دور السياق في الترجيح بين الأقاويل التفسيرية - د/محمد إقبال عروي

إنضم
17/04/2013
المشاركات
110
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
طنجة

بسم1


دور السياق في الترجيح بين الأقاويل التفسيرية - د/محمد إقبال عروي​

بيانات الكتاب:
طبع هذا الكتاب ضمن سلسلة (روافد) الصادرة عن وزارة الأوقاف الكويتية. الطبعة الأولى 1428هـ/2007م في 109 صفحة من القطع الصغير، ورقمه في السلسلة: 1.

موضوع الكتاب
المتأمل في خطاب المفسرين يدرك أنهم لم يقتصروا على تحديد وسائل فهم الخطاب، وإنما عملوا على إبراز الوسائل التي تساعد على ترجيح معنى دون آخر، وتقوية دلالة على حساب غيرها من الدلالات المحتملة، إذ لا يكتفى بالدلالات اللغوية المجردة، بل لا بد من مراعاة مجموع القرائن التي تفيد بأن (دلالات الألفاظ ليست لذواتها، بل هي تابعة لقصد المتكلم وإرادته في تصريف الخطاب لغة وأسلوبا وبناء).
ولعل من أبرز العلامات المساعدة على فهم قصد المتكلم بالخطاب: النظر في سياق الكلام، قريبه وبعيده، لغويه ومقامه، وقد وجدنا المفسرين يعرضون لتلك القواعد، ويطبقونها.
إن السياق هو مجموع النص الذي يحيط بالجملة التي يراد فهمها، وعليه يتوقف الفهم السليم لها، أو هو المحيط اللساني الذي أنتجت فيه العبارة، ولا يشترط في تلك العناصر الحافلة بالعبارة أن تكون قريبة، بل يمكنها أن تكون بعيدة في متن الخطاب.
ومن ثم، فإن معنى العبارة يتغير طبقا للمساق الذي ترد فيه، وما دام الأمر كذلك، فإن الواجب يقتضي تأويل كل كلمة أو جملة، ليس في استقلاليتها وتفردها، وإنما من خلال مراعاة سياقها، ‘لى درجة يصح القول إذا كان التركيب يوجد داخل النص، فإن الدلالة توجدب داخل السياق. وهذا لا يقتصر على تحديد دلالة العبارة فقط، بل يمتد ليشمل تحديد الصور والاستعارات والمجازات، والبحث في آليات ضبطها وتأويلها.
ونظرا للأهمية التي تولي للسياق في فهم دلالة الكلام، فقد غدا قاعدة أساسية في عملية التأويل، ما دام فهم الخطاب يستدعي شرطا أساسيا هو: فهم السياق.
وتعنى مادة هذا الكتاب بإبراز دور السياق في ترجيح دلالة معينة من بين الدلالات التي يمنحها المفسرون للآية القرآنية الواحدة، وفقا لمفاهيم مؤسسة لقاعدة الترجيح بالسياق، ومستندة لمسائل تطبيقية تجلي المراد وتقدم الدليل الداعم لمحكمية القاعدة ودورها في إحداث مراجعة منهجية لجهود المفسرين.
 
عودة
أعلى