خوطر و فوائد في الدين و الحياة من المشايخ و الكتب ( سلسلة متجدد )

إنضم
21/11/2010
المشاركات
114
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
إمبابة مصر
خوطر و فوائد في الدين و الحياة من المشايخ و الكتب ( سلسلة متجدد )






بسم الله الرحمن الرحيم






الحمد لله الذى جعل لنا دينا قويما، وهدانا صراطا مستقيما ، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ، ،وأشهد أن لا إله إلا الله ،وأن محمدا عبده ورسوله .


أما بعد:


فقد خطر لى بعض الخواطر و الفوائد- منذ بداية طلبى للعلم الشرعى ، و الدعوة إلى الله - من مجالس العلم و قراءة الكتب و سماع أشرطة أهل العلم .

و لما كانت هذه الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لها ثم تعرض عنها فتذهب كان من أولىالأمور حفظى ما يخطر لى حتى لاأنساه .

ورأيت من نفسي أنني كلما فتحت بصر التفكر حول بعض الخواطر في حياتي سنح لبصري من الفوائد ما لم يكن في حسابفأنثال عليه من كثيب التفهيم ما لا يجوز التفريط فيه .
و عزمت على كتابة هذه الخواطر و الفوائد ، لعل من يقرأها ، ويتدبرها ينتفع بها ، وتكون دلالة له على الخير ، أو تفتح له بابا مغلقا أو تلهمه حجة أو تزيل عنه شبهة .


و قد انتفعت بهذه الخواطر و الفوائد كثيرا ، و انتفع بها كثير ممن ذكرتها له فأرجو من الله أن ينتفع بها من يقرأها ، و أسميت هذا العمل(( خوطر و فوائد في الدين و الحياة من المشايخ و الكتب )) هدانا الله إلى الحق ، ووفقنا إلى الثبات عليه إنه ولى ذلك والقادر عليه .

ملاحظة هذا الموضوع قد كتبته في العديد من المواقع لعموم الفائدة
 
خواطر و فوائد في الدين و الحياة سلسلة متجددة

خواطر و فوائد في الدين و الحياة سلسلة متجددة


الخواطر و الفوائد



1- لو انتظرت تقدير الآخرين فقط فستقابل بإحباط تام أو مدحا يسيرا فإذا عملت شيئا فلا تنتظر الجزاء إلا من الله فجزاء الله في الدنيا كبيرا و في الآخرة كثيرا .


2- في تاريخ ماضي كل إنسان كل ما يحتاجه لتحسين حياته فالحياة أمل يصاحبها تحديات و كفاح وليست صعوبات و جراح ، ويفاجئ الحياة أجل لذلك لا بد من الكفاح و كل من نجح في حياته تجده قد استخدم ماضيه وقودا و حافزا لتحسين مستقبله و واجه الصعاب بكفاح فيسر الله له النجاح .


3- ليس المشكلة في أن نذنب لكن المشكلة أن نستمر في الذنب ،و الإنسان قد يكون بعد الذنب أعلى مقاماً منه قبل الذنب؛ لأنه قبل الذنب قد يكون مطمئنا للحال التي عليها ، و معتقداً أنه كامل ، و أن ليس عليه ذنوب فإذا أذنب ، و شعر بذنبه زال عنه العجب و شعر بالتقصير و رجع إلى الله ، وأناب إليه ، و أخبت إليه ، فيزداد إيماناً، ، و يرتفع مقامه عند الله سبحانه و تعالى .


4- الْعَمَلَ الصالح لَا يَسْتَقِلُّ بِدُخُولِ صَاحِبِهِ الْجَنَّةَ ، بَلْ لَا بُدَّ مِنَ رحمة الله و فضله .


5- إن الْعَمَلَ الصالحَ لا يوجب دخول الجنة لذاته ،و لكن الله تكرما منه و فضلا جعل العمل الصالح سببا لدخول الجنة ،وَ لَمَّا كَانَ الْمُوفِّق لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى كَانَ دُخُولُ الْجَنَّةِ فِي الْحَقِيقَةِ لَيْسَ إِلَّا بِفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى .



6- حق المطيع في الثواب ليس حق استحقاق بل حق تفضل و إنعام و إحسان أوجبه الله على نفسه ، ولم يوجبه عليه أحد فالذي وفق العبد للطاعة هو الله .


7- غاية ما في أدلة الجبرية الرد على من نفى قدرة الله سبحانه و تعالى على كل شيء و الرد على من نفى عموم مشيئته و خلقه لكل موجود و غاية ما في أدلة القدرية الرد على من نفى فعل العبد وقدرته ومشيئته واختياره ، و قال إنه ليس بفاعل شيئاً ،و الله يعاقبه على ما لم يفعله ، ولا له قدرة عليه بل هو مضطر إليه مجبور عليه .






8- قال العلماء كل دليل صحيح يستدل به القدرية فإنما يدل على أن أفعال العباد فعل لهم قائمة بهم واقعة بقدرتهم، ومشيئتهم وإرادتهم وأنهم مختارون لها غير مضطرين ولا مجبورين ، وهذا لا ينفي أن يكون الله قادراً على أفعالهم و هو الذي جعلهم فاعلين و هو الذي خلق فيهم القدرة على فعل أفعالهم .


9- كل دليل صحيح للجبرية إنما يدل على إثبات قدرة الله ومشيئته ، و هذا لا ينفي أن يكون للعبد قدرة و مشيئة و فعل ، و أنه فاعل حقيقة .


10- إذا كنا لا نستطيع أن نعرف مراد شخص بحرف مجرد عن سياق فكيف ندعي أننا نستطيع أن نعرف مراد الله في الحروف المقطعة ، وهذه الحروف مجردة عن سياق .


11- يرى أهل العلم أن الرد على الجبرية أن يضرب ويشتم الجبري ، فإن اعترض وقاوم الضارب والشاتم يقال له لما تقاوم و قد أجبرني الله على ذلك فإن عاتب و اعترض فقد نقض مذهبه ، و أن الإنسان غير مجبر .


12 - أدلة الحق لا تتعارض ، و إنما يصدق بعضها بعضاً .


13- كون النساء أكثر أهل النار بسبب كثرة اللعن و كفران العشير فهذا دليل على نفي الجبر إذ لا يصح معاقبتهن على فعل ليس من صُنعهن ، فإذا كن مجبورات في أفعالهن وليس لهن دور في الفعل الذي يصدر عنهن ، فكيف يمكن معاقبتهن على معصية لم يرتكبهن ؟!!


14- إرسال الأنبياء و الرسل دليل على نفي الجبر فلولا قدرة الإنسان على التزام الشرع لما كان لبعث الرسل للناس معنى فالقول بالجبر يبطل الشرائع .





15- لولا وجود العسر لما كان لليسر معنى ، و لولا وجود المرض لما كان للعافية و الصحة معنى فالشيء يعرف بسلبه ، و كم من نعمة لم تعرف قيمتها إلا بعد فقدها منك فأسأل الله العافية و اليسر و ادخر من يسرك لعسرك و من عافيتك لمرضك .




16- الراجح في الحروف المقطعة أنها مما استأثر الله بعلمه إذ لا يفسر الحرف بالكلمة إلا من خلال ثلاث أشياء : النظر لسياق سابق أو بالتعارف و الاتفاق أو إخبار صاحب الكلام ، و لا يوجد سياق سابق لهذه الحروف يبين المراد منها ، و ليس في عرف الشرع أن هذه الحروف تدل على معنى معين ،ولم يخبرنا الله و لا رسوله المراد بهذه الحروف .





17- المدقق في نصائح النبي صلى الله عليه وسلم يجده يستخدم الإيجاز في النصيحة ألفاظ قليلة تحمل معاني كثيرة ، و هذا من هديه صلى الله عليه وسلم ، وهذا أدعى لتذكر النصيحة و عدم الملل و السآمة من الناصح فليت كثير من الدعاة يدركون ذلك .





18- لا يمكن أن يرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأعمال التي تقي من النار إلاّ إذا كان الإنسان قادراً على فعلها ، و هذا ينفي الجبر .



19- نصح النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بالصدقة و الاستغفار دليل على نفي الجبر فلولا قدرتهن على فعل الطاعات لما كان لنصحه لهن معنى .





20- ليس في وصف النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بنقصان العقل و الدين ذما ؛ لأن سياق الكلام يأباه ، و إنَّمَا فيه تعجب من قدرة المرأة حيث تغلب الرجل الحازم الزكي تغلب مَنْ نقَصتَ عن درجته ، و لم تبلُغْ كماله ؛ و ذلك هو صريحُ قول النبي صلى الله عليه وسلم : وَ مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَ دِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ .





و لو قال شخص لآخر رغم أنك أضعف من هذا الشخص إلا أنك غلبته أو رغم أنك حديث السن إلا أنك عالم هل هذا يعد ذما أم تعجبا ومدحا ؟!!





قال ابن بطال : « وفى هذا الحديث ترك العتب للرجل أن تغلب محبة أهله عليه ؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم قد عذره، بقوله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم منكن فإذا كن يغلبن الحازم فما الظن بغيره » . شرح صحيح البخاري لابن بطال 1/420




قال ابن حجر : « وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ بِذِكْرِ النَّقْصِ فِي النِّسَاءِ لَوْمَهُنَّ عَلَى ذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَصْلِ الْخِلْقَةِ لَكِنَّ التَّنْبِيهَ عَلَى ذَلِك تحذيرا مِنَ الِافْتِتَانِ بِهِنَّ ، وَ لِهَذَا رَتَّبَ الْعَذَابَ عَلَى مَا ذَكَرَ مِنَ الْكُفْرَانِ وَغَيْرِهِ لَا عَلَى النَّقْصِ » . فتح الباري لابن حجر 1/406-407 .





قال البدر العيني : « فَإِن قلت : أَلَيْسَ ذَلِك ذماً لَهُنَّ ؟ قلت : لَا وَ إِنَّمَا هُوَ على معنى التَّعَجُّب بأنهن مَعَ اتصافهن بِهَذِهِ الْحَالة يفعلن بِالرجلِ الحازم كَذَا وَكَذَا » . عمدة القاري شرح صحيح البخاري 3/272
21- ليس معنى أن النساء ناقصة العقل أن النساء مجانين إذ لا يغلب المجنون رجلا ذكيا ، و النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ فيه ، و لو قال شخص لآخر رغم إنك أضعف من هذا الشخص إلا أنك غلبته أو رغم أنك حديث السن إلا أنك بحرا في العلم هل هذا يعد ذما أم تعجبا و مدحا ؟!!


22- في وعظ النبي صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد رد على من يقول أن المرأة ليس لها حق في التعليم .


23- وعظ النبي صلى الله عليه وسلم النساء يوم العيد يدل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتعليمهن و وعظهن ، و على اهتمام الإسلام بتعليم المرأة .


24- ليس في إحباط عمل الكافر ظلم لغير المسلم ؛ لأن الكافر لم يكن عمله لله حتى يأخذ الأجر من الله فليأخذ الأجر ممن عمل له ، و الكافر قد أنعم الله عليه و شكر غيره فكيف ينتظر من الله أجرا فلينتظر الأجر ممن عمل له .


25- انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول ، إذ قد يثبت بدليل آخر فقد لا يوجد دليل من السنة في المسألة لكن يوجد دليل من القران ، و قد يوجد دليل من القران في المسألة ، و لا يوجد دليل من السنة ، و قد لا يوجد دليل عقلي لكن يوجد دليل نقلي .


26- ذكر الأدلة العقلية على وجود الله لا بأس بها مادامت لا تخالف الشرع إذ لا يمتنع من إبلاغ الحجة بأي دليل لا يخالف الشرع .



27- قد يحتاج الكافر و الملحد و من عنده شك في وجود الله إلى أدلة عقلية على وجود الله بقدر مستوى تفكيره، وقد يهتدي وقد لا يهتدي فلا يمتنع لإقامة الحجة عليه أن نستخدم أدلة عقلية صريحة خاصة لو كانت مستنبطة من الكتاب والسنة .​


28- التكرار في القرآن ليس مجرد إعادة للألفاظ والعبارات داخل النّص لكنه لإفادة معنى آخر أو تقرير المكرر أي تأكيد المعنى و إبرازه في معرض الموضوع و بيانه .

