خطأ الوصل بين [همت به] و [وهم بها]

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
هَمَّت به ... وهَمَّ بها:
تَجَنَّب أن تصل (هَمَّتْ به) ب (وهَمَّ بها) عند تلاوتك هذه الآية:
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ}
إنك إذا وصلتَ (هَمَّتْ به) ب (وهَمَّ بها) فإن المعنى أن يوسف عليه قد هَمَّ بفعل الفاحشة مع امرأة العزيز، وهذا باطل.

وقد ذكر بعض المفسرين كالطبري وغيره أن الهم بالفاحشة قد وقع من يوسف إلا أن ذلك التأويل يبطله شهود وشواهد عدول عدة ذكرها الشيخ العلامة سعيد الكملي منها:

الشاهد الأول: شاهد لغوي (لولا).
قال الله عز وجل : {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ}
إن جواب (لولا) محذوف مفهوم مما قبلها وتقديره (لولا أن رأى برهان ربه هم بها)
إن (لولا) أدة شرطية يمتنع فيها الجواب لوجود الشرط، أي أن (الهَمَّ بها) قد امتنع ولم يحدث لوجود (البرهان) الذي رآه.

الشاهد الثاني: الشاهد من أهلها:
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ}.

الشاهد الثالث: زوج امرأة العزيز قال:
{قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}

الشاهد الرابع: شهادة يوسف عليه السلام لنفسه: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي}، وقوله: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}


الشاهد الخامس: النسوة
{قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}

الشاهد السادس: امرأة العزيز، وتأملوا قولها (فاستعصم):
{وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}.

الشاهد السابع: الله عز وجل
{كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}

الشاهد الثامن: إبليس لعنه الله:
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}(ص82-83).

الشاهد التاسع: إن الأنبياء إذا زلوا فإنهم يسارعون فيستغفرون الله مما زلوا:
فهذا نوح عليه السلام:{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (هود٤٧)
وهذا داود عليه السلام:
{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩} (ص٢٤)
وهذا موسى عليه السلام:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص١٥).

وقد ذُكِرَت قصة يوسف تامة ولم يرد فيها استغفار يوسف عن ذنب اقترفه، فلو كان عليه السلام زَلَّ وهَمَّ بالفاحشة، أو حَدَّثَته نفسه بالهَمَّ لسارَع واستغفر، وهذا لم يحدث مما يؤكد أن الهَمَّ بالفاحشة لم يحدث، ولم تُحَدِّثْه به نفسه.
نقلا بإيجاز عن فيديو للشيخ سعيد الكملي
راجع فيديو الشيخ سعيد الكملي على هذا الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=a33wMMHUAhc
مع تصرف كبير.
د. محمد الجبالي
 
لا ضرورة للاستغفار من الهم.
"من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة"
(صحيح البخاري) (8/ 103)
 
قال تعالى

{كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}

الله سبحانه وتعالى قال أنه من صرف الفحشاء عن يوسف عليه السلام، وذلك بحضور العزيز في ذلك الوقت تحديدا (لولا أن رأى برهان ربه) .
ولم يقل أن يوسف عليه السلام هو من صرف الفحشاء عن نفسه، رغم إعتراضه فى بداية الإغواء، (معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى)

وإذا بالأساس لم يهمّ بها يوسف، فما فائدة قول الله تعالى أنه صرف الفحشاء عنه؟

ثانيا فى آية أخرى إستجار يوسف عليه السلام بالله مرة أخري ليصرف عنه النسوة حتى لا يصبو إليهن أى "يميل إليهن ويتابعهن على ما يُرِدن منه ويهوَيْن"
قائلا :
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
صدق الله العظيم
 
قال ابن عباس : حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن ، وعنه : استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه . وقال سعيد بن جبير : أطلق تكة سراويله . وقال مجاهد : حل السراويل حتى بلغ الأليتين ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته .
 
هَمَّت به ... وهَمَّ بها:
تَجَنَّب أن تصل (هَمَّتْ به) ب (وهَمَّ بها) عند تلاوتك هذه الآية:
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ}
إنك إذا وصلتَ (هَمَّتْ به) ب (وهَمَّ بها) فإن المعنى أن يوسف عليه قد هَمَّ بفعل الفاحشة مع امرأة العزيز، وهذا باطل.

وقد ذكر بعض المفسرين كالطبري وغيره أن الهم بالفاحشة قد وقع من يوسف إلا أن ذلك التأويل يبطله شهود وشواهد عدول عدة ذكرها الشيخ العلامة سعيد الكملي منها:

الشاهد الأول: شاهد لغوي (لولا).
قال الله عز وجل : {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ}
إن جواب (لولا) محذوف مفهوم مما قبلها وتقديره (لولا أن رأى برهان ربه هم بها)
إن (لولا) أدة شرطية يمتنع فيها الجواب لوجود الشرط، أي أن (الهَمَّ بها) قد امتنع ولم يحدث لوجود (البرهان) الذي رآه.

الشاهد الثاني: الشاهد من أهلها:
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ}.

