ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم

عبدالرحيم

New member
إنضم
01/04/2004
المشاركات
185
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
يوم أمس تمثلت كأمي السيدة عائشة رضي الله عنها، بيتَ لبيد: " ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم ".

بعد أن انحبست دموعي في عيناي بصعوبة حين وقعتا على رسالة ماجستير في الفلسفة أشرف عليها طيب تيزيني عام 2004 تمجِّد طروحات أركون حول: ((النص)) القرآني.
كتبَ الطالب مقدمتها (طبعاً لا بسملة ولا حمدلة..) وقال في أول سطور " رسالته " مسرعاً ـ قبل أن يخطفه الموت ـ ناصحاً كل جسد (ذات) عربية أن تلحق بركب الحضارة: " .. ولا بد من النظر لتراث هذه الذات، وكيف تجعله مطية لحاضرها، لا حجر عثرة.... فاحتقرتُ التراث ـ الدين ـ [كذا] وتجاوَزته دون نقده ... ".

هذه خزعة من أباطيل وأسمار مقدمة الرسالة التي خرجت من أكناف بيت المقدس!! تلك التي رجَعَ فيها (الباحث) إلى 52 مرجعاً.. المرجع رقم 1 كتاب لأدونيس حول المنهجية الصحيحة لفهم نصوص القرآن الكريم... أما المرجع رقم 52 والأخير فهو كلمة واحدة مكتوبة بالقلم الجاف ـ لا طباعة ـ وهي: " القرآن ".
يحتقر ما يسميه " تراث " وهو لم يتجاوز الثلاثين !! في بداية رسالته ونهايتها أما ما بينهما فيحتاج مجلدات!!


دعوت لأستاذي الدكتور شحادة العَمْري .. الذي علمنا هذا البيت ونحن في بدايات الطلب بجامعة اليرموك.. حين كان يدرسنا أصول منهجية الرد على أمثال أولئك.. في زمان كانوا لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، وكنا نرد على هجومهم غير المباشر على القرآن الكريم بحماس الشباب.. وكنا في راحة نفسية لأن (ظهرنا) محمي بأمثاله بارك الله بعمره ووقته.


- قلت في نفسي: لو كان أنور الجندي بيننا هل سيسكت على قول (المفكر الإسلامي الكبير كما وصفته قناة العربية) نصر حامد أبو زيد في (مفهوم النص) ص27-30: " المصدر الإلهي للقرآن، لا يلغي كون آياته نصوصاً لغوية مرتبطة بالزمان والمكان، ولا يهمنا هذا المصدر الإلهي، وكل حديث فيه يجرنا إلى الخرافة والأسطورة ".
وص156: " القرآن لا يختلف عن بقية النصوص الأدبية، بدليل أن العرب لم يكونوا قادرين على استيعاب المغايرة بين القرآن وغيره، وكانوا يريدون جره إلى نصوصهم كالشعر والكهانة والسجع وغير ذلك ".
من هواننا على الناس يصرخ بلا وجل في (نقد الخطاب الديني) ص206: " إننا نتبنى القول ببشرية النصوص الدينية ".

- ماذا كان أحمد شاكر سيقول حين يسمع قول خليل عبد الكريم في (مجتمع يثرب) ص75: " عندما تتأزم المشكلات ويقع كبراء الصحابة في ورطة، يسعفهم محمد بالحل، بأن يتلو عليهم آيات من القرآن، تأتي بالفرج بعد الشدة " ؟!
وحين يتتبع عناوين فصول ما يسميه: السفر الأول من (النص المؤسس ومجتمعه). الفصل الأول: " آيات أشرقت تحقيقاً لرغبة القائد ". والفصل الثاني: " آيات ظهرت تلبيةً لرَجاواتِ تَبَعِهِ ". الفصل الثالث: " آيات هلَّت موافقةً لعباراتٍ فَاهَ بها بعض الصحابة ". ؟!


