دون تعليق على كلام عجيب !

إنضم
24/03/2020
المشاركات
109
مستوى التفاعل
11
النقاط
18
الإقامة
الجزائر
يقول شخص مجهول على بعض مواقع التواصل الاجتماعي بلفظه وحرفه:
" الخالق سبحانه لم يقل كيد النساء عظيم فهذا كذب على رب العالمين: كثيرا منا نعتقد ان الله قال في كتابه أن كيد النساء عظيم، ومادام الله هو القائل فلا يسعنا الاعتراض.ورسخ هذا التأويل في ثقافتنا أيما رسوخ، لدرجة تم عليه بناء مجموعة من الاعتقادات ومن ثَمَّ مجموعة من التصرفات اتجاه المرأة.بل ان المراة ايضا استساغت الفكرة وأُعجبت بها، فتشبتث بالكيد كسلاح "الهي" منحها "الله"إياه لتحارب به غطرسة الرجل وظلمه...ظنا منها ان هذا هو عدل الله، وان الله سلط الرجل عليها ليقهرها وأعطاها سلاح الكيد لتدافع به عن نفسها أمامه..بل وأصبحت تتباهى بان كيدها عظيم..ونسيت المراة المسكينة ان الله اعدل من ان يسلط مخلوقا على مخلوق بدون سبب فقط لان الواحد وُلد امراة والآخر رجلاً...بل ان المرأة لم يخطر لها على بال ان الله سبحانه منزه عن هذا الظلم وانه سبحانه لَم يقل من أساسه ان كيد النساء عظيم، بل ان عزيز مصر هو القائل حين ادرك ان امرأته هي التي راودت يوسف عن نفسه ثم ارادت تلبيسه تهمة الاغتصاب…قال تعالى "فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ"…سياق الاية يوضح تماماً ان زوجها هو القائل وليس الله، ولو كان قول الله لقال إِنَّ كَيْدَ"هُ"نَّ عَظِيمٌ، فالآية تقول صراحة فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ "قَالَ"…ثم بعد ذلك يستأنف العزيز كلامه موجها خطابه الى يوسف هذه المرة يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ …ثم يعود ليتابع تقريعه لزوجته وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِين، فكيف اقحم "المفسرون" كلام الله وسط كلام عزيز مصر؟! ".
 
ويقول المجهول أيضا: "إن قصور الفهم عن التفريق في كتاب الله بين ماهو قول الله وقول شخصيات القصص القرآني جعل من الأحاديث المكذوبة كتلك التي تقول ان "المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان" او غيرها من الأحاديث التي تقرن المرأة بالشيطان.."
 