29- قول العلماء لا يجوز القياس في العبادات أي لا يستدل بالقياس على تشريع عبادة جديدة ،و ليس معناه أن العلماء لا يستعملون القياس في تفصيل الأحكام الشرعية في العبادات أو فروع العبادات إذ كتب الفقه مليئة بالقياس في فروع العبادات ،و لا خلاف بين العلماء في أن إثبات حكم عبادة بالقياس ابتداء، أو إثبات عبادة زائدة على العبادات الواردة، أو إثبات كيفية خاصة لتلك العبادات لا يجوز إذ لا مجال للعقل فيها .

يمكن أن نبسط ما قلناه أن لا قياس في إثبات أصل العبادة، أما في إثبات بعض شروطها وواجباتها فجائز .



من الأمثلة :



الجمع بين الصلاتين بعذر البرد قياسا على المطر بجامع إزالة المشقة عن المسلمين .
قياس الاستجمار بالورق والخرق على الاستجمار بالحجر؛ لأن كلاًّ منهم جامد طاهر قالع للنجاسة يُنقي المحل .
استحباب التسمية في التيمم و الغسل قياسا على استحبابها في الوضوء .






30- الصحابة رضي الله عنهم هم نقلة الشريعة و نقلة الدين فمن طعن فيهم فقد طعن في الدين ؛ لأن الطعن في الصحابة طعن في الدين الذي حملوه .





31- حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الاسترسال في الشك في وجود الله ، و أمرنا باستحضار الإيمان بالله عند طرأ هذه الوساوس .

و السر في ذلك أن الشك في وجود الله تفكير سلبي يجعل عقلك يدعمه بما يتوهم أنه يدل عليه فترى منه الكثير فيترسخ في الذهن فلما تنته ينتهي هذا التفكير السلبي .

و استحضار الإيمان بالله تفكير إيجابي يجعلك عقلك يدعمه بما يؤكد وجود الله و أنك مؤمن به فترى من الأدلة على وجود الله الكثير .

فكأن العلاج النبوي لهذا المرض شيئين :
تخلية العقل من التفكير السلبي ( الشك في وجود الله ) بالكف عن الاسترسال
ثم تحلية العقل بالتفكير الإيجابي وهو استشعار الإيمان بوجود الله من علم هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ما توصل له أطباء النفس في العلم الحديث .




32- التوبة من المعصية قد تورث ذلا وانكسارا فتكون خيرا مما قد تورثه الطاعة لدى بعض الناس من العجب فرب معصية أورثت ذلا وافتقارا إذا صاحبها ندم خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا إذا صاحبها عجب .


33- كلما استصغرت الطاعة عظمت عند الله سبحانه و تعالى ، و كلما استعظمت المعصية صغرت عند الله سبحانه و تعالى .



34- لم يأمر الله العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم، ولا ينهاهم عما نهاهم عنه بخلاً عليهم ، بل أمرهم بما ينفعهم ونهاهم عما يضرهم، أما المخلوق فيأمر غيره بما يحتاج إليه وينهاه عما ينهاه بخلاً عليه .





35- مهما علم الإنسان فلن يعلم إلا ما أراد الله له أن يعلم ، و لولا توفيق الله لما علم فالعلم منة من الله فلا تغتر بعلمك .





36- كي يزداد الإنسان في العلم لابد أن يتذكر دوما أنه جاهل حتى يستمر في البحث عن العلم كي يرفع جهله فإذا شعر أنه عالم سيتوقف عن التزود من العلم فينقص علمه و يصير جاهلا بعدما كان عالما .


37- لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظم من عصيت، و استصغار الذنب يكبره عند الله ، و استعظامه يصغره عند الله .


38- قال ابن رجب : من أراد اللهُ سعادَتَهُ أضعفَ اللهُ له حسناته حتى يستوفي (منها) الغرماء، ويبقي له منها مثقال ذرة فتضاعف له ويدخل بها الجنة، وذلك من فضل الله ورحمته .

ومن أراد الله شقاوته وله غرماء لم تضاعف حسناته كما تضاعف لمن أراد الله سعادته، بل يضاعفها عشرًا فتقسم عَلَى الغرماء فيستوفونها كلها، وتبقى لهم عليه مظالم فيطرح عليه من سيئاتهم فيدخل بها النار، قهذا عدله (وذاك) فضله مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي 4/399


39- إذا غلب رجاء العبد في الله على خوفه منه تهاون بحق الله ، و إذا غلب خوفه من الله على رجائه في الله قنت من رحمة الله ، و الصواب أن يعبد الله عز وجل بالخوف و الرجاء معاً .


40- من فضل الله على المسلم أن مرضه أو ابتلائه بمصيبة يكفر الله بها خطاياه .
 
تابع خواطر و فوائد

تابع خواطر و فوائد

41-الأحكام الشرعية كلها تشمل النساء والرجال، إلا ما يقوم الدليل فيه على أن أحد الصنفين مختص بحكم ملائم لطبيعته .


42- ليس الثواب على مجرد العمل الصالح بل لابد أن يقصد به وجه الله سبحانه و تعالى ، و لا يكون العمل صالحا إلا إذا كان موافقا للشرع .


43- حضّ النبى صلى الله عليه وسلم أمته على القصد والمداومة على العمل الصالح ، وإن قلّ خشية الانقطاع عنه فكأنه رجوع فى فعل الطاعات، وقد ذمّ الله ذلك، ومدح من أوفى بالنذر .


45- قال ابن الجوزي : أفضل الأشياء التزيد من العلم ، فإنه من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافياً استبد برأيه ، فصار تعظيمه لنفسه مانعاً من الاستفادة صيد الخاطر ص 111


46- إقبال التائب على الطاعة أكثر من إقبال غير التائب ؛ لأن التائب يحاول في الطاعة تعويض ما فاته من العمر الذي قضاه في المعصية والضلال .


47- لا يحتاج الله إِلَى عمل الْعباد كَمَا يحْتَاج الْمَخْلُوق إِلَى عمل من يستأجره أما العبد فيحتاج لعبادة ربه كما يحتاج للهواء و تعود العبادة على العبد بالنفع الدنيوي قبل النفع الأخروي .


44455
48- أحب الأعمال إلى الله ما كان على وجه الاقتصاد والتيسير، دون ما كان على وجه التكلف والتعسير ،و العمل الدائم و لو كان قليلا .ا


49- وجه كون فعل العبد مخلوقا لله تعالى أن فعله صادر عن قدرة وإرادة، وخالق القدرة و الإرادة هو الله ؛ و ما صدر عن مخلوق ، فهو مخلوق .د الله هو


50- لم يستخدم الإسلام السيف للتحكم والتسلط في البلاد المفتوحة إنما كانت حروبه وسيلة لتأمين دعوته من أعدائه و لكسر حاجز من يمنع نشر دعوته للناس .


51- ثمرة العلم العمل فمن علم دونما يعمل لما يعلم كان كالحمار يحمل أسفارا .

52- كي تدرك قلة البلاء انظر ماذا أعطى الله لك و لا تنظر ماذا أخذ الله منك فلو أخذ منك عينا مثلا فقد أعطاك سمع و لسان و يد و رجل و غير ذلك ، و إذا فقد أحد أبويك مثلا فقد متعك بالآخر ومتعك بالولد و متعك بالزوجة ومتعك بالأخ .

53- الله لا يكلف الإنسان ما لا يطيق ، و ما لا يستطيع تحمله ، و لأن الله أمرنا بالصبر في الشدائد فمحتم أن يكون في مقدورنا و استطاعتنا تحملها .

54- الجهاد في سبيل الله ضرورة ؛ لأن الدين كما يحتاج لصبر و عبادة يحتاج إلى قوة و جهاد كي يحفظ و بدون الجهاد لن يحفظ الدين و لن ننعم بالأمان .

55- من نعم الله عليك أنك إذا ذكرت الله ذكرك ، و إذا شكرته زادك .

56- العمل فرع العلم فلا يمكن أن تعمل دون أن تعلم فلو لم تعلم كيفية الصلاة لن تصلي ،و إن لم تعلم كيفية الحج لن تحج و هكذا .

57- العبرة في البلاد إنما هي بالسكان وليس بالحيطان .

58- قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم » و الحديث حسنه الترمذي وصححه ابن حبان و هنا قد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم حدوث الفساد في بلاد الشام علامة على فساد سائر البلدان ؛ لأن المكان المبارك إذا فسد فغيره أفسد و إذا فسد الخيار فكيف سيكون حال الأشرار ؟.

59- ما ورد في القرآن أو السنة من نصوص فيها تفضيل بعض الأماكن أو الأقوام على بعض، لا يعني ذلك تفضيلا لكل من انتسب إلى ذلك المكان، أو لأولئك القوم، على غيرهم من البشر، وكذلك ما ورد في النصوص من ذم بعض الأماكن، وذكر ما فيها من الشر، فلا يعني ذلك ذم وانتقاص جميع من ينتمي إلى ذلك المكان فالعبرة بالتقوى


60- يكبر على النفس تغيير ما ألفته و أحبته إلا على الذين هدى الله فحبهم لله يجعلهم يتركون ما ألفوه و يبغضون ما أحبوه لعظم الله في قلوبهم .


61- لئن عجزنا عن نصرة أخواننا السوريين بالنفس فلا نعجز أن ننصرهم بالدعاء و والمال و نشر قضيتهم إعلاميا في الصحف و المجالات و التلفاز و الندوات و كل الوسائل المشروعة المتوفرة .


62- قدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس ؛ لأن المال يتاح الجهاد به لكل الناس ، وقلة من الناس يستطيع الجهاد بالأنفس .


63- الأحكام التي تنسخ عمل الإنسان بالمنسوخ صحيح إلى أن يبلغه النسخ فقد تأخّر عن أهل قباء خبر تحويل القبلة حتى صلاة الصبح ولم يعيدوا ما صلوه




64- فتح الإسلام طرقا متعددة للحرية ورغب فيها حيث جعل الشرع كفارات الفطر في رمضان و الحنث في اليمين والظهار من الزوجة وقتل النفس عتق رقبة مؤمن .



65- إذا كان الدليل العقلي موافقاً للنقل فلا مانع من الاستدلال به على حكم شرعي بشرط أن يكون مساعداً للدليل الأصلي ألا و هو الدليل النقلي .



66- إذا تعارض الشرع و العقل وجب تقديم الشرع ؛ لأن العقل مصدق للشرع في كل ما أخبر به إذ كان عقلا صحيحا، و الشرع لم يصدق العقل في كل ما أخبر به ،و الله أعلم بخلقه من أنفسهم أما الخلق فلا يعلمون من أنفسهم إلا ما قدر الله علمهم له و هو جزء يسير في خضم جهل كثير فكيف يقدم رأي الجاهل على العالم ، و رأي المخلوق على الخالق ؟!! .


67- الجهاد في سبيل الله ضرورة ؛ لأن الدين كما يحتاج لصبر و عبادة يحتاج إلى قوة و جهاد كي يحفظ ، و بدون الجهاد لن يحفظ الدين و لن ننعم بالأمان .


68- الْمَطْلُوبُ مِنَ الْعَبْدِ الِاسْتِقَامَةُ ، وَهِيَ الْإِصَابَةُ فِي النِّيَّاتِ وَالْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا فَالْمُقَارَبَةُ فَإِنْ نَزَلَ عَنْهَا: فَالتَّفْرِيطُ وَالْإِضَاعَةُ .


69- عليكَ بمراعاةِ أَقْوَالِكَ كَما تُرَاعِي أَعْمَالَك فإنَّ أَقوالَكَ مِن جملةِ أَعْمَالِكَ .


70- الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة ،و عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة، ومن عمل في سنّة قبل الله منه، ومن عمل في بدعة رد الله عليه بدعته .


71- قليل دائم خير من كثير منقطع .


72- آفة العبادة الفترة .


73- لَيْسَتْ الفضائل بكثرة الأعمال البدنية، لكن بكونها خالصة لله صواباً عَلَى متابعة السنة وبكثرة معارف القُلُوب وأعمالها فمن كَانَ بِاللهِ أعلم وبدينه وأحكامه وشرائعه أعلم، وله أخوف وأحب وأرجي فهو أفضل ممن لَيْسَ كَذَلِكَ، وإن كَانَ أكثر منه عملاً بالجوارح . موارد الظمآن لدروس الزمان عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان 4/484


74- لا تكترث بالنقْدِ الجائر الظالمِ فلمْ يَسْلَمْ من السَّبِّ و الشَّتْمِ أحد حتى الأنبياء و الرسل و خالق البشر ، و لا يضر السحاب نبح الكلاب .