- هل كان محمود شاكر سيطالب بإبطال الباطل بإهماله (!!) حين يقرأ أن أولئك الكُتاب العرب ينادون جهاراً نهاراً أن القرآن الكريم ما هو إلا (نص) أو (خِطاب) أو (الخطاب النبوي).
أو وصف القرآن الكريم بأوصاف مستوردة من لاهوت أهل الكتاب مثل: (الكتاب المقدس) أو (النص المقدس) أو (التبشير القرآني) أو (التبشيرية القرآنية) أو (الخطاب التبشيري) أو (سفر الخروج القرآني).. وفي ذلك تملق واضح لأهل الكتاب، الذين فرحوا أيما فرح، وحفلوا بما يكتبون أيما احتفال.
والمصحف: (المدونة القرآنية) أو (المدونة النصية القرآنية) أو (المدونة الرسمية) أو (النص الرسمي القانوني).
أما الآيات الكريمة فتسمى (مقاطع) أو (وحدات نصية) أو (منطوقة لغوية) أو (علامات) ؟!!

أخطر ما في الأمر أن وسائل الإعلام تتملق لهم ولأسيادهم.. وسيمر وقت غير قليل حتى يترسخ في العقل اللاواعي لابني وابنك أن تعريف القرآن الكريم أيسر مما تعلمناه.
فما القرآن إلا: " الكلام الذي قال به محمد ". كما يُعرِّفه أركون !! وما آباءهم إلا مجموعة من الرجعيين الذين يربطون أقدامهم بصخور أفكار وتصورات سلفهم الأقدمين.. كما يرددون في شتى المنابر.
هل سيطول بنا الزمان قبل أن يتولى وزارة الأوقاف أو التعليم والمعارف أحد أقطاب ما يسمى: " اليسار الإسلامي " ؟؟
أليس من بِرِّنا لأبنائنا أن نقدم لهم دراسات نقدية علمية لمثل تلك الطروحات.. كما قدم لنا آباؤنا نقدا لطروحات آباء أولئك كطه حسين ومحمد خلف الله... ؟!


قد يقول أحد الأحبة: أوجعت رأسنا بهذا.. فمكانه ليس عندنا بل في منتديات الحوار الديني.

لكن..

إن لم يدافع عن القرآن الكريم أهل الله وخاصته.. فمن ؟!!



هيا اتركوا المجال لـ(الفلاسفة).. أشغلوا أوقاتكم، أفنوا أعماركم.. وابحثوا في أمور (أهم) من نصرة القرآن الكريم..
قدموا لهم ما يريدون.. لن تؤثروا بهم، سواء كان محياكم أم حين يطويكم التراب.. ويفارقكم الأهل والأحباب

سيكتبون ويكتبون ونحن نقدم لهم هروباً (مجانياً) من ساحة المواجهة، بمبررات جاهزة..

وَإِذا ما خَلا الجَبانُ بِأَرضٍ ### طَلَبَ الطَعنَ وَحدَهُ وَالنـِّزالا



ولتحذر أخي أن تكون " الرجل الصِّفْر ".. الذي مات دون أن يزد شيئاً على الدنيا.. فكان زائداً عليها.... كان!!
 
حين بحثتُ في مصادر شبهات مواقع الإنترنت التنصيرية تبين أنها متنوعة من غلاة المستشرقين وكتاب عرب وأحاديث ضعيفة وموضوعة وبتر للنصوص الصحيح وأقوال المفسرين .. إلخ

وعندما بدأت بإحصاء أسماء وأعداد المستشرقين الذين تحفل بهم تلك المواقع ، لم يكن غريباً كثرة اعتمادهم على إخوانهم في الدين ..
لكن المفاجئ أكثر أن ذكرهم للكتاب العرب أكبر بكثير
فعملت نسبة بين أعداد شواهدهم بكلام المستشرقين، وكلام الكتاب العرب فوجدتها 88.957
% لصالح الكتاب العرب.
* تكرر اسم الماركسي سيد القمني [يطلقون عليه لقب: المفكر الإسلامي] في تلك المواقع 22 مرة!!

