خطأ لغوي مزعوم في سورة يوسف !!

عبدالرحيم

New member
إنضم
1 أبريل 2004
المشاركات
185
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
تطيل مواقع الإنترنت لغير المسلمين من ضرب الأمثلة على ما تزعم أنه أخطاء لغوية ( !!!!!! ) في القرآن الكريم.
بعد استقصائها ( من 35 موقعاً تنصيريا و( ليبرالياً !!! ) عربياً ) تم حصر 24 خطأً نحوياً و44 خطأً بلاغياً مزعوماً..

منها ما ورد في سورة يوسف: " فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ(15) ". حذفَ جواب لما، ولو حذف الواو ـ قبل كلمة (أَوْحَيْنَا) ـ لاستقام المعنى.

تخيلوا: غير المسلمين يقترحون على المسلمين حذف حرف من كتاب الله تعالى...
هل يهمهم كثيراً تصحيح الخطأ المزعوم ؟!


وجواب تلك الشبهة: هذا من الحذف البلاغي المعجز(1) إن حذف جواب " لما " هنا المراد منه تهويل وتفظيع ما حدث من إخوة يوسف ليوسف، بعد أن أذن لهم أبوهم بالذهاب به للعب معهم.
لذلك حذف جواب " لما " لتذهب النفس في تصوره كل مذهب، وحذف هذا الجواب فيه دلالة على طول ما حدث من إخوة يوسف ، وعلى غرابته وبشاعته.(2)

أما اقتراحم حذف " الواو " في " وأوحينا " ليستقيم المعنى خطأ جسيم؛ لأن " أوحينا " ليس جواب " لما "، وإنما معطوف على الجواب المقدر؛ لأن جواب " لمَّا " هو ما حدث ليوسف من إخوته، بمجرد خروجهم به من عند أبيهم وبعدهم عنه قليلا. ودليل ذلك هو العطف بالفاء في " فلما " لأنها تفيد الترتيب والتعقيب الفوري.


إخوتي: هذا يبين خطر ما قد يقع فيه بعض النحويين في دعوى الزيادة في القرآن الكريم، وما يسبب ذلك من طعون للكتاب العزيز.



حاشية
================================

1) قال الجرجاني في دلائل الإعجاز ص146: " هو بحث دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بياناً إذا لم تُبن ".
هذا الحذف لا تكاد تخلو منه سورة من سوره، ولا آية من آياته. وينتمي الحذف البلاغي إلى فن بلاغي حصر بعض العلماء جميع البلاغة فيه، وهو " فن الإيجاز " أي قلة الألفاظ مع كثرة المعاني.
2) انظر تفصيل ما تعرض إليه سيدنا يوسف من أذى على يد إخوته، في الكشاف للزمخشري2/424 وذكر غيره عدة أصناف أخرى من الأذى، كلها مراد وكلها مقصود؛ فالحذف البلاغي هنا مراده: إفادة التوسع في المعنى.


