ذكور العنكبوت يمكنها نسج الشباك مثل الإناث، فلما التأنيث في آية (كمثل العنكبوت إتخذت بيتا)، وما وجه الإعجاز؟.

إنضم
08/02/2024
المشاركات
9
مستوى التفاعل
3
النقاط
3
العمر
51
الإقامة
مصر، المنصورة
ذكور العنكبوت يمكنها نسج الشباك مثل الإناث، فلما التأنيث في آية (كمثل العنكبوت إتخذت بيتا)، وما وجه الإعجاز؟.

من الأمور التي شاعت بالخطأ في كتابات الإعجاز العلمي أن إناث العنكبوت فقط هي التي تقوم بإفراز الخيوط التي تمكنها من بناء الشباك من أجل الصيد. ولكن عند التحقق من صحة هذه المعلومة سنجد أن الذكور أيضاً يمكنها إفراز الخيوط التي تمكنها من بناء الشباك من أجل الصيد. وبالتالي فالسبب في تأنيث الفعل (إتخذت) في قول الله (كمثل العنكبوت إتخذت بيتاً) ليس لأن الأنثى فقط هي التي تنسج الشباك، فالذكور يمكنها نسج الشباك أيضاً.

وهنا لابد أن نعود للمربع صفر ونسأل عن سبب تأنيث الفعل (إتخذت) عند الحديث عن بيوت العنكبوت؟! فهل البيوت تبنيها إناث أم ذكور العنكبوت، أم كلاهما؟!.

حسب قواعد اللغة العربية، العنكبوت اسم جنس جمعي (يصف جمع من بشر أو حيوان أو نبات)، واسم الجنس الجمعي في لغة العرب يجوز معه التذكير والتأنيث، فنقول مثلاً جاءت النساء، وجاء النساء. وبالتالي فظاهرياً سيبدو لنا أنه لا قيمة لتأنيث الفعل (إتخذت) مع العنكبوت، وينتفي الإعجاز العلمي في أن إناث العنكبوت فقط هي التي تنسج الشباك، فما هي علة التأنيث، وما هو وجه الإعجاز؟!.

فأقول وبالله التوفيق، لو لم يذكر الله في قرآنه من أسماء الجنس الجمعي إلا العنكبوت، لقلنا بأن التأنيث في (إتخذت) مجرد صدفة لغوية وافقت حقيقة علمية كما سنرى في السطور القادمة. ولكن الله كرر فعل إتخاذ البيوت مع النحل، فاستعمل التأنيث، فقال الله (وأوحى ربك إلى النحل أن إتخذي من الجبال بيوتا). ولو كان التأنيث مع اسم الجنس الجمعي مجرد صدفة، لوجدنا التأنيث في خطاب النملة لجنس النمل بدخول المساكن (ادخلن)، بدلاً من التذكير (ادخلوا)، وذلك في آية (يا أيها النمل إدخلوا مساكنكم)، ولوجدنا التأنيث أيضاً مع الإشارة لاسم الجنس الجمعي للبقر، (تشابهت)، بدلاً من التذكير (تشابه)، في قول الله (إن البقر تشابه علينا).

وعليه، فلو كان القرآن من تأليف بشر لاستعمل الفعل بنفس الطريقة عند الحديث عن اسم الجنس الجمعي مع النحل والعنكبوت، والنمل، والبقر، فإما كلها بالتذكير، أو كلها بالتأنيث، ولكن المغايرة بين التأنيث والتذكير وموافقة ذلك للمعارف العلمية، يُثبت أن الأمر ليس مجرد صدفة عابرة، وأن القرآن نزل من لدن حكيم خبير، وإليكم التفصيل.

