دعوة لحضور اللقاء الـ 20 للمركز ( كتب رسم المصحف بين الرؤية والرواية) د. بشير الحميري

مركز تفسير

مركز تفسير للدراسات القرآنية
إنضم
30/03/2004
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
2525.jpg
 
شكر الله للقائمين على مركز تفسير هذه الجهود الطيبة النافعة
اختيار موفَّق للعنوان وضيف اللقاء
أسأل الله تعالى أن يوفِّق شيخنا د. بشير ويسدَّده ويفتح عليه في هذا اللقاء
 
أسأل الله أن يوفق الأخ الدكتور بشير في أطروحته المسائية، وهو من المعتنين والمتخصصين بهذا العلم المهمِّ ، وكم أودُّ لو كنت بين الحضور ، لكنني مرتبط بسفر شهري آخر كل ثلثاء من كل شهر.
 
أسأل الله لأخي الدكتور بشير التوفيق والسداد . وسيكون معنا في ذلك اللقاء فضيلة الشيخ الجليل الدكتور عبدالهادي حميتو إن شاء الله ، وهو مؤلف كتاب (قراءة الإمام نافع عند المغاربة) وهو ذو جهود وهو عضو لجنة مراجعة المصاحف في المغرب . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
 
ياليت يقوم بعض الفضلاء - ممن حضره - بعرض لأهم ما ورد باللقاء من فوائد علميه و خلافه
 
بسم الله الرحمن الرحيم​

الحمد الله الذي وَفَّقَ وهَدَى، والصلاة والسلام وُفِّقَ فَهَدى، صلاة وتسليما إلى يوم يبعث الناس من القبور.
فإنه لما شرفت بإلقاء جملة نقاط وإضاءات عن رسم المصاحف بين الرواية والرؤية؛ وكان السخاوي نموذجا لها، في ديوانية الشدِّي؛ ضاق الوقت عن استقبال بعض اسئلة طلبة العلم الذين يجب أن تصرف إليهم الهمم، حتى يتضح لهم الطريق واضحا.
وفي الحقيقة أنه أعطيت مداخلات لا فائدة فيها، ولو أجيب عن بعض هذه الأسئلة للحضور لكان أولى من صرف الوقت في كلام لا فائدة فيه، ولكن الحمد لله على كل شيء.
ولما كان الأمر كذلك أخذت في آخر اللقاء جملة الأوراق التي فيها الأسئلة وذكرت أني سأحاول الإجابة عن تلك الأسئلة، فأقول وبالله التوفيق، بأني سأنقل نص السؤال كما هو نصا، ثم أتبعه بإجابة سريعة، إذ لا مراجع أمامي، وإنما هو مما أحفظه في هذا العلم:

س1: هل السخاوي القارئ يختلف عن السخاوي تلميذ ابن حجر العسقلاني؟، وكيف أفرق بينهما؟
ج1: نعم هما شخصان مختلفان، فالأول أبو الحسن علي بن محمد السخاوي، ت: 643هـ غلب عليه القرآن وعلومه، والثاني هو: محمد بن عبدالرحمن بن محمد السخاوي، ت: 902هـ غلب عليه التاريخ، والتفريق بينهما سهل بالنظر في شيوخ كل منهما، والتمييز بينهما بالاسم أولا، ثم بالفن، وهناك غيرهم ممن يلقب بالسخاوي، لكن شهرتهم أقل من هذين.