مع محبتي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً- جزاك الله خيرًا أخي الفاضل عبد الرحيم على طرق هذا الموضوع، الذي أعادني إلى الكتابة بعد أن أخذت عهدًا على نفسي ألا أكتب ثانية، وبعد أن طلبت حذف بعض المشاركات التي تخصني في هذا الملتقى، ومنها مقال تحدثت فيه عن سر دخول هذه الواو في قوله تعالى:{ وأوحينا إليه }، ورأيت أنه من واجبنا كمسلمين أن ندافع عن قرآننا، مع العلم أنه لا يطلب منا أن ندافع عنه، بقدر ما يطلب منا أن نتدبره- كما أمرنا الله سبحانه-حق التدبر؛ وإلا فما ينفع الدفاع شيئًا.
ثانيًا- استوقفني قولك:(( تخيلوا: غير المسلمين يقترحون على المسلمين حذف حرف من كتاب الله تعالى...))، وما أعقبه من سؤالك:(( هل يهمهم كثيراً تصحيح الخطأ المزعوم ؟! )).
جاء ذلك تعليقّا منك على قول صاحب كتاب( أكذوبة الإعجاز العلمي) تحت عنوان( تعليقات على القرآن):
(( منها ما ورد في سورة يوسف: " فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ(15 ) ". حذفَ جواب لما، ولو حذف الواو ـ قبل كلمة (أَوْحَيْنَا) ـ لاستقام المعنى )) .
والعبارة؛ كما وردت على لسان المؤلف وهو يعلق على الآية الكريمة:( فأين جواب لمّا ؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى ).
فهو يسأل:( فأين جواب { لما }؟ لأنه لم يجد لها جوابًا في الآية الكريمة، ثم يقول، وكأنه يجيب عن سؤاله:( ولو حذف ( الواو ) التي قبل { أوحينا }، لاستقام المعنى ).
ثالثًا- والحقيقة- التي نغمض أعيننا عنها حتى لا نراها، ونسد آذاننا نحوها حتى لا نسمعها- هي أنه ليس في سؤال هذا الخنزير النجس، وجوابه عما يسأل ما يثير الدهشة والاستغراب والتعجب. وهل أتى بشيء من عنده؟!
فما سأل عنه، وأجاب به كان علماء المسلمين قد سألوا عنه، وأجابوا بمثل جوابه، منذ أربعة عشر قرنًا، مع ملاحظة الفرق في التوجه بالسؤال، والقصد منه. ولو أنك رجعت إلى ما قاله علماء النحو والتفسير في هذه الواو وغيرها، لوجدتهم قد اختلفوا فيها على قولين:
القول الأول: أنها( زائدة ). أو:( صلة )، دخولها في الكلام، وخروجها منه سواء، وهو قول جمهور الكوفيين.
والقول الثاني: أنها واو العطف، وهو قول جمهور البصريين والمتأخرين، وتأولوا الآية الكريمة على حذف الجواب، وعدوا ذلك الحذف- كما تنقل أنت عنهم- من الحذف البلاغي المعجز.
وهذا القول الثاني ما هو إلا هروب من القول الأول، وفرار منه، وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار فهو عندي أشد خطرًا من القول الأول؛ لأنه يعطيهم الذريعة؛ ليطعنوا في قرآننا أكثر، وأكثر. وليت الأحباب الغيورين والمتحمسين أن يتأملوا هذا الكلام جيدًا من قبل أن يقذفوا فيقذوا، ولكم عبرة فيما قاله هذا الخنزير وأمثاله من الحاقدين في مقدمة كتابه( أكذوبة الإعجاز العلمي)، وفي فصل (الإعجاز اللغوي للقرآن) من ذلك الكتاب. اقرؤوا كلامه جيدًا، واستوعبوه، فستجدونه يعلم عن قرآننا أكثر مما نعلم نحن، ويعرف من أنَّى تؤكل الكتف، وفي إيِّ مكان يدس سمومه؟. فكيف نرد عليه، وعلى أمثاله، وبماذا ؟
اقرؤوا قوله في مقدمته يسأل:( لقد تحدى القرآن الكريم جميع البشر فلم يستطع أحد ان يقاوم ذلك التحدي.
والسؤال هو: ما هي شروط هذا التحدي؟ لا يعقل أن تتحدى شخصاً ما بأن يأتي بمثله دون أن تحدد الشروط، ودون أن تحدد " بمثله " في ماذا ؟ اللغة، الشرائع،...
مجرد سؤال:
هل الإعجاز في المعنى أم في بناء الجملة أم في النحو أم البلاغة أم أنه في جميعها؟
وهل هو خاص بالعربية وأهلها فقط أم أنه أيضاً قائم في حال الترجمة؟ )).
رابعًا- والآن اسألوا أنفسكم:
1- ما الفرق بين سؤاله وجوابه، وبين سؤال الفرَّاء وجوابه عند تفسير قوله تعالى:{ َلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ }(الصافات:103-104)، قال:” ويقال: أين جواب قوله{ فلما } ؟
وجوابها في قوله { وناديناه }. والعرب تدخل الواو في جواب{ فلما } و{ حتى إذا }، وتلقيها؛ فمن ذلك قول الله { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ }، وفي موضع آخر { وَفُتِحَتْ }، وكل صواب “.
وقوله:” وربما أدخلت العرب في مثلها الواو، وهي جواب على حالها؛ كقوله في أول السورة:{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ }، والمعنى والله أعلم: أوحينا إليه..“.
2- ثم اسألوا: ما الفرق بين قوله، وقول الطبري:” وقوله: { فلما ذهبوا به وأجمعوا } فأدخلت(الواو) في الجواب؛ كما قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى *** بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل
فأدخل(الواو) في جواب( لما )؛ وإنما الكلام: فلما أجزنا ساحة الحي، انتحى بنا، وكذلك:{ فلما ذهبوا به وأجمعوا }؛ لأن قوله:{ أجمعوا } هو الجواب “.
3- ثم اسألوا: ما الفرق بين قوله وقول الشيخ محي الدين الدرويش في كتابه( إعراب القرآن) حين وصف لنا قول الطبري والفراء، وأمثالهما بأنه قول جيِّد، لو ساعدت اللغة على زيادة الواو..
