خاتم سليمان في تفسير القرآن : قراءة حِجاجية للدكتور خالد الجديع

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,318
مستوى التفاعل
127
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
يروم الحجاج Argumentation بوصفه باباً رئيساً من أبواب النظرية التداولية التوغل باتجاه المناطق القصية في النص؛ لفحصها وفق آليات ومفاهيم أثبتت فاعليتها في مواجهة الخطاب ومعالجته، وإذا كانت الحكمة ضالة المؤمن فإن توظيف تلك القواعد في الدرس الديني مكسبٌ ينبغي استثماره، بعيداً عن العبارات التي تكرر في ذم الكلام وأهله، ذلك أن مثل هذه العبارات لم ترد عن سيد البشر، وإنما عن أقوام - إن أحسنا الظن فيهم - قلنا: إن ملكاتهم قصرت بهم عن هضم كثيرٍ من المسائل المنطقية العويصة؛ ولذا اتجهوا إلى الذم زاعمين أن فهم الدين لا يحتاج إلى القواعد البرهانية، ولا جدوى من معرفة مصطلحات منطقية من قبيل: الاقتضاء - اللازم - الاتجاه...إلخ، مع أن الإلمام بها - من وجهة نظري - بالغ الأهمية؛ لأنها تكوِّن الأرضية الأساسية المتفق عليها في أي نقاش علمي.
لن يروم الدرس الحجاجي في هذه المقالة تسليط الضوء على النص المشكل من زاوية الحجاج البلاغي الذي يمثله برلمان ولا من زاوية الحجاج الإدماجي الذي يمثله ديكرو؛ ذلك أننا لن نعنى في هذه السطور بالبحث عن المناويل وأنواع الحجج والأقطاب التلفظية، مما هو غير مجدٍ عند التعامل مع القصة التي سنذكرها، وإنما ستتوجه المقاربة صوب الحجاج التولميني (نسبة إلى تولمين) الذي يهتم بالكشف عن المستويات المنطقية ودرجات إقناعها.
على أن الفحص المنطقي لا ينبغي أن يكون هو المناص الوحيد عند معالجة النصوص التي تحفها القداسة، إذ لا بد من التسلح بخلفية دينية تذود عن النص حمأة الجرأة عليه دون دليل، وتحميه من نزق العجلة في إطلاق الأحكام دون تدبر.
أحسب أن هذه المقدمة ضرورية لهذه المقالة التي سأقف فيها عند تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} (34) سورة ص.
أورد ابن كثير ما نصه: «قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وغيرهم: يعني شيطانا « الخطورة هنا تكمن في كون هذا التفسير وما يندرج تحته من قصة هذا الشيطان روي عن أئمة كبار لهم باع طويل في كشف معاني القرآن، ولو كان الأمر منسوباً إلى كعب الأحبار أو إلى وهب بن منبه اللذين شهرا برواية الإسرائيليات مع عدم التدقيق في مضامين تلك القصص، لكان الأمر أقل ألماً.
قبل مواجهة القصة منطقياً، أشير إلى أن ابن كثير ذكر أن ما سأورده من أحداث في هذه المقالة روي عن حبر الأمة وترجمان القرآن بسند قوي، وتحت عبارة بسند قوي خط بل خطوط - كما يقول أهل التربية والتعليم - وإليك القصة كما جاءت في تفسيره دون أي تغيير:
حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالوا: حدثنا أبو معاوية أخبرنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أراد سليمان أن يدخل الخلاء فأعطى الجرادة خاتمه - وكانت الجرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه - فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها: هاتي خاتمي. فأعطته إياه، فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين، فلما خرج سليمان من الخلاء قال لها: هاتي خاتمي. قالت: قد أعطيته سليمان، قال: أنا سليمان. قالت: كذبت، لست سليمان، فجعل لا يأتي أحداً يقول له: أنا سليمان إلا كذبه، حتى جعل الصبيان يرمونه بالحجارة. فلما رأى ذلك عرف أنه من أمر الله - عز وجل -. قال: وقام الشيطان يحكم بين الناس، فلما أراد الله أن يرد على سليمان سلطانه ألقى في قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان، قال: فأرسلوا إلى نساء سليمان فقالوا لهن: أتنكرن من سليمان شيئاً؟ قلن: نعم إنه يأتينا ونحن حيَّض، وما كان يأتينا قبل ذلك، فلما رأى الشيطان أنه قد فُطِن له ظن أن أمره قد انقطع، فكتبوا كتباً فيها سحر وكفر، فدفنوها تحت كرسي سليمان، ثم أثاروها وقرؤوها على الناس، وقالوا: بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم، فأكفر الناس سليمان - عليه السلام - فلم يزالوا يكفرونه, وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فأخذته، وكان سليمان يحمل على شط البحر بالأجر، فجاء رجل فاشترى سمكاً فيه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم؛ فدعا سليمان فقال: تحمل لي هذا السمك؟ فقال: نعم. قال: بكم؟ قال بسمكة من هذا السمك، قال: فحمل سليمان - عليه السلام - السمك، ثم انطلق به إلى منزله، فلما انتهى الرجل إلى بابه أعطاه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم؛ فأخذها سليمان فشق بطنها، فإذا الخاتم في جوفها فأخذه فلبسه. قال: فلما لبسه دانت له الجن والإنس والشياطين، وعاد إلى حاله، وهرب الشيطان حتى دخل جزيرة من جزائر البحر؛ فأرسل سليمان في طلبه، وكان شيطاناً مريداً؛ فجعلوا يطلبونه ولا يقدرون عليه، حتى وجدوه يوماً نائماً؛ فجاؤوا فبنوا عليه بنياناً من رصاص، فاستيقظ فوثب، فجعل لا يثب في مكان من البيت إلا أنماط معه الرصاص قال: فأخذوه فأوثقوه وجاؤوا به إلى سليمان، فأمر به فنُقِر له تخت من رخام، ثم أدخل في جوفه، ثم سد بالنحاس، ثم أُمِر به فطرح في البحر، فذلك قوله»: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَينَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} (34) سورة ص. «قال: يعني الشيطان الذي كان سلط عليه.
انتهت القصة عند هذا الحد وأعتذر للقارئ عن بعض الهنات الأسلوبية الواردة في نص الحكاية، فقد أوردتها كما جاءت في تفسير ابن كثير دون تدخل مني في صياغتها، وأشير هنا إلى أن ابن كثير لم ينفرد دون سائر المفسرين بإيراد هذه القصة، بل شاركه أئمة عظام كالطبري والقرطبي وغيرهما، وإن اختلفت بعض التفاصيل:كالحديث عن أن الجني لم يُقبض عليه إلا حين كان في حالة سكر إثر شربه من البئر التي أمر سليمان أن ينزح ماؤها، ويوضع بدلاً منه خمر؛ حتى يتمكن جنود سليمان من إلقاء القبض على هذا المارد إذا فارق صحوه.
إن هذه القصة تثير مطراً من الأسئلة، التي لن أجيب عنها، وإنما سأترك للقارئ ذلك، في شكل من أشكال الامتحان التولميني لمنطقية القصة:
س1 - كيف يجعل الله ما منَّ به على نبيه سليمان من قدرات لا يعود إلى منحة ربانية، وإنما إلى خاتم يُلبَس وتزول بخلعه كل تلك المنن؟!
س2- ما دام أن للخاتم كل هذه المعجزات، فكيف يستأمن سليمان زوجه عليه، ألا يخشى أن تلبس الخاتم، وتكون هي الملكة؟!
س3- ما الذي جعل امرأة سليمان تجزم أن زوجها الذي خرج من الخلاء ليس سليمان مع أنه لا يشبهه فحسب، وإنما يماثله تماماً، ألم تشك في الأمر؟!
س4- عندما يدَّعي المرء - على سبيل المثال - أنه المهدي المنتظر، سيتعرض لسخرية الناس؛ لأنهم لا يعرفون شكل المهدي، لكن شكل سليمان معروف لدى كل من حوله، فلم يرمه الصبيان بالحجارة، ووجهه وجه سليمان الذي يعرفون؟!
س5- إن كان الله أراد أن يعاقب نبيه بسبب ذنب اقترفه، فما ذنب رعية سليمان حتى يسلط عليهم جنياً يحكمهم بغير ما شرع الله؟!
س6- هل من المقبول أن يسلط الله هذا الجني على نساء سليمان؛ فيعبث بشرفهن وينام معهن، بل يتمكن من جماعهن؟!
س7- ألم تستنكر نساء سليمان من هذا الجني إلا كونه يجامعهن وهن في حالة حيض؟!
س8- ألا يمكن أن يصل الخاتم إلى سليمان بعد أن تاب الله عليه إلا بطريقة دراماتيكية، لا تقل عجائبياً عن بقية أحداث القصة؟!
س9- حين استعاد سليمان خاتمه عاد إليه ملكه، فما الذي يجعله لا يستطيع الإمساك بذلك الجني إلا حينما يكون في حالة سكر؟!
س10- هل شرب الخمر يؤثر على الجن فيذهب عقولهم، كما يؤثر على الأنس؟!
أسئلة لا تنتهي، ومع كل سؤال يولد سؤال، لكني اكتفي نظراً إلى طبيعة حجم المقالة الصحفية بهذا العدد من التساؤلات، لأعود مرة أخرى إلى الأئمة الكبار الذين انطلقت منهم هذه الرواية وإلى كتب التفسير المحترمة التي وردت فيها هذه القصة، وأقول لهم: أمثل هذا يليق؟!
هذه القصص وأمثالها لا ينبغي إيرادها أبداً تحت أي مبرر، بل ينبغي أن تمزق من تلك الكتب، ولو كانت شيئاً ذا جسد لدعوت إلى قصفها بكل قنابل الدنيا من أجل تدميرها، وإلغائها تماماً، إن وجودها يسيء لكل المسلمين، ويعطي انطباعاً بأنهم كالبهائم لا عقول لهم.
لا تقل بعد ذلك: إنها إسرائيليات؛ فهذه الحكايات أخطر على الناشئة من الأفلام الإباحية التي تهدم الأخلاق؛ لأن إعادة بناء الأخلاق شيء ممكن، أما هذه القصص فتهدم العقيدة، وتقلب عقل المراهق لو قرأها رأساً على عقب.
لا مجال للتساهل هنا تحت أي مسوغ، ولذا فإني أدعو المهتمين بعلوم التفسير إلى تكوين فريق بحثي يقوم بتنقية تلك المدونات مما علق بها، ولا يكتفي هذا الفريق بالتعليق على القصة فقط، وإنما يقوم بعمل تهذيب لتلك التفاسير، يكون هو المعتمد، حتى يبقى الاطلاع على المدونات الأصلية محدوداً، ومقتصراً على النخبة التي يمكن أن تفهم أبعاد الموقف.


