د. حسين الحربي في ضيافة طلاب الدكتوراه بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود .

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
138
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

أسند إليَّ تدريس مقرر (قواعد الترجيح عند المفسرين) لمرحلة الدكتوراه في تخصص التفسير والحديث هذا الفصل الثاني من العام الجامعي الحالي 1430هـ . وقد سعدتُ بصحبة خمسة من الزملاء الطلاب في هذه المرحلة وفقهم الله وقد استفدتُ منهم أكثر مما استفادوا مني . وكان كتاب (قواعد الترجيح عند المفسرين) للدكتور حسين بن علي الحربي هو الكتاب الذي دارت حوله مدارستنا ومناقشتنا طيلة الفصل الدراسي . وكانت المحاضرات عبارة عن حلقات نقاش مفتوحة تبادلنا فيها الكثير من النظرات والرؤى حول هذا المقرر الدقيق الذي لا يزال في حاجة إلى مزيد بحث ومدارسة .
وكنتُ أطلب من الزملاء أثناء القراءة والمناقشة تدوين ما يظهر لنا خلال ذلك من الملحوظات والأسئلة والإشكاليات العلمية ، وبعض وجهات النظر التي يمكن أن ترتقي بهذه المادة وبهذا المقرر ، ونستضيف مؤلف الكتاب الدكتور حسين الحربي في نهاية الفصل لطرح هذه المسائل عليه في حلقة نقاشية مفتوحة في قسم الثقافة الإسلامية .
وقد تم ذلك بالفعل ، وسوف يكون الدكتور حسين الحربي ضيفاً علينا هذا اليوم السبت 13/6/1430هـ من أجل ذلك . وأرجو أن ينفع الله بهذا اللقاء .
وسوف نوافيكم بإذن الله بملخص ما سيدور في هذا اللقاء العلمي لاحقاً .
وأنا أشكر أخي العزيز الدكتور حسين الحربي على استجابته للدعوة ، وتجشمه عناء الحضور من جازان إلى الرياض تلبية لهذه الدعوة ، جعل الله ذلك في موازين حسناته ، وزاده توفيقاً وعلماً وقبولاً .

الرياض
السبت 13/6/1430هـ
6/6/2009م .
 
كان لقاء موفقاً ولله الحمد . وقد حضر اللقاء معنا الأستاذ الدكتور زيد عمر وفقه الله وشارك في المناقشات . وقد تم تسجيل اللقاء كاملاً صوتياً ، وسيتم وضع ملخص مركز لما دار في اللقاء من نقاشات حول (قواعد الترجيح عند المفسرين) بإذن الله .
وأنا أكرر شكري للدكتور حسين الحربي الذي جاء من أجل اللقاء وعاد مباشرة بعد الغداء متوجهاً للمطار مرة أخرى فجزاه الله خيراً .


الأحد 14/6/1430هـ
 
وفقكم الله يا دكتور عبد الرحمن ، ونشكر لك هذا الاهتمام الكبير بتطوير طريقة التدريس في الدراسات العليا ..
 
أحسنتم يا أبا عبد الله على هذه الافكار الرائعة للارتقاء بالدراسات العليا , وآمل أن يستفاد من هذه الفكرة في مراحل الدراسات العليا في الجامعات .
وقد كنا ندرس في السنة المنهجية في قسم القراءات كتاب : مشكل القرآن الكريم للشيخ عبدالله بن حمد المنصور , ( التعريف بالكتاب ) وكنت أتمنى أن يكون يتم لنا لقاء معه لنتناقش حول الكتاب , وما زال الطلاب في قسمي التفسير والقراءات يدرسون هذا الكتاب ضمن مفردات أحد المقررات , فحبذا لوكررت تجربة د / عبد الرحمن الشهري وفقه الله , وبارك فيه .
 
أشكركما أيها الحبيبان على تشجيعكما لمثل هذه الفكرة التي أتمنى أن تعمم ، وأن يصبح تدريس الدراسات العليا في جامعاتنا عبارة عن :
- حلقات نقاش علمية تفتح للطلاب آفاق البحث والإبداع.
- واستضافات للمؤلفين للكتب المتميزة التي تُدرَّسُ في الدراسات العليا أو غيرها مِمَّا يُعدُّ عَرضاً حياً لتجربة نجاح بين يدي طلاب دراسات العليا ، تدفعهم للعمل على مجاراتها في أبحاثهم ومشروعاتهم البحثية .
- وزيارات علمية مخطط لها للمتميزين من الباحثين من أهل الاختصاص في مكتباتهم ، وللمبدعين وأصحاب الرؤى العلمية المتميزة الذين يمكن الوصول إليهم .

وقد قال أحد الزملاء في نهاية اللقاء : هذا اللقاء من أروع ما استفدته من هذا الفصل الدراسي . كما لمستُ البشر والسرور على محيا أخي د. حسين الحربي وفقه الله لإتاحة مثل هذه الفرصة للقاء بالباحثين وتبادل الرؤى معهم ، وإعادته لأجواء البحث العلمي ، وتبادل الأفكار حول موضوعه الذي قضى معه سنوات ، وقد خرج بروح أخرى لمراجعة الكثير من المسائل التي طرحت للنقاش وسيكون مشاركاً نشيطاً معنا في الملتقى من الآن فصاعداً وفقه الله ، وأبشر الباحثين بعودة الدكتور حسين الحربي للبحث العلمي والكتابة وسيرون قريباً عدداً من البحوث الممتعة له إن شاء الله ، لتفرغه للبحث ومغادرته العمل الإداري كمدير عام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة جازان خلال سبع سنوات مضت .
هذا مع اعترافي بالتقصير في حق الزملاء في هذا المقرر لانشغالي بأمور أخرى هذا الفصل ، وفي الذهن أفكار أخرى لعلي أتمكن من تطبيقها في الفصول القادمة بإذن الله ، حتى لا يشعر طالب الدراسات العليا أن وقته ذهب ولم يترك أثراً في عقله ومنهجه في البحث والنظر .
 