4- ثم اسألوا: هل في قول الدكتور فضل حسن عباس:” يرى الكوفيون أن الواو زائدة، والتقدير: فلما ذهبوا به، وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب، أوحينا إليه.. فالواو في{ وأوحينا } هي الزائدة عندهم.. ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد “.
ثم في قوله بعد ذلك:” إن حذف الجواب في مثل هذه المواضع، لم يأت عبثًا؛ وإنما هو أمر يقصده القرآن قصدًا “.
أقول: هل في هذا القول، وأمثاله ما يرد على تلك الشبهة المسمومة، ويسكت صاحبها، أم نحاول أن نبحث عن سر وجود هذه الواو في هذا المكان، الذي ترفض قواعد البصريين أن توجد في هذا المكان؛ لأنه جواب( لما )، والقاعدة التي وضعوها:( لا يجوز أن يقترن جواب الشرط بالواو ). وإلى هذا أشار النحاس بقوله عند تفسير آية الصافات، قال:” وجواب{ لما } محذوف عند البصريين. أي: فلما أسلما، سعدا، وأجزل لهما الثواب.. وقال الكوفيون: الجواب{ وناديناه }، والواو زائدة.. والواو من حروف المعاني فلا يجوز أن تزاد “.
فالقضية ليست قضية إعجاز؛ وإنما هي قضية قاعدة نحوية، وضعها النحاة البصريون، وتبعهم فيها المتأخرون، والمعاصرون.. ولو كانت قضية إعجاز، لما سمحوا لأنفسهم بأن يقولوا بزيادة كثير من الحروف في القرآن الكريم بحجة التأكيد، وهم لا يقولون ذلك إلا في المواضع، التي يتعذر عليهم فيها تقدير كلام محذوف، كقولهم لزيادة(لا) في قوله تعالى:{ ما منعك ألا تسجد }، ونحو ذلك كثير، لا يخفى على المشتغلين بعلم النحو والبلاغة والتفسير.
خامسًا- أنقول هذا، أو نقول ذاك؟؟؟ أم نقول: الواو ليست بزائدة، وليس الجواب بمحذوف؛ وإنما الجواب هو كما قال الفرَّاء{ أوحينا }؛ ولكن ليس على زيادة الواو..
ومعنى الآية الكريمة: أن الله سبحانه، لما أراد أن يطمئن يوسف- عليه السلام- ويؤنسه في وحشة البئر، بشَّره بما سيؤول إليه أمره. وقد تم ذلك في الوقت الذي ذهب به إخوته، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب، في هذا الوقت جاءته البشرى من ربه جل وعلا، والواو الجامعة هي التي دلت على هذا المعنى.. والدليل على ذلك:
أولاً- قوله تعالى في آخر السورة:{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ }(يوسف:102(.
ثانيًا- قوله تعالى:{ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ }(يوسف:70). فالجواب هنا هو قوله تعالى:{ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ }، وهذا لا يختلف عليه اثنان.
اسمعوا ما قاله الفرَّاء في تفسير هذه الآية الكريمة، قال:” وربما أدخلت العرب في مثلها الواو، وهي جواب على حالها؛ كقوله في أول السورة:{ فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ }، والمعنى والله أعلم: أوحينا إليه.. وهي في قراءة عبد الله:{ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ وجَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ }، وفي قراءتنا بغير واو. ومثله في الكلام: لما أتاني، وأثب عليه.. وكأنه قال: لما أتاني، وثبت عليه. وربما أدخلت العرب في جواب( لما ) ( لكن )، فيقول الرجل: لما شتمني، لكن أثب عليه؛ فكـأنه استأنف الكلام استئنافًا، وتوهم أن ما قبله فيه جوابه. وقد جاء في الشعر كل ذلك، قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى *** بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل .. “
ومثل ذلك ما قلته في جواب قوله تعالى{ فلما أسلما وتله للجبين }: قلت: الجواب هو قوله تعالى:{ وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا }، ولكن ليس على زيادة الواو. والدليل على ذلك:
أولاً- ما رواه الطبري عن عكرمة- رضي الله عنه- فقال:” حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين عن يزيد عن عكرمة، قوله:{ فلما أسلما وتله للجبين }، قال: أسلما جميعًا لأمر الله، ورضي الغلام بالذبح، ورضي الأب بأن يذبحه، فقال: يا أبت! اقذفني للوجه؛ كيلا تنظر إلي، فترحمني، وأنظر أنا إلى الشفرة، فأجزع؛ ولكن أدخل الشفرة من تحتي، وامض لأمر الله. فذلك قوله:{ فلما أسلما وتله للجبين }. فلما فعل ذلك { ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين“.
ثانيًا- ما حكاه الفخر الرازي عن المفسرين من قولهم:” لما أضجعه للذبح نودي من الجبل: أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا “..
وقلت لولا هذه الواو، التي جيء بها قبل فعل النداء، لتم ذبح إبراهيم- عليه السلام- لولده ، ولرأيتم دم إسماعيل- عليه السلام- يجري حتى الآن. ولكن الله سبحانه لما أراد أن يوقف هذا الذبح، أدخل الواو الجامعة على فعل النداء، فجمع بذلك بين الفعلين، بمعنى أن فعل{ وتله }، والفعل { ناديناه } قد وقعا في وقت واحد، ولولا هذه الواو، لم ينفع النداء شيئًا؛ لأن وقوعه سيكون بعد وقوع الذبح.. هذا هو سر الإعجاز البياني في هذه الواو!!! وشواهدي عليه من القرآن، ومن أقوال السلف.

{ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
 
الأخوة الكرام في هذا الملتقى العلمي الطيب

الأخوة الكرام في هذا الملتقى العلمي الطيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أحضر درسًا في إعراب القرآن للدكتور فخر الدين قباوة مدرس النحو والأدب في جامعة حلب فسمعت أحد الحضور يطرح عليه هذه المشكلة التي أثارها الأخ عبد الرحيم مع تعليق الأستاذ محمد عليها فكان جواب الدكتور على ذلك:
أن هذا الكلام لا علاقة له بإعجاز القرآن لأن جواب ( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب ) هو قوله تعالى ( وأوحينا إليه ) والواو زائدة للتأكيد. ثم ذكر أن القرآن يستعمل الحروف الزائدة كثيرا لأغراض بلاغية.. ومن هذه الأغراض البلاغية أن الحرف الزائد يقوم مقام تكرار الجملة كهذه الواو في قوله تعالى:( وأوحينا ).
فبدلاً من أن نقول: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه.. فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه.. فنكرر الجملة الشرطية نأتي بالواو الزائدة فنقول كما قال الله تعالى: ( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب وأوحينا إليه ). فقامت الواو الزائدة مقام تكرار الجملة مرة ثانية. وكذلك نقول في بقية الآيات... وهذا من بلاغة القرآن ..
هذا قول الدكتور ذكرته عنه بشيء من التصرف. وهو في رأيه الجواب العلمي المقنع لأولئك الملحدين والمارقين والمعادين للإسلام. وأما ما أجيب به من كلام لا يصلح أن يكون جوابًا.
ولما كان الدكتور فخر الدين لا يقبل النقاش لأنه يتبنى قضية الحروف الزائدة في القرآن ويعلل لوجودها بمثل هذه التعليلات رأيت أن أطرح رأيه على الإخوة المهتمين بتفسير القرآن وعلومه لعله يلقى صدى عندهم..
 
إلى الأخ الفاضل : محمد بن إسماعيل عتوك وفقه الله :

شكر الله لك غيرتك على كلامه جل وعلا

ولكن : أعتقد انك هولت من الأمر وركبت مركبا لم تؤمر به بل نهيت عنه

كوننا نرد ما تكلم به أهل اللسان وننسف القواعد التي عليها نحتكم من أجل أن غيرنا ممن لا يحسنون لساننا ولا لغتنا يفهمون منه شيئا لا نريده = أعتقد أن هذا خوف وخنوع وخضوع ولقد تذكرت وأنا أقرأ كلامك قول الله تعالى لنبيه ومصطفاه " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير "

فليست القضية أن نبحث لأقوالنا أمورا يقتنع بها المخالف على حساب هدم المرتكزات التي قامت عليها ألسنة العرب

والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة

وأما النقاش بيننا - أهل الإسلام - فالكلام محسوم وسيدور على ما خرج به الأوائل
ةالسؤال : هل في لغة العرب حروف زائدة ؟ وما فائدتها ؟

وإذا كان الجواب يالإثبات ولاشك ونصوص العلماء لا أعتقد انها خافية عليك

والقرآن نزل بهذه اللغة وعندهم أن هذه الحروف لها معانيها ودلالاتها إذا لماذا نعترض على نزول القرآن بهذه اللغة ؟

فزيادة ( لا ) مثلا في مواضع كثيرة كقوله تعالى " ألا تسجد ) وقوله ( ألا تشركوا به شيئا ) وقوله ( لا أقسم بيوم القيامة ) وغيرها
وزيادة (ما ) كقوله تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) وقوله ( فبما نقضهم ميثاقهم ) وقوله ( وإذا ما أنزلت سورة ) وغيرها كثير
وغير ذلك من الحروف

وكذلك حرف ( الواو ) بعد ( لما ) ثبت أنها تزاد بدلالة شعر العرب وكلامهم فما المانع من اعتبار هذا القول والاعتماد عليه ومدرسة البصريين ليست وحدها من يمثل لغة العرب بل المدارس غيرها كثير وعليه فمن استدل لكلامه بلغة العرب فقد احتج بحجة قائمة