المصدر : جريدة الجزيرة السعودية
السبت 24 ذي الحجة 1435هـ


ما تعليق أهل التفسير على هذه المقالة ؟
 
سند قوي (درجة اقل من الصحيح ) ، مع نكاره شديده في المتن ، ( فمتن القصه ) لايليق الا باحد الوضاعين الكذابين فكيف ينسب مثل هذا القول لحبر الامه ، لمن دعى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كيف ينسب مثل هذا القول للصحابه ، لا اشك في وضع هذا التفسير ونسبته المريبه لابن عباس ، بطريقه ما كما وضع في الكتب كثير من الاحاديث المكذوبه والموضوعة على الرسول صلى الله عليه وسلم . ، ولو كان مصدر هذه القصه الاسرائيليات ، فالكل يعرف موقف ابن عباس رضي الله عنهما الواضح الصريح )(في البخاري ) في التعامل مع ماعند اهل الكتاب من العلم .

و اؤيد قول صاحب المقالة تماما ..
هذه القصص وأمثالها لا ينبغي إيرادها أبداً تحت أي مبرر، بل ينبغي أن تمزق من تلك الكتب
 
بسم الله الرحمن الرحيم
فلمكانة ابن عباس وصحة ماذهب اليه ومتابعة المفسرين له، التزم الاجتهاد الترجيحي بدل الانكار الكلي، ويجاب على ما استنكر:
فعن الاول والخامس:بانه غير مسنكر ولامستبعد في سنة الله في خلقه ربط الاسباب بالمسببات، وابتلاء من شاء بما شاء.
وعن الثاني: فللحاجة لذلك وبدهي ان يعطى الخاتم للصاحب بالجنب، وكان يفعله توقيرا لاسم الله.
اما الجواب عن الثالت و الرابع: فقد جاء عن ابن عباس: ان الله القى عليه شبه، فاشتبه على زوجه ورعيته.
وعن السؤال السادس والسابع: فقد جاء عن مجاهد: ومكنه من جميع الملك الامن نساء سليمان.
اما التاسع و العاشر: فقد جاء عند ابن عطية انه امر به سليمان فسيق اليه، فيمكن ترجيحه على غيره، وبعد فهي تفصيلات وزيادات لا تؤثر في القصة.
وذهب ابن عطية الى ان قصة الجني: اصح الاقوال وابينها معنى.
والله أعلم
 

ذكر ابن كثير في تفسيره:
"إسناده إلى ابن عباس قوي ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس -إن صح عنه-من أهل الكتاب، وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه السلام فالظاهر أنهم يكذبون عليه ولهذا كان في السياق منكرات من أشدها ذكر النساء فإن المشهور أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان بل عصمهن الله منه تشريفاً وتكريماً لنبيه صلى الله عليه وسلم، وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف، كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة آخرين وكلها متُلقًّاة من قصص أهل الكتاب والله أعلم بالصواب.

وهذه القصة فيها التنقص من مقام الأنبياء عليهم السلام وفيها الطعن حتى على دين الإسلام
اليكم هذا الرابط فيه اكثر تفصيل

الزعم أن سليمان - عليه السلام - قد فتن افتتانا لا يليق بنبوته
 
بسم الله الرحمن الرحيم
فلمكانة ابن عباس وصحة ماذهب اليه ومتابعة المفسرين له، التزم الاجتهاد الترجيحي بدل الانكار الكلي، ويجاب على ما استنكر:
اولا : اجتهادك الترجيحي ، اسس على مقدمات غير صحيحه (غير حياديه ) ، فما اتى بعد ذلك لايفيد شيئا ، اقول : نعم .. مكانة ابن عباس رضي الله عنهما محفوظه ، ولكن قولك: ( صحة ماذهب له ) هذه في حد ذاتها مجازفه ، لانك تؤكد صحة مانسب له مع مالا يخفى عليك ،فعلماء الجرح والتعديل تكلموا في السند ، ونكاره المتن .
ثانيا : قولك ، متابعة المفسرين له ، ايضا هذا منك اثبات وجزم اخر بصحه القصة ، ولايخفى عليك هنا ، ان من المفسرين من قدحها .
ثالثا : سياق الايات في سورة ( ص ) تنسف هذه القصه من اساسها ، قوله تعالى (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِيوَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)

ترتيب الاحداث على ضوء الايات :
1 - وهب الله تبارك وتعالى ، لداود سليمان عليهما الصلاة والسلام .
2- حادثه الخيل .
3- فتنه الجسد ( وهنا تدور احداث القصة التفسيريه المكذوبه ، لم يوتى عليه السلام الملك بعد ) فأين الخاتم ، ومابه من قوه وسلطان (افتراضا ) .
4- الاستغفار والتوبه ودعاء سليمان عليه السلام بالملك .
5- استجابه الله سبحانه وتعالى له ، بالعطاء والهبه والملك .

