من الإضاءة في بيان أصول القراءة للعلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
لمن أراد الاطلاع على ما سبق فعليه بهذا الرابط
والعنواوين التي بين [ ] من زياداتي وكذا ما بين ( وفيه قلت )
==================
5- الصلة.
الصلة لغة: الزيادة
وعرفا: عبارة عن النطق بهاء الضمير المكني بها عن المفرد الغائب موصولة بحرف مد لفظي يناسب حركتها فيوصل ضمها بواو ويوصل كسرها بياء أو بميم الجمع كذلك.
6-8 المد والتوسط والقصر
[6- المد]
المد لغة: الزيادة ، ومنه : ويمددكم ربكم، أي يزكم
واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللين، أو من حروف اللين فقط.
فالمراد هنا: طول زيادة حروف المد واللين أو اللين فقط عن مقدارها الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها بدونه.
[7- القصر]
والقصر لغة الحبس ، ومنه حور مقصورات في الخيام، أي محبوسات فيها.
واصطلاحا: إثبات حروف المد واللين أو اللين فقط من غير زيادة عليها.
[8- التوسط]
والتوسط حالة بين المد والقصر.
[أشكال المد وصفته ومخرجه وحروف اللين]
والأصل هو القصر لعد احتياجه إلى سبب، والمد والتوسط فرعان عنه لاحتياجهما إلى سبب.
وقد يطلق المد على إثبات حرف المد والقصر على حذفه.
واللين في اللغة: ضد الخشونة،
وفي الاصطلاح: خروج الحرف من غير كلفة على اللسان.
والمد واللين وصفان لازمان للألف من غير شرط لأنها لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
ويكونان في الواو والياء بشرط أن تكونا متولدتين عن حركة تجانسهما بأن يكون قبل الواو ضمة وقبل الياء كسرة.
وتسمى هذه الثلاثة عند القراء بحروف المد واللين، لأنها تخرج بامتداد ولين من غير كلفة على اللسان، لاتساع مخرجها، فإن المخرج إذا اتسع انتشر الصوت فيه وامتد ولان. وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب.
وكل حرف مساو لمخرجه إلا هي، فلذلك قبلت الزيادة وأمكن فيها التطويل والتوسط بخلاف غيرها من الحروف، وأما إذا لم تكونا متولدتين عن حركة تجانسها بأن وقعتا ساكنتين إثر فتح نحو: شيء وبيت وخوف وسوء، فيقال لهما: حرفا لين فقط.
ثم إن في حروف المد واللين مدا أصليا. وفي حروف اللين فقط مدا ما، يضبط كل منهما بالمشافهة، والإخلال بشيء منهما لحن، وهذا معنى قول مكي: في حروف اللين من المد بعض ما في حروف المد ، وقد نص عليه سيبويه،
ويصدق اللين على حروف المد بخلاف العكس، لأنه يلزم من وجود الأخص وجود الأعم، ولا ينعكس وإن اعتبر قبول اللين المد تساويا في صدق الاسم عليهما، وعلى هذا فكل من حروف المد وحرفي اللين يصدق عليها حروف لين على الأول، وحروف المد على الثاني، وحروف مد ولين عليهما، ولكن الاصطلاح أن حرف المد ما قبله حركة مجانسة، كما تقدم. وحرف اللين هو: ما قبله فتحة. فعلى هذا الاصطلاح بينهما مباينة كلية من كل وجه، وكل من وقع في عبارته حروف مد ولين إنما هو بالنظر للمعنى الأخير، والله أعلم.
وصيغ جميع حروف المد تمد لجميع القراء قدر مدها الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها إلا به، وتنعدم بعدمه لابتنائها عليه، وذلك مقدار ألف وصلا ووقفا. وهو أن تمد صوتك بقدر النطق بحركتين، ويحرم شرعا نقصه عن الألف لأن النقصان عنه فيها، والزيادة عليها في غير منصوص عليه، وكذا ترعيد المدات ، لحن فظيع بإجماع العلماء.
وسبب اختصاص هذه الحروف بالمد اتساع مخارجها فجرت بسببها إذ هي أصوات تنتشر في الفم وتنتهي بانتهائها، فليس لهن حيز محقق بعد الحركة المجانسة، وإنما قبل حرفا الين فقط الزيادة وأمكن فيهما التطويل والتوسط لشبههما للواو والياء المديتين في السكون وفي شيء من المد واللين، وغيرها من الحروف مساو لمخرجه منحصر فيه، كما مر.
[دليل المد وتعليله]
والدليل على أن في حرفي اللين مدا ما، من العقل والنقل.
أما العقل: فإن علة المد موجودة فيهما ، والإجماع على دوران المعلول مع علته، وأيضا فقد قوي شبههما بحروف المد لأن فيهما شيئا من الخفاء، ويجوز إدغام الحرف بعدهما في نحوف: كيف فعل، وقوم موسى، بلا عسر. ويجوز مع إدغامهما الثلاثة الجائزة في حروف المد بلا خلاف، وأيضا جوز أكثر القراء التوسط والطول فيهما وقفا، وجوز ورش مدهما مع السبب.