أما الفائدة من زيادة الحروف ؟ فلا عجب ولا غرو ألا يتذوق هؤلاء المستشرقون معانيها وجمالها ففاقد الشيء لا يعطيه وغير الصيرفي لا يفرق بين الذهب والنحاس

أما نحن العرب فدلالتها تهز الأشجان وبراعة سبكها ونظامها تشنف الآذان ، وأعظم جمال لها هو وضوح التأكيد وتكرار الكلام ولولا أني أحس أنك في غنى عن ذكر كلام المفسرين حول فائدة التأكيد في الحروف الزائدة لنقلتها لك

وعليه يا أخي : فإن كنت فهمت مقالتك على وجهها فلا أرى باعثا لهذا العطن

المقرئ
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

ليتك يا أخي المقرىء وفرت نصائحك لنفسك، وتركت الناس وشأنهم إلى مناقشة ما يطرحون من أفكار تقوم على الحجة والبرهان. وهل هناك أعظم حجة وبرهانًا من تفسير القرآن بالقرآن، وأقوال الصحابة والتابعين، وأقوال من يعتد بآرائهم من المفسرين ؟ وهل هذا هو المركب المنهي عنه الذي ترى أن الأستاذ محمد إسماعيل ركبه ؟؟؟
لو كنت مقرئًا حقًّا- كما تسمي نفسك- لقرأت ما طرح من أفكار، وتدبرته كما أمرك الله تعالى حق التدبر- ولأرحت نفسك من إلقاء هذا الخطاب الإنشائي علينا. والعجب منكم تأخذون ببعض الأقوال، وتنسفون قول جمهور العلماء، ثم تتهمون غيركم بالطعن في السلف وأقوالهم دون تبصر وروية.
وكان يجدر بك يا أخي أن تناقش هذا القول الذي أتى به الأخ عبد القادر يثرب في تفسير الآية الكريمة، وأن تحتج له بالقرآن وأقوال السلف لتقنع الناس بأنه القول الصحيح الذي لا غبار عليه، ثم تسقط غيره من الأقوال دون أن تتعرض لشخص القائل بغض النظر عمن هو ومن يكون.
وأما بخصوص ما تدعيه من قولك:(( والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة.
وأما النقاش بيننا - أهل الإسلام - فالكلام محسوم وسيدور على ما خرج به الأوائل
فالسؤال: هل في لغة العرب حروف زائدة ؟ وما فائدتها ؟
وإذا كان الجواب يالإثبات ولاشك ونصوص العلماء لا أعتقد أنها خافية عليك.. إلخ ))
، فمن قال لك إن هذه القضية محسومة؟ ))
وإذا كانت القضية محسومة في نظرك فقط، فلماذا لم تسأل الطبري إمام المفسرين؟ كيف تقول يا إمام في ردك على من قال بزيادة الواو في قوله تعالى ( وفتحت أبوابها ): وغير جائز أن يكون في كتاب الله زائد.. ثم تقول بعد هذا بزياد الواو في قوله:( وأجمعوا ) على أنه جواب ( لما ) ؟؟؟
ولماذا لم تسأل إمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني: كيف خرجت يا إمام على قول من قال بزيادة الواو من العلماء، وقلت: إن جواب لما محذوف، وأن حذفه من إعجاز القرآن ؟؟؟
ولماذا لم تسأل الإمام فخر الدين الرازي: كيف تقول يا إمام: إن القول بزيادة حرف من القرآن لا يجوز. وكيف تنكر وجود الزيادة في القرآن مع أنها قضية مسلم بها ؟؟؟
ولماذا لم تسأل جمهور البصريين والتابعين والمعاصرين من أئمة علماء النحو والتفسير، والذين يقولون بزيادة الحروف في القرآن ولغة العرب ويعللون لزيادتها بالتأكيد دون الكوفيين: لماذا قلتم: إن الواو هنا حرف عطف، وإن جواب لما محذوف ؟؟؟
ولماذا لم تسأل الدكتور فضل حسن عباس: كيف ترد يا دكتور فضل على الكوفيين قولهم بزيادة الواو، ثم تقول:” ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد.. إن حذف الجواب في مثل هذه المواضع، لم يأت عبثًا؛ وإنما هو أمر يقصده القرآن قصدًا “.
وهناك الكثير من الأسئلة التي كان ينبغي عليك أن تسألها لنفسك أولاً من قبل أن تسأل غيرك، ومن قبل أن تقرر ما تقرر، وتقول ما تقول.
أليس الأجدر بنا أن ندع الناس وشأنهم ونكتفي بمناقشة ما يطرحون من أفكار، وما يأتون به من أدلة وبراهين.. ؟؟؟ أليس هذا أجدى وأنفع للجميع.
والمسألة المثارة هنا هي: حول الواو في قوله تعالى: ( وأوحينا إليه ). ونحوها. وهذه الواو:
1- إما أن تكون زادة في جواب لمَّا.. وهو قول الكوفيين، ويسميها الفراء صلة. ومعنى الصلة عنده: أن دخولها في الكلام وخروجها منه سواء. ووافقه الطبري. وهذا يعني أنها ليست للتوكيد لأن التوكيد من مصطلح البصريين.
2- وإما أن تكون عاطفة، أو حالية، والجواب محذوف.. وهذا قول جمهور البصريين والتابعين والمعاصرين.
3- وإما أن لا تكون زائدة، ولا عاطفة أو حالية.
فإذا كانت زائدة، فما الدليل على زيادتها؟؟؟
وإن كانت عاطفة.. والجواب محذوف، فما الدليل على ذلك ؟؟؟
وإذا لم تكن زائدة، ولا عاطفة، فما الدليل على ذلك ؟؟؟
هذا ما ينبغي أن يعرف، ويترجح أحد هذه الأقوال بما يعتمد عليه من دليل بغض النظر عن قائله من هو ومن يكون. وأعظم الأدلة وأقواها هو القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم أقوال الصحابة والتابعين، ثم أقوال الأئمة من المفسرين الذين يعتد بأقوالهم.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ونور بصائرنا، فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
 