75- من حكم تقدير الله للذنوب و المعاصي : عدم العجب و الركون للأعمال الصالحة و كثرةُ الاستغفارِ و التوبةُ و الإنابةُ و التَّوجُّهُ و الانكسارُ و الندامة ، و تحقُّقُ آثار أسماءِ اللهِ الحسنى كالرحيمِ و الغفورِ و التَّوّابِ .



76- الإسلام إتباع لا ابتداع ، و لا يجوز التقرب إلى الله إلا بما شرَّع فمن تقرب بما لم يشرع فقد أضاف على الشرع و استدرك و الدين كامل و تام لا يحتاج إلى إضافة ، والإضافة على الدين قدح في كماله .


77- إنكار حرف من كتاب الله كإنكار القرآن كله ، و تكذيب شيء أخبر الله به كتكذيب كل ما أخبر الله به .

78- إذا كان العمل المحدث في الدين لا يقبل فما الفائدة من عمل لا يقبل ،و لا يتوقف العمل المحدث في الدين على عدم القبول وحسب بل يكون أيضا سبب في دخول صاحبه النار فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار » صحيح الترغيب والترهيب رقم 37




79- إتباع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بفعل ما فعل على الوجه الذي فعل لأجل أنه النبي صلى الله عليه وسلم فعله .


و اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الترك هو أن نترك مثل ما ترك على الوجه الذي ترك ، لأجل أنه النبي صلى الله عليه وسلم تركه .


و يشترط في التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الترك وجود المقتضي للفعل و انعدام ما يمنع الفعل .


80- يشترط في التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الترك وجود المقتضي للفعل و انعدام ما يمنع الفعل .


وهذا يتصور في كل أمر عبادي يراد به القربة من الله تعالى ، فإن تركه النبي صلى الله عليه وسلم ،و لم يعمل به فإن ذلك دليل ٌ على أن تركه هو السنة ، و فعله هو البدعة ؛ لأن المقتضي موجود وهو التقرب من الله ، والوقت وقت تشريع ، و النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكتمان ، فتركه صلى الله عليه وسلم مع وجود كل هذه المقتضيات و انتفاء الموانع دليل ٌ على أن المشروع هو الترك .
 
تابع خواطر و فوائد

تابع خواطر و فوائد

- سمي دين الله ديناً ؛ لأننا مدينين لله بحقوق يلزمنا القيام بها لنظهر بذلك عبوديتنا وإذعاننا لمليكنا .


81- مع أن كتابة القرآن كانت مشروعة في العهد النبوي لكن لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بجمع القرآن في مصحف واحد لاستمرار نزول الوحي و لاحتمال نزول آيات أو سور .

و لوجود الكثير من حفظة القرآن و على رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم أي أن دواعي الجمع في مصحف واحد لم تكن قائمة بعد فلا يخشى ضياع شيء من القرآن .

و أيضا لاحتمال نسخ بعض آياته ولو دُوِّن القران ثم جاء النسخ لأدى ذلك إلى الاختلاف والاختلاط في الدين .

و لما توافرت دواعي الجمع في مصحف واحد لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم إذ قد انقطع الوحي و لا نسخ بعد انقطاع الوحي و لا نزول للآيات و السور بعد انقطاع الوحي أضف إلى ذلك حروب الردة التي مات فيها الكثير من حفظة القرآن فخشى الصحابة ضياع شيء من القرآن فبادروا بجمعه وتدوينه .

قال الخطابي: "إنما لم يجمع -صلى الله عليه وسلم- القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة".

وقال الزركشي: "وإنما تُرك جمعه في مصحف واحد؛ لأن النسخ كان يرد على بعض، فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدى إلى الاختلاف واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين" .


82-البدعة انتقاد غير مباشر للشريعة الإسلامية فمعناها و مقتضاها أن الشريعة لم تتم ، و أن هذا المبتدع أتمها بما أحدث من العبادة التي يتقرب بها إلى الله كما زعم .


83- لا يجوز الاستدلال على الأوصاف التعبدية بنص عام بل لا بد من دليل منفصل يبين أن هذه الوصف التعبدي مشروع ، و كم من بدع وقعت من أصحابها بسبب الاستدلال بالنصوص العامة على الأوصاف التعبدية .​
84- الأدلة التي تثبت أصل العبادة شيء ، وفعلها على وصفٍ معين شيء آخر ، فلابد من دليل زائد يثبت هذا الوصف بعينه ؛ لأن الأصل أن العبادة توقيفية و كذلك كيفيتها و شروطها توقيفية ، و ذلك مثل قولنا إن دليل التحريم لا يستفاد منه النجاسة ؛ لأن التحريم شيء و النجاسة شيء آخر ، بل لابد من دليل آخر يدل على النجاسة .


85- العادة مستحكمة ، و كل ما تعارف الناس عليه مما لا يعارض الشريعة فيجب مراعاتـه .


86- لا يجوز الحكم أو التشريع بحسب المدلولات اللغوية الأصلية دون مراعاة وفهم المدلولات العرفية في عهد التشريع .


87- العبادات لا تكون مشروعة حتى توافق الشرع في السبب و الجنس و القدر و الكيفية و المكان و الزمان .


87- العبرة في الكفر بالفعل لا بعدد الفعل فمادام الفعل كفر فقليله و كثيره سواء كلاهما كفر فسب نبي مثلا كسب كل الأنبياء .


88- من الأدلة على أن العمومات لا تصح دليلاً على الصفات المخصوصات هو أنه يلزم من ذلك أن تُحدث صلاة سادسة على صفة صلاة الفجر أو المغرب يجتمع لها الناس ضحى و يؤدونها جماعة في المسجد .


89- يستحيل أن يكون القرآن من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم فأنى لرجل أمي أن يؤلف كتابا يذكر فيه أخبار الأمم الخالية و غيبيات آتية و تفنيد ما في كتب أهل الكتاب من التحريفات و الانحرافات الواهية و أنى لأمي يؤلف كتابا أعجز فصحاء اللغة و الشعراء عن معارضته .


90- يستحيل أن يكون القرآن من تعليم أحد البشر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فما علم من سيرته أنه لم يعرف عنه الكذب على أحد من الخلق فضلا عن الكذب على الله ،و أسباب نزول الآيات تنفي التعلم المسبق للنبي صلى الله عليه وسلم، فأين كان معلموه المفترضون حين نزل عليه القرآن في غزواته، وهو بين أصحابه يجيب عن أسئلتهم .
91- يستحيل أن يكون القرآن مقتبسا من كتب أهل الكتاب إذ في القرآن الكريم قصص لأنبياء وسابقين لا يعرفهم أهل الكتاب ناهيك عن الاختلاف مع أهل الكتاب في كثيرٍ من الأحكام ، وما حصل من توافق في بعض الأحكام لا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ منهم ، وتعلم على أيديهم ، وإنما لكون اليهودية والنصرانية أصلهما صحيح يتفق مع أصول الإسلام .


92- القول بعدم إتيان محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزة قول باطل يرده ما في القرآن الكريم ، والأخبار ، والأحاديث المتواترة عن معجزاته الباهرة .


93- القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرسل لأهل الكتاب قول باطل يرده ما جاء في القرآن أن رسالته للعالمين و لمقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب الكافرين .

94- أقوى معجزة على صدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن فمن لدن النبي صلى الله عليه و سلم إلى زماننا هذا لم يستطع أحد أن يأتي بسورة من مثله .

95- الله لا يعرفنا نفسه و ما يحبه و ما يكره عن طريق نزوله إلينا بنفسه لعظمته و ملكه فإذا كان ملوك الدنيا لا يعرفون أنفسهم للناس بأنفسهم بل عن طريق رسل فلخالقهم المثل الأعلى .

96- لا أحد يعرف ما يحبه الله وما يكره إلا من عرفه الله ذلك ، و الذي عرفهم الله ذلك هم الأنبياء ، ولا سبيل لمعرفة غير الأنبياء ما يحبه الله وما يكره إلا عن طريق الأنبياء فمن أدعى أن هذا الشيء مستحب و ليس في الشرع فهو كاذب .


97- عليك بزيادة الآمال فزيادة الأمال تزيد الرغبة في الأعمال و زيادة الرغبة في الأعمال تؤدي لزيادة الأعمال و زيادة الأعمال تزيد النجاح و التميز فلا تجد ناجحا إلا كثير الأمل كثير العمل متميزا عن غيره .

98- هدي النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الاعتدال في العبادة بلا إفراط أو تفريط أو مشقة على النفس لذلك لم يقر النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يشق على نَفسه بِالْعبَادَة و يتجاوز الِاعْتِدَال .

99- القول بحدوث الشيء صدفة لا ينفي وجود فاعل له فالصدفة تتكلم عن كيفية حدوث الحدث و ليس عن فاعل الحدث مثلا على التسليم الجدلي الفرضي بأن الكون وجد صدفة فهذا لا ينفي وجود فاعل أوجده .

100- الأخوة بَين المسلمين تَقْتَضِي الحب و التناصح والتواصي بِالْحَقِّ .

101- إذا أَرَادَت الأمة الإسلامية الْخَيْر والفلاح والعز والتمكين فعلَيْهَا الْأَخْذ بما كان عليه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم و أصحابه فِي التربية والاقتداء بِهِ .

102- من فاته حفظ القرآن و السنة في صغره فلا يفوِّت حفظهما والعلم بهما في كبَره و قد تعلم كثير من الصحابة القرآن و السنة و هم كبار السن .

الصحابة عندما أسلموا لم يكونوا كلهم صغاراً ، بل أكثرهم كانوا كباراً في السن ، وما منعهم سنهم من الطلب والتعلم ،و أصبحوا علماء في الدين وإليهم المرجع في فهم نصوص القرآن ، والسنَّة ، فأبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه بدأ في طلب العلم قريباً من الأربعين ، و عمر بن الخطاب بدأ العلم قريباً من الثلاثين .

و ممن طلب العلم على كبر أيضا عثمان ، والعباس ، وابن عوف ، وأبي عبيدة ، وغيرهم فالخلاصة طلب العلم ليس له وقت محدد في حياة الإنسان يطلب العلم في كل حياته في صغره و إن فاته ففي كبره .

103- حفظ بلا علم و فهم كسيارة بلا سائق .

104- حفظ بلا متابعة يعني قرب ضياعه ، و إنما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة .

105- تحصيل العلم عن طريق المشايخ يوفر الوقت و ييسر الفهم و يقلل الجهد و يقلل الخطأ بخلاف تحصيل العلم عن طريق الكتب فقط يضيع الوقت و يعسر الفهم و يزيد الجهد و يزيد الخطأ أي يخطئ كثيرا و الزكي من يجمع بين التحصيل عن طريق المشايخ و التحصيل عن طريق الكتب .

106- قال ابن القيم : " وتبليغ سنته صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور الأعداء ؛ لأن تبليغ السهام يفعله كثير من الناس , وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفائهم في أممهم ".

107- تتفاوت قدرات الناس بسبب تنوع مواهبهم واختلاف استعدادتهم .

108- استغل وقتك أحسن استغلال فإنه إن ضاع لن تستدركه أبدا ، و إن لم تستغل وقتك في الحق أضعته في الباطل .

109- قال النووي : ندب أهل الحقائق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانعًا من تلبسه بشيء من النقائص احترامًا لهم واستحياء منهم، فكيف بمن لا يزال الله تعالى مطلعًا عليه فى سره وعلانيته؟ شرح النووي لصحيح مسلم 1/193

110- قال ابن تيمية : فمن اعتقد أن كل حديث صحيح قد بلغ كل واحد من الأئمة أو إماما معينا فهو مخطئ خطأ فاحشا قبيحا .

ولا يقولن قائل : الأحاديث قد دونت وجمعت ؛ فخفاؤها والحال هذه بعيد ؛ لأن هذه الدواوين المشهورة في السنن إنما جمعت بعد انقراض الأئمة المتبوعين ومع هذا فلا يجوز أن يدعي انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في دواوين معينة ثم لو فرض انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس كل ما في الكتب يعلمه العالم ولا يكاد ذلك يحصل لأحد .

