محمد الطاسان
New member
يلحظ المتابع لكتب الردود والجواب عن الشبهات -خصوصاً المعاصرة- التفاوت الكبير بين بعضها من عدة نواحٍ:
الناحية الأولى: من حيث مطابقة العنوان للمضمون فتجد لدى بعض الكاتبين انحرافاً غريباً عن عنوان البحث فمضمون البحث يسير في اتجاه وعنوانه يسير في اتجاه آخر.
وليس المقصود بالانحراف مطلق الاستطراد؛ فالاستطراد وفق الحاجة يُعد محموداً والانحراف وهو الخروج عن الموضوع يُعد مذموماً، وقد وقفت على دراسة علمية متخصصة عنوانها يسير في اتجاه ومضمونها يسير في اتجاه مغاير وإنما أوتي كاتبها من عدم تحديد إطار البحث وأهدافه.
الناحية الثانية: من حيث تحديد المعنى الذي تدور عليه الشبهة -وهذه الناحية أخص من الأولى-؛ فالعجلة والخلفية العالقة في ذهن الكاتب قد تجعله ينحرف من حيث لا يشعر عن معنى الشبهة الذي يريده مثيرها فيبدأ الكاتب يتحدث عن معنى مغايرٍ فلا ينكأ عدواً ولا يشفي قارئاً.
الناحية الثالثة: من حيث القوة والضعف فقد يُحدد الكاتب المعنى الذي تدور عليه الشبهة ولكن يكون جوابه ضعيفاً هزيلاً؛ وهذا يعود تارةً لكون الشبهة في فن لا يجيده الكاتب أو تكون في غير تخصصه، وتارةً تكون الشبهة متداخلة يحتاج الجواب عنها التمكن في عدة فنون فيعجز عن تفكيكها فضلاً عن نقضها والجواب عنها، وتارة يكون القصد مجرد الرد فقط فلا يهتم الكاتب بإتقان نقض الشبهة وتفنيدها.
الناحية الرابعة: من حيث الاختصار والتوسع وهذا يختلف باختلاف أحوال القراء فإذا كانت الكتابة لسائل خاص مسترشد فالغالب أن الاختصار له أفضل، وكذلك إذا كانت الكتابة موجهة لفئة محددة غير متخصصة في العلم الشرعي ولا تحتاج لأكثر من توضيح وجيز.
أما إذا كانت الكتابة موجهة للعموم من أصحاب الشبه والباحثين المختصين وغيرهم فهنا لابد من الإسهاب والتوسع في تفكيك الشبهة ونقضها وهذا ما يقلُّ حصوله.
هذه مجمل النواحي التي يقع فيها الخلل والضعف خصوصاً عند بعض الباحثين المعاصرين.
والكلام هنا عن مقام الكتابة وتحرير الأجوبة، أما مقام المناظرة والحوار فالأصل فيه الاختصار والبعد عن المواطن التي يجد فيها المخالف فرصته للحيدة أو التلبيس.
ومساهمة في التصحيح ورفع مستوى الكتابة في الردود ونقض الشبهات أحببت المشاركة في ذكر خطوات علمية في نقض الشبهات.
فإن لدراسة أي شبهة تثار حول الإسلام عموماً أو القرآن الكريم خصوصاً خطوات علمية دقيقة ومنطقية لنقضها وتفنيدها وبقدر السير عليها يتحقق بإذن الله المقصود من إبطال الشبه وإظهار الحق.
وقبل البدء بذكر خطوات نقض الشبهات أوصي بثلاث وصايا هامة في جانب الردود ومناقشة الشبهات:
الوصية الأولى: التخصص في موضوع محدد فهذا يعطي الباحث القوة العلمية، والقدرة على الحصر والإحاطة بالشبه المثارة حول الموضوع المحدد.
الوصية الثانية: لَمُّ المتناثر من الشبه وضم النظير إلى نظيره؛ فبعض المواضيع يتمالأ عليها مثيرو الشبه.
فالتخصص في موضوع محدد مع ضمُّ الشبه المتماثلة مع بعضها وتوثيقها من مصادرهم يحقق ثلاثة أهداف:
الهدف الأول: توفير الجهد والوقت للكاتب.