يا أخي : سليمان هداك الله :

أعجب من قولك ( ليتك وفرت النصيحة لنفسك )

فما هكذا أمرت بمن أدى لك النصيحة أن ترد عليه هكذا فكل منا يحتاج إلى النصيحة والتعالي والتكبر ليس من شيم المؤمن وإن كنت من أهل القرآن فماهذه أخلاقهم مع من نصحهم

وقولك هداك الله : ( لو كنت مقرئًا حقًّا- كما تسمي نفسك )

لست مقرئا وإنما تسميته تشبها بالإمام المقرئ المعروف وهو لقب فقط

وأما القضية فيحق لي أن أقول لك ( رمتني بدائها وانسلت )

أظن أنك لم تقرأ ما كتبت وإنما رددت لما رأيت اسم ( المقرئ )

فما تنادي به أنادي به أنا

فالخلاف يا فاضل بين أكابر أهل العلم إذا القضية محسومة من حيث أن الخلاف معتبر ولا يحق لأحد أن يتشنج على الآخر وإذا كنت بهذه النبرة فدونك الآيات المشكلة والخلاف الطويل الذي أصله إما لغوي أو فقهي أو أصولي إلى غير ذلك من أسباب الخلاف أعلن على رؤوس الأشهاد وقل الرأي ما أرى

وأنا أرد عليك بما كتبته سابقا :

لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه

أرجو أن تكون فهمت وأما كلامك فلن أعلق عليه وأرجو أن تتأمله بعد فترة من الهدوء لتجد أنك كررت كلام الأخ محمد قبلك

والله يتولاك

المقرئ
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

دعك من كلام العجزة هذا أيها المقرى، ولا تتحدث عن أخلاق أهل القرآن، فما نطق به لسانك في خطابك الرنان، وما ينطق به الآن من كلام لا يدل على أنك من أهل القرآن، وها أنت تعترف بلسانك أنك تتشبه بهم في الإسم فقط. وكيف تكون منهم وأنت تستخف بمن هو أعلم منك، وتفتري على الله الكذب، حين تؤيد القول بوجود الزيادة في كلام الله سبحانه؟؟؟
ومن أنت حتى تغلق بابًا للاجتهاد قد فتحه الله لعباده إلى يوم القيامة؟؟؟ ألم تسمع قول الله تعالى:( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )؟؟؟ فإن كنت قد رضيت أن تكون من أهل الخضوع والخنوع ممن سلبهم الله العقل والفهم والتدبر، فكيف تسمح لنفسك أن تفرض ذلك على من هم أعلم منك، ثم تصف غيرك بأوصاف لا تليق إلا بأمثالك ؟؟؟
فإذا كنت من أهل القرآن حقًّا، وتتخلق بأخلاقهم، فدعك من قذف الناس أولاً، وأجب عن الأسئلة المطروحة أمامك.. فمن حقك وحق كل إنسان أن يناقش فكرة لم تعجبه، أو يعترض على كلام قد يجزم بأنه خطأ، وأن يثبت بالدليل والبرهان خلافه.. ولكن ليس من حقك أن تعلم الناس كيف يفكرون، وماذا يقولون.. وإذا كنت لا تفهم ما يقولون، ولا تحسن مناقشته، فليس الذنب ذنبهم، وإنما هو ذنبك..
وأدعوك أخيرًا إذا أردت أن تتكلم أن تنظف لسانك قبل أن يقذف بما يسيء إليك قبل أن يسيء إلى غيرك. وأن تدعو بالهداية لنفسك، لأن غيرك قد هداه الله بعد أن كان ضالاً مثلك.. وتذكر أن الجزاء بمثله، فإن عدت سيكون الجزاء مضاعفًا..
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله !!!
 
