خاطرة في قول الحق جل وعلا ( واعفُ عنّا واغْفِر لنا وارْحَمْنا)

إنضم
10/05/2012
المشاركات
1,360
مستوى التفاعل
37
النقاط
48
الإقامة
جدة
الموقع الالكتروني
tafaser.com
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين وآله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

يقول جل جلاله:


{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة:286]

ففي هذه الليلة المباركة وصلنا في ختمة رمضان المعظم لخواتيم سورة البقرة فاستوقفتني الآية عند قوله تعالى (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا)


فألفيتها من أعظم الأدعية واجلها ، والتراتبية في العفو والمغفرة فالرحمة متقنة ووضاءة للمؤمنين مرشدة لهم لطريق الولاية والنصر فأنت أيها المؤمن تدعو فتقول:


واعف عنا : أي ارفع ربنا بمنك وإحسانك ما استحقيناه من العذاب لقاء ذنوب اذنبناها وكتب علينا، فكيف يطلب طالبٌ الجنة وعليه دين من العذاب مدون في كتابه لقاء كبيرة او ذنب او جرم اقترفه ؟ فحق عليه طلب العفو أولاً من الله جلت قدرته العفو الغفور تبارك اسمه ، رفع المستحق من العذاب أولاً هو مطلب كل مؤمن ومن المعصوم من الذنوب الموجبة للعقوبة ؟ لا أحد.


واغفر لنا : أي إمحُ بفضلك ربنا ما دوِّن علينا من ذنوب وسيئات اقترفناها وصارت في موازين اعمالنا ولو لم يكتب بها عقوبة في الدنيا والآخرة


وارحمنا : أي اسبغ علينا ربنا رحمتك حين رفعت عنا ما كتب علينا من عذاب ومحوت بكرمك ما بكتبنا من سيئات فلا دخول لبشر جنتك ربنا استحقاقا بل برحمة منك ، فاشملنا الهنا العظيم وربنا الكريم برحمتك لتدخلنا في رضوانك.


فأصبحت : اعف عنا (ارفع العذاب المستحق علينا في الدنيا والآخرة ) واغفر لنا ( امحو ما دون علينا من ذنوب) وارحمنا ( ثم اشملنا برحمتك لنكون أهلا لدخول جنتك)


ولا شك أن ذلك اتى بعد ان أرشدنا الغفور الرحيم لما نقوله لرفع مؤاخذته عما نحدث به أنفسنا ، وقادنا ودلنا جل وعلا على طريق الرحمة مرورا بالعفو والمغفرة وصولا لها ولرضوانه فرفع للعقوبة ثم مغفرة للذنوب فرحمة ربانية وذلك هو طريق النصر ، فيقول في آخر الآية (انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) فبالعفو والمغفرة والرحمة نحوز ولاية الله جل وعلا ، فنستحق النصر على عدونا بتأييده جلت قدرته وتعالت ذاته لأوليائه فهذه وصفة الولاية بالسعي للعفو الله وغفرانه ورحمته فبها تتحقق الولاية بقدرة الله ولطفه وكرمه


اللهم لك الحمد عدد ما أحطت وعدد ما خلقت وما أنت خالق من الأزل إلى الأزل ، اللهم نسألك أن لا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا ، اللهم ربنا لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به ، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين


وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
 
الفاضل عدنان ، جزاك الله خيرا وأحسن إليك ، وتقبل الله منا جميعا الصيام والقيام
جاء في لسان العرب : " وأَصل الغَفْرِ التغطية والستر. غَفَرَ الله ذنوبه أَي سترها؛ والغَفْر: الغُفْرانُ. "
مع فائق التقدير والاحترام
 
احببت ان اضيف ان من مدلولات الرحمة بعد الدعاء كما ورد يارب ارحمنا اي رب لاتجعلنا نعود للذنب ثانية ويسر لنا تجنبه فيصبح المعنى رب اعف عنا فلاتعذبنا بالذنب واغفر لنا فلاتترك للذنب اثرا يؤثر على قلبنا وعملنا وارحمنا اي فباعد بيننا وبينه بع المشرق والمغرب
تقبل مني اضافتي اخي الكريم
 
اخي الحبيب عبدالكريم عزيز
اسعدك الله في الدارين وتقبل منك كل عملك
شكر الله لك على اثرائك اللغوي الجميل واضافتك الغنية

اخي الحبيب اورهان عادل
شكر الله لك وبارك فيك على اضافتك ، ونحو ذلك ايضا يقول ابن كثير رحمه الله
 
عودة
أعلى