قلت في ردِّي على المجهول:
ركز معي جيدا أنت قلت: "ان قصور الفهم عن التفريق في كتاب الله بين ماهو قول الله وقول شخصيات القصص القرآني..." طبعا أنت تؤمن بأن ما بين دفتي المصحف الشريف كله كلام الله تعالى بلا شك، فإذا تقرر هذا الأصل فلا فرق إذن بين أن يكون الكلام من الله تعالى لكن على لسان أنبيائه أو على لسان غيرهم فالمنتهى واحد وهو أن نسبة الكلام إلى الله صحيحة. أي: حين يقول الله تعالى على لسان عزيز مصر أو الشاهد - قولان عند المفسرين -: { إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم } يصح نسبة هذا الكلام إلى الله تعالى لأنه تعالى تكلم به على لسان العزيز او الشاهد وأقرّه . فمادام أن الله تعالى قد أقرّ العزيز في قوله هذا -وكما سبق فالقرآن كله كلام الله- صح أن نقول إن كيد المرأة عظيم. ولو مشينا على قاعدتك هذه لكان في القرآن عدة متكلِّمين به، فيصير عندنا في الكتاب الواحد فيه ما هو كلام الله وفيه ما ليس من كلامه وهذا لم يقل به أحد أبدا. كما يصح أن نقول: يقول الله تعالى على لسان موسى أو عيسى مثلا. الخلاصة: ما ذُكر من قول العزيز أو عيسى أوغيرهما في القرآن الكريم لا يكون سببا بأن نقول أنه ليس من قوله تعالى. وأختم بشيء مهم وهو أن ابن عباس رضي الله عنهما - حبر الأمة وترجمان القرآن - قال في تفسير هذه الآية: " إن كيدكن أي: عملكن عظيم تخلطن البريء والسقيم". زاد المسير/ ابن الجوزي. فابن عباس أثبت أن كيد النساء عظيم مصداقا لكتاب الله تعالى ولم يقل بقولك لا من قريب ولا من بعيد.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(
هل من المعقول أنَّ كيد المرأة أعظم من كيد الشيطان،لأنَّ الله يقول عن النساء(إنَّ كيدكنَّ عظيم) ويقول عن الشيطان (إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً)؟!
والحقُّ أنَّ هذه المسألة قد اختلف فيها أهل العلم على قولين:
1ـ أنَّ كيد المرأة أعظم من كيد الشيطان لظاهر نصِّ الآية؛ وممن اختار هذا القول من العلماء المعاصرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان ؛ حيث يقول في كتابه المذكور(2/217):(كيد النساء أعظم من كيد الشيطان ، والآية المذكورة هي قوله:(إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً)فقوله في النساء(إنَّ كيدكنَّ عظيم)وقوله في الشيطان(إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً)يدلَّ على أنَّ كيدهن أعظم من كيده.
ويضيف الشيخ ـ رحمه الله ـ : قال مقاتل عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي هريرة قال : قال ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ :(إنَّ كيد النساء أعظم من كيد الشيطان ؛ لأنَّ الله تعالى يقول:(إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفاً ) وقال تعالى:(إن كيدكن عظيم) ا.هـ وقال الأديب الحسن بن آية الحسني الشنقيطي:
ما استعظم الإله كيدهنه إلاَّ لأنهن هنَّ هنه)ا.هـ
2ـ الرأي الآخر يرى أنَّ المسألة تحتاج لتوضيح، وتبيين ما في الآيتين من فروق ومن ذلك:
أ ـ أنَّ الظاهر لا مقابلة بين العظيم والضعيف.
ب ـ الكيد بالنسبة للنساء هو لجنسهنَّ ، وبالنسبة للشيطان للعموم.
ج ـ كيد الشيطان كان ضعيفاً ؛ لأنَّه يمكن دحره والتخلص منه بالاستعاذة ، أو الأذان ، أو ذكر الله عموماً، وكيد النساء عظيم ؛ لأنه من الصعب طردها!
دـ أنَّ قوله تعالى:(الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إنَّ كيد الشيطان كان ضعيفا) فالآية تقابل بين من يقاتل في سبيل الله ومن يقاتل في سبيل الطاغوت الذي هو الشيطان ، فمن الذي سيكون كيده ضعيفاً؟لا شكَّ أنَّه الشيطان ، فكيد الشيطان بالنسبة لأولياء الله الصادقين ضعيف لا يقدر عليهم، كما أخبر الله تعالى (إنَّه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) فمن كان يسنده القوي فأنَّى يضعف؟!
أمَّا ما ورد في سورة يوسف ، فالمقابلة بين كيد المرأة وكيد الرجل، ولا شكَّ أنَّ كيدهنَّ أعظم من كيد الرجل ـ والقصص في ذلك كثيرة جداً ـ وجاء وصف كيدهنَّ على العظمة المطلقة مبالغة في تحقيق ذلك الوصف فيهنَّ، وقد نبَّه على هذه النقطة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في بعض دروسه وشروحاته والله أعلم .
فيتبين أن الراجح ـ والله أعلم ـ أنَّ كيد المرأة ليس أقوى من كيد الشيطان ، فقد وصف الله كيد المرأة في سياق معين ، ووصف كيد الشيطان في سياق معين ، وكيد الشيطان أعظم من كيد المرأة ، لأنَّ كيد المرأة جزء من كيد الشيطان ، ولكن ذكر بعض أهل العلم أنّ كيد الشيطان عن طريق الوسوسة ، بينما كيد المرأة عن طريق المباشرة ، والمواجهة وهذا يكون له أعظم الدور في التأثير على المقابل.
وليس يعني ذلك أنَّ هذا الكيد يعدُّ مظهراً من مظاهر القوَّة ، بل هو من مظاهر الضعف كما بيَّنه الأستاذ الدكتور محمد السيد الدسوقي ؛ فكيد المرأة لا علاقة له بكيد الشيطان بحال من الأحوال ، لأنَّه أسلوب الضعيف الذي يحاول أن ينال حقَّاً ، لا يستطيع الوصول إليه صراحة .
وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
خباب بن مروان الحمد )
http://islamport.com/w/aqd/Web/3906/4309.htm
 
