دليل كتابة الأطروحة والدفاع عنها

محمد العبادي

مشارك فعال
إنضم
30/09/2003
المشاركات
2,157
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
الخُبر
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
يحتاج طالب الدراسات العليا في مرحلة اختيار موضوع البحث وكتابته إلى من يأخذ بيده مرشدا وموجها لأحسن السبل التي ينبغي له سلوكها، بسبب أن مقررات الدراسة الجامعية الأساس، وربما مقررات الدراسات العليا أيضاً، لا تساعد كثيراً في اختيار موضوع الأطروحة و إعداد الخطة وكتابة الأطروحة ومناقشتها. ونحو خطوة في هذا المجال إليكم أيها الإخوة هذا البحث:

دليل كتابة الأطروحة والدفاع عنها في المناقشة

إعداد
الدكتور إس. جوز يف ليفين

ترجمة
الدكتور عمر عبد الجبار محمد أحمد


وسوف أقوم بنقله هنا على أجزاء، متصرفا فيه بما يصلح لملتقانا .. وبالله التوفيق.
 
تمهيد

صمم هذا الدليل لمساعدة طلاب الدراسات العليا على التفكير في جوانب إعداد و تنفيذ الأطروحات و الدفاع عنها والهدف من ذلك مشاركة بعضٍ من الأفكار العديدة التي ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية و التي جعلت - بكل تأكيد - من مهمة إنجاز درجة عليا( دبلوم، ماجستير أو دكتوراه ) أمراً أكثر سهولة و يسرا .
 
مرحلة التفكير


مرحلة التفكير هي المرحلة التي تواجه فيها حقيقة أن عليك إكمال دراستك العليا و الحصول على الشهادة العلمية. عادة ما تمضى المراحل المبكرة من برنامج الدراسات العليا في طرق محددة و واضحة. فالمراحل الأولية في برنامج الدراسات العليا تمضى بصورة تكون مشابهة لبرامج الدراسات قبل التخرج. و يتحرك طالب الدراسات العليا إلى الأمام خطوة خطوة و يقترب أكثر من إكمال البرنامج. ثم يبدأ البناء الواضح في الاختفاء تدريجياً و تكون في مواجهة مرحلة الأطروحة. هذا وقت جديد و مختلف، و الخطوات التالية تحدَّد أكثر بواسطتك أنت و ليس المشرف أو البرنامج أو القسم الذي تدرس فيه.



1/ كن شاملاً في تفكيرك، لا تحاول تجاهل الأفكار بسرعة. قم ببناء أفكارك و انظر في عدد مشاريع البحث المختلفة التي يمكن أن تحددها. و أعط نفسك امتياز أن تكون متسعاً و شاملاً في تفكيرك في هذه المرحلة لأنك لن تستطيع القيام بذلك لاحقاً. حاول أن تكون خلاّقاً.



2/ قم بتسجيل أفكارك كتابةً. هذا سيمكنك من العودة إلى تلك الأفكار لاحقاً. كما أنه يمكن من تعديل و تغيير فكرة ما. إذا لم تقم بكتابة أفكارك ستكون تلك الأفكار في حالة من التغير المستمر، و ربما ينتابك الإحساس بأنك لا تتحرك في أي اتجاه. إنه لإحساس عظيم أن تجلس و تعيد النظر في الأفكار العديدة التي ظللت تفكر فيها إذا كانت تلك الأفكار مسجلة كتابةً.



3/ في هذه المرحلة حاول ألا تتأثر أكثر من اللازم بما تشعر به من توقعات الآخرين عنك ( زملاء الدراسة، زملاء العمل، القسم الذي تدرس فيه و ما إلى ذلك ). ستتوفر لك فرصة اختيار موضوع يكون حقيقةً مثيراً لاهتماماتك إذا كان موضوعك أنت وحدك. ستكون هذه واحدة من الفرص القليلة في حياتك المهنية لتركز على موضوع بحث يكون من اختيارك أنت وحدك .




4/ لا تبدأ تفكيرك بافتراض أن بحثك سيجلب لك الاهتمام العالمي. فبدلاً من ذلك كن واقعياً في تحديد أهدافك و تأكد من أن توقعاتك متضمنة لما يلي:-

* إدراك أنك تكمل متطلبات أكاديمية.

* حقيقة أن عملية إجراء البحث ربما تكون مهمة، أو أكثر أهميةً من نتائج البحث نفسها.

* فكرة أن كل مشروع البحث يجب أن يكون تجربة تتعلم منها.

إذا وضعت كل هذه الأفكار في ذهنك أثناء تفكيرك في بحثك ستكون لديك فرصة ممتازة لإنهاء موضوع بحثك بصورة جيدة.



5/ كن واقعياً حول الوقت الذي ستمنحه لمشروع بحثك. فإذا كان مشروع بحثك الذي تفكر فيه يحتاج إلى ثلاث سنوات تقبَّل ذلك منذ البداية ثم تأكد من أن لديك ثلاث سنوات لتعطيها لذلك البحث أم لا. إذا كان موضوع البحث الذي ترغب في إعداده يحتاج إلى زمن أكثر من الذي تنوي إعطاءه إياه، فستكون أمامك مشكلة.

اعلم أنه من المبكر على تفكيرك - لكنه ليس من المبكر مطلقاً - وضع مسودة جدول زمني. حاول استخدام المراحل الستة في الفقرة القادمة و قم بوضع بداية و نهاية لكل مرحلة. ضع جدولك الزمني في مكان واضح ( على شاشة الحاسب الآلي مثلا ) ليذكرك – باستمرار - بما تقوم به. قم من وقت لآخر بتحديث الجدول الزمني بتواريخ جديدة كما ينبغي.