الهدف الثاني: تهميش مثيري الشبه؛ فإفراد كل واحد منهم بالرد رفع لشأنهم وهذا ما يصبو إليه بعضهم.
الهدف الثالث: إيجاد مرجع متكامل ومتخصص يفزع إليه الباحثون والمختصون ويكون عمدة في بابه.
الوصية الثالثة: أن حسن النية وإخلاص العمل لله تعالى هام جداً وأثره لا يخفى في تحقق المقصود ولكنه لا يكفي في جانب الردود ومناقشة الشبه بل لا بد من السير على خطى علمية دقيقة يأتي بيانها -إن شاء الله-.
الخطوة الأولى: التأني في قراءة الشبه وتكرارها سواء كانت الشبه في كتاب أو في مقالة وكلما كان الحجم أكبر لزم الباحث التأني وتكرار القراءة أكثر.
الخطوة الثانية: استخراج الشبه وحصرها وعدم استبعاد أو تجاهل أي شبهة.
الخطوة الثالثة: فرز الشبه وتصنيفها، والتصنيف والترتيب يختلف فلكل مقال ما يناسبه، ويجب على الباحث بذل قصارى جهده في تصنيف الشبه وترتيبها وإن لزم الأمر استشارة المختصين.
الخطوة الرابعة: قراءة الشبهة بتأني واستخراج نتيجتها فلكل من يثير شبهة هدف ونتيجة أو أكثر يريد الوصول إليها وغالباً ما تكون النتيجة واضحة وظاهرة.
ولا بد من التنبه إلى أن بعض الشبه تكون مركبة تركيباً مزجياً من عدة شبه، فيتحتم على الناظر إن يعيد النظر الكرة تلو الأخرى ليتأكد من كون الشبهة مركبة أو لا، فإن كانت مركبة فككها وجزَّءَها، ثم يكون النقد والتفنيد موجهاً لكل جزء من أجزاء الشبهة.
الخطوة الخامسة: بعد استخراج النتيجة أو الهدف -وربما يكون أكثر من نتيجة أو هدف- الذي يريده مثير الشبهة انظر وتأمل في الطريق والمنهج الذي سلكه للوصول إليها وهذا المنهج لا يخلو غالباً من الخلل العلمي والإجحاف.
الخطوة السادسة: إذا عرفت الطريق والمنهج الذي سلكه مثير الشبهة للوصول إلى ما يريده من النتائج والأهداف فهنا تبدأ الخطوة الأصعب في رد الشبهة ونقضها فكثيراً ما يحتاج بيان فساد هذا المنهج والطريق من إيضاح مسائل أو مصطلحات استغلها ولبّس بها مثيرُ الشبهة للوصول إلى ما يريده وهذا هو الاستطراد المحمود، والأفضل في هذه الحالة ما يلي:
الخطوة السابعة: جمع كل ما يُحْتاج بيانه وإيضاحه من مسائل أو مصطلحات تبيّن فساد المنهج والطريق الذي سار عليه مثير الشبهة للوصول إلى ما يريده.
الخطوة الثامنة: دراسة وترتيب هذه المسائل أو المصطلحات وجعلها كالتأصيل في مقدمة أو تمهيد مستقل قبل مناقشة الشبهات، وعند البدء في مناقشة الشبهات وتأتي الحاجة لبيان هذه المسائل أو المصطلحات المدروسة تتم الإحالة عليها.
الخطوة التاسعة: لابد أن تبيّنَ بعد مناقشة الشبهة حكمك عليها والنتائج التي ظهرت لك فإن كان في الشبهة تلبيس تذكره وتبينه، وإن كان فيها كذب واضح تذكره وتبينه، وإن كان فيها تكثر ومبالغة فاحشة تذكرها وتبيّنها وهكذا.
هذا مختصر ما لدي حول الموضوع وأتمنى من الأعضاء الكرام أن يثروه بما لديهم، ولعل فاضلاً يطرح تطبيقاً عملياً لشبهة مع بيان طريقة تفككها فيمتزج الجانب النظري مع الجانب العملي.
