دروس التفسير في عصرنا الحاضر ما مقومات نجاحها شارك مأجورا

إنضم
26/04/2003
المشاركات
112
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن دروس التفسير كثيرة ومتعددة، وقد يحتاج بعض طلبة العلم لألقاء درس في التفسير في أحد المساجد ورغبة في التشاور مع أهل العلم والفضل أرغب إليكم أن تتفضلوا بعرض الاقتراحات المناسبة لطريقة العرض والبيان ،والأساليب المناسبة لإلقاء الدرس الذي يحضره طلبة العلم والعوام، وكيف يمكن إثراء دروس التفسير، وكيف ترون التسلسل في العرض، وما أهم المهمات التي ينبغي أن يعرفها الناس عن الآية،
فلا يبخل من عنده سابق تجربة أو رأي، أو اقتراح أن يسعف به عسى الله أن يكتب له أجر ذلك
وجزى الله الجميع خير الجزاء
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أرجوا أن تكون بخير يا شيخ عبد الله

هناك شريط للشيخ محمد المنجد اسمه طريقة إعداد دروس التفسير ولكن الشريط قديم شي ما

والشيخ ابن عثيمين يرى طريقة للتفسير وهي :
ولكن أنا أرى أن يفسر الآية هو بنفسه أولا ـ أي يكرر في نفسه أن هذا هو معنى الآية ـ ثم بعد ذلك يراجع ما كتبه العلماء فيها ، لأن هذا يفيده أن يكون قويا في التفسير غير عالة على غيره




غفر الله لي ولك
 
أشكر الأخ الكريم على طرح هذه الفكرة المفيدة ، كما أستغرب عدم المشاركة والتفاعل معها ، لاسيما والمنتدى يزخر بكثير من أصحاب التخصص الذين مارسوا تدريس التفسير سنين عددا .

فالله الله – أيها الإخوة – بالكتابة ونقل الخبرات .
وجزى الله الجميع خيرا .
 
توضيح

توضيح

أخي الكريم الشيخ عبدالله صاحب المشاركات العلمية النافعة وفقه الله لما يحب ويرضى

وان كنت لست من أهل العلم لكني وددت ان أشاركك همك هذا وأساهم معك ببعض الأفكار المتواضعة ولكن حبذا لو أنك أوضحت لمن الدرس فهل هو لطلاب العلم مع العوام جميعا ام لكل درسه وهل هي كلمة قصيرة ام درس يزيد على النصف ساعة وهل هناك كتاب معين ام لم تقرر بعد.

وسأحاول متواضعا بعض المقترحات النافعة ان شاء الله
 
الحمد لله حمدا كثيرا
والصلاة والسلام على من بعث مبشرا ونذيرا
أمابعد:
فجزى الله الأخوة الكرام الشيخ خالد والشيخ أبا أحمد الذي أضافوا تعليقاتهم
وإجابة للأخ الكريم حسن الكبهي
فالدرس في المسجد للناس يحضره طلاب العلم والعوام،
بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أفكار متواضعة

أفكار متواضعة

الأخ الكريم عبد الله بن بلقاسم، هذه بعض الأفكار ألفيتها مفيدة وهي مستقاة من ملاحظاتي وتجربتي وتجربة بعض الاخوة ومن بعض الكتب مثل (ابن خلدون-سلسلة البكار-القاري منهج الطلب)

إن درس التفسير هذا يحوي عدة عناصر مكونة له وهي: 1)صاحب الدرس 2)المكان 3)المنهج 4)الوقت 5(المتلقي 6)طريقة العرض
إن تصورك لدرسك بهذه الأجزاء يضيف لك أمرين، الأول هو معرفة أين الخلل أي في أي جزء والثاني هو تسهيل تحسينه إذ أنك قد عرفت مكان الضعف. وعليه فانه من المستحسن أن تبدأ بتحديد ما هو المطلوب منك في كل عنصر.