لكن، لم يكن غريباً احتفاء مواقع الإنترنت التنصيرية بكلام أبناء دينهم المستشرقين، ولكن ما سبب الاحتفاء أكثر بأولئك الكتاب العرب ؟
الاستناد على أسماء كُتاب عرب، أسماؤهم كأسمائنا.. سيلقى قبولاً عند عوام المسلمين ـ أكثر رواد شبكة الإنترنت ـ ..
لكن هل هذا هو السبب الوحيد؟

حين أردتُ البحث في سبب غرام المنصرين بالماركسيين !! وجدته ليس حباً من طرف واحد، بل هو عشق متبادل بين من ينكر كل غيبي، ومن أفرَط في شركه !!!!

تأمَّل الغزل بعقائد النصارى في المقارنة التي عقدها محمد أركون : " إن الشيء الذي يقابل يسوع في الإسلام هو: القرآن، بصفته الكتاب المقدس الذي يحتوي على كلام الله الموحى به. وأما يسوع المسيح بصفته تجسيداً لكلمة الله، فإنه يشبه المصحف الذي تجسد فيه كلام الله ". [1]
ووافقه نصر أبو زيد .. بل زاد: تشبيه سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمريم !! بأبلغ أنواع التشبيه (التشبيه البليغ)
" القرآن كلام الله، وكذلك عيسى ابن مريم: " رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ " [النساء: 171] وقد كانت البشارة لمريم: ".. إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " [آل عمران: 45] .. أي محمد = مريم، والوسيط في الحالتين واحد هو الملَك جبريل الذي تمثل لمريم بشراً سوياً، ولمحمد في صورة أعرابي.. في الحالتين صار الإلهي بشرياً، وتأنَّس الإلهي ". [2]

هذا بيبين سبب أخذ مواقع الإنترنت غير الإسلامية الإكثار من تلمس الشبهات من تلاميذ غلاة المستشرقين [3] (الملحدين) من كُتاب عرب من جلدتنا، يتسمُّون بأسمائنا، ويتحدثون بألسنتنا. [4]


لقد حفظ المستشرقون غير الموضوعيين الود لأولئك الكتاب، وبادلوهم الإعجاب !

فهذا المستشرق (برنارد لويس) يطالب الباحث في الاستشراق " مازن مطبقاني " في رسالة بتاريخ 8/8/1988م أن يتبيَّن ويَعي المقالات (المشوقة) لكاتبَين هما: صادق جلال العظم، وفؤاد زكريا، قبل أن يسمح له بلقائه. [5]
ما الذي جعَل مستشرقاً معروفاً باعتزازه بيهوديته ودفاعه العلني عن الصهيونية يطالب بقراءة طروحات كتاب يعلنون صراحة أنهم (ماركسيون) ملحدون ؟!
أليس في دفاعه عن طروحاتهم بل وعمل دعاية لها.. إقرار لاتفاقه معهم على (أمور مشتركة) ؟!

سبحان الله.. مهما افترقوا تجمعوا لهدفهم المشترك...

ولله در المودودي: " الإسلام ليس كالألعوبة في أيدي الأطفال، يجوز لكل مَنْ شاء للناس أن يعبث بأحكامه وتعاليمه، ويصدر فيها آراءه.. وإذا لم يكن مقبولا ولا معقولا أن يدعي المرء أنه مرجع في أمر من أمور الدنيا من غير علم به، فما بالنا إذن نقبل في أمر الدين هؤلاء القوم الذين يتكلمون فيه من غير معرفة بأصوله ومبادئه ".[6]