الشاهد الثالث: زوج امرأة العزيز قال:
{قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}

الشاهد الرابع: شهادة يوسف عليه السلام لنفسه: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي}، وقوله: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}


الشاهد الخامس: النسوة
{قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}

الشاهد السادس: امرأة العزيز، وتأملوا قولها (فاستعصم):
{وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}.

الشاهد السابع: الله عز وجل
{كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}

الشاهد الثامن: إبليس لعنه الله:
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}(ص82-83).

الشاهد التاسع: إن الأنبياء إذا زلوا فإنهم يسارعون فيستغفرون الله مما زلوا:
فهذا نوح عليه السلام:{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (هود٤٧)
وهذا داود عليه السلام:
{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩} (ص٢٤)
وهذا موسى عليه السلام:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص١٥).

وقد ذُكِرَت قصة يوسف تامة ولم يرد فيها استغفار يوسف عن ذنب اقترفه، فلو كان عليه السلام زَلَّ وهَمَّ بالفاحشة، أو حَدَّثَته نفسه بالهَمَّ لسارَع واستغفر، وهذا لم يحدث مما يؤكد أن الهَمَّ بالفاحشة لم يحدث، ولم تُحَدِّثْه به نفسه.
نقلا بإيجاز عن فيديو للشيخ سعيد الكملي
راجع فيديو الشيخ سعيد الكملي على هذا الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=a33wMMHUAhc
مع تصرف كبير.
د. محمد الجبالي
عندنا أهل القراءات الوقف على (وهمت به) حسنٌ وقال بن الجزري "وإن بلفظ حسن فقفْ ولا تبدا بما بعده"
لكن الوقف على "وهم بها" أقبح من القبيح
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
السلام عليكم،
بدلا من تطويع القراءات لتناسب الفكرة ،
لماذا لا نستنبط نصائح جميلة مفيدة من تلك المواقف:

- مثل أن الله تعالى يحفظ من يحفظه.
- مثل أنه إذا تعرض شاب مؤمن لغواية عليه أن يستنجد بالله تعالى أن ينجيه، وأن يغادر المكان فورا، ولو كان السجن، لأفضل له من إرتكاب الزنا لأنه يعد من الكبائر .
 
قال ابن عباس : حل الهميان وجلس منها مجلس الخاتن ، وعنه : استلقت على قفاها وقعد بين رجليها ينزع ثيابه . وقال سعيد بن جبير : أطلق تكة سراويله . وقال مجاهد : حل السراويل حتى بلغ الأليتين ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته .
كتب التفسير كما هو معروف فيها الاثار الثابته والضعيفة والمكذوبة ، ومثل هذه الاثار غيبيه (لابد من رفعها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) ،حتى وان لم يصرح الصحابي بذلك ،وعليه لابد من التثبت لتضمنها الكذب على الانبياء عليهم السلام ، وصحابة رسول الله.

والله اعلم
 
السلام عليكم،
بدلا من تطويع القراءات لتناسب الفكرة ،
لماذا لا نستنبط نصائح جميلة مفيدة من تلك المواقف:

- مثل أن الله تعالى يحفظ من يحفظه.
- مثل أنه إذا تعرض شاب مؤمن لغواية عليه أن يستنجد بالله تعالى أن ينجيه، وأن يغادر المكان فورا، ولو كان السجن، لأفضل له من إرتكاب الزنا لأنه يعد من الكبائر .

في رايي من المهم أن نقوم بالتفرقة بين ماذا حدث بالضبط والفهم الصحيح للاية(نحتاج هنا لعلوم القران) ، وبين التطبيق الواقعي في حياتنا والاستفادة القصوى من الايات.

والله اعلم
 
السلام عليكم،
بدلا من تطويع القراءات لتناسب الفكرة ،
لماذا لا نستنبط نصائح جميلة مفيدة من تلك المواقف:

- مثل أن الله تعالى يحفظ من يحفظه.
- مثل أنه إذا تعرض شاب مؤمن لغواية عليه أن يستنجد بالله تعالى أن ينجيه، وأن يغادر المكان فورا، ولو كان السجن، لأفضل له من إرتكاب الزنا لأنه يعد من الكبائر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما فهمت أختي بما تعنين من كلامكِ فالقراءات وجدت لتبيان التفسير وليس للتطويع النفس على تفسير معين
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
يجب أن يسير التفسير إلى جانب تنزيه الأنبياء الكرام عما لا يليق ، ونسبة الهم الى يوسف يحمل التهمة وأن هناك موانع دنيوية لولاها لفعل الفاحشة لأن الهم قد قربها منه وهو عزم ونية والنية تحمل دلالة سوء الباطن وهذا لا ينبغي ، او ان سبب تراجعه لخشيته من الخلق كالقول بأنه رأى العزيز خلف الباب.
والأقرب للصواب أنه (رأى برهان ربه) رؤيا انبأته بما سيكون منها وهذا الفهم متسق مع طبيعة السورة التي حذق فيها يوسف في تأويل الرؤى وشكل تأويله للرؤى وجاء ووسيلة اكرمه الله بها وشكلت نقاط مفصلية في حياته وكانت كلها تأتي لصيغة (رأيت) (أراني) (رأى).
الرؤيا الأولى : رؤيا خاتمة مسيرته بسجود الاحد عشر كوكب والشمس والقمر.
الرؤيا الثانية : رؤيا تعرض امرأة العزيز له بالمراودة فاعد نفسه للهروب من هذه الحالة فقد قميصه من دبر.
الرؤيا الثالثة : رؤيا صاحبي السجن.
الرؤيا الرابعة : رؤيا الملك للسبع بقرات والسبع سنبلات.
وهكذا فإن تلك المواضع كانت منعطفا هاما في حياة يوسف عليه السلام، ولم تكن مجرد رؤى عادية ، وموضع المراودة من اشد المواضع وطئا على القارئ فكيف بالنبي الكريم؟؟
ونحن نعلم أن الرؤى صورة من صور الوحي الذي يرسل الله به الى انبياءه علم الغيب والحاضر والامر والنهي ، فالتوجيه المتسق مع السورة ومع حال عناصر القصص كاملا هو أن برهان ربه هو رؤيا أخبرته فتهيأ لما سيحصل.