وأما النقل فنص سيبويه وناهيك به على ذلك، وكذلك الداني ومكي إذ قالا: في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد، وكذلك الجعبري، قال: واللين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقد الطبع.
فإن قلت: أجمع القائلون به على أنه دون ألف، والمد لا يكون دون ألف.
قلت: الألف إنما هي نهاية الطبيعي، وهذا لا ينافي أن ما دونها يسمى مدا، لا سيما وقد تظافرت النصوص الدالة على ثبوت مدهما
فإن قلت: قال أبو شامة"
فمن مد عليهم وإليهم ولديهم ونحو ذلك وقفا أو وصلا أو مد نحو (الصيف) و(البيت) و(الموت) و(الخوف) ، في الوصل فهو مخطئ "
وهذا صريح في أن اللين لا مد فيه.
قلت ما أعظمه مساعدا لو كان في محل النزاع، لأن النزاع في الطبيعي وكلامه هنا في الفرعي بدليل قوله قبل: "فقد بان لك أن حرف اللين وهو الياء والواو المفتوح ما قبلهما لا مد فيه إلا إذا كان بعده همز أو ساكن عند من رأى ذلك".
وأيضا فهو يتكلم على قول الشاطبي: وَإِنْ تَسْكُنِ الْيَا بَيْنَ فَتْحٍ وَهَمْزَةٍ.
وليس كلام الشاطبي إلا في الفرعي، بل أقول في كلام أبي شامة تصريح بأن اللين ممدود، وأن مده قدر حرف المد، وذلك أنه قال في الانتصار لمذهب الجماعة على ورش في قصر اللين:
"وهنا لما لم يكن فيهما مد كان القصر عبارة عن مد يسير يصيران به على لفظهما إذا كانت حركة ما قبلهما من جنسهما"
فقوله على لفظهما دليل على المساواة، وعلى هذا فهو بريء مما فهم السائل من كلامه ، وهذا مما لا ينكره عاقل، والله أعلم.
(يقول أنمار: هنا الكلام عن مد الياء والواو في نحو : بينهما وقوله الحق، ولو ربطها بالرخاوة وكون الصوت يجري فيها لخرج من كل هذه الإشكالات بسهولة، لأنه كما قال المرعشي في شرح المواقف: الحروف الشديدة آنية لا توجد إلا في آن حبس النفس، وما عداها زمانية يجري فيها الصوت زمانا، وهي متفاوتة في الجريان إذ الحروف الرخوة أتم جريانا من الحروف البينية، وحروف المد أطول زمانا من سائر الحروف الرخوة اهـ ، وهو الموافق لتعاريفهم للرخاوة والشدة . وفي بعض مؤلفات مكي أن الواو والياء مع الحروف البينية . ص 47 من نهاية القول المفيد)
[أسباب المد وقاعدة أقوى السببين]
والمد الطبيعي هو: أحد قسمين لمطلق المد، إذ المد مطلقا عند القراء قسمان أصلي وفرعي.
فالأصلي هو: القدر الطبيعي الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، ويسمى بالمد الذاتي، وبمد الصيغة ويعبرون عنه بالقصر، ويريدون به ترك الزيادة على المد الطبيعي لا ترك المد بالكلية، لأن ذلك يؤدي إلى حذف حرف مد من القرآن وهو لا يجوز.
والمد الفرعي هو: الزائد على المد الأصلي لسبب من الأسباب الآتية، ويسمى بالمد العرضي، أي الذي يعرض زيادة على الطبيعي لموجب، وبالمد المزيدي، وإذا أطلق ينصرف إليه.
وسببه ويسمى موجبه: إما لفظي وإما معنوي،
والمعنوي نوعان: التعظيم والتبرئة.
واللفظي: إما همز أو سكون،
والهمز إما متقدم أو متأخر، منفصل أو متصل.
والسكون لاحق لازم أو عارض، وكل منهما مظهر أو مدغم، ويكون ملفوظا به أو مقدرا.
وأقوى السببين اللفظيين الهمز، وقال بعضهم السكون أقوى لأن المد فيه قام مقام الحركة ، ولا يمكن النطق بالساكن كما هو حقه إلا بالمد ولذا ذهب الجمهور إلى المد له إذا كان لازما لا تفاوت فيه بخلاف الهمز فإنهم متفاوتون في قد المد له، وهو الذي عليه العمل.
(يقول أنمار: لو جمع بين القولين بتقسيم السكون إلى أصلي أقوى من الهمز وعارض أدنى منه لبلغ في الحسن غايته ومعلوم أنهما ليسا بقوة واحدة فقد قال العلامة السمنودي:
أقوى المدود لازم فما اتصل ........فعارض فذو انفصال فبدل
وبنفس الترتيب لكن بدأ بالأدنى الشيخ عبد الرحمن عيون السود في تغريده فقال:
إن جاء بمد أكثر من*** سبب فلنأخذ بالأقوى
ونفكر بالمعنى نسمو ** ونطبق نحيا في تقوى
فمن الأدنى نحو الأعلى ** لا يضبطها إلا الحازم
بدل منفصل فالعارض ** فالمتصل ثم اللازم
اهـ وانظر شرح القاعدة في النشر لابن الجزري والله أعلم )
[أنواع المدود الـ 22 ]
وأنواع المد كثيرة أنهاها بعضهم إلى عشرة وبعضهم إلى أربعة عشر وبعضهم إلى ستة عشر وبعضهم إلى عشرين وبعضهم إلى أربعة وثلاثين، وحاصل ما ذكروه يرجع إلى أنها اثنان وعشرون نوعا
(النوع الأول)
المد المتصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمة وتقدم حرف المد نحو جاء، وغيض الماء، وعن سوء، وسمي بذلك لاتصال حرف المد وسببه وهو الهمز، ويسمى مد البنية، لأن الكلمة بنيت على المد، والمد الواجب لإجماع القراء على مده وإن تفاوتوا في قدره.
(النوع الثاني)
المد المنفصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمتين نحو: بما أنزل، وقالوا آمنا، في أنفسكم،
سمي بذلك لانفصال حرف المد عن سببه، ويسمى مد البسط، لأنه يبسط بين الكلمتين بساطا فيفصل به بينهما، ويسمى أيضا مد الفصل، ومد حرف لحرف، ومدا جائزا، سواء كان الإنفصال حقيقيا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا ورسما كما مثل أو حكميا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا لا رسما، نحو: يأيها، أمره إلى، به إلا، ونحو: عليكم أنفسكم ، عند من وصل الميم.
(النوع الثالث)
مد الروم
وهو: ما جاء فيه حرف المد قبل همزة مسهلة، نحو: هاأنتم، على قراءة من سهل همزة أنتم ، وأدخل ألفا قبلها، سمي بذلك لأن القارئ، يروم بعده الهمزة فلا يأتي بها محققة.
(النوع الرابع)
مد التعظيم
وهو : في لا النافية، في كلمة التوحيد، نحو: لا إله إلا هو، لا إله إلا أنا، لا إله إلا أنت، لا إله إلا الله،
عند من يقصر المنصل، ويسمى مد المبالغة.
(النوع الخامس)
مد التبرئة
وهو: مد لا النافية للجنس نحو: لا ريب، ولا شية فيها، عند حمزة فقط.
(النوع السادس)
مد الحجز
وهو : عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها للفصل بين الهمزتين عند من قرأ بها في نحو: ءأنذرتهم، أءله، أءنزل، سواء حققت الهمزة الثانية أم سهلت،
سمي بذلك لأنه يحجز بين الهمزتين، ومقداره ألف على الصواب عند من أدخلها، ويسمى أيضا المد الفاصل، وسماه بعضهم مد العدل.
(النوع السابع)
مد الفرق
وهو هنا: عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من همزة الوصل في : آلذكرين، وآلله، وآلسحر وآلآن، في قراءة من مد، سمي بذلك للفرق بين الاستفهام والخبر ومقداره ثلاث ألفات، لأنه من أنواع المد اللازم الكلمي.
(النوع الثامن)
المد الخفي
وهو : عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من الهمزة التي بعد الراء في: أرأيت
أو الهاء في : هأنتم على رواية ورش
سمي بذلك لإخفاء الهمزة بإبدالها ألفا، ومقداره ثلاث ألفات، لأنه من أنواع المد اللازم الكلمي أيضا.
(النوع التاسع)
المد العارض للإدغام
وهو: مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للإدغام وذلك في قراءة أبي عمرو نحو: الرحيم ملك، قال لهم، يقول ربنا.
وحكمه عنده: جواز المد، والتوسط، والقصر.
(النوع العاشر)
المد العارض للوقف
وهو: مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للوقف، نحو: العالمين، الرحيم، نستعين، بيت، خوف
وحكمه: جواز المد، والتوسط، والقصر، عند كل القراء.
(النوع الحادي عشر)
مد التمكين
وهو مدة لطيفة يؤتى بها وجوبا للفصل بين الواوين في نحو آمنوا وعملوا،
أو الياءين في نحو: في يومين،
حذرا من الإدغام أو الإسقاط،
ومقدارها ألف اتفاقا.
(النوع الثاني عشر)
مد البدل
وهو ما اجتمع فيه الهمز وحرف المد في كلمة وتقدمت الهمزة نحو: آدم، وآزر، وأوتي، وإيمان،
وحكمه : القصر عند غير ورش، وجواز الأوجه الثلاث عنده.
(النوع الثالث عشر)
مد الهجاء اللازم
وهو : الموجود في فواتح السور التي هجاؤها على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ثالثها ساكن.
وحروفه سبعة: النون، والقاف، والصاد، والسين ، واللام، والكاف، والميم، وزاد بعضهم العين.
ويسمى أيضا: الثابت، واللازم، لالتزام القراء مده مقدارا واحدا من غير تفاوت فيه
وهو ثلاث ألفات على الأصح المشهور.
وسماه بعضهم اللازم الحرفي لوجود حرف المد مع الساكن في حرف واحد، ولا فرق فيه بين ما سكن ثالثه للإدغام نحو: لام من الم، وهو المعروف بالمد اللازم الحرفي الثقل، أو لغيره نحو ميم منه، وهو المعروف بالمد اللازم الحرفي المخفف.
(النوع الرابع عشر)
مد الهجاء اللا لازم
وهو الموجود في فواتح السور التي هجاؤها على حرفين وذلك نحو: طا، وها، من طه، وحا من حم، وها ويا من كهيعص، ورا من الر،
وحكمه القصر، لأنه من أنواع الطبيعي، وسمي لا لازما، لاقتصارهم فيه على المد الطبيعي.
(النوع الخامس عشر)
مد اللين
وهو الموجود في الواو والياء الساكنتين بعد فتح،
وحكمه:
في نحو: ميتة ولومة، القصر في الحالين للجميع
وفي نحو: كهيئة، وسوءة، كذلك لغير ورش، أما هو فله: التوسط والإشباع في الحالين كما سيأتي.
وفي نحو: بيت وخوف، القصر وصلا، والثلاثة وقفا للجميع،
وفي نحو: شيء وسوء، كذلك لغير ورش، والتوسط والإشباع فقط لورش في الحالين كما سيأتي.
وفي عين من فاتحة مريم والشورى، الطول والتوسط ،وقيل القصر للجميع.
(النوع السادس عشر)
مد الصلة
وهو اللاحق لميم الجمع عند من قرأ بضمها وصلتها وصلا
وحكمه: المد بقدر المنفصل إذا ولي الميم همزة قطع نحو: عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم.
والقصر بقدر الطبيعي إذا لم يلها همزة قطع نحو: عليهمو غير، عليهمو ولا.
(النوع السابع عشر)
المد الطبيعي
وهو مد الألف في نحو: قال والواو في نحو يقول واليا في نحو قيل،
مدا لا ينقص الحرف عن حده ولا يزيده عن مقداره بحسب ما تقتضيه الطبيعة السليمة ، وهو حركتان.
(النوع الثامن عشر)
مد العوض
وهو اللاحق لهاء الكناية المسبوقة بفعل حذف آخره للجازم نحو: يؤده إليك، يرضه لكم،
وحكمه: المد بقدر المنفصل إذا وقع بعد الهاء همز، وبقدر الطبيعي إذا لم يأت بعدها همز.
(النوع التاسع عشر)
المد اللازم الكلمي
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن أصلي في كلمة
وهو قسمان:
مثقل، إن كان السكون للإدغام نحو : الضالين، الطامة، دابة،
ومخفف، إن كان السكون لغير الإدغام، نحو: آلآن، ءأنذرتهم عند من أبدل الهمز فيهما مدا، ومحياي عند من أسكن الياء،
وسمي لازما للزوم سببه في الحالين أو لالتزام القراء مده مقدارا واحد من غير تفاوت فيه
وهو ثلاث ألفات على الأصح المشهور،
وكلميا لوجود المد مع الساكن في كلمة واحدة.
(النوع العشرون)
مد الأصل
نحو: جاء وطاب
سمي بذلك لأن حرف المد فيه من أصل الكلمة، لأنه في مقابلة عينها، ثم هو من قبيل المتصل إذا ولي مده همزة ، ومن قبيل الطبيعي إذا وليه غيره.
(النوع الحادي والعشرون)
المد الممكن
نحو: أولئك
سمي بذلك لأن القارئ لا يتمكن من تحقيق الهمزة وإخراجها من مخرجها إلا به، وهو من أقسام المد المتصل.
(النوع الثاني والعشرون)
المد المتوسط
نحو: رئاء، وبرءاؤا
سمي بذلك لتوسط حرف المد بين همزتين،
وهو من قبيل المتصل أيضا
وما ذكره بعضهم من مده مدا متوسطا للجميع مشكل، إذ لا فرق بينه وبين غيره من إجراء المراتب الواردة في المتصل على التحقيق.
وقد يعبر عن المد من حيث هو بالمط، وهو لغة فيه، ويعبر عنه أيضا بالتمكين، وقيل التمكين هو زيادة المد المسماة بالمد الفرعي، وقد يعبر عنه بالاعتبار، والله أعلم.
9- الإشباع
الإشباع لغة: التوفية، وبلوغ حد الكمال،
وصناعة: عبارة عن إتمام الحكم المطلوب من تضعيف صيغة حرف المد أو اللين لمن له ذلك
وقد اصطلحوا على أنه بمقدار ألفين زيادة على المقدار الطبيعي بحيث يكون مقدار الحرف فيه ست حركات
أي بأن تمد صوتك بمقدار ثلاث ألفات، ولا يضبط إلا بالمشافهة والأخذ من أفواه المشايخ العارفين، ثم الإدمان عليه.
وقد يراد به الحركات كوامل غير منقوصات.
اهـ
ويتبعه باب تحقيق الهمز ونحوه ..
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
لمن أراد الاطلاع على ما سبق فعليه بهذا الرابط
والعنواوين التي بين [ ] من زياداتي وكذا ما بين ( وفيه قلت )
==================
5- الصلة.
الصلة لغة: الزيادة
وعرفا: عبارة عن النطق بهاء الضمير المكني بها عن المفرد الغائب موصولة بحرف مد لفظي يناسب حركتها فيوصل ضمها بواو ويوصل كسرها بياء أو بميم الجمع كذلك.
6-8 المد والتوسط والقصر
[6- المد]
المد لغة: الزيادة ، ومنه : ويمددكم ربكم، أي يزكم
واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللين، أو من حروف اللين فقط.
فالمراد هنا: طول زيادة حروف المد واللين أو اللين فقط عن مقدارها الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها بدونه.
[7- القصر]
والقصر لغة الحبس ، ومنه حور مقصورات في الخيام، أي محبوسات فيها.
واصطلاحا: إثبات حروف المد واللين أو اللين فقط من غير زيادة عليها.
[8- التوسط]
والتوسط حالة بين المد والقصر.
[أشكال المد وصفته ومخرجه وحروف اللين]
والأصل هو القصر لعد احتياجه إلى سبب، والمد والتوسط فرعان عنه لاحتياجهما إلى سبب.
وقد يطلق المد على إثبات حرف المد والقصر على حذفه.
واللين في اللغة: ضد الخشونة،
وفي الاصطلاح: خروج الحرف من غير كلفة على اللسان.
والمد واللين وصفان لازمان للألف من غير شرط لأنها لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
ويكونان في الواو والياء بشرط أن تكونا متولدتين عن حركة تجانسهما بأن يكون قبل الواو ضمة وقبل الياء كسرة.
وتسمى هذه الثلاثة عند القراء بحروف المد واللين، لأنها تخرج بامتداد ولين من غير كلفة على اللسان، لاتساع مخرجها، فإن المخرج إذا اتسع انتشر الصوت فيه وامتد ولان. وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب.
وكل حرف مساو لمخرجه إلا هي، فلذلك قبلت الزيادة وأمكن فيها التطويل والتوسط بخلاف غيرها من الحروف، وأما إذا لم تكونا متولدتين عن حركة تجانسها بأن وقعتا ساكنتين إثر فتح نحو: شيء وبيت وخوف وسوء، فيقال لهما: حرفا لين فقط.
ثم إن في حروف المد واللين مدا أصليا. وفي حروف اللين فقط مدا ما، يضبط كل منهما بالمشافهة، والإخلال بشيء منهما لحن، وهذا معنى قول مكي: في حروف اللين من المد بعض ما في حروف المد ، وقد نص عليه سيبويه،
ويصدق اللين على حروف المد بخلاف العكس، لأنه يلزم من وجود الأخص وجود الأعم، ولا ينعكس وإن اعتبر قبول اللين المد تساويا في صدق الاسم عليهما، وعلى هذا فكل من حروف المد وحرفي اللين يصدق عليها حروف لين على الأول، وحروف المد على الثاني، وحروف مد ولين عليهما، ولكن الاصطلاح أن حرف المد ما قبله حركة مجانسة، كما تقدم. وحرف اللين هو: ما قبله فتحة. فعلى هذا الاصطلاح بينهما مباينة كلية من كل وجه، وكل من وقع في عبارته حروف مد ولين إنما هو بالنظر للمعنى الأخير، والله أعلم.
وصيغ جميع حروف المد تمد لجميع القراء قدر مدها الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها إلا به، وتنعدم بعدمه لابتنائها عليه، وذلك مقدار ألف وصلا ووقفا. وهو أن تمد صوتك بقدر النطق بحركتين، ويحرم شرعا نقصه عن الألف لأن النقصان عنه فيها، والزيادة عليها في غير منصوص عليه، وكذا ترعيد المدات ، لحن فظيع بإجماع العلماء.
وسبب اختصاص هذه الحروف بالمد اتساع مخارجها فجرت بسببها إذ هي أصوات تنتشر في الفم وتنتهي بانتهائها، فليس لهن حيز محقق بعد الحركة المجانسة، وإنما قبل حرفا الين فقط الزيادة وأمكن فيهما التطويل والتوسط لشبههما للواو والياء المديتين في السكون وفي شيء من المد واللين، وغيرها من الحروف مساو لمخرجه منحصر فيه، كما مر.
[دليل المد وتعليله]
والدليل على أن في حرفي اللين مدا ما، من العقل والنقل.
أما العقل: فإن علة المد موجودة فيهما ، والإجماع على دوران المعلول مع علته، وأيضا فقد قوي شبههما بحروف المد لأن فيهما شيئا من الخفاء، ويجوز إدغام الحرف بعدهما في نحوف: كيف فعل، وقوم موسى، بلا عسر. ويجوز مع إدغامهما الثلاثة الجائزة في حروف المد بلا خلاف، وأيضا جوز أكثر القراء التوسط والطول فيهما وقفا، وجوز ورش مدهما مع السبب.
وأما النقل فنص سيبويه وناهيك به على ذلك، وكذلك الداني ومكي إذ قالا: في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد، وكذلك الجعبري، قال: واللين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقد الطبع.
فإن قلت: أجمع القائلون به على أنه دون ألف، والمد لا يكون دون ألف.
قلت: الألف إنما هي نهاية الطبيعي، وهذا لا ينافي أن ما دونها يسمى مدا، لا سيما وقد تظافرت النصوص الدالة على ثبوت مدهما
فإن قلت: قال أبو شامة"
فمن مد عليهم وإليهم ولديهم ونحو ذلك وقفا أو وصلا أو مد نحو (الصيف) و(البيت) و(الموت) و(الخوف) ، في الوصل فهو مخطئ "
وهذا صريح في أن اللين لا مد فيه.
قلت ما أعظمه مساعدا لو كان في محل النزاع، لأن النزاع في الطبيعي وكلامه هنا في الفرعي بدليل قوله قبل: "فقد بان لك أن حرف اللين وهو الياء والواو المفتوح ما قبلهما لا مد فيه إلا إذا كان بعده همز أو ساكن عند من رأى ذلك".
وأيضا فهو يتكلم على قول الشاطبي: وَإِنْ تَسْكُنِ الْيَا بَيْنَ فَتْحٍ وَهَمْزَةٍ.
وليس كلام الشاطبي إلا في الفرعي، بل أقول في كلام أبي شامة تصريح بأن اللين ممدود، وأن مده قدر حرف المد، وذلك أنه قال في الانتصار لمذهب الجماعة على ورش في قصر اللين:
"وهنا لما لم يكن فيهما مد كان القصر عبارة عن مد يسير يصيران به على لفظهما إذا كانت حركة ما قبلهما من جنسهما"
فقوله على لفظهما دليل على المساواة، وعلى هذا فهو بريء مما فهم السائل من كلامه ، وهذا مما لا ينكره عاقل، والله أعلم.
(يقول أنمار: هنا الكلام عن مد الياء والواو في نحو : بينهما وقوله الحق، ولو ربطها بالرخاوة وكون الصوت يجري فيها لخرج من كل هذه الإشكالات بسهولة، لأنه كما قال المرعشي في شرح المواقف: الحروف الشديدة آنية لا توجد إلا في آن حبس النفس، وما عداها زمانية يجري فيها الصوت زمانا، وهي متفاوتة في الجريان إذ الحروف الرخوة أتم جريانا من الحروف البينية، وحروف المد أطول زمانا من سائر الحروف الرخوة اهـ ، وهو الموافق لتعاريفهم للرخاوة والشدة . وفي بعض مؤلفات مكي أن الواو والياء مع الحروف البينية . ص 47 من نهاية القول المفيد)
[أسباب المد وقاعدة أقوى السببين]
والمد الطبيعي هو: أحد قسمين لمطلق المد، إذ المد مطلقا عند القراء قسمان أصلي وفرعي.
فالأصلي هو: القدر الطبيعي الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، ويسمى بالمد الذاتي، وبمد الصيغة ويعبرون عنه بالقصر، ويريدون به ترك الزيادة على المد الطبيعي لا ترك المد بالكلية، لأن ذلك يؤدي إلى حذف حرف مد من القرآن وهو لا يجوز.
والمد الفرعي هو: الزائد على المد الأصلي لسبب من الأسباب الآتية، ويسمى بالمد العرضي، أي الذي يعرض زيادة على الطبيعي لموجب، وبالمد المزيدي، وإذا أطلق ينصرف إليه.
وسببه ويسمى موجبه: إما لفظي وإما معنوي،
والمعنوي نوعان: التعظيم والتبرئة.
واللفظي: إما همز أو سكون،
والهمز إما متقدم أو متأخر، منفصل أو متصل.
والسكون لاحق لازم أو عارض، وكل منهما مظهر أو مدغم، ويكون ملفوظا به أو مقدرا.
وأقوى السببين اللفظيين الهمز، وقال بعضهم السكون أقوى لأن المد فيه قام مقام الحركة ، ولا يمكن النطق بالساكن كما هو حقه إلا بالمد ولذا ذهب الجمهور إلى المد له إذا كان لازما لا تفاوت فيه بخلاف الهمز فإنهم متفاوتون في قد المد له، وهو الذي عليه العمل.
(يقول أنمار: لو جمع بين القولين بتقسيم السكون إلى أصلي أقوى من الهمز وعارض أدنى منه لبلغ في الحسن غايته ومعلوم أنهما ليسا بقوة واحدة فقد قال العلامة السمنودي:
أقوى المدود لازم فما اتصل ........فعارض فذو انفصال فبدل
وبنفس الترتيب لكن بدأ بالأدنى الشيخ عبد الرحمن عيون السود في تغريده فقال:
إن جاء بمد أكثر من*** سبب فلنأخذ بالأقوى
ونفكر بالمعنى نسمو ** ونطبق نحيا في تقوى
فمن الأدنى نحو الأعلى ** لا يضبطها إلا الحازم
بدل منفصل فالعارض ** فالمتصل ثم اللازم
اهـ وانظر شرح القاعدة في النشر لابن الجزري والله أعلم )
[أنواع المدود الـ 22 ]
وأنواع المد كثيرة أنهاها بعضهم إلى عشرة وبعضهم إلى أربعة عشر وبعضهم إلى ستة عشر وبعضهم إلى عشرين وبعضهم إلى أربعة وثلاثين، وحاصل ما ذكروه يرجع إلى أنها اثنان وعشرون نوعا
(النوع الأول)
المد المتصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمة وتقدم حرف المد نحو جاء، وغيض الماء، وعن سوء، وسمي بذلك لاتصال حرف المد وسببه وهو الهمز، ويسمى مد البنية، لأن الكلمة بنيت على المد، والمد الواجب لإجماع القراء على مده وإن تفاوتوا في قدره.
(النوع الثاني)
المد المنفصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمتين نحو: بما أنزل، وقالوا آمنا، في أنفسكم،
سمي بذلك لانفصال حرف المد عن سببه، ويسمى مد البسط، لأنه يبسط بين الكلمتين بساطا فيفصل به بينهما، ويسمى أيضا مد الفصل، ومد حرف لحرف، ومدا جائزا، سواء كان الإنفصال حقيقيا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا ورسما كما مثل أو حكميا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا لا رسما، نحو: يأيها، أمره إلى، به إلا، ونحو: عليكم أنفسكم ، عند من وصل الميم.
(النوع الثالث)
مد الروم
وهو: ما جاء فيه حرف المد قبل همزة مسهلة، نحو: هاأنتم، على قراءة من سهل همزة أنتم ، وأدخل ألفا قبلها، سمي بذلك لأن القارئ، يروم بعده الهمزة فلا يأتي بها محققة.
(النوع الرابع)
مد التعظيم
وهو : في لا النافية، في كلمة التوحيد، نحو: لا إله إلا هو، لا إله إلا أنا، لا إله إلا أنت، لا إله إلا الله،
عند من يقصر المنصل، ويسمى مد المبالغة.
(النوع الخامس)
مد التبرئة
وهو: مد لا النافية للجنس نحو: لا ريب، ولا شية فيها، عند حمزة فقط.
(النوع السادس)
مد الحجز
وهو : عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها للفصل بين الهمزتين عند من قرأ بها في نحو: ءأنذرتهم، أءله، أءنزل، سواء حققت الهمزة الثانية أم سهلت،
سمي بذلك لأنه يحجز بين الهمزتين، ومقداره ألف على الصواب عند من أدخلها، ويسمى أيضا المد الفاصل، وسماه بعضهم مد العدل.
(النوع السابع)
مد الفرق
وهو هنا: عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من همزة الوصل في : آلذكرين، وآلله، وآلسحر وآلآن، في قراءة من مد، سمي بذلك للفرق بين الاستفهام والخبر ومقداره ثلاث ألفات، لأنه من أنواع المد اللازم الكلمي.
(النوع الثامن)
المد الخفي
وهو : عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من الهمزة التي بعد الراء في: أرأيت
أو الهاء في : هأنتم على رواية ورش
سمي بذلك لإخفاء الهمزة بإبدالها ألفا، ومقداره ثلاث ألفات، لأنه من أنواع المد اللازم الكلمي أيضا.
(النوع التاسع)
المد العارض للإدغام
وهو: مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للإدغام وذلك في قراءة أبي عمرو نحو: الرحيم ملك، قال لهم، يقول ربنا.
وحكمه عنده: جواز المد، والتوسط، والقصر.
(النوع العاشر)
المد العارض للوقف
وهو: مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للوقف، نحو: العالمين، الرحيم، نستعين، بيت، خوف
وحكمه: جواز المد، والتوسط، والقصر، عند كل القراء.
(النوع الحادي عشر)
مد التمكين
وهو مدة لطيفة يؤتى بها وجوبا للفصل بين الواوين في نحو آمنوا وعملوا،
أو الياءين في نحو: في يومين،
حذرا من الإدغام أو الإسقاط،
ومقدارها ألف اتفاقا.
(النوع الثاني عشر)
مد البدل
وهو ما اجتمع فيه الهمز وحرف المد في كلمة وتقدمت الهمزة نحو: آدم، وآزر، وأوتي، وإيمان،
وحكمه : القصر عند غير ورش، وجواز الأوجه الثلاث عنده.
(النوع الثالث عشر)
مد الهجاء اللازم
وهو : الموجود في فواتح السور التي هجاؤها على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ثالثها ساكن.
وحروفه سبعة: النون، والقاف، والصاد، والسين ، واللام، والكاف، والميم، وزاد بعضهم العين.
ويسمى أيضا: الثابت، واللازم، لالتزام القراء مده مقدارا واحدا من غير تفاوت فيه
وهو ثلاث ألفات على الأصح المشهور.
وسماه بعضهم اللازم الحرفي لوجود حرف المد مع الساكن في حرف واحد، ولا فرق فيه بين ما سكن ثالثه للإدغام نحو: لام من الم، وهو المعروف بالمد اللازم الحرفي الثقل، أو لغيره نحو ميم منه، وهو المعروف بالمد اللازم الحرفي المخفف.
(النوع الرابع عشر)
مد الهجاء اللا لازم
وهو الموجود في فواتح السور التي هجاؤها على حرفين وذلك نحو: طا، وها، من طه، وحا من حم، وها ويا من كهيعص، ورا من الر،
وحكمه القصر، لأنه من أنواع الطبيعي، وسمي لا لازما، لاقتصارهم فيه على المد الطبيعي.
(النوع الخامس عشر)
مد اللين
وهو الموجود في الواو والياء الساكنتين بعد فتح،
وحكمه:
في نحو: ميتة ولومة، القصر في الحالين للجميع
وفي نحو: كهيئة، وسوءة، كذلك لغير ورش، أما هو فله: التوسط والإشباع في الحالين كما سيأتي.
وفي نحو: بيت وخوف، القصر وصلا، والثلاثة وقفا للجميع،
وفي نحو: شيء وسوء، كذلك لغير ورش، والتوسط والإشباع فقط لورش في الحالين كما سيأتي.
وفي عين من فاتحة مريم والشورى، الطول والتوسط ،وقيل القصر للجميع.
(النوع السادس عشر)
مد الصلة
وهو اللاحق لميم الجمع عند من قرأ بضمها وصلتها وصلا
وحكمه: المد بقدر المنفصل إذا ولي الميم همزة قطع نحو: عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم.
والقصر بقدر الطبيعي إذا لم يلها همزة قطع نحو: عليهمو غير، عليهمو ولا.
(النوع السابع عشر)
المد الطبيعي
وهو مد الألف في نحو: قال والواو في نحو يقول واليا في نحو قيل،
مدا لا ينقص الحرف عن حده ولا يزيده عن مقداره بحسب ما تقتضيه الطبيعة السليمة ، وهو حركتان.
(النوع الثامن عشر)
مد العوض
وهو اللاحق لهاء الكناية المسبوقة بفعل حذف آخره للجازم نحو: يؤده إليك، يرضه لكم،
وحكمه: المد بقدر المنفصل إذا وقع بعد الهاء همز، وبقدر الطبيعي إذا لم يأت بعدها همز.
(النوع التاسع عشر)
المد اللازم الكلمي
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن أصلي في كلمة
وهو قسمان:
مثقل، إن كان السكون للإدغام نحو : الضالين، الطامة، دابة،
ومخفف، إن كان السكون لغير الإدغام، نحو: آلآن، ءأنذرتهم عند من أبدل الهمز فيهما مدا، ومحياي عند من أسكن الياء،
وسمي لازما للزوم سببه في الحالين أو لالتزام القراء مده مقدارا واحد من غير تفاوت فيه
وهو ثلاث ألفات على الأصح المشهور،
وكلميا لوجود المد مع الساكن في كلمة واحدة.
(النوع العشرون)
مد الأصل
نحو: جاء وطاب
سمي بذلك لأن حرف المد فيه من أصل الكلمة، لأنه في مقابلة عينها، ثم هو من قبيل المتصل إذا ولي مده همزة ، ومن قبيل الطبيعي إذا وليه غيره.
(النوع الحادي والعشرون)
المد الممكن
نحو: أولئك
سمي بذلك لأن القارئ لا يتمكن من تحقيق الهمزة وإخراجها من مخرجها إلا به، وهو من أقسام المد المتصل.
(النوع الثاني والعشرون)
المد المتوسط
نحو: رئاء، وبرءاؤا
سمي بذلك لتوسط حرف المد بين همزتين،
وهو من قبيل المتصل أيضا
وما ذكره بعضهم من مده مدا متوسطا للجميع مشكل، إذ لا فرق بينه وبين غيره من إجراء المراتب الواردة في المتصل على التحقيق.
وقد يعبر عن المد من حيث هو بالمط، وهو لغة فيه، ويعبر عنه أيضا بالتمكين، وقيل التمكين هو زيادة المد المسماة بالمد الفرعي، وقد يعبر عنه بالاعتبار، والله أعلم.
9- الإشباع
الإشباع لغة: التوفية، وبلوغ حد الكمال،
وصناعة: عبارة عن إتمام الحكم المطلوب من تضعيف صيغة حرف المد أو اللين لمن له ذلك
وقد اصطلحوا على أنه بمقدار ألفين زيادة على المقدار الطبيعي بحيث يكون مقدار الحرف فيه ست حركات
أي بأن تمد صوتك بمقدار ثلاث ألفات، ولا يضبط إلا بالمشافهة والأخذ من أفواه المشايخ العارفين، ثم الإدمان عليه.
وقد يراد به الحركات كوامل غير منقوصات.
اهـ
ويتبعه باب تحقيق الهمز ونحوه ..