أشكركما أيها الحبيبان على تشجيعكما لمثل هذه الفكرة التي أتمنى أن تعمم ، وأن يصبح تدريس الدراسات العليا في جامعاتنا عبارة عن :
- حلقات نقاش علمية تفتح للطلاب آفاق البحث والإبداع.
- واستضافات للمؤلفين للكتب المتميزة التي تُدرَّسُ في الدراسات العليا أو غيرها مِمَّا يُعدُّ عَرضاً حياً لتجربة نجاح بين يدي طلاب دراسات العليا ، تدفعهم للعمل على مجاراتها في أبحاثهم ومشروعاتهم البحثية .

خطوة رائدة - دمت مسددا - ونحن منتظرون ملخص اللقاء.
د.عبدالرحمن، ألا يمكن القيام بمثل هذه الخطوة هـنا، فيعـلن عن الكتاب المختار، ويعطى الأعضاء مهلة لقراءته، ثم تطرح التسـاؤلات حوله، إلى أن يستضاف الباحث ليجيب عليها؟
 
أشكركما أيها الحبيبان على تشجيعكما لمثل هذه الفكرة التي أتمنى أن تعمم ، وأن يصبح تدريس الدراسات العليا في جامعاتنا عبارة عن :
- حلقات نقاش علمية تفتح للطلاب آفاق البحث والإبداع.
- واستضافات للمؤلفين للكتب المتميزة التي تُدرَّسُ في الدراسات العليا أو غيرها مِمَّا يُعدُّ عَرضاً حياً لتجربة نجاح بين يدي طلاب دراسات العليا ، تدفعهم للعمل على مجاراتها في أبحاثهم ومشروعاتهم البحثية .
- وزيارات علمية مخطط لها للمتميزين من الباحثين من أهل الاختصاص في مكتباتهم ، وللمبدعين وأصحاب الرؤى العلمية المتميزة الذين يمكن الوصول إليهم .

ما شاء الله.
كنت قد عشت هذه التجربة في الدراسة في تخصص إدارة الأعمال، حيث كان مقرر بعض المواد يعتمد على استضافة عدد من رجال الأعمال والكتّاب لعرض تجاربهم العملية أو كتبهم، والحديث حولها. وبالفعل كانت هذه الدروس من أفضل ما استمتعنا واستفدنا به.

في اعتقادي من الهام جدا أن يكون للأستاذ مثل هذه المرونة في دعوة الآخرين للت\ريس في مكانه، ومساعدة طلابه على التحاور والنقاش والمقارنة. بل أعتقد أن من الضروري أيضا أن يتسم المقرر بالمرونة من خلال السماح للأستاذ بتجاوز الروتينية في اعتماد نفس المراجع، وعرض مراجع جديدة حتى من باب التجربة.
وقد مارس أحد أساتذتي هذه المرونة، وكان أحد أكبر المطوّرين للغة البرمجة جافا. فقد جاء في أول حصة للفصل الثاني الذي درسنا فيه، وذكر لنا أنه حصل في الأسبوع السابق على نسخة من كتاب جديد لأحد أصدقائه حول موضوع تقني لم يسبق لأحد أن تطرق إليه في موضوع البرمجة. وأنه هو نفسه لم يستوعب كثيرا ما في الكتاب من خلال القراءة السريعة له. واقترح علينا أن نترك مقرر الفصل بكامله جانبا، ونعتمد هذا الكتاب، الذي يعتبر أحدث ما صدر في التخصص. وذكر لنا أن ذلك سكون بمثابة المغامرة، لأنه سيكتشف قيمة ما سيعرضه علينا في نفس الوقت الذي سيدرسه لنا. وأن من حسن الحظ أن يكون المؤلف صديقه، وسيكون إلى جانبنا كلما احتجنا أو احتاج الأستاذ لفهم إحدى المسائل المستعصية.

هكذا بكل بساطة. وقد قمنا بالتجربة بالفعل، ونجحت كثيرا، وكان تقييم الطلبة لذلك المقرر ممتازا في آخر الفصل.

أردت من هذا المثال أن أقول إن المرونة وحب الفضول والرغبة في اكتشاف الجديد وعرضه كل هذا، في اعتقادي، من مواصفات الأستاذ الناجح ومن مواصفات القسم الناجح أيضا. ولعل مقررات الدراسات القرآنية وعلوم الدين تحتاج هي أيضا لمثل هذه المرونة والرغبة في اكتشاف الجديد وعرضه.
 
درسنا مادة في منهجية الدكتوراه عنوانها : قواعد التفسير . ومِمَّا تدارسناه فيها مواضع كثيرة من كتاب : قواعد الترجيح في التفسير , للدكتور. حسين الحربي , وقد كُنَّا نقف في كل قاعدة وقفاتُ تحرير طويلة لما ذكره المؤلف وفقه الله , وكنا نتمنى كثيراً لو كان لنا شيء من لقاء المؤلف أو التواصل معه بصورة جماعية حول ما كتب .