v صاحب الدرس
1- النية الخالصة لله وحده وعدم مراعاة الناس و النية الصادقة في بذل الوسع لإيصال معنى كلام الله للناس
2- التحضير ولا يكتفي بتفسير واحد له فالإتقان في الاستعداد ويكتفي بهذا لوضوح الأمر فيه
3- وينبغي أن يكون المنهج واضحا هل هو بالأثر أو علمي أو اللغة أو الدمج بينهم

v المكان
وهو المسجد وهذا يساهم في التقبل والاستماع

v المادة العلمية
1- من الأفضل أن يكون هناك كتاب أو تفسير تسير عليه ولا يعني التقيد الكامل به
2- قد يتفق الجميع أن اختيار تفسير مبسط هو الأنسب لمثل هذه الدروس وهذا يترك لك في اختياره وقد رأيت كثيرا من العلماء ينصح بالتفسير الميسر والجلابين ولكني رأيت تفسيرا مبسطا وهو غير معروف عند كثير من الناس وهو التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزيّ وقد ألفت رسالة ماجستير عنه من الجامعة الإسلامية وهي للزبيدي وقد ذكر في توصيته أن هذا التفسير ينصح أن يدرس في مرحلة الثانوية وقد رأيته يحوي المواعظ والأحكام واللغة والترجيح والعقيدة إضافة انه يحوي على مقدمة نافعة جدا تصلح أساسا لدرس التفسير

v الوقت
1- وجدت أن كثيرا من الناس يفضلون بين المغرب والعشاء لقصر الوقت ولغيرها فقد يكون مناسبا للدرس
2- يفضل ألا يزيد عن 30-40 دقيقة كما قال الزهري رحمه الله إذا طال الدرس كان للشيطان منه نصيب

v المتلقي
1- وهما نوعان 1)طلبة علم 2) عامة فطلبة العلم يريدون علما في الدرس والعامة تريد فهما ميسرا أو مواعظ وكلاهما ستتعرض له في الدرس إذ أن القرآن يحوي على هذا وهذا ولكن الأمر في كيفية العرض التي ينبغي أن تجنبهم الملل كما سيأتي.
2- لابد من تعليم الجميع هدي السلف في التعامل مع القرآن وآدابه وكيفية أخذه

v طريقة العرض
وتشمل على نقاط كثيرة:
نبدأ بما ذكره ابن خلدون في نقطتين هامتين:

