يوم أمس تمثلت كأمي السيدة عائشة رضي الله عنها، بيتَ لبيد: " ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم ".
بعد أن انحبست دموعي في عيناي بصعوبة حين وقعتا على رسالة ماجستير في الفلسفة أشرف عليها طيب تيزيني عام 2004 تمجِّد طروحات أركون حول: ((النص)) القرآني.
كتبَ الطالب مقدمتها (طبعاً لا بسملة ولا حمدلة..) وقال في أول سطور " رسالته " مسرعاً ـ قبل أن يخطفه الموت ـ ناصحاً كل جسد (ذات) عربية أن تلحق بركب الحضارة: " .. ولا بد من النظر لتراث هذه الذات، وكيف تجعله مطية لحاضرها، لا حجر عثرة.... فاحتقرتُ التراث ـ الدين ـ [كذا] وتجاوَزته دون نقده ... ".
هذه خزعة من أباطيل وأسمار مقدمة الرسالة التي خرجت من أكناف بيت المقدس!! تلك التي رجَعَ فيها (الباحث) إلى 52 مرجعاً.. المرجع رقم 1 كتاب لأدونيس حول المنهجية الصحيحة لفهم نصوص القرآن الكريم... أما المرجع رقم 52 والأخير فهو كلمة واحدة مكتوبة بالقلم الجاف ـ لا طباعة ـ وهي: " القرآن ".
يحتقر ما يسميه " تراث " وهو لم يتجاوز الثلاثين !! في بداية رسالته ونهايتها أما ما بينهما فيحتاج مجلدات!!
دعوت لأستاذي الدكتور شحادة العَمْري .. الذي علمنا هذا البيت ونحن في بدايات الطلب بجامعة اليرموك.. حين كان يدرسنا أصول منهجية الرد على أمثال أولئك.. في زمان كانوا لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، وكنا نرد على هجومهم غير المباشر على القرآن الكريم بحماس الشباب.. وكنا في راحة نفسية لأن (ظهرنا) محمي بأمثاله بارك الله بعمره ووقته.
- قلت في نفسي: لو كان أنور الجندي بيننا هل سيسكت على قول (المفكر الإسلامي الكبير كما وصفته قناة العربية) نصر حامد أبو زيد في (مفهوم النص) ص27-30: " المصدر الإلهي للقرآن، لا يلغي كون آياته نصوصاً لغوية مرتبطة بالزمان والمكان، ولا يهمنا هذا المصدر الإلهي، وكل حديث فيه يجرنا إلى الخرافة والأسطورة ".
وص156: " القرآن لا يختلف عن بقية النصوص الأدبية، بدليل أن العرب لم يكونوا قادرين على استيعاب المغايرة بين القرآن وغيره، وكانوا يريدون جره إلى نصوصهم كالشعر والكهانة والسجع وغير ذلك ".
من هواننا على الناس يصرخ بلا وجل في (نقد الخطاب الديني) ص206: " إننا نتبنى القول ببشرية النصوص الدينية ".
- ماذا كان أحمد شاكر سيقول حين يسمع قول خليل عبد الكريم في (مجتمع يثرب) ص75: " عندما تتأزم المشكلات ويقع كبراء الصحابة في ورطة، يسعفهم محمد بالحل، بأن يتلو عليهم آيات من القرآن، تأتي بالفرج بعد الشدة " ؟!
وحين يتتبع عناوين فصول ما يسميه: السفر الأول من (النص المؤسس ومجتمعه). الفصل الأول: " آيات أشرقت تحقيقاً لرغبة القائد ". والفصل الثاني: " آيات ظهرت تلبيةً لرَجاواتِ تَبَعِهِ ". الفصل الثالث: " آيات هلَّت موافقةً لعباراتٍ فَاهَ بها بعض الصحابة ". ؟!
- هل كان محمود شاكر سيطالب بإبطال الباطل بإهماله (!!) حين يقرأ أن أولئك الكُتاب العرب ينادون جهاراً نهاراً أن القرآن الكريم ما هو إلا (نص) أو (خِطاب) أو (الخطاب النبوي).
أو وصف القرآن الكريم بأوصاف مستوردة من لاهوت أهل الكتاب مثل: (الكتاب المقدس) أو (النص المقدس) أو (التبشير القرآني) أو (التبشيرية القرآنية) أو (الخطاب التبشيري) أو (سفر الخروج القرآني).. وفي ذلك تملق واضح لأهل الكتاب، الذين فرحوا أيما فرح، وحفلوا بما يكتبون أيما احتفال.
