خطواتُ نقض الشبهات

إنضم
09/01/2006
المشاركات
77
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
يلحظ المتابع لكتب الردود والجواب عن الشبهات -خصوصاً المعاصرة- التفاوت الكبير بين بعضها من عدة نواحٍ:

الناحية الأولى: من حيث مطابقة العنوان للمضمون فتجد لدى بعض الكاتبين انحرافاً غريباً عن عنوان البحث فمضمون البحث يسير في اتجاه وعنوانه يسير في اتجاه آخر.
وليس المقصود بالانحراف مطلق الاستطراد؛ فالاستطراد وفق الحاجة يُعد محموداً والانحراف وهو الخروج عن الموضوع يُعد مذموماً، وقد وقفت على دراسة علمية متخصصة عنوانها يسير في اتجاه ومضمونها يسير في اتجاه مغاير وإنما أوتي كاتبها من عدم تحديد إطار البحث وأهدافه.

الناحية الثانية: من حيث تحديد المعنى الذي تدور عليه الشبهة -وهذه الناحية أخص من الأولى-؛ فالعجلة والخلفية العالقة في ذهن الكاتب قد تجعله ينحرف من حيث لا يشعر عن معنى الشبهة الذي يريده مثيرها فيبدأ الكاتب يتحدث عن معنى مغايرٍ فلا ينكأ عدواً ولا يشفي قارئاً.

الناحية الثالثة: من حيث القوة والضعف فقد يُحدد الكاتب المعنى الذي تدور عليه الشبهة ولكن يكون جوابه ضعيفاً هزيلاً؛ وهذا يعود تارةً لكون الشبهة في فن لا يجيده الكاتب أو تكون في غير تخصصه، وتارةً تكون الشبهة متداخلة يحتاج الجواب عنها التمكن في عدة فنون فيعجز عن تفكيكها فضلاً عن نقضها والجواب عنها، وتارة يكون القصد مجرد الرد فقط فلا يهتم الكاتب بإتقان نقض الشبهة وتفنيدها.

الناحية الرابعة: من حيث الاختصار والتوسع وهذا يختلف باختلاف أحوال القراء فإذا كانت الكتابة لسائل خاص مسترشد فالغالب أن الاختصار له أفضل، وكذلك إذا كانت الكتابة موجهة لفئة محددة غير متخصصة في العلم الشرعي ولا تحتاج لأكثر من توضيح وجيز.
أما إذا كانت الكتابة موجهة للعموم من أصحاب الشبه والباحثين المختصين وغيرهم فهنا لابد من الإسهاب والتوسع في تفكيك الشبهة ونقضها وهذا ما يقلُّ حصوله.
هذه مجمل النواحي التي يقع فيها الخلل والضعف خصوصاً عند بعض الباحثين المعاصرين.
والكلام هنا عن مقام الكتابة وتحرير الأجوبة، أما مقام المناظرة والحوار فالأصل فيه الاختصار والبعد عن المواطن التي يجد فيها المخالف فرصته للحيدة أو التلبيس.

ومساهمة في التصحيح ورفع مستوى الكتابة في الردود ونقض الشبهات أحببت المشاركة في ذكر خطوات علمية في نقض الشبهات.
فإن لدراسة أي شبهة تثار حول الإسلام عموماً أو القرآن الكريم خصوصاً خطوات علمية دقيقة ومنطقية لنقضها وتفنيدها وبقدر السير عليها يتحقق بإذن الله المقصود من إبطال الشبه وإظهار الحق.
وقبل البدء بذكر خطوات نقض الشبهات أوصي بثلاث وصايا هامة في جانب الردود ومناقشة الشبهات:

الوصية الأولى: التخصص في موضوع محدد فهذا يعطي الباحث القوة العلمية، والقدرة على الحصر والإحاطة بالشبه المثارة حول الموضوع المحدد.

الوصية الثانية: لَمُّ المتناثر من الشبه وضم النظير إلى نظيره؛ فبعض المواضيع يتمالأ عليها مثيرو الشبه.
فالتخصص في موضوع محدد مع ضمُّ الشبه المتماثلة مع بعضها وتوثيقها من مصادرهم يحقق ثلاثة أهداف:
الهدف الأول: توفير الجهد والوقت للكاتب.
الهدف الثاني: تهميش مثيري الشبه؛ فإفراد كل واحد منهم بالرد رفع لشأنهم وهذا ما يصبو إليه بعضهم.
الهدف الثالث: إيجاد مرجع متكامل ومتخصص يفزع إليه الباحثون والمختصون ويكون عمدة في بابه.