6/ إذا كنت ستأخذ إجازة من عملك أثناء قيامك بإعداد بحثك فإن هذا الوقت – مرحلة التفكير- ليس بالوقت المناسب لأخذ إجازة. فلديك العديد من الفرص لإنجاز مرحلة التفكير في البحث من غير أن تأخذ إجازة. بافتراض أن هناك ست مراحل أساس أثناء مشروع بحثك ربما تكون المرحلة الرابعة - مرحلة الكتابة - هي الوقت الأفضل لأخذ الإجازة لانك تحتاج فيها للتفكير بصورة جيدة. فالتمكن من الكتابة أثناء فترات زمنية كبيرة بدون تقطع أمر مهم، والإجازة من مكان العمل يمكن أن تجعل ذلك ممكناً. لكن الإجازة في مرحلة التفكير قد لا تشكل استخداماً فعالاً للزمن الغالي بعيداً عن العمل.

المراحل الست:

المرحلة الأولى: مرحلة التفكير.

المرحلة الثانية: إعداد الخطة.

المرحلة الثالثة: إجراء البحث.

المرحلة الرابعة: كتابة تقرير البحث.

المرحلة الخامسة: إشراك الآخرين في نتائج البحث.

المرحلة السادسة: تنقيح تقرير البحث.



7/ سيكون من المفيد جداً في هذه المرحلة المبكرة إجراء بحث تمهيدي صغير لاختبار بعض أفكارك لمساعدتك على الحصول على المزيد من الثقة فيما تود القيام به. يمكن أن لا تكون الدراسة معقدة.
أهمية هذه الدراسة تكمن في أنها توفر لك فرصة الاقتراب من بحثك لتختبر ما إذا كنت قادراً ومهتماً حقيقة بموضوع البحث.
يمكنك القيام بذلك بدون أن تكون قد ألزمت نفسك بعمل شيء لا تود عمله ..
حاول ذلك أولاً.
 
إعداد خطة البحث

لنفترض أنك قمت بعمل جيد من التفكير في مشروع بحثك، و أنت جاهز الآن لإعداد الخطة. لا بد من التنبيه إلى أن الطلاب الذين تكون لديهم مشاكل في إعداد خطة قابلة للتطبيق، هم عادة أولئك الذين يستعجلون أثناء مرحلة التفكير و يحاولون الانتقال بسرعة إلى مرحلة كتابة الخطة.
ما يلي الفحص الأخير..
هل تجد حالتك في أحد الأحوال التالية ؟ إذا كان ذلك كذلك فأنت جاهز لإعداد خطة بحثك:

* أنا على معرفة بالبحوث الأخرى التي أجريت في مواضيع ذات علاقة بموضوع بحثي:-

_ نعم

_ لا


* لدي فهم واضح للخطوات التي سأقوم بها لإجراء بحثي:-

_ نعم

_ لا


* أشعر بأن لدي المقدرة على إنجاز كل الخطوات الضرورية لإكمال مشروع بحثي:-

_ نعم

_ لا


* أنا أعلم أن لدي الدوافع و القوى الكافية لإنجاز كل خطوات مشروع بحثي:-

_ نعم

_ لا

إذا كانت كل الإجابات بنعم فأنت جاهز لكتابة خطة بحثك. وفيما يلي بعض الأفكار التي ستساعدك في إنجاز هذه المهمة:
 
- اقرأ بعض خطط البحوث التي كتبت بواسطة آخرين.
حد عوامل الخطأ أنه ليس لدينا تصور عما يجب أن تكون عليه خطة البحث، كيف نظمت الخطط الأخرى؟ ما هي العناوين المستخدمة؟ هل تبدو الخطط الأخرى واضحة بما يكفى؟ هل توضح أن الكاتب على معرفة بالموضوع؟ هل بإمكاني اتخاذ إحداها كنموذج لخطة بحثي؟ إذا لم تجد خطط بحث لمعاينتها اسأل مشرفك ليريك بعضها لأنه من المتوقع أن يحتفظ ببعض الخطط لمشاريع بحوث سابقة.



- تأكد أن خطتك تحتوي على مراجعة شاملة للأدبيات الخاصة بموضوع بحثك.
الأساس المنطقي وراء مراجعة الأدبيات يحتوي على حجة من قسمين:-
( أ ) إن البحث مطلوب.
( ب ) المنهج الذي وقع عليه الاختيار هو أكثر المناهج مناسبة لسؤال البحث.



- مع توفر آلات التصوير و انتشارها فإنه بإمكانك تجنب الكثير من العناء الذي واجه الباحثين السابقين في إعداد مراجعة الأدبيات. عندما تقرأ شيئاً مهماً لدراستك، قم بتصوير المادة أو الفقرة ذات الصلة بموضوع بحثك. احفظ ما صورته منظما في فئات و أقسام. من المهم جدا تصوير مراجع الاستشهادات التي قمت بها، لأن ذلك سيمكنك من مراجعة المواد التي تتضمنها قائمة المراجع بسهولة و يسر. و عندما تقرر الجلوس لكتابة مراجعة الأدبيات قم بإخراج ما صورته، ضعه في تسلسل منطقي و ترتيب متعاقب ثم ابدأ الكتابة.