والحمد لله رب العالمين
 
بسم1
بالنسبة للسند فقوي كما بين في المقال، وكلامك في التضعيف هو المحتاج للسند.
اما المتن ففرق بين غرابته ونكارته، وايضا لو تفضلت بكلام من انكره؛ والا لو فتح هذا الباب لقال من شاء ماشاء.
أما ثانيا أو ثالتا: فالحال كذلك بالنسبة لمتابعة المفسرين المتقدمن كمجاهد والمتاخرين كما اشار اليه الكاتب، وكما ذكرت من كلام ابن عطيةز
اما الاعتراض بالسياق: فلا دليل فيه على الدعوى، بل فسرت به القصة في بيان الابتلاء، وان الملك الذي لاينبغي لاحد بعده هو عدم مشاركة غيره له.
وسعدت بمناقشتك
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد(بسم الله الرحمن الرحيم الأستاذ خالد المحترم...السلام عليكم..لقد ذكرت مسألة مشهورة عند أهل العلم ألا وهي(وجود روايات موضوعة او ضعيفة في كتب التفسير)أوردها المفسرون لإسباب مختلفة
فمنهم ذكرها وأعلم غيره ان تفسيره بحاجة الى تدقيق بصحة رواياته ومنهم ذكرها
لغرض نقدها والتحذير منها..ولكنك وللاسف الشديد بدأت مقالك بمصطلح أجنبي..كان
من الأفضل أن تشرحه..ان الموضوع ياأستاذ لايحتاج كل هذا التهويل..وكأنك زدت العربية حرفا!!!وانت تخاطب أهل التفسير أليس إختصاصك قريب منهم ألست مختصا
بلغة القرآن الكريم؟ان سبب عدم نضوج علوم القرآن الكريم ان الكثير من أهل
العلم تركوا تلك العلوم فهل ان المقامات(رسالة الأستاذ خالد للدكتوراه عن
المقامات)أهم من علوم القرآن الكريم ولغته؟لقد أطلعت على العديد من أسماء
البحوث والدراسات التي أنجزها الأسستاذ خالد فلم أجد بحثا واحدا يتعلق بعلوم
القرآن!!!وأرجو من حضرة الأستاذ النظر بما يلي:
1-لقد أستخدمت كلمات خاطئة لغويا وانت أستاذ في اللغة العربية!!!
2-لقد أمتدحت(علم الكلام)بشكل عام وهذا خطأ فعلم الكلام عند بعض الفرق من المسلمين أوصلهم الى الكفر مثل المعتزلة في مسألة خلق القرآن.
3-لا مانع في رأيي القاصر من تعلم أساليب الحوار الحديثة والاستفادة منها
بشرط عدم الوقوع بمخالفة شرعية.
4-لقد قارنت بين ذكر الروايات الضعيفة والافلام الإباحية وجعلت من الاولى أشد
فتكا بالشباب من الثانية وهذه مسألة بحاجة الى مراجعة فأرى والله تعالى أعلم
ان ذكر الرواية الضعيفة والتنبيه على ضعفها أخف ضررا من الافلام الإباحية.
5-لقد قلت(لدعوت إلى قصفها بكل قنابل الدنيا من أجل تدميرها، وإلغائها تماماً)
هذه الروايات مذكورة في تفاسير القرآن الكريم فهل من المناسب ان نتكلم عن
تفاسير القرآن بهذا الاسلوب!!!
وفي الختام أرجو من حضرة الأستاذ خالد ان لايغضب من نقدي فإني طويلب علم أدعو
الله تعالى ان يزيدني ويزيده علما نافعا...ان ربي سميع الدعاء.)هذا ما علقت به في
موقع جريدة الجزيرة...والسلام عليكم.
 
بسم1
بالنسبة للسند فقوي كما بين في المقال، وكلامك في التضعيف هو المحتاج للسند.
اما المتن ففرق بين غرابته ونكارته، وايضا لو تفضلت بكلام من انكره؛ والا لو فتح هذا الباب لقال من شاء ماشاء.
أما ثانيا أو ثالتا: فالحال كذلك بالنسبة لمتابعة المفسرين المتقدمن كمجاهد والمتاخرين كما اشار اليه الكاتب، وكما ذكرت من كلام ابن عطية
اما الاعتراض بالسياق: فلا دليل فيه على الدعوى، بل فسرت به القصة في بيان الابتلاء، وان الملك الذي لاينبغي لاحد بعده هو عدم مشاركة غيره له.وسعدت بمناقشتك