هوامش:
===================
[1] في كتابه: القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، ترجمة: هاشم صالح، ص 24.
[2] في كتابه: نقد الخطاب الديني، ص 205. وانظر ما ذكره العشماوي في أصول الشريعة، ص 69، وطيب تيزيني في النص القرآني، ص372.
[3] يلاحَظ العدد الكبير من المستشرقين الذين استشهد بهم الكاتب (طيب تيزيني) في كتابه: " النص القرآني ". انظر مثلاً الصفحات ( 63، 67، 75، 79، 87، 110، 113، 117، 147، 148، 190، 255، 382، 386). خرج منها بنتيجة وهي: أنه ليس صحيحاً أن القرآن لم يطرأ عليه أي تغيير (انظر ص: 253)؛ بحجة أنه جُمِع في ظروف سياسية قاسية أدت إلى اختراق المتن القرآني اختراقات هائلة ـ زيادة ونقصاً ـ (ص: 63، 65، 147، 329، 386) واختزالاً وتصحيفاً وإتلافاً (ص: 52، 120، 121).
[4] عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ: " كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عَنْ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي.. قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا. فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا .. ". رواه البخاري في المناقب باب علامات النبوة في الإسلام (3606).
[5] انظر الملحق الثاني من كتابه: " الاستشراق والاتجاهات الفكرية في الدراسات الإسلامية "، ص 590.
[6] نظرية الإسلام وهديه في السياسية، المودودي، ص 244
 