1- التدرج فالبداية لابد أن تكون ميسرة ثم تترقى معهم إلى المتوسط ولا أنصح بالمرحلة المتقدمة إذ يوجد عامة في الدرس وهذا يشمل الشرح والمادة والعرض والتدرج سنة الله "إن الله لطيف لما يشاء"
2- ألا يطول على المتعلم في الفن الواحد والكتاب الواحد بتقطيع المجالس وتفريق ما بينها لأنه ذريعة للنسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض
3- ألا تتوسع في شرح علوم الآلة من النحو والبلاغة والأصول فتذكر ولكن بدون توسع وتعنى بمقصد الآية فهو أولى
4- الناس تحب الذي يترجل فان استطعت ألا تقرأ الدرس من ورقة فهو أحب لهم لأنه يتبادر إلى النفس بدون قصدها انه كما أن الشيخ يقرأ فلا داعي للحفظ فإذا احتجنا قرأنا كما يقرأ الشيخ وهذا وان لم يتعمد الناس هذا الشعور إلا انه يتولد في النفس وهذا من حيلها والله وحده الهادي سبحانه
5- حبذا لو يتخلل الدرس تلاوة الآيات مجودة لأن القرآن هو الذي يؤثر في النفوس كما تعلم
6- اللغة: أنا افضل عدم التقيد باللغة العربية الفصحى في الشرح بشكل كامل بل لو تخلل ذلك مخاطبة الناس أحيانا باللغة العامية فهذا حسن وهو من طرق الجذب وهو مفيد ومجرب
7- ذكر المفاهيم الخاطئة التي بين الناس عن معنى هذه الآيات وذكر الصحيح منها
8- النكت والملح والألغاز القرآنية فيها نوع تجديد وترويح
9- التنويع في الأسلوب فمرة يغلب جانب الوعظ ومرة جانب الأحكام ومرة القصص على حسب تخولك أنت
10- لابد من التركيز على الجانب العملي في القرآن إذ لا يحتاج الإنسان إلى ترف علمي بل إلى عمل يطبقه كما كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يرون القرآن رسائل من الله بالليل يطبقونها بالنهار
11- حاول أن تبني منهج التفكر والتدبر في القرآن وعلم الناس كيف يتفكرون مع ضرب الأمثلة
12- اطلب من كل شخص أن يفسر الآية بينه وبين نفسه ثم فسرها لهم أنت حتى تزيد التفاعل ويعلمون مقدار إصابتهم للصواب وهذا مما يزيد ملكة التفسير عندهم
13- لابد من متابعة خاصة لطلبة العلم فتحفظ وجوههم وأسمائهم وتتابعهم في تكوين الملكة عندهم
14- شرح كيف تلقى الصحابة رضي الله عنهم هذه الآيات وشيء من فقه هذا التلقي عندهم
15- الخروج عن المعهود واستعمال وسائل تعليمية توضيحية مثل السبورة والأوراق والكمبيوتر وقد رأيت بعض المشايخ من يستعمل ذلك في المساجد
16- اعرض مشكلة أو سؤالا ثم اطلب جوابه في الدرس القادم فهذا يدفعهم للبحث اليسير
17- عند الاختلاف لك أن تذكر الأقوال والراجح عندك بدون اشغال الناس كيفية الترجيح وخاصة إذا كان مما يحتاج إليه إلى علم الآلة
18- احرص على التجديد دائما في العرض
19- استعمل طرح السؤال واستمع إلى أجوبة الحاضرين
20- إيجاد طريقة لتفاعلهم خارج الدرس من مثل السؤال الذي جوابه في المرة القادمة أو كتابة بحث من ورقتين فقط وعليه جائزة كتاب وغيرها
21- مهم جدا ربط الآيات بواقع الناس وهذا الذي يشترك الناس في حبه وبالذات فيما يتعلق بحال الأمة والذل الذي تلبسها وسبيل الخروج منه
22- الاستغفار: وهذا نادرا ما رأيته في الدروس ولكن علمته عن الشناقطة حفظهم الله وحفظ بلادهم إذ أن الشيخ لما يأتي الدرس يطلب من الحاضرين الاستغفار برهة بنية أن يفتح الله عليه ثم يسألهم من صام ومن تصدق ومن عمل حسنا بنية أن يفتح الله عليه وفي هذا شحذ وجمع للهم والجهد في الطلب وتربية أن العلم والفضل بيد الله فيطلب منه هو وحده سبحانه