بل قد يكون عند الرجل الدواوين الكثيرة ، وهو لا يحيط بما فيها بل الذين كانوا قبل جمع هذه الدواوين أعلم بالسنة من المتأخرين بكثير ؛ لأن كثيرا مما بلغهم وصح عندهم قد لا يبلغنا إلا عن مجهول ؛ أو بإسناد منقطع ؛ أو لا يبلغنا بالكلية فكانت دواوينهم صدورهم التي تحوي أضعاف ما في الدواوين وهذا أمر لا يشك فيه من علم القضية .
ولا يقولن قائل : من لم يعرف الأحاديث كلها لم يكن مجتهدا . لأنه إن اشترط في المجتهد علمه بجميع ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله فيما يتعلق بالأحكام : فليس في الأمة مجتهد وإنما غاية العالم أن يعلم جمهور ذلك ومعظمه بحيث لا يخفى عليه إلا القليل من التفصيل ثم إنه قد يخالف ذلك القليل من التفصيل الذي يبلغه . مجموع الفتاوى 20/239

111- قال الإمام سلمة بن دينار : يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة؛ فإنك تجد الرجل يشغل نفسه بهم غيره، حتى لهو أشد اهتماماً من صاحب الهم بهم نفسه .

112- قال الإمام سلمة بن دينار : كل نعمة لا تقرب من الله فهي بلية .

113- قال الإمام سلمة بن دينار : من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء، ولم يحزن على بلوى.

114- قال الإمام سلمة بن دينار : انظر الذي تحب أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، وانظر الذي تكره أن يكون معك ثَمَّ فاتركه اليوم.

115- قال الإمام سلمة بن دينار : انظر كل عمل كرهت الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت.

116- قال الإمام سلمة بن دينار : قاتل هواك أشد مما تقاتل عدوك .

117- قال الإمام سلمة بن دينار : إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يغنيك.

118- فعل الأسباب ليس كافياً في حصول المطلوب ، فالولد لا يحصل بمجرد الوطء فقط ،و الشفاء لا يحصل بمجرد العلاج فقط بل لا بد من تمام الشروط ، و انتفاء الموانع ، و أن يشاء الله تأثير السبب في المسبب .
119- الأخذ بالأسباب لا ينافي القدر بل هو من القدر ، فالله كما قدر المسببات قدر أسبابها ، و كما قدر النتائج ، قدر مقدماتها .

و من قدر الله له السعادة يكون سعيداً بالأعمال التي جعلها الله سببا في السعادة و التي من جملتها فعل الطاعات و ترك المحرمات .

ومن قدر الله له الشقاء يكون شقياً بالأعمال التي جعلها الله سببا في الشقاء ، والتي من جملتها الاتكال على القدر ، و ترك الأعمال الواجبة و فعل المعاصي .

120- من ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر الرضا واليقين فمادام كل شيء بقدر الله فلابد من الرضا واليقين ؛ لأن الله لا يقدر إلا خيراً ، فإذا قدر الله على العبد مصيبة فهو يريد منه الصبر فإذا كان مؤمناً بقضاء الله وقدره فليصبر على أقدار الله المؤلمة فالصبر من الإيمان فإن لم يصبر فكيف يقول أنه مؤمن ؟

و من حكم تقدير الله للمصائب والمحن إظهار صادق التوكل ومحسن التفويض من المتسخط الذي لا يكف جوارحه عن الوقوع فيما حرم الله كرفع الصوت عند المصيبة وشكوى الله إلى الناس .

ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر الاستغناء بالخالق عن المخلوق ؛ لأن كل شيء يصيبك من خير وشر إنما هو تقدير الله ،والمخلوق ليس إلا واسطة .
 
تابع : خوطر و فوائد في الدين و الحياة من المشايخ و الكتب

تابع : خوطر و فوائد في الدين و الحياة من المشايخ و الكتب

121- من لم يقدر على الاستقامة فليجتهد على القرب منها .

122- قال علي بن ثابت العلم آفته الإعجاب والغضب والمال آفته التبذير والنهب .

123- من أعجب برأيه ضلَّ ، ومن استغنى بعقله زلَّ .

124- المتواضع من طلاب العلم أكثر علماً ، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء .

125- المعصية ظلمة ، و العلم نور ، و لا يجتمع النور ، و الظلمة فنور الله لا يهدى لعاصي .

126- من أراد الله به خيراً بصَّره بعيوب نفسه فإذا عرفها تمكن من التخلص منها ؛ لأن بداية العلاج معرفة المرض ، و من كملت بصيرته لم تخف عليه عيوبه ، و كثير من الناس يجهلون عيوبهم ، و يرون عيوب غيرهم ، و يرون الصغائر في غيرهم ، و لا يرون الكبائر في أنفسهم .

127- الأخلاق الحسنة تحفظ الأعمال الصالحة أما الأخلاق السيئة فتضيع الأعمال الصالحة ؛ لأن الأخلاق السيئة تأكل الأعمال الصالحة كما يأكل النار الحطب .

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أمَّتِي، يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، قَبْلَ أنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار» رواه مسلم في صحيحه .

128- أكمل الناس إيماناً أكملهم خلقاً ، ولذلك الأنبياء أحسن الناس خلقا ؛ لأنهم أكمل الناس إيمانا ، و العلماء و الدعاة بحق من أحسن الناس خلقا ؛ لأنهم من أكمل الناس إيمانا .


129- قال ابن تيمية: " المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، وقد لا ينقلع الوسخ إلاَّ بنوع من الخشونة ، لكن ذلك يوجب من النَّظافة والنُّعومة ما نحمد معه ذلك التَّخشين " مجموع الفتاوى 28/53 .

130- العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
 
تابع : خوطر و فوائد في الدين و الحياة من المشايخ و الكتب

تابع : خوطر و فوائد في الدين و الحياة من المشايخ و الكتب

131- صاحب البدعة قد فعل ما هو أشد من الكبيرة ؛ لأنها تنقـص للإسلام وإحداث في الإسلام و اتهام للإسلام بالنقص، فلهذا يبتدع ويزيد . و المعاصي قد يتـوب صاحبها منها ، ويرجع عما يفعل ، و صاحب البدعة يرى أنه مصيب ، وأنه مجتهد فيستمـر في البدعة .

132- المتقرر عند أهل السنة والجماعة أن العقول لا تستقل بإدراك المشروع على وجه التفصيل ولذلك احتاجت البشرية إلى إرسال الرسل وإنزال الكتب ، حتى يعرفوا الناس بشرائعهم العقدية والعملية علـى وجــه التفصيـل فبعث الله الرسل وأنزل الكتب ، ولولا الله ثم الرسل لما عرفت البشرية ما يجوز التعبد به لله ، و ما لا يجوز على التفصيل أبدًا .

133- المشقة ليست مقصودة في التكليف فالأصل هو رفع الحرج والعنت عن الناس فإذا كان مقصد المكلف من الفعل إيقاع المشقة فقد خالف قصد الشارع .

134- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( ومما ينبغي أن يعرف أن الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس وحملها على المشاق، حتى يكون العمل كلما كان أشق كان أفضل، كما يحسب كثير من الجهال أن الأجر على قدر المشقة، في كل شيء، لا!

و لكن الأجر على قدر منفعة العمل ، و مصلحته ، وفائدته، وعلى قدر طاعة أمر الله ورسوله. فأي العملين كان أحسن، وصاحبه أطوع، وأتبع، كان أفضل فإن الأعمال لا تتفاضل بالكثرة، وإنما تتفاضل بما يحصل في القلوب حال العمل) مجموع الفتاوى 25/281-282.
135- ليس كل من أراد شيئاً ناله، ولا كل من انتسب إلى شيء صدق في انتسابه إليه .


136- السير وراء الهداة اهتداء ، و السير خلف السعداء سعادة فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم والسائر على منوالهم .

137- من لم يعتقد قدرته على النجاح يكون عاجزاً عن التفكير في السبل الموصلة له .


138- إذا لم يغيِّر المرء ما يقوم به فسيستمر في الحصول على النتائج نفسها التي كان يحصل عليها .


139- الحكيم من يرتب الأفعال حسب أهميتها لا حسب إلحاحها .


140- عليك بتقديم ما نفعه متعد على ما كان نفعه قاصرا .


141- قال القاضي إسماعيل: إنما التوسعة في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم توسعة في اجتهاد الرأي فإما أن يكون توسعة أن يقول الإنسان بقول واحد منهم من غير أن يكون الحق عنده فيه فلا، ولكن اختلافهم يدل على أنهم اجتهدوا فاختلفوا.

142- ليس كل مشقة تجلب التيسير والتخفيف والرخص، بل المشقة غير المعتادة هي التي تجلب التيسير والتخفيف والرخص إذ لا يخلو عمل مطلوب شرعًا من نوع كلفة و مشقة لكن المشقة التي توجد في كثير من المطلوبات الشرعية هي كلفة معتادة لا يمنع التكليف معها، وهي داخلة في حدود الاستطاعة والوسع
كما أن الأعمال الدنيوية ككسب المعاش فيها مشقة ومع هذا لا يعد شاقا، ولا يتقاعس الناس من أجلها عن ذلك العمل لكون المشقة فيه عادية،وأهل العقول يعدون المنقطع عنه كسلان، والناس يذمونه بذلك، فكذلك المعتاد في التكاليف.


143- من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه، فمن عاش على الطاعة مخلصاً لله ومتبعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يموت على الطاعة ، و من عاش على المعاصي مات على المعاصي .


144- كلما كان القلب غير مشغول استطعت أن تقبل على العبادة بحب و صفاء و لذة لذلك أمرنا ألا نصلي ونحن ندافع الأخبثين، وأمرنا ألا نصلي في حضرة الطعام حتى نقبل على العبادة بذهن صاف .


145- إذا دخل العبد في المشقة والملل فقد لذة العبادة، وابتعد عن بواعث الخشوع فلا تفعل ما يشق عليك في العبادة مشقة غير معتادة .


146- قال الشعبي: إذا اختلف عليك أمران، فإن أيسرهما أقربهما إلى الله، يقول سبحانه: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185].


147- كم من الناس من لا يفوته علم أو عبادة، ولكن يفوته التوفيق والصواب فلا تركن لكثرة العلم و العبادة و كم من مكثر للصلاة لا يخشع فيها ، وكم من كثير العلم لا يعمل به .


148- كُن أشدَّ حرصًا على حفظِ الطاعة من المُبطِلات أكثر من حرصِك على فعل الطاعات فلا خير في طاعة شابها الفساد .


149- السمة الجامعة لكثير من فروع الغلو ترجع إلى الجهل بالقرآن أو السنة أو كلاهما .


150- اعمل كل ما في وسعك من طاعة ، و لا تركن إليها بل أشعر في التقصير و العجز عن عبادة الله حق عبادة ، و لأن الله كريم فكن عندك رجاء في اللّه بمغفرة تقصيرك .


151- قال الحسن : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، فمن قال خيراً وعمل خيراً قبل منه ومن قال خيراً وعمل شراً لم يقبل منه .


152- لا تحزن من قلة من قبل دعوتك فقد يكون انتصار الداعية بعد وفاته أعظم من انتصاره في حياته فكم من داعية لم ينتصر الدين في حياته، ولكنه انتصر أعظم الانتصار بعد مماته، و المراد هو انتصار المنهج القويم الذي تدعو إليه فعليك البلاغ لتحظى بالثواب و على الله الحساب .


153- النجاة في الدنيا والآخرة والتوفيق والسداد متوقفة على مدى استقامتك على دين الله تعالى استقامة العبادة و استقامة الاعتقاد واستقامة السلوك .


154- لو لم يكن في الاستغفار عقب فعل الطاعات إلا أن يكون حماية الإنسان من أن يصاب بالعجب و الغرور لكفى كيف و ما من عبادة لا تخلو من تقصير و ترك القيام لله بها كما يليق ، و من عظم فضل الله أن الاستغفار ليس فقط لجبر الخلل و محو الذنوب بل أيضا الاستغفار في حد ذاته عبادة ، فإذا لم يحط الذنوب رفع الدرجات .