س2: لماذا لم تنقط الياء المتطرفة في رسم المصحف الذي نقرؤه اليوم؟
ج2: أصل وضع نقط الإعجام كان للتفريق بين الحروف المتشابهة في الشكل، حتى لا يخلط حرف بآخر، وعليه فإن أي حرف لا يوجد له شبيه في حال كتابته لا يحتاج إلى نقط، انظر إلى حرف الألف: (ا) لماذا لم ينقط؟، الجواب: لأنه لم يشبه أي شكل آخر، فلا نحتاج أن نميزه عن غيره، ومثله حرف (م) و(هـ) و(ل)، وغيرها من الأحرف، وهناك حروف تشتبه في بعض أوضاعها، ولا تشتبه في الوضع الآخر، فاتفقوا على أنها حال أشبهت غيرها؛ وجب نقطها، مثل حرف (ن) فإنه إما أن يتصل بما بعده، فكلهم يوجب نقطه للتمييز، مثلن كلمة: ▬يثنون♂ فإن النون الأولى يجب نقطها لأنها ستشتبه بأربعة أحرف وهي (ـبـ) و(ـتـ) و(ـثـ) و(ـيـ) فإنه لا يميز بين هذه الأحرف إلا بالنقط، فوجب نقطها عند الجميع، والحالة الثانية لها أن لا تتصل بما بعدها ومثاله النون المتطرفة في الكلمة السابقة، فإن هذا الشكل لها لا يشتبه بغيره، فاختفلوا في نقطها من عدمه؛ فاختار المغاربة عدم نقطها لعدم المشابهة، وأختار المشارقة نقطها لأنها منقوطة في الأصل، ومثلها مما يختلف شكلها حال اتصالها وانفصالها، ثلاثة أحرف أخرى، وهي (ف) و(ق) و(ي) و(ن) فإن هذه الأحرف إذا اتصلت بما بعدها اشتبهت بغيرها فوجب نقطها عندهم أجمعين هكذا: (ـفـ) يشتبه بـ(ـقـ)، وحرف (ـيـ) يشتبه بالأربعة الأحرف المتقدمة، وحرف (ـنـ) يتشبه بها أيضا، هذا حال الوصل فوجب نقطها، وأما حال الانفصال فلا تشبته بغيرها، إلا أن المشارقة وافقوا المغاربة في حرف الياء المتطرفة، فلم ينقطوها مع اشتبهاها وهي في هذه الصورة بالألف المقصورة هكذا: (ي) (ى)، فإنه في الرسم الإملائي يجب النقط للتميز، ولكنهم في المصحف اختاروا عدم النقط لأن الياء يجب أن يكون ما قبلها متحركا بكسرة أو فتحة، والألف المقصورة يجب أن يتحرك ما قبلها بالفتح دائما، ففرقوا بينهما في المصحف أن أخلوا الياء (ى) من النقط، وجعلوا فوق الألف المقصورة ألفا خنجرية صغيرة فوقها هكذا: (ىٰ).

س3: هل ثبتت قراءة في قوله تعالى: ▬ألم أنهكما♂ بإثبات الألف هكذا: (أنهاكما)؟
ج3: لم يقرأها أحد من العشرة بإثبات الألف.

س5: ذكرتم أنه يتم حذف ألف ياء النداء مع كل منادى، فهل هذا مطلقا أم مع الأسماء المفردة المبدؤة بألف فقط؟
ج5: أولا هناك خطأ إملائي في كلمة: (مبدوأة)، فهي متوسطة الآن وحكم المتوسطة إن سبقت بساكن فإنها ترسم بحرف من جنس حركتها، ولما كان قبلها ساكن، وكانت متحركة بالفتح رسمت ألفا، فإن تطرفت وجاء قبلها ساكن رسمت على السطر هكذا: (مبدوء).
وإجابة السؤال: أن ألف النداء محذوفة في كل ما دخلت عليه، وهي من القواعد الكلية التي لم يذكر فيها أحد من أئمة الرسم خلافا، ولا رأيت فيما تتبعت من المصاحف والرقوق القديمة فيها خلافا، والذي دعى السائل إلى هذا السؤال، هو أن الأئمة تكلموا عما إذا دخل النداء على ما في أوله ألف مثل: (يا آدم) ترسم: ▬يــــــــٰآدم♂، فأي الألفين هي المحذوفة ألف النداء، أم الألف في بداية الكلمة؟، والصحيح أن المحذوفة هي ألف النداء في الكل، وعليه الشيخان (الداني وأبو داوود)، وأما إذا دخل النداء عما ليس في أوله ألف، فلا ريب أن ألف النداء هي المحذوفة مثل: ▬يــــــــٰنوح♂.