هذا جهد بسيط واعتذر عن التقصير وأسال الله أن ينفع بهذه الفوائد واسأل الله من فضله ورحمته فانه لا يملكها إلا هو
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أحسن الذي سماك حسنا
فقد أحسنت وأجملت
أودع الله قلبك إيمانا تفرح به ما حييت، وحلاوة تجد لذتها ما بقيت
وسكب بين جنبيك يقينا يجعل مر الحياة حلوا، وإخلاصا يستوى عندك فيه مدح المادحين، وذم الحاسدين
ورفعك في عليين
وكتب لك الإمامة في الدين
أخوك عبدالله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الشيخ عبدالله بلقاسم وفقه الله ونفع به وبعلمه
أشكرك على هذا السؤال ، حيث إنه مع إيمان الجميع بأهمية دروس التفسير ، وكونها من أول وأولى ما يجب العناية به ، وتعليمه للناس بجميع طبقاتهم ، إلا أنه يصح أن يقال بأن دروس التفسير في المساجد (دروس مظلومة!) ، فأنت على كثرة ما ترى من دروس العلم في المساجد والحلقات إلا أنك تجد نصيب دروس التفسير وعلوم القرآن ضئيلاً بينها ، والمتخصصون في هذا العلم ، ومن لهم به عناية هم السبب في هذا التقصير ، حيث لم يتصدوا لتعليم الناس ، والبحث عن الطرق الكفيلة بتحبيب الناس في هذا العلم ، وتنشيطهم لطلبه.
منذ سنوات التعليم الأولى والطالب يدرس معاني القرآن الكريم ، ولا يزال يترقى ويترقى معه علم التفسير حتى يصل إلى درجة التخصص العليا في هذا العلم الواسع ، الذي يقضي المرء وما قضى منه نهمة ، لاتصاله بكل العلوم لمن أراد التوسع ، حيث إن علم التفسير لا يستقيم لصاحبه إلا بتوظيف كل العلوم فيه .
ولذلك فقد كثرت المؤلفات في التفسير بشكل كبير ، فلا يكاد عالم من العلماء إلا ويكون له مصنف واحد أو أكثر في تفسير القرآن الكريم والغالب أن يكون تصنيفه في التفسير في آخر حياته بعد اكتمال عقله وعلمه وآلته ، وحتى يومنا هذا لا يزال بعض العلماء يضعون التفاسير التي يرون حاجة الأمة إليها ، وكل من هؤلاء العلماء يذكر في مقدمة تفسيره أنه رأى حاجة الناس ماسة إلى هذا التفسير فاستعان بالله ووضعه لهم على طريقة ارتضاها في التصنيف.
ونظراً لطول القرآن الكريم ، وضيق الوقت المخصص للتفسير فإنك نادراً ما تجد أحداً يتم تدريس تفسير القرآن الكريم. بل أغلب العلماء يتوقف عند سور معينة في أول القرآن أو وسطه. ولذلك فلا بد عند الرغبة في تدريس التفسير في حلقات العلم من النظر إلى الأمور التالية:
أولاً : المستوى العلمي للطلاب. فإذا كان الطلاب أو المستفيدون من الدرس بصفة عامة من المبتدئين في طلب العلم ، أو من عامة الناس ، فإنه من المناسب - في رأيي - أن يقرأ كتاب مختصر في التفسير كتفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي ، ويقوم الشيخ بالتعليق اليسير على كلام المؤلف. بحيث يقرب المعنى من أذهان المستمعين ، من غير إطالة وإملال. ويكون الحرص في مثل هذه الحالة على إيصال معنى الآيات الظاهر للناس ، بحيث يفهمون القرآن ، ويدخل في ذلك ما لابد من ذكره في بعض الآيات من أسباب النزول ، وبعض القصص التي لا تفهم الآيات إلا بذكرها. وقد ذكرها السعدي في مواضعها. وأظن أنه بهذه الطريقة يستطيع الشيخ أن ينتهي من تفسير القرآن الكريم للناس في وقت معقول. ويفهم الناس المقصود بأوجز عبارة ، وأقل إشارة. وهذا الكلام يصح أن يقال في المجتمع الذي يتكلم أهله العربية. وأما المجتمعات التي لا تتكلم العربية فلها طريقة أخرى يمكن الحديث عنها ، والمقصود من هذا كله هو إيصال معاني كلام الله للناس بطريقة ميسرة ، ولذلك كثرت كتب التفسير في الوقت الراهن التي تسعى إلى هذه الغاية ، وهي تفسير القرآن للناس من غير إطالة مملة ، ولا إيجاز مخل ، مع الحرص على صواب التفسير ، ووضوح العبارة.
وقد شعر القائمون على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالحاجة إلى تفسير ميسر للقرآن الكريم ، يقتصر على القول الصحيح حسب الوسع والدليل ، ليفهمه المبتدئ ، ويتذكر به المنتهي ، ويتمكن من يريد الترجمة لمعاني القرآن من الاستفادة منه ، فاستعانوا بالله في وضع (التفسير الميسر) الذي سار في الناس ، وله نصيب من اسمه ، وتلقوه بالقبول ولله الحمد. وقد شارك فيه عدد كبير من العلماء منهم شيخنا الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع وفقه الله وأمثاله من العلماء ، ولا يعرف قيمة هذا التفسير إلا من عرف اختلاف أقوال السلف في التفسير ، وعرف صعوبة التوفيق بينها والاختيار منها بناء على قواعد معتبرة عند أهل الفن.
ومن الذين لهم جهد مشكور في تيسير التفسير وتقريبه للناس ، الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار ، حيث كتب في ذلك تفسيراً لجزء عم ، سار فيه على طريقة المتن والحاشية. وهو يقوم الآن بالكتابة في تفسير جزء تبارك ، ولعله يحدثنا عن تجربته في التدريس فهو صاحب دروس كثيرة وفقه الله ونفع به.