الناحية الأولى: من حيث مطابقة العنوان للمضمون فتجد لدى بعض الكاتبين انحرافاً غريباً عن عنوان البحث فمضمون البحث يسير في اتجاه وعنوانه يسير في اتجاه آخر.
وليس المقصود بالانحراف مطلق الاستطراد؛ فالاستطراد وفق الحاجة يُعد محموداً والانحراف وهو الخروج عن الموضوع يُعد مذموماً، وقد وقفت على دراسة علمية متخصصة عنوانها يسير في اتجاه ومضمونها يسير في اتجاه مغاير وإنما أوتي كاتبها من عدم تحديد إطار البحث وأهدافه.
الناحية الثانية: من حيث تحديد المعنى الذي تدور عليه الشبهة -وهذه الناحية أخص من الأولى-؛ فالعجلة والخلفية العالقة في ذهن الكاتب قد تجعله ينحرف من حيث لا يشعر عن معنى الشبهة الذي يريده مثيرها فيبدأ الكاتب يتحدث عن معنى مغايرٍ فلا ينكأ عدواً ولا يشفي قارئاً.
الناحية الثالثة: من حيث القوة والضعف فقد يُحدد الكاتب المعنى الذي تدور عليه الشبهة ولكن يكون جوابه ضعيفاً هزيلاً؛ وهذا يعود تارةً لكون الشبهة في فن لا يجيده الكاتب أو تكون في غير تخصصه، وتارةً تكون الشبهة متداخلة يحتاج الجواب عنها التمكن في عدة فنون فيعجز عن تفكيكها فضلاً عن نقضها والجواب عنها، وتارة يكون القصد مجرد الرد فقط فلا يهتم الكاتب بإتقان نقض الشبهة وتفنيدها.
الناحية الرابعة: من حيث الاختصار والتوسع وهذا يختلف باختلاف أحوال القراء فإذا كانت الكتابة لسائل خاص مسترشد فالغالب أن الاختصار له أفضل، وكذلك إذا كانت الكتابة موجهة لفئة محددة غير متخصصة في العلم الشرعي ولا تحتاج لأكثر من توضيح وجيز.
أما إذا كانت الكتابة موجهة للعموم من أصحاب الشبه والباحثين المختصين وغيرهم فهنا لابد من الإسهاب والتوسع في تفكيك الشبهة ونقضها وهذا ما يقلُّ حصوله.
هذه مجمل النواحي التي يقع فيها الخلل والضعف خصوصاً عند بعض الباحثين المعاصرين.
والكلام هنا عن مقام الكتابة وتحرير الأجوبة، أما مقام المناظرة والحوار فالأصل فيه الاختصار والبعد عن المواطن التي يجد فيها المخالف فرصته للحيدة أو التلبيس.
ومساهمة في التصحيح ورفع مستوى الكتابة في الردود ونقض الشبهات أحببت المشاركة في ذكر خطوات علمية في نقض الشبهات.
فإن لدراسة أي شبهة تثار حول الإسلام عموماً أو القرآن الكريم خصوصاً خطوات علمية دقيقة ومنطقية لنقضها وتفنيدها وبقدر السير عليها يتحقق بإذن الله المقصود من إبطال الشبه وإظهار الحق.
وقبل البدء بذكر خطوات نقض الشبهات أوصي بثلاث وصايا هامة في جانب الردود ومناقشة الشبهات:
الوصية الأولى: التخصص في موضوع محدد فهذا يعطي الباحث القوة العلمية، والقدرة على الحصر والإحاطة بالشبه المثارة حول الموضوع المحدد.
الوصية الثانية: لَمُّ المتناثر من الشبه وضم النظير إلى نظيره؛ فبعض المواضيع يتمالأ عليها مثيرو الشبه.
فالتخصص في موضوع محدد مع ضمُّ الشبه المتماثلة مع بعضها وتوثيقها من مصادرهم يحقق ثلاثة أهداف:
الهدف الأول: توفير الجهد والوقت للكاتب.
الهدف الثاني: تهميش مثيري الشبه؛ فإفراد كل واحد منهم بالرد رفع لشأنهم وهذا ما يصبو إليه بعضهم.
الهدف الثالث: إيجاد مرجع متكامل ومتخصص يفزع إليه الباحثون والمختصون ويكون عمدة في بابه.
الوصية الثالثة: أن حسن النية وإخلاص العمل لله تعالى هام جداً وأثره لا يخفى في تحقق المقصود ولكنه لا يكفي في جانب الردود ومناقشة الشبه بل لا بد من السير على خطى علمية دقيقة يأتي بيانها -إن شاء الله-.
خطوات نقض الشبهات
الخطوة الأولى: التأني في قراءة الشبه وتكرارها سواء كانت الشبه في كتاب أو في مقالة وكلما كان الحجم أكبر لزم الباحث التأني وتكرار القراءة أكثر.
الخطوة الثانية: استخراج الشبه وحصرها وعدم استبعاد أو تجاهل أي شبهة.
الخطوة الثالثة: فرز الشبه وتصنيفها، والتصنيف والترتيب يختلف فلكل مقال ما يناسبه، ويجب على الباحث بذل قصارى جهده في تصنيف الشبه وترتيبها وإن لزم الأمر استشارة المختصين.
الخطوة الرابعة: قراءة الشبهة بتأني واستخراج نتيجتها فلكل من يثير شبهة هدف ونتيجة أو أكثر يريد الوصول إليها وغالباً ما تكون النتيجة واضحة وظاهرة.
ولا بد من التنبه إلى أن بعض الشبه تكون مركبة تركيباً مزجياً من عدة شبه، فيتحتم على الناظر إن يعيد النظر الكرة تلو الأخرى ليتأكد من كون الشبهة مركبة أو لا، فإن كانت مركبة فككها وجزَّءَها، ثم يكون النقد والتفنيد موجهاً لكل جزء من أجزاء الشبهة.
الخطوة الخامسة: بعد استخراج النتيجة أو الهدف -وربما يكون أكثر من نتيجة أو هدف- الذي يريده مثير الشبهة انظر وتأمل في الطريق والمنهج الذي سلكه للوصول إليها وهذا المنهج لا يخلو غالباً من الخلل العلمي والإجحاف.
الخطوة السادسة: إذا عرفت الطريق والمنهج الذي سلكه مثير الشبهة للوصول إلى ما يريده من النتائج والأهداف فهنا تبدأ الخطوة الأصعب في رد الشبهة ونقضها فكثيراً ما يحتاج بيان فساد هذا المنهج والطريق من إيضاح مسائل أو مصطلحات استغلها ولبّس بها مثيرُ الشبهة للوصول إلى ما يريده وهذا هو الاستطراد المحمود، والأفضل في هذه الحالة ما يلي:
الخطوة السابعة: جمع كل ما يُحْتاج بيانه وإيضاحه من مسائل أو مصطلحات تبيّن فساد المنهج والطريق الذي سار عليه مثير الشبهة للوصول إلى ما يريده.
الخطوة الثامنة: دراسة وترتيب هذه المسائل أو المصطلحات وجعلها كالتأصيل في مقدمة أو تمهيد مستقل قبل مناقشة الشبهات، وعند البدء في مناقشة الشبهات وتأتي الحاجة لبيان هذه المسائل أو المصطلحات المدروسة تتم الإحالة عليها.
الخطوة التاسعة: لابد أن تبيّنَ بعد مناقشة الشبهة حكمك عليها والنتائج التي ظهرت لك فإن كان في الشبهة تلبيس تذكره وتبينه، وإن كان فيها كذب واضح تذكره وتبينه، وإن كان فيها تكثر ومبالغة فاحشة تذكرها وتبيّنها وهكذا.
هذا مختصر ما لدي حول الموضوع وأتمنى من الأعضاء الكرام أن يثروه بما لديهم، ولعل فاضلاً يطرح تطبيقاً عملياً لشبهة مع بيان طريقة تفككها فيمتزج الجانب النظري مع الجانب العملي.