- ما هي خطة البحث على كل حال؟
خطة البحث الجيدة يجب أن تحتوي على الثلاثة فصول الأولى من الأطروحة. يجب أن تبدأ بعرض لمشكلة البحث، و معلومات عن خلفية الموضوع ( نموذجيا هذا هو الفصل الأول من الأطروحة )، ثم تنتقل بعد ذلك إلى مراجعة الأدبيات و الدراسات السابقة (الفصل الثاني)، ثم تحديد منهج البحث (الفصل الثالث). لتحويل خطة البحث الجيدة إلى الفصول الثلاثة الأولى من الأطروحة غيِّر صيغة الفعل في الصياغة من المستقبل إلى الفعل الماضي ( من " هذا ما أود القيام به " إلى " هذا ما قمت به " ). كما يجب عليك إجراء كل التعديلات بناءً على الطريقة التي أجريت بها البحث فعلياً، مقارنة بما اقترحته في الخطة. عادة ما يحدث، أن المقاصد التي نضعها في خطة البحث تختلف في الواقع، لذلك علينا القيام بالتعديلات التحررية المناسبة لنقل تلك المقاصد من الخطة إلى الأطروحة.



- اجعل بحثك محدداً جداً.
قد تعتقد أن ذلك سيشوه ما تود القيام به. وربما يكون ذلك صحيحاً، لكن ستستطيع إجراء البحث إذا كان محدداً بدقة. تحديد مشروع بحث واسع قد يبدو أفضل بالنسبة لك لكن من الممكن أن يكون مشروع بحث لا يمكن إدارته. عندما تفرغ من إنجاز بحثك من المهم أن يكون لديك شيء محدد و حاسم لتقوله. هذا يمكن الحصول عليه و تعزيزه في مشاريع البحوث المحددة بدقة، و إلا سيكون لديك أشياء عريضة عن مناطق واسعة توفر القليل فقط من الإرشاد للذين يتابعونك.
عادة ما يكتشف الباحث أن ما اعتقد أنه مشروع بحث جيد قد تحول و أصبح مجموعة من مشاريع البحوث. قم بإنجاز مشروع واحد لأطروحتك و احتفظ بالمشاريع الأخرى لحياتك المهنية لاحقاً..
لا تحاول حل كل المشاكل في مشروع بحث واحد.


- ضمِّن خطتك عنواناً لبحثك.
خطة البحث الجيدة تحمل عنوان بحث جيد و هو الشيء الأول الذي سيساعد القارئ ليبدأ فهم طبيعة عملك. استخدمه بحكمة.
اعمل على عنوانك في بداية العملية و قم بتنقيحه متى ما كان ذلك ضرورياً.
من السهل على القارئ معرفة خطط البحث التي ركز فيها الطالب على عنوان البحث بشكل جيد و إعداد عنوان بحث جيد يعني:-

* يحمل أهم الكلمات و يظهرها في البداية.
* يحد من استخدام الكلمات الغامضة و المشوشة.
* يقوم بتجزئة العنوان إلى عنوان رئيس و آخر فرعي إذا كان العنوان مكوناً من عدد كبير من الكلمات.
* يتضمن الكلمات الرئيسة التي ستساعد الباحثين في المستقبل على الوصول إلى العمل.
 
( تابع "إعداد خطة البحث" )

- من المهم أن تكون خطة بحثك منظمة حول حزمة من الأسئلة التي ستقود بحثك. هذه الأسئلة يجب أن تشكل الصلة بين بحثك و البحوث الأخرى التي سبقته، كما يجب أن تعكس بوضوح العلاقة بين بحثك و محور دراستك. يجب أن لا تذهب بعيداً في هذه النقطة و تجعل أسئلتك محددة جداً. يجب أن تبدأ بأسئلة عريضة.

* مثال لسؤال جيد :

هل الدارسين في مواقع تعليم الكبار في الريف لديهم صفات مماثلة للدارسين في تعليم الكبار بصورة عامة؟

* مثال لسؤال ضعيف :

ما هي صفات الدارسين في مواقع تعليم الكبار الريفيين؟ ( محدد جدا )

* مثال آخر لسؤال ضعيف:

كيف يمكن لوكالة كذا أن تخدم دارسي تعليم الكبار في الريف بشكل أفضل؟ ( لا يمكن تعميمه )



- فيما يلي المزيد من الأفكار التي تتعلق بتحديد مشروع بحثك من خلال خطة البحث:
( أ ) تأكد من أن بحثك سيفيد أولئك المشاركين في البحث، فبحثك يجب أن لا يزودك أنت فقط بالفهم الجديد، و إنما مجتمع البحث أيضا.
( ب ) القرار حول مكان إجراء البحث قرار مهم.
إذا كنت من منطقة أو من بلاد أخرى فكثيراً ما يتوقع منك العودة إلى الموطن لإجراء البحث. قد يثمر ذلك نتائج أفضل، لكنه سيخلق وضعاً يتوقع فيه منك أداء التزامات أخرى غير البحث و أنت في موطنك. للعديد من الطلاب تكون فرصة إجراء البحث بعيداً عن الموطن تجربة مهمة، حيث يكون في إمكانهم السيطرة على العديد من العوامل المتداخلة التي لا يستطيعون السيطرة عليها في الموطن. فكِّر ملياً معتبراً موقفك الخاص قبل أن تقرر حول مكان إجراء البحث.
( ج ) ماذا إذا كان لديك الفرصة لإجراء بحثك بالاشتراك مع مشروع بحث آخر يعمل في موضوع له علاقة بموضوع بحثك؟
أحياناً يسير ذلك بشكل جيد، لكن كثيراً ما نجد أن باحث الأطروحة يتنازل عن حرية غالية عندما يقرر إجراء بحثه بالاشتراك مع شخص آخر.
تأكد أن شروط التبادل في صالحك. فكر ملياً قبل تعديل مشروع بحثك ليلائم شخصاً آخر. تمتع بسلطة و حرية اتخاذ قراراتك بنفسك و كذلك تحمٌّل أخطائك.. هذا هو سبيلنا لنتعلم.