■ لماذا التذكير مع النمل (ادخلوا مساكنكم)؟

عندما خاطبت النملة جنسها مُحذرةً إياه من جيش سُليمان، خاطبته بالتذكير (ادخلوا)، وليس بالتأنيث (ادخلن)، والنمل كما قلنا اسم جنس يجوز معه التذكير والتأنيث، فلماذا تم اختيار التذكير؟!.
علمياً مُستعمرات النمل ليست كلها إناث، ولكن فيها بعض الذكور (حوالي بضعة آلاف)، فالذكور يمكن أن تعيش لعدة أشهر بعد خروجها من البيض، وللذكور في بعض الأنواع مهام أخرى غير التلقيح، مثل البحث عن الطعام، والدفاع عن المستعمرة (١)، ولذلك فهو مشارك حقيقي في مساكن النمل، وخصوصاً أن هناك وادي كبير به مساكن كثيرة للنمل، وحتماً بها عدة ملكات، وليست ملكة واحدة، وكل ذلك أدعى لوجود ذكور كثيرة مقارنة بأي مستعمرة صغيرة.

وعليه فمخاطبة جمع النمل بالتذكير بدلا من التأنيث رغم جوازه، يدل على التعمد، وذلك لعلم الله بأن مستعمرة النمل قد يكون فيها الذكور والإناث، وذلك تغليباً للذكور على الإناث، فهذه عادة لغة العرب، وهذه ليست المرة الوحيدة التي فعل الله فيها ذلك، فقد استعمل الله التذكير مع البقر لأن فيه الذكور والإناث، فقال الله (إن البقر تشابه علينا).

■ لماذا التأنيث مع النحل (اتخذي من الجبال بيوتا)؟

لما أوحى الله للنحل بأماكن البيوت، كان التأنيث (اتخذي) مع اسم الجنس (النحل)، فقال الله (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا)، والسر في ذلك أن الذي يبني بيوت النحل لبس الذكور، ولكن جماعة الشغالات من إناث النحل، فالذكور للتلقيح فقط، وتموت سريعاً، أو تطردها إناث الشغالات من المستعمرة (٢)، ولذلك كان تأنيث الفعل (اتخذي) أكثر مناسبة من التذكير، فاختيار التأنيث مُتعمد، وذلك لعلم الله بأن مستعمرة النحل لا وجود للذكور فيها، وأن بناء البيوت للإناث فقط، فكان تغليب الخطاب للإناث، ولا ينبئك مثل خبير

■ لماذا التأنيث مع العنكبوت (إتخذت بيتا)؟

أرى والعلم عند الله أن سبب تأنيث الفعل (إتخذت) مع العنكبوت هو نفس سبب تأنيث الفعل (اتخذي) مع النحل، بمعنى ان من يبني البيوت هم إناث العنكبوت فقط وليس الذكور، ولا أقصد بالبيوت الشباك، ولكن المكان الذي يُتخذ للزواج وانجاب الذرية ورعايتها، فالبيت هنا كناية عن الأسرة، وليس مادة البيت، وهذا نظير قول الله (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ)، فبيت من المسلمين أي أسرة من المسلمين، وهم اسرة لوط عليه السلام، فعبر الله عن الأسرة بالبيت، والله أعلم.

علمياً هناك فرق واضح بين شباك الإناث وشباك الذكور، فشباك الإناث اكثر تعقيداً وقوة، وأكثر جمالاً، بينما شباك الذكور أقل تعقيداً وقوة، وجمالاً، كما أن الزواج غالباً لا يتم في شباك الذكور، ولكن في شباك الإناث، فالذكر يهجر شبكته باحثاً عن الأنثى للتزاوج في بيتها، ومن النادر أن ينسج الذكر شبكة لجذب الأنثى للتزاوج، وبعض الذكور إذا فعل ذلك فيهدمها سريعاً بعد الزواج، وتقوم الأنثى بإنشاء شبكة خاصة للبيوض والصغار بعد التلقيح. وبعد التزاوج والتخلص من الذكر بقتله أو بهروبه من بيت الزوجية، تضع الأتثى البيوض، ثم ترعى الصغار في بيتها، حتى ينضجوا ويتمكنوا من هدم البيت على من فيه، فيتشاجرون معاً على الطعام، ويقتل بعضهم بعضا، بل وربما قتلوا الأم أيضاً (٣، ٤، ٥). فبئس هذا البيت الذي لا رحمة فيه، فلا قيمة للأب أو للأم بعد انقضاء المصلحة، ولكنها هداية الله لهم جميعاً ليكونوا خير مثل للبشرية إذا اتخذت أولياء من دون الله، فالمُحتمي بالأولياء، كالمُحتمي بأوهن البيوت وهو بيت العنكبوت، ولاحظوا أن الله نسب الوهن للبيت وليس لخيوط البيت، فخيوط البيت فيها من الشدة ما الله به عليم، ومع ذلك عجزت ان توفر بيت فيه تماسك أسري ورحمة، وكذا الأولياء من دون الله، قد يكونوا أقوياء في الظاهر، ولكن في باطنهم العجز عن حماية ونجاة المُحتمي بهم من دون الله.