وأنا هنا أقترح أن يتم ذلك بدون تجشم عناء السفر ذهاباً وعودة , بل يدعى الشيخ حسين معنا هنا في الملتقى في موضوعٍ حواريٍّ حول الكتاب , ويتاح للجميع المشاركة حوله , بآلية يحددها مدير الحوار .

وأقترح إجراء ذلك في غيرما كتاب ومؤلف , وهو ما كنت أرجوه في ملتقى الرسائل الجامعية , وقد كان بعضاً منه , لكن لعل في إفراده وإظهاره هنا فرصة أكبر للإثراء والمناقشة .
 
أشكركما أيها الحبيبان على تشجيعكما لمثل هذه الفكرة التي أتمنى أن تعمم ، وأن يصبح تدريس الدراسات العليا في جامعاتنا عبارة عن :
- حلقات نقاش علمية تفتح للطلاب آفاق البحث والإبداع.
- واستضافات للمؤلفين للكتب المتميزة التي تُدرَّسُ في الدراسات العليا أو غيرها مِمَّا يُعدُّ عَرضاً حياً لتجربة نجاح بين يدي طلاب دراسات العليا ، تدفعهم للعمل على مجاراتها في أبحاثهم ومشروعاتهم البحثية .
- وزيارات علمية مخطط لها للمتميزين من الباحثين من أهل الاختصاص في مكتباتهم ، وللمبدعين وأصحاب الرؤى العلمية المتميزة الذين يمكن الوصول إليهم .

.

استاذي الفاضل بارك الله في علمكم وعملكم وزادكم توفيقا وتسديدا


لا يخفى عليكم أهمية التدريس في مرحلة الدراسات العليا وهذا ما لمسته من خلال حديثكم وجهودكم المبذولة بارك الله فيكم
فحبذا أن تطرح مثل هذه المواضيع الهامة في مركز تفسير للدراسات القرآنية حيث يفرد لها موضعا خاصا في منهجية التدريس في جميع الجامعات في تخصص القرآن وعلومه ويدعى لها أساتذة الدراسات العليا في مرحلة الماجستير والدكتوراة لتبادل وجهات النظر والاستفادة من الخبرات
فمتى كان التأصيل العلمي قويا والعطاء متميزا خرجت لنا مخرجات قوية في التدريس وجودة التأليف
ولعلي هاهنا أطرح عدة تساؤلات :
هل المناهج في جميع الجامعات موحدة -في القرآن وعلومه على وجه الخصوص- ؟
وان كانت الإجابة بلا فما سبب ذلك ؟
وهل من خطط مستقبلية للرقي بالتدريس في الجامعات وخصوصا لطلاب وطالبات الدراسات العليا ؟

-بارك الله في جهودكم ونفعنا وإياكم بما نقول ونسمع
 
هذه فكرة رائدة جدًا ، وفيها إفادة كبيرة للطلاب ، ولعل أعضاء هيئة التدريس يكتبون تجاربهم النافعة ، وبارك الله في جهودكم يادكتور عبد الرحمن .
 
أحبائي في الله جميعا أحييكم وأشكر لكم ما أثمرتموه من خلال التعليقات النافعه على لقاء الدكتور الموقر حسين الحربي حفظه الله وهو غني عن التعريف وقد أسعدنا بلقاء نافع بمحافظة الدرب من خلال كتابه القيم " محور حديثنا " فلله دره .
وأحب أن أضيف على ما أسعدتمونا به ما يلي:

أنني لا حظت تشجيعا شديدا من المشاركين لهذه التجربة الناجحة من خلال حضور الكاتب وكتابه .
وأعلق على هذا فأقول إن ما تفضل به د. عبد الرحمن هو الأصل المعمول به في جامعة الأزهر ـ مثلا ـ حيث تترك الحرية كاملة لأستاذ الدراسات العليا " تمهيدي الماجستير" ليقرر على تلاميذه ما شاء من الكتب المهم ان تكون الموضوعات وفق مفردات المقرر، بل يمكن للأستاذ أن يقرر بحثه هو في مرحلة " البكارليوس" دون أدنى غضاضة . فيجتمع الأستاذ والكتاب طوال الفصل الدراسي.

ومن الغريب تقرير كتاب معين على الأستاذ الجامعي والطالب لتتحول المرحلة الجامعية إلى مرحلة ثانوية أو متوسطة أو.........

. إن الجامعة جعلت للإبداع وللتحرر من قيود الكم والهم والتضييق والرتابة الإدارية الرقابية التي تحشر الأستاذ والطالب في مضيق ينتج علما سلبيا على طريقة
ابتلاع المعلومات واجترارها في ورقة الإجابة مع انغلاق فم الطالب من المهد إلى اللحد.

ـ أذكر انني كنت أدرّس لأبنائي طلاب السنة الثانية أصول الدين كتاب الدخيل ـ قبل أن أصنف فيه ـ وكان هذا الكتاب من تأليف أستاذنا الدكتور إبراهيم خليفة ـ أمد الله في عمره ـ ولما كان من غير اليسير انتقاله إلينا من القاهرة إلى شبين الكوم وهو " بصير" كنت أذهب إليه لأفيد منه وأناقشه في مجمل ما كتب ثم أفيض على تلاميذي بما من الله به عليّ من خلال فكر هذا العالم العلامة.
ـ كما اخترت لتدريس مادة الدخيل " كتاب الدكتور أبو شهبة " الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" .

أقول هذا عن مرحلة البكارليوس فما بالنا بالدراسات العليا ومرحلتي الماجستير والدكتوراه !!!

