خاطرة حول آيات في سورة الشعراء

إنضم
25/08/2010
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
الآيات هي قول الله عزوجل(((الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ))) الذي لفت نظري في الآيات أن كل آية وردت فيها الضمير (هو) إلا الآية (((وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ))) ثم بحثت عنها فوجدت كلاما قيما لابن الزبير الغرناطي في (ملاك التأويل) أحببت أن أنقله هنا بنصه قال رحمه الله(والجواب: أن أمر الإماتة والإحياء لا مطمع فيه لأحد بخلاف أمر الإطعام والسقي، إذ قد يتوهم من ضعف نظره أن ذلك مما تصح فيه النسبة لغيره تعالى إذ يقال: أطعمني فلان وسقاني، ويسبق إلى الوهم الاستقلال، وإنما ذلك على المجاز، ولا يقال أمات فلان فلاناً أو أحياه إلا ويسبق إلى الوهم ما الأمر عليه من المجاز، فلما كان أمر الإماتة والإحياء ونسبة ذلك إليه تعالى مما لا يخفى على أد لم يحتج إلى الضمير، واحتيج إليه فيما قبل لرفع الإيهام، إذ مفهومه أنه هو لا غيره يطعمني ويسقيني، فاحتيج إلى (هو) هنا ليحرز ما ذكرنا، ولم يحتج إليه في قوله: (((وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ))) لأنه لا يتوهم (أن) غيره يفعل ذلك، فجاء كل على ما يجب ويناسب).
 
جميل ما ذكره صاحب كتاب ملاك التأويل ولكن،،،
يشكل على هذا التعليل ما ذكره الله عن الملك الذي حاج إبراهيم في ربه حيث قال الملك (أنا أحيي وأميت) والإشكال هو أن هناك مَن توهم قضية الإماتة والإحياء وهو مخالف لما ذكره صاحب التعليل،،،
فهل هذا الإشكال في محله أو لا؟
وشكر الله لكم.
 
إنما قال الملك لإبراهيم عليه السلام ما قاله مكابرة وعنادا لا ذكرا لحقيقة الأمر ولهذا عدل اخليل عليه السلام عن مجاراته في ذلك إلى أمر لا يستطيعه قطعا لحجته وإبطالا لدعواه ، والباطل أخي الكريم لا حكم له فاستشكالك كلام ابن الزبير الغرناطي غير وارد .
قال الطاهر ابن عاشور : وقد عدل إبراهيم عن الاعتراض بأنّ هذا ليس من الإحياء المحتجّ به ولا من الإماتة المحتجّ بها ، فأعرض عنه لِمَا علم من مكابرة خصمه وانتقل إلى ما لا يستطيع الخصم انتحاله ، ولذلك بُهت ، أي عجز لم يجد معارضة .
 
فائدة أُخرى

فائدة أُخرى

ما دام الموضوع في فوائد الآية،
فتأمل كذلك قوله {وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}
لم ينسب عليه السلام فعل الإمراض إلى الله بخلاف سائر الأفعال (خَلَقَنِي، يَهْدِينِي، يُطْعِمُنِي، يَسْقِينِي، يَشْفِينِي، يُمِيتُنِي، يُحْيِينِي)، مع أنه سُبحانه هو المُقدر للمرض، وذلك تأدبا منه مع الله، واجتنابا لنسبة الشر إليه سبحانه
كما في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم " والخير كله في يديك والشر ليس إليك "
والله أعلم
 
نعم أخي الحبيب بارك الله فيك وقد ورد أيضًا مثلُ هذا على لسان إبراهيم عليه السَّلام لكن في موضع آخر في سورة إبراهيم كما في قوله تعالى ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(إبراهيم : 36)
فنسب الضلال للأصنام كذلك ، وهذا من باب الادب مع الله عزَّ وجل
والله أعلم
 
عودة
أعلى