155- ليس معنى أن الشخص قد أمتلك أدوات الفهم أن فهمه للنص يكون صحيحا فكم من العلماء من فهم النص على خلاف مراد الشرع مع امتلاك العالم لأدوات الفهم و الاستنباط و تجرد العالم للحق فالفهم الصحيح توفيق من الله .


156- لتفاوت العلماء في الفهم فمن الأفهام ما يوافق الكتاب والسنة ، و من الأفهام ما يخالف الكتاب و السنة فالواجب عرض كلام العلماء على الكتاب و السنة فما وافق منها قبلناه و ما خالف منها لا نقبله .


157- مادام العلم لا يقود للعمل الصالح فهو علم لا ينفع فاستعذ بالله منه .


158- إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، و إن كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً والخالص أن يكون لله ، و الصواب أن يكون على السنة .


159- ما لا يدرك كله لا يترك جله فإذا تعذَّر حصول الشيء كاملاً ، و أمكن المكلف فعل بعضه، فإنه يفعل المقدور عليه ، و لا يترك الكل بحجة عجزه عن بعضه ؛ لأن إيجاد الشيء في بعض أفراده -مع الإمكان- أولى من إعدامه كلية.


160- قال الحسن البصري: إن هذا الدِّين دين واصب، وإنه من لا يصبر عليه يدعه، وإن الحق ثقيل ، و إن الإنسان ضعيف ، و كان يقال : ليأخذ أحدكم من العمل ما يطيق ؛ فإنه لا يدري ما قدر أجله ، و إن العبد إذا ركب بنفسه العنف ، و كلف نفسه ما لا يطيق ، أوشك أن يسيِّب ذلك كله ، حتى لعله لا يقيم الفريضة ، و إذا ركب بنفسه التيسير والتخفيف ، و كلف نفسه ما تطيق كان أكيس ، و أمنعها من العدو ، و كان يقال شر السير الحقحقة .
 
تابع : خوطر و فوائد في الدين و الحياة من المشايخ و الكتب

تابع : خوطر و فوائد في الدين و الحياة من المشايخ و الكتب

161- من تتبع الشريعة في أحكامها ، وجدها تنحو المنحي الوسط في الأمور، وتقصد الاعتدال في كل ما يقوم به المكلفون من أعمال ، فالخروج عن ذلك إلى التشديد أو التخفيف المفرط خروج عن مقصد الشريعة .


162- قال الحسن البصري رحمه الله قال : (( أحب الناس إلي من خوفني حتى أبلغ الأمن وأبغض الناس إلي من أمنني حتى أبلغ الخوف )).


163- معظم حملة الحق كانوا من بسطاء الناس ليس لهم عزوة و منعة ، ولذلك حمل الحق لا يشترط أن يكون حامله ذو منعة أو عزوة أو مال .


164- لم يجعل الله تعذيب النفوس سببًا للتقرب إليه، ولا لنيل ما عنده ،و لا يقصد بتكليف عباده المشقة، بل يريد سبحانه ما فيه مصلحة لهم في العاجل والآجل فإذا كان قصد العبد إيقاع المشقة على نفسه بعبادة معينة - مثلا لو أن هناك عبادة يمكن أن تدرك بطريق اليسر أو بطريق العسر فيختار طريق العسر رغبة في الثواب- فقد خالف قصد الشرع .


165- وصلِ البرِّ بالبِرّ ، و إتباع الخير بالخيرِ ، وإتباع الحسَنَة بالحسنة دليل على التوفيق و قبول العمل .


166- ليس للطاعة زمنٌ محدد تنتهي بانتهائه ، و ليس للعبادةَ أجل معيَّنٌ تنقضي بانقضائه فاغتنم أوقاتك في الطاعات كي تنال أعلى الدرجات .


167- الكلفة والمشقة التي توجد في كثير من المطلوبات الشرعية هي كلفة يسيرة معتادة لا يمنع التكليف معها ، و هي داخلة في حدود الاستطاعة ،و لولا أنها في استطاعتنا ووسعنا لما كلفنا الله بها ؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها .


168- لا يخلو عمل مطلوب شرعًا من نوع كلفة ، و لذلك سمي تكليفًا ؛ لأن فيه نوع مشقة ، و لو لم يكن فيه إلا مخالفة الهوى لكن كافيًا في كونه شاقًّا على النفس ، لكن هذا القدر من المشقة يسيرا لا يمنع التكليف .
169- كون الإنسان يذهب إلى الأصعب مع إمكان الأسهل هذا خلاف الأفضل، فالأفضل إتباع الأسهل في كل شيء .


170- إتباع الأسهل والأيسر هو الأرفق بالنفس والأفضل عند الله .


171 - مما يساعد الداعية في نشر دعوته : حبه لدعوته وإيمانه بما يدعو إليه , و اقتناعه بما يدعو إليه وتفانيه فيما يدعو إليه , وانقطاعه إلى ما يدعو إليه بجميع مواهبه وطاقاته ووسائله ،و أن يكون متمكنا فيما يدعو إليه .


172- إذا كان تشبه الكامل بالناقص و القادر بالعاجز يعد سفها فكيف نقبل من يقول إن الله تجسد في صورة إنسان كيف نقبل من يقول إن الله تجسد في صورة عيسى عليه السلام ؟


172- الواجب على الداعية أن يرعِ جهل الناس و قدر علمهم واختلاف بيئتهم و استعدادهم حتى لا تكون دعوته فيهم فتنة لهم .


173- إذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع ، و أما إن طلبت ما لا يستطاع فأنت تضيع وقتك لأنك تطلب مستحيلا .


174- الحب من أكبر الدوافع التي تدفع الإنسان لطاعة من يحبه ، و قد قيل إن المحب لمن يحب مطيع فإذا كنت محبا لله فلما لا تطيعه .


175- البشارة المطلقة لا تكون إلاّ بالخير، وإنَّما تكون بالشر إذا كانت مقيَّدةً به مثل أبشر بما يسوءك .


176- الْفرق بَين النَّاس والبشر أَن قولنا البشر يَقْتَضِي حسن الْهَيْئَة فهو مشتق من الْبشَارَة وَهِي حسن الْهَيْئَة يُقَال رجل بشير و امرأة بشيرة إذا حسن الْهَيْئَة فَسُمي النَّاس بشرا لأَنهم أحسن الكائنات الحية هَيْئَة وَيجوز أَن يُقَال إِن قَوْلنَا بشر يَقْتَضِي الظُّهُور وَسموا الناس بشرا لظُهُور شَأْنهمْ وَمِنْه قيل لظَاهِر الْجلد بشره وَقَوْلنَا النَّاس يَقْتَضِي النوس وَهُوَ الْحَرَكَة وَالنَّاس جمع والبشر وَاحِد .

177- أمر المسلمين بقتال من لا يقول لا إله إلا الله لإسماع الناس الكلمة لا إكراه الناس على الكلمة فالقتال شرع كي لا يكون في الأرض شرك ،و لأجل أن يكون الدين كله لله، وليس من أجل أموال يحصل عليها المسلمون، أو بلاد يستغلونها، أو تكون تحت أيديهم، أو جزية تدفع لهم فالمسلمون كانوا يخيرون أهل البلاد بين الإسلام أو دفع الجزية أو القتال فالقتال ليس مقصوداً لذاته ، وإنما يقصد القتال لتكون كلمة الله هي العليا ويظهر دينه وينكف من يمنع انتشار الدين الإسلامي.


178- البشارة هي الإخبار بما يسر به المخبَر به إذا كان سابقا لكل خبر سواه ، و بنى العلماء عليه مسألة فقهية بأن الإنسان إذا قال لعبيده أيكم بشرني بقدوم زيد فهو حر، فبشروه فرادى، عتق أولهم ؛ لأنه هو الذي سره بخبره سابقا، ولو قال: مكان بشرني: (أخبرني) عتقوا جميعا .


و اشتقاق البشارة إما من البِشر، وهو السرور، فيختص بالخبر الذي يسر أو من البشرة ، و هو ظاهر الجلد لتأثيره في تغيير بشرة الوجه ، فيكون فيما يسر و يغم ؛ لأن السرور كما يوجب تغيير البشرة ، فكذلك الحزن يوجبه لكنه عند الإطلاق يختص في العرف بما يسر، و إن أريد خلافه قيد كما في قوله تعالى : ﴿ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ .


179- لم يذكر القرآن فيما حدث للأمم السابقة إلا ما تدعو الحاجة لبيانه ، مما يساعد على أخذ العبرة و الهداية من تلك الحادثة أو القصة ، و لم يذكر الأسماء التي يحكي خبرها ولا أسماء الأمم ولا تواريخ الحوادث في الغالب ؛ لأنها لا تؤثر في الهدف الذي سيقت من أجله القصة ولا تمنع أخذ العبرة من القصة ،و لسنا بحاجة إلى أي تفاصيل زائدة عما في القرآن الكريم من أجل أخذ العبرة .


180- النجاح الذي تتمتع به اليوم هو نتيجة الثمن و الكفاح و الصبر الذي دفعته في الماضي فكافح و اصبر لتصل إلى مزيد من النجاح .


181- في الدعوة و النصح إذا كان الإنسان أشد استجابة لدواعي المصلحة ومستعدا للإقبال على الدعوة و الانقياد للحق سوف ينفعه الترغيب فرغبه تثبيتاً له على الحق و تحفيزا له ليلزم الحق ، و إذا كان الإنسان أشد انسياقاً وراء الهوى والشهوات فلن يردع إلا بالترهيب فرهبه ؛ لأنه أحرى بأن يوقظه من غفلته ويعيده إلى الجادة إن لم يكن خُتم على قلبه بعد .


182- سبب الإعراض عن الشيء إما بغضه أو غرمه أو عدم الاقتناع به فإذا أردت إقبال الناس إليك و سماعهم للحق الذي عندك ففعل ما يحببهم فيك ، و لا تغرمهم ، و ليكن كلامك مقنعا مؤيدا بالحجج و البراهين .


183- التوكل على الله لا ينافي القيام بالأسباب و الأخذ بالأسباب ، وطلب الرزق دون السعي له يعد بطالة و تواكلا لا توكلاً ؛ لأن التوكل لا ينافيه دفع الأشياء بأضدادها ، مثل دفع الجوع والعطش والمرض بما يذهبه .


184- ليس كل ميت مستريح في قبره إنما الراحة لمن عمل الصالحات و تجنب السيئات .


185- إن قيل لما جعل الله الكلام للأيدي و الشهادة للأرجل يوم القيامة فالجواب أن اليد دائما فاعلة و الرجل حاضرة فمعظم المعاصي تفعل باليد و تكون الرجل حاضرة للمعصية .


186- إذا أراد المسلم أن لا يصاب بالفتور و ألا يترك العمل الصالح فليحرص على العمل القليل الدائم المقتصد فهو خير من الكثير المنقطع الشاق .


187- كلما رأيت من نفسك نشاطا فاجعله في طاعة الله، وكلما رأيتَ فتوراً ومللاً فارجع إلى التوسط في العبادة و روح عن نفسك في غير معصية .
188- التوبة بحاجة إلى شكر، وأعظم الشكر أن تداوم على بقائها، ولا يكون ذلك إلا بالمداومة على العمل والطاعة و لا يكون ذلك إلا بالاقتصاد في العبادة .

189- سوء الخلق يُفسد العمل كما يُفسد الخلّ العسل .

190- قلة المال أقلّ للحساب .

191- إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن .

192- ازهد فيما عند الناس يحبك الناس و ازهد في الدنيا يحبك الله .

193- كل ذي نعمة محسود .

194- أن تُخطئ في العفو خير من أن تُخطئ في العقوبة .

195- كلما كان القلب غير مشغول و الذهن صافي استطعت أن تقبل على العبادة في حب و في صفاء و هذا هو المطلوب ؛ لذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ألا نصلي ونحن ندافع الأخبثين، وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ألا نصلي في حضرة الطعام؛ حتى نقبل على العبادة بذهن صاف .

196- من تلذذ بالعبادة فقد حلاوة المعصية إذ التلذذ بالعبادة و التلذذ بالمعصية لا يمكن أن يجتمعا .

197- من تلذذ بشيء داوم عليه و كان في فعله له راحة .

198- حلاوة الشيء تغطي على حلاوة ضده فلا يمكن مثلا إذاقة حلاوة القرآن مع سماع الغناء ؛ لأن حلاوة الغناء ستغطي على حلاوة القرآن .


199- قساوة القلب تجعل الإنسان يؤجل التوبة ، و تأجيل التوبة يزيد قساوة القلب فأفق من غفلتك و عجل توبتك و لا تقل سوف أتوب .


200- الحق ينشر نفسه بالكثير من الطرق حسبما تقتضيه الحال .
 
تابع : تابع خواطر و فوائد

تابع : تابع خواطر و فوائد


201- من لا يملك النفع لنفسه لا يملك النفع لغيره .


202- لابد للرسل ولأتباع الرسل من أعداء، وهؤلاء الأعداء يضلون عن سبيل الله و يحاربون الحق ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين .


203- مهما استطال الباطل، و ارتفع شأنه ، وكثر أهله، فإنه مضمحل، والعاقبة للحق .


204- يجب على من يدافع عن قضية ألا يدافع عنها و هو لا يعرفها و غير ملم بها ، و يجب على من يدافع عن فكرة ألا يدافع عنها وهو لم يقتنع بها، فإنه بذلك يسيء إلى الفكرة والقضية التي يدافع عنها، ويعرض نفسه للإحراج وعدم التقدير والاحترام.


205- يجب عند التحاور مع مخالف البدء بالنقاط المشتركة فهذا يسهل تحرير محل النزاع ، و تحديد نقطة الخلاف، ويفيد في حسن ترتيب القضايا والتدرج في معالجتها .


206- إذا أردت العلم فاعرف الأهم ، و البدء بمعرفته فهذا يختصر لك الطريق .


207- إن الداعية الناجح هو الذي يحسن ضرب الأمثلة للناس ؛ لما لها من دور كبير في تقريب المعاني والإقناع بها فالأمثلة تزيد المعنى وضوحًا وبيانًا .

208- المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه .


209- غير المحتمل مرجح على المحتمل .


210- قال النووي: وتشبيه أمور الآخرة بأمور الدنيا إنما هو للتقريب إلى الأفهام، وإلا فذرة من الآخرة خير من الأرض بأسرها وأمثالها معها.



211- إن التشابه في الثياب و العادات تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال فإذا أردت التقليد فقلد نبيا أو صالحا أو عالما فهذا أحرى أن تخلق بخلقه و أعماله .



212- لا يصح العدول عن الظاهر بلا دليل .


213- قال ابن عادل : إنَّ الاجتماع سبب للمنازعة المفضية إلى المخاصمة، ثم إلى المقاتلة، فلا بدّ في الحكمة الإلهيَّة من وضع شريعةٍ بين الخلق ليقطع بها الخصومات، والمنازعات، فبعث الله الأنبياء - عليهم الصَّلاة والسَّلام – بالشَّرائع ؛ ليدفع بهم، وبشرائعهم الآفات، والفساد عن الخلق فإنَّ الخلق ما داموا متمسكين بالشَّرائع لا يقع بينهم خصامٌ ولا نزاعٌ، والملوك والأئمة متى كانوا متمسكين بالشرائع كانت الفتن زائلة والمصالح حاصلة . اللباب في علوم الكتاب 4/293



214- قال النيسابوري : ولأن الجهاد بالسيف لا يحسن إلا بعد تقديم الجهاد بالحجة، ولأن الإنسان جوهر شريف فمتى أمكن إزالة صفاته الرذيلة مع إبقاء ذاته الشريفة كان أولى من إفناء ذاته، ألا ترى أن جلد الميتة لما كان منتفعا به من بعض الوجوه حث الشرع على إبقائه . تفسير النيسابوري 3/535


215- قال النيسابوري : الجهاد بالحجة والدعوة إلى دلائل التوحيد أكمل أثرا من القتال ولهذا
قال صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام: «لأن يهدي الله على يدك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس» رواه البخاري في كتاب الجهاد باب 102. مسلم في كتاب فضائل الصحابة حديث 35. أحمد في مسنده (5/ 238) .


216- الْمُرَتَّبُ عَلَى أَشْيَاءَ لَا يَحْصُلُ إلَّا بِحُصُولِ مَجْمُوعِهَا وَيَنْتَفِي بِانْتِفَاءِ بَعْضِهَا.


217- الشهادة أخص من العلم ؛ لأن علم الإنسان شيئا يسمعه ويشهد عليه أقوى من علمه شيئا يسمعه ولا يشهد عليه .


218- الذي يعطل الأسباب يقدر على إصلاح الأسباب المعطلة .


219- لن يَصْلحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلحَ أوَّلها .


220- الحكم المعلق بشرطين لا يحصل بأحدهما .


221- إذا كان لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ، فالأولى لا يُكره الناس على ما هو دون ذلك.


222- لو كان مجرّد التّكلّم بكلمة التّوحيد موجبًا للدخول في الإسلام والخروج من الكفر، سواء فعل المتكلّم بها ما يطابق التّوحيد أو يخالفه؛ لكانت نافعة لليهود مع أنّهم يقولون: عزير ابن الله، وللنّصارى مع أنّهم يقولون: المسيح ابن الله، وللمنافقين مع أنّهم يكذّبون بالدِّين ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم .


223- اختيار الإسلام دينا و شريعة يلزم منه اختيار تطبيقه في الدين و الحياة ،و العمل به في الدين و الحياة ؛ لأن الإسلام عقيدة و عمل و ليس عقيدة فقط .


224- إذا لم تطمئن نفس الإنسان للإيمان بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فليس بمسلم في الحقيقة .

225- كن مسلما بحق ، و المسلم بحق يعمل الصلاح حتى و لو لم يكافأ من الناس ، و لا يعمل الخطأ حتى لو لم يعاقبه عليه قوانين الناس فالمسلم ينتظر الأجر من الله ، و يخاف من عقاب الله .

226- لقد وهبنا الله كلّ شيء ، فعلينا أن نشكر الله على ما وهبنا و لا نحزن على ما أخذه منا فهو الذي أعطى و هو الذي أخذ و إن أخذ شيئا فقد أعطى لنا أشياء .

227- إذا كان الناس يعدون الموت من أجل مبادئ سامية شرف كبير و أمر عزيز لا يقدر عليه إلا القليل فكيف بالموت من أجل الدين والدين جمع كل المبادئ السامية و جمع كل الفضائل ؟!!

228- التعامل مع الآخرين فن يحتاج إلى تدريب ، و كلما زادت تجاربنا في الحياة، زادت قدراتنا على حسن التعامل مع الآخرين ، فتزيد صداقاتنا عددا و تزيد علاقاتنا الودية عمقا ومودة .

229- الأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم هي الامتثال ؛ لأنه مبين الشرع و موضحه .

230- قول "لا إله إلا الله" ليس منجياً من عذاب النار ومخلصاً للإنسان من الشرك إذا كان الإنسان يشرك بالله من جهة أخرى فمن قال "لا إله إلا الله" و فعل شركا فهو مشرك و لا ينفعه قول "لا إله إلا الله".

231- إذا كان الله سبحانه و تعالى هو رب كل شيء ومليكه، وهو الخالق وحده و الرازق وحده، فكيف يعبد بعض الناس غيره ؟!!

233- تصوير أي فكرة من الأفكار في صورة محسوسة يكون أقرب إلى الأنظار، وأثبت في الأذهان و أيسر للفهم .
234- رغم أن الناس مفطورون على الإيمان بالله و توحيده إلا أن هذه الفطرة قد تتدنس بسبب مؤثرات و شبه ، ولذلك جاء الرسل عليهم الصلاة والسلام ليعيدوا الناس إلى ما فطرهم الله عليه من توحيده سبحانه .


235- تقدر قيمة الإنسان بقيمة عقيدته و أخلاقه و دينه و علمه و ليس بقيمة ماله أو جماله أو منصبه أو جنسه .



236- معرفة الهدف و الغاية من أي فعل يعطي الفعل أهمية كبيرة لدى الإنسان ، و يجعله يفعله في أحسن صورة ؛ لأنه يؤديه بمعرفة واعتقاد ويقين .


237- لأن الله حكيم فهو سبحانه و تعالى لا يشرع شيئاً إلا لحكمة ومصلحة وخير و ما من حكم شرعي إلا و هو متضمن لأحسن الحكم ، ومحقق لأحسن المصالح .


238- الكره المشقة التي تنال الانسان من خارج فيما يحمل عليه بإكراه، والكره ما يناله من ذاته وهو يعافه، وذلك على ضربين، أحدهما: ما يعاف من حيث الطبع والثاني ما يعاف من حيث العقل أو الشرع، ولهذا يصح أن يقول الانسان في الشئ الواحد إني أريده وأكرهه بمعنى أنى أريده من حيث الطبع وأكرهه من حيث العقل أو الشرع، أو أريده من حيث العقل أو الشرع وأكرهه من حيث الطبع، وقوله: ﴿كتب عليكم القتال وهو كره لكم﴾ أي تكرهونه من حيث الطبع .

239- الكره لا ينافي الرضى والتسليم ،و قال ابن القيم : وليس من شرط الرضى ألا يحس بالألم والمكاره، بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه، ولهذا أشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه، وطعنوا فيه: وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة، وإنما هو الصبر، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهة؟ وهما ضدان، والصواب: أنه لا تناقض بينهما، وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى، كرضى المريض بشرب الدواء الكريه، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمأ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها .



240- إن قيل الإسلام بقتال الكفار ألزم غير المسلمين بالتوحيد و الدخول فيه يقال لهم لو سلمنا بهذا فلا شيء في إلزام الإنسان بالحق الذي فيه الهدى والسعادة ، كما يلزم أولوا الأمر الإنسان بالحق الذي عليه لبني آدم ولو بالسجن أو بالضرب، فإلزام الكفار بتوحيد الله والدخول في دين الإسلام أولى وأوجب؛ لأن فيه النجاة لهم في الآخرة والسعادة في الدنيا .


241- ليست العبرة بالتقسيم، إنما العبرة بالمعنى والمسميات والتقسيمات اجتهادية فإذا كان هذا الاصطلاح أُستُخدِمَ في معنى صحيح و لم يتضمن معنى فاسدا و لم يخالف الشرع ولم يختص به أهل البدع فلا بأس به وإذا كان هذا الاصطلاح أُستُخدِمَ في معنى غير صحيح أو تضمن معنى فاسدا أو اختص به أهل البدع أو خالف الشرع فلا يجوز .



242- تقسيم الدين لأصول و فروع لا يفهم منه أن الأصول هي التي تؤخذ و يعمل بها فحسب ، و يمكن الاستغناء عن الفروع. فهذا الفهم خطأ ؛ لأن الدين كل لا يتجزأ . و قد عاب الله على أهل الكتاب أنهم يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعضه الآخر .

243- تصحيح المعتقد أمر هام للغاية ؛ لأن العقيدة هي الأساس الذي تبنى عليه أعمال الإنسان ، و يتوقف قبول الأعمال الصالحة على سلامة أصول العقيدة من الشرك والكفر ، فمن يشوب عقيدته كفر أو شرك يكون كافراً .


و الكافر لا تنفعه أعماله الصالحة يوم القيامة ، و إن فعل الكثير من أعمال البر [1]فإذا كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال و أقوال ، كما قال تعالى : ﴿ َلئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ و َلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [2] .


244- تعلم العقيدة ضرورة من ضروريات الإنسان التي لا غنى له عنها فالإنسان بحسب فطرته يميل إلى اللجوء إلى رب يعتقد فيه القوة الخارقة والسيطرة الكاملة عليه وعلى المخلوقات من حوله, وهذا الاعتقاد يحقق له الميل الفطري للتدين ويشبع نزعته تلك ، والعقيدة الإسلامية تقوم على الاعتقاد الصحيح الذي يوافق تلك الفطرة ويحترم عقل الإنسان ومكانته في الكون .



245- الله هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء ، ولا ينافي هذا أن أهل الجنة يقال لهم: (خلود بلا موت) فإن خلودهم إنما هو بمنة الله عليهم بالخلود، فليس خلودهم ذاتياً، بخلاف آخريته سبحانه و تعالى وبقائه، فإنه سبحانه وتعالى وصف له ذاتي ليس مكتسباً من شيء .





246- لا نهضة حقيقية ولا تقدم حقيقي بلا أساس أخلاقي تقوم عليه ‏; لأن مكارم الأخلاق ضرورة لا غني عنها لأي مجتمع يريد الرقي و التقدم , و متي فقد المجتمع الأخلاق التي تمثل البيئة الصالحة لتعايش الإنسان مع أخيه الإنسان; تفككت أواصره, وانهار بناؤه.

247- ماذا ينفع الإنسان إذا كسب العالم وخسر نفسه ؟! .

248- لا تنظر للسائل ما عنده بل انظر هل يكفيه ما عنده أم لا فرب شخص عنده بيت لكن محصل ما يأخذه منه شهريا لا يكفيه و لا يكفي أهله و رب شخص عنده مصنع و عليه ديون تفوق مصنعه ، ورب صاحب سفينة لا تعطي له السفينة ما يكفيه ورب موظف قبل أن ينتهي الشهر لا يجد ما يكفيه فيضطر للقرض .

249- تخلف القوة الإسلامية عن مستوى عصرها من التطور والتقدم تنظيماً وتسليحاً وكفاءة للقتال، يفقدها القدرة على الردع وعلى إرهاب الأعداء .

250- لكل زمان ولكل أمة من الأمم ما يناسبها من الشرائع، ينسخ منها ما لا يناسب الأمة التي تليها، ويبقى ما يناسبها معمولاً به، وكل نبي يبعث إلى قومه بما يناسبهم إلى أن جاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنسخ جميع الشرائع .

251- يشهد التاريخ أن كل احتلال قادم لأي بلد إنما أتى من أجل البقاء و الدوام فلا يمكن له إلا أن يخطط لبقائه ، وما من احتلال رحل إلا بعد أن وازن ما بين الربح والخسارة في موازين الاحتلال ،فإذا شعر بالخسارة جراء المقاومة التي يواجهها فسوف يرحل حتى لا يخسر الكثير ، فالاحتلال مشروع استثماري وإذا كان هذا الاحتلال لا يحقق الربح له فسوف يرحل حتى لا يخسر الكثير أو يكون الرحيل في مقدمة أولوياته ، ولكن إذا كان الاحتلال لا يجد معارضة من أهل البلد و لا يجد مقاومة فلا يجد خسارة بل يجد أنه سيجني أرباح تعود له فلن يخرج من البلد مهما وعد و مهما قال أنه سيخرج .


252- من المعلوم أن من يريد بناء بيت فإنه سيبدأ أولاً بالأساس ويقويه ويجعله متيناً ثابتاً قابلاً لما يوضع عليه ؛ لأنه إذا كان الأساس غير صحيح فإنه ينهار البناء ويفسد، و كذلك من يريد الإسلام فلابد من عقيدة صحيحة أساس ثم عمل صالح بناء والذي ليس عنده عقيدة صحيحة ليس عنده أساس،فإسلامه فبناؤه مثل الذي يبني على الماء .

253- يكفي في رد فرية انتشار الإسلام بالسيف أن الإسلام رغم ما حل بأهله من ضعف و هوان على الناس في القرون الأخيرة نجده أكثر الديانات انتشاراً أو على الأقل من أكثر الديانات انتشاراً .


254- سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم لأنه يحرم فيها ما يحل في غيرها من القتال ونحوه ، و الأشهر الحرم أربعة وهي : ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.


255- دل قوله تعالى : (( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ )) على جواز أخذ الحق من الظالم بأي طريق ،و سمي رد عدوان المعتدي أي الظالم عدوانا من باب المشاكلة مثل جزاء سيئة سيئة مثلها أما الأخذ بالثأر فليس من الإسلام فالإسلام شرع القصاص و القصاص يفعله الحاكم و ليس للناس.

256- حرمة الإكراه المقصود بها حرمة الإكراه على الباطل، فأما الإكراه بحق فإنه من الدين .

257- لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ لَا يَصِحُّ إِلَّا بَعْدَ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ لَجَازَ لِلْكُفَّارِ إِذَا غَلَبَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَقُولُوا لَهُمْ: لَا يَحِلُّ لَكُمْ قَتْلُنَا، لِأَنَّ مِنْ دِينِكُمْ أَنَّ الإيمان لا يصح إلا بعد النظر والاستدلال فَأَخِّرُونَا حَتَّى نَنْظُرَ وَنَسْتَدِلَّ. قَالَ: وَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى تَرْكِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ، وَأَلَّا يُقْتَلُوا حَتَّى ينظروا يستدلوا .

258- جَمِيعُ مَا تَضَمَّنَهُ الْخِطَابُ الْوَارِدُ فِي الْحُكْمِ الْوَاحِدِ مِنْ شَرْطٍ وَاسْتِثْنَاءٍ مُرَاعًى فِيهِ وَمُعْتَبَرٌ صِحَّتُهُ بِهِ .


259- قَدْ تَخْفَى السنة عَلَى بَعْضِ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَيَطَّلِعُ عَلَيْهَا آحَادُهُمْ وَلِهَذَا لَا يُلْتَفَتُ إِلَى الْآرَاءِ وَلَوْ قَوِيَتْ مَعَ وُجُودِ سُنَّةٍ تُخَالِفُهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ خَفِيَ ذَا عَلَى فُلَانٍ فقد يُوجد عِنْد بعض أَصْحَاب الْعَالم مَا لَا يُوجد عِنْد خواصه وبطانته ،و لا يعني كبر الإنسان في قدره, وفي علمه, وفي دينيه, أن يكون أعلم من غيره مطلقاً حتى لو قرر أن فلاناً أعلم من فلان، فهذا تفضيل جُمْلي, لا تفصيلي، لا تفصيلي, فقد يكون عند المفضول ما ليس عند الفاضل ، و لهذا لا يُقال : أن العالم لا يُنكر عليه , و لا يُنصح .

260- محبة الفقهاء بعضهم لبعض لم تمنع من محاورة بعضهم لبعض و مراجعتهم الدينية بعضهم لبعض ؛ لأن الدين فوق كل شيء .

261- من لم تقومه الكتب قومته الكتائب، أي: من لم يقومه القرآن السنة ، والدعوة إلى الله عز وجل بالكلام، فإنه ينتقل بعد ذلك إلى السنان و السيف .

262- الأفضل أن يعرف الشيء بأركانه وأجزائه التي لا يقوم إلا بها، ومقتضى كون الشيء ركن أنه جزء الماهية، ولا تتم هذه الماهية إلا به، كأركان الصلاة مثلاً، لو ترك ركناً من أركانها تبطل الصلاة ، و أركان الحج لو ترك ركناً من أركانه بطل الحج .


263- لا تدعي أنك تعلم ما في ضمير غيرك لك فما في القلوب فلا يمكن الإطلاع عليه إلا من قبل علام الغيوب .

264- قال ابن قيم: الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله -سبحانه وتعالى- لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول. هذا في الجملة، والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه. هذا في أحكام الثواب والعقاب، وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر: فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم [3] .

265- إذا كان الأنبياء أمروا بالصلاة حتى الوفاة فكيف يدعي بعض الصوفية أن هناك من رفع عنه التكليف بالصلاة لبلوغه منزلة عليا في الولاية فهل هناك من البشر من هو أعلى منزلة من الأنبياء ؟!!!

266- إذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يعلم ما في الغـد إلا إذا أعلمه الله فكيف يدعي أحد الصوفية أنه يعلم ما في الغد و قد انقطع الوحي ؟!!


267- يُغْتَفَرُ فِيمَا هُوَ بِالِاحْتِيَاطِ مَا لَا يُغْتَفَرُ فِي غَيْرِهِ والشُّبْهَةُ تَقُومُ مُقَامَ الْحَقِيقَةِ فِيمَا يُبْنَى عَلَى الِاحْتِيَاطِ.

268- لو كان المسلمون أجبروا غيرهم على الدخول في الإسلام و دخلوا الإسلام مكرهين فكيف يَثْبتوا عَلَى الْإِسْلَامِ بَعْدَ زَوَالِ الْإِكْرَاهِ عَنْهمُ فثباتهم عن الإسلام رغم زوال الإكراه عنهم لدليل على أنهم دخلوه برضاهم لا مغصوبين .

269- قبول المسلمين لأخذ الجزية من أهل الكتاب و المجوس بدل قتالهم دليل على أن المراد إلزام الناس بالتزام أحكام الإسلام لا إلزام الناس بالإسلام فيظهر الإسلام على الدين كله و أنه ليس المقصود استئصال شأفة الكفار بل إخضاع الجميع لحكم الله ، و أي دولة تفرض على من ليس منها بعض الضرائب نظير تقديم الخدمات له .



270- العصمة في الشريعة الإسلامية تكون بأحد أمرين بالإيمان أو الأمان، ومعنى الإيمان الإسلام فمن أسلم فقد عصم دمه وماله بالإسلام. ومعنى الأمان العهد، ويكون بعقد الذمة، وبالموادعة، والهدنة، ومن دخل في أمان المسلمين بعقد من عقود الأمان، فقد عصم دمه، وماله، بالأمان ولو بقي على غير دين الإسلام.


271- لو سلمنا جدلا أن مصر في زمن من الأزمان كانت نصرانية فهذا لا يستلزم أن تكون ديانتها الرئيسية اليوم النصرانية ؛ لأن العبرة بالنهاية و ليست بالبداية و العبرة بالغالب الكثير لا بالقليل ، و غالب المصريين بعد الفتح الإسلامي أصبحوا مسلمين ،و غالب المصريين اليوم مسلمين ، ولو كان الدين يؤخذ بما كان عليه الأجداد لكانت ديانة مصر وثنية لا نصرانية ؛ لأن الفراعنة كانوا وثنيين .

272- علينا بالدعوة إلى كلمة التوحيد قبل الدعوة إلى التوحيد ؛ لأن التوحيد على غير أساس من الكتاب والسنة لا فائدة فيه ولا منفعة، بل ربما عاد بالضرر الكبير ،و الاجتماع والاتحاد ليس غاية في حد ذاته، إنما مراد الشرع هو تحصيل الاجتماع على كلمة الحق .


ولو أننا أردنا أن نجمع أولاً ثم نوحد ثانيا، فسنجمع الكافر و المسلم و صاحب الهوى و المبتدع وسنجمع الكل في صعيد واحد، ثم نبدأ نعلم التوحيد، فإذا قلت شيئاً يخالف ما عند الكافر قال: لا و الأمر كذا وكذا ، فتظل تجادل بلا فائدة و يضيع الوقت دو عائد على المسلمين. و إذا كان صاحب هوىً وكلامك على غير هواه، فستظل تبين له أن المسألة كذا وكذا وتذكر له قال الله وقال رسوله وقال العلماء، وحتى يفهم يكون الجهد قد ضاع والوقت قد ضاع ، بخلاف ما إذا أسست توحيد الله قبل أن توحد و تجمع .


273- التوبة من المهذِّبات للنفس ، و هي من أحسن الوسائل لغسل النفس من قذارات الذنوب ، و هي عبارة عن طلب المغفرة من الله ، و ترك الذنب مع التصميم على اجتناب الذنوب والمعاصي ، والندم على ما اقترف من الذنوب .

274- من آثار الذنوب في الدنيا و الآخرة نزول النقم ، و حبس النعم ، و منع الرزق ، و محو البركة ، و عدم التوفيق لفعل الطاعة ، و العذاب الأليم في الآخرة .

275- إذا ما تزاحمت لديك الأمور، واجتمعت عليك في آن واحد أعرف الأهم و الأقل أهمية فاختار الأهم فالأهم فهذا فيه ترتيب لأولويات أمورك ،و ترك الأقل أهمية أولى من ترك الأهم ، وهذا يحفظ الوقت والجهد في الأهم و الأنفع .


276- اختلاف لغات الناس وألوانهم ، وتباين طباعهم وأخلاقهم ، وتفاوت مواهبهم واستعداداتهم ، فإنما هو اختلاف تنوُّع يؤدي إلي ثراء في الفكر وفي الخبرة ،و لا يقتضي النزاع والشقاق بينهم ، بل يقتضي أن يتعاونوا للنهوض بحياتهم للأحسن ، فكل واحد منهم يحتاج للأخر و كل واحد منهم يخدم الآخر .