والله الموفق
 
أشكركم جميعاً على تعقيباتكم ومقترحاتكم الموفقة .
وفي النية بإذن الله الاستمرار في طرق هذا الموضوع ونقاشه ، حتى يثمر ما يمكن تسميته بحقيبة أستاذ الدراسات القرآنية سواء للدراسات العليا أو الدراسات الجامعية . فنحن نطمح في مركز تفسير للدراسات القرآنية إلى تبني مثل هذه المسائل التي ترتقي بأساتذة الدراسات القرآنية من حيث تطويرهم علمياً بوسائل مختلفة ، وتطوير طريقة التدريس كذلك . وما هذه الطريقة إلا وسيلة من وسائل كثيرة يمكن من خلالها فتح آفاق للبحث العلمي وللباحث المتخصص تزيده عمقاً ، وتعينه على تأصيل معارفه .
ويمكن طرح المؤلفات للنقاش على صفحات الملتقى أيضاً كما ذكر الأخ نايف الزهراني ولو نجح مدير الحوار في متابعة الجميع بأن يشعر المؤلف أن النقاش علميٌّ جاد يثير مسائل علمية دقيقة حقاً لتحفز ونشط للجواب والبحث . وقد أخبرني الدكتور حسين الحربي وفقه الله بأنه عاد بعد النقاش للمراجعة والبحث بنشاط في بعض النقاط التي أثيرت معه حول كتابه ، فوجد أدلة كثيرة جديدة تؤيد ما ذهب إليه في بعض المسائل وغير ذلك من الفوائد ، وهذا من أهداف مثل هذه اللقاءات . ويبقى للقاء المباشر نكهته الخاصة يا أبا بيان . فقد كان لحضور المؤلف والنقاش معه والجلوس معه وطرح الأسئلة عليه من الجميع ما ليس للقاءات التي تتم عن بعد مع نفعها ولله الحمد ، وثق أن العزائم إذا صدقت تحقق الكثير من النفع والتطوير بإذن الله .
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ، وأن يقينا شرور أنفسنا ، وأن يمدنا بعون من عنده .
وقد أرسل لي الدكتور حسين الحربي بعض المحاور والأجوبة التي تمت فطلبت منه التلطف بطرحها باسمه ليكون هو المتحدث بلسان نفسه فهو عضو معنا في هذا الملتقى رعاه الله .
 
أشكركم جميعاً على تعقيباتكم ومقترحاتكم الموفقة .
وفي النية بإذن الله الاستمرار في طرق هذا الموضوع ونقاشه ، حتى يثمر ما يمكن تسميته بحقيبة أستاذ الدراسات القرآنية سواء للدراسات العليا أو الدراسات الجامعية . فنحن نطمح في مركز تفسير للدراسات القرآنية إلى تبني مثل هذه المسائل التي ترتقي بأساتذة الدراسات القرآنية من حيث تطويرهم علمياً بوسائل مختلفة ، وتطوير طريقة التدريس كذلك . وما هذه الطريقة إلا وسيلة من وسائل كثيرة يمكن من خلالها فتح آفاق للبحث العلمي وللباحث المتخصص تزيده عمقاً ، وتعينه على تأصيل معارفه .
.......... .

بارك الله فيك استاذنا الفاضل وعودا حميدا -بارك الله في علمك وعملك-
ونحن بإنتظار هذه الحقيبة وكل ما تتحفونا به
 
هذا نص ما أرسله لي الدكتور حسين الحربي حول اللقاء ، ووعد باستكمال البقية لاحقاً بإذن الله .

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسل الله أجمعين وبعد :

فهذه مجموعة من التساؤلات التي طرحها بعض أصحاب الفضيلة المشايخ وطلبة العلم حول كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين .وذلك من خلال موقع ملتقى أهل التفسير وطلبة مرحلة الدكتوراه في قسم التفسير بجامعة الملك سعود لعام 1430هـ شكر الله لهم ما تفضلوا به من اهتمام بهذا الكتاب ، واسأل الله تعالى أن يرزقني وإياهم العلم النافع والعمل الصالح .
وبتأمل هذه التساؤلات وجدتها تنقسم إلى أربعة أقسام :

القسم الأول : تساؤلات تتعلق بالمنهج الكلي للكتاب ، أو باعتماد بعض قواعده .

السؤال الأول: هل تعتبر القواعد التي يطلق عليها [قواعد الترجيح ] قواعد حقيقة ؟ أو أنها قرائن ترجيح ؟ أو أن بعضها يعتبر قواعد ، والبعض الآخر من باب القرائن ؟وذكروا حول هذا المعنى ما يلي :

1) اتحاد معنى القراءتين أولى من اختلافه. هل هذه قاعدة أو قرينة؟ وهل هناك أمثلة كثيرة، وهل هناك اتحاد في المعنى أم اتفاق؟

2) هل يمكن أن يفصل بين القرائن والقواعد، خاصة فيما قلَّت أمثلته في الكتاب؟

3) هل تُعدُّ (قاعدة) إذا لم نجد لها إلا مثالا أو مثالين ؟

4) وكذلك ملاحظة التفريق بين القواعد الكبرى في الترجيح والتفسير، وما بين القواعد الصغرى ، أو التي نسبتها إلى غير التفسير أقرب ، فمثلاً: الفصل الثالث: القواعد (7،10،14،15).

والإجابة على هذا التساؤل من وجوه :

الوجه الأول : أنه لابد من استحضار حد القاعدة الذي تم اعتماده في قسم الدراسة من هذا الكتاب وهو: حكم أغلبي ينطبق على معظم الجزئيات .