وعليه فمخاطبة الله للعنكبوت بالتأنيث (إتخذت بيتاً) بدلاً من التذكير رغم جوازه، يدل على التعمد، وذلك لعلم الله بأن إناث العنكبوت هي التي تتخذ البيت للزواج والإنجاب، والذكر نادراً ما يفعل ذلك، وإن فعل فللزواج فقط، والأنثى تبني البيت للصغار بعد التلقيح، فتم تغليب الخطاب للإناث، ولا ينبئك مثل خبير.

اللهم ما كان من توفيق فمنك وحدك، وما كان من خطأ أو سهوٍ، أو زلل، أو نسيان، فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء.

د. محمود عبدالله نجا
كلية طب، جامعة المنصورة، مصر

■ المراجع:

1. The Different Roles In An Ant Colony!

2. Tasks and Duties throughout the Life Cycle of a Worker Honey Bee

3. Do Male Spiders Spin Webs?

4. Male courtship reduces the risk of female aggression in web-building spiders but varies in structure

5. Courtship, Egg Sac Construction, and Maternal Care in Kukulcania hibernalis , with Information on the Courtship of Misionella mendensis (Araneae, Filistatidae)
 

المرفقات

  • FB_IMG_1732701112076.jpg
    FB_IMG_1732701112076.jpg
    31.5 KB · المشاهدات: 0
بسم الله الرحمن الرحيم
https://ar.islamway.net/article/1293/بيت-العنكبوت
البحث أعلاه يوضح أن الأنثى هي التي تعمل البيت بمقدرة تفوق قدرة الذكر وأن الموضوع ليس ببناء البيت
فقط بل بالتفاصيل التي تتضمن تناولها لذكرها فهذه من الأمور الغريبة بين المخلوقات والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
https://ar.islamway.net/article/1293/بيت-العنكبوت
البحث أعلاه يوضح أن الأنثى هي التي تعمل البيت بمقدرة تفوق قدرة الذكر وأن الموضوع ليس ببناء البيت
فقط بل بالتفاصيل التي تتضمن تناولها لذكرها فهذه من الأمور الغريبة بين المخلوقات والله تعالى أعلم .
السلام عليكم ورحمة الله
هو اعتمد في بحثه على خطأ علمي حيث قال
الحقيقة الأولى: أن ذكرالعنكبوت لا يستطيع أن يبني بيتاً، وأن التي تقوم ببناء البيت هي أنثى العنكبوت فقط من خلال مغزل خاص موجود في نهاية بطنها، ولا يوجد مثله عند الذكر.

والصحيح أن الذكور تبني البيوت مثل الإناث وهذا أمر ثابت علميا، وقد ذكرت له مرجع في البحث اعلاه، وتناقشت مع أستاذ علم الحشرات د. كارم غنيم، واقر بصحة ما وصلت إليه من أن الذكور تبني الشباك مثل الإناث، ويمكنكم التأكد بالدخول على جوجل وكتابة السؤال الآتي؛
?Do Male Spiders Spin Webs
وعندها ستتأكد أن من فسروا التانيث في اتخذت بأن الإناث فقط تغزل الشباك قد أخطأوا، وستدرك أيضا أن تفسيري اعلاه اقرب للصواب والله تعالى أعلى وأعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ العزيز يرجى الإنتباه أني لا أوافق من ذهب إلى أن الأنثى هي الوحيدة التي تنسج البيت ، ولهذا قلت: (