277- تميل النفس في الغالب للدعة والراحة ، ولا ترغب في الأعمال التي تتطلّب جهداً مضاعفاً ومشقة مضاعفة كطلب العلم و قيام الليل و حفظ القرآن ،و السبيل لجعلها ترغب في مثل هذه الأعمال أن تتذكر دائما الهدف من هذه الأعمال و الفوائد التي تعود عليك من فعلها فيتولد عند النفس الدافع لفعل هذه الأعمال العظيمة فتفعلها بشوق و حب و تتغير النفس بسبب هذه الدوافع و يصبح عندها استعداد لمثل هذه الأفعال العظيمة فتشمّر عن ساعد الجدّ و يصبح عندها شوق إلى فعل هذه الأفعال العظيمة لتصل إلى هدفها المأمول المرجو المطلوب .


278- العقوبة هي جزاء يقرره الشارع في حق كل من يخالف أحكام الشريعة الإسلامية، أو يعين آخر على مخالفة تلك الأحكام، وتختلف طبيعة ذلك الجزاء باختلاف الجرم حدّةً وخفة فهناك تناسب و توازن بين العقوبة و الجرم .​


279- الأخوة الإسلامية تلغي الحدود الجغرافية والحواجز النفسية والسدود الفكرية بين أبناء الأمة الإسلامية من أهم عوامل التقدم والازدهار.

280 - الالتزام بشرع الله واجب على كل مسلم ، و سعادة البشرية في التزام شرع الله لأن صانع الشيء هو الأقدر على وضع أمثل نظام لصلاح الشيء و المحافظة عليه ، و من بنى بيتا هو أقدر الناس على معرفة عيوبه و مميزاته و ما يصلح عيوبه و لله المثل الأعلى فالله خالق البشر هو أعلم بهم من أنفسهم فشرعه هو أمثل نظام ينفع البشرية في كل زمان ومكان فشرعه يشمل الروح والجسد و الجزاء فيه دنيوي و أخروي .


281- تمتع المسلمون بالحرية و التقدم الحضاري قرونا عديدة عندما كان القرآن دستورهم، والسنة منهاجهم وطريقهم ، و السر في تخلف المسلمين اليوم عن ركب التقدم الحضاري هو ابتعادهم عن القرآن و السنة بفهم سلفنا الصالح لما غزانا المستعمرون الكفرة فكريا فحببنا الدنيا و كرهنا الموت و بعدنا عن شرع الله .


282- ليس العبرة في أن تعرف ما يحبه الآخرون بل العبرة أن تفعل ما يحبه الآخرون .


283- الكلام وسيلة لتحصيل المقصود فإن كان المقصود المشروع يمكن أن يحصل بالصدق فالكذب في الكلام حرام ،و إن لم يمكن تحصيل المقصود المباح بالصدق فالكذب في هذه الحالة جائز فكل مقصود محمود لا يتوصل إليه إلا بالكذب فالكذب في هذه الحالة جائز ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحاً، وإن كان واجباً كان الكذب واجباً كالكذب لدفع الشر عن الناس و الإصلاح بين الناس و إقامة الحجة على الناس إذ لم يمكن فعل المقصود إلا بالكذب أي الكذب يباح إذا كان لجلب مصلحة معتبرة شرعا، وتعين وسيلة لجلبها، أو دفع مفسدة لا يمكن دفعها إلا به، وتعين وسيلة لدفعها، ولكن الأفضل للمرء أن يستعمل التورية فالمعاريض ممدوحة عن الكذب .

284- الخطوة الأولى لتغيير عاداتك السيئة هى الاعتراف بوجود مشكلة في المكوث على فعل هذه العادات ، والشعور بالحاجة إلى تغيير هذه العادات إلى عادات حسنة .

وهذه خطوة جوهرية فغالب الناس يعانى من صعوبة فى تغيير عاداته السيئة ، ويتألم لذلك، والكثير منهم يرضخ للأمر الواقع، و يستسلم لما هو عليه ، وهذا مبعثه طبيعة النفس التي إذا اعتادت على شيء ألفته وارتبطت به وأحبته، ومن ثمَّ يصعُب عليها تركه وفطامها عنه، مثل الطفل الرضيع الذي تلقمه أمه ثديها، وعند وقت الفطام تكون معاناة شديدة للأم وللوليد، ولكن سرعان ما ينسى ما تجرعه من ألم، ويعتاد الطعام مثل الكبار .

فلابد أن تعرف أنك في مشكلة و حل هذه المشكلة سيعود عليك بالنفع و عدم حل هذه المشكلة سيضرك غاية الضرر فكون لديك دافع لترك هذه العادات السيئة سيساعدك أكثر على التخلص منها ثم لابد من وجود بديل فإذا تركت شيئا سيئا فلابد أن تضع مكانه شيئا حسنا فالشيء ينسى بضده .

و لابد أن يكون عندك طريقة و خطة للتخلص من هذه العادات السيئة فإذا لم تستطع وضع الخطة، فإنك تصبح كما لو كنت تخطط للفشل .


285- من يقول إلزام الناس بشرع الله يؤدي إلى النفاق قوله باطل و فيه تصوير أن غالب الناس لا تحب شرع الله و لا ترضى بشرع الله و من لا يرضى بشرع الله و من لا يحب شرع الله فهو كافر منافق و إن أظهر الإسلام .

و القول بأن إلزام الناس بشرع الله يؤدي إلى النفاق يستلزم باطلا ألا و هو ألا يجب أن يكون في شرع الله إلزام للناس ،و في هذا إبطال لأحكام الشرع فلما جاء الشرع بأحكام مادام الناس غير ملزمين بها ؟!.

و هذا الكلام مردود شرعا بأدلة التعاون على البر و التقوى و عدم التعاون على الإثم و العدوان و أدلة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أدلة وجوب التحاكم لشرع الله ووجوب الرضا بشرع الله .

و عدم تحكيم شرع الله من صفات المنافقين .

و من يفعل المعصية سرا أقل سوءا ممن يفعلها جهرة فالجهر بالمعصية أشد حرمة من الإسرار بها ؛ لأنه يؤدي لشيوع المعصية و تهاون الناس في فعلها و تجرئة الناس على فعلها ،و المنكر إذا شاع بين الناس سهل في النفوس فعله و جرأ الناس علي فعله ، ولهذا أوجبت الشريعة إنكار المنكر لتضعيفه وتقليله لئلا يؤثر على الباقي بالسلب


و الإسرار بالمعصية ليس نفاقا و إن كان ذنبا .

و أي قانون بشري لا يخلو من إلزام الناس بما يكرهون فعلا أو تركا فهل قانون الخالق الكامل أهون من قانون البشر الناقص ؟!!


286- الفرق بين النبي و الرسول أن الرسول هو الذي له شريعة مستقلة و أنزل عليه كتاب سماوي لتبليغه للناس و هدايتهم ، و النبي هو الذي يأتي على شريعة رسول قبله فالنبي يدعو الناس إلى التمسك بشريعة الرسول الذي سبقه فقد أوحى الله إليه لهداية الناس لكن بدون كتاب سماوي بل يتمسك بالكتاب السماوي الذي أنزل على الرسول الذي سبقه ، و كل رسول نبي و ليس العكس أما الفرق المشهور أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، والنبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه فهذا غير مسلم ، فإن النبي مأمور بالدعوة والتبليغ والحكم كما أن الرسول مأمور بالدعوة والتبليغ والحكم ، وما الفائدة من أن يوحي لنبي و لا يؤمر بالتبليغ و من يعرف أنه نبي أصلا إذا لم يؤمر بالتبليغ .


287- قال تعالى : ( وخاتم النبيين ) ولم يقل خاتم المرسلين ؛ لأن ختم الرسالة لا يستلزم ختم النبوة ، وأما ختم النبوة فيستلزم ختم الرسالة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنه لا نبي بعدي " ، ولم يقل لا رسول بعدي فعُلم أنه صلى الله عليه وسلم لا رسول بعده ولا نبي بل هو خاتم النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام .



288- لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أن قال بعد قراءة القرآن صدق الله العظيم و لما أراد النبي من ابن مسعود أن يكف عن القراءة لم يقل له صدق الله العظيم بل قال حسبك ،و إذا كانت صدق الله العظيم كلمة طيبة في هذا الموضع فلما لم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم و هل النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف أنها طيبة و لن نكون أكثر أدبا مع القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه .


289- من لم يأمر بالخير ويدعو إليه أمر بالشر .


290- من لم يزحف بمبادئه و أفكاره زحف عليه بمبادئ غيره وأفكار غيره ، و النفس تتلقى و تتشرب من المبادئ الأخرى والأخلاق ، و الطبع سراق ، شعرت أم لم تشعر.



291- أمر الإسلام بمجالسة الصالحين و أهل البر و المعروف و الخير ، و نهى عن مجالسة غيرهم ؛ لأن النفس و الطبع سراقان لما يريانه ، و صاحبهما لا يشعر في كثير من الأحيان لذلك عليك بمجالسة قوماً يذكرون الله بطاعته فإن كنت عالماً نفعك علمك ، و إن كنت جاهلاً علموك وإن نزلت عليهم رحمه أو رزق كان لك فيه معهم حظ , ولا تجالس قوماً لا يذكرون الله فإن كنت عالماً لم ينفعك علمك وإن كنت جاهلاً زادوك جهلاً وإن نزلت عليهم لعنه أو سخط شاركتهم فيه .



292- إذا كثر الفاعلون للخير تداعى الناس لفعله .



293- اختيار حكم الإسلام تابع لاختيار الإسلام ، فالمسلم حين يدخل في الإسلام فقد اختار أن يحكم بالإسلام شاء أم أبى لقوله تعالى : { و َمَا كَانَ لِـمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْـخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [الأحزاب: 36] ، و الرضا بحكم الإسلام هو من لوازم إيمان المسلم ، فكما أن المسلم لا يختار بعد إسلامه أن يصلي أو يصوم أو يبر والديه ، فكذلك لا يختار حكم الإسلام ، و حين يُحَكم الإسلام بين المسلمين فهذا من اختيارهم ، و ليس فيه أي إكراه ، فالاختيار يعرف بدخولهم في الإسلام .

294- ليس معنى قوله تعالى : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) (البقرة:256) عدم الإكراه على التزام أحكام الدين لكن المراد بعدم الإكراه في الدين عدم الإكراه على الاعتقاد أو عدم الإكراه على الدخول في الدين بدليل قوله تعالى بعدها : ( قد تبين الرشد من الغي ) ، و تبين الحق من الباطل إنما هو في الأمور الاعتقادية العلمية .

295- تطبيق الشريعة الإسلامية على من لا يقر بها ؛ هو إجراء أحكامها عليه، وليس إكراهه على الإقرار بها ، و أي دولة لها قوانين تجريها على الناس سواء أقر الناس بهذه القوانين أم لا ففرق بين تطبيق الحكم و الإلزام بالإقرار بالحكم .

296- يجب تحكيم شرع الله على جميع الناس ؛ لأنه من تمام ظهور دين الله وعلو كلمة الله و كون الدين كله لله ، فحيث ما حكم الناس بغير شرع الله ؛ لم يكن الدين ظاهرًا ، و لا كلمة الله عالية .


297- الإكراه قد يكون بحق، وقد يكون بباطل؛ فإذا كان بحق؛ لم يكن شرًا كالإكراه على التزام أحكام الشريعة ، و الإكراه على قضاء الديون التي يقدر على قضائها ، وعلى أداء الأمانة التي يقدر على أدائها، وإعطاء النفقة الواجبة عليه التي يقدر على إعطائها، وشرب الدواء مع كراهته

298- الحقوق عبر التاريخ لا تُعطى كهبات، بل تحتاج إلى دفاع و مطالبة و تضحيات .

299- دفاع أي شخص عن حقوقه لا يعتبر تعديا على أحد، ولا تعديا على ممتلكات الغير فدافع عن حقوقك .

300- إذا كان الناس يعدون الموت من أجل مبادئ سامية شرف كبير و أمر عزيز لا يقدر عليه إلا القليل فكيف بالموت من أجل الدين والدين جمع كل المبادئ السامية و جمع كل الفضائل ؟!!


[1] - العمل الصالح لا يقبل إلا إذا كان صاحبه مسلماً ، و أن يقصد صاحبه التقرب إلى الله به ، و أن يكون هذا العمل موافقاً لما شرعه الله .

[2] - الزمر من الآية 65

[3] - طريق الهجرتين ص413.
 
عودة
أعلى