والمصحف: (المدونة القرآنية) أو (المدونة النصية القرآنية) أو (المدونة الرسمية) أو (النص الرسمي القانوني).
أما الآيات الكريمة فتسمى (مقاطع) أو (وحدات نصية) أو (منطوقة لغوية) أو (علامات) ؟!!
أخطر ما في الأمر أن وسائل الإعلام تتملق لهم ولأسيادهم.. وسيمر وقت غير قليل حتى يترسخ في العقل اللاواعي لابني وابنك أن تعريف القرآن الكريم أيسر مما تعلمناه.
فما القرآن إلا: " الكلام الذي قال به محمد ". كما يُعرِّفه أركون !! وما آباءهم إلا مجموعة من الرجعيين الذين يربطون أقدامهم بصخور أفكار وتصورات سلفهم الأقدمين.. كما يرددون في شتى المنابر.
هل سيطول بنا الزمان قبل أن يتولى وزارة الأوقاف أو التعليم والمعارف أحد أقطاب ما يسمى: " اليسار الإسلامي " ؟؟
أليس من بِرِّنا لأبنائنا أن نقدم لهم دراسات نقدية علمية لمثل تلك الطروحات.. كما قدم لنا آباؤنا نقدا لطروحات آباء أولئك كطه حسين ومحمد خلف الله... ؟!
قد يقول أحد الأحبة: أوجعت رأسنا بهذا.. فمكانه ليس عندنا بل في منتديات الحوار الديني.
لكن..
إن لم يدافع عن القرآن الكريم أهل الله وخاصته.. فمن ؟!!
هيا اتركوا المجال لـ(الفلاسفة).. أشغلوا أوقاتكم، أفنوا أعماركم.. وابحثوا في أمور (أهم) من نصرة القرآن الكريم..
قدموا لهم ما يريدون.. لن تؤثروا بهم، سواء كان محياكم أم حين يطويكم التراب.. ويفارقكم الأهل والأحباب
سيكتبون ويكتبون ونحن نقدم لهم هروباً (مجانياً) من ساحة المواجهة، بمبررات جاهزة..
وَإِذا ما خَلا الجَبانُ بِأَرضٍ ### طَلَبَ الطَعنَ وَحدَهُ وَالنـِّزالا
ولتحذر أخي أن تكون " الرجل الصِّفْر ".. الذي مات دون أن يزد شيئاً على الدنيا.. فكان زائداً عليها.... كان!!
بعد أن انحبست دموعي في عيناي بصعوبة حين وقعتا على رسالة ماجستير في الفلسفة أشرف عليها طيب تيزيني عام 2004 تمجِّد طروحات أركون حول: ((النص)) القرآني.
كتبَ الطالب مقدمتها (طبعاً لا بسملة ولا حمدلة..) وقال في أول سطور " رسالته " مسرعاً ـ قبل أن يخطفه الموت ـ ناصحاً كل جسد (ذات) عربية أن تلحق بركب الحضارة: " .. ولا بد من النظر لتراث هذه الذات، وكيف تجعله مطية لحاضرها، لا حجر عثرة.... فاحتقرتُ التراث ـ الدين ـ [كذا] وتجاوَزته دون نقده ... ".
هذه خزعة من أباطيل وأسمار مقدمة الرسالة التي خرجت من أكناف بيت المقدس!! تلك التي رجَعَ فيها (الباحث) إلى 52 مرجعاً.. المرجع رقم 1 كتاب لأدونيس حول المنهجية الصحيحة لفهم نصوص القرآن الكريم... أما المرجع رقم 52 والأخير فهو كلمة واحدة مكتوبة بالقلم الجاف ـ لا طباعة ـ وهي: " القرآن ".
يحتقر ما يسميه " تراث " وهو لم يتجاوز الثلاثين !! في بداية رسالته ونهايتها أما ما بينهما فيحتاج مجلدات!!
دعوت لأستاذي الدكتور شحادة العَمْري .. الذي علمنا هذا البيت ونحن في بدايات الطلب بجامعة اليرموك.. حين كان يدرسنا أصول منهجية الرد على أمثال أولئك.. في زمان كانوا لا يتجاوزون عدد أصابع اليد، وكنا نرد على هجومهم غير المباشر على القرآن الكريم بحماس الشباب.. وكنا في راحة نفسية لأن (ظهرنا) محمي بأمثاله بارك الله بعمره ووقته.
- قلت في نفسي: لو كان أنور الجندي بيننا هل سيسكت على قول (المفكر الإسلامي الكبير كما وصفته قناة العربية) نصر حامد أبو زيد في (مفهوم النص) ص27-30: " المصدر الإلهي للقرآن، لا يلغي كون آياته نصوصاً لغوية مرتبطة بالزمان والمكان، ولا يهمنا هذا المصدر الإلهي، وكل حديث فيه يجرنا إلى الخرافة والأسطورة ".