وقواعد الترجيح : ضوابط أغلبية يتوصل بها إلى معرفة الراجح من الأقوال المختلفة في تفسير القرآن الكريم .

فبهذا يعلم أن خروج جزئيات من الأمثلة عن حكم القاعدة لا يقدح في صحة القاعدة ، ولا يسوغ إحالتها إلى قرينة ، لأن أهل العلم لم يشترطوا انطباق حكم القاعدة على جميع جزئياتها على أصح القولين في المسألة .

الوجه الثاني : أنني لم التزم في هذا البحث استقصاء كافة الأمثلة على القاعدة ، لكي يصح وصف قاعدة بأن أمثلتها قليلة أو كثيرة ، كما أنه لا يصح الجزم بذلك إلا بعد إجراء استقراء تام وفق ضوابطه ومظانه ، وتُظهر نتيجة الاستقراء أن أمثلة قاعدة معينة قليلة أو كثيرة أو لها مثال أو مثالين ، وهذا الاستقراء لم يتم .

الوجه الثالث :أن قاعدة ( اتحاد معنى القراءتين أولى من اختلافه) قاعدة موافقة للأصل ، إذ دلالة النص الواحد المقروء على وجهين في القراءة على معنى واحد أولى من جعله لمعنيين مختلفين ، لأنه نص واحد ، وإنما قلنا للقراءتين أنهما كالآيتين لأجل الثبوت لا لأجل اختلاف المعاني . كما أنه لا يرد عليه (تكثير معاني الآيات أولى من تقليلها) لأن التكثير عندما يكون من قبيل التنوع فهو بمنزلة المعاني المتقاربة أو المتحدة في الدلالة العامة ، والأقوال المتعددة في الآية لا تخلو من ثلاث حالات :

الأولى : مختلفة الألفاظ متقاربة المعاني ، أو تدل على معنى كلي واحد في الآية ، فلا يصح أن يعد مثل هذا خلافا أو تعددا في المعاني ، وهو خارج الدراسة في هذه القاعدة .

الثاني : مختلفة الألفاظ مختلفة المعاني دون أن تكون متضادة . وهذا النوع هو محل الدراسة في هذه القاعدة .

الحالة الثالث : مختلفة الألفاظ متضادة المعاني لا يمكن اجتماعها وهذا من قبيل تضاد المعاني الذي لا يمكن أن يتحد فيه معنى القراءتين .وهذه التقسيمات في جانب التنظير للمسألة ، وتحتاج إلى استقراء للأمثلة .

كما أن الأوجه التفسيرية المتعددة بسبب اختلاف القراءات كثيرة تحتاج إلى استقراء ورصد لمواقف العلماء منها ، وقد وقفت مؤخراً على نصوص لعدد من العلماء اعتمدوا فيها هذه القاعدة ونصوا على أن (الأصل في اختلاف القراءات الصحيحة اتحاد المعاني ) كابن عاشور والصنعاني والعيني والشرواني وغيرهم واستخدموها في الترجيح بين الأقوال في تفسير الآيات . وسوف أقوم ـ بإذن الله ـ بتوسيع الحديث حول هذه القاعدة وتقريرها وأمثلتها في الطبعة القادمة للكتاب .

الوجه الرابع : أنه لا يصح تسمية مثل هذه القاعدة قرينة ترجيح ، لأن القرينة هي ما يوضح المراد إما من خارج السياق أو من سوابق الكلام ولواحقه بدلالته على المقصود . وكل ذلك لا يمكن قوله عندما نجعل القراءتين بمعنى الأخرى .

الوجه الخامس :أن عامة القواعد قد نص العلماء عليها بلفظها أو معناها ، وقليل من القواعد التي تم استخراجها من تطبيقاتهم ، ومثل هذا عندي لا يقع فيها نزاع لأني لم أعتمد مثل هذه القاعدة إلا إذا كانت مستفيضة بمئات الأمثلة عليها .

أما طلب التفريق بين القواعد الكبرى والقواعد الصغرى فهذا ممكن في الفهم والاستخدام أما في الكتاب فقد تم ترتيب القواعد فيه حسب الوحدة الموضوعية ولم يكن حسب منزلة القاعدة أو قوتها ، أو كثرة المعتمدين لها .

ولا شك أنها متفاوتة في القوة والأثر يدرك ذلك المفسر الذي وظف هذه القواعد في دراسة نصوص كلام المفسرين .

السؤال الثاني : متى نعدُّ القاعدة في قواعد الترجيح أو قواعد التفسير ؟

كثير من القواعد المذكورة في الكتاب هي قواعد ترجيحية كما أنها قواعد تفسيرية ، فإذا كان المفسر يستخدم القاعدة لإنشاء تفسير فهي تفسيرية ، وإذا كان يستخدمها للنظر في أقوال المفسرين والترجيح بينها فهي ترجيحية ، وقد ذكرت ذلك في مواضع من الكتاب (1/12) ، و(2/474) .

السؤال الثالث: ما الفرق بين مصطلح (اختيار) و (ترجيح)؟

هذه اصطلاحات علمية مدونة حدودها في الكتب التي تعنى بالتعاريف والمصطلحات ، وخلاصة القول أن الاختيار لا يقتضي ترجيحا برد قول أو تضعيفه .