وسبق ان رددت على ذلك في موضع آخر :

ولقد همت به : حصل منها الهم والرغبة في الفاحشة

وهم بها لولا أن رأى برهان ربه : لم يحصل منه الهم لتحقق رؤيته للبرهان فكان وجاءً من الانجراف والهم.

أما قوله " أصب إليهن " فلم تحصل منه الصبوة لأنه دعا الله فأجابه وصرف عنه الكيد :

قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)

فربط انقياده لكيدهن وصبوته لهنَّ بتخلي الله عنه وتركه بلا تأييد ولاهداية ولا حفظ ، وأقرّ لربه أن السجن هو أحب إليه من الصبوة لفاحشة ولكن كيدهن عظيم ويتطلب إجابة دعوته وحفظه من نجاح هذا الكيد ، وهذا يدل على أن العبد يجب أن يتعلق بالله ويتهم نفسه ويسأل ربه الثبات والحفظ والهداية يتضرع اليه بضعف نفسه ويركن الى ربه.

وهذا مؤشر بشرية الرسل فهم يجوز منهم الانحراف والخطأ ولكن سمو أنفسهم وتعلقهم بالله كان سبب اصطفاء الله لهم دون سواهم فلا ينبغي ان نثبت بشريتهم باتهامهم في نواياهم واعراضهم حتي نبرر بشريتهم فيكفيهم تضرعهم لله لاثبات بشريتهم وجواز شعورهم بما يشعر به كل الخلق ولكن ارتباطهم بالله والالتجاء اليه بصدق واحسان جعل من الله لهم ظهيرا ومجيباً.

ولنراجع مواضع شبيهة استخدمت فيها "لولا" كحرف امتناع لوجود ، واستخدمت لنفي احتمال وقوع الأمر :
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:43]
فلم يحصل منهم التضرع لقسوة قلوبهم (امتنع التضرع لوجود القسوة)


لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [الأنفال:68]
فلم يمسهم العذاب العظيم لأن كتاب من الله سبق (امتنع العذاب لوجود الكتاب)


قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ [هود:91]
(فامتنع الرجم لوجود الرهط)


وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا [الإسراء:74]

(فامتنع الركون إلى الكفار لوجود التثبيت)

واخيراً:
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24]
(فامتنع الهمّ لوجود ورؤية البرهان من الله )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما نقل عن بعض السلف بخصوص هم يوسف عليه السلف ليس مسلما، ولعل أرجح الأقوال في ذلك ما قرره صاحب تفسير البحر المحيط أبو حيان رحمه الله تعالى.

وقد سبق لي أن آثرت هذه المسألة في تحقيق لقاعدة من قواعد التفسير.

ودونكم الرابط للفائدة:

تحقيق القول في القاعدة التفسيرية:" فهم السلف للقرآن حجة يحتكم إليه لا عليه":


https://vb.tafsir.net/tafsir36263/#.XDFKgdiEy1s
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما فهمت أختي بما تعنين من كلامكِ فالقراءات وجدت لتبيان التفسير وليس للتطويع النفس على تفسير معين
والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين



السلام عليكم أخ باسل،
إنما قصدت قول د.محمد الجبالى فى بداية مقالته :
هَمَّت به ... وهَمَّ بها:
تَجَنَّب أن تصل (هَمَّتْ به) ب (وهَمَّ بها) عند تلاوتك هذه الآية:

وجدت مقالة مهمة عن الفصل والوصل فى الرابط أدناه :

وفد مصطلح "الفصل والوصل" إلى البلاغة قادماً من علم القراءات، وبعدما مرّ بفترة عدم استقرار على يد من سبق الجرجاني، استقر على يديه، ولكنه تشعب وتعدد على يد اللاحقين، وما تشعب منه يدور حول مضمون المصطلح الأصلي، مصطلح "الفصل والوصل" لذا لم نجد ضرورة للأخذ بما عداه.

http://www.darululoom-deoband.com/arabic/magazine/tmp/1326692150fix4sub4file.htm
 
عودة
أعلى