الوصية الثالثة: أن حسن النية وإخلاص العمل لله تعالى هام جداً وأثره لا يخفى في تحقق المقصود ولكنه لا يكفي في جانب الردود ومناقشة الشبه بل لا بد من السير على خطى علمية دقيقة يأتي بيانها -إن شاء الله-.

خطوات نقض الشبهات​

الخطوة الأولى: التأني في قراءة الشبه وتكرارها سواء كانت الشبه في كتاب أو في مقالة وكلما كان الحجم أكبر لزم الباحث التأني وتكرار القراءة أكثر.

الخطوة الثانية: استخراج الشبه وحصرها وعدم استبعاد أو تجاهل أي شبهة.

الخطوة الثالثة: فرز الشبه وتصنيفها، والتصنيف والترتيب يختلف فلكل مقال ما يناسبه، ويجب على الباحث بذل قصارى جهده في تصنيف الشبه وترتيبها وإن لزم الأمر استشارة المختصين.

الخطوة الرابعة: قراءة الشبهة بتأني واستخراج نتيجتها فلكل من يثير شبهة هدف ونتيجة أو أكثر يريد الوصول إليها وغالباً ما تكون النتيجة واضحة وظاهرة.
ولا بد من التنبه إلى أن بعض الشبه تكون مركبة تركيباً مزجياً من عدة شبه، فيتحتم على الناظر إن يعيد النظر الكرة تلو الأخرى ليتأكد من كون الشبهة مركبة أو لا، فإن كانت مركبة فككها وجزَّءَها، ثم يكون النقد والتفنيد موجهاً لكل جزء من أجزاء الشبهة.

الخطوة الخامسة: بعد استخراج النتيجة أو الهدف -وربما يكون أكثر من نتيجة أو هدف- الذي يريده مثير الشبهة انظر وتأمل في الطريق والمنهج الذي سلكه للوصول إليها وهذا المنهج لا يخلو غالباً من الخلل العلمي والإجحاف.

الخطوة السادسة: إذا عرفت الطريق والمنهج الذي سلكه مثير الشبهة للوصول إلى ما يريده من النتائج والأهداف فهنا تبدأ الخطوة الأصعب في رد الشبهة ونقضها فكثيراً ما يحتاج بيان فساد هذا المنهج والطريق من إيضاح مسائل أو مصطلحات استغلها ولبّس بها مثيرُ الشبهة للوصول إلى ما يريده وهذا هو الاستطراد المحمود، والأفضل في هذه الحالة ما يلي:

الخطوة السابعة: جمع كل ما يُحْتاج بيانه وإيضاحه من مسائل أو مصطلحات تبيّن فساد المنهج والطريق الذي سار عليه مثير الشبهة للوصول إلى ما يريده.

الخطوة الثامنة: دراسة وترتيب هذه المسائل أو المصطلحات وجعلها كالتأصيل في مقدمة أو تمهيد مستقل قبل مناقشة الشبهات، وعند البدء في مناقشة الشبهات وتأتي الحاجة لبيان هذه المسائل أو المصطلحات المدروسة تتم الإحالة عليها.

الخطوة التاسعة: لابد أن تبيّنَ بعد مناقشة الشبهة حكمك عليها والنتائج التي ظهرت لك فإن كان في الشبهة تلبيس تذكره وتبينه، وإن كان فيها كذب واضح تذكره وتبينه، وإن كان فيها تكثر ومبالغة فاحشة تذكرها وتبيّنها وهكذا.

هذا مختصر ما لدي حول الموضوع وأتمنى من الأعضاء الكرام أن يثروه بما لديهم، ولعل فاضلاً يطرح تطبيقاً عملياً لشبهة مع بيان طريقة تفككها فيمتزج الجانب النظري مع الجانب العملي.
 
شكر الله لك أخي الكريم هذا الموضوع التأصيلي المهم، وأنا خلال قراءتي لأسطره قلت في نفسي ليت الشيخ محمد يدعمه بمثال عملي لشبهة تطبق عليه هذه الخطوات ليعتضد التنظير بالتطبيق . فإذا أنا أجد عبارتك في آخر مشاركتك :

لعل فاضلاً يطرح تطبيقاً عملياً لشبهة مع بيان طريقة تفككها فيمتزج الجانب النظري مع الجانب العملي.