جزاك الله خيرا على هذا البيان، لكن مصيبة هذا الكاتب أعظم من مجرد مقابلة كيد النساء بكيد الشيطان وأيهما أضعف، فالرجل ينكر كون نص الآية من كلام الرب عز وجل حكاها عن العزيز، بل يجعلها من كلام عزيز مصر فقط حسب ما فهمت من كلامه، فهو يدَّعي بجهله أنه لابد من التفريق في كتاب الله بين ماهو قول الله وقول شخصيات القصص القرآني، فهل سمعت بكلام مثل هذا قبل اليوم !!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باعتقادي أن فهم ماهية الكيد أصل هام في فهم الآية، ومن هذا الفهم نستنبط إجابة السؤال التالي :هل يصح أن يكون ما أخبر الله به من قول على لسان العزيز أو هذا القائل أيا كان، هل يصح أن يكون قولا سديداً معتبراً؟ ، فبالتأكيد بأنه ليس كل ما يخبر الله به من قول على لسان أحد خلقه مؤمناً كان أو كافراً هو قول صحيح في أصله كقول الشيطان "أنا خير منه" مثلا ونحو ذلك مما جاء على سبيل الحكاية في كتاب الله.
ولكن عندما نفهم ماهية الكيد، نجد أن القول بأن كيد النساء عظيم قول وجيه ويتفق مع مفهوم الكيد، مع الاقرار بأن ذلك حكاية على لسان العزيز، ذلك أن القرآن الكريم لا يورد مقالة على لسان أحدِ خلقهِ على سبيل الحكاية إلا ولها مغزى وسبب، إما لأن فحوها بيان للقصص، أو لأن فيها إقامة للحجة وإدانة للقائل، أو أن هذا القول سديد فذكر تأييداً وإقراراً له.
إلا أن الأمة ابتليت في هذا العصر بالمسلمين "الكيوت" الذين على استعداد تام في سبيل اثبات أن الإسلام يقدر المرأة أن يلوون عنق الآيات ويعسفون المعاني ويخرجون السياق عن احتماله كل ذلك حتى يكسبون ود المنحرفين والفجرة من أعداء هذا الدين.
فأنصح بالاطلاع على بحث سبق تدوينه في هذا الملتقى المبارك لفهم المكر والكيد والخداع والفرق بينها
والله تعالى أعلى وأعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ بهيجي /
القول هو قول العزيز ( الملك ) وليس قول الله تحقيقاً ، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى نقل لنا قول العزيز فقط ، والعزيز بشر يستعظم الشيء الصغير ويراه كبيرا ، وهذا من مثل ما نقل الله لنا قول الشيطان ، وقول فرعون ، وقول قارون ، و أقوال الكفرة . فهي أقوالهم وليس بالضرورة أن الله نقلها أي أنه مقر لهم بما قالوا .

طبعا أنت تؤمن بأن ما بين دفتي المصحف الشريف كله كلام الله تعالى بلا شك، فإذا تقرر هذا الأصل فلا فرق إذن بين أن يكون الكلام من الله تعالى لكن على لسان أنبيائه أو على لسان غيرهم فالمنتهى واحد وهو أن نسبة الكلام إلى الله صحيحة

طبعاً نؤمن أن ما بين دفتي المصحف هو كلام الله تعالى ولا ننكر منه شيئاً وليس قولنا أن هذا القول (مقالة العزيز) بمخرج المقالة عن كونها كلام الله ، لكن عند التحقيق يُفرق بين كلام الله الذي قاله هو بنفسه أو قاله أنبياءه وبين مقالة من نقل الله سبحانه وتعالى عنهم كالعزيز أو قارون أو فرعون أو الشيطان .

ونتفق مع الأخ عدنان الغامدي في كل ما قاله .​
 
جزا الله خيرا جميع الإخوة الأفاضل على ما كتبوه في سبيل رفع هذا اللَّبس ودحضِ هذه الشبهة التي يثيرها بعض أشباه المتعلِّمين، وأقول باختصار: لم نكن لِنسمع بهذا الـهُراء من هؤلاء الأدعياء إلاّ لـمَّا ضعُف عندهم تعظيم القول في كتاب الله تعالى بغير علم، فمن هنا بدأ الخللُ وإليه يعود.
 
عودة
أعلى