- يجب عدم الاستخفاف بمسألة عرض الخطة على اللجنة الاستشارية المختصة. إذا قمت بواجبك بصورة جيدة، ستجد أن اللجنة الاستشارية أكثر عوناً لك. وإليك الأفكار التالية:-

( أ ) إذا كان لديك الحرية في اختيار لجنة أطروحتك قم بذلك بحكمة.
لا تركز فقط على الخبرات وتأكد أنك اخترت للجنتك مقدرات داعمة لك، وعلى استعداد لمساعدتك من أجل إكمال بحثك بنجاح. فأنت بحاجة إلى لجنة قد تحتاج إلى مساعدتها و تعرف أنها ستقوم بذلك. لا تنس أنه بإمكانك الاتصال بخبراء المحتوى الذين ليسوا أعضاء في لجنتك في أي وقت أثناء قيامك بمشروع البحث.
( ب ) أستاذك الأساس و مشرفك و مرشدك و رئيس اللجنة هم حلفاؤك.
عند عرض الخطة على اللجنة تأكد من أن أستاذك الأساس يدعمك بالكامل. امض معه بعض الوقت قبل اجتماع اللجنة حتى يكون مطلعاً على خططك و تأكد من دعمه لك. اجتماع مناقشة الخطة فرصة لك و لمشرفك للحصول على نصائح اللجنة. لا تترك الشعور بأنك في مواجهة معهم يتسلل إليك.
( ج ) زوِّد أعضاء اللجنة بخطة بحث مكتوبة بشكل جيد قبل الاجتماع بوقت كاف حتى يتمكنوا من الإطلاع عليها.
( د ) إذا كان سيطلب منك عرض الخطة في اجتماع اللجنة فقم بالتحضير الجيد لذلك. إذا كان عرض بعض الرسوم البيانية ضروري لمساعدة أعضاء اللجنة على الفهم تأكد من أنك قد حضرت تلك الرسوم بشكل جيد. أسلوب تقديمك و مخاطبتك يجب أن لا يقلل من شأن أعضاء اللجنة. اجعلها تبدو وكأنهم قد قرءوا خطتك لكن لا تفترض الكثير و مر على كل التفاصيل بافتراض أن أحد أعضاء اللجنة ربما يكون تجاوز تلك الفقرة.
 
كتابة الأطروحة


هذا هو الجزء الذي ظلنا ننتظره طويلاً. يجب أن نفترض أنك قد حصلت على فكرة جيدة عن البحث بعد الموافقة على خطتك، جمع البيانات و إجراء التحليل. أنت الآن على وشك أن تبدأ كتابة الأطروحة. إذا قمت بالخطوات الأولى بصورة جيدة فلن يكون هذا الجزء سيئاً. في الحقيقة ربما يكون ممتعا.



- الخرافة الكبرى حول كتابة الأطروحة أن تبدأ بالفصل الأول و تنتهي بكتابة الفصل الخامس.
نادراً جداً ما يكون الوضع كذلك. إن أكثر الطرق إنتاجاً في كتابة الأطروحة، هي أن تبدأ بكتابة تلك الأجزاء من الأطروحة التي تشعر أنك أكثر ارتياحاً لها.ثم انتقل بعد ذلك لإكمال مختلف الفقرات كما ترى. في لحظة ما، سيكون بمقدورك أن تبسط أمامك كل الفقرات التي كتبتها كما سيكون بمقدورك وضعها في ترتيب متسلسل لترى ما هو ناقص و تقوم بإضافته للأطروحة. تبدو هذه الطريقة أكثر معقولية لأنها مبنية على تلك الجوانب من دراستك التي تثير أكثر اهتمامك. امض مع ما يثير اهتمامك، ابدأ الكتابة من هناك وابن على ذلك. لقد وصف ديفيد كرانزيل من جامعة ولاية داكوتا الشمالية طريقة الكتابة من (الألف إلى الياء) كما يلي:- انظر إلى الفقرات الأولى من أطروحتك. إذا كنت مستعداً امض مباشرة و اكتبها. إذا لم تكن مستعدا انتقل من فقرة إلى أخرى خلال كل المقترح حتى تجد فقرة يمكن أن يكون لك فيها ما تكتبه. اكتبه ثم واصل تنقلك عبر الفقرات من (الألف إلى الياء) تكتب و تضيف إلى الفقرات التي تستطيع الكتابة فيها وكلما فرغت من فقرة اتبع نفس الطريقة من (الألف إلى الياء). هذا سيساعدك على تصور الناتج النهائي لمجهودك من البداية المبكرة لكتابتك و في كل مرة تكتب فيها تبني كامل الأطروحة من (الألف إلى الياء).



- إذا كنت قد أعددت خطة بحث شاملة فإنك ستكافأ على ذلك الآن.
أخرج الخطة و ابدأ في مراجعة منهج البحث المقترح غيّر صيغة الفعل من المستقبل إلى الماضي ثم أضف أية إضافات أو تعديلات بحيث تعكس الفقرة عن المنهج ما قمت به حقيقة. لقد تمكنت الآن من نقل بعض الفقرات من خطة البحث إلى الأطروحة. الآن انتقل إلى فقرة مشكلة البحث ومن ثمَّ إلى الجزء الخاص بأدبيات البحث و دراساته السابقة الموجودة في الخطة و انقلها بنفس الطريقة التي عدلت و نقلت بها فقرة منهج البحث من خطة البحث إلى الأطروحة.



- عندما تقوم بطباعة مسودة فصل ما ستجد أن هناك عدد من التغييرات يجب أن تجرى، وقبل أن تعرف ذلك ستجد أنك قد طبعت مسودة أخرى لنفس الفصل. و يبدو من الصعوبة التخلص من أي من المسودتين. بعد حين سيصبح من الصعوبة بمكان تذكر النسخة التي تعاينها هل هي الأولى أم الثانية؟ لذلك قم بطباعة مسودة كل فصل من الأطروحة في ورق مختلف اللون – على الأقل الصفحة الأولى- ومع اختلاف ألوان الأوراق سيكون من السهل عليك تمييز المسودة الأخيرة، كما يمكنك أن تلاحظ ما هي المسودة التي يقرأها أحد أعضاء اللجنة مثلا.



- أسلوب كتابة الأطروحة يجب أن يكون واضحا و غير غامض. ولتتمكن من ذلك عليك تحضير قائمة بالكلمات الدليلية أو المفتاحية المهمة لبحثك. وبعد ذلك يجب أن تستخدم تلك الكلمات طوال عملية كتابة الأطروحة. ليس هناك ما هو أكثر إثارة للضجر للقارئ من مسودة تستخدم كلمات متناوبة لتعنى بها الشيء نفسه. إذا قررت أن تكون إحدى العبارات الدليلية في بحثك هي " ورش العمل التربوية " فلا تحاول أن تستبدل تلك العبارة بأخرى مثل" برامج على رأس العمل " أو " ورش العمل التعليمية " أو " المؤسسات التربوية ". حافظ دائما على العبارة نفسها " ورش العمل التربوية " . سيكون واضحاً جداً للقارئ ماذا تعنيه بالضبط.



- قم بمعاينة اثنتين أو ثلاث أطروحات نظمت و عرضت بصورة جيدة. تفحص استخدامها للعناوين، الأسلوب العام، الطباعة و التنظيم. استخدمها كنموذج لإعداد أطروحتك. بهذه الطريقة ستكون لديك فكرة منذ بداية عملية الكتابة عما ستكون عليه أطروحتك عندما تفرغ منها و هو ما يعتبر مساعداً جداً.



- كلنا على معرفة بفائدة قائمة المحتويات للقارئ، لكن ما لا ندركه أحياناً هو أهميتها للكاتب والتي لا تقدر بثمن.
استخدم قائمة المحتويات لتساعدك على تحسين أطروحتك. استعملها لترى إذا ما كنت قد أغفلت شيئاً ما، أو لعرض فقراتك في أكثر الصور منطقية، أو إذا كان من الضروري جعل كلماتك أكثر وضوحاً. باستخدام الحاسب الآلي يمكن نسخ و لصق عناوينك من كل ما كتبته إلى قائمة المحتويات. بعد ذلك راجع قائمة المحتويات و تأكد من أنها واضحة بما يكفي و مفهومة بصورة جيدة للقارئ. ربما قد تندهش للسهولة التي ستتعرف بها على كل المناطق التي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام في أطروحتك. لا تنتظر حتى النهاية لوضع قائمة المحتويات. ضعها مبكراً بما يكفى حتى تتمكن من الاستفادة من المعلومات التي ستوفرها لك.



- إذا كنت ستضمِّن أطروحتك فقرة عن الاستنتاجات و التبعات، تأكد من أنك تعرض فعلاً استنتاجات و تبعات.
عادة ما يستخدم الكاتب هذه الفقرة لإعادة عرض نتائج البحث -وهذا هو الخطأ!- لا تُضع زمن القارئ، لقد قرأ نتائج البحث و توقع من فقرة الاستنتاجات أن تساعده على الفهم الكلي لما قمت به. هذه الفقرة مهمة في الأطروحة و أحياناً من الأفضل القيام بها بعد فترة ابتعاد عدة أيام من البحث لتمكن نفسك من وضع البحث في منظوره. إذا اتبعت هذه الطريقة فمن المؤكد أنك ستجد العديد من الرؤى التي ستساعدك في ربط بحثك بمجالات أخرى. عادة ما أفكر في فقرة الاستنتاجات كمقولة من نوع: ماذا بعد؟. بمعنى آخر: ما هي الأفكار الأساس التي يمكن استنتاجها من دراستك لأطبقها في المجال الذي يهمني.



-من أكثر الأجزاء سخفاً في الأطروحة: الفقرة المتعلقة بمقترحات البحث المستقبلي، فعادة ما يكتب هذا الجزء في نهاية عملية الكتابة، و يكون قد تبقى القليل من الطاقة لجعله ذا معنى.
المشكلة الأساس مع هذا الجزء، هي أن المقترحات عادة ما يكون بالإمكان عملها قبل إجراء البحث. اقرأ هذا الجزء و أعد قراءته حتى تتأكد من أنك قد وضعت اقتراحات بحث نابعة من تجربتك في إجراء البحث و النتائج المشتقة منه. تأكد من أن مقترحاتك للبحث المستقبلي تعمل على ربط بحثك بمشاريع بحوث أخرى في المستقبل و توفر فرصة إضافية للقارئ ليفهم - بشكل أفضل- ما قمت به.


- الآن حان الوقت لكتابة الفصل الأخير.
لكن ما هو الفصل الذي يأتي أخيرا؟ اعتقادي هو أن الفصل الأخير يجب أن يكون الفصل الأول. أنا لا أعني ذلك حرفياً. من المؤكد أنك قد كتبت الفصل الأول في بداية هذه العملية. الآن، في النهاية أتى الوقت لإعادة كتابة الفصل الأول. أعد قراءة الفصل الأول باهتمام برؤية أنك الآن قد أكملت كتابة الفصل الخامس. هل سيساعد الفصل الأول القارئ على التحرك للفصل الخامس؟ هل المفاهيم الأساسية الضرورية لفهم الفصل الخامس موجودة في الفصل الأول؟
 
رفع الله قدرك يا أبا حامد
هلا تكرمت علينا بتحميل هذه الفوائد في مستند نصي,كي تُقرأ على مهل!!؟
 
7/7

7/7

الدفاع عن الأطروحة ( المناقشة )

يا له من اسم لافت للنظر .. ( الدفاع عن الأطروحة ) يبدو وكأنه يشير إلى نوع من الحرب التي تحاول كسبها، و بالطبع مع أربعة أو خمسة منهم و أنت وحدك يبدو الأمر و كأنهم قد كسبوا المعركة قبل أن تبدأ!
تذكر أن هذا الاجتماع هو لك لتعرض على الجميع كيف كان أداؤك جيداً في إجراء بحث دراستك وإعداد أطروحتك. إضافة إلى ذلك يجب أن يكون هناك مناخ حلقة دراسية حيث يقيَّم تبادل الأفكار..بكل وضوح أنت أكثر الناس معرفة في هذا الاجتماع عندما يتعلق الأمر بموضوعك. أعضاء اللجنة جاءوا ليسمعوا منك و يساعدوك لتفهم البحث الذي وظفت له نفسك خلال الأسابيع الماضية بصورة أفضل. هدف أعضاء اللجنة هو مساعدتك لإكمال متطلبات درجتك العلمية. بالطبع قد تظهر بعض الأجندة الأخرى، إذا حدث ذلك حاول البقاء حيث أنت و أعد توجيه الاجتماع نحو برنامجك.
وفيما يلي بعض الأفكار التي ربما تساعدك على إبقاء الاجتماع بجانب أجندتك أنت:-



- حاول حضور مناقشة أطروحة أو اثنتين قبل مناقشتك.
أثناء المناقشة حاول التركيز على التفاعل الذي يحدث: هل يبدو الطالب مسترخياً ؟ ما هي الاستراتيجيات التي يتبعها الطالب ليبدو مسترخياً؟ كيف تفاعل الطالب مع اللجنة؟ هل يبدو أن الطالب استطاع الإجابة على الأسئلة بشكل جيد؟ ما الذي يمكن عمله من أجل جعل الموقف أفضل مما كان عليه؟ ما هي الأشياء التي يجب عليه تجنبها؟ بإمكانك تعلم الكثير من حضور مثل ذلك الاجتماع.



- ناقش بحثك مع أصدقائك و زملائك. أصغ باهتمام لأسئلتهم. انظر إذا كان في إمكانك تقديم بحثك في صورة واضحة و متماسكة. هل هناك جوانب من بحثك مشوشة بشكل خاص و تحتاج إلى المزيد من الإيضاح؟ هل هناك أشياء نسيت أن تقولها؟ هل يمكنك تغيير ترتيب عرض المعلومات لتبدو أسهل فهما؟



- أتمنى أنك لم تكن قد قمت بتوزيع أجزاء من أطروحتك على أعضاء لجنة المناقشة أثناء مرحلة كتابتها.
أجد أن هذه الممارسة مزعجة جدا و تخلق الكثير من المشاكل للطالب. يجب أن تعمل بالقرب من مشرف أطروحتك. هو أكثر الأشخاص الذين يجب إرضاؤهم. طوِّر استراتيجية مع مشرفك فيما يخص كيف و متى تشرك الآخرين فيما كتبته. فقط بعد أن يوافق مشرفك على ما كتبته يمكنك إشراك الآخرين من أعضاء اللجنة وعندها يكون قد اقترب وقت المناقشة. إذا أشركت أعضاء اللجنة في الأجزاء غير الناضجة من أطروحتك فستجد نفسك في موقف يطلب فيه منك أحد أعضاء اللجنة أن تعمل شيئاً ما، بينما يطلب عضو آخر شيئاً آخر. ماذا تعمل في هذه الحالة. الإجابة الأفضل هي أن لا تضع نفسك في هذا المأزق. اجتماع لجنة المناقشة يسمح لاهتمامات أعضاء اللجنة بالظهور في مناخ تحاوري يمكِّن من مناقشة و جهات النظر المتعارضة و حلها.



- من المهم و أنت تدخل المناقشة، أن يكون لديك الإحساس بأنك لا تقوم بها لوحدك.
كما أشرنا سابقاً، مشرفك الأساس يجب أن تنظر إليه كحليف لك و يقف بجانبك في المناقشة. لا تنس، إذا ارتبكت أثناء المناقشة ستربك مشرف أطروحتك معك. لذلك أعط الفرصة لكما الاثنين بضمان عدم الارتباك و الإرباك. قابل مشرف أطروحتك قبل المناقشة و ابحث معه الاستراتيجيات التي ستتبعها فيها. حدد المشاكل التي يمكن أن تحدث وناقش طرق التعامل معها، حاول جعل المناقشة تبدو و كأنها مجهود فريق عمل.



- لا تكن دفاعياً في مناقشتك.
قد يبدو هذا مشوشاً، فمثل هذا الكلام يقال، لكن أحياناً من الصعب الوفاء به. لقد أمضيتَ قدراً معتبراً من الوقت في بحثك و هناك نزعة قوية للدفاع عما قمت به. على كل حال، أعضاء اللجنة قد يكون لديهم منظور جديد و بعض الأفكار الجيدة لإشراك كل الاجتماع فيها. ربما تكون هناك طرق سهلة للتعامل مع الأفكار الجديدة، أشياء مثل:- " شكرا لك على فكرتك، سأعطيها الكثير من الاهتمام" بذلك تكون قد تمكنت من إبطال موقف قابل للانفجار و لم تضع نفسك أو عضو اللجنة في زاوية ضيقة. إضافة إلى ذلك فإنك لم تعِد بشيء. حاول أن تكون ماكراً سياسياً في هذا الوقت ولا تنسَ أن هدفك النهائي هو إكمال درجتك العملية بنجاح.



- فكر في تسجيل المناقشة.
استعمل مسجلاً صغيراً، سجِّل كل التقديم و أسئلة و تعليقات أعضاء اللجنة فهذا يساعد في أمرين:
أولاً: يكون للطالب توثيقا للاجتماع يساعده في إجراء التعديلات و التصحيح المطلوب في الأطروحة، ويمكن للطالب أن يسترخي و يسمع في هدوء ما يقوله أعضاء اللجنة لأن الملاحظات يسجِّلها المسجِّل.
ثانيا: يمتلك الطالب تسجيلاً دائماً لتقديمه للدراسة. الاحتفاظ بأوراق الخرائط و شريط التسجيل يكون مفيداً في الاستفادة منها مستقبلاً في مراجعة البحث أو في حالة طلبات أخرى لتقديمه.



باتباع المقترحات و الأفكار السابقة أتمنى أن يكون بإمكانك إنهاء برنامج دراستك العليا في وقته المناسب و بصورة ممتعة.

شيء أخير يجب إضافته، قم بإعداد ورقة علمية تشرك بواسطتها الآخرين في نتائج بحثك. ليس هناك وقت أفضل من الآن للقيام بذلك. بعد المناقشة مباشرة يكون لديك معرفة أفضل بدراستك وأنت في أفضل موقف لوضع أفكارك على الورق. إذا أجلت مهمة الكتابة إلى وقت آخر فمن المحتمل أن لا تقوم بها أبدا. حوِّل كل ما استثمرته في بحثك إلى رأس مال و اكسب بعض الفوائد الإضافية .. ابدأ بهذا مباشرة!

الجمعة 10 جمادى الأولى 1431
 
رفع الله قدرك يا أبا حامد
هلا تكرمت علينا بتحميل هذه الفوائد في مستند نصي,كي تُقرأ على مهل!!؟

وإياك أخي الفاضل ..
وإشارتك واجب حفظك الله .

تجد الملف في المرفقات.
 
شكراً لك أبا إبراهيم على هذا الطرح الرائع...
يا ليتني اطلعت عليه قبل هذا الوقت بكثير...!!
ولعلي أستفيد منه في مستقبل الأيام...

تقبل تحياتي أخي الكريم
 
أعجبتني عبارة (والدفاع عنها في المناقشة) في عنوان الموضوع وفي عنوان البحث المعروض ، حيث إن الباحث ينبغي أن يُحسِن الدفاع عن فكرته ورأيه وبحثه، وألا يكون متذبذباً لا يدري بم يجيب عندما يناقش في مسائل بحثه، وأن هذا جزء من شخصية الباحث والعالم التي ينبغي تربيتها في الباحثين وتعزيزها. وقديماً قال أحمد شوقي عندما طلب منه صاحب صحيفة الحياة أن يقول له بيتاً يجعله شعاراً لصحيفته :
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً * إن الحياة عقيدة وجهادُ​
فلا بد أن يتبنى الباحث رأيه العلمي عن قناعة، ثم يحسن الدفاع عنه بعلم وأدب وبصيرة، ولا يتنازل عنه إلا بدليل أقوى من دليله، حتى تتربى فيه الشخصية العلمية المتزنة .
وكثير من الباحثين في المناقشات العلمية يتردد في الجواب عن رأي علمي رجحه واختاره، ويرجع عنه بسهولة لأي نقاش، وربما يرجع عنه ثم يعود إليه دون قناعة في الحالتين ، ويشككه في موقفه أدنى اعتراض من المناقش.​
 