السند : يقول الالوسي رحمه الله ( ونسبة الخبر إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا تسلم صحتها، وكذا لا تسلم دعوى قوة سنده إليه ، وإن قال بها من سمعت ) الشيخ الالباني رحمه الله اخرج الاثر السابق في السلسه الضعيفه وقال عنه منكر موقوف
المتن : لاينكر احد (المعادلة القائمه بين السند والمتن ) ، فمن انكر هذه الرواية من العلماء وان قال بعضهم بقوة سندها ، ابن كثير ، ابن ابي الحاتم ، السيوطي ، القاضي عياض في الشفا : ولا يصح ما نقله الإخباريون من تشبه الشيطان به، و تسلطه على ملكه، و تصرفه في أمته بالجور في حكمه ،الإمامُ الشنقيطيُّ في تفسيرِه أضواءِ البيانِ قال : وقد قدمنا الكلام على هذه الآية ، وعلى ما يذكره المفسرون فيها ، من الروايات التي لا يخفى سقوطها ، وأنها لا تليق بمنصب النبوة ، الالوسي وابن حيان يقول ( وهي من أوضاع اليهود والزنادقة )
السياق : فيه دلالة مهمه ( لايخفى ضعف ردك هناك .. ) اقول : سلطان الملك اوتي لسليمان بعد فتنه الجسد ، واذا نظرت فاحصا للقصه المكذوبه ففيها خبرعن ملك لم يؤتى بعد ، مثال من مجريات القصه .. في البداية الخاتم والشيطان
فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها: هاتي خاتمي. فأعطته إياه، فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين،
وفي نهاية القصة الخاتم وسليمان عليه السلام
قال: فلما لبسه دانت له الجن والإنس والشياطين، وعاد إلى حاله
فنفهم صريحا ان القوة والسلطان كانت معلقة في الخاتم بغض النظر عن لابسه ، فما كان الا ان يلبسه سليمان عليه السلام او الجني وينتهي الامر ( شرك اعتقادي واضح هنا ..)، مع ان الله سبحانه وتعالى اخبرنا في محكم تنزيله انه هو من سخر الريح و الجن والشياطين لسليمان بغير واسطه ( بلا مسببات ) وقد تم ذلك بعد اااااانتهاء فتنه الجسد تماما ، وتحديدا ،بعد دعائه عليه السلام فكيف يصح هذا عندك يا اخ / مخلص ؟؟ ان قوه الخاتم ، (السلطان على الجن والشياطين) كانت به قبل بداية فتنه الجسد او اثناءه ، كيف يستقيم هذا وايات سورة (ص)..) ، ومن جهه اخرى .. لماذا ؟؟؟ لانجد نهائيا ذكرا لهذا الخاتم العجيب في كلام الله ولا سنة نبيه علي الصلاة والسلام ) ؟
قال تعالى ( وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ، فهذه الاية هي الاصل الذي نرجع اليه ونثوب عند التشابه ، هذه الاية، تخلع هذا الاختلاق والافتراء على نبي الله سليمان عليه الصلاه والسلام من اصله ، الذي لايليق بمقامه العالي، مقام النبوة.



والحمد لله رب العالمين
 
بسم1
اما بالنسبة للسند:
أورد ابن كثير ما نصه: « قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وغيرهم
فهو من اكثر من مخرج، وسنده قوي: كما في دعواك التي هي خلاف المدعى عليه:
وكذا لا تسلم دعوى قوة سنده إليه

وقال ابن حجر والسيوطي: بسند قوي عن ابن عباس، وكلام الالباني رحمه الله لا يلزم المفسرين لاختلاف معايير القبول بينهما.

ثانيا:
لاينكر احد (المعادلة القائمه بين السند والمتن ) ، فمن انكر هذه الرواية من العلماء وان قال بعضهم بقوة سندها

فلو تفضلت بتوضيح المعادلة حسب فهمك، فانت تقول معادلة وتذكر قول البعض بقوة السند وانكار البعض.
اما الذي عند الاصوليين من المحدثين: فتضعيف المتن يكون للمخالفة الظاهرة للاصول، والا لو اختلفت الافهام والعقول، واجاز ذلك من ذكرنا من الفحول، وتخرج غير مخالف للاصول، فلايرد ويستنكر لمجرد غرابته؛
فمرجع المنكر ظنه ان في ذلك تنقيصا من جانب النبوة، والمخالف يوافقه على الاصل، ورد به رويات ظاهرها كذلك كما في نسبة السحر وما لايليق بسليمان، اما في هذا السياق فلا.
لان السياق العام للقصة والسورة: في انبياء جانبوا الصواب اوفتنوا بتسلط الشيطان كايوب عليه السلام، وهو مسلط على من انكر التسليط.
اما امر الخاتم والشرك: فلا تلازم بل هو ماقدمت من ربط الاسباب بالمسببات، والقول بان التسخير يعطي المباشرة وينفي السببية لم يقل به احد بل هو خلاف استعمال اللفظ في القران؛ ومع ذلك فما ذكرت من ان عدم ذكر الخاتم فيه مافيه فلازم، ولايرد الا على المتابعة للمفسرين وعلى القول بانه كذلك لم ينفى.
اما مسالة الملك: فقد كان له ملك اولا، كما هي دلالة الايات وورث سليمان داود في النمل، فكان له ملك ابيه، وسلبه بالجسد الذي القي على كرسيه؛
وإنما قال سبحانه: جَسَداً لأنه إنما تمثل بصورة غيره وهو سليمان عليه السلام، وتلك الصورة المتمثلة ليس فيها روح صاحبها الحقيقي وإنما حل في قالبها ذلك الشيطان فلذا سميت جسدا، وعبارة القاموس صريحة في أن الجسد يطلق على الجني. وهي عبارة الالوسي
وبعد كل هذا: فالذي ذكرت تخريج وتوجيه لاقوال المفيرين، ومحاولة تطبيقية لاستخراج ضوابطهم في قبولهم وردهم للرويات عامة ورويات اهل الكتاب خاصة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
اخي / مخلص
الاثر الوارد في تفسير فتنه الجسد مداره على ( سلطان وقوة الخاتم )
الاثر الوارد في تفسير فتنه الجسد ، فيه سلطه لم توهب لداوود او سليمان عليهما السلام
الاثر الوارد في تفسير فتنه الجسد فيه سلطه على الانس لم تذكر في القران او السنة .
الاثر الوارد في تفسير فتنه الجسد ، لايصح ، القران يرده ، قال تعالى ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)
هذه النعم والعطايا تخص سليمان عليه السلام وحده ، ليست لداوود ابيه عليه السلام ، ليست لنبي اخر ، وجاء في الاثر المكذوب ، ان الخاتم لبسه الشيطان في بداية الفتنه ، وبقوه وحول هذا الخاتم تمت السيطره على الجن والانس والشياطين ، القران يخبرنا ان سلطان وملك سليمان على الشياطين كان بعد انتهاء الفتنه واستغفار وانابة سليمان عليه السلام مع الانتباه الي ان ، ماورث سليمان من داوود عليهما السلام لم يكن فيه القدرة على الشياطين بمعنى اخر .. ان الخاتم الذي لبسه الشيطان كان مغشوش للاسف، فما فيه قوه التسليط على الشياطين او حتى (الانس )فداوود عليه السلام كان خليفه بامر الله وقوله تعالى (يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق )فمن ادعى ان جعل الله لدوواد خليفه على الناس لايتم الا بواسطه ومسبب فعليه الدليل ، وختاما ، من نصدق برايكم ..؟؟؟ .. القران العظيم ام حطب الليل .