وص156: " القرآن لا يختلف عن بقية النصوص الأدبية، بدليل أن العرب لم يكونوا قادرين على استيعاب المغايرة بين القرآن وغيره، وكانوا يريدون جره إلى نصوصهم كالشعر والكهانة والسجع وغير ذلك ".
من هواننا على الناس يصرخ بلا وجل في (نقد الخطاب الديني) ص206: " إننا نتبنى القول ببشرية النصوص الدينية ".
- ماذا كان أحمد شاكر سيقول حين يسمع قول خليل عبد الكريم في (مجتمع يثرب) ص75: " عندما تتأزم المشكلات ويقع كبراء الصحابة في ورطة، يسعفهم محمد بالحل، بأن يتلو عليهم آيات من القرآن، تأتي بالفرج بعد الشدة " ؟!
وحين يتتبع عناوين فصول ما يسميه: السفر الأول من (النص المؤسس ومجتمعه). الفصل الأول: " آيات أشرقت تحقيقاً لرغبة القائد ". والفصل الثاني: " آيات ظهرت تلبيةً لرَجاواتِ تَبَعِهِ ". الفصل الثالث: " آيات هلَّت موافقةً لعباراتٍ فَاهَ بها بعض الصحابة ". ؟!
- هل كان محمود شاكر سيطالب بإبطال الباطل بإهماله (!!) حين يقرأ أن أولئك الكُتاب العرب ينادون جهاراً نهاراً أن القرآن الكريم ما هو إلا (نص) أو (خِطاب) أو (الخطاب النبوي).
أو وصف القرآن الكريم بأوصاف مستوردة من لاهوت أهل الكتاب مثل: (الكتاب المقدس) أو (النص المقدس) أو (التبشير القرآني) أو (التبشيرية القرآنية) أو (الخطاب التبشيري) أو (سفر الخروج القرآني).. وفي ذلك تملق واضح لأهل الكتاب، الذين فرحوا أيما فرح، وحفلوا بما يكتبون أيما احتفال.
والمصحف: (المدونة القرآنية) أو (المدونة النصية القرآنية) أو (المدونة الرسمية) أو (النص الرسمي القانوني).
أما الآيات الكريمة فتسمى (مقاطع) أو (وحدات نصية) أو (منطوقة لغوية) أو (علامات) ؟!!
أخطر ما في الأمر أن وسائل الإعلام تتملق لهم ولأسيادهم.. وسيمر وقت غير قليل حتى يترسخ في العقل اللاواعي لابني وابنك أن تعريف القرآن الكريم أيسر مما تعلمناه.
فما القرآن إلا: " الكلام الذي قال به محمد ". كما يُعرِّفه أركون !! وما آباءهم إلا مجموعة من الرجعيين الذين يربطون أقدامهم بصخور أفكار وتصورات سلفهم الأقدمين.. كما يرددون في شتى المنابر.
هل سيطول بنا الزمان قبل أن يتولى وزارة الأوقاف أو التعليم والمعارف أحد أقطاب ما يسمى: " اليسار الإسلامي " ؟؟
أليس من بِرِّنا لأبنائنا أن نقدم لهم دراسات نقدية علمية لمثل تلك الطروحات.. كما قدم لنا آباؤنا نقدا لطروحات آباء أولئك كطه حسين ومحمد خلف الله... ؟!
قد يقول أحد الأحبة: أوجعت رأسنا بهذا.. فمكانه ليس عندنا بل في منتديات الحوار الديني.
لكن..
إن لم يدافع عن القرآن الكريم أهل الله وخاصته.. فمن ؟!!
هيا اتركوا المجال لـ(الفلاسفة).. أشغلوا أوقاتكم، أفنوا أعماركم.. وابحثوا في أمور (أهم) من نصرة القرآن الكريم..
قدموا لهم ما يريدون.. لن تؤثروا بهم، سواء كان محياكم أم حين يطويكم التراب.. ويفارقكم الأهل والأحباب
سيكتبون ويكتبون ونحن نقدم لهم هروباً (مجانياً) من ساحة المواجهة، بمبررات جاهزة..
وَإِذا ما خَلا الجَبانُ بِأَرضٍ ### طَلَبَ الطَعنَ وَحدَهُ وَالنـِّزالا
ولتحذر أخي أن تكون " الرجل الصِّفْر ".. الذي مات دون أن يزد شيئاً على الدنيا.. فكان زائداً عليها.... كان!!