احسنت عبد الرحيم في هذا الطرح ، وأتمنى أن يوجد طرح علمي أوسع لهذه الفئة التي تتنامى في عالمنا الإسلامي ، وتتلقف الصحف وغيرها من وسائل الإعلام أقوالهم بالتلقي والقبول ، وتعرض لهم المقابلات تلو المقابلات .
وهؤلاء انطلقوا من منطلقين ـ فيما يبدوـ :
الأول : كسر الثوابت الدينية في نفوسهم ، فصاروا يقولون في أمور الشريعة بلا قيود ، لذا لا يتحرج مثل حامد نصر أبو زيد من أن يذكر إجماع المفسرين واللغويين على معنى اَقرأ بأنه ( اتل ) ثم يصنع من كيسه قولاً جديدًا ، وهو أن المعنى ( ردد ) ، فمن ذا الذي يستطيع الانفلات من الإجماع إلا إذا كان يرى نفسه ليس ملزمًا به ؟
الثاني : الاعتماد على بعض النظريات الغربية في القراءة للنصوص ، التي تعطي قارئ النص الحق المطلق في تفسيره كما يراه هو ، لا كما أراده كاتبه .
ويبدو لي أن ظهور كثير من هؤلاء كان لأسباب منها :
1 ـ انفتاح باب الشهوات في هؤلاء القوم ، فتراه يرى من العلماء الآمرين الناهين أو من المجتمع ردًّا عليه إما قولا وإما فعلا وإما ضمنًا فتراه يتبرم من مجتمعه الذي يعتمد على ثوابت لا تعطيه الفرصة في شهواته فيبدأ بالانفلات شيئًا فشيئًا ، فإن كان الله وهبه عقلا بدأ يستخدمه ضد كل ما يراه عائقًا عن شهواته ، حتى يصير رأسأ في الشبهات .
2 ـ أن يكون ممن وهبه الله عقلا ، لكنه اصطدم ببعض المواقف مع بعض الأشياخ ، فلم يحسنوا معاملته فيبدأ بالبعد عنهم وعن ما يحملونه من العلم شيئًا فشيئًا حتى يصير رأسا في باب الشبهات والإلحاد والعياذ بالله .
3 ـ أن يُخذل في بداية عمره بمن يدله على هذا الطريق المنحرف ، فلا تراه يستطيع التعامل مع الصالحين ، فيبدا بالانحسار والعيش مع هؤلاء الموبوئين ، حتى يصير بفضل دعمهم له رأسأ في الإلحاد والزندقة .
والعجيب أن هؤلاء يقدسون كل ما هو غربي ، ويرونه دينًا يدينون به ، وعقيدة يلتزمونها ، بل لا ترى بعضهم ينقد أسفار بني إسرائيل مثل ما ينتقد كتاب الله وسنة رسوله ، بل تراه يفعل ذلك بكل حقد وبغض !
والبحث في أسباب وقوع هؤلاء في هذه الانحرافات مما يحتاج إلى بحث واستقراء للاستفادة منها في عدم الوقوع فيها لاحقًا .
كما أن البحث في طريقة ردهم وصدهم من واجبات العلماء والمفكرين ، فكم من هؤلاء لما بدأ لم يكن يؤبه له ، فلما صار ذا شأن ابتدره العلماء والمفكرون بالرد ، ولو كان صده من بداياته لكان فيه خير ، والله أعلم بقدره كيف يكون؟
وإن التقليل اليوم من شان هذه الانحرافات ليس سبيلا صحيحًا ، فالإنسان يستطيع نشر خرافاته وانحرافاته بكل يسر وسهولة ، وتراها تنتشراسرع من انتشار النار في الهشيم ، وليس عندنا قدرة في أن نعرف أثر هذه او تلك في المستقبل ، فوجب التصدي لمثل هذه الانحرافات خشيت نموها وترعرها ، حتى يكو ن لها شأن ، فيصعب اجتثاثها .
ونحن أمام معركة علمية وفكرية خطرة ، كما أننا أما معركة الشهوات التي تُقذف علينا من كل جانب ، أسأل الله أن يحمينا من فتنة الشهوات وفتنة الشبهات ، وأن يجعلنا ممن اصطفاهم لحمل كتابه والذب عنه .
وأحب أن أذكر بأمر قد يغيب عن بعضنا ، وهو أن الدعوة إلى صد هؤلاء ليست واجبًا على الجميع ، بل من آنس من نفسه قدرة وتخصص في هذا المجال ، فذلك هو المطلوب ، وليس من الحكمة أن نجر المسلمين كلهم إلى معركة واحدة كما يظهر من كلام بعض من يتحدث في هذه الأمور ، وأضرب مثالاً لذلك :
لقد صدر كتاب يزعم فيه كاتبه أن يعارض القرآن وسماه بما سماه ، فتصدى له نفر من المسلمين ، فكفوا في هذا الجانب ، ولو اتجه علماء المسلمين ومفكروهم إلى تفنيد هذا الكتاب لما كان ذلك من العقل ، لأن المشكلات اكثر وأكبر من أن نصرف لها الجهود كلها مرة واحدة ، لكن إذا كان مبدأ التنوع في العمل الإسلامي ، فإننا سنستطيع ـ بإذن الله ـ أن نتفاعل مع واقعنا ، ونقود الدفة من جديد ، فالعلماء كل في مجاله ، والمفكرون كل في مجاله ، والمجاهدون كل في مكانه ، والاقتصاديون .... الخ ، فتتكامل هذا الجهود ، وتنمو المجتمعات الإسلامية بإذن الله .
ومتى احسسنا بنقص في مجال ما ، فإن علينا التذكير به ، ودعمه بالطاقات وبما يحتاج .
وأكتفي بهذا فالقلم لو تركته يسيل بما في الذهن في هذا الموضوع لخرجت عن مقصود المشاركة ، فأسأل الله ان يطرح فيه البركة ، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى .
 
شكر الله لكما ما سطرتما , والذي أراه في مثل هذه المواضيع البدأ بخطوة عملية وتتمثل من وجهة نظري في فتح منتدى خاص بما يثار حول القرآن من شبهات ,واقترح اسمه : منتدى الانتصار للقرآن.
نعم لن يستطاع الرد عليهم في يوم وليلة , لكن لنبدأ وسنرى النتيجة فعالة بإذن الله , فالعبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات , وليكن هذا المنتدى من مراجع الأخوة الذين نذروا انفسهم لمقارعة أمثال هؤلاء , فما رأيكم ؟
 
شكر الله لكم جميعاً وإن كان لي رأي فما أشرتم به هو الرأي. ربما كان تأثر طلاب العلم وحملته بأمثال ما يقوله هؤلاء ضئيلاً -إن كان- أما أثرهم في بعض العامة فقد يكون عظيماً.
 
عودة
أعلى