الحمد لله الذي أنزل علينا كتابه وحفظه لنا من التبديل والتحريف ومنّ علينا بتلاوته000
أحبتي في الله تعالوا نقف مع هذه الآيات لينطلق من خلالهما إلى هذا الكتاب العظيم الذي لا ساحل لمعاني آياته00 فنتدبر آياته ونقف عند عجائبه ونحرك بها هذه القلوب عسى نفحة من بركات الولي الحميد أن تدركها فتسعد سعادة لا شقاء بعدها00 والله المستعان
مع المقصود00
يقول الله سبحانه((وسقاهم ربهم شرابا طهورا )) آية 21 الإنسان ويقول سبحانه(( ويسقى من ماء صديد )) آية 16 إبراهيم ويقول عز وجل(( وسقوا ماء حميما 000 ))
فتأملوا في الآية الأولى كيف ذكر الله الفاعل صريحا للفعل (سقى) ولم يذكر في الآياتين الأخيرتين مع أن الكل بأمر الله سبحانه
فظهر لي أنه في الأية الأولى كانت السقاية سقاية تكريم وتنعيم فناسب أن يذكر الله سبحانه الفاعل وهو - الله - زيادة في التشريف والإكرام
وأما في الآيتين الأخيرتين فإن السقاية سقاية عذاب إهانة وإذلال فناسب أن يُحْذف الفاعل زيادة في الإذلال والإهانة00
يشبه أن يكون قوله سبحانه : (( وسقاهم ربهم شراباً طهوراً )) منطبقاً على الحوض يوم القيامة .
ووجه الدلالة : أنّ سقيا الله لهم لا يكون بعدها ظمأ ، وقد ذكر الله أنهم يدخلون الجنة مُدخلاً كريماً . فكانت تلك السقيا من الحوض المذكور في السنة النبوية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت أخي أبا هاجر وفوق هذا التكريم الرباني يظهر لي من ذلك أن نسبة الفعل مقصود ليتوسل بذكر الرب لنكتة شريفة وفائدة لطيفة فهو مشعر بالعاقبة الحميدة والنهاية السعيدة لإطاعة المربي إذا كان عالما وحكيما ومن هنا ذكر الرب ولم يذكر لفظ الجلالة وأسند لهم ((ربهم)) الذي لم يألُ نصحا لهم والذي مهد لهم السبل ذللا والله العالم