اما قولك
والقول بان التسخير يعطي المباشرة وينفي السببية لم يقل به احد بل هو خلاف استعمال اللفظ في القران
قال تعالى ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ) ، اقول: تفضل ،اعطني الواسطه بين جريان الريح وامر سليمان لها ، فهذا مقصدي وان كنت تقصد شي اخر فاشرح لنا مشكورا
ولله الحمد والشكر
 
بسم1
اخي احمد، ابدأ من حيث انتهيت؛
طبعا وقطعا المصدق والمحقق كلام الله، الذي فيه: ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يسنبطونه منهم
والسؤال: ان لم يوجد اقرار صريح في القران الكريم، ولاحديث صحيح صريح؛ افيؤخذ باقوال الصحابة، وخاصة ان كانت في امور غيبية ماضية، فاهل العلم يقولون ان كلامهم فيها خاصة في حكم المرفوع، اما ان كان مرجعها اهل الكتاب فتصديقهم في امور لم يكذبها الكتاب قول اولي الالباب المستند لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق للصواب
 
طرح موضوع مماثل تماما لموضوعنا هذا ( خاتم سليمان ) في الملتقى ، وقد استفتح الموضوع هناك الشيخ / مساعد الطيار ، بعنوان
رأي آخر في الإسرائيليات في كتب التفسير​



وذلك للافاده مما دار هناك من حوار
وجزاكم الله خيرا
 
بسم1
قال تعالى ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ​
ما القي على كرسي سليمان كان شي (ميت ) جثة ، لاحياة فيه
وليس الشيطان لانه جاء في القصه انه تم حشوه ، بالرخام والقاءه في البحر
ولما يلي ....
مفرده جسد في الاية ، قد لوحظت من قبل المفسرين وبعض الكتاب ، ولكني لم اقف على احد ، وجهها الي سبر المغالطات في قصه خاتم سليمان ، وفي ظني هذه التفرقه في غاية الاهميه ، لانها تصيب قصه خاتم سليمان في مقتل .
تعريف الجسد : ، من ايات القران ، من لايتكلم ( لايامر ولاينهي ) ومن لاياكل ( الطعام ) ، قال الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسير قوله تعالى : {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ} .الجسد: الجسم الذي لا حياة فيه، وهو يرادف الجثة. هذا قول المحققين من أئمة اللغة مثل أبي إسحاق الزجاج في تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً} انتهي .

وردت هذه المفرده اربع مرات في القران:
قوله تعالى ( اتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ) الاعراف ١٤٨
2 -( فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ ) طه ٨٨
3 -وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴿٨ الأنبياء﴾
4- وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ﴿٣٤ ص﴾

حديث ابوهريره المشهور في البخاري وقصته مع الشيطان ( وكَّلَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعليَّ عيالٌ ولي حاجةٌ شديدة، قال: فخليت عنه ..)
في هذا الحديث شاهد ، ، لم ينكر ابوهريره صورة الشيطان الظاهره ، فهو كالإنس ،وجاء في هذا الحديث ان الشيطان ، يتكلم وياكل ، ويكذب ، ويقول الحق وهو كاذب ، ويخطط ويدبر ويتكلم ، فلايقال له جسد ، لمخالفته ، ما اخبرنا الله سبحانه وتعالى ، عن الجسد وانه ، ( لايتكلم ولاياكل )، فالمفهوم واضح كالشمس ، من تكلم واكل ليس (بجسد ) .