تكرار غير مفيد ، وعدم قبول للنصيحة ، ولا حول ولاقوة إلا بالله

صدقني يا أخي سليمان :

أنني منذ سنتين تقريبا وأنا أدخل في مثل هذه المنتديات لأجل أن أجد أمثالك الذين لم أجدهم في واقعي = ذلك أنني أريد أن أعود نفسي على سماع مثل هذا الخطاب وإن كان فيه تجن أو ازدراء لي

وبفضل من الله أنني أحرص كثيرا على وزن ألفاظي وعباراتي حتى لا تخرج بمثل مقالك هذا والذي سيأتي أيضا

فتكلم بما تشاء فكل شيء مسجل ومحاسب عليه والمرء خصيم نفسه وعند الله تلتقي الخصوم

وعليه فعبارتك هذه ( فإن عدت سيكون الجزاء مضاعفًا. ) لست ممن يخاف مثل هذا لأنني أعرف قدر نفسي جيدا

وكما قلت : ( لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه )

والله يتولاك

المقرئ
 
أخي الفاضل الشيخ سليمان

أخي الفاضل الشيخ سليمان

لا تعبأ بهذا المقرىء وبما يقول، ولا تشغل نفسك به وبأمثاله، ولا تضيع وقتك في الرد عليهم. فوالله لا يستحقون مني ومنك ردّاً لولا تطاولهم على من شهد له كل منصف في هذا الملتقى بإبداعه، وفي مقدمتهم الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري.
وتأكد أنك لن تسمع منهم سوى جعجعة، ولا ترى طحناً.. ولذلك لا تأمل منه أن يرد على سؤال من الأسئلة المطروحة عليه، وليس في جعبته سوى تكرار قوله:(( لا تستطيع أنت ولا غيرك ولا من بعدك ولا من قبلك أن تحصر الحق برأيك وتطلب مصادرة الخلاف فمن استدل بلغة العرب وأقوال المفسرين لا يمكن أن ترد عليه بقولك إنه يفهم منه كذا وكذا لذا لابد أن نخبأه ونستره ونرده ولا نرتضيه أي عقلية هذه )).
وكأن هذا هو مصدر خلافك معه. لقد نسي قوله في خطابه:
(( أعتقد انك هولت من الأمر وركبت مركبا لم تؤمر به بل نهيت عنه ))
ثم قوله:
(( أعتقد أن هذا خوف وخنوع وخضوع ولقد تذكرت وأنا أقرأ كلامك قول الله تعالى لنبيه ومصطفاه " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير )).
(( والقضية في نظري محسومة ما دام الكلام بيني وبينك وأما هؤلاء المستشرقون فبالله عليك لا تفسد المقال بذكرهم فوالله لقد تعجبت كثيرا لدخولهم في معضلات لا يحسنونها ومن البدهي أن يخرجوا بنتائج مغلوطة )).
هذا الكلام لا يقوله إلا كل من رضي لنفسه أن تكون للشيطان مركباً، ولأولئك المستشرقين الذين يتحدث عنهم.. وليس هناك من هو أعظم سوءاً ممن يكون جاهلاً، ثم يتهم غيره بالجهل، وممن يخضع ويخنع، ثم ينعت غيره بالخنوع والخضوع، وممن يطعن في كلام الله سبحانه، ثم يتهم من ينزه القرآن الكريم من الزيادة بأنه يطعن في أقوال السلف، ويخاطبه بهذا الخطاب الذي ينم عن جهل صاحبه وحقده وكراهيته لكل من يدافع عن القرآن ضد أعداء القرآن !!!
لقد مر هذا المقرىء بكل الأقوال التي ذكرها أستاذنا الفاضل محمد إسماعيل، والتي ذكرتها له أنت يا أخي سليمان، وبخاصة القول الأخير الذي ذكره الأخ عبد القادر، والذي لم يقل به إلا جاهل مهما بلغت درجته العلمية.. نعم لقد مر بكل هذه الأقوال، وكأنه عمي عنها فلم يبصرها.. حتى قول مولانا الدكتور الشيخ فضل حسن عباس، لم يره ولم يسمع به، وأعني قوله:( يرى الكوفيون أن الواو زائدة، والتقدير: فلما ذهبوا به، وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب، أوحينا إليه.. فالواو في{ وأوحينا } هي الزائدة عندهم... ولا شك أن في هذا القول خروجًا عن الصواب، وجرأة على كتاب الله، وابتعادًا بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد“.