السؤال الرابع :كيف يصح تسمية الكتاب بـ(قواعد الترجيح عند المفسرين) بينما ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه اعتمد على ثلاثة مصادر رئيسة هي تفسير ابن جرير الطبري وتفسير ابن عطية وتفسير الشنقيطي، لأهميتها .مع ملاحظة :

1 – أن المفسرين مختلفو الاتجاهات والمناهج والمدارس بشتى أنواعها، وهذا يقتضي اختلافهم في القواعد.

2 – أن النسبة إلى المفسرين تقتضي الاستقراء التام أو الأغلبي لنسبة القواعد إليهم، ومعلوم – مثلاً – في القواعد الفقهية أن هناك قواعد كلية وقواعد لكل مذهب، وهذا مما تقتضيه طبائع العلوم.

والمقترح أن يكون العنوان : قواعد الترجيح في التفسير .

ثم يكون البيان في كل قاعدة عمّا هو متفق عليه أو تختلف فيها أنظار المفسرين واجتهاداتهم – حسب رأي الباحث - .

الجواب عن هذا الاستشكال مبين في مقدمة الكتاب وخاصة في منهج الدراسة (1/12-16) ففيه تفصيل كيف تم جمع عينة الدراسة ؟وكيف تمت المقارنة مع بقية كتب التفسير ، وهي واضحة بقدر ما يزول به الإشكال إن شاء الله .

السؤال الخامس : في(المختصر ص12):لم يذكر المؤلف الاستمداد، كما يستشكل تأخير المصادر التفسيرية - وهي ألصق بالموضوع – عن المصادر الأخرى.

أما القول بأن(المؤلف لم يذكر الاستمداد) فغريب ، لأن اصطلاح العلماء على أن استمداد العلم هو مجموع ملتئم من العلوم التي يستمد منها معلوماته . وهي مذكورة .

أما الملاحظة على الترتيب بأن المصادر التفسيرية متأخرة عن المصادر الأخرى فهي في محلها ، وهي من قبيل الترتيب الفني . وسوف يتم إعادة ترتيبها عند إعادة طباعة الكتاب إن شاء الله تعالى .



السؤال السادس : في(المختصر ص37) القاعدة الأولى:ونصها (إذا ثبتت القراءة القرآنية فلا يجوز ردها أو رد معناها ،وهي بمنزلة آية مستقلة) .

يقترح أن تكون قاعدتان:

1 – إذا ثبتت القراءة القرآنية فلا يجوز ردها أو رد معناها.

2 – كل قراءة فهي بمنزلة آية مستقلة.

لا أرى أن صاحب هذا المقترح قد أصاب ، إذ لو تم فصل القاعدة بالشكل الذي اقترحه لأصبحت القاعدة الثانية (كل قراءة فهي بمنزلة آية مستقلة) متعلقة بالثبوت والأداء ، ولا تعلق لها بالمعنى والترجيح فيه .

السؤال السابع : المبحث الثاني: القاعدة الأولى: (المختصر ص51). ذكر المؤلف – وفقه الله – أن الطبري – رحمه الله – أشار إلى أن الأصل هو حمل الآية على معنى يوافق سياقها إلا بخبر صحيح، أو إجماع من أهل التأويل.

أقترح جمع سائر الأدلة التي يصح معها صرف المعنى عن ظاهر السياق؛ مثل قول الصحابي أو قول كثير من أهل التأويل؛ أو نزول السورة ومقصدها، وغير ذلك. كما في المثال الذي ذكره المؤلف (ص25 من المختصر).

ويراجع مثلاً رأي ابن عاشور (26/20) في تفسير الأحقاف (10).

والجواب عن هذا من شقين :

أحدهما : ما يخص ما ذكر ص 51 من المختصر من كلام إمام المفسرين ابن جرير رحمه الله وهو من هو خبرة بتفسير كتاب الله وفهما لسياقاته ومخصصاته . ولم أجد بعد مقارنته بما بين يدي من كتب التفسير ـ الذي يزيد عددها عن خمسين كتاباً ـ ما ينازعه في ذلك .

الآخر : اقتراح جمع سائر الأدلة التي يصح معها صرف المعنى عن ظاهر السياق ، مقترح جيد يحتاج إلى دراسة ، بل يصلح أن يكون بحثاً علمياً يقوم به باحث جيد .



السؤال الثامن : يلاحظ على التعريفات والقواعد بشكل عام الاعتماد على كتب أصول الفقه، فأين كتب علوم القرآن؟ والتفسير وأصوله من هذه التعريفات ؟!

والجواب عن هذا: أن هذه المسألة خاصة في صياغة التعاريف والضوابط للمصطلحات ، أما مادة القواعد وتطبيقاتها الرئيسة فمستمدة من كتب التفسير وعلوم القرآن بلا منازعة .

كما أن الممارس لعلم التفسير وأصوله ، وعلم أصول الفقه يلاحظ بجلاء تميز علماء الأصول في تقعيد قواعد الاستنباط وبيان حدودها أكثر من العلماء الذين كتبوا في علوم القرآن ، ولعل طبيعة علم الأصول وما يتناوله من موضوعات له أثر في ذلك . بل إن كثيراً مما هو موجود في كتب علوم القرآن مما يخص هذا الجانب هو بنصه من تأصيل علماء الأصول .

وتزول الغرابة إذا تمت المقارنة بين كتابي الزركشي رحمه الله أعني (البرهان في علوم القرآن) و(البحر المحيط في أصول الفقه) .



السؤال التاسع : ما الفرق بين القاعدتين صفحة (50)، (117)؟

لا يظهر لي تشابه بين القاعدتين ، فالقاعدة الأولى تعنى بتفسير النص القرآني وفق سياقه ، والقاعدة الثانية تعنى باستخدام قرائن السياق للنظر بين الأقوال المختلفة في التفسير .