الان نعود لقصه خاتم سليمان ، ونرى صفات هذا الشيطان الخبيث ، (اتخذ هيئه شبيه سليمان ) ، جاء للجراده وتكلم وقال لها (هاتي خاتمي. فأعطته إياه ) وكان الشيطان كما جاء في القصه (وقام الشيطان يحكم بين الناس ) وياتي النساء ، ولم ينكر عليه شي من افعاله ، فمثل هذا لايعرف ( بجسد ) ، لانه تمثل بصورة سليمان ، فهو يتكلم ويقول ويفعل مايشاء في الرعيه وفي النساء ، فمثل هذا لايقال عنه جسد ،بل يعرف بالكلمة الاخرى ( جسم ) ، واؤكد مره اخرى ماذكرناه سابقا ان التعريف الالهي لكلمة ( جسد ) من لا يتكلم ولاياكل الطعام ، وفي قصه الخاتم الشيطان يتكلم ، ويحكم بين الناس ، ويفعل ما هو انكى من الاكل والشرب ، اتيان النساء .

ختاما هذه فائده منقولة من كتاب لطائف قرانية للدكتور صلاح الخالدي ، تجد فيها ربطه الرائع لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم باية سوره ص وان الحديث تفسير للاية ، وبحث في التفرقه بين مفردتي (جسد وجسم )

الجسم والجسد كلمتان متقاربتان في الحروف وفي المعنى ، و المتدبر لكتاب الله يجد أن القرآن يفرق بين هاتين الكلمتين تفرقة بالغة الدقة ... فلكل منهما معنى يغاير معنى الآخر فهما ليسا مترادفين كما يرى البعض ، فالجسم يُطلقُ بحسب السياق القرآني على البدن الذي فيه حياةٌ وروحٌ وحركة. وأما الجسدُ فيطلق على التمثالِ الجامد، أو بدن الإنسان بعدَ وفاته وخروجِ روحه!
وتوضيح ذلك بالآتي :
وردت كلمة الجسم مرتين في القرآن :
قال تعالى عن ( طالوت ) مبيناً مؤهلاته ليكون ملكاً على بني إسرائيل:
{ إنَّ الله اصطفاه عليكم وزادهُ بسطةً في العلم والجسم }. [ البقرة : 247 ]
وقال تعالى عن اهتمام المنافقين بأجسامهم على حساب قلوبهم ، واهتمامهم بالصورة والشكل على حساب المعنى والمضمون : { وإذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خُشُبٌ مُّسَنَّدةٌ }
[ المنافقون : 4 ]
ونلاحظ من الآيتين أنهما تتحدثان عن الأحياء، فطالوت ملك حي، والمنافقون أحياء يتكلمون .
أما كلمة { جَسَد } فقد وردت أربع مرات في القرآن.
وردت مرتين في وصف العجل ( التمثال ) الذي صنعه ( السّامِرِيّ ) من الذهب لبني إسرائيل، ودعاهم إلى عبادته، مستغلاً غَيبة موسى عليه السلام.
قال تعالى : { واتَّخذ قومُ مُوسى من بعده من حُلِيِّهِم عِجلاً جَسَداً له خوارٌ }
[ الأعراف : 148 ]
وقال تعالى : { فأخرج لهم عِجلاً جَسَداً له خوارٌ فقالوا هذا إلاهكم وإلاه موسى فَنَسِىَ * ألا يرون ألا يرجع إليهم قولاً }. [ طه : 88 ]
وأُطلقت كلمة الجسد على ابن سليمان عليه السلام الذي وُلِدَ مَيتاً مشوَّهاً، قال تعالى: { ولقد فَتَنَّا سليمان وألقينا على كُرسِيِّهِ جسداً ثُم أناب } [ ص : 34 ]
فالآية تتحدث هنا عن جسد ألقي على كرسي سليمان – عليه السلام – لا روح فيه ميتا كان أو غير كامل الخلقة .
هذا وقد فصَّـل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قصة المولود الجسد الميْت ...
فقد روى البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ : لأطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ امْرَأَةً تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ وَلَمْ تَحْمِلْ شَيْئًا إِلَّا وَاحِدًا سَاقِطًا أَحَدُ شِقَّيْهِ فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قَالَهَا لَجَاهَدُوا في سَبِيلِ اللَّهِ .
والمرة الرابعة التي وردت فيها كلمة
{ جسد } : في بيان أنَّ الأنبياء كانوا رجالاً أحياء، ذَوي أجسام متحركة، ولم يكونوا { أجساداً } هامدة.
قال تعالى : { وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نُّوحي إليهم فسئلوا أهل الذِّكرِ إن كُنتُم لا تَعلَمُون * وما جَعَلناهم جَسَداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين }. [ الانبياء : 7 - 8 ]
من هذا نعلم أن كلمة { جسد } في السياق القرآني وردت صفة للجماد، وللميت، ونُفِيَت عن النبيِّ الحيِّ المتحرك.
وبهذا نعرف الفرق بين الجسم والجسد في القرآن.
فالجسم يُطلقُ على البدن الذي فيه حياةٌ وروحٌ وحركة.
والجسدُ يطلقُ على التمثالِ الجامد، أو بدن الإنسان بعدَ وفاته وخروجِ روحه​