ثانياً : الوقت المحدد للدرس. وقد تحدث أخي الحبيب حسن الكبهي عن ذلك وعن غيره فأجاد.
وأريد أن أذكر نفسي وإياكم بما قاله ابن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره لعل ذلك ينشطنا للعمل ، وهو قوله:
(وبعد -أرشدني الله وإياك - فإني لما رأيت العلوم فنوناً ، وحديث المعارف شجونا ، وسلكت فإذا هي أودية ، وفي كل للسلف مقامات حسان وأندية ، رأيت أن الوجه لمن تَشَزَّن - استعد وتأهب - للتحصيل ، وعزم على الوصول ، أن يأخذ من كل علم طرفاً خيارا ، ولن يذوق النوم مع ذلك إلا غرارا ، ولن يرتقي هذا النجد ، ويبلغ هذا المجد ، حتى ينضي مطايا الاجتهاد ، ويصل التأويب بالإسآد (=يهزل رواحل الاجتهاد) ، ويطعم الصّبِرَ ، ويكتحل بالسهاد.
فجريت في هذا المضمار صدر العمر طلقا ، وأدمنت حتى تفسختُ أينا ، وتصببت عرقا ، إلى أن انتهج بفضل الله عملي ، وحزت من ذلك ما قسم لي ، ثم رأيت أن من الواجب على من احتبى ، وتحيز في العلوم واجتبى ، أن يعتمد على علم من علوم الشرع ، يستنفد فيه غاية الوسع ، يجوب آفافه ، ويتتبع أعماقه ، ويضبط أصوله ، ويحكم فصوله ، ويلخص ما هو منه أو يؤول إليه ، ويفي بدفع الاعتراضات عليه ، حتى يكون لأهل ذلك العلم كالحصن المشيد ، والذخر العتيد ، يستندون فيه إلي أقواله ، ويحتذون على مثاله.
فلما أردت أن أختار لنفسي ، وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي ، سبرتها بالتنويع والتقسيم ، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم ، فوجدت أمتنها حبالاً ، وأرسخها جبالا ، وأجملها آثارا ، وأسطعها أنوارا ، علم كتاب الله جلت قدرته ، وتقدست أسماؤه الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) الذي استقل بالسنة والفرض ، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض ، هو العلم الذي جعل للشرع قواما ، واستعمل سائر المعارف خداما ، منه تأخذ مبادئها ، وبه تعتبر نواشئها ، فما وافقه منها نصع ، وما خالفه رُفِضَ ودُفِع ، فهو عنصرها النمير ، وسراجها الوهاج وقمرها المنير ، وأيقنت أنه أعظم العلوم تقريباً إلى الله تعالى ، وتخليصاً للنيات ، ونهياً عن الباطل وحضاً على الصالحات ، إذ ليس من علوم الدنيا فيحتل حامله من منازلها صيدا ، ويمشي في التلطف لها رويدا ، ورجوت أن الله تعالى يحرم على النار فكراً عَمَرَتهُ – أكثر عمره – معانيه ، ولساناً مرن على آياته مثانيه ، ونفساً ميزت براعة وصفه مباهيه ، وجالت سومها في ميادينه ومغانيه ، فثنيت إليه عنان النظر ، وأقطعته جانب الفكر ، وجعلته فائدة العمر ، وما ونيت - عَلِمَ الله - إلا عن ضرورة بحسب ما يلم في هذه الدار من شغوب ، ويمس من لغوب ، أو بحسب تعهدِ نصيبٍ من سائرِ المعارف).
إلى أن قال :(وأنا أسأل الله – جلت قدرته – أن يجعل ذلك كله لوجهه ، وأن يبارك فيه ، وينفع به ، وأنا وإن كنت من المقصرين ، فقد ذكرت في هذا الكتاب كثيراً من علم التفسير ، وحملت خواطري فيه على التعب الخطير ، وعمرت به زمني ، واستفرغت فيه مُنَّتِي ، إذ كتاب الله تعالى لا ينفذ إلا بتصريف جميع العلوم فيه ، وجعلته ثمرة وجودي ، ونخبة مجهودي ، فليستصوب للمرء اجتهاده ، وليعذر في تقصيره وخطئه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل).
وفي كلامه هذا نفائس كثيرة منها :
- أن هذا العلم من أشرف العلوم ، وأنه قد اختاره رحمه الله من أجل هذا ، ورأى أنه أولى العلوم بإنفاذ العمر فيه وتدبره.
- أن علم التفسير علم واسع ، قد اتخذ كل العلوم خادمةً له ، فلا بد منها للمفسر على قدر الوسع والطاقة ، وبقدر التمكن في العلوم الخادمة ، يفتح الله بتوفيقه ومنه وكرمه على عبده.
- أن طلب علم التفسير يحتاج إلى الصبر والأناة ، وقضاء العمر فيه ، فكل يوم يزيد في التأمل والتدبر يزيد العلم والفهم للقرآن الكريم ، ولعل شهر رمضان إن شاء الله يكون محطة مناسبة لزيادة التأمل والتدبر والقراءة للقرآن الكريم ، ومحاولة تقييد الفوائد والأفكار والاستنباطات التي يفتح الله بها على العبد في هذا الشهر الكريم.
- أن في كلام ابن عطية رحمه الله إشارة إلى التخصص في التفسير وهو علم من علوم المقاصد ، وأنه لا بد للمتخصص فيه من إتقان علوم الآلة ، وهذه مسألة مهمة ينبغي تدبرها والعناية بها.
وما كتبه أخي الكريم حسن وفقه الله كافٍ في هذا ، فقد فصل وفقه الله في جميع الجوانب فجزاه الله خيراً ، ولكنني قد كتبت هذا الكلام قبل الإجازة الصيفية الماضية ، وكنت أؤمل أن أقوم بإكماله على وفق رأي ارتضيته ، فلما قرأت كلامه ، عرفت أن الأمر قد تأخر جداً ، وأن طرح ما كتبته ولو كان ناقصاً خير من التمادي في التأخير ، فهذه بعض الأفكار التي أردت أن أشارك بها ، مع أنها مقطعة الأوصال.
وللحديث صلة إن شاء الله وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
 
شكرا

شكرا

أخي عبد الله أشكرك وأشكر أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن صاحب الأدب و العلم

عذرا قد تأخرت في الرد وذلك لأن الله عز وجل قد رزقني محمدا والحمد لله أسال الله سبحانه ان ينبته نباتا حسنا

أخي عبد الله انك بدعائك هذا قد أحييت في نفسي أمورا كادت ان تطفأ لما أعرفه من نفسي فانا شديد التقصير مع الله أسأله سبحانه الا يمقتنا

وانه لم يمر علي مثل هذا الدعاء ولو كانت لي دعوة مستجابة لطلبت اجابة هذا الدعاء ولا أجد ان أكافئك عليه الا بــ جزاك الله خيرا
 
أخي الكريم حسن الكبهي وفقه الله
نبارك لكم قدوم الضيف المبارك (محمد) أسأل الله أن يرزقكم بره ، وأن يجعله من عباده الصالحين.
أخي الكريم ما رأيك لو أعدت النظر في مشاركتك الكريمة ، وهذبتها وأضفت إليها ما تراه يستحق الإضافة أو التعديل في العبارة أو غيرها. ومن ثم يعاد طرحه بدل المشاركة الأولى ويتم استبعاد مشاركتي وغيرها وتفرد مشاركتكم فقط مع السؤال وتصبح بعد ذلك أصلاً يرجع إليه في مسألة تدريس التفسير؟
يسعدني تلقي ردك. فمن المهم تنقيح العلم لتعم الفائدة وفقك الله.
 
قلبي في

قلبي في

الشيخ الكريم عبد الرحمن أحسن الله اليكم

أشكر لكم تهنئتكم واقول جزاكم الله خيرا

ما كنت أظن ان ما ذكرته قد نال استحسانكم والشيخ عبد الله فهي مجرد أفكار

ثم ما كان لمثلي ان يرد اقتراحا لكم وانتم من انتم وانا من أنا

لكن أقول هذه الأيام كما قال سفيان الثوري رحمه الله حينما استفتاه رجل وهو بالسوق فقال له سفيان دعني فقلبي في درهمي الان أو كما قال رحمه الله

وانا قلبي مشغول بأمور كثيرة هذه الأيام أخشى ان احسن فأسيئ ولذلك فاني اتنازل لكم عن حق التعديل والاضافة وكل شيئ اعمل ما تريد فما كنت لاراجع من بعدك ثم أرجو منك الا تحذف ما كتبته انت والا تفردني في هذا الموضوع وان تحذف اسمي بالكلية

ارجو ان تعذرني والسلام عليكم اخي الحبيب الشيخ عبد الرحمن
 
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد:
ولماذ تحذف مشاركتك يا أبا عبدالله جزاك الله خيرا
والله لا آذن، لا آذن لا آذن
وفقك الله
ومبارك محمد ياأخي الكريم حسن
رزقك الله بره،وأقر به عينك،وجعله صالحا،
 
نموذج مقترح لدرس التفسير

نموذج مقترح لدرس التفسير

هذا الموضوع يرد التساؤل عنه كثيراَ ، وبما أن هذا الموقع المبارك موقع متخصص ، فإنني أقترح أن يطرح كل ذي تجربة من أهل التفسير تجربته ، ويبرز ماتميزت به وما وجده من ثمار حسنة فيها لعلنا نخرج بأفكار جديدة وعملية تثير دروس التفسير أو ترسم منهجاَ صحيحاَ لدروس التفسير .
ولعلي أن أطرح تجربة سلكتها في منهج تدريسي لطلاب الجامعة ، وطلاب المسجد فرأيت ثمرتها وفائدتها ، وأثرها في الطلاب و تفاعلهم . والتجربة تتلخص في الآتي :
أولاَ : اختيار كتاب معتمد حسب مستوى الطلاب ( كتفسير عمدة التفسير ، أو ابن سعدي أو البغوي ، أو الجلالين )
ثانياَ : أن يعتمد الدرس على المناقشة والمدارسة لا على القراءة ، كماهو منهج مجاهد رحمه الله مع ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال (عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقف عند كل آية، أساله فيم نزلت، وكيف كانت؟) . وهذا الجانب يجعل الطلاب يتفاعلون مع الدرس ويشاركون بالتأمل ويعتادون التدبر .
ثالثاَ : الانطلاق في الدرس من بيان مقصد السورة ومحورها الأساسي الذي يجمعها ، ثم عرض هذا المحور على مقاطع السورة وآياتها ، وأفضل طريقة لاستخراج المقصد هي طول التأمل في السورة ومحاولة الربط بين اسمها ومضمونها ، وافتتاحيتها وخاتمتها ، وما ركز عليه فيها ، والربط بين موضوعاتها ، وللاستفادة من استخراج المقصد يمكن الرجوع لعدد من التفاسير منها ( نظم الدرر ، ومصاعد النظر ، والتحرير والتنوير ، والظلال ، وصفوة التفاسير ) وغيرها . وهذا الجانب - في نظري - من أهم ماينبغي التركيز عليه ، لأن مقصود السورة يعطي تعريفاَ عاماَ بالسورة .
رابعاَ : حصر المسائل التي تطرق لها المؤلف في الكتاب المعتمد ، ومناقشة الطلاب فيها ، دون قراءة كاملة للكتاب
خامساَ : تحضير بعض المسائل المهمة مما لم يعرض لها المؤلف ، وخاصة فيما يتعلق بأسرار التعبير ، والحكم ، والأحكام المستنبطة ، ويمكن أن يطلب من الطلاب استنباط ذلك بالتأمل في الآيات .
سادساَ : ربط الآيات بالواقع الاجتماعي وواقع الأمة ، وهذا جانب من أعظم الجوانب التي تبرز درس التفسير ، وهو مما نفقده في وقتنا الحاضر مع أهميته وعظم أثره ، وذلك أن القرآن منهج حياة وهدى للناس ، يجب أن ينطلق العالم والداعية منه في تصحيح حياة الناس ومعالجة مشكلاتهم . وقد رأينا أثر دروس الشعراوي رحمه الله في التفسير وتفاعل الناس معها مع التحفظ على ما يلحظ عليه في المعتقد ، وهو أيضاَ الذي أبرز دروس الشيخ صالح المغامسي وفقه الله .
هذا منهج مقترح وهو جامعٌ بين التفسير العلمي والواقعي . وقد جربته فرأيت أثره بحمد الله تعالى في نفسي وفي نفوس الطلاب . نسأل الله تعالى أن ينفع به ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .
 
أقترح على مشرفنا الكريم تثبيت هذا الموضوع فترة من الزمن لعلنا أن نطالع تجارب الأخوة الأعضاء .
 