القسم الثاني : تساؤلات تتعلق بالمنازعة في اعتماد بعض الأمثلة .

السؤال الأول : صفحة (187) من المختصر: ذكر المؤلف – وفقه الله – من أن جملة (والله عليم بما يفعلون) تأكيد لمضمون الجملة قبلها على القول الأول ليس مقتضى أصحاب القول الأول، بل الطبري – وهو من أصحاب القول الأول – يرى أن العلم في ختم الآية بمعنى الجزاء والثواب، فلا يكون من باب التأكيد .

السؤال الثاني: صفحة (52) مثال القاعدة مشكل، فآخر الآية : كأنه عن اليهود: ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس) ثم قال تعالى: ( تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا) وهذا أليق باليهود من المشركين.

السؤال الثالث : صفحة(14- 15 ) في مبحث : بيان متى يكون الترجيح : المثال المذكور على النوع الأول ألا يمكن أن يدخله الترجيح ، وهل الأقوال المذكورة في الآية على مرتبةٍ واحدة من حيث القوة ؟وقد رأيت ابن جرير وابن كثير قد رجحا بعض الأقوال المذكورة في الآية على بعض ، مما يدل على أن الأقوال ليست على مرتبة واحدة . والله أعلم .

السؤال الرابع : صفحة (22 - 23 ) ذكر المؤلف أن سبب النـزول المذكور قد ضعفه الحافظ ابن حجر ، فكيف يُذكر هذا السبب مثالاً لقاعدة " إذا صح سبب النزول الصريح ... " ؟

السؤال الخامس: صفحة (76 ) ذكر المؤلف أن الترجيح بالحديث الضعيف يدخل تحت القاعدة التالية وهي : "إذا ثبت الحديث وكان في معنى أحد الأقوال ... "وهذه القاعدة تنصُّ على ثبوت الحديث ، فكيف يدخل الحديث الضعيف تحتها ؟

السؤال السادس : صفحة (87 ) ألا يمكن أن يُحمل قول مقاتل بن سليمان على وجهٍ مقبول ومرضي ، وهو أن مقاتل إنما أراد : أن وقت أمرِ الله للملائكة بالسجود لآدم كان قبل أن يخلقه ، وأما وقت سجود الملائكة لآدم فهو بعد أن خلقه . وكلام مقاتل إنما هو متوجه على وقت أمر الله للملائكة بالسجود ، ولا يقصد وقت سجودهم لآدم . فالأمر لهم بالسجود سابق على وقت سجودهم ، كما يفهم ذلك من الآية المذكورة . والله أعلم .

فالجواب عنها جميعاً أنه لا يستقيم مثال لقاعدة بالاتفاق دون منازعة ، لأن أصل البحث ومادته تدور على الأقوال المختلفة ، فإذا تقرر هذا فلا يسلم مثال من منازع فيه ، وإنما أردت من الأمثلة هو التمثيل للقاعدة وبيان دورها في الترجيح ، فالمنازعة في المثال منازعة في الفرع لا في الأصل. كما أن كثيرا مما ذكر لا يعدو أن يكون وجهة نظر في ترجيح أحد الأقوال المختلفة وهذا لا إشكال فيه ، لأن قواعد الترجيح قد تتعارض فبعضها يطلب ترجيح قول والأخرى تطلب ترجيح قول آخر ، فينظر بينها بمرجحات من الخارج بما يحقق غلبة الظن ، كما قررته في مبحث تنازع القواعد المثال الواحد ، وهو لا يزال يحتاج إلى مزيد بحث . وبالله التوفيق

ونظراً لضيق الوقت أكتفي بهذا القدر وأعدكم باستكمال بقية الأسئلة في وقت لاحق .
 
جزاكم الله خيراً ايها الكرام , ولي مع هذا البيان وقفات :

الأولى : أن الاختيار ترجيح , فإن كلاهما يوجد عند تعدد الأقوال ووجود الخلاف , إلا أن أحدهما صريحٌ والآخر دونه .

الثانية : أن كثيراً مِمَّا ذكره المؤلف على أنه قاعدة في الترجيح هو في حقيقته من أساليب بعض المفسرين في الترجيح ومن قرائنه , وغاية ما في الأمر أن المؤلف صاغه على هيئة قاعدة , وهذا يسير , ولا يُحِيله ذلك إلى أن يكون < قاعدة > في الترجيح عند < المفسرين > .

وأعتقد أن الرسالة لو صيغت على جهة :
( مناهج المفسرين في الترجيح ) لكانت أدق وأصح في مطابقة الموضوع لمادة البحث , ولزالت معه عامة الإشكالات المتواردة على البحث في صورة قواعد .

الثالثة : عرف المؤلف قواعد الترجيح بقوله :
( ضوابط أغلبية يتوصل بها إلى معرفة الراجح من الأقوال المختلفة في تفسير القرآن الكريم ) .
لكن واقع البحث في كثير منه لا يطابق ذلك !

وذلك أن المفسر لا يتوصل إلى ( الراجح ) من الأقوال من خلال تلك القواعد , وإنما من خلال اجتهاده في أيّ تلك القواعد يقدم ويختار , فالأقوال موجودة قبل الترجيح , وهي مبنية على أصول وأدلة في التفسير (سُمِّيَت في الكتاب قواعد) , وهناك يجتهد المفسر في الترجيح بين تلك < القواعد > .
فابن جرير مثلاً رجَّح قول ابن عباس لأنه موافقٌ للسياق (قاعدة السياق..) , واختاره على قول أبي هريرة المبني على الاستشهاد بالسنة (قاعدة التفسير بالسنة..) , وذلك في آيةٍ ما .
وفي آية أخرى اختار القول المبني على الاستشهاد بالسنة , وقدمه على القول الآخذ بالسياق . هذا مثال .
فالقاعدة ليست ما رجَّح هنا أو هناك , وإنما الذي رجَّح : اجتهاد المفسر في تقديم إحدى القاعدتين , وهذا كثيرً جداً , بل هو ما تراه في الاختلاف المُحَقَّق في التفسير , فكلا القولين معتمد على أصول معتبرة في التفسير , ومعرفة تلك < القواعد > لا يكفي في اختيارك وترجيحك , وإنما الذي تحتاجه أن تعرف كيف ترجِّح بينها , وقبل ذلك كيف رَجَّح بينها ابن جرير كما في المثال .
ولا يكفي أن يذكر المؤلف هذا الواقع الضخم من تعارض القواعد المتحقق في التفسير = يذكره في مسألة في أوائل الكتاب بعنوان : (تنازعُ القواعدِ المثالَ الواحدَ) ؛ فإنه من الكثرة والوفرة بحيث لا يكفي في بيانه أقلّ من كتاب .

الرابعة : هذا الحال من التعارض الحقيقي الكثير بين تلك < القواعد > يثير سؤالاً حول جدوى كونها قاعدة , والمعهود في القواعد أنها كالأدلة تتظافر ولا تتعارض تعارضاً حقيقياً .

وأخيراً :
إننا حين نزيل صفة < القاعدة > عن صنيع المفسرين في الترجيح سنتوصل إلى أصولٍ تجمعهم في طرائق الترجيح ؛ هي في الحقيقة ما تستحق الاجتهاد في تلمسها وإبرازها , ولا يغضُّ هذا من جهد أحد , فكُلٌّ مأجور بإذن الله .
( وما أجمل صنيع الفقيه ابن جُزَيّ رحمه الله , حين ذكر جملة من تلك < القواعد > في مقدمة تفسيره وسمَّاها : (وجوه الترجيح) , وهو -في علمي- أقدم من وصفها وجمع جُملةً وافرةً منها , وعِبارته هذه تسميةٌ دقيقة بالنظر إلى الغرض منها في استعمال المفسر , ولأن بعضها لا يرتقي إلى أن يكون قاعدة بمعناها الاصطلاحي , أو ليس لفظه بمسبوك في صورة قاعدة مع صحته ووضوحه ) هذا ما قلته في كتاب : استدراكات السلف في التفسير . في مبحث : أثر الاستدراكات على قواعد الترجيح في التفسير , ص:433 .
وبالله تعالى التوفيق .
 
أكثر ما اعجبني في فكرتك يا د. عبد الرحمن في استضافة مؤلف الكتاب
أنك تؤمن بمبدأ التخصص , وهذا ما يزيدك سمواً ومنزلة عند طلابك قبل غيرهم .
فمن ميزات القائد الناجح أن يوكل كل عمل إلى أفضل من يتقنه ليصل بمجموعته إلى الهدف الذي يضعه لهم .

مشرفنا الفاضل هل الوعد بإكمال الباقي من الأسئلة منكم أم تنقله عن ضيفكم الدكتور الحربي .
فمازلنا بانتظار باقي النقاش الثري .
 
أكثر ما اعجبني في فكرتك يا د. عبد الرحمن في استضافة مؤلف الكتاب
أنك تؤمن بمبدأ التخصص , وهذا ما يزيدك سمواً ومنزلة عند طلابك قبل غيرهم .
فمن ميزات القائد الناجح أن يوكل كل عمل إلى أفضل من يتقنه ليصل بمجموعته إلى الهدف الذي يضعه لهم .

مشرفنا الفاضل هل الوعد بإكمال الباقي من الأسئلة منكم أم تنقله عن ضيفكم الدكتور الحربي .
فما زلنا بانتظار باقي النقاش الثري .
أشكرك أخي العزيز عادل وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً للصواب والسداد دوماً .
بقية الأجوبة والنقاشات ستنشر قريباً ، وقد تأخرنا في نشرها لأسباب فنية زالت الآن .
وأما بخصوص العناية بجانب التخصصات الدقيقة داخل التخصص العلمي فأؤيدك فيه ، وهو يفتح للدارسين أبواباً من العلم . وقد رأيتُ الزملاء الدارسين مغتبطين بذلك اللقاء وكذلك الدكتور حسين الحربي وفقه الله وتقبل منه . وقد كنتُ في مجلس في القسم قبل مدة فجاء ذكر هذا اللقاء فأثنى عليه عدد من الأساتذة ودعوا إلى تبنيه من قبل بقية التخصصات وإتاحة الفرصة لطلاب الدراسات العليا للقاء بالباحثين الذين شاركوا ببحوث قيمة في التخصصات الشرعية . لما تمثله مرحلة الدراسات العليا من خصوصية في كيفية التدريس وابتكار طرق جديدة للرفع من كفاءة الباحثين في تخصصاتهم العلميَّة . ولولا عجزي وكسلي لربما كانت هناك طرق أخرى أكثر إفادة للباحثين ولكن لعل ذلك يكون في المستقبل إن شاء الله ، فأنا أحاول أن أجرب عدد من الأفكار مع الزملاء طلاب الدراسات العليا وفقهم الله وأعانهم.
 
عودة
أعلى