والسلام عليكم ورحمة الله
 
مقالة صحفية لصحفي شاب بالفعل ، رام تحليل نص تراثي بمنهج مستورد ، وخلص إلى القول التالي :
" هذه القصص وأمثالها لا ينبغي إيرادها أبداً تحت أي مبرر، بل ينبغي أن تمزق من تلك الكتب، ولو كانت شيئاً ذا جسد لدعوت إلى قصفها بكل قنابل الدنيا من أجل تدميرها، وإلغائها تماماً، إن وجودها يسيء لكل المسلمين، ويعطي انطباعاً بأنهم كالبهائم لا عقول لهم.
لا تقل بعد ذلك: إنها إسرائيليات؛ فهذه الحكايات أخطر على الناشئة من الأفلام الإباحية التي تهدم الأخلاق؛ لأن إعادة بناء الأخلاق شيء ممكن، أما هذه القصص فتهدم العقيدة، وتقلب عقل المراهق لو قرأها رأساً على عقب.
لا مجال للتساهل هنا تحت أي مسوغ، ولذا فإني أدعو المهتمين بعلوم التفسير إلى تكوين فريق بحثي يقوم بتنقية تلك المدونات مما علق بها، ولا يكتفي هذا الفريق بالتعليق على القصة فقط، وإنما يقوم بعمل تهذيب لتلك التفاسير، يكون هو المعتمد، حتى يبقى الاطلاع على المدونات الأصلية محدوداً، ومقتصراً على النخبة التي يمكن أن تفهم أبعاد الموقف. "
من خلال هذه الخلاصة يتبين لنا مدى الغرور الذي يصاحب الكاتب في مقالته . وقد نسي أنه يتكلم عن تراث أمته . فهل وصلت بنا الوقاحة أن ننعت هذا التراث بهذه الأوصاف ؟!
كتب الناس كل أنواع الغرائب في قصصهم وإلياداتهم ، ولم يقل عنهم أحد أنهم كالبهائم لا عقول لهم .
نعم ، نسي هذا الصحفي الشاب الذي اكتشف هذا التراث المسيء لكل المسلمين ، أن المفسر إنسان عصره ، وأن الإسرائيليات كانت متواجدة قلة وكثرة بوسائل مختلفة ، فكان من الضروري أن تظهر في التفسير . إن دارس التفسير بالمأثور عليه أن يتوخى الحذر في تعامله مع الروايات الإسرائلية .
أما تهذيب التفاسير ، فلا يحق لأحد أن يفعل ذلك ؛ لأنها جريمة في حد ذاتها .
التفسير إذا هُذب أصبح تفسيرا جديدا لصاحبه الذي هذبه . علينا أن نقبل المفسرين كما هم عليه ، لأنهم فسروا كلام الله حسب طريقتهم في التفسير وحسب ثقافاتهم التي تشربوها ، وهكذا في كل وقت وحين ، كل عصر له مفسروه . تراث الأمة يتغير ، وتبقى الهيمنة للقرآن الكريم .
إن من حق الشعوب أن تحترم تراثها المتمثل فيما كتبه الآباء والأجداد . وأن يطوروا ويبدعوا حسب متطلبات ثقافتهم المعاصرة ، لكن دون تنطع ولا غرور ، شأن عدد كبير من الذين أبتليت بهم مجتمعاتنا الإسلامية .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...جزاك الله تعالى خيرا..أخي الفاضل عبد الكريم..لقد
كتبت فأحسنت ونبهت الى أمر مؤسف في واقعنا المعاصرألا وهو التكبر والتعالي لدى
الكثير من المثقفين وخاصة ممن يتخصصون في علوم اللغة العربية وخاصة على العلوم
الشرعية فهل يعقل ان متخصص في الأدب العربي لم يعد بحثا واحدا عن القرآن الكريم
او عن الادب الاسلامي وهو يدرس في جامعة اسلامية تقع في بلد الحرمين؟
ان مثل هذا الامر يٌعد امرا غريبا يدل على تقصير الشخص المعني أولا وكذلك الى
تقصير زملائه من الاساتذة-مع الاحترام لهم-الى التأثير في ذلك الاستاذ ودعوته
الى الخير واحترام تراث أمته.....والله تعالى أعلم.
 
الاخوة
عبد الكريم والبهيجي ، لا اتفق معكم ، وما اريد ان افهمه ، كيف هو تراث ، ونحن هنا ، نناقش مسالة محددة ( قصه خاتم سليمان ) وابن عباس رضي الله عنه ، صرح في الحديث الصحيح ان القصه قالها كعب الاحبار ، لان ما افهمه ان مجرد النقل عنهم ، يجعل هذه القصه في حيزها ، التراث اليهودى وليس الموروث الاسلامي ، ولذلك قال عنها الالباني (منكر موقوف ) فهي منكره المتن موقوفه على كعب الاحبار ، قال ابن عباس بسند صحيح على شرط الشيخين (أربع آيات من كتاب الله لم أدر ما هي؛ حتى سألت عنهن كعب الأحبار .. ) الالباني .وفي الحديث السابق قصة خاتم سليمان برواية لايوجد فيها ذكر للنساء
(فسند الرواية ..) سعيد بن جبير قال ابن عباس قال كعب الاحبار . اما بالنسبه لكاتب المقال ، فهذا موضوع اخر ، الصحيح ان مقدمته كانت غريبