د. العوا وأوهام الباباوات وتزييف مصر, والموقف من كاميليا

طارق منينة

New member
إنضم
19/07/2010
المشاركات
6,330
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
د. العوا وأوهام الباباوات وتزييف مصر, والموقف من كاميليا
طارق منينة
فاجأ الدكتور محمد سليم العوَّا الجميع بموقفٍ جديد ومشرفٍ في "المسألة النصرانية", وإنْ كان لي تعقيبٌ على خطأٍ وقع فيه الدكتور بخصوص السيدة كاميليا شحاته -إذْ نفى حدوث إسلامها!- ومحاولة إيجادِ تفسيرٍ لمصدر ذلك الخطأ، وذلك على الرغم من عرضي لموقفه العام من المسألة، وشرحه وبيان علاقاته وارتباطاته.
كانت مفاجأةُ الدكتور العوا هذه المرة من خلال قناة الجزيرة مع أحمد منصور في برنامج "بلا حدود" (يوم الأربعاء 15-09-2010م)، وقد شَغَلَ موضوع المفاجئة حيِّزاً كبيراً من تفكير الدكتور العوَّا, وقد قدَّم بين يدي فريدتهِ موضوعاتٍ نقديةٍ أخرى، في أكثر من موقعٍ وموضعٍ وبرنامجٍ, لا تبعدُ إيحاءاتها عما كان يحوم حوله، ويحاول مقاربته وحلَّ إشكالاته, وتوضيح صوره وحالاته.
وقد رأيناه منذ فترةٍ قصيرةٍ يقوم بفضح سوءِ فهمِ كبار قساوسة النصارى للفتاوى الإسلامية، كما وجدناه يفضح طريقةِ قراءتهم لنصوص العلماء ونصوص القرآن العظيم، ووقوع هؤلاء الكبراء –وأتباعهم- في أخطاء غليظةٍ، وتحريفاتٍ مغلَّظةٍ في فهم لغة النصوص وقراءتها، فضلاً عن مقاصدها ودلالتها.
(ويمكن مقارنة ذلك بما قاله مِنْ قَبْل الدكتور عبد الرحمن بدوي رحمه الله, في مقدمة كتابه "دفاعٌ عن القرآن ضدَّ منتقديه" (ص7) إذْ أكَّد -وهو صاحب كتاب "موسوعة المستشرقين"، بل هو شيخ الوجودية العلمانية سابقاً, والمدافع عن القرآن والرسول لاحقاً- أنَّ معرفتهم باللغة العربية يشوبها الضعف، وأنَّ فرضياتهم خاطئة, وأنهم سطحيُّون لا يُكلِّفون أنفسهم عناء التقصِّي لموضوعاتهم.. الخ).
وهنا نجد تشابهاً تاريخيًّا وعقليًّا بين هؤلاء وأولئك.
أما في برنامج لقاء الجزيرة الأخير "بلا حدود" فقد فضح العوَّا التعصُّب الصليبي الفارغ الذي يأخذ مادته ولحمة فكرته وفريته، ويرقِّع لنفسيته من نفسية وجهالات قساوسة العصور الوسطى, وذلك مثل ما صرَّح به بعض القساوسة الكبار (منهم الأنبا بيشوي) -مما يُعدُّ من أفكار التنظيمات المسيحية المتطرِّفة- أنَّ الأقباط "أصل البلد"، وأنَّ الـ(74) مليون مسلم ضيوفٌ عليهم!.. وغير ذلك من الإشاعات الكاذبة التي تجد لها رواجاً واستقراراً مُدهشاً في الوعي المسيحي المعاصر؛ ما أدَّى بالبعض منه إلى القول -بناءً عليه- بأنَّه ينبغي إنقاذ مصر من الإسلام، وإعادة مصر لمصريَّتها (استخدم النصارى كتابات العلماني سيد القمني في هذا المجال بدون تقصٍّ للحقائق, وفقط كمحاولةٍ للتشويش والتضليل)..
لم يترك الدكتور العوا كلامَ بيشوي يمرُّ على عواهنه، فعقب عليه بقوله: كيف يقول: إنَّ المسلمين ضيوفٌ على أرض مصر، بينما يُشكِّلون (96%) من سكان مصر، ويعيشون على أرض مصر منذ (14) قرناً"؟!
ومعلومٌ أنَّ هذه المغالطات وتلك الإشاعات إنما هي تعدٍّ على الحقيقة, تلبيسٌ, وجهلٌ تجاوز كل حدود المعرفة التاريخية، ليستقر في منطقة الكذب المتعمَّد, الذي يتمُّ ترويجه في دوغمائيةٍ انغلاقيةٍ تحتل من أصحاب المناصب الكنسية الرفيعة مكان الرأس من الجسد، والعقل من الحواس، والروح من البدن, وهم يطلقونها بلا أدنى مراعاةٍ للضمير الإنساني، أو المسؤولية الإنسانية، أو الحرص على الحقيقة التاريخية، أو بما يُطلق عليه "الوحدة الوطنية".
ومن هذا الكذب وغيره من تلبيسات الكهنة: إشاعة سلسلةِ أوهامٍ وأكاذيب متشابكة متراكبة, تترسخ مع الوقت في الذهنية الأرثوذكسية فتُغلق الأذهان, وتحطم الإنسان، وتُغيِّر العقل، وتُكبِّل الروح الإنساني (آخر تلبيسات الأنبا بيشوي قوله بأن القرآن أيد الثالوث، وأنه أُضيف إليه نصوص بعدية!، هذا مع دعوته للاستشهاد وزعمه بأنه وأتباعه هم الأصل والمسلمون ضيوف نزلاء على مصر!), وهذه الأكاذيب الشنيعة لا تختلف عن أوهام كبراء الصليبيين عن بيت المقدس وتصويرهم لسماحة الإسلام مع نصارى بيت المقدس بأنه قتل وتقتيل وتحريق وتصليب, وفي ذلك تقول المستشرقة زيغريد هونكه صاحبة الكتاب المشهور (شمس الله تشرق على الغرب): "وكانت كتابة التاريخ والتقارير وفنون الكتابة عموما هي مسؤولية رجال الدين, لذلك فإنهم عملوا على تصوير أعدائهم في صورة شياطين وعبدة شياطين, وكان تشويه الحقائق على هذه الصورة التي بلغت حد الدعاية الظالمة كفيلا بأن يجعل الناس تصدق ما يلصق بعدوهم من سوء وباستحقاقه العقاب... ولقد كان ذلك الخوف هو الذي دفع الكنيسة إلى تصوير محمد صلى الله عليه وسلم على أنه المسيح الدجال أو أحد الهراطقة والصنم الذي تقدم له الأضاحي البشرية. كان ذلك الخوف هو الذي استغلته الكنيسة من أجل تأكيد تلك العزلة وإثارة الكراهية الدينية والتعصب.. وكانت الصيحة الصليبية التي أطلقها البابا أوريانس الثاني من دير كلبر مونت عام 1095م... واستطاع الشرق العربي الانتقام لنفسه من ذلك الهجوم الشامل من جانب المسيحية الغربية التي أرادت إفناءه تماما فقد انتصر هو عليها بإنجازاته الثقافية والحضارية وجعل حياتها أكثر ثراء" (الإبل على بلاط قيصر, لزيغريد هونكه، ترجمة د. حسام الشيمي، مكتبة العبيكان 2004م، ص 38-39)، إن تلك الأوهام الصليبية التي تنشر الكراهية وتؤدي إلى استنزاف الشعوب وطاقاتها وتُشعل الأحقاد والحروب, يعلم الدكتور سليم العوا طبيعتها ومصادرها وخلفيتها التاريخية والنفسية والعقلية. ولذلك حذر من القيادات الواهمة وأوهامهم التي تتسبب في إشعال الحرائق بين المسلمين والمسيحيين كما أُشعلت من قبل الحروب الصليبية بحجة الدفاع عن نصارى بيت المقدس!، ومن تلك الأوهام المخالفة للحقيقة التاريخية كما أشرنا, قول الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والمسؤول عن المجلس "الإكليركي" من أن "الأقباط أهل البلد..." وأن الشعب المصري المسلم" ضيوف حلوا علينا ونزلوا في بلدنا... ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية " (النص كاملا في جريدة المصري اليوم العدد 2285، بتاريخ 15 سبتمبر 2010م ) فكانت رسالته صليبية بحق تجمع بين التحريض المتعصب والتضليل الفارغ.
هذا البيشوي تَقْبُعُ أختان من أخواتنا الأسيرات في دير من أديرة إرهابه كما في تعليق الأستاذ جمال سلطان على الرسالة الموثقة للطبيبة صديقة الاسيرتان تيرزا وماريان (فاطمة ومريم لاحقاً) (انظر مقاله بعنوان: "ماريان وتريزا في سجون شنوده")، وفيه تعليقه الأخير على الرسالة: "انتهت رسالة الطبيبة" أم رحمة...", التي أرفقت برسالتها كافة العناوين وأسماء الشهود وأرقام الهواتف لأيِّ جهةٍ تريد التحقيق, وبقي أنْ أُشير إلى أن الضحيَّتين: فاطمة "تريز" ومريم "ماريان" تمَّ اعتقالهما في دير القدِّيسة دميانة الذي يُشرف عليه الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، ولم يخرجا من اعتقالهن الكنسي هناك منذ أكثر من خمس سنوات كاملة وحتى اليوم, حيث انقطعت أخبارهنَّ بشكلٍ كاملٍ".
لقد كشف الشيخ محمد الغزالي قديماً في كتابه "قذائف الحق" هذه الروح الموهومة, وخلفيَّتها الدينية والمعرفية والتاريخية، وهي الروح غير التاريخية وغير العلمية التي تسري بين كثيرٍ من أبناء وطننا المصري من المسيحيين الأرثوذكس مثلما سرت الإشاعات الكاذبة, الصادرة من المراكز العليا، بين أبناء أوروبا في العصور الوسطى، كما عرضت من كلام زيغريد هونكه, وأدَّت بهم في النهاية أنْ يكونوا هم ضحايا حروبهم الصليبية الظالمة كما أخبرت زيغريد وغيرها.
وقد سمى الدكتور رفيق حبيب هذا التطور الذي ألمَّ بالكنيسة وتحكَّم فيها، وأدخلها في عالم السياسة الذي زعموا أنَّ المسيح أخرجهم منه وأعطاه لقيصر.. سياسة استصراخ الغرب الصليبي، والاستقواء به, وسياسة المواجهة للإسلام نفسه، والدعوة إلى تنصير مصر، سمى الدكتور رفيق حبيب هذا التحول في دور الكنيسة بأنه "بذور فكرةٍ بدأت تسري في الكنائس في السبعينات"، وهي البذور التي وضع لها البابا شنودة خُطَّتها، وكشف عنها الغزالي في "قذائف الحق" بقوله: "إنَّ الاستعمار أوعز إلى بعضهم أنْ يقف مراغماً للمسلمين، ولكنَّنا نريد تفاهماً شريفاً مع ناس معقولين.
إنَّ الاستعمار أشاع بين من أعطوه آذانهم وقلوبهم أنَّ المسلمين في مصر غرباء، وطارئون عليها، ويجب أنْ يَزولوا، إنْ لم يكن اليوم فغداً، وعلى هذا الأساس أسموا جريدتهم الطائفية: (وطني)! صيحاتٍ مريبةٍ أنعشها وقوَّاها بابا شنودة دون أي اكتراثٍ بالعواقب، وقال: "لهم ما لهم من حقوقٍ، وعليهم ما عليهم من واجباتٍ، أما أنْ يُحاولوا فرض وصايتهم على المسلمين، وجعل أزِمَّة الحياة الاجتماعية والسياسية في أيديهم، فلا.. إذا أرادوا أنْ يَبنوا كنائس تَسَعُ أعدادهم لصلواتهم وشعائرهم الدينية فلا يعترضهم أحد.. أما إذا أرادوا صبغ التراب المصري بالطابع المسيحي وإبراز المسيحية وكأنها الدين المهيمن على البلاد فلا.. إذا أرادوا أنْ يحتفظوا بشخصيتهم فلا تمتهن، وتعاليمهم فلا تجرح فلهم ذلك، أما أنْ يودُّوا "ارتداد" المسلمين عن دينهم، ويُعلنوا غضبهم إذا طالبنا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وتعميم التربية الدينية؛ فهذا ما لا نقبله".
كذلك فقد حمل الدكتور محمد سليم العوا حملةً كبيرةً على محاكم التفتيش الكنسية التي تمنع حرية الاعتقاد لأتباعها الذين دخلوا الإسلام بكامل حرياتهم, وتُكرههم على المسيحيَّة، وتهينهم وتقوم بخطفهم وتعذيبهم وكأنهم عصابة قساوسةٍ مرتزقةٌ.. ورهبانٌ وكهنةٌ مغتصبةٌ, تقوم بالتشنيع على المهتدين.. التشنيع النفسي عليهم بوسائل إرهابية منحطَّةٍ، مثل رمي بعضهم بالجنون والمرض النفسي، وقد سمعنا بعض من أسلم يؤكِّد ذلك، مثل الشاب الاسكندراني المتفوق دراسياً، واسمه "فادي"، وقد سمعته بنفسي في غرفةٍ من غرف البالتوك.
هذا فضلاً عن ترويج الإشاعات الفجَّة من أنَّ شباب الإسلام يخطفون المسيحيَّات لإكراههن على الإسلام.
المدهش أنَّ في إنجيلهم نصٌّ بالإفراج عن الزانيات: "من كان منكم بلا خطية فليرمها بحجر... اذهبي"، (نص في الإفراج عن زانية منسوبٌ للمسيح زوراً وبهتاناً، باعتراف كثير من شرَّاح الأناجيل)..
أما الإفراج عن الأسيرات المسلمات فدونه خرط القتاد، بل خَطْفُهنَّ وإيذاؤهنَّ، أو الدعوة الكهنوتية إلى الاستشهاد!!
وكأنَّ تحرير الزانية والغانية أولى عندهم من تحرير العفيفة الشريفة.. وكأنَّ تلك الزانية عند كهنة التعذيب أشرف من أولئك الطاهرات اللآئي انتقلن من تأليه المسيح ومحبَّةِ قتله وصفعه والبصق عليه -بحسب روايات العهد الجديد- إلى تعظيمه كنبيٍ عظيمٍ، له دورٌ عظيمٌ في مسيرة الإنسانية.
يُرجع العوَّا هذه التطرُّفات المنتشرة في الأرثوذكسية من أنَّ مصر للمسيحيين، وأن الفرعونية والقبطية والعلمانية أفضل من الإسلام، الذي حماهم من الرومانية الغربية.. وما تبع ذلك من تعامل البعض مع إسرائيل لمدِّ نصارى مصر بالسلاح لتحرير مصر من الإسلام والمسلمين.. يُرجع العوَّا ذلك إلى تصريحاتٍ كهنوتيةٍ غير مسؤولةٍ، وقراراتٍ غير معقولةٍ -فضلاً عن كونها لا تاريخيةٍ ولا علميةٍ- لرجالٍ لهم مكانتهم في الكنيسة المصرية: "إنَّ من يُحرِّض أمثال هؤلاء من عَيِّنَةِ جوزيف -يقصد مُهرِّب السلاح من دولة إسرائيل إلى مصر- هي تصريحات الأنبا بيشوي، الذي قال في أحد تصريحاته: (إننا على استعدادٍ للاستشهاد في حالة إذا تُدُخِّل في شئون الكنيسة)".
وقد أدت أوهام تلك الفتنة التي يشترك في إشعالها قساوسة وجماعات مسيحية مختلفة (مثل تنظيم أقباط المهجر) إلى تضليل نصارى مصر عن أسباب المشاكل الحقيقية التي يعانون منها -وهناك مشاكل مصطنعة- كما يعاني منها أغلب أهل مصر من المسلمين, وتزداد التغطية والتعمية على مصدر تلك المشاكل بالدعوة الكهنوتية الى تأييد جمال مبارك كرئيس مقبل للدولة المصرية، وهو ما أدى بالدكتور العوا إلى السخرية من هذا النفاق الكهنوتي، والا فكيف تبايعه في الداخل وتستصرخ ضده الخارج!؟
لم يمرر العوا كل تلك المسائل وغيرها مرور الكرام، وإنما كشف عنها الغطاء وفضح منها الغباء، وعرى فيها كهنة الشقاء والبلاء والإشاعات الكاذبة والتفتيش والخطف والتعذيب.
ويمكن القول إنه من بعد قنبلة الشيخ محمد الغزالي "قذائف الحق" لم نعثر على ما يساويها في القوة والشجاعة والكشف والصراحة والفضيحة لقيادات كنيسة كبيرة إلا في حلقة الدكتور العوا في قناة الجزيرة, فالرجل طوى لنا تاريخ العصابات المسيحية الجديدة, التي تريد تحويل الكنيسة إلى أهدافها الخاصة, وبرنامجها الخيالي اللاواقعي.
لقد صرح الدكتور سليم العوا بما أحجم عنه البعض أو لمح. واستطاع استخدام التوقيت المناسب، والوضع المناسب، لبث قولة حق في القضية بصورتها العامة، وإن كنت سأعقب على ماحجبه دكتورنا الحبيب في نص حواره مع أحمد منصور، سأحاول في هذا المقال أن أتصور سيناريو لتفسير هذا الحجب لحقيقة قصة أختنا كاميليا (فك الله أسرها من تنظيم الرهبان الكبار الصغار!).
وانصافا للحقيقة نقول: نعم لم يتوقع أحد أن تأتي التصريحات بتلك الجرأة من الكشف والمصارحة والمواجهة!, من تلك الجهة العلمية التي كان يظن بها أنها تُعرض عن مثل تلك القضايا الخطرة. فقد كانت كلمات العوا قوية وصريحة ودقيقة -الا في قضية واحدة، كما قلنا، هي قضية السيدة كاميليا زوجة الكاهن الصغير الذي دخل التاريخ من خلال خزائن الكنيسة وسرقتها بحسب ما أُعلن! لكننا نرى أن المكاشفة والمصارحة ديدن أهل الفكر والعلم والنقد الإسلامي كما فعل الشيخ محمد الغزالي بإصدار كتابه قذائف الحق, وفيه يقول:" أن يحلم البعض بإزالتنا من بلدنا، ويضع لذلك خطة طويلة المدى، فذلك ما لا يطاق، وما نرجو عقلاء الأقباط أن يكفونا مؤونته، ونحن على أتم استعداد لأن ننسى .. وننسى .." وقال في مقدمة الكتاب: "أما كهان اليهودية والنصارنية فحولهم تهاويل، ولهم مكانة لا تمس!! وشاركت مراكز القاهرة مراكز لبنان فى مهاجمة القرآن، ومخاصمة نبيه، وتزوير تاريخه.. وانسابت من جحورها أفاع ما عرفت الصفو يوماً تريد أن تنفث سمومها علناً، وأن تخذل القضايا الإسلامية فى كل مكان".. وقال في نهاية الكتاب "إن بعض النصارى وبعض التنظيمات المسيحية تريد تمزيق الكيان العربى الذى عاش فيه المسيحيون دهراً طويلاً مواطنين مكافئين للمسلمين فى الحقوق والواجبات، وهدفها إما قتل الإسلام وإما خلق فتن طائفية في كل مكان. والخطة معروفة، وعلى المسلمين أن يزدروها ويزدروا مروجيها ويفضحوا مَن وراءهم. إن مطالبة العرب بالتخلى عن الإسلام سفالة لا قرار لها، وإني أقول لقومي: لا خيار لكم أمام مؤامرات عالمية واسعة.. مطلوب منكم أن ترتدوا عن دينكم وأن تتنازلوا عن أوطانكم ..."
ومعلوم أن الشيخ الغزالي رحمه الله هو أول من فضح شنودة في كشف مخططه في تنصير مصر، ومحاولة الاستيلاء الوهمي عليها، وقد قدمتُ نصه ونص الخطة في المقال السابق الذي وضعته كمقدمة لمقالنا هذا ،وهذا هو رابطه في موقع المرصد لمقاومة التنصير.
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=11645
وقد تم منع كتاب الغزالي في السبعينات من القرن المنصرم. وكنا يومئذ نحصل علي الكتاب خلسة وبطريق البيع الخاص من أمام مسجد القائد إبراهيم في مدينة الإسكندرية. وفي الحقيقة فإن ما استخلصه الغزالي قديما استنتجه رفيق حبيب حديثا، وهو مفكر من أصل مسيحي، وهو أن شنودة حاول فرض سلطة الكنيسة خارج إطار العقيدة, ما أدى إلى فرض تلك السلطة في قضايا سياسية غير وطنية بالتتابع, بناء على دعاوى خاطئة وتفسير وهمي للأحداث. وهو ما أكده حبيب نفسه من أن المسيحيين تورطوا فيه باستقوائهم بالغرب.
ويبدو أن الوضع اليوم اختلف عن الظرف الذي صدر فيه كتاب الغزالي وتم منعه, ما دفع الدولة المصرية إلى توجيه رسائل معينة للكنيسة، عن طريق كُتَّاب أو مفكرين لا صلة لهم مباشرة بها ولا بأجهزتها الرسمية، في نفس الوقت الذي تسعى فيه الدولة وبوسائلها التي لا نوافق على بعضها -مثل تسليم المسلمات إلى الكنيسة- لتفادي الصدام المباشر مع الكنيسة. ولذلك يمكنني القول بأنه على ما يترجح عندي فإنه قد سُمح للدكتور سليم العوا بقول ما كان يعتلج في صدره، والتصريح بما تُحجم الدولة والعلماء عن قوله، وهو الخبير -حفظه الله- بعالم القضاء والمحاماة، وله دكتوراه الفلسفة (في القانون المقارن) من جامعة لندن عام 1972، وخبرة في عالم الجماعات والقضايا الشائكة التي تخص الوطن، كما أن له خبرة بالعقيدة المسيحية وتاريخ الكنيسة وباباواتها خصوصا بابا الكنيسة المصرية الحالي البابا شنودة. (لن أقوم بأي محاولة هنا لعرض أخطاء الدكتور العوا حفظه الله, مثل موقفه من الشيعة مثلا, فهذا ليس مجالنا, وليس من شأن المسلم عرض أخطاء أهل العلم أو الفكر أو الدعوة في كل مجال وحال, وترك الفضائل والإيجابيات والحسنات, ومقالنا هذا ليس نقدا للدكتور في كل أمر قام به ولكنه نقد للكنيسة وبيان موقف الدكتور الغامض من قضية كاميليا
ما أود قوله في هذه العجالة القصيرة هو أنه على أرجح الظن فإنه ما كان الدكتور العوا ليتحلى بتلك الشجاعة العلنية النادرة لولا الضوء الأخضر من الأمن المصري، وذلك في مواجهة تمادي الكنيسة المصرية المعاصرة فيما تمادت فيه من تحريض وأكاذيب، وقد ازدادت الأكاذيب تحت رئاسة البابا شنودة الذي اشترك قديما -وهو الراهب- في التنظيم العنصري "جماعة الأمة القبطية"، ومن أفكار هذه الجماعة أن مصر مصرية ذات أصول مصرية فرعونية, وهي ليست عربية وليست جزءا من العالم العربي والإسلامي, ويجب إعادتها لهويتها المصرية مع إقامة علاقة قوية مع الغرب غير مشدودة للهوية العربية والإسلامية، لأن مصر لم تكن جزءا من الهوية العربية الإسلامية, وأن الأقباط هم الذين يمثلون الهوية المصرية، وأن المجتمع المصري خرج عن هويته المصرية ويجب إعادته إلى هويته الأصلية، كما شرح فكرة هذا التنظيم المفكر رفيق حبيب على الصورة التي عرضتها، وقال معقبا على ذلك: إن ذلك هو السيناريو الخاطئ في معالجة المشاكل. وقد وجد أقباط المهجر من بعض أفكار هذه الجماعة التي كان شنودة قد انضم إليها وهو راهب, وجد أقباط المهجر فيها متكأ لهم ودعما لمحاولة تغيير مصر وتشويه صورتها من الخارج، بل وتبني إستراتيجية خارجية, يقول رفيق حبيب: "جماعة الأمة القبطية ظهرت في تيار داخل الرهبان وفي تنظيم أقباط المهجر", ويمكن الاطلاع على كلام الدكتور رفيق حبيب من هذا الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=8q1UTIVg_28&feature=player_embedded


ما كان الدكتور محمد سليم العوا ليتمكن بتلك الصورة الشجاعة الفريدة من المواجهة من أهل الإرهاب الكنسي لولا الإشارة الأمنية الصريحة أو الضمنية- وأُرجح أن تكون تلك الإشارة صريحة وصريحة جدا! بأن يصرح بما احجمت عنه الدولة المصرية والإدارة الأمنية زمنا طويلا, وخصوصا في العقد الأخير الذي تجاوزت فيه الكنيسة كل الحدود المسموح بها في التعامل بوهم وانتفاخ فارغ مع الوضع المصري الشائك، والذي لايشكله فقط التفاعلات الفكرية والدينية، فالسيطرة في الإدارة السياسية هو لغير التفاعلات الدينية، وإنما تؤثر عليه بدرجات كبيرة أيضا تلك القرارات للدولة المصرية التي لا تجعل الشريعة قانونا لها يطبق في كل مناحي الحياة، ما يمكن أن يقال عنها أنها سبب الأوضاع المتردية في مصر، وكذلك الظروف الاقتصادية التي أنتجها وفرخها نظام الحزب الواحد الذي لا يطبق نصوص الشريعة الإسلامية, وهي الظروف التي تكتمها القيادات المسيحية وتنسب الأسباب إلى القرآن والرسول!!، نعم ينسبون معاناتهم إلى الإسلام وشريعته!، بل إلى تصورهم الوهمي والمختزل للدين الإسلامي والمسلمين عموما. (فهنا نجد أن النصارى الحيارى بين أمرين: الأول حجبهم لحقيقة الحكومة والقوانين الحاكمة، وثانيا تزويرهم للشريعة ورسم تصور خيالي لها يقومون بمحاكمته!!)
ولقد أفزعت كمية المعلومات الشجاعة والدقيقة التي القاها الدكتور العوا في سلة الكنيسة المصرية وفضح بها خطتها المتسللة ببطء لكن بعلانية وبدعم خارجي، خصوصا الدعم الامريكي الذي تراهن المؤسسة الكنسية في العقد الأخير على الاستقواء به، ظنا منها أن الشعب المصري بما فيه من جماعات عاملة للإسلام يساوي جيش صدام الهارب أو وضع أفغانستان, أفزعت تلك المعلومات قيادات التعذيب والإرهاب داخل الكنيسة وفروعها الداخلية والخارجية.
إن ما لا تستطع القوي المختلفة أن تقيمه حقا هو قدرة هذا الشعب العريق في الإسلام خصوصا في العقود الأخيرة منذ سبعينات القرن الماضي على مواجهة أقوي الإمبراطوريات العالمية, وليس ببعيد عن صفحات التاريخ أن أغلب القوي الإسلامية المصرية أرسلت رجالاتها لدعم الجهاد الأفغاني وتدعيم القضايا التحررية في العالم, ولا أتكلم عن تنظيم القاعدة، فليس هذا ما أرمي إليه, فأنا أخالفه التوجه والفعل ورد الفعل, وإنما جماعة كالإخوان مثلا وغيرها من الجماعات والجمعيات والمدارس السلفية المتعددة والمعتدلة, فما بالكم والساحة اليوم مليئة بالتيار السلفي الذي يطور نفسه وإن بصورة بطيئة لكنها فعالة إن شاء الله.
كان لابد لهذه المقدمة.. للتلميح إلى ظروف الشجاعة التي تحلى بها الدكتور العوا في عرضه العام للقضية المسيحية في مصر.
لقد عرضت موقفي من رسالة الدكتور العوا للشعب المسيحي والسلطة الباباوية الانقلابية الجاثمة على صدره, في ملتقى أهل التفسير، وكان علي هنا أن أبلوره بصيغته المعروضة أمامكم. سأنقله مع بعض التوضيب ليطلع القارئ الكريم على صورة من التحليل قد تكون خاطئة وقد تكون صائبة ولكنها على كل حال تعرض ما يختلج في نفوس بعض المثقفين أو الكتاب أو القراء.
تابعت حلقة الدكتور في الجزيرة بكامل وعيي وبيقظة تامة وحرص على المتابعة الدقيقة. ووجدت أن الدكتور العوا لُبس عليه في قضية كامليا -والله تعالى أعلى وأعلم- مع أنه قال ما لم يقله أحد علنا في القضية العامة عن اختطاف الكنيسة للمؤمنات, خصوصا وأنه لم يجرؤ أحد ان يقول بمثله من جهته العلمية في الربع الأخير من القرن الـ20 والعقد الأول من قرننا الحالي.. ومعلوم أن ما قاله الغزالي في قذائف الحق كان من المحرمات قديما. الأمر الذي سمحت به رسالة الدكتور العوا, الرسالة الشجاعة والمثيرة للتساؤل والتفكير. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد حلقة الدكتور وبإلحاح هو: ما الذي أوقع الدكتور العوا فيما وقع فيه من إنكار إسلام كاميليا في نفس الوقت الذي عرض فيه وبتفاصيل مثيرة ودقيقة إسلام وفاء قسطنطين وماريا؟ أمور لا يتحصل عليها في الحقيقة إلا من هو قريب من الملف الأمني لتلك السيدات الطاهرات، ومعلوم أن طبيعة عمل الدكتور العوا منحته المساحة والحركة للاطلاع على تلك الملفات الأمنية الخفية.
لكن هل هذا هو كل شيء؟! أم أن قرب الدكتور العوا من الجهاز الأمني المصري أضاف للقضية بعدا جديدا؟ ولا شك أن الجهاز الأمني قد لا يجد أفضل من الدكتور العوا في استشاراته في كثير من الملفات الدينية ومنها ملفات الجماعات الإسلامية والقبطية، هذا على أغلب الظن، وقد أهديت للدكتور العوا كتابي (جماعة شهود يهوه) عندما جاء إلى البلد الأوروبي الذي أعيش فيه, جاء -حفظه الله- بدعوة من مكتبتها العامة على ما أظن، فقال لي –ولم يكن لي علاقة به من قبل- إنه قبل سفره إلى هنا سأله الأمن عن كتاب في شأن تلك الجماعة أو الفرقة المسيحية التي علمتُ من أتباعها -في الماضي الذي كنت أدرس أفكارهم ومنظمتهم داخليا- أن بعض المبشرين منهم هم رهن التحفظ, وقد استنتجت من تلك الإشارة وجود علاقة للأسباب التي قدمتها. وهذا يؤدي إلى الاستنتاج أن الدكتور اطلع بصورة تفصيلية على ملفات إسلام الطاهرات الكريمات من أقرب الطرق الأمنية!
وفي ظني أن أغلب المعلومات التي عرضها الدكتور كانت مفاجئة للكنيسة، ذلك أنها كانت من العمق والتفصيل والتحدي لاستفزاز الكنيسة بما لايدع مجالا للشك أن أكثر تلك المعلومات مستقاة من مصادر موثوقة وأمينة.. عندها الخبر اليقين!
لكن هل هذا هو كل شيء؟! هل لبَّس الجهاز الأمني –على وجه الخصوص- على الدكتور في قضية أختنا كاميليا؟
لماذا لبس الأمن على الدكتور في هذه القضية بالذات وكان أمينا معه في بقية القضايا المعروضة في حلقة الجزيرة؟ أقصد أنه لم يلبس عليه في قضية وفاء وماريا, وقد تحلى الدكتور سليم العوا بشجاعة مدهشة عندما صرح في البرنامج أن تسليم وفاء قسطنطين للكنيسة يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الإسلام, وأن تسليمها -كما قال في برنامج آخر- سبب جرحا عميقا في الوجدان المسلم المصري، (سلمتا إلى الكنيسة بغير الحق).وقد عرض العوا قضيتهما بمنتهى الأمانة والشجاعة والصراحة، وعرض ما خفي عن كثرة من الكتاب والصحفيين!، وذكر أن الامن المصري متابع لوفاء قسطنطين متابعة شاملة الثانية بالثانية، وهي في مكان آمن عند الكنيسة! (قال أنا أعلم أن وزارة الداخلية تعلم مكانها، تعلم مكانها بالدقة والتفصيل، وتعلم ما تفعله في يومها من الصباح إلى المساء بالدقة والتفصيل؛ لأن الأديرة ليست بعيدة عن الرقابة ولا يجوز أن تكون بعيدة عن الرقابة... وفاء مُسلمة، سُلمت وهي مسلمة بعد جدال 11 يوم في محاولة عدم تسليمها(!) ثم كانت الضغوط أقوى من الجهات التي تحاول أن تبقيها في حريتها(!)..." ثم قال إن حبس المسلمات في الكنائس جريمة يعاقب عليها القانون, وتدعيم هذه الجريمة بإرهاب الشعب والحكومة بالقول بأن الكنيسة خط أحمر, هو كلام فارغ؛ لأنه ليس في مصر أحد فوق الدستور والقانون، والكنيسة المصرية جزء من الدولة، وهي ليست فوق المحاسبة ولا فوق القانون، وليست إمبراطورية موازية، يأتي رجل كنسي موقر ليقول إن المسلمين ضيوف؟!! وهو يعبر عن دفينة في نفسه لإحداث فتنة في البلد لإشعالها، وتقود هذه الفتنة هذه القيادات الكنسية, هذا التصريح سيكون له ما بعده، التصريح خطير خطير خطير، والنيران التي تشتعل بسببه لايعلمها الا الله.. سيشعل النار في البلد كلها، إذا بقي الوضع على ما هو عليه من تصريحات الأنبا بيشوي فستحترق البلد!، وسيكون الجانب الذي يعمل على إحراقها هو قيادات الكنيسة، وتلفظ الأنبا بيشوي أيضا بأنه مستعد للاستشهاد, وقال "إذا تكلمتم عن الكنائس سنصل إلى حد الاستشهاد"! والاستشهاد لا يكون إلا في حرب، وهذا ما أشار إليه العوا بقوله: "والكنيسة وبعض رجالها يعدون لحرب المسلمين"!

ولي تعليق خاص على كلام العوا في مسألة الاستشهاد هذه ساعرض له إن شاء الله في مقال تال، لانها قضية تحتاج لتفصيل يمكن أن يضيف للقارئ إضافة تاريخية عن صلة الحملات الصليبية الأوروبية بأنواع مما أطلقوا عليه الاستشهاد، ولا يدخل في صورة الحرب التي تصورها العوا.
إن مناط البحث في قضيتنا المعاصرة –يقول العوا- هو تصريحات غير مسؤولة من تلك القيادات الكنسية وتصريحاتها الغريبة.

وقد علق العوا على تورط "بطرس الجبلاوي" نائب الاسقف أو وكيل المطرانية في بورسعيد، ابن الأب اثناسيوس كاهن كنيسة مرمينا في الإسكندرية، بتهريب أسلحة من إسرائيل إلى مصر، وقد تم القبض عليه وتحرير قضية ضده, وأشار العوا أن تخزين السلاح في الكنيسة من رجل هذا موقعه وموقع والده لا معنى له إلا الاستعداد لاستعماله ضد المسلم، هذا وقد أكد الدكتور رفيق حبيب -وهو مسيحي الأصل ومفكر مصري معروف- في حوار له موجود على المرصد لمقاومة التنصير، أنه ظهرت في المسيحية من بعد شنودة جماعات قبطية حاولت دخول العمل الانقلابي بالتدريب -في لبنان مثلا- على السلاح أو بإنشاء تنظيمات مسيحية لم تلبث أن فشلت لعدم جدوى الوسيلة. فالدكتور العوا لم يكن يتكلم من الخيال ولا لإثارة الجمهور المسلم وإنما كان يتكلم عن حقيقة واقعة وقضية معروفة، بل إنه كان يعرف أفرادها منذ نعومة أظفاره.

وكما قلت فان الدكتور قال كل مالم يستطع الامن والحكومة ان يقولونه علنا!

أما قضية كاميليا فقد أقنع الأمن الدكتور العوا-على ما يبدو- أن قضية كاميليا قضية مكذوبة وأنه لادليل على إسلام كاميليا.

أما لماذا حجب حقيقة قصة كاميليا في هذا التوقيت بالذات؟ فالإجابة هي: أن المظاهرات الكبرى كانت على وشك الاشتعال، وكلمة من العوا قد تُشعل الموقف في القضية، وأقصد بالقضية قضية كاميليا على وجه التحديد!، (طبعا ذلك بحسب التفكير الأمني)، وقد تطفئ كلمة العوا الحريق!، فكان أن قال العوا ما يمكن قوله في القضايا الأخرى النائمة أو الميتة لو صح التعبير، ونجح في إعلان قول عام في قضية الأسيرات. ومعلوم أنه لا أحد اليوم يتظاهر حولهن!، أما قضية كاميليا فقد أقنعه الأمن أن كاميليا لم تُسلم أصلا، والامن يعلم أن كل ما يقوله أو يسمح بقوله في هذه القضية على وجه التحديد، هو محل ثقة الدكتور العوا, خصوصا أنه أعطاه معلومات ثمينة جدا عن وفاء وغيرها!، فكذب الأمن على العوا في قضية، وخدعه بقوة المعلومات التي كانت ممنوعة عن غيره، فظن العوا أن الأمر كما عرضه الأمن له! فقال كل ما هو مناسب وموافق للأمن، وكل ما أُعطي إشارة خضراء به وبالسماح بقوله وبقوة وشجاعة، مع الاهتمام في آخر الحديث ووسطه وأوله بالدعوة إلى التهدئة!، فنجح العوا في توصيل الرسالة كاملة، ومن دهائه أنه أطلق القول "أن تسليم المسلمات للكنيسة جريمة مخالفة للقانون، محذرًا كل من يقف وراء هذه الأفعال بأن جرائم الحريات -كما ينص الدستور المصري- لا تسقط بالتقادم، وأن من فعلوا هذا (سلموا المسلمات إلى الكنيسة) سيحاكمون ولو بعد 100 سنة إذا بقي الدستور دون تغيير، بيد أنه استثنى المكرهين! (ولك أن تتصور أن الدكتور العوا يثبت بهذا النص إسلام كاميليا وخطفها من طرف النصارى، مع أنه نفى إسلامها بكلمات قليلة جدا وخاطفة! وكأنه ينزع حملا ثقيلا عن كاهله!.. ووقع الدكتور -بحسب ظننا- في فخ أمني فيه مكيدة ولطف ومكر، وهو إعلان أن كاميليا لم تُسلِم، وبه تخمد القضية وتنطفئ المظاهرات، ويكون الأمن قد أوصل رسالة للكنيسة أنها مكشوفة، وأنها يجب أن تتلم وتلم أولادها، وإلا فلن ينفعها التهديدات المحمية بالخارج! لا يعني هذا أن الدكتور العوا كان محلا قابلا للاستخدام من الأمن -حاشاه ووالله ما قصدت ذلك من كلامي- وإنما الرجل كان ينتظر أن يسمحوا له بالكلمة الجريئة التي كانت تثور بحكمة في رأسه القانوني والعلمي، في الموضوع الشائك الذي يعلم أبعاده المختلفة، فلما سمح له تكلم وأجاد في العام ونطق بما أوحي له عن خصوصية قضية كاميليا، والله تعالى أعلم.

نعم, الأمر المثير للتأمل هو أنه لم يذكر كاميليا إلا في كلمة أو كلمتين، وقاله على وجه العجلة والإلقاء السريع!، فهل كان يمكنه أن يتجاهل التطرق لموضوع كاميليا, نعم كان يمكنه تجاهل ذلك, وقد نجح في عرض القضية كلها بصورة علمية وواقعية, اللهم إلا لو مشينا مع ما قلته من سيناريو من إعلان عدم إسلامها لتفادى فتنة مظنونة.

إن ما نرجوه من عقلاء النصارى أن ينشروا في كنائسهم الحقيقة التاريخية أنهم وجدوا الرحمة والتسامح في ظل حضارة الإسلام, وأننا لا نرجو هلاكهم ولا ضلالهم, وإنما نرجو لهم الخير والبر، ونتقرب إلى الله بالقسط إليهم، ولكن ذلك لا يعني سكوتنا على خطف المسلمات, وتعذيب الطاهرات، وإشاعة الباطل عن شعب مصر، ونشر الأكاذيب عن تاريخ مصر، وموقع الطائفة الأرثوذكسية فيه, وأن مقاومة السلاطين الفائقة، والدعوة إلى المواجهة والاستشهاد مخالف لنص إنجيلهم بطاعة السلاطين؛ والسبب -كما في النص- لأنها من الله!

وعليهم أن يشاركوا في بناء الوطن وحمايته بدلا من الاستقواء بالخارج الذي لن يجد في مصر إلا ما هو أنكى من قتال العراقيين وجهاد الأفغانيين, وسحل الصوماليين.

إن في مصر جنودا أعظم من كل جنود الاسلام العصرية، فلاتستقووا عليها بما هو هش وغش، فإنكم رأيتكم خسارة الباطل في كافة معاركه التاريخية مع أهل الإسلام, كونوا مع أهل بلدكم تلقوا منهم برا وإحسانا ومواطنة شريفة وإكراما, وسماحة ورحمة كما وجدتموها كلها في تاريخ الاسلام.

والله من وراء القصد.
 
في المقطع الاخير لم اقصد تفضيل المصريين على غيرهم وانما لاح في عقلي اثناء كتابته ان خير جند الله بالشام ومصر!
ولم اقصد تقليل من شأن اهل الجهاد والاجتهاد في البلاد الاخرى
فان كان صوابا فهو من الله وتوفيقه وان كان خطأ فمني ومن الشيطان.
 
أشكرك أخي الفاضل على تسليط الإضاءة وهذا الإيضاح.
وقد كنت قبل أيام مع أحد الإخوة المهتمين فأخبرني بما يعتمل في نفسي من أن الدكتور العوا لا يؤمن جانبه في مثل هذه التصريحات، فهو رجل قانون من الطراز الأول، يجيد حبك الكلمة وإعلان الخبر بما لا يتورط معه في شيء، فتصريحاته وليدة الوضع الراهن والظرف المناسب وليست منطلقة مما تدعو إليه الحاجة من بيان الحق في وقته.
ليس كلامي تقليلا من شأن الرجل، بل تنويه بأخذ الحيطة مما يصدر منه ..
والله من وراء القصد.
 
... فأخبرني بما يعتمل في نفسي من أن الدكتور العوا لا يؤمن جانبه في مثل هذه التصريحات، فهو رجل قانون من الطراز الأول، يجيد حبك الكلمة وإعلان الخبر بما لا يتورط معه في شيء، فتصريحاته وليدة الوضع الراهن والظرف المناسب وليست منطلقة مما تدعو إليه الحاجة من بيان الحق في وقته.
ليس كلامي تقليلا من شأن الرجل، بل تنويه بأخذ الحيطة مما يصدر منه ..
والله من وراء القصد.

لم أفهم قصدك من هذا الكلام، أخي محمد.
ما معنى أن تقول: ((الرجل لا يؤمن جانبه في مثل هذه التصريحات، ... فتصريحاته وليدة الوضع الراهن والظرف المناسب وليست منطلقة مما تدعو إليه الحاجة من بيان الحق في وقته.))؟
أليس في هذه العبارة تناقض؟
 
وذلك مثل ما صرَّح به بعض القساوسة الكبار (منهم الأنبا بيشوي) -مما يُعدُّ من أفكار التنظيمات المسيحية المتطرِّفة- أنَّ الأقباط "أصل البلد"، وأنَّ الـ(74) مليون مسلم ضيوفٌ عليهم!.. وغير ذلك من الإشاعات الكاذبة التي تجد لها رواجاً واستقراراً مُدهشاً في الوعي المسيحي
على هامش الموضوع ، وتعليق على نقطة صغيرة .
معلوم أن بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين نبي الله عيسى قرابة 570 سنة تقريبًا ، وأن الفتح الإسلامي لمصر كان قرابة سنة 640 ميلاديًا - أقول بالتقريب وليس كلام توثيقي إذ هو حاليًا يصدر من الرأس وليس من المراجع - .
أقول 640 سنة .
ما كانت حال مصر قبل المسيح عيسى ابن مريم وكيف جاءوا إلى مصر فأصبحت لهم .
إذا كانت مصر أصبحت نصرانية لأنهم عاشوا فيها 640 سنة ، فعلى هذا الحكم فإنها أصبحت إسلامية ( دوبل ) لأن الإسلام عاش فيها قرابة 1370 سنة ( 2010-640 ) .
والسؤال الصريح الآن لهم لماذا أسميتموها دولة نصرانية ؟ وما كان وصفها قبل النصرانية ؟ منذ 7000 سنة
 
جزاكم الله خيرا جميعا
اخي مصطفي علي تقول
ما كانت حال مصر قبل المسيح عيسى ابن مريم وكيف جاءوا إلى مصر فأصبحت لهم .
إذا كانت مصر أصبحت نصرانية لأنهم عاشوا فيها 640 سنة ، فعلى هذا الحكم فإنها أصبحت إسلامية ( دوبل ) لأن الإسلام عاش فيها قرابة 1370 سنة ( 2010-640 ) .
والسؤال الصريح الآن لهم لماذا أسميتموها دولة نصرانية ؟ وما كان وصفها قبل النصرانية ؟ منذ 7000 سنة

وهي كلمة فاصلة دقيقة في الموضوع فجزاكم الله خيرا
ومصر قبل الاسلام كانت خليط من الوثنيات والمسيحيات واليونانيات واليهوديات لو صح التعبير
وكان الصراع بين هؤلاء جميعا قائما على قدم وساق باعتراف بيشوي نفسه كما ساقدم من دليل لاحق!
والمسيحيون يؤكدون انهم قَتلوا وقُتلوا وكانت لهم معارك ومذابح مع اليهود والروم المخالفين لهم في العقيدة المسيحية ومع الوثنيين
والبلد كانت مليئة بالعناصر الاجنبية من الفرس واليونان واليهود من مصر وغيرها والمسيحيون من الروم ومصر
وبيشوي في تصريحه الاخير يكتم هذا مع انه ذكره بعضه في مكان اخر سوف اواجهه به في مقال اخر ودليلي غريب من وجهه لكنه من بيشوي نفسه!
إذا كانت مصر أصبحت نصرانية لأنهم عاشوا فيها 640 سنة ، فعلى هذا الحكم فإنها أصبحت إسلامية ( دوبل ) لأن الإسلام عاش فيها قرابة 1370 سنة ( 2010-640 ) .
كلمة قاصمة!
ثم انهم لم يكونوا وحدهم في البلد تلك القرون السبعة او الستة بل بيشوي نفسه اثبت عكس ذلك في مكان اخر
ولم يكونوا حكاما لبلد هم بعض اهلها بل لم يكونوا اكثرية
وانا باحاول الان اتي له بدليل منه هو فهذا شأني دائما كما تعلمت من شيخ الاسلام بن تيمية اذا اخبرنا بعد خبرة ان في اقوال الشرك والمشرك ماينقضه داخليا!
وهكذا وجدت

وانا كتبت مقالا وسطا في الدكتور العوا فلم اهمل حسناته ولم اخف موقفه من كاميليا مع انه في قوله العام وهو يتكلم عن الاسيرات كأنه ادخلها في افراد المعتقلات في اديرة الكهنة وهو وان اخرجها بالتصريح فقد ادخلها بالاضمار والتلميح!
ويكفينا منه ماوضفتها ب "فريدته" وحلقته ففيها موقف ايجابي عام
غفر الله للجميع
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=12226
 
لم أفهم قصدك من هذا الكلام، أخي محمد.
لن أجيب فضيلتكم ، فصاحب القول أولى بتوضيح قصده .
ولكن أقول كلمة قصيرة للتذكير وليست على سبيل التنزيل ولا التنويه ، فأنا لم أسمع الحوار . ولكن كلمة أريد أن أقولها :
موضوع السياسة موضوع يكون فيه تخطيطات صعب على الناس فهم مغزاها :
بالأمس أفرج السادات عن قيادات الإخوان وأطلق للتيار الإسلامي العنان ، وظن التيار الإسلامي أن الرجل إسلامي وأنه يريد الإسلام فبدأ التيار الإسلام ينتشر وكانت مصر متعطشة له بعد سنوات عجاف مهلكة من الضغط على ما هو إسلامي حتى كانت الناس تدفن كتبها الدينية والمصاحف ، بل وتحرقها ، كل ذلك خوفًا مما سيؤول إليه أمرهم لو اكتشفتهم زبانية عبد الناصر ، ولا غرو فرجل يقول : هاتوا ربكم وأنا أضعه في الزنزانة ، إذا كان هذا هو الجلاد فماذا تنتظر .
فلما أطلق السادات العنان للتيار الإسلامي حقيقة لم يكن لأنه يحبه ، ولكن كان لضرب تيار الشيوعية المعادي له والمعادي لأمريكا التي يرجو هو الارتماء تحت أقدامها .
فانتشر التيار الإسلامي وفي سنوات قليلة هُدم صرح الشيوعية من مصر ، وبدأ التيار الإسلامي بعد فوزه يزداد في الانتشار ، وكان تيارًا مسالمًا ، وحاول الاصلاح الديني ثم الاجتماعي ، ولكن سرعان ما قلبت الأوضاع ، وبدأوا يضيقون على التيار الإسلامي ويحاولون اجهاضه ، وبدأت بعض الحركات الدينية ترفض هذا الذبح وتحاول البقاء حتى ولو بالقوة ، ولكن الوأد كان أسرع ، فحاولت الانتقام والتحرك المضاد مما أسفر عن مقتل السادات ،،،،، لا لأنهم يريد قتله فقط ،،، بل لسماح المخابرات الأمريكية نفسها بإنهاء دور السادات .

ثم بالأمس الأقرب من ذلك الأمس : أمدت أمريكا يدها للمجاهدين الأفغان ، بل والحكومات ، وكان الخارج من تلك الحكومات للانضمام إلى المجاهدين الأفغان يعتبر عند الحكومة مجاهدًا ، ثم بعد نهاية اللعبة ذبح الفرسان وكبلوا وأسروا وتشردوا ، وأصبح العائد منهم إلى بلده هو الخائن والعدو والخطر على الأمن ، فقبض على من قبض عليه ، وتشرد البعض في البلدان ، فماذا تنتظر من مشرد ؟!!!
وهنا مظاهرات تحدث عندنا في مصر ، تنظر من الذي قام بها إنه الأمن قد أعطى إلى بعض فئات من الشعب أن تقوم وتعمل المظاهرة ، ثم تكون مظاهرة مبرمجة إلى المنطقة الفلانية وخلاص .
فما هي الأسباب لتلك المظاهرة ؟ رسالة لأمريكا بأن لا بد أن يكون لجهاز الأمن المصري ترضيات وإلا لسمح لهذه الأسود أن تهجم على المصالح ، فلا بد لها لأن تقمع هؤلاء الرعاع .
فتظل الحكومة تخوف من يحاول الوقوف ضد مصالحها بالمارد الإسلامي الذي تحسن قمعه ولا بديل عنهم هم في قمعه ، فلا ينفع الخارجي فقد فشل أمر الاحتلال ، وكذا لن ينفع الحكم النصراني ، فليس إلا نظام متمرس القمع ومن داخل البلد نفسها ليكون هو الوائد ، فلا يُستطاع الثأر من ابن العم .
وهنا وفي هذا التوقيت النصارى كأنهم دولة داخل دولة وكأنهم لهم كلمة قوية ، وكأنهم ...
فكانت لا بد من العين الأخرى للحكومة وهو ترك العنان للتيار الإسلامي بشروط (( كفاية لغاية كده وإلا )) .
ومن هذه المظاهرات يبدأ النصارى أن يتذكروا أنفسهم (( ويتلموا شوية )) وإلا المارد الإسلامي الذي إذا أطلق أو تجاوز الحدود لن يقف ، وأن هذا المارد ليس له (( بع بع )) إلا الحكومة والحكومة فقط ، لأنه ينكسر هل يضرب ابن العم ، فيضطر إلى السكات .
(( وفعلاً اضطر شنودة للقول الماكر بأنهم يعيشون ضيوفًا عندنا في مصر لأننا الأكثر ، بدلاً من قول بيشوي بأن المسلمين ضيوفًا عندهم لأنها كانت نصرانية قبل أن تكون إسلامية ، ونسى هو ما كانت عليه مصر قبلهم ، ولما اعتبرت نصرانية ، ولما لغى ما كانت عليه قبل النصارنية ، هل لأن النصرانية أولى مما كان قبلها ، فكذلك الإسلام )) .
هذا وللحكومة خبايا فتريد أن تظهر بعض المعارضات القاصمة للنصارى ، ولكن في نفس الوقت تعطي النصارى ما أرادوا ، وأن تكون هذه التصريحات غير حاملة التجريح لها وأنها قامت فعلاً بتسليم المرأة ، وأيضًا لا تكون في تلك التصريحات ما يعرض الأزهر للعيب والفضيحة .

فلما كان هذا كذلك ، كانت لا بد من أن تكون تصريحات من هذا القبيل .
فلما حدث الواقع وأن تصريحات جاءت على هذا المتصور .
حارت العقول هل أراد هذا ؟
هل هو مبرمج ؟

وللعلم عندنا الشيوخ مبرمجة للأسف .
ونتمنى من فضيلتكم أن تتكرم ببرنامج مضاد لتلك البرمجة يحل لنا القضية ، ساعتها ستعود مصر إسلامية .
 
لم أفهم قصدك من هذا الكلام، أخي محمد.
ما معنى أن تقول: ((الرجل لا يؤمن جانبه في مثل هذه التصريحات، ... فتصريحاته وليدة الوضع الراهن والظرف المناسب وليست منطلقة مما تدعو إليه الحاجة من بيان الحق في وقته.))؟
أليس في هذه العبارة تناقض؟

مرحبا أخي محمد.
كلامي يفسره ما أبدلته بالنقاط وهو : "...فهو رجل قانون من الطراز الأول، يجيد حبك الكلمة وإعلان الخبر بما لا يتورط معه في شي"

تأتي الأحداث وينقسم المصلحون والمنظرون حولها أقساما:
فمنهم من يبين الحق الذي ينبغي قوله ومعرفته بغض النظر عن رضا أو سخط غيره وما يترتب عليه من تبعات.
ومنهم من يتكلم بما يعلم أنه لا يضره قانونيا، ويسكت عن غيره أو يماري ويراوغ فيه.
وقد أثبتت وقائع عديدة أن الدكتور العوا يتخذ المنهج الثاني كثيرا، فلذا جاء التنبيه لما يصدر منه.

وأنا أوافق أخي طارق فيما قاله وارتآه.
 
اليوم صدر مقال في جريدة المصريون للدكتور المفكر المسيحي رفيق حبيب واظن نظرته في المقال لاتختلف عن مااخبرت به هنا
يقول
ظهرت مبكرا حالة بناء وعي جماعة الأقلية العددية في مواجهة الكثرة، وهي حالة تبنى على فرضية الاضطهاد التاريخي، وتثير الحمية الدينية مع الحمية الطائفية، وتبني بهذا جدارا عازلا بين الضحية المفترض والجاني المفترض. والناظر إلى صعود الحركة الإسلامية منذ سبعينات القرن العشرين، ودور الرئيس أنور السادات، يجد أن كل هذه الخطوط كانت متوازية، ولم يكن بعضها فعلا والبعض الآخر رد فعل عليه. فقد كانت الجماعة المسيحية تدخل في مرحلة إحياء ديني منذ أواسط الستينات، وتبني لنفسها هوية منفصلة، وتشكل قناعة تقوم على الشعور بالاضطهاد التاريخي، وتبدأ مرحلة الدخول في المواجهة.ومنذ وقت مبكر تظهر قضية عدد المسيحيين في مصر، وعندما تبدأ مرحلة العد والإحصاء، تبدأ مرحلة البحث عن حقوق الطائفة، ومعها يبدأ الحديث عن خطورة تنظيم الأسرة على الجماعة الأقل عددا، ويتزايد الاهتمام بتنمية عدد الجماعة وتضخيم هذا العدد، لأن البحث أصبح جاريا عن حقوق طائفة

وقال
والجماعة المسيحية ترى أنها تختلف عن أغلب المجتمع، وأنها أفضل من الأغلبية العددية، وأنها مهددة بالفناء من قبل الأغلبية، وأنها تمثل الهوية الأصلية للمجتمع المصري، وترى أن الأغلبية العددية، وهي الجماعة المسلمة، غرباء عن أرض مصر. فالقناعة التي تتشكل على مدار عقود داخل جماعة تغلق أبوابها على نفسها، وتحتمي داخل مؤسستها الخاصة، أي مؤسسة المسيحية والطائفة معا، وهي الكنيسة، يصعب أن تتفكك، حتى وإن لم يعد لها سند أو سبب في الواقع.
وقال
الجماعة المسيحية مازالت تشيد أسوارها العالية، وتجعل من أسوار الكنيسة حالة تتمدد في وعيها الجمعي، فتجعل الجماعة المسيحية، جماعة خلف الأسوار. وهو ما يعرقل استعادة قيم العيش المشترك، ويعرض الجماعة المسيحية للخطر.
والرابط هو
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=39944



 
وفي مقال للاستاذ محمود سلطان اليوم في المصريون ينقل عن مقال اخير كتبه الدكتور العوا
وفي مقال محمود يقول
وتابع العوا:
أن البابا شنودة نفسه ـ قبل أن يصبح حاملا لهذا اللقب ـ كتب فى سنة ١٩٥١، فى المقال الافتتاحى لمجلة (مدارس الأحد) فى عددها الصادر يوم ١/١/١٩٥١ كلامًا يدل على المعنى نفسه الذى عبر عنه الأنبا بيشوى بلفظ (ضيوف) وكان التعبير عنه فى كلام البابا شنودة ـ قبل أن يصبح كذلك ـ بتعبير (إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا فى مصر)! ومن قبله كتب القمص سرجيوس الذى يدعى أحد آباء الوحدة الوطنية يقول: «إن أرض الإسلام هى الحجاز فقط، وليست البلاد التى يعيش فيها المسلمون» (مجلة المنارة عدد ٦/١٢/١٠٤٧).

■ وقص البابا شنودة فى المقال نفسه قصة احتراق كنيسة فى مدينة الزقازيق سنة ١٩٤٨، وقيام الوطنى الكبير والقطب الوفدى الشهير إبراهيم باشا فرج بالتدخل لدى مدير المديرية وقتها، وإنهاء الخلاف الذى أدى إليه احتراق الكنيسة، وأنه

ـ أى البابا شنودة نفسه ـ قد اعترض على ما فعله إبراهيم باشا فرج وانتقده ووقف ضده؛ فأرسلت إليه الحكومة نجيب إسكندر باشا، الذى كان وزير الصحة فى حكومة النقراشى باشا، وكان مما قاله للبابا شنودة: «لحساب من تعملون؟ أنتم تهددون وحدة العنصرين» [الدكتور نجيب سليم رئيس الجالية القبطية فى كندا، الأقباط عبر التاريخ، دار الخيال، القاهرة ٢٠٠١، ملحق الكتاب].
ويختتم مقاله بهذه الإحالة:" وحق لكل مسلم، ولكل قبطى مؤمن بوحدة الوطن مثل إيمان إبراهيم فرج ونجيب إسكندر أن يتساءل بعد أن يسمع ما يقال، ويقرأ ما يكتب عن الذين يهددون وحدة العنصرين؟"
انتهى
الرابط
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=39945

وهذا هو مقال العوا في المصري اليوم بتاريخ 28 سبتمبر
د. محمد سليم العوَّا يكتب: الكنيسة.. والوطن (١)

٢٨/ ٩/ ٢٠١٠■ الشاغل الأكبر للمصريين جميعًا، وللعرب المتابعين للشأن المصرى هذه الأيام، هو حالة الاحتقان الإسلامية المسيحية التى لم تخل وسيلة من وسائل الإعلام المصرية من إشارة إليها، أو مقالات عنها، منذ يوم الأربعاء ١٥/٩/٢٠١٠ حتى اليوم.
■ وكان الذى أنشأ القول فى هذه المسألة حديث نشرته (المصرى اليوم) أدلى به الأنبا بيشوى، أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى، سكرتير المجمع المقدس، نائب البابا فى رئاسة المجلس الإكليركى لشؤون الكهنة. وفى اليوم نفسه، مساءً، كنت ضيفًا على الإعلامى الشهير أحمد منصور فى برنامج (بلا حدود)، الذى تبثه كل يوم أربعاء (قناة الجزيرة) على الهواء مباشرة، وكان الموضوع المتفق عليه للحلقة هو العلاقة الإسلامية المسيحية فى مصر فى ضوء الشائعات التى راجت، وأدت إلى مظاهرات فى مدن عدة، عن إسلام السيدة كاميليا شحاتة، زوجة أحد الكهنة فى محافظة المنيا.
■ وأثار الأستاذ أحمد منصور قضايا، نشر عنها فى الصحف، إحداها تتعلق بضبط سفينة تحمل أسلحة أو أسلحة وذخائر لنجل وكيل مطرانية بورسعيد (جوزيف بطرس الجبلاوى) وتكلمت فى هذا الأمر بما أملاه علىَّ الضمير الوطنى والمعرفة المهنية، وحديثى فيه لا يزال معروضًا على مواقع عديدة على الشبكة الدولية للمعلومات والاتصالات (الإنترنت ـ اليوتيوب) يمكن لمن شاء أن يراجعه، ولا أزال عند كل كلمة قلتها فيه، وليس صحيحًا بحالٍ ما نشر أو نسب إلىَّ، مما يوهم خلاف ذلك فى أية وسيلة إعلامية كان نشره.
■ لكن حديث الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى فرض نفسه على اللقاء إذ كان مما جاء فيه:
- إن من يعلن رغبته فى اعتناق المسيحية الآن تأخذه الشرطة «يرنُّوه علقة تمام ويتحبس عدة أيام علشان يرجع عن اللى فى دماغه».
- أما الخلاف على بناء الكنائس أو الأسوار فلم يحدث إلا فى المنيا والسبب هو المحافظ نفسه، حيث أخذ موقفًا ضد المصابين فى حادث أبوفانا من طالبى الرهبنة ورفض علاجهم... وما وقع لا يتعلق بسور أو كنيسة بل كان هجومًا بالأسلحة على الدير.
- ألا يكفى أن الجزية فرضت علينا وقت الفتح العربى، تريدون الآن أن تُّصَلُّوا لنا... وتقيموا الصلوات والقداسات؟
- الأقباط أصل البلد، نحن نتعامل بمحبة مع ضيوف حلوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا «كمان عايزين يحكموا كنايسنا» أنا لا أرضى بأى شىء يمس المسلمين، ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية.
■ ■ ■
■ وكان طبيعيًا أن تناقش هذه المسائل، وأن يجاب عن كل واحدة منها بما يناسب المقام، ويعبِّر عن الشعور الإسلامى الحقيقى بلا مواربة ولا مداهنة ولا مجاملة، لأنه لا يفسد علاقات الأخوة فى الوطن شىء أكثر من قيامها على التقية، والنفاق السياسى والاجتماعى، بديلين للمصارحة والصدق فى السر والعلانية على السواء.
■ وقد أدى كلامى، الذى كان تعقيبًا على حديث الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى، ثم ما نشر من بحثه المعنون (الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة) الذى قدمه إلى مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية ١٣، إلى فتح الحديث فى المسألة كلها: مسألة الكنيسة والوطن.
■ ولست بحاجة إلى إعادة سرد مواقفى فى شأن العلاقات القبطية الإسلامية، وهى مواقف حملنى عليها دينى والتزامى به، وقد فصَّلت بعض ذلك فى كتابى (للدين والوطن)، وفى مقالات لا أحصيها، ومؤتمرات ولقاءات مع إخواننا الأقباط الأرثوذكس فى الكاتدرائية، بحضور الأنبا موسى، أسقف الشباب، وغيره من رجال الكنيسة، وفى المركز القبطى للدراسات الاجتماعية عندما كان يديره الأخ المهندس سمير مرقس، وفى غيرهما من الكنائس وأماكن اللقاء. وهذه الحوارات يذكرها من حضرها أو قرأ عنها أو استمع إلى تسجيلاتها على الرغم من قول البابا شنودة ـ لأسباب أجهلها ـ فى لقائه يوم الأحد ٢٦/٩/٢٠١٠ مع الإعلامى المعروف عبد اللطيف المناوى، إننى لم أقم أى حوار مع الكنيسة الأرثوذكسية. ولا أحب تذكيره بالحوارات المتعددة معه شخصيًا، التى كان بعضها بناء على دعوته المباشرة (يوم ٦/٦/١٩٩١ لمدة تزيد على الساعتين حضره ثلاثة من شباب الأساقفة لا أذكر أسماءهم، والمرحوم أديب نجيب وهو أرثوذكسى كان مدير العلاقات العامة فى الهيئة الإنجيلية)، وبعضها بدعوة من غيره (الندوة المغلقة فى نقابة المهندسين المصرية فى سنة ١٩٩٢ حول الإرهاب وسبل معالجته بدعوة من وزير الإسكان ونقيب المهندسين آنئذٍ المهندس حسب الله الكفراوى، وشريطا تسجيلها صوتًا وصورة عندى، وقد حضرها نحو ثلاثين مفكرًا وعالمًا وحركيًا منهم، مع حفظ الألقاب: محمد الغزالى، ومصطفى مشهور، وحلمى مراد، وبهاء الدين إبراهيم، وعادل حسين، وعبدالمنعم أبوالفتوح، ، وميلاد حنا، وأبوالعلا ماضى، وكمال أبوالمجد الذى كان يديرها وكانت كلمة الختام هى مداخلة ثانية عَقَّبتُ فيها على كلام البابا شنودة عن الأوقاف القبطية). [ترتيب أسماء الحضور ـ كلمتى ......] وبعضها بدعوة من مؤسسات للحوار الإسلامى المسيحى (مسلمون ومسيحيون من أجل القدس ـ بيروت ١٩٩٦ بدعوة من الفريق العربى للحوار الإسلامى المسيحى). وأنا ألتمس العذر للبابا شنودة أن ينسى هذه اللقاءات المهمة، وهو قد دعا لى الأسبوع الماضى بالهداية وصلاح الحال والمغفرة وأن يسامحنى الله (الدستور، ٢١/٩/٢٠١٠) وأنا أبادله دعاءً بدعاءٍ، ورجاءً برجاء، صادقًا غير مجامل، وجادًا غير هازل.
■ أقول لست بحاجة إلى سرد مواقفى من العلاقة الإسلامية ـ المسيحية فقد عرفه من عرفه، ولكن الذى أنا ـ وجماهير المسلمين فيما أعتقد ـ بحاجة إليه حقًا هو التوقف عند التصريحات الكنسية التى تؤدى إلى الإساءة إلى هذه العلاقة التاريخية، وتحولها من بناء صلب، لا يتأثر بالزلازل الاجتماعية والسياسية العارضة، إلى واقع هشٍّ قابل للانهيار تحت وطأة الضغوط التى تسببها عوامل الإثارة، وأسباب الفتنة، التى لا يدرؤها ولا يتجاوز قدرتها على العمل التخريبى فى كيان الوطن إلا وحدة أبنائه، مهما اختلفت أديانهم.
■ لقد أشرت من قبل إلى مواقف نشرةٍ كنسية أرثوذكسية يطلقون عليها (الكتيبة الطيبية)، وذكرت عملها فى إذكاء نيران الفتنة الطائفية، وناقشت بعض أسوأ ما نشرته فى كتاب (للدين والوطن)، وأود هنا أن أشير إلى عددها رقم (٦٠) الصادر فى نوفمبر ٢٠٠٧ الذى نشر فيه مقال بعنوان (الثورة القبطية بيضاء) لم تستطع المجلة نشر اسم كاتبه، مما يجعل المسؤولية عنه تقع ـ قانونًا ـ على عاتق رئيس التحرير، يقول هذا المقال: «أصبح الوضع بالنسبة للأقباط خطيرًا وسريع التقلب.... وبدون تغيير فعال وسريع فإن أولئك المصريون الأصليون بحضارتهم التى تمتد إلى ألف عام والتى ساهمت فى بلورة طبيعة التاريخ المصرى سوف تتعرض لخطر الإبادة الكاملة.... أصبح الوقت سانحًا لأقباط مصر المسيحيين من أجل المقاومة. وبما أن الثورة الحمراء قد خدمت العديد من الشعوب على مدار التاريخ فإن هذا بالتأكيد ليس الأفضل بالنسبة لمسيحيى مصر، الاشتباك فى معركة ضد الحكومة المصرية والجيش المصرى وما يقدر بحوالى ١.٤ مليون فرد من قوات الأمن المركزى ليس خيارًا على الإطلاق. التغييرات الأساسية يجب أن تتم من خلال التظاهرات السلمية المنظمة وعدم الانصياع المدنى (يقصد العصيان المدنى) بعيدًا عن العنف والنضال من أجل الإصلاح السياسى والحكومى. وفى مواجهة العنف الشديد والتمييز ضد الأقباط، فإن هذه المهمة المروعة قد تبدو مستحيلة، ولكن بالصبر والتصميم والوقت والمقاومة السلمية يمكن أن يتم التغيير... حياة عمل المهاتما غاندى.... يمكن أن تشجع وتوجه الأقباط نحو القيام بثورة سلمية بيضاء فى مصر». لقد كتبت يوم نُشِرَتْ هذه المقالة أقول: «هذه العبارات الصارخة فى الحض على الثورة والخروج على الدولة والمجتمع لا تحمل توقيعًا من أحد مما يعنى
ـ فى العرف الصحفى أنها رأى للمطبوعة نفسها لا لأحد كتابها. ومن ثم فإن المساءلة عن هذا التحريض السافر تتوجه إلى الكتيبة الطيبية والكاهن الذى يرأس تحريرها والكنيسة التى تصدرها» [ص ١٠ من كتاب للدين والوطن، ط٣، ٢٠٠٩].
■ ولم تتم مساءلة أحد. ولم تحاسب الصحيفة الكنسية، ولا الكنيسة الأرثوذكسية التى تصدرها، ولا الكاهن الذى يرأس تحريرها.
■ ■ ■
■ لقد بدأت حديثى إلى الإعلامى الشهير أحمد منصور بعبارة نصها: «إن العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر علاقة أُخوّةٍ أزلية لا تنفصم ولا تنقسم». وهذه عقيدة أؤمن بها ولا يزعزها عندى حدث أو مجموعة أحداث مهما كان نوعها. لكن ملايين المصريين المسلمين من حقهم علينا أن ندفع عن مشاعرهم ما يسىء إليها، وعن شعورهم بأخوة القبط لهم ما يضعفه، وعن كرامتهم فى بلدهم ما يمسها، أو يوهم المساس بها، لاسيما عندما يصدر مثل هذا عن رؤوس الكنيسة والمسؤولين فيها. نفعل ذلك أداءً للواجب كما نؤديه فى مواجهة أهلنا المسلمين عندما يخطئ بعضهم فى حقوق إخواننا القبط، وكما نفعله فى مواجهة الدولة نفسها، وسلطاتها كلها، عندما يقع إخلال بحقوق الأقباط، أو استهانة بها، أو إهمال لها، كما فعلنا فى شأن الكُشح، وفى شأن التنابز بالأديان، وفى شأن ترشيح الأقباط للمجالس النيابية وانتخابهم لعضويتها، وفى شأن حقوق الأقباط النقابية، وفى شأن الفتن الكثيرة التى أطلت برأسها فى السنين الثلاثين الأخيرة.
■ وأبدأ من أداء ذلك الواجب بما يخص مقولة الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس ورئيس المجلس الإكليركى لشؤون الكهنة، عن الضيوف والضيافة.
فى لقاء البابا شنودة مع الأستاذ عبد اللطيف المناوى يوم الأحد ٢٦/٩/٢٠١٠، على التليفزيون المصرى، قال: «حكاية ضيوف أشك فيها بسبب النشر فى الصحف.... ليس كل ما ينشر فى الصحف نصدقه بتسليم كامل».
وقال: «أنا مش عارف العبارة قيلت ولا لأ.. أرجو أن تكون كتبت بطريقة صحفية غير صحيحة. العبارة شاذة فى لغته هو (يقصد الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى) ومنطقه هو. ما أعرفش كتبت إزاى».
وقال البابا شنودة: «من واجب الصحفى لما يعمل حديث مع أحد أن يحذف منه ما لا يحقق المصلحة من كلام ذلك الشخص».
■ وفى هذه المسألة أمور:
- الأمر الأول: أن البابا شنودة صحفى قديم، وهو أدرى من سواه من قيادات الكنيسة بواجبات الصحفيين، ومدى وجوب التزامهم أمانة الكلمة فى أدائهم المهنى. ونصيحته للصحفيين بالحذف من كلام من يحاورونهم تقتضى تعقيبًا من نقابة الصحفيين، ومن لجنة آداب المهنة فى مجلسها، وتقتضى إخبار النقابة برأيها فى ذلك إلى عضوها القديم البابا شنودة.
- الأمر الثانى: أن تشكيك البابا شنودة فى أن يكون الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس قد قال عبارة: «ضيوف حلوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا» يقتضى من المصرى اليوم، التى نشرت حوار الأنبا بيشوى، التعقيب عليه. فهذا التشكيك ينصرف إليها وإلى أدائها المهنى، ولا ينصرف بحال إلى الذين غضبوا من العبارة وردوا عليها وانتقدوها. وعلى الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى وسكرتير المجمع المقدس ـ بل كان عليه منذ ١٥/٩/٢٠١٠ ـ إن صح تشكك البابا، أو تشكيكه، فى تلك العبارة أن يبادر إلى نفيها وتصويبها وإعلان براءته منها على النحو الذى اقترحته عليه فى برنامج بلا حدود.
وهذا كله لم يكن، بل الذى كان عكسه، كما أبينه الآن.
- الأمر الثالث: أن أسقفًا كبيرًا وكاهنًا موقرًا، وغيرهما من الأقباط، دافعوا دفاعًا مستميتًا عن العبارة التى يتشكك، أو يشكك، فيها قداسة البابا شنودة الثالث.
■ فأما الأسقف الكبير فهو الأنبا بسنتى أسقف حلوان والمعصرة ورئيس دير الأنبا برسوم العريان الذى قال: «الأنبا بيشوى كلامه واضح، فالمواطنون كانوا أقباطًا وأتى إخوتنا المسلمون بقيادة عمرو بن العاص وكانوا فى البداية ضيوفًا أو فاتحين ومع الاستمرار أصبح إخوتنا المسلمون من عامة الشعب، لكن التعبير نفسه لا غبار عليه... وما قاله الأنبا بيشوى وصف دقيق لوقائع تاريخية بطريقة مسالمة وودية» (الدستور ١٩/٩/٢٠١٠).
■ وأما الكاهن الموقر فهو القمص بطرس بطرس، وكيل عام مطرانية دمياط وكفر الشيخ والبرارى ودير القديسة دميانة، وكاهن كنيسة مار جرجس بدسوق، الذى ردد نحو كلام الأنبا بسنتى فى صحيفة (المصرى اليوم) بتاريخ ٢٢/٩/٢٠١٠. واستشهد القمص بطرس بطرس، لصحة كلامه، بتأويل رقيق أبداه صديقنا الجليل الدكتور يحيى الجمل لكلام الأنبا بيشوى، إذ أوَّلهُ بأنه كان يقصد أن المسلمين كانوا ضيوفًا من الناحية التاريخية. ومع تقديرى الكامل لأخى الكريم الأستاذ الدكتور يحيى الجمل، فإن ما قاله هو تأويله الشخصى الذى قد يقبله أو لا يقبله أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى، وسكرتير المجمع المقدس، الأنبا بيشوى، الذى لا يزال حتى اليوم لم ينبس فى هذا الأمر ببنت شفة.
ولست أدرى كيف تستقيم دعوى (الضيوف) مع العبارة التى يحيل إليها القمص بطرس بطرس من كلام الأنبا بيشوى وهى قوله «أنا لا أرضى بأى شىء يسىء للمسلمين». فهل يظن نيافة الأنبا، وسيادة القمص وكيله، أن حكاية الضيوف ـ كما يسميها البابا شنودة ـ لا تسىء إلى المسلمين؟! أم أن الأنبا بيشوى لا يرضى إلا بإساءته هو، دون إساءة غيره إلى إخوته المسلمين؟!
- الأمر الرابع: أن البابا شنودة نفسه ـ قبل أن يصبح حاملا لهذا اللقب ـ كتب فى سنة ١٩٥١، فى المقال الافتتاحى لمجلة (مدارس الأحد) فى عددها الصادر يوم ١/١/١٩٥١ كلامًا يدل على المعنى نفسه الذى عبر عنه الأنبا بيشوى بلفظ (ضيوف) وكان التعبير عنه فى كلام البابا شنودة ـ قبل أن يصبح كذلك ـ بتعبير (إن المسلمين قد أتوا وسكنوا معنا فى مصر)! ومن قبله كتب القمص سرجيوس الذى يدعى أحد آباء الوحدة الوطنية يقول: «إن أرض الإسلام هى الحجاز فقط، وليست البلاد التى يعيش فيها المسلمون» (مجلة المنارة عدد ٦/١٢/١٠٤٧).
■ وقص البابا شنودة فى المقال نفسه قصة احتراق كنيسة فى مدينة الزقازيق سنة ١٩٤٨، وقيام الوطنى الكبير والقطب الوفدى الشهير إبراهيم باشا فرج بالتدخل لدى مدير المديرية وقتها، وإنهاء الخلاف الذى أدى إليه احتراق الكنيسة، وأنه
ـ أى البابا شنودة نفسه ـ قد اعترض على ما فعله إبراهيم باشا فرج وانتقده ووقف ضده؛ فأرسلت إليه الحكومة نجيب إسكندر باشا، الذى كان وزير الصحة فى حكومة النقراشى باشا، وكان مما قاله للبابا شنودة: «لحساب من تعملون؟ أنتم تهددون وحدة العنصرين» [الدكتور نجيب سليم رئيس الجالية القبطية فى كندا، الأقباط عبر التاريخ، دار الخيال، القاهرة ٢٠٠١، ملحق الكتاب].
■ وحق لكل مسلم، ولكل قبطى مؤمن بوحدة الوطن مثل إيمان إبراهيم فرج ونجيب إسكندر أن يتساءل بعد أن يسمع ما يقال، ويقرأ ما يكتب عن الذين يهددون وحدة العنصرين؟
وأن يتساءل كذلك عما إذا كان البابا شنودة لايزال يتشكك، أو يشكك فى حكاية (الضيوف) بسبب النشر فى الصحف؟؟!!
ونستكمل هذا الحديث غدًا إن شاء الله.http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=271342&IssueID=1907
 
جزاكم الله خيرا اخي محمد العبادي
العوا خبير في صياغة عباراته لانه رجل قانون
ويعرف ماذا يمكن قوله ودعم الجهاز الامني له لم يدفعه الى عاطفة لاضابط لها ولكنه ضبط علاقات كلماته والفاظه واخرج للنصارى مالم يكونوا يتوقعوه
الا ان الجانب الاسلامي يجب ان ينظر الى الموضوع كله اي الذي يعرضه الدكتور العوا نظرة نقدية علمية فيقيمه من جوانبه كله وفصوله كما عرضها سريعا العوا في مقاله الذي نقلته اعلاه

هناك في حلقة الجزيرة لفظ قاله العوا وقلت ايه ده ، لايمكن! وقلت انه ناتج عن انفعال ما وعدم تركيز (للحظة) اخرج اللفظ وهذا طبعا يحدث
ولكن وجدت لفظ شبيه في مقاله المكتوب يؤكد ان ماقاله وهو في انفعال لم يكن انفعالااخرج خطأ غير مقصود
وفي المقال وضع مااعتبره خطأ كبير بين قوسين
فهل هو اقتباس من بيان او دعوة قديمة
العوا ليس سهلا-ابتسامة
نصره الله بالحق وغفر له وهداه وهدانا الى السداد
 
كتبها د.حسام أبو البخاري الأربعاء, 29 سبتمبر 2010 21:09
كان أن اتصل بي الاستاذ ايهاب مدير مكتب الدكتور محمد سليم العوا في تمام الساعة 5:29 عصرا من يوم الاربعاء 20 شوال 1431هجرية الموافق 29 سبتمبر 2010
سألني عن ان كنت أقدر على التواصل مع أناس اتصلوا به - علمت فيما بعد انه الاستاذ محمد الصباغ مدير المركز الالماني للثقافة والحوار - يستفسرون عن ادلة الدكتور محمد العوا فيما قاله في قناة الجزيرة و دريم 2 أن السيدة كامليا شحاته زاخر -زوجة كاهن دير مواس تداوس سمعان- لم تسلم وانما كانت مشكلتها محض خلاف زوجي فعبرت له عن صدمتي لرأي الدكتور هذا وعن تعجبي لانى اوصلت له ملف الاخت كاملا وموقع كامليا شحاته قبل هذه الحلقات بما يقارب الشهر .
ثم أوصل الهاتف للدكتور محمد العوا الذي بادرني بالتحية و تكلمنا ما يقرب من ربع الساعة في أدلة اسلام كامليا من طرفي ( و طرف جموع المسلمين ) ودليل عدم اسلامها من طرف الدكتور العوا فذكرت له أدلتنا التي استندنا عليها للوصول الى اليقين باسلام الأخت :
  • 1- شهادة أسرة ابي محمد التى استضافت الاخت فى اسيوط لمدة اربع ايام .
  • 2- شهادة ابي يحيى و اسرته ومن شاهد الاخت فى مكتبه مثل المحامي واخيه.
  • 3- شهادة اسلامها بخط يدها .
  • 4- شهادة الانبا اغابيوس مطران دير مواس فيما ذكره انه تم عمل غسيل مخ لكامليا من بعض زمايلها المسلمين فى المدرسة .
  • 5- شهادة مراسل الاهرام التي اوردها فى تقرير الاهرام من ديرمواس 31 يوليو 2010 التي نقل فيها كلام والد كامليا عن بنته انها ماتت خلاص وهو ما يعني فى العرف القبطي انها اسلمت !.
  • 6- شهادات وصور ووثائق الأخت الخاصة التي تصل الى 44 ميغا بايت ، التي تركتها عند اسرة ابي محمد قبل سفرها الى القاهرة لاشهار اسلامها .
  • 7- شهادات بعض القيادات الامنية لكثير من الاخوة في الاستدعاءات و التحقيقات بمقار امن الدولة .المختلفة
  • 8- وغيرها من الادلة التى لم يسعفني الوقت لذكرها لضيق وقت الدكتور حيث كان يستعد للسفر الى لندن
و ادلى الدكتور العوا بدلوه في أدلته عن عدم اسلام الأخت فذكر شيئا واحدا أن مصدرا يثق هو به أكد له على عدم اسلامها وان السيدة كامليا طلبت عدم تسليمها للأنبا أغابيوس قائلة أنه سيضعها في الدير فسلمت لأخواتها و أزواجهم .
ثم أنه بعد ذلك قال لي الدكتور العوا أنه يحترم وجهة نظرنا التي بنيت على أدلة غلب فيها ظننا باسلام الأخت كامليا .ولا يمانع فيما يفعله الاخوة من مظاهرات لفك اسر اخت لهم قد اسرت
و قال أن مصدره غلب عليه الظن بعدم اسلام الأخت وانه لا يعرف كثيرا بالحيثيات و الأدلة التي سقتها له عن اسلام الأخت كامليا .
و أنه لا تصادم بين الرأيين فكل على اجتهاده و كل على قناعته .واوصانا بتبليغ رأيه هذا لكل من يهمه الامر وعلى رأسهم الاستاذ محمد الصباغ وانهينا الحديث على وعد بالتواصل مرة اخري لفتح ملفات اخري مشابهه مثل ملف الاخت الدكتورة ماريان والدكتورة تريز من الفيوم

انتهي ما دار بالمكالمة مع الدكتور محمد العوا وهذه شهادة مني بذلك

رأيي الشخصي فيما قاله الدكتور العوا :
الدكتور لا يملك دليلا واحدا على ما يقوله سوي نقل عن مصدر مجهول لا نعرفه ولم يرد لنا ان نعرفه وهذا امام ادلة اسلام الاخت اليقينية لا يساوي شيئا وبالتالى لم ينفك ايماننا باسلام الاخت بعد فيديو اليوم السابع ولا بعد تصريحات الدكتور العوا فى قناة الجزيرة وقناة دريم 2
لان اليقين الذي وصلنا اليه عبر الادلة المؤكدة عن اسلام الاخت لا يزول بخبر من مصدر مجهول لا يرقي حتي لمستوي الشك.
والله على ما اقول شهيد


كتبه د.حسام أبو البخاري
ادارة موقع كامليا شحاته دوت كوم
http://www.kamiliashehata.com/index...-15-15&catid=37:2010-08-20-15-44-08&Itemid=54
 
والآن شنودة يهاجم المفكرين المسيحيين امثال رفيق حبيب لسبب تحليلهم لمواقف الكنيسة بصورة مغايرة لما تريد جماعة الرهبان الحاكمة فيها!
في إشارة إلى انتقاداتهم لأخطاء الكهنة عبر "المصريون".. البابا شنودة لـ الكتاب الأقباط الذين هاجموا الكنيسة: ستشعرون بالندم الكبير
شنودلاى5454.jpg

المصريون – متابعات: | 30-09-2010 01:47

شن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية هجومًا على الكتاب الأقباط الذين انتقدوا موقف الكنيسة من تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس التي زعيم فيها تعرض القرآن الكريم لـ "التحريف"، قائلاً إنهم "ارتكبوا خطأ العمر وسيشعرون بندم كبير إن عاجلا أو آجلا".

واتهم البابا شنودة في عظته الأسبوعية مساء الأربعاء، بعض وسائل الإعلام وما دعاها بـ "صحف الإثارة" بأنها توظف بعض ما أسماهم بـ "الباحثين عن الشهرة لخدمة أغراض الفتنة والإثارة".

وفيما بدا أنه إشارة إلى صحيفة "المصريون" التي نشرت العديد من التقارير لمثقفين أقباط انتقدوا فيها موقف الكنيسة، قال إن هذه النوعية من وسائل الإعلام "لا تحترم بعض هؤلاء المصادر الذين سموا أنفسهم بالمفكرين الأقباط وإنما توظفهم لأغراض معينة"، على حد زعمه.

وقال إن "هؤلاء يغازلون التطرف والمتطرفين ويصنعوا شهرتهم على هذا الأساس ولا ينتهجون النهج المعتدل الذي التزمت به كثير من الأقلام المسيحية والإسلامية المستنيرة والتي ساهمت بدور في احتواء المشكلة".

من ناحية أخرى, نفى البابا شنودة أن يكون له مستشارون أو متحدثون باسمه، وإنما يوجد له مستشار قانوني واحد في الولايات المتحدة هو المحامي الدولي ماجد رياض.

وجاء إلقاء البابا شنودة عظته الأسبوعية في غياب الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والذي فجر موجة من الاستياء بين المسلمين في مصر، بعد تشكيك في القرآن الكريم الذي يؤمنون بعصمته، وهو ما أثار تكهنات بأن غياب ربما جاء بتعليمات من البابا، لتفادي مواجهة أي تساؤلات من الحاضرين، أو احتمال اندلاع مظاهرات ضده.

وكان مجموعة من الأقباط أعلنوا عزمهم تنظيم مظاهرة داخل مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء الأربعاء، تزامنا مع العظة الأسبوعية للبابا شنودة للمطالبة بعزل الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل، لكن البابا رفض السماح لهم بالتظاهر. http://www.almesryoon.com/default.aspx
 
وجمال سلطان-مقال الخميس- ينقد الدكتور العوا بشأن كاميليا وينتقد شنودة
البابا .. رمز الأزمة !
جمال سلطان | 30-09-2010 01:22

كان حوار البابا شنودة مع قناة الحياة أول أمس مترعا بالعجرفة والعصبية ، وإن تزيا بالهدوء المصطنع ، كان مدهشا للغاية وهو يقول بصرامة أنه "لم يعتذر للمسلمين" ثم يبرر بأنه غير مسؤول عن ما يقوله غيره ، كان واضحا أن التعليقات الإسلامية وحتى القبطية على "اعتذاره" في التلفزيون الرسمي للدولة قد أحرجته ، حتى أنه اضطر إلى أن يعود بعد أقل من أربع وعشرين ساعة إلى نفي ما قاله على الملأ ، وعندما يقول إنسان أنه "يقدم أسفه" لجهة أو إنسان ، فإن البديهة التي لا تحتاج إلى شرح أن ذلك "اعتذار" ، والاعتذار فضيلة إنسانية لأصحاب الهمم ومن يستشعرون المسؤوليات ويحملون رسالة حب للإنسانية ، وهي تعلي من قدر الإنسان ولا تقلل ، ولكن البابا نظر إليها من الثقب "الطائفي" المقيت ، فقرر التراجع عن "الفضيلة" وأعلن أنه لم يعتذر ، ولو كان البابا لم يعتذر فعلا ، فإن هذا الموقف الجلل الذي يعيشه الوطن كان يوجب عليه ـ كمسؤول ـ أن لا ينكره بمثل هذه الفجاجة ، وأن لا يعلن مثل هذا الكلام المتعجرف على الملايين مستفزا لهم ومثيرا لغضبهم ، وكان يمكنه أن يستخدم الذكاء اللغوي والإنساني في تمرير المعنى الذي يريده ، ولكن الطبع يغلب التطبع ، وعاد البابا إلى أسلوبه الصدامي التقليدي الذي أورث الوطن المهالك على مدار "39" عاما ، أسلوب الكبر والاستفزاز والصدام والاستعلاء والعجرفة ، كما أنه مثير للغرابة أن يقول البابا أنه غير مسؤول عما يقوله آخرون ، والآخرون هم قساوسته الذي يقتدون به ويتحركون بمباركته ويقفون رهن إشارته ، فإذا كنت غير مسؤول عن "التطاول" المقيت الذي سقط فيه نائبك والرجل الثاني في الكنسية وسكرتير المجمع المقدس ، فعن أي شيء أنت مسؤول في الكنيسة إذن ، هل مسؤول فقط عن سجن النساء اللاتي يرغبن في التحول إلى الإسلام والإشراف على عمليات العزل والإرهاق العصبي والبدني وغسيل المخ من أجل ضمان عدم خروجهم عن "سلطان الكنيسة" ، والحقيقة أن "الظهورات" المتتالية للبابا وغيره من قيادات الكنيسة مؤخرا أمام الإعلام ، والحوارات المتسارعة كشفت الكثير من مخبوءات النفوس ، وكانت فلتات اللسان تفضح معاني طال كتمانها والمناورة بها ، كما أوضحت للرأي العام بجلاء لا يحتاج إلى مزيد أدلة أو شواهد ، أننا أمام قيادة كنسية شديدة التعصب والعجرفة ، وأبعد ما تكون عن التسامح والمؤاخاة والحفاظ على وحدة الوطن ، وهذا "الانكشاف" يعيد الاعتبار لكلام رجل في قامة وتاريخ وحكمة الدكتور محمد عمارة عندما قال على الهواء في قناة الجزيرة ـ بدون أي زينة أو مجاملات ـ أن المشكلة الطائفية هي في شخصية البابا شنودة تحديدا ، وهو الذي جعل رجلا حكيما ومجاملا تاريخيا للأقباط والكنيسة ، مثل الدكتور محمد سليم العوا يقول على الهواء أول أمس في قناة فضائية مصرية أن الأزمة الطائفية في مصر تاريخها "39" عاما في إشارة إلى الأعوام التسعة والثلاثين التي تولى فيها البابا شنودة قيادة الكنيسة ودخل بها في صدامات متتالية مع الدولة ومع الشعب لم تشهدها مصر طوال تاريخها الحديث كله ، ويبقى أن أشير إلى عتاب واجب على الدكتور العوا ، الذي تحدث أكثر من مرة عن موضوع "كاميليا شحاتة" مؤكدا أنها غير مسلمة وأنها "لم تسلم يوما" ، وعندما سألته المذيعة عن دليله على ذلك قال : معلوماتي كده ، كان أولى بالمفكر الكبير أن يقول أن حدود معلوماته تقول ذلك ، لا أن يتحدث بشكل يقيني وكأن الوحي أتاه به من خبر السماء ، نحن وغيرنا قدمنا شهادات الشهود وأوراق مكتوبة بخط يدها وتحدينا السلطة والكنيسة معا أن تكذب أو تواجه الشهود والأدلة ، ولم يجرؤ أحد من الجهتين على ذلك ، ونحن نؤكد للدكتور العوا أن كامليا أسلمت يقينا وأنها اختطفت لأنها مسلمة ، ولا توجد من تختطف مسيحية كانت أو مسلمة من قبل أجهزة الدولة والكنيسة لأنها على خلاف مع زوجها يا دكتور محمد ، كما أني حزنت أن يقول مثلك على قناة الجزيرة أن رجال الأمن ألقوا القبض عليها وسلموها إلى أهلها وليس إلى الكنيسة ، فأنت رجل قانون ، وعلمتنا أن توقيف مواطن أو القبض عليه لا يكون إلا بجريمة وبقرار من السلطات المختصة ، فهل تشرح لنا ما هي الجريمة التي ارتكبتها المواطنة "كاميليا شحاتة" لكي يتم مطاردتها من قبل أجهزة الأمن باعترافك ومبررات إلقاء القبض عليها ، وإذا كانت الجهات الأمنية لا تملك حق توقيف مواطن أو إلقاء القبض عليه إلا بموجب إذن أو أمر من السلطات القضائية المختصة ، هل يمكن أن توضح لنا أين هو وما هو القرار الذي أصدرته النيابة المختصة بالقبض على المواطنة كاميليا ، ثم هل تكمل جميلك فتشرح لنا معنى أن تسلمها الجهات الأمنية ـ لو صح الكلام ـ لأسرتها ، هل كانت كاميليا لحظة توقيفها طفلة شاردة من أبويها خافوا أن تضل طريقها إلى المنزل أو كانت فتاة قاصرا ، .. لا يصح هذا الكلام منك أنت يا دكتور محمد ، واحترامنا وتقديرنا لك يجعلنا نتمنى أن لا تعود إليه مرة أخرى .
[email protected] http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=40052
 
أظن أن بعد كلام (( د.حسام أبو البخاري )) أصبح المعنى المخبوء في بطن الشاعر لا يحتاج إلى حنجرة أو قلم يترجماه .
مجهود طيب جدًا يا شيخ طارق ، سدد الله خطاك
 
الكنيسة.. والوطن (2)
العوا.jpg

دكتور محمد سليم العوَّا | 03-10-2010 00:14

• منذ سنين ناقشنا، في الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، سبل التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في الوطن الواحد وفي أوطان شتى. وانتهينا يومئذ إلى إصدار وثيقة سميناها (العيش الواحد) أصبحت هي دستور عمل الفريق، ووصفت في تصديرها ـ بحق ـ بأنها «دعوة للناس، وشهادة بينهم، وميثاق للعمل العربي الإسلامي ـ المسيحي».

• وكان مما قررته تلك الوثيقة أن الحوار ينطلق «من احترام حق الآخر في اعتقاده، وتعزيز الأسس الدينية للعيش الواحد في وطن واحد» وهذا الحوار لا يستقيم «بغير احترام الخصوصيات والمشاعر والرموز والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية. ولا يقتصر ذلك على سلوك أهل كل من الدينين تجاه أهل الدين الآخر، وإنما يعبر عن نفسه كذلك في وقوف الطرفين معًا ضد أي امتهان لمقدسات أيِّ منهما أيًا كان مصدره» [الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، الحوار والعيش الواحد، بيروت 2001].

• وفي سنة 2008 أصدر الفريق العربي نفسه وثيقته الثانية بعنوان «وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان». وقد نصت هذه الوثيقة في فقرتها رقم (7) على أنه: «ينبغي على أهل كل دين ألا يخوضوا في خصوصيات دين آخر. وينطبق هذا على أهل المذاهب المختلفة والفرق المتعددة في الدين الواحد... وإشاعة أمر التعارض أو التناقض، بين عقيدة وغيرها من العقائد، لا يؤدي إلا إلى البغضاء والشحناء وإغراء الناس بعضهم ببعض...».

• ونصت الوثيقة نفسها في فقرتها رقم (9) على أنه: «من حق أهل كل دين أو عقيدة أن يتوقعوا من مخالفيهم تصحيح ما يرتكب في حقهم من خطأ، والاعتذار عما يصدر من هؤلاء المخالفين أو بعضهم من إساءة أو إهانة أو قول أو فعل لا يليق. ولا يجوز لمن وقع منه الخطأ: غفلة أو هفوة أن يستكبر عن تصحيحه أو يبحث عن تأويله وتبريره» [الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي، وثيقة الاحترام المتبادل بين أهل الأديان، بيروت 2008].

• وهذه المبادئ التي صاغها الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي للتعبير عما تراه جموع المؤمنين بالدينين حافظًا لوحدتها الوطنية، وعاصمًا لها من الفرقة، وحائلا بينها وبين التعصب الممقوت، لو اتبعها رجال الكنيسة المصرية في تناولهم للمسائل المتعلقة بالإسلام والمسلمين لما وقعت فتن كثيرة اصطلى بنارها المصريون جميعًا أقباطًا ومسلمين. والفتن، وحوادث التعصب وما يصاحبها من تطورات حمقاء من أيِّ من الطرفين، مهما خمد أورُاها وأطفأت جهود (المصالحة) نارَها، واعتذر المتسبب فيها، أو من يتحدث باسم جهة ينتمي إليها، عما كان منه ــ مهما وقع ذلك كله فإن الفتن المتوالية تتراكم آثارها في النفوس، وينشأ على ذكريات كل منها جيل أو أجيال من أبناء الوطن وبناته يفتقدون صفاء النفس نحو المخالف لهم في الدين، وينظرون إليه نظرة العدو المتربص لا نظرة الشريك في الدار، ولا نظرة الأخ في الوطن.

• فإذا تكلم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري (المصري اليوم: 15/9/2010) عن الجزية ضاربًا عُرض الحائط بكل ما انتهت إليه الدراسات الإسلامية في شأنها، وكأن شيئًا منها لم يكن، فإن هذا الحديث لا يؤدي إلى شيء إلا إلى إثارة ضغائن الأقباط على إخوانهم المسلمين، وبعث فتنة لا مسوغ لها، تعمل عملها في هدم بناء الوطن بتحطيم علاقات الأخوة فيه. سيذكر الأقباط كلام الأنبا بيشوي عن الجزية وهم لم يدفعوها ـ ولا هو دفعها ـ قط، وسينسون كل العلاقات الوادة الراحمة بينهم وبين المسلمين المعاصرين لهم وهم لم يقبضوا الجزية قط!! فما الذي يستفيده نيافة الأنبا من هذه المسألة؟ وما الذي يعود على الشعب المصري من ذكرها؟

• وعندما يتحدث عن الاستشهاد، ويؤيده فيما قال رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا شنودة، مفسرًا الاستشهاد بأنه في المفهوم المسيحي الموت في سبيل المبدأ أو العقيدة دون قتال لأن الاستشهاد في القتال موت وقتل وليس استشهادًا بالمعنى المسيحي. (حديثه مع الإعلامي عبد اللطيف المناوي، الحلقة الثانية، 27/9/2010).

أقول عندما يتحدث أنبا موقر والبابا نفسه عن هذا المفهوم فإن من واجبهما أن يراعيا، مع المفهوم المسيحي الذي يقولان به، المعنى العربي اللغوي، والمعنى الإسلامي، للاستشهاد، وهو الموت في سبيل الله؛ الذي قد يكون في قتال وقد لا يكون، كما في الرجل يقول كلمة حق عند سلطان جائر فيقتله، وقد سمي في الحديث النبوي (سيد الشهداء) وقرن بحمزة بن عبد المطلب ، فكيف غاب هذا عن الرجلين، وغيرهما، وهما يتحدثان عن الاستشهاد.

ثم إن هذا الذي يموت في سبيل العقيدة، بغير قتال، يموت بلا شك مظلومًا مضطهدًا، فأين هي مظاهر هذا الاضطهاد الذي سيصل بمن يقع عليهم إلى حد القتل في سبيل مبدئهم؟؟ إن الاعتذار عن التهديد بالاستشهاد بإيراد معناه في المسيحية لا يزيد الطين إلا بلة لأنه يتضمن اتهامًا للمسلمين باضطهاد الأقباط، وهو اتهام باطل قطعًا فلا المسلمون في مصر يضطهدون الأقباط ولا الأقباط يضطهدون المسلمين، لكنه التلاسن السياسي الذي لم يستطع أحد أن يدرك ماذا أراد منه الأنبا بيشوي عندما أورده خارج سياق حديث (المصري اليوم) معه، وعندما نبهته الصحفية التي كانت تحاوره إلى السياق الصحيح للسؤال ذكرنا بأحداث سبتمبر 1981 ولم يصحح جوابه عن سؤالها.

• وأحداث سبتمبر 1981، فيما يخص الكنيسة القبطية، قطع كل قول فيها حكم محكمة القضاء الإداري في الدعوى رقم 934 لسنة 36ق التي كانت مقامة من البابا شنودة الثالث ضد رئيس الجمهورية وآخرين، والعودة إلى أوراق هذه الدعوى، وأسباب حكمها، لا تفيد نيافة الأنبا بيشوي ولا تفيد البابا. والحكم منشور في مصادر كثيرة يستطيع الرجوع إليها من شاء، إذ ليس المقام هنا مقام تذكير بأخطاء الماضي، لكنه مقام تصويب لما لا يصح من مقولات الحاضر.

• كما أقحم الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس في حديثه مع (المصري اليوم) حكاية (الضيوف) وذكر أحداث 1981، أقحم في بحثه المعنون (الميديا وتأثيرها على الإيمان والعقيدة) فقرة من 4 صفحات كاملة تتحدث عن القرآن الكريم، ومعاني بعض آياته، ومدى تناسق ما تذكره بعضها مع ما تذكره آيات أخرى. والبحث أعده صاحبه ليلقيه في مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية 13 الذي عرف إعلاميًا باسم مؤتمر تثبيت العقيدة. واعترض على كلمة (تثبيت) البابا شنودة في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي (26/9/2010).

• ومما اتخذتُه سبيلا في علاقتي بإخواني غير المسلمين جميعًا ألا أدخل معهم في نقاش حول ديني أو دينهم، لأنني أعتقد أن الأديان والمذاهب مُطْلقاتٌ عند أصحابها، لا تحتمل التبديل ولا التغيير، ولا يقبل المؤمنون بها احتمال خطئها، صغيرًا كان الخطأ أم كبيرًا. إن الجائز بين أهل الأديان هو الإجابة عن سؤال أو شرح مسألة لمن لم يعرفها، إذا وُجِّه ذلك السؤال أو طُلِبَ هذا الشرح. وما سوى ذلك لا يجوز. وهذا هو مضمون ما تقرره وثيقتا: العيش الواحد، والاحترام المتبادل اللتين ذكرتهما آنفًا.

لذلك لن أعيد ما قاله الأنبا بيشوي في بحثه المذكور عن القرآن الكريم، فاعتقادي أنه ليس من حقه مناقشة القرآن ولا الجدل في شأن كيفية تفسيره، ولا محاولة التوفيق بين معاني بعض آياته ومعاني العقيدة المسيحية كما يؤمن بها هو ومن يتبعون مذهبه.

• غير أن كلام الأنبا بيشوي عن القرآن الكريم فيه مسائل تحتاج إلى بيان. ولست أوجه هذا البيان له وحده، ولكنني أوجهه إلى كل من قرأ بحثه أو استمع إليه، أو تابع ما نشرته الصحف وأذاعته وسائل الإعلام عنه.

- المسألة الأولى: أن الأنبا بيشوي نقل كلامًا نسبه إلى الفخر الرازي (أبو الفضل محمد فخر الدين بن عمر بن الحسين الرازي المتوفى سنة 606) في كتابه: التفسير الكبير، قال الأنبا بيشوي إن الفخر الرازي يقول عن تفسير قوله تعالى: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم} [النساء:157] بأن المصلوب شخص غير عيسى بن مريم عليه السلام: «إنها إهانة لله أن يجعل شخصًا شبهه يصلب بدلا منه، لأن هذا يعني أن الله غير قادر على أن ينجيه. وهكذا فقد أورد لنا أدلة لم نذكرها نحن من قبل... وقال أيضًا ما ذنب الذي صلب في هذه الحالة إن هذا يعتبر ظلم (كذا)....» [ص43 من بحث الأنبا بيشوي والنقاط الثلاث من أصل نصه].

- ولا يقتضي الأمر أكثر من الرجوع إلى التفسير الكبير ليتبين القارئ الكريم أمرين: الأول، أن الألفاظ التي زعم الأنبا بيشوي أنها من كلام الفخر الرازي لا توجد في كلامه قط. الثاني، أن الفخر الرازي أورد الأقوال في شأن قوله تعالى {ولكن شبه لهم} وردَّ عليها، واختار أصحها في نظره، وأنه لما ناقش كيفية إلقاء شبه المسيح عليه السلام على الشخص الذي صلبه اليهود والرومان ذكر أربعة أقوال في شرح تلك الكيفية وانتهى إلى أن «الله أعلم بحقائق الأمور». ولم يرد في كلامه في أي موضع تعبير (إن هذا يعتبر ظلمًا) ولا تعبير (أن هذا يعني أن الله غير قادر على أن ينجيه). [تفسير الفخر الرازي، ج11، ط المطبعة المصرية، القاهرة 1938، ص 99. ورقم الآية من سورة النساء هو 157 وليس 156 كما ذكره الأنبا بيشوي].

وأنا أترك للقارئ أن يحكم على هذا الصنيع ومدى صلته بالعلم، الذي من بركته عندنا الدقة في نسبة كل قول إلى قائله، ومدى صلته بواجب الأحبار والرهبان في حفظ أمانة الكلمة وتأديتها إلى الذين يتحدثون إليهم.



- المسألة الثانية: أن الأنبا بيشوي يحكي قصة حوار بينه وبين الملحق العسكري المصري في منزل سفير مصر في قبرص (لم يذكر اسم السفير ولا اسم الملحق العسكري) وينتهي منها إلى أن الملحق العسكري وافقه على تفسيره لقول الله تعالى {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى بن مريم قل فمن يملك من الله شيئًا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعًا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير} [المائدة:17].

ودون دخول في تفصيلات الحوار الذي ذكره الأنبا بيشوي، أقول إنه حوار لا معنى له ولا جدوى منه، ودار ـ إن صحت الرواية ـ بينه وهو غير مختص ولا متخصص وبين رجال مثله غير مختصين ولا متخصصين، فكان حاصله صفرًا ، لا يقتضي تعقيبًا ولا يستحق ردًا. لكن المهم في الأمر كله أن محاولة إعادة فهم القرآن الكريم على خلاف ما فهم منه على مدى التاريخ الإسلامي كله محاولةٌ مآلها الإخفاق، ونتيجتها إثارة الفتنة بين الأقباط والمسلمين إذا ردد الأقباط فهم الأنبا بيشوي وفهم الملحق العسكري!! وقد كان حريًا بالأنبا بيشوي ألا يقتحم هذا المجال أصلا فليس هو من رجاله ولا أهله. ومما يحسُنُ بالمرء ألا يهرف بما لا يعرف وبخاصةٍ إذا ترتب على ذلك أن تحدث وقيعة بين أبناء الوطن الواحد يحمل وزرها الذين يجادلون فيما ليس لهم به علم.

- المسألة الثالثة: أن الأنبا بيشوي يتساءل عما إذا كانت الآية الكريمة (وصفها من عندي) «قيلت أثناء بعثة نبي الإسلام، أم أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي وجعله تحريري(؟)، لمجرد وضع شيء ضد النصارى» ويتساءل قبل ذلك عما إذا «كانت قد قيلت وقتما قال نبي الإسلام القرآن أم أنها أضيفت فيما بعد، في زمن متأخر».

والتساؤلان غير مشروعين، وفي غير محلهما، ووجها إلى من لا شأن له في الجواب عليهما.

فالنبي  لم (يقل) القرآن, إنما تنزل عليه القرآن من لدن عليم حكيم. وأنا لا أريد من نيافة الأنبا، ولا من أي مسيحي، أن يقر لي بنبوة محمد  لأنه إن فعل ذلك خرج من عقيدته الحالية، وليس هذا مطلبي. لكنني أتوقع منه أن لا يهين كتابنا الكريم (القرآن) وينسبه إلى مخلوق، ولو كان هو النبي نفسه، لأن في ذلك إهانةً لا تقبل، ومساسًا لا يحتمل بالإسلام نفسه.

والخليفة الثالث، عثمان بن عفان، لم يحوّل القرآن من شفهي إلى تحريري. بل كان القرآن الكريم يكتب فور نزوله على النبي  آية آية، وقطعة قطعة، وسورة سورة، وهذا كله مبسوط في كتب علوم القرآن التي لو طالعها أي ملمٍ بالقراءة والكتابة لم يقل مثل الكلام الذي كتبه الأنبا بيشوي في بحثه.

وأخشى ما أخشاه أن يفهم المسلمون الذين يقرأون كلام الأنبا بيشوي أن المقصود هو التسوية بين النص القرآني المتواتر بلا خلاف وبين نصوص دينية أخرى لم تدون إلا بعد أكثر من مئتي سنة من انتهاء عصر الأنبياء المنسوبة إليهم.

ومثل هذه المحاولة تعني التشكيك في تواتر القرآن. والتساؤل عما إذا كانت آية ما أضيفت إلى القرآن الكريم «في زمن متأخر» تكذيب لا يقبله مسلم، بقول الله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9].

• ولذلك فقد أحسن البابا شنودة عندما قال في حديثه مع الأستاذ عبد اللطيف المناوي: «آسف إنه يحصل جرح لشعور المسلمين، ونحن مستعدون لأي ترضية» (الحلقة المذاعة في 26/9/2010).

والترضية الواجبة لا تكون إلا بأن يعتذر الأنبا بيشوي نفسه عما قال وفعل وكتب. إن البابا شنودة، وهو رأس الكنيسة لا يجوز أن يتحمل أوزار المنتسبين إليها. ولا يُسْتَغنى بأسفه الشخصي عن اعتذار المخطئ من رجال الكهنوت خطأً يثير الفتنة ويحتمل أن يدمر بسببه الوطن. والبابا شنودة أسِفَ وهو لم يقرأ كلام الأنبا بيشوي، ولا استمع إليه، ولا رأى الأنبا بيشوي نفسه منذ نشر كلامه المسيء إلى الإسلام والمسلمين (حلقة 26/9/2010 مع عبد اللطيف المناوي) فأسفه كان لمجرد مشاعر نقلها إليه، برقةٍ بالغةٍ ولطفٍ ملحوظٍ، الأستاذ عبد اللطيف المناوي، وهو أسَفٌ حسن لكنه لا يغني من المطلوب، الواجب، المستحق للمسلمين المواطنين عند الأنبا بيشوي نفسه، شيئًا. ولا يشك أحد في أن البابا بسلطته الروحية والإدارية على جميع رجال الكنيسة قادر على إلزام الأنبا بيشوي بإعلان اعتذاره بلا مواربة ولا التفاف حول الأمر بكلمات هي معاريض لا تسمن ولا تغني من جوع. وما لم يتم ذلك فإن الترضية التي أبدى البابا استعداده لها لا تكون قد تمت، ويبقى الجرح مفتوحًا حتى تتم فيلتئم، وتعود العلاقة مع الكنيسة سيرتها الأولى، ويتجنب الوطن زلزالا لا يبقي ولا يذر.

• فإذا أبى الأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، سكرتير المجمع المقدس ذلك، فإنه لا يبقى أمامنا إلا أن نطبق ما يأمرنا به قرآننا فنقول له:

{الحق من ربك فلا تكن من الممترين. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} [آل عمران: 60-61].

• لقد أحسن البابا شنودة ـ أيضًا ـ عندما قال للأستاذ المناوي: «الآية التي ذكرت كانت آية يعني مش أصول أن ندخل في مفهومها» (حلقة 26/9/2010) «مش عارف إزاي حصل سرد لحاجات زي دي، ربما كان المقصود أن يعرضوا آيات ليصلوا إلى حل للخلاف اللي فيها لكن ما كانش أصول إنها تعرض خالص، كما أنهم ظنوا أن هذا مؤتمر للكهنة فقط فكأنه ناس بيفحصوا بعض أمور جوه البيت مش للخارج. بعض الصحفيين حضروا وأخذوا الحاجات وبدأوا ينشروا» (الحلقة نفسها).

• وليس خفيًا أن الكهنة مهما علا كعبهم لا يستطيعون أن يصلوا إلى حلول للخلاف بين العقيدتين الإسلامية والمسيحية الذي تعبر عنه بعض آيات القرآن الكريم. فلا هم مؤهلون لهذا، ولا هو من علمهم أو شأنهم، ولن يستمع إلى ما يقولونه أحد من المسلمين. فلماذا يذكر القرآن أصلا في مثل هذا المؤتمر؟؟

والخلاف بين العقيدتين واقع أبدي لا يزول، فالبحث في التوفيق بينهما عبث يجب أن ينزه العقلاء أنفسهم عنه، ويصونوا أوقاتهم عن إضاعتها فيه.

وأن الأمر كان «داخل البيت» لا يسوغُ قبولُه مع ما نشرته الصحف التي ذكرت الموضوع من أن النص «وزع على الصحفيين».

وكم غضبت الكنيسة والأقباط كافة، من كلام كتب أو قيل داخل البيت الإسلامي، ومن كلام يقال داخل المساجد، بل من كلام قيل وكتب لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف (كلام الدكتور محمد عمارة في تقريره العلمي عن كتاب: مستعدون للمواجهة، الذي أحاله المجمع إليه لكتابة تقرير عنه فلما كتبه قامت الدنيا ولم تقعد ـ وكاتب هذا الكتاب ينتحل اسم سمير مرقس، وهو قطعًا لا علاقة له بهذا الاسم، فصاحبه المعروف هو صديقنا المهندس سمير مرقس، وهو رجل وحدة وطنية بامتياز).

لقد كان كلام الدكتور محمد عمارة داخل المجمع، ونشر ملحقًا بمجلة الأزهر، وكان ردًا ولم يكن كلامًا مبتدأً، ومع ذلك كله فقد ثارت الكنيسة على نشره وطلبت سحبه من التداول وفعل الأزهر ذلك، محافظة على مشاعر الأقباط، وحرصًا على وحدة أبناء الوطن. فهل يأمر البابا شنودة الأنبا بيشوي بأن يفعل مثل ما فعلت القيادة الدينية الرسمية للمسلمين؟ أرجو مخلصًا أن يفعل.

• سأل الإعلامي المعروف الأستاذ عبد اللطيف المناوي ضيفه البابا شنودة الثالث عما سبب تغيير الأجواء، التي كانت سائدة بين المسلمين والأقباط، من الحوار والأخوة الوطنية ونحوهما إلى التوتر والاحتقان الحاليين؟ وكان جواب البابا: «المسألة الأولى بدأت من مشكلات كاميليا... هل سيدة معينة يمكن توجد خلافًا على مستوى البلد كله... لماذا هذا الضجيج كله من أجل موضوع يمكن يكون شخصي خاص بها وبزوجها... المسألة تطورت من فرد معين إلى هياج كبير جدًا جدًا، استخدمت فيه شتائم وكلام صعب إلى أبعد الحدود، ونحن لم نتكلم وسكتنا... حدثت مظاهرات تؤذي مشاعر كل مسيحي.. لم تحدث مظاهرات من جانبنا» وعندما حاول الأستاذ المناوي تلطيف الجو بقوله «كان هناك جرح متبادل» رد عليه البابا بحزم: «الجرح مش متبادل.. أرجوك».

• والواقع أن الإجابة عن سؤال: ما الذي حدث فأدى إلى تغيير الأجواء؟ بأن المسألة «بدأت من مشكلات كاميليا» إجابة غير صحيحة جملة وتفصيلا. كاميليا وقصتها كانت آخر ما أثار مشاعر الجماهير المسلمة التي انفعلت لما أشيع من أنها أسلمت وأنها سُلِّمت إلى الكنيسة كسابقاتٍ لها في السنين السبع الأخيرة.

وأول هؤلاء اللاتي سلِّمن إلى الكنيسة كانت السيدة/ وفاء قسطنطين زوجة كاهن كنيسة (أبو المطامير) آنئذٍ. وواقعة السيدة وفاء قسطنطين حدثت في سنة 2004 وهي سلِّمت إلى الكنيسة التي أودعتها دير الأنبا مقار بوادي النطرون (حسبما أعلن في الشهر الحالي، سبتمبر 2010، الأسقف الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومطروح والمدن السبع الغربية). وهي لا تزال تحيا فيه حبيسة ممنوعة من مغادرته حتى اليوم. وقد ثار شباب ورجال أقباط على بقاء السيدة/وفاء قسطنطين في حماية الدولة من أن تقع في قبضة من يقيد حريتها بغير سند من القانون، وتظاهروا في مقر الكاتدرائية بالعباسية، وألقوا حجارة على رجال الأمن فأصيب منهم (55) من بينهم خمسة ضباط، واعتُديَ بالضرب على الصحفي مصطفى سليمان، من صحيفة الأسبوع وانتُزِعَتَْ منه بطاقته الصحفية وآلة تصوير، واعتديَ بالتهديد على الصحفية نشوى الديب، من صحيفة العربي، ولولا حماية رجل قبطي، ذي مروءة، لها لكان نالها مثل ما نال زميلها. وقد نشرتْ تفاصيل مسألة وفاء قسطنطين منذ إسلامها إلى تسليمها جميع وسائل الإعلام المصرية، وكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية [كتابنا: للدين والوطن ص 207-275].

• وقد تزامن مع تسليم وفاء قسطنطين تسليم السيدة/ ماري عبد الله التي كانت زوجة لكاهن كنيسة بالزاوية الحمراء إلى الكنيسة، بعد أن أسلمت. وفي أعقاب هاتين الحادثتين المخزيتين سلمت إلى الكنيسة (مارس 2005) طبيبتي الامتياز ماريا مكرم جرجس بسخريوس، وتيريزا عياد إبراهيم في محافظة الفيوم وأعلن الأنبا أبرام وكيل مطرانية سمالوط أن الفتاتين «هما الآن تحت سيطرتنا» [المصدر السابق ص 277].

• وتبع هاتين الحادثتين تسليم بنات السيدة ثناء مسعد، التي كانت مسيحية وأسلمت ثم قتلت خطأ في حادث مرور، إلى زوجها المسيحي، بقرار من النيابة العامة ليس له سندٌ من صحيح القانون [التفاصيل في كتابنا سالف الذكر ص 258].

• كان تسليم المسْلِمات إلى الكنيسة، وإصرارها على ذلك، والمظاهرات العنيفة التي قامت في القاهرة والبحيرة والفيوم (وليتأمل القارئ كلام البابا شنودة لعبد اللطيف المناوي الذي يصطنع فيه تفرقة بين المظاهرات، التي يقوم بها المسلمون، والتجمعات الاحتجاجية التي يقوم بها الأقباط. ولمن شاء أن يسأل هل كان الاعتداء على رجال الشرطة، وجرح 55 منهم بينهم 5 ضباط، مجرد تجمع احتجاجي!!). كان ذلك التسليم هو بداية الاحتقان المستمر، حتى اليوم، بين الكنيسة من جانب وأهل الإسلام في مصر من جانب آخر.

• وهذا الاحتقان له سببه المشروع عند المسلمين. فذلك التسليم تم للمرة الأولى في تاريخ الإسلام (1444سنة)، لم يُسْبَقْ إليه شعب ولا دولة ولا حكومة. والقرآن الكريم ينهى عنه نهيًا قاطعًا {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن...} [الممتحنة:10].

• وقد طالب المسلمون، بألسنة مفكريهم وعلمائهم وأقلام كتابهم، بتصحيح هذه الأخطاء فلم يستمع إليهم أحد!! وأحدث هذا الإهمال لما يوجبه الدين تأثيره في جماهير المسلمين، وهو تأثير مستمر حتى اليوم، يزداد الشعور به كلما وقعت حادثة جديدة، أو أشيعت شائعة عن وقوعها، أو اتخذ موقف أو قيل كلام من جانب رجال الكنيسة يحرك حفيظة المسلمين.

فما يقوله البابا شنودة عن أن أصل المسألة هو موضوع كاميليا شحاتة كلام غير صحيح. إن أصل المسألة هو انتهاز الكنيسة فرصة ضعف الدولة بإزائها، وتغولها على النطاق المحفوظ بغير جدال لسلطاتها الرسمية، واتخاذها محابس لمن لا ترضى عنهم من الناس بغير سند من القانون، وبالمخالفة للدستور، مع سكوت الجهات المختصة في الدولة كافة على هذا السلوك العجيب. ويزداد الأمر شدة وصعوبة كلما ادعت الكنيسة على لسان قياداتها أن ما حدث، ويحدث، هو ممارسة لحقوقها وحماية لمن أسلمن ـ بزعم عودتهن عن هذا الإسلام ـ ممن قد يصيبهن بأذى!!

• لقد كان بيان هذا الأمر لازمًا لوضع الأمور في نصابها، ولتذكير الحَبر الجليل البابا شنودة الثالث بدور الكنيسة، تحت قيادته، في إحداث الاحتقانات المتتالية بين المسلمين وغير المسلمين. وقد كان آخر فصول هذا الدور هو تصريحات الأنبا بيشوي، ومن تبعه من الكهنة ذوي الرتب الكهنوتية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة عن مسألة (ضيافة) الأقباط للمسلمين، وعن مسألة (الجزية) ثم تصريحات الأنبا بيشوي ـ التي نفى البابا شنودة علمه بها ـ عن تفسير آيات القرآن الكريم بما يوافق العقيدة المسيحية كما يعتنقها الأنبا بيشوي، وحديثه عما إذا كانت بعض آيات القرآن قد أضيفت في زمن متأخر في عهد الخليفة عثمان بن عفان .

* * * * *

• إن حياة المسلمين والمسيحيين على أرض مصر قدر لا فكاك منه لأحد الفريقين. والعمل من أجل تأكيد معاني العيش الواحد الذي يجمع بينهم في وطنهم الواحد، والتوعية بها، هو المخرج الوحيد من الفتن المتتالية التي نعاني منها منذ نحو أربعة عقود.

إن معنى العيش الواحد في الوطن الواحد أن يكون بين المختلفين، دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية، نوع احتمال لما لابد منه من الاختلاف بين الناس، ومعيار هذا الاحتمال الواجب أن ينزل كل طرف عن بعض حقه، الواجب له، رعاية لمرضاة أخيه في الوطن.

وفرق ما بين ذلك وما بين العيش المشترك الذي يضم المختلفين دينًا أو ملة أو طائفة أو أصلا عرقيًا أو هوية ثقافية ويعيشون في مناطق مختلفة من العالم، أن معيار التعامل في العيش المشترك هو الحقوق وحدها، تُطلب وتُؤدى على ما توجبه العقود أو الاتفاقات أو القوانين.

في العيش الواحد ليس بين الناس كرامات، وإنما بينهم أخوة وتعاون، ينزل هذا عن بعض ما يريد ويترك ذاك بعض ما يستحق، لأن الناس في العيش الواحد عائلة واحدة يحمل بعضها بعضًا، ويعين بعضها بعضًا، وينصر بعضها بعضًا. لكن في العيش المشترك يتقاسم الناس خيرات الأرض، وما خلق الله لهم فيها مما يسعهم جميعًا، فإذا زاحم أحدهم الآخر في حقه أو ملكه أو سيادته لم يقبل ذلك منه.

في العيش الواحد علاقات مودة وأخوة مصدرها قول الله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} [الممتحنة:8].

وفي العيش المشترك واجبات تؤدى وحقوق تُستأدى معيارها قول الله تبارك وتعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا} [البقرة:29]، وقوله تعالى: {الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الجاثية: 12-13].

* * * * *

• والذي ندعو إليه إخواننا المسلمين والأقباط جميعًا هو إدراك هذه الحقيقة الأزلية: أننا للعيش على أرض هذا الوطن الواحد خلقنا.

• وأن أحدًا منا لن يستطيع أن ينفي الآخر مهما كان له من القوة، أو ظن بنفسه من البأس، أو استشعر من مناصريه التصميم على ما يحرضونه عليه، أو يدفعونه إليه، أو يستحسنونه من قوله وفعله.

• والدين الحق حائل بين صاحبه وبين العدوان على غيره.

• والإمساك عن العدوان باللسان واجب كالإمساك عن العدوان بالسنان.

• والعود إلى داعي العقل أحمد.

• والعمل بموجب الرشد أسَدُّ.

• ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بعهده فله الحسنيان، في الأولى والآخرة.

والله من وراء القصد.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=40174
 
عودة
أعلى