وأن الموضوع ليس ببناء البيت
فقط بل بالتفاصيل التي تتضمن تناولها لذكرها ) يعني قتلها الذكر ثم تناوله هنا العبرة التي يريد القرآن الكريم أن
يذكرنا بها وهي أن هذا البيت ضعيف ليس لإنه منسوج من ذكر أو أنثى العنكبوت فقط بل أنه لا ينفع الذكر ولا الأنثى
فالذكر سيقتل وهي ستموت بعده ، ذكر الطبري: (

القول في تأويل قوله تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)
يقول تعالى ذكره: مثل الذين اتخذوا الآلهة والأوثان من دون الله أولياء يرجون نَصْرها ونفعها عند حاجتهم إليها في ضعف احتيالهم، وقبح رواياتهم، وسوء اختيارهم لأنفسهم، ( كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ ) في ضعفها، وقلة احتيالها لنفسها، ( اتَّخَذَتْ بَيْتًا ) لنفسها ، كيما يُكِنهَا، فلم يغن عنها شيئا عند حاجتها إليه، فكذلك هؤلاء المشركون لم يغن عنهم حين نـزل بهم أمر الله، وحلّ بهم سخطه أولياؤُهم الذين اتخذوهم من دون الله شيئا، ولم يدفعوا عنهم ما أحلّ الله بهم من سخطه بعبادتهم إياهم) فالذي يذهب تفكيره لصناعة البيت لا يتمكن من فهم المثل ، والصحيح هو التفكير بما يجري في ذلك البيت هو المهم والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ العزيز يرجى الإنتباه أني لا أوافق من ذهب إلى أن الأنثى هي الوحيدة التي تنسج البيت ، ولهذا قلت: (

وأن الموضوع ليس ببناء البيت
فقط بل بالتفاصيل التي تتضمن تناولها لذكرها ) يعني قتلها الذكر ثم تناوله هنا العبرة التي يريد القرآن الكريم أن
يذكرنا بها وهي أن هذا البيت ضعيف ليس لإنه منسوج من ذكر أو أنثى العنكبوت فقط بل أنه لا ينفع الذكر ولا الأنثى
فالذكر سيقتل وهي ستموت بعده ، ذكر الطبري: (

القول في تأويل قوله تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)
يقول تعالى ذكره: مثل الذين اتخذوا الآلهة والأوثان من دون الله أولياء يرجون نَصْرها ونفعها عند حاجتهم إليها في ضعف احتيالهم، وقبح رواياتهم، وسوء اختيارهم لأنفسهم، ( كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ ) في ضعفها، وقلة احتيالها لنفسها، ( اتَّخَذَتْ بَيْتًا ) لنفسها ، كيما يُكِنهَا، فلم يغن عنها شيئا عند حاجتها إليه، فكذلك هؤلاء المشركون لم يغن عنهم حين نـزل بهم أمر الله، وحلّ بهم سخطه أولياؤُهم الذين اتخذوهم من دون الله شيئا، ولم يدفعوا عنهم ما أحلّ الله بهم من سخطه بعبادتهم إياهم) فالذي يذهب تفكيره لصناعة البيت لا يتمكن من فهم المثل ، والصحيح هو التفكير بما يجري في ذلك البيت هو المهم والله تعالى أعلم .
جزاكم الله خيرا على التوضيح
ولكن لماذا نقصر فهم الآية على النظر لأحوال البيت، ولا نهتم بمن قام ببناء البيت؟
بالنسبة لي كلاهما مهم
نعم قولكم يفسر وهن البيت، ولكنه لم يوضح سبب التانيث في )اتخذت(، فهل خطأ أن نسعى لفهم سبب التأنيث؟، وهل خطأ أن نوضح الإعجاز العلمي فيها، ونوضح المعلومة الصحيحة للناس؟
 
عودة
أعلى