في الفقه حتى قال عنه الذهبي:وأيم الله لقد بلغ في الفقه رتبة مالك والليث والشافعي
والأوزاعي...الخ،ومع ذلك لايتكلم برأيه إلا إذا لم يجد نصا من الكتاب والسنة أو إجماعا
للصحابة أو قول صحابي.والواحد منا قصاراه أن يكون متوسطا في طلب العلم ومع ذلك
يتجرأ على مخالفة الأمة بأجمعها.
2-ذكرنا لك دليلا من الكتاب والسنة،وأن هناك آثارا من الصحابة والتابعين،وغاية ماعندك
شبهة والتباس في فهم حديث أبي سعيد،وكون عقلك لم يتصور وجودهم على هذه الأرض.
3-لم تجب على أسئلتي.
4-القول بأن يأجوج ومأجوج ليسوا من أولاد آدم مخالف للإجماع ولايجوز،وخلاف كعب
الأحبار لايعتد به لأنه لايستند إلى دليل وهو ممن عرف برواية الإسرائيليات.
5-الإحتجاج بمفهوم العدد هو الحق إلا إذا قصد به التكثير أو التقليل كما في حديثي
أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما عند القائلين بذلك،وأنصحك ياأخي أحمد بالقراءة
في أصول الفقه لتستفيد كيفية التعامل مع الأدلة على وجه صحيح.
6-آدم عليه السلام سينقاد لأمر ربه،وسيخرج بعث النار،ولكن اختلاف العددين يمكن
حمله على أن المراد بحديث أبي سعيد جميع الذرية وحديث أبي هريرة من عدا يأجوج
ومأجوج.هكذا نظر أهل العلم وليس على الوجه الذي فهمت.
7-يمكن حمل قوله:(منكم)في حديث أبي سعيد على أولاد آدم ممن عدا يأجوج ومأجوج
ثم التفت في الخطاب إلى هذه الأمة،والإلتفات أسلوب معروف عند العرب.
 
يا اخي اذا كانوا من ابناء آدم عليه السلام وهم تسع اعشار الانس وهم مثلنا يحتاجون الطعام والشراب والهواء والضوء فأين هم؟ وما قلته ليس بظن وانما من كتاب الله ومن ما صح روايته عن الرسول صلى الله عليه وسلم. هل قال احد من علماء السلف انهم تحت الارض؟ قالوا انهم على الارض خلف السد, ولكنا لا نراهم. مرة اخرى, هل قال احد الصحابة برواية صحيحة انهم على ارضنا هذه؟ لم يقولوا ذلك, قالوا على الارض وحسب ولم نخرج على اجماعهم, ولكن هل هذه الارض هي الوحيدة في خلق الله؟
 
سؤالان لكما حفظكما الله
حديث أبي سعيد في البخاري:"أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجلاً". وفي البخاري من حديث أبي سعيد أيضاً:"من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد". أما في مسلم:"من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجل".
والسؤال الأول: ما الصحيح؟! ثم لماذا لم يقل عليه السلام: من يأجوج ومأجوج تسعمائة وثمانية وتسعون؟، ثم لماذا رجل وأين النساء؟!!!!
السؤال الثاني: قوله عليه السلام:"إنكم لمع خليقتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه؛ يأجوج ومأجوج ومن مات من بني آدم وبني إبليس". السؤال: هل (يأجوج ومأجوج) خليقة ومن (مات من بني آدم وبني إبليس) خليقة أخرى؟! أم أن (من مات من بني آدم) خليقة ومن (مات من بني إبليس) خليقة أخرى؟! وعليه يكون يأجوج ومأجوج من أحد الخليقتين أو منهما معاً.
 
اخي الكريم سنان, بارك الله فيك ...
يجب التفريق هنا بين نسبتين: اولا: نسبة بعث النار: وهي التي يخرجها آدم عليه السلام من ذريته ومن ياجوج وماجوج المحشورين معهم وهذه النسبة من هذا الجمع ثابتة في كل روايات الحديث الصحيحة وهي: من كل الف: 999 للنار وواحد للجنة. ولكن هناك نسبة اخرى قالها الرسول لهم حينما خافوا وهي نسبة امته فيمن بعث للنار: فمن بعث النار واحد فقط من امة محمد صلى الله عليه وسلم يقابله الف من ياجوج وماجوج وهذا ما جاء في كل الاحاديث الصحيحة الواردة في صحيح البخاري ومسلم وغيرهم خلا الحديث الذي ذكرت فأنه شذ عنهم بذكره 999 بدل الف من ياجوج وماجوج اما النسبة الاولى فيتفق مع باقي الاحاديث. وهذا نص الحديث:
يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم ، يقول : لبيك ربنا وسعديك ، فينادى بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ، قال : يارب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين ، فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) . فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد ، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة . فكبرنا ، ثم قال : ثلث أهل الجنة . فكبرنا ، ثم قال : شطر أهل الجنة . فكبرنا .
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4741
خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه] وقال : وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية (سكرى وما هم بسكرى)

من الملاحظ في الحديث وجود عبارات الشك في قول الراوي: حيث قال ( اراه قال) وكذلك تعديل جرير وعيسى بن يونس وابو معاوية على الرواية وحيث ان كل الاحاديث اشارت الى ان النسبة من المبعوثين للنار هي واحد من امة محمد الى الف من ياجوج وماجوج فلا فلا يضير اختلاف هذا الحديث عنهم. اما نسبة النساء فقد ذكرت في حديث اخر وهي من كل 10000 واحدة للجنة وسائرهن للنار. اما الخليقتين فهما ياجوج وماجوج وهذا ورد في حديث اخر:( فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اعمَلوا وأَبشِروا فإنكم بين خَليقتَينِ لم تكونا مع أحدٍ إلا كثَّرَتاهُ يأجوجُ ومأجوجُ وإنما أنتم في الناسِ أو قال في الأممِ كالشَّامةِ في جنْبِ البعيرِ أو كالرَّقمةِ في ذراعِ الدابةِ وإنما أمتي جزءٌ من ألفِ جُزءٍ). شكرا لك
 
عودة
أعلى