أرأيت كيف يخرج هؤلاء عن الصواب.. ويتجرؤون على كتاب الله.. ويبتعدون بالآية الكريمة وبالنظم المحكم عن المعنى المراد، أرأيت كيف يعبثون بكلام الله سبحانه، فيزعمون أن الواو قامت مقام تكرار الجملة الشرطية، فبدلاً من أن يقال:
(( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه.. فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب أوحينا إليه ))..
يقال اختصاراً؛ كما قال الله تعالى:(( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يلقوه في غيابة الجب وأوحينا إليه )). فتكون الواو زائدة في الجواب، قائمة مقام تكرار الجملة مرة ثانية.. ثم يزعمون بعد هذا العبث أنهم يدافعون عن القرآن ضد من ينزه القرآن من ذلك العبث الذي لا ينطق به العامة من الناس، ويتجاهلون، أو يجهلون أن كلام الله الخالق الذي أعجز الثقلين من الإنس والجن عن أن يأتوا بمثله، أو بسورة من مثله، لا يؤول بهذا التأويل الغريب الذي يدل على عجز صاحبه عن إدراك سر الإعجاز في هذه الواو !!!
وهذا القول الذي يصف هؤلاء وأمثالهم بالخروج عن الصواب، والجرأة على كتاب الله تعالى، والابتعاد بالآية وبالنظم المحكم عن المعنى المراد.. ليس هو قول الأستاذ محمد إسماعيل، وليس هو قولك، ولا قولي، ولكنه قول شيخ جليل مشهود له بالعلم والفضل والتقى من القائمين على إدارة هذا الملتقى، ومن كل من عرفه، وقرأ له.
وقد جاء توجيه هذا العالم الجليل للآية الكريمة بتوجيه جمهور البصريين والمتأخرين الذين يقولون بحذف الجواب في هذه الآية وأمثالها، ويرفضون القول بزيادة الواو؛ لأنها من حروف المعاني، كما قال النحاس.
ثم جاء توجيه الأستاذ محمد إسماعيل- كما بينه ووضحه- بأن الجواب ليس محذوفاً؛ وإنما هو قوله تعالى:( وأوحينا )، والواو ليست زائدة ولا عاطفة، وإنما هي واو الجمع، وسر وجودها أنها جمعت بين وقوع حدثين في وقت واحد: إجماعهم على إلقاء أخيهم في غيابة الجب، وإيحاء الله تعالى له.. واستشهد على ذلك بقوله تعالى في السورة نفسها:{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ }(يوسف:102)، مع ما ذكر فضيلته من شواهد... فأي خطأ في هذا يا مقرىء؟؟؟ أهذا هو المركب الذي ركبه، ولم يؤمر به، بل نهي عنه؟؟؟ ما هذا الكلام يا مقرىء، ألا ترعوي، وأنت الذي تقول:
(( وبفضل من الله أنني أحرص كثيرا على وزن ألفاظي وعباراتي ))؟؟؟
ألم تعلم أن هذا المعنى للواو ذكره ابن جني في كتابه الخصائص تحت عنوان(باب خلع الأدلة) ، فقال:( ومن ذلك واو العطف؛ فيها معنيان: العطف، ومعنى الجمع. فإذا وضعت موضع مع، خلصت للاجتماع، وخلعت عنها دلالة العطف؛ نحو قولهم: استوى الماء، والخشبة ).
فدلت الواو هنا على الجمع بين حدثين: استواء الماء، واستواء الخشبة، وكذلك الواو في الآية الكريمة دلت على الجمع بين حدثين وقعا في وقت واحد. وهذا ما فسرته بعد ذلك الآية الكريمة التي أشرت إليها. وهذا ما فصَّل القول فيه الأستاذ محمد إسماعيل جواباً على أحد استفسارات الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري على مقاله الممتع والرائع( سر دخول الواو على جواب حتى إذا ) في قوله تعالى:(حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها ) الموجود في هذا الملتقى.
فهل سمعت بمثل هذا الكلام ؟؟؟ وهل وصل بك علمك إلى مثل هذه المرتبة من الفهم لآيات الله تعالى؟؟؟ وهل سمعت بما دار من حوار حول القول بزيادة( لا ) في قوله تعالى:( لا أقسم بيوم القيامة ) الموجود على هذا الرابط ؟؟؟ أم أنك- كما يقال- عدو لما تجهل ؟؟؟
فحسبي الله فيك، ونعم الوكيل عليك!!!
 
عودة
أعلى