ختام ءاية ..

إنضم
25/12/2016
المشاركات
15
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مصر
قال الحق سبحانه وتعالى في سورة لقمان :
{ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } ... لقمان ، ءاية (28)
ما سِرّ ختام الآية بأنه سبحانه سميع بصير ، مع أن المقام يقتضي قدرته جل وعلا ..؟؟
 
ذلك أن الموتى لا يسمعون ولا يبصرون قبل الخلق ولا قبل البعث فلما خلق الله آدم (النفس الواحدة) خلق في ذات الخلق أنفس العباد حتى قيام الساعة وهنالك اخذ الذرية وأشهدهم على (أنفسهم) ثم أنه تعالى عند البعث يأمر بالصور فينفخ فيتحقق البعث للخلق في آن واحد كنفس واحدة.
فإن كان الخلق لا يسمعون ولا يبصرون قبل الخلق والبعث فإنه جل وعلا سميع بصير وهو وحده من يسمع الموتى ويعيد ابصارهم.
 
جزاك الله خيرا اخ عدنان.
يعني سياق الموت والبعث ، وحالتهم هو ما اقتضى ذكر صفتي السمع والبصر ..
 
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
" وقوله: " إن اللّه سميع بصير " أي هو سميع لأقوالهم بصير بأفعالهم، كسمعه وبصره بالنسبة إلى نفس واحدة، كذلك قدرته عليهم [جميعهم] كقدرته على نفس واحدة، ولهذا قال تعالى: " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " الآية ".
 
سميع بكل المسموعات كأنها مسموع واحد، بصير بكل المبصرات كأنها مبصر واحد؛ كذلك الخلق كأنه متعلق بمخلوق واحد، وكذلك البعث. ويحتمل: نعم ستبعثون كأنكم بنفس واحدة، سميع لما تقولون وبصير بما تعملون فأجازيكم وفق ما قدّمتم، ويكون المعنى تأكيد للبعث والحساب والجزاء. ويحتمل أيضا: ألا تنظر يا من يسأل عن البعث إلى نفسك؟ إنك وأنت مخلوق تسمع مسموعات كثيرة وترى مبصرات متعددة دفعة واحدة، فكيف بالسميع البصير؟
 
وبنحوه قال:

- الزمخشري: " " إِلاَّ كَنَفْسٍ واحدة " إلا كخلقها وبعثها ، أي : سواء في قدرته القليل والكثير ، والواحد والجمع ، لا يتفاوت ، وذلك أنه إنما كانت تتفاوت النفس الواحدة والنفوس الكثيرة العدد : أن لو شغله شأن عن شأن وفعل عن فعل ، وقد تعالى عن ذلك " إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ " يسمع كل صوت ويبصر كل مبصر في حالة واحدة ، لا يشغله إدراك بعضها عن إدراك بعض ، فكذلك الخلق والبعث ".

- أبو حيان: " سميع كل صوت ، بصير كل مبصر في حالة واحدة ، لا يشغله إدراك بعضها عن بعض ، فكذلك الخلق والبعث ".

- النيسابوري: " تعلق قدرته بمقدور واحد كتعلقها بمقدورات غير محصورة لأن اقتداره [ جل جلاله ] لا يتوقف على آلة وعدة وإنما ذلك له ذاتي يكفي فيه الإرادة . ثم أكد ذلك بأن سمعه يتعلق في زمان واحد بكل المسموعات ، وكذا بصره بكل المبصرات من غير أن يشغله شيء عن شيء ".

* كما علل الآلوسي الحكمة من كون الفاصلة في إثبات صفتي السمع والبصر لله تعالى، مع أن السياق سياق قدرة؛ لسبب النزول.. على تفصيل بسطه في روح المعاني.

بينما عللها ابن عاشور بأنها: " واقعة موقع التعليل لكمال القدرة "؛ أي إن العرب يؤمنون بأن الله تعالى يتصف بكمال السمع والبصر، فجعلت الآية إيمانهم ذاك كمقدمة منطقية تؤول إليها نتيجة: (كمال القدرة).
 
عودة
أعلى