أعجبتني عبارة (والدفاع عنها في المناقشة) في عنوان الموضوع وفي عنوان البحث المعروض.
وكثير من الباحثين في المناقشات العلمية يتردد في الجواب عن رأي علمي رجحه واختاره، ويرجع عنه بسهولة لأي نقاش، وربما يرجع عنه ثم يعود إليه دون قناعة في الحالتين ، ويشككه في موقفه أدنى اعتراض من المناقش.
والسّبب يا شيخ الملتقى -غالباً-: تشديد المشرف المحترم على الباحث أن يسمع ولا يتكلّم إلا قليلاً.
الشّهادة واخدها واخدها فمش عاوزين احتكاكات مع المناقشين أو إطالة مدّة المناقشة.
وأصبحت المقولة الدّارجة المشهورة:
(إن تُشَدِّد يُشدَّد عليك، وإن تسكت يُسكَت عنك)
ولقد قالها لي المشرف في بحث الماجستير، فرفضتها، ولم أترك أحد المناقشين المتصلّبين في رأيه دون ردّ عليه.
ورفضت أن آخذ بأيّة ملاحظة من ملاحظاته؛ لأنّها وجهة نظر له لست ملزماً بها.
لم تعجبه منهجيّة الأزهر بدعوى أنّه ليس ملزماً بها فرددت وأنا لست ملزماً بمنهجيّتكم ..
لم يعجبه تعريف سيّد للحضارة، وأراد أن يلزمني بتعريف مالك بن نبي ..
لم يعجبه أن آخذ تعريفاً من باحث معاصر بدعوى أنّه ليس لغويّاً؛ فقلت هو تعريف له استنباطاً، ولو أخذته دون أن أردّه إليه لاعتبرتم ذلك سرقة علميّة!!
لم يعجبه عنوان مبحث من المباحث: فقلت له هذا العنوان أخذته من كتابك الماتع -وقد كان في حقيبتي بين أوراقي عند المناقشة- فسكت!
لم يعجبه أن آخذ من كتب الحديث التّسعة، وقال معلّقا: ينبغي عليك الاكتفاء بالبخاريّ أو مسلم؛ إذ إنّ هذا إضاعة وقت! وقته مولانا ثمين جدّاً! فذكر لي أحد المناقشين أنّه قبل شهرين قد ناقش طالبة فعلت فعلك وكان هو مشرفها!!!! فسبحان الله!
آلاعتراض من أجل الاعتراض؟!!
كانت ملاحظاته مستفزّة استفزّت المناقِشَيْنِ الآخرَين؛ ومن أسف فقد همس أحدهما بعد انتهاء المناقشة في أذني بأنّ ملاحظاته ليست صحيحة وأنّي على صواب؛ فقلت: هذه وجهة نظره وليست من المقطوعات ولا ما تبنّيته؛ ولكن يا مولانا ليتك صدعت بهذا في جلسة المناقشة. فاعتذر بالحساسيّات بين الأساتذة. حساسيّات إيه وكلام مش .... إيه؟!!! الكلّ تحت سقف العلم وسيف الحقّ؛ ولكن غفر الله لهم. إنّهم وإنّنا نحتاج إلى دورات تدريبيّة مستمرّة وإنعاش دائم لنعرف كيف نكتب وكيف نناقش.
المهمّ: رفض التّوقيع على الرّسالة؛ لأنّي لم آخذ بأيّة ملاحظة له. فاتّصل بي المشرف لآخذ ولو بملاحظة.
فقلت له بالحرف: لا أريد الشّهادة الموقّعة بحبره. ووالله لن أدع كلمة خطّها على نسخته إلا ونشرتها في الصّحافة لأريه أيّة شخصيّة أكاديميّة إسلاميّة هو. وليحكم الله بيننا.
ولكنّ المشرف وعميد الكلّيّة استقويا عليه وأخذا منه التّوقيع السّامي.
أنا أزعم أنّ الباحث هو أقوى في بحثه من مناقشيه تفصيليّاً؛ وهو أكثر اطّلاعاً على جوانب متعدّدة من البحث من خلال السّنوات والمراجع المتعدّدة في مرحلة الجمع والغربلة والموازنات والتّرجيح.
وهم أعلم منه عموماً وأساليب وخبرة.
والله أعلم وأحكم​
 
رضي الله عن أستاذنا البحر الطُّلَعة الرّحّالة الأستاذ الدّكتور نزار العاني -حفظه الله-. فقد درّسنا مناهج البحث العلميّ -القسم الثّاني-، فكان يستضيف محاضراً يحاضر في عنوان يضعه، ثمّ في المحاضرة الّتي تليها نناقش محاضرته؛ بإشرافه وتوجيهاته.
ثمان محاضرات وثمان مناقشات. وأسئلة الامتحان النّهائيّ عن المحاضرات الثّماني ومناقشاتها.
ثمّ يطلب إلينا كتابة بحث بعد توجيهنا، ويشترط في كتابة البحث: كلّ عنوان أو معلومة كتبناها؛ علينا أن نصوّرها ونضعها في ملحق البحث.
ثم ينفرد بكلّ طالب ويناقشه في مفردات بحثه كاملاً.
ولقد أَفادَ كثيرٌ من طلبة العلم من هذا الأسلوب كثيراً.
ورضي عن شيخنا البحر الآخر الأستاذ الدّكتور قحطان الدّوريّ -حفظه الله- في المساق ذاته -القسم الأوّل-.
كان يعرّفنا بأسماء الكتب وتراجم المؤلّفين ونحفظها كاملة. ويقول لنا: ما أفدنا من شيء ما أفدناه من أسماء الكتب وتراجم المؤلّفين.
نذكر هؤلاء وأولئك لنحمد الله تعالى أنّ في الأمّة علماء يشار إليهم بالبنان وتشدّ إليهم الرّحال، وأنّ هنالك علماء يحتاجون إلى تقاعد إن لم يسيروا على صراط البحث المستقيم.
مع شكرنا الجزيل للأستاذ العبّاديّ -حفظه الله ورعاه وبارك فيه وفي جهده وجهوده-.
 
جزاك الله خيرا يا أخي أبا سارة هلا نسقت هذه المادة في ملف ورد ونزلتها مرة واحدة حتى نستفيد أكثر ولا تنسانا في صالح دعائك وشكرا
 
مشكور على هذا الانجاز

مشكور على هذا الانجاز

اخي الحبيب : اقسم لك ان هذا شيء طيب وهذة افكار عامة اريد منك تطبيق عملي مع الامثلة لو تكرمت علينا ويا ريت لو ارجعتنا الى خطط مكتوبة مبينا كيف تم انشائها مع الشكر عزيزي
 
الأستاذ الفاضل:"محمد العبادي" جزاك الله خيرا على نشر هذه الفوائد، بل وأشكر من جدد الموضوع وأنعشه فظهر في واجهة العرض، ولولا ذاك مااستطاع الإفادة منه من التحق بالملتقى قريبا،استفدت كثيرا من إضافات المشايخ وتعليقاتهم .
فللجميع أقول :"جزاكم الله خيرا."
 
عودة
أعلى