جزى اللهُ مشرفَنا الحبيب خيراً على إحالته على هذا المشاركة التي مضت عليها أعوام وطوتها أيام...
وقد وجدت فيها ما أثار الشجن، وحدا القلب لأن أتحدث عن أحد الذين أعجبت بدروسهم إعجابا جعلني أسأل: أين هي الجهود في التعريف بهذا الشيخ الفاضل ودروسه الطيبة المتميزة ومنهجه الفريد؟
إنه الشيخ :محمد راتب النابلسي -أمدّ الله في عمره وبارك فيه-.
هذا الشيخ الذي يسلبك منذ يفترّ ثغره بأول كلمة، حيث عذوبة اللفظ، وصدق اللهجة، وانتقاء العبارة، وحسن الاستشهاد، وبراعة التمثيل...
مع هدوء وبعد عن التكلف عجيبين
بعبارة سهلة ميسرة يفهمها الجميع، وصوغ للمعاني الكبيرة في كلمات واضحة مختارة بعناية، مشوبة أحيانا بالعامّية الشاميّة مما يعطي الدرس ميزة خاصة!
لا أقول هذا عن تجربة شخصية فحسب، بل كل من عرفته من طلبة العلم وشُداته ممن سمع دروس الشيخ قال هذا الكلام وأعظم منه، بل إن أحدهم قال لي: أنا لا أعيش معاني القرآن حتى أقرأ تفسير الآيات من ابن جرير وابن عاشور ثم أتوّجها بسماع دروس الشيخ النابلسي!
لقد كان همُّ الرجل أن يزرع في نفوس مستمعيه عظمة القرآن وجلاله وجماله، وأن يكون لهم النبراس الذي يضيء لهم ظلمات الحياة، والملجأ الذي يكتنّون به من وحشة الطريق
فتجده لا يتجاوز آية حتى يستلهم ما يفتح الله به عليه من الدروس والمواعظ والحكم وغيرها.
وقد فسر القرآن الكريم كاملا أكثر من مرة، فحينا يختصر ويشير إلى بعض المعاني بإيجاز، وحينا يطنب ويستطرد ويورد الأمثلة والشواهد ويروي من مواقف الحياة المُعاشة ما يوصل به المعنى الذي يريده إلى نفوس مستمعيه.
لذا كانت السمة البارزة على دروس الشيخ هي: أن يعيش المؤمن معاني القرآن الكريم، ويجد أثرها في حياته وسلوكه علما وعملا وحالا ومنهاج حياة، وأن يجد من معين القرآن قريبا مما وجده سلفنا الصالح من عبرة وادّكار.

والشيخ لم يكتب تفسيرا للقرآن، وإنما كانت دروسا سمعية مسجلة، لذا لن يجد المستفيد بُغيته كاملة حتى يستمع لها بنفسه، والتفريغ الموجود للدروس أفقدها الكثير من المتعة والفائدة، لأن ما أُلقي ليس كما حُرر وكتب.

موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية

الدمام
19/1/1428
 
[align=center]أقترح مراجعة أشرطة الشيخ سلمان العودة في تفسيره المسمى إشراقات فأسلوبه فيها جميل وتحليله للآيات يجذب المستمع .. والناس ترغب في سماع المعلومة الجديدة وذكر اللطائف من الآيات والإشارات والاستنباطات يثري الدرس ويرغب في الاستماع والحضور

وأقترح أن يقوم المفسر بربط الآيات مع واقع الناس الذي يعيشونه ويجعل القرآن في درسه نقطة انطلاق وتوجيه للحضور ...
[/align]
 
بمناسبة الحديث عن دروس التفسير .
تم تسجيل حلقة خاصة بالعيد من برنامج (التفسير المباشر) ربما تعرض يوم العيد أو ثاني عيد الفطر هذا العام (1429هـ) جمعت الأخوين الكريمين الدكتور مساعد الطيار والشيخ عبدالله بلقاسم بمناسبة ختام برنامج (التفسير المباشر) على قناة دليل . وقد كانت حلقة مفتوحة للحديث عن بعض الطرائف والذكريات المتعلقة بهما وبدروس التفسير ، وقد سألتهما عن درسيهما في التفسير وتجربتهما في ذلك .
 
عودة
أعلى