فمن لها ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأخ الفاضل محمد الطاسان ولدي شبه كثيرة مفندة مفكة مبطَلة ولله الحمد وهي مما يخرج من جعبة المنصرين وزبانيتهم المتنصرين الجدد فهل تحب أن أختبر قدرات قرائنا ببعضها ثم أكر عليها بعد ذلك بالإبطال والنسف لبنيانها من القواعد؟ ما رأيكم وفي جميعها يعتمد القوم على تأويل خبيث للأيات القرآنية.

سأنتظر جوابكم هنا أو على الخاص. بارك الله فيكم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأخ الفاضل محمد الطاسان ولدي شبه كثيرة مفندة مفكة مبطَلة ولله الحمد وهي مما يخرج من جعبة المنصرين وزبانيتهم المتنصرين الجدد فهل تحب أن أختبر قدرات قرائنا ببعضها ثم أكر عليها بعد ذلك بالإبطال والنسف لبنيانها من القواعد؟ ما رأيكم وفي جميعها يعتمد القوم على تأويل خبيث للأيات القرآنية.

سأنتظر جوابكم هنا أو على الخاص. بارك الله فيكم.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله تبارك زادني الله وإياك من فضله ونفع بك

كما قال الدكتور الكريم عبدالرحيم: وهل يرفض المكرمة إلا لئيم؟

أهم شيء أخي سمير حفظك الله إبراز جانب الخطوات فتذكر الشبهة أولاً ثم يقال: نأخذ الخطوة ... فنطبقها فنجد ..... ثم الخطوة ..... فنجد.... وهكذا

والمقصود هنا أن نتدرب جميعاً (تعاوني) ونصقل موهبة الردود فنستفيد ونفيد

وهذه الخطوات قد يُزاد عليها -وقد تركت منها شيئاً قد لا يكون بإمكان الجميع-

والمراد هنا هو التأصيل لطريقة علمية منظمة واضحة الخطى للسير عليها في تفكيك الشبه وتفنيدها

وبانتظارك أخي الكريم سمير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل وقوف الراد على الشبهات على آداب البحث والمناظرة مما يشد من جأشه ووقوفه على نصوص من عيون المناظرات مما يساعده على النسج على منوال الجهابذة النقاد ثم النباهة وسرعة البديهة مع الاطلاع الواسع والحس النقدي المتيقظ أدوات لا غنى للراد على الشبه منها ثم ينضاف لذلك التخصص الدقيق في الفنون التي تمكن من دحر المتنعنت وإسكات المتعسف إفحاما أو إلزاما.
والرد على شبه المنصرين والمتنصرين بشأن الإسلام أمر مقدور عليه لمن آتاه الله علما واسعا بتاريخ النصرانية واليهودية وتاريخ أسفارهما المقدسة وما ألف في علم النقد العالي وعلم النقد النازل, وقل من يحيط علمه من إخوتنا المسلمين بدقائق هذا لذلك تجد أجوبة بعضهم باهتة مهلهلة لا تشفي غليلا ولا تنكي خصما وإن كان دليلا.
 
نعم سأعرض عليكم جوابها وكيف يكون لكن بعد فسح المجال لمن شاء المحاولة و لا عليه إن لم يجد فالأمر ليس اختبارا تنال به الدرجات ولكن الغرض التمرين والتدرب على البسيط من خزعبلاتهم للانتقال إلى الأعقد منها فالأعقد.
 
عمل جميل ومبارك . والشروع في تمارين عملية هي فككرة رائدة وأرجو أن تؤتي أكلها لنا جميعاً .
ما رأيكم أيها الفضلاء أن يكون كل تمرين في موضوع جديد ومستقل وفائدة هذا إن إفراد نقض كل الشبهة بموضوع مستقل يتضح لكل قارئ من أول وهلة، وهو أدعى لتحقيق الفائدة، بدلا من وجوده داخل موضوع لا يتضح لباقي القراء بمرورهم عليه.
ويمكن أن نجعل عنوان كل مشاركة بهذه الصورة : التمرين الأول : نقض لشبهة كذا ..
 
ضابط معنى الشبهة

ضابط معنى الشبهة

من خلال التتبع لكثير من الشبهات المسموعة أو المكتوبة يمكن أن نخلص إلى أن ضابط الشبهة هو:(أن يستغل مخالف بغير حق شيئاً من الشريعة الإسلامية وما ينسب إليها للصد عنه الإسلام أو لإدخال معنى باطل فيه )
وقد روعي في هذا الضابط المثير ومحتوى ما يُثِيرُه.

شرح الضابط:
يخرج بـ:(المخالف بغير حق) الجاهل المسترشد، والمستشكل بحق.

ويخرج بـ:( الشريعة الإسلامية) غيرها.

ويدخل في:(وما ينسب إليها) الصحابة رضي الله عنهم وأعلام الهدى والأماكن كالمساجد والمدن كالمدينة ومكة.

وفي جملة:(للصد عنها) إشارة إلى الهدف مما يفعله كثيرٌ من غير المسلمين كالمستشرقين والرافضة.

وفي جملة:(أو لإدخال معنى باطل فيها) إشارة إلى ما يقع غالباً ممن ينتسب للإسلام.
 
جزاك الله عنا وعن المسلمين خيراوأعانك شيخنا الكريم
ينهى بعض الأفاضل عن تعليم الناس الشبهات والرد عليها ، وذلك لأسباب منها :
* إن الشبهات لا تخطر على بال عامة المسلمين ولا خاصتهم ، وهي لا تخطر إلا على بال من في قلوبهم مرض ًولا ينبغي نشر هذا المرض !
* إن دعوة غير المسلمين من باب عرض الشبهة وتفنيدها والرد عليها ليس منهج الأنبياء عليهم السلام !
ويرد عندي على هذا الكلام الآتي :
* إن كان صحيحا أنه لا ينبغي مبادرة الناس بعرض الشبهة والرد عليها ، فإنه من الخطأ نهي الناس عن السؤال حول الشبهات ، ومن أعظم الخطأ أن لا يكون المجيب متمكنا من إجادة الجواب وما يتفرع عنه من أسئلة جديدة ، ومما يؤسف له أن نسمع أخوة تصدروا للجواب عن بعض الشبهات تكون إجاباتهم ضعيفة و مبتورة ، وكان خيرا لو أنهم توقفوا ولم يعجلوا في الإجابة إلى أن يتمكنوا من المسألة ويحكموا الجواب .
* لا شك عندي أنه من الخطأ دعوة غير المسلمين من باب الشبهات ، لكن هذا في حق من تبادره بالدعوة لا في حق من يبادرك منهم بالسؤال عن شبهة في دينك ، ولا ينبغي أن يراك السائل حائرا مترددا في سؤاله عاجزا عن جوابه !
وأرى في زمننا هذا أن أكثر فرص الدعوة إلى الإسلام تأتي من سؤال غير المسلمين عن شبهات تعرض لهم عن الإسلام ، وينبغي اغتنام أسئلتهم فرصة للدعوة إلى الله ، ويكون أول ما يبدأ الداعية به جوابه أن يشكر السائل على سؤاله ولا يحقره ولا ينكر عليه ، ويبلغه أن السائل كي يدرك الجواب ويفهمه لا بد من أن يستمع إلى تعريف قصير بدين الإسلام يبين له فيه أصوله وأركانه ومحاسنه وعلى رأس ذلك كله أنه دين التوحيد وأنه أوجب الإيمان بجميع الكتب والرسل ولا يتجاوز في ذلك التعريف خمس أو سبع دقائق ، ثم يشرع في جوابه عن الشبهة . وقد حدثني عدد ممن نهج هذا المنهج من الدعاة أن السائل في الغالب بعد ذلك تتضائل عنده أهمية سؤاله عن الشبهة ويشده التعريف الذي سمعه عن الإسلام أكثر ، ثم تتوجه أسئلته بعد ذلك إلى الكليات والأصول وتبدأ عنده دوافع الإستجابة في التحرك والنمو ..
 
أحسنت أخي
وهذا يطبقه عدد من الطلاب في جامعتنا مع غير المسلمين
وثمرته ممتازة
فأنت باستدراجه لمعرفة شبهاته
تفتح معه قناة للتعريف بالإسلام
وعلى هذا يكون التواصل مع غير المسلم للرد على شبهاته وسيلة لا غاية
 
هل هذا يصلح مثالا ؟


http://m.youtube.com/#/watch?v=k4WXY7fhtMM&feature=youtube_gdata_player&desktop_uri=%2Fwatch%3Fv%3Dk4WXY7fhtMM%26feature%3Dyoutube_gdata_player
 
عودة
أعلى