س6: من شروط القراءة الصحيحة موافقة الرسم ولو احتمالا، فلماذا قبلنا زيادة كلمة: ▬هو♂ في سورة الحديد، ورددنا قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: (كل سفينة صالحة غصبا)؟
ج6: قبلنا زيادة ▬هو♂ في سورة الحديد، لأنها كتبت في مصاحف المدينة والشام -وعلي المِصْرَيْنِ هذه القراءة- التي أرسل بها عثمان إلى الأمصار، ولم نقبل زيادة كلمة: (صالحة) عند عبدالله بن مسعود، لأنها ليست مما كتبه عثمان في المصاحف المرسلة إلى الأمصار، والشروط الثلاثة للقراءة المقبولة ليست في درجة واحدة، بل بعضها تبع لبعض، والركن الأصيل في أركان القراءة الصحيحة هو: صحة الإسناد، وباقي الشروط تبع له، فمهما وافقت القراءة الرسم ووجها في العربية، ولكنه لم يصح إسنادها فلا تقبل البتة، وأما إذا صح إسنادها ووافقت وجها في العربية، ولم توافق الرسم، فقد تكلم الفقهاء في ذلك، فمنهم من جوز بها الصلاة ومنهم من لم يجوزها، تكلم عنها ابن تيمية في الفتاوى، وابن الجزري في النشر.

س7: سمعنا أن هناك مصحفا مخطوطا في صنعاء، وان هذا المخطوط يختلف عن بقية مخطوطات القرآن الكريم في العالم، وقد أخفي هذا المخطوط من قبل الحكومة اليمنية، فهل لك يا أخي علم بذلك المخطوط، وما الذي يميزه عن غيره من مخطوطات القرآن الكريم؟.
ج8: للأسف أن هذه شبهة ذكرها أحد الكتاب الأمريكان في مجلة (اتنلاتك) أو قريب من هذا الاسم، قبل عدة سنوات، وتم الرد عليها كثيرا، ومن من رد عليها أ. د. غسان حمدون في كتاب نشر في هذا الملتقى، وفي المسألة أمور:
1- لا يوجد مصاحف كاملة قديمة جدا في اليمن إلا مصحف واحدا، في المكتبة الغربية في الجامع الكبير بصنعاء -وهي تتبع وزارة الأوقاف-، وهو مثل بقية المصاحف الحديثة عند المسلمين.
2- لا يوجد شيء اسمه مصحف صنعاء، أو مصاحف صنعاء، لأنه ليس مصحفا كاملا، وإنما هي مجموعة رقوق وجدت في الجامع الكبير وحفظت في المكتبة الشرقية -وهي تتبع وزارة الثقافة-، ورممت من قبل بعثة ألمانية في اليمن، وكتب بعض الأمريكان أن هذه الرقوق مخالفة لمصاحف المسلمين، ونسب ذلك إلى بعض الألمان الذين كتبوا عن هذه الرقوق، وقد رد عليه بعض هؤلاء الألمانيين في رسالة بعث بها إلى العلامة الأكوع -رحمه الله- يذكر فيها أنه لم يقل ذلك، وأن الخلاف الموجود في هذه المصاحف لا يعدوا ما كتب رسم المصاحف التي نعرفها، وأنه لا خلاف فيها.
وهذه النقطة وقع في الخطأ فيها بعض من لهم اهتمامات في علم الرسم، فيقولون (مصاحف صنعاء)، وهي مجموعة أوراق فقط، ولا مصحف من الحقبة القديمة جدا إلا مصحف واحد فقط، هو موافق لما عليه المصاحف والخلاف بينه وبينها فيما يذكره أئمة الرسم في كتبهم، وقد يزيد بعض الأحكام في حذف بعض الأحرف أو زيادة بعضها، مما لا يؤثر في القرآن المقروء أبدا.​
 
متابعة اللقاء بهذه الأجوبة هو دليل نبلٍ أولا، واهتمامٍ بالمحاضرة والحضور، ثم هي سنة حسنة أرجو أن تحتذى..
شكر الله لكم د. بشير ووفقكم لكل خير.​
 
عودة
أعلى