تابع : تابع خواطر و فوائد
تابع : تابع خواطر و فوائد
201- من لا يملك النفع لنفسه لا يملك النفع لغيره .
202- لابد للرسل ولأتباع الرسل من أعداء، وهؤلاء الأعداء يضلون عن سبيل الله و يحاربون الحق ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين .
203- مهما استطال الباطل، و ارتفع شأنه ، وكثر أهله، فإنه مضمحل، والعاقبة للحق .
204- يجب على من يدافع عن قضية ألا يدافع عنها و هو لا يعرفها و غير ملم بها ، و يجب على من يدافع عن فكرة ألا يدافع عنها وهو لم يقتنع بها، فإنه بذلك يسيء إلى الفكرة والقضية التي يدافع عنها، ويعرض نفسه للإحراج وعدم التقدير والاحترام.
205- يجب عند التحاور مع مخالف البدء بالنقاط المشتركة فهذا يسهل تحرير محل النزاع ، و تحديد نقطة الخلاف، ويفيد في حسن ترتيب القضايا والتدرج في معالجتها .
206- إذا أردت العلم فاعرف الأهم ، و البدء بمعرفته فهذا يختصر لك الطريق .
207- إن الداعية الناجح هو الذي يحسن ضرب الأمثلة للناس ؛ لما لها من دور كبير في تقريب المعاني والإقناع بها فالأمثلة تزيد المعنى وضوحًا وبيانًا .
208- المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه .
209- غير المحتمل مرجح على المحتمل .
210- قال النووي: وتشبيه أمور الآخرة بأمور الدنيا إنما هو للتقريب إلى الأفهام، وإلا فذرة من الآخرة خير من الأرض بأسرها وأمثالها معها.
211- إن التشابه في الثياب و العادات تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى الموافقة في الأخلاق والأعمال فإذا أردت التقليد فقلد نبيا أو صالحا أو عالما فهذا أحرى أن تخلق بخلقه و أعماله .
212- لا يصح العدول عن الظاهر بلا دليل .
213- قال ابن عادل : إنَّ الاجتماع سبب للمنازعة المفضية إلى المخاصمة، ثم إلى المقاتلة، فلا بدّ في الحكمة الإلهيَّة من وضع شريعةٍ بين الخلق ليقطع بها الخصومات، والمنازعات، فبعث الله الأنبياء - عليهم الصَّلاة والسَّلام – بالشَّرائع ؛ ليدفع بهم، وبشرائعهم الآفات، والفساد عن الخلق فإنَّ الخلق ما داموا متمسكين بالشَّرائع لا يقع بينهم خصامٌ ولا نزاعٌ، والملوك والأئمة متى كانوا متمسكين بالشرائع كانت الفتن زائلة والمصالح حاصلة .
اللباب في علوم الكتاب 4/293
214- قال النيسابوري : ولأن الجهاد بالسيف لا يحسن إلا بعد تقديم الجهاد بالحجة، ولأن الإنسان جوهر شريف فمتى أمكن إزالة صفاته الرذيلة مع إبقاء ذاته الشريفة كان أولى من إفناء ذاته، ألا ترى أن جلد الميتة لما كان منتفعا به من بعض الوجوه حث الشرع على إبقائه . تفسير النيسابوري 3/535
215- قال النيسابوري : الجهاد بالحجة والدعوة إلى دلائل التوحيد أكمل أثرا من القتال ولهذا
قال صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام: «لأن يهدي الله على يدك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس» رواه البخاري في كتاب الجهاد باب 102. مسلم في كتاب فضائل الصحابة حديث 35. أحمد في مسنده (5/ 238) .
216- الْمُرَتَّبُ عَلَى أَشْيَاءَ لَا يَحْصُلُ إلَّا بِحُصُولِ مَجْمُوعِهَا وَيَنْتَفِي بِانْتِفَاءِ بَعْضِهَا.
217- الشهادة أخص من العلم ؛ لأن علم الإنسان شيئا يسمعه ويشهد عليه أقوى من علمه شيئا يسمعه ولا يشهد عليه
.
218- الذي يعطل الأسباب يقدر على إصلاح الأسباب المعطلة .
219- لن يَصْلحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلحَ أوَّلها .
220- الحكم المعلق بشرطين لا يحصل بأحدهما .
221- إذا كان لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ، فالأولى لا يُكره الناس على ما هو دون ذلك.
222- لو كان مجرّد التّكلّم بكلمة التّوحيد موجبًا للدخول في الإسلام والخروج من الكفر، سواء فعل المتكلّم بها ما يطابق التّوحيد أو يخالفه؛ لكانت نافعة لليهود مع أنّهم يقولون: عزير ابن الله، وللنّصارى مع أنّهم يقولون: المسيح ابن الله، وللمنافقين مع أنّهم يكذّبون بالدِّين ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم .
223- اختيار الإسلام دينا و شريعة يلزم منه اختيار تطبيقه في الدين و الحياة ،و العمل به في الدين و الحياة ؛ لأن الإسلام عقيدة و عمل و ليس عقيدة فقط .
224- إذا لم تطمئن نفس الإنسان للإيمان بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فليس بمسلم في الحقيقة .
225- كن مسلما بحق ، و المسلم بحق يعمل الصلاح حتى و لو لم يكافأ من الناس ، و لا يعمل الخطأ حتى لو لم يعاقبه عليه قوانين الناس فالمسلم ينتظر الأجر من الله ، و يخاف من عقاب الله .
226- لقد وهبنا الله كلّ شيء ، فعلينا أن نشكر الله على ما وهبنا و لا نحزن على ما أخذه منا فهو الذي أعطى و هو الذي أخذ و إن أخذ شيئا فقد أعطى لنا أشياء .
227- إذا كان الناس يعدون الموت من أجل مبادئ سامية شرف كبير و أمر عزيز لا يقدر عليه إلا القليل فكيف بالموت من أجل الدين والدين جمع كل المبادئ السامية و جمع كل الفضائل ؟!!
228- التعامل مع الآخرين فن يحتاج إلى تدريب ، و كلما زادت تجاربنا في الحياة، زادت قدراتنا على حسن التعامل مع الآخرين ، فتزيد صداقاتنا عددا و تزيد علاقاتنا الودية عمقا ومودة .
229- الأصل في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم هي الامتثال ؛ لأنه مبين الشرع و موضحه .
230- قول "لا إله إلا الله" ليس منجياً من عذاب النار ومخلصاً للإنسان من الشرك إذا كان الإنسان يشرك بالله من جهة أخرى فمن قال "لا إله إلا الله" و فعل شركا فهو مشرك و لا ينفعه قول "لا إله إلا الله".
231- إذا كان الله سبحانه و تعالى هو رب كل شيء ومليكه، وهو الخالق وحده و الرازق وحده، فكيف يعبد بعض الناس غيره ؟!!
233- تصوير أي فكرة من الأفكار في صورة محسوسة يكون أقرب إلى الأنظار، وأثبت في الأذهان و أيسر للفهم .
234- رغم أن الناس مفطورون على الإيمان بالله و توحيده إلا أن هذه الفطرة قد تتدنس بسبب مؤثرات و شبه
، ولذلك جاء الرسل عليهم الصلاة والسلام ليعيدوا الناس إلى ما فطرهم الله عليه من توحيده سبحانه .
235- تقدر قيمة الإنسان بقيمة عقيدته و أخلاقه و دينه و علمه و ليس بقيمة ماله أو جماله أو منصبه أو جنسه .
236- معرفة الهدف و الغاية من أي فعل يعطي الفعل أهمية كبيرة لدى الإنسان ، و يجعله يفعله في أحسن صورة
؛ لأنه يؤديه بمعرفة واعتقاد ويقين .
237- لأن الله حكيم فهو سبحانه و تعالى لا يشرع شيئاً إلا لحكمة
ومصلحة وخير و ما من حكم شرعي إلا و هو متضمن لأحسن الحكم ، ومحقق لأحسن المصالح .
238- الكره المشقة التي تنال الانسان من خارج فيما يحمل عليه بإكراه، والكره ما يناله من ذاته وهو يعافه، وذلك على ضربين، أحدهما: ما يعاف من حيث الطبع والثاني ما يعاف من حيث العقل أو الشرع، ولهذا يصح أن يقول الانسان في الشئ الواحد إني أريده وأكرهه بمعنى أنى أريده من حيث الطبع وأكرهه من حيث العقل أو الشرع، أو أريده من حيث العقل أو الشرع وأكرهه من حيث الطبع، وقوله: ﴿كتب عليكم القتال وهو كره لكم﴾ أي تكرهونه من حيث الطبع .
239- الكره لا ينافي الرضى والتسليم ،و قال ابن القيم : وليس من شرط الرضى ألا يحس بالألم والمكاره، بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه، ولهذا أشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه، وطعنوا فيه: وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة، وإنما هو الصبر، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهة؟ وهما ضدان، والصواب: أنه لا تناقض بينهما، وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى، كرضى المريض بشرب الدواء الكريه، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمأ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها
.
240- إن قيل الإسلام بقتال الكفار ألزم غير المسلمين بالتوحيد و الدخول فيه يقال لهم لو سلمنا بهذا فلا شيء في إلزام الإنسان بالحق الذي فيه الهدى والسعادة ، كما يلزم أولوا الأمر الإنسان بالحق الذي عليه لبني آدم ولو بالسجن أو بالضرب، فإلزام الكفار بتوحيد الله والدخول في دين الإسلام أولى وأوجب؛ لأن فيه النجاة لهم في الآخرة والسعادة في الدنيا .
241- ليست العبرة بالتقسيم، إنما العبرة بالمعنى والمسميات والتقسيمات اجتهادية فإذا كان هذا الاصطلاح أُستُخدِمَ في معنى صحيح و لم يتضمن معنى فاسدا و لم يخالف الشرع ولم يختص به أهل البدع فلا بأس به وإذا كان هذا الاصطلاح أُستُخدِمَ في معنى غير صحيح أو تضمن معنى فاسدا أو اختص به أهل البدع أو خالف الشرع فلا يجوز .
242- تقسيم الدين لأصول و فروع لا يفهم منه أن الأصول هي التي تؤخذ و يعمل بها فحسب ، و يمكن الاستغناء عن الفروع. فهذا الفهم خطأ ؛ لأن الدين كل لا يتجزأ . و قد عاب الله على أهل الكتاب أنهم يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعضه الآخر .
243- تصحيح المعتقد أمر هام للغاية ؛ لأن العقيدة هي الأساس الذي تبنى عليه أعمال الإنسان ، و يتوقف قبول الأعمال الصالحة على سلامة أصول العقيدة من الشرك والكفر ، فمن يشوب عقيدته كفر أو شرك يكون كافراً .
و الكافر لا تنفعه أعماله الصالحة يوم القيامة ، و إن فعل الكثير من أعمال البر
[1]فإذا كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال و أقوال ، كما قال تعالى : ﴿ َلئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ و َلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
﴾ [2] .
244- تعلم العقيدة ضرورة من ضروريات الإنسان التي لا غنى له عنها فالإنسان بحسب فطرته يميل إلى اللجوء إلى رب يعتقد فيه القوة الخارقة والسيطرة الكاملة عليه وعلى المخلوقات من حوله, وهذا الاعتقاد يحقق له الميل الفطري للتدين ويشبع نزعته تلك ، والعقيدة الإسلامية تقوم على الاعتقاد الصحيح الذي يوافق تلك الفطرة ويحترم عقل الإنسان ومكانته في الكون .
245- الله هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء ، ولا ينافي هذا أن أهل الجنة يقال لهم: (خلود بلا موت) فإن خلودهم إنما هو بمنة الله عليهم بالخلود، فليس خلودهم ذاتياً، بخلاف آخريته سبحانه و تعالى وبقائه، فإنه سبحانه وتعالى وصف له ذاتي ليس مكتسباً من شيء
.
246- لا نهضة حقيقية ولا تقدم حقيقي بلا أساس أخلاقي تقوم عليه ; لأن مكارم الأخلاق ضرورة لا غني عنها لأي مجتمع يريد الرقي و التقدم , و متي فقد المجتمع الأخلاق التي تمثل البيئة الصالحة لتعايش الإنسان مع أخيه الإنسان; تفككت أواصره, وانهار بناؤه.
247- ماذا ينفع الإنسان إذا كسب العالم وخسر نفسه ؟! .
248- لا تنظر للسائل ما عنده بل انظر هل يكفيه ما عنده أم لا فرب شخص عنده بيت لكن محصل ما يأخذه منه شهريا لا يكفيه و لا يكفي أهله و رب شخص عنده مصنع و عليه ديون تفوق مصنعه ، ورب صاحب سفينة لا تعطي له السفينة ما يكفيه ورب موظف قبل أن ينتهي الشهر لا يجد ما يكفيه فيضطر للقرض .
249- تخلف القوة الإسلامية عن مستوى عصرها من التطور والتقدم تنظيماً وتسليحاً وكفاءة للقتال، يفقدها القدرة على الردع وعلى إرهاب الأعداء .
250- لكل زمان ولكل أمة من الأمم ما يناسبها من الشرائع، ينسخ منها ما لا يناسب الأمة التي تليها، ويبقى ما يناسبها معمولاً به، وكل نبي يبعث إلى قومه بما يناسبهم إلى أن جاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنسخ جميع الشرائع .
251- يشهد التاريخ أن كل احتلال قادم لأي بلد إنما أتى من أجل البقاء و الدوام فلا يمكن له إلا أن يخطط لبقائه ، وما من احتلال رحل إلا بعد أن وازن ما بين الربح والخسارة في موازين الاحتلال ،فإذا شعر بالخسارة جراء المقاومة التي يواجهها فسوف يرحل حتى لا يخسر الكثير ، فالاحتلال مشروع استثماري وإذا كان هذا الاحتلال لا يحقق الربح له فسوف يرحل حتى لا يخسر الكثير أو يكون الرحيل في مقدمة أولوياته ، ولكن إذا كان الاحتلال لا يجد معارضة من أهل البلد و لا يجد مقاومة فلا يجد خسارة بل يجد أنه سيجني أرباح تعود له فلن يخرج من البلد مهما وعد و مهما قال أنه سيخرج .
252- من المعلوم أن من يريد بناء بيت فإنه سيبدأ أولاً بالأساس ويقويه ويجعله متيناً ثابتاً قابلاً لما يوضع عليه ؛ لأنه إذا كان الأساس غير صحيح فإنه ينهار البناء ويفسد، و كذلك من يريد الإسلام فلابد من عقيدة صحيحة أساس ثم عمل صالح بناء والذي ليس عنده عقيدة صحيحة ليس عنده أساس،فإسلامه فبناؤه مثل الذي يبني على الماء .
253- يكفي في رد فرية انتشار الإسلام بالسيف
أن الإسلام رغم ما حل بأهله من ضعف و هوان على الناس في القرون الأخيرة نجده أكثر الديانات انتشاراً أو على الأقل من
أكثر الديانات انتشاراً .
254- سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم لأنه يحرم فيها ما يحل في غيرها من القتال ونحوه ، و الأشهر الحرم أربعة وهي : ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.
255- دل قوله تعالى : (( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ )) على جواز أخذ الحق من الظالم بأي طريق ،و
سمي رد عدوان المعتدي أي الظالم عدوانا من باب المشاكلة مثل جزاء سيئة سيئة مثلها أما الأخذ بالثأر فليس من الإسلام فالإسلام شرع القصاص و القصاص يفعله الحاكم و ليس للناس.
256- حرمة الإكراه المقصود بها حرمة الإكراه على الباطل، فأما الإكراه بحق فإنه من الدين .
257- لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ لَا يَصِحُّ إِلَّا بَعْدَ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ لَجَازَ لِلْكُفَّارِ إِذَا غَلَبَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَقُولُوا لَهُمْ: لَا يَحِلُّ لَكُمْ قَتْلُنَا، لِأَنَّ مِنْ دِينِكُمْ أَنَّ الإيمان لا يصح إلا بعد النظر والاستدلال فَأَخِّرُونَا حَتَّى نَنْظُرَ وَنَسْتَدِلَّ. قَالَ: وَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى تَرْكِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ، وَأَلَّا يُقْتَلُوا حَتَّى ينظروا يستدلوا .
258- جَمِيعُ مَا تَضَمَّنَهُ الْخِطَابُ الْوَارِدُ فِي الْحُكْمِ الْوَاحِدِ مِنْ شَرْطٍ وَاسْتِثْنَاءٍ مُرَاعًى فِيهِ وَمُعْتَبَرٌ صِحَّتُهُ بِهِ .
259- قَدْ تَخْفَى السنة عَلَى بَعْضِ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَيَطَّلِعُ عَلَيْهَا آحَادُهُمْ وَلِهَذَا لَا يُلْتَفَتُ إِلَى الْآرَاءِ وَلَوْ قَوِيَتْ مَعَ وُجُودِ سُنَّةٍ تُخَالِفُهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ خَفِيَ ذَا عَلَى فُلَانٍ فقد
يُوجد عِنْد بعض أَصْحَاب الْعَالم مَا لَا يُوجد عِنْد خواصه وبطانته ،و لا يعني كبر الإنسان في قدره, وفي علمه, وفي دينيه, أن يكون أعلم من غيره مطلقاً حتى لو قرر أن فلاناً أعلم من فلان، فهذا تفضيل جُمْلي, لا تفصيلي، لا تفصيلي, فقد يكون عند المفضول ما ليس عند الفاضل ، و لهذا لا يُقال : أن العالم لا يُنكر عليه , و لا يُنصح .
260- محبة الفقهاء بعضهم لبعض لم تمنع من محاورة بعضهم لبعض و مراجعتهم الدينية بعضهم لبعض ؛ لأن الدين فوق كل شيء .
261- من لم تقومه الكتب قومته الكتائب، أي: من لم يقومه القرآن السنة ، والدعوة إلى الله عز وجل بالكلام، فإنه ينتقل بعد ذلك إلى السنان و السيف .
262- الأفضل أن يعرف الشيء بأركانه وأجزائه التي لا يقوم إلا بها، ومقتضى كون الشيء ركن أنه جزء الماهية، ولا تتم هذه الماهية إلا به، كأركان الصلاة مثلاً، لو ترك ركناً من أركانها تبطل الصلاة ، و أركان الحج
لو ترك ركناً من أركانه بطل الحج .
263- لا تدعي أنك تعلم ما في ضمير غيرك لك فما في القلوب فلا يمكن الإطلاع عليه إلا من قبل علام الغيوب .
264- قال ابن قيم: الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله -سبحانه وتعالى- لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول. هذا في الجملة، والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه. هذا في أحكام الثواب والعقاب، وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر: فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم
[3] .
265- إذا كان الأنبياء أمروا بالصلاة حتى الوفاة فكيف يدعي بعض الصوفية أن هناك من رفع عنه التكليف بالصلاة لبلوغه منزلة عليا في الولاية فهل هناك من البشر من هو أعلى منزلة من الأنبياء ؟!!!
266- إذا كان
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لا يعلم ما في الغـد إلا إذا أعلمه الله فكيف يدعي
أحد الصوفية أنه يعلم ما في الغد و قد انقطع الوحي ؟!!
267- يُغْتَفَرُ فِيمَا هُوَ بِالِاحْتِيَاطِ مَا لَا يُغْتَفَرُ فِي غَيْرِهِ والشُّبْهَةُ تَقُومُ مُقَامَ الْحَقِيقَةِ فِيمَا يُبْنَى عَلَى الِاحْتِيَاطِ.
268- لو كان المسلمون أجبروا غيرهم على الدخول في الإسلام و دخلوا الإسلام مكرهين فكيف يَثْبتوا عَلَى الْإِسْلَامِ بَعْدَ زَوَالِ الْإِكْرَاهِ عَنْهمُ فثباتهم عن الإسلام رغم زوال الإكراه عنهم لدليل على أنهم دخلوه برضاهم لا مغصوبين .
269- قبول المسلمين لأخذ الجزية من أهل الكتاب و المجوس بدل قتالهم دليل على أن المراد إلزام الناس بالتزام أحكام الإسلام لا إلزام الناس بالإسلام فيظهر الإسلام على الدين كله و أنه ليس المقصود استئصال شأفة الكفار بل إخضاع الجميع لحكم الله ، و أي دولة تفرض على من ليس منها بعض الضرائب نظير تقديم الخدمات له .
270- العصمة في الشريعة الإسلامية تكون بأحد أمرين بالإيمان أو الأمان، ومعنى الإيمان الإسلام فمن أسلم فقد عصم دمه وماله بالإسلام. ومعنى الأمان العهد، ويكون بعقد الذمة، وبالموادعة، والهدنة، ومن دخل في أمان المسلمين بعقد من عقود الأمان، فقد عصم دمه، وماله، بالأمان ولو بقي على غير دين الإسلام.
271- لو سلمنا جدلا أن مصر في زمن من الأزمان كانت نصرانية فهذا لا يستلزم أن تكون ديانتها الرئيسية اليوم النصرانية ؛ لأن العبرة بالنهاية و ليست بالبداية و العبرة بالغالب الكثير لا بالقليل ، و غالب المصريين بعد الفتح الإسلامي أصبحوا مسلمين ،و غالب المصريين اليوم مسلمين ، ولو كان الدين يؤخذ بما كان عليه الأجداد لكانت ديانة مصر وثنية لا نصرانية ؛ لأن الفراعنة كانوا وثنيين .
272- علينا بالدعوة إلى كلمة التوحيد قبل الدعوة إلى التوحيد ؛ لأن التوحيد على غير أساس من الكتاب والسنة لا فائدة فيه ولا منفعة، بل ربما عاد بالضرر الكبير ،و الاجتماع والاتحاد ليس غاية في حد ذاته، إنما مراد الشرع هو تحصيل الاجتماع على كلمة الحق .
ولو أننا أردنا أن نجمع أولاً ثم نوحد ثانيا، فسنجمع الكافر و المسلم و صاحب الهوى و المبتدع وسنجمع الكل في صعيد واحد، ثم نبدأ نعلم التوحيد، فإذا قلت شيئاً يخالف ما عند الكافر قال: لا و الأمر كذا وكذا ، فتظل تجادل بلا فائدة و يضيع الوقت دو عائد على المسلمين. و إذا كان صاحب هوىً وكلامك على غير هواه، فستظل تبين له أن المسألة كذا وكذا وتذكر له قال الله وقال رسوله وقال العلماء، وحتى يفهم يكون الجهد قد ضاع والوقت قد ضاع ، بخلاف ما إذا أسست توحيد الله قبل أن توحد و تجمع .
273- التوبة من المهذِّبات للنفس ، و هي من أحسن الوسائل لغسل النفس من قذارات الذنوب ، و هي عبارة عن طلب المغفرة من الله ، و ترك الذنب مع التصميم على اجتناب الذنوب والمعاصي ، والندم على ما اقترف من الذنوب .
274- من آثار الذنوب في الدنيا و الآخرة نزول النقم ، و حبس النعم ، و منع الرزق ، و محو البركة ، و عدم التوفيق لفعل الطاعة ، و العذاب الأليم في الآخرة .
275- إذا ما تزاحمت لديك الأمور، واجتمعت عليك في آن واحد أعرف الأهم و الأقل أهمية فاختار الأهم فالأهم فهذا فيه ترتيب لأولويات أمورك ،و ترك الأقل أهمية أولى من ترك الأهم ، وهذا يحفظ الوقت والجهد في الأهم و الأنفع .
276- اختلاف لغات الناس وألوانهم ، وتباين طباعهم وأخلاقهم ، وتفاوت مواهبهم واستعداداتهم ، فإنما هو اختلاف تنوُّع يؤدي إلي ثراء في الفكر وفي الخبرة ،و لا يقتضي النزاع والشقاق بينهم ، بل يقتضي أن يتعاونوا للنهوض بحياتهم للأحسن ، فكل واحد منهم يحتاج للأخر و كل واحد منهم يخدم الآخر .
277- تميل النفس في الغالب للدعة والراحة ، ولا ترغب في الأعمال التي تتطلّب جهداً مضاعفاً ومشقة مضاعفة كطلب العلم و قيام الليل و حفظ القرآن ،و السبيل لجعلها ترغب في مثل هذه الأعمال أن تتذكر دائما الهدف من هذه الأعمال و الفوائد التي تعود عليك من فعلها فيتولد عند النفس الدافع لفعل هذه الأعمال العظيمة فتفعلها بشوق و حب و تتغير النفس بسبب هذه الدوافع و يصبح عندها استعداد لمثل هذه الأفعال العظيمة فتشمّر عن ساعد الجدّ و يصبح عندها شوق إلى فعل هذه الأفعال العظيمة لتصل إلى هدفها المأمول المرجو المطلوب .
278- العقوبة هي جزاء يقرره الشارع في حق كل من يخالف أحكام الشريعة الإسلامية، أو يعين آخر على مخالفة تلك الأحكام، وتختلف طبيعة ذلك الجزاء باختلاف الجرم حدّةً وخفة فهناك تناسب و توازن بين العقوبة و الجرم .
279- الأخوة الإسلامية تلغي الحدود الجغرافية والحواجز النفسية والسدود الفكرية بين أبناء الأمة الإسلامية من أهم عوامل التقدم والازدهار.
280 - الالتزام بشرع الله واجب على كل مسلم ، و سعادة البشرية في التزام شرع الله لأن صانع الشيء هو الأقدر على وضع أمثل نظام لصلاح الشيء و المحافظة عليه ، و من بنى بيتا هو أقدر الناس على معرفة عيوبه و مميزاته و ما يصلح عيوبه و لله المثل الأعلى فالله خالق البشر هو أعلم بهم من أنفسهم فشرعه هو أمثل نظام ينفع البشرية في كل زمان ومكان فشرعه يشمل الروح والجسد و الجزاء فيه دنيوي و أخروي .
281- تمتع المسلمون بالحرية و التقدم الحضاري قرونا عديدة عندما كان القرآن دستورهم، والسنة منهاجهم وطريقهم ، و السر في تخلف المسلمين اليوم عن ركب التقدم الحضاري هو ابتعادهم عن القرآن و السنة بفهم سلفنا الصالح لما غزانا المستعمرون الكفرة فكريا فحببنا الدنيا و كرهنا الموت و بعدنا عن شرع الله .
282- ليس العبرة في أن تعرف ما يحبه الآخرون بل العبرة أن تفعل ما يحبه الآخرون .
283- الكلام وسيلة لتحصيل المقصود فإن كان المقصود المشروع يمكن أن يحصل بالصدق فالكذب في الكلام حرام ،و إن لم يمكن تحصيل المقصود المباح بالصدق فالكذب في هذه الحالة جائز فكل مقصود محمود لا يتوصل إليه إلا بالكذب فالكذب في هذه الحالة جائز ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحاً، وإن كان واجباً كان الكذب واجباً كالكذب لدفع الشر عن الناس و الإصلاح بين الناس و إقامة الحجة على الناس إذ لم يمكن فعل المقصود إلا بالكذب أي الكذب يباح إذا كان لجلب مصلحة معتبرة شرعا، وتعين وسيلة لجلبها، أو دفع مفسدة لا يمكن دفعها إلا به، وتعين وسيلة لدفعها، ولكن الأفضل للمرء أن يستعمل التورية فالمعاريض ممدوحة عن الكذب .
284- الخطوة الأولى لتغيير عاداتك السيئة هى الاعتراف بوجود مشكلة في المكوث على فعل هذه العادات ، والشعور بالحاجة إلى تغيير هذه العادات إلى عادات حسنة .
وهذه خطوة جوهرية فغالب الناس يعانى من صعوبة فى تغيير عاداته السيئة ، ويتألم لذلك، والكثير منهم يرضخ للأمر الواقع، و يستسلم لما هو عليه ، وهذا مبعثه طبيعة النفس التي إذا اعتادت على شيء ألفته وارتبطت به وأحبته، ومن ثمَّ يصعُب عليها تركه وفطامها عنه، مثل الطفل الرضيع الذي تلقمه أمه ثديها، وعند وقت الفطام تكون معاناة شديدة للأم وللوليد، ولكن سرعان ما ينسى ما تجرعه من ألم، ويعتاد الطعام مثل الكبار .
فلابد أن تعرف أنك في مشكلة و حل هذه المشكلة سيعود عليك بالنفع و عدم حل هذه المشكلة سيضرك غاية الضرر فكون لديك دافع لترك هذه العادات السيئة سيساعدك أكثر على التخلص منها ثم لابد من وجود بديل فإذا تركت شيئا سيئا فلابد أن تضع مكانه شيئا حسنا فالشيء ينسى بضده .
و لابد أن يكون عندك طريقة و خطة للتخلص من هذه العادات السيئة فإذا لم تستطع وضع الخطة، فإنك تصبح كما لو كنت تخطط للفشل .
285- من يقول إلزام الناس بشرع الله يؤدي إلى النفاق قوله باطل و فيه تصوير أن غالب الناس لا تحب شرع الله و لا ترضى بشرع الله و من لا يرضى بشرع الله و من لا يحب شرع الله فهو كافر منافق و إن أظهر الإسلام .
و القول بأن إلزام الناس بشرع الله يؤدي إلى النفاق يستلزم باطلا ألا و هو ألا يجب أن يكون في شرع الله إلزام للناس ،و في هذا إبطال لأحكام الشرع فلما جاء الشرع بأحكام مادام الناس غير ملزمين بها ؟!.
و هذا الكلام مردود شرعا بأدلة التعاون على البر و التقوى و عدم التعاون على الإثم و العدوان و أدلة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أدلة وجوب التحاكم لشرع الله ووجوب الرضا بشرع الله .
و عدم تحكيم شرع الله من صفات المنافقين .
و من يفعل المعصية سرا أقل سوءا ممن يفعلها جهرة فالجهر بالمعصية أشد حرمة من الإسرار بها ؛ لأنه يؤدي لشيوع المعصية و تهاون الناس في فعلها و تجرئة الناس على فعلها ،و المنكر إذا شاع بين الناس سهل في النفوس فعله و جرأ الناس علي فعله ، ولهذا أوجبت الشريعة إنكار المنكر لتضعيفه وتقليله لئلا يؤثر على الباقي
بالسلب
و الإسرار بالمعصية ليس نفاقا و إن كان ذنبا .
و أي قانون بشري لا يخلو من إلزام الناس بما يكرهون فعلا أو تركا فهل قانون الخالق الكامل أهون من قانون البشر الناقص ؟!!
286- الفرق بين النبي و الرسول أن الرسول هو الذي له شريعة مستقلة و أنزل عليه كتاب سماوي لتبليغه للناس و هدايتهم ، و النبي هو الذي يأتي على شريعة رسول قبله فالنبي يدعو الناس إلى التمسك بشريعة الرسول الذي سبقه فقد أوحى الله إليه لهداية الناس لكن بدون كتاب سماوي بل يتمسك بالكتاب السماوي الذي أنزل على الرسول الذي سبقه ، و كل رسول نبي و ليس العكس
أما الفرق المشهور أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، والنبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه فهذا غير مسلم ، فإن النبي مأمور بالدعوة والتبليغ والحكم
كما أن الرسول مأمور بالدعوة والتبليغ والحكم
، وما الفائدة من أن يوحي لنبي و لا يؤمر بالتبليغ و من يعرف أنه نبي أصلا إذا لم يؤمر بالتبليغ .
287- قال تعالى : ( وخاتم النبيين ) ولم يقل خاتم المرسلين ؛ لأن ختم الرسالة لا يستلزم ختم النبوة ، وأما ختم النبوة فيستلزم ختم الرسالة ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنه لا نبي بعدي " ، ولم يقل لا رسول بعدي فعُلم أنه صلى الله عليه وسلم لا رسول بعده ولا نبي بل هو خاتم النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام .
288- لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أو الصحابة أن قال بعد قراءة القرآن صدق الله العظيم و لما أراد النبي من ابن مسعود أن يكف عن القراءة لم يقل له صدق الله العظيم بل قال حسبك ،و إذا كانت صدق الله العظيم كلمة طيبة في هذا الموضع فلما لم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم
و هل النبي صلى الله عليه وسلم
لم يعرف أنها طيبة و لن نكون أكثر أدبا مع القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه .
289- من لم يأمر بالخير ويدعو إليه أمر بالشر .
290- من لم يزحف بمبادئه و أفكاره زحف عليه بمبادئ غيره وأفكار غيره ، و النفس تتلقى و تتشرب من المبادئ الأخرى والأخلاق ، و الطبع سراق ، شعرت أم لم تشعر.
291- أمر الإسلام بمجالسة الصالحين و أهل
البر و المعروف و الخير ، و نهى عن مجالسة غيرهم ؛ لأن النفس و الطبع سراقان لما يريانه ، و صاحبهما لا يشعر في كثير من الأحيان لذلك عليك بمجالسة قوماً يذكرون الله بطاعته فإن كنت عالماً نفعك علمك ، و إن كنت جاهلاً علموك وإن نزلت عليهم رحمه أو رزق كان لك فيه معهم حظ , ولا تجالس قوماً لا يذكرون الله فإن كنت عالماً لم ينفعك علمك وإن كنت جاهلاً زادوك جهلاً وإن نزلت عليهم لعنه أو سخط شاركتهم فيه .
292- إذا كثر الفاعلون للخير تداعى الناس لفعله .
293- اختيار حكم الإسلام تابع لاختيار الإسلام ، فالمسلم حين يدخل في الإسلام فقد اختار أن يحكم بالإسلام شاء أم أبى لقوله تعالى : { و َمَا كَانَ لِـمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْـخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [الأحزاب: 36] ، و الرضا بحكم الإسلام هو من لوازم إيمان المسلم ، فكما أن المسلم لا يختار بعد إسلامه أن يصلي أو يصوم أو يبر والديه ، فكذلك لا يختار حكم الإسلام ، و حين يُحَكم الإسلام بين المسلمين فهذا من اختيارهم ، و ليس فيه أي إكراه ، فالاختيار يعرف بدخولهم في الإسلام .
294- ليس معنى قوله تعالى : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) (البقرة:256) عدم الإكراه على التزام أحكام الدين لكن المراد بعدم الإكراه في الدين عدم الإكراه على الاعتقاد أو عدم الإكراه على الدخول في الدين بدليل قوله تعالى بعدها : ( قد تبين الرشد من الغي ) ، و تبين الحق من الباطل إنما هو في الأمور الاعتقادية العلمية .
295- تطبيق الشريعة الإسلامية على من لا يقر بها ؛ هو إجراء أحكامها عليه، وليس إكراهه على الإقرار بها ، و أي دولة لها قوانين تجريها على الناس سواء أقر الناس بهذه القوانين أم لا ففرق بين تطبيق الحكم و الإلزام بالإقرار بالحكم .
296- يجب تحكيم شرع الله على جميع الناس ؛ لأنه من تمام ظهور دين الله وعلو كلمة الله و كون الدين كله لله ، فحيث ما حكم الناس بغير شرع الله ؛ لم يكن الدين ظاهرًا ، و لا كلمة الله عالية .
297- الإكراه قد يكون بحق، وقد يكون بباطل؛ فإذا كان بحق؛ لم يكن شرًا كالإكراه على التزام أحكام الشريعة ، و الإكراه على قضاء الديون التي يقدر على قضائها ، وعلى أداء الأمانة التي يقدر على أدائها، وإعطاء النفقة الواجبة عليه التي يقدر على إعطائها، وشرب الدواء مع كراهته
298- الحقوق عبر التاريخ لا تُعطى كهبات، بل تحتاج إلى دفاع و مطالبة و تضحيات .
299- دفاع أي شخص عن حقوقه لا يعتبر تعديا على أحد، ولا تعديا على ممتلكات الغير فدافع عن حقوقك .
300- إذا كان الناس يعدون
الموت من أجل مبادئ سامية شرف كبير و أمر عزيز لا يقدر عليه إلا القليل فكيف بالموت من أجل الدين والدين جمع كل المبادئ السامية و جمع كل الفضائل ؟!!
[1] - العمل الصالح لا يقبل إلا إذا كان صاحبه مسلماً ، و أن يقصد صاحبه التقرب إلى الله به ، و أن يكون هذا العمل موافقاً لما شرعه الله .
[2] - الزمر من الآية 65
[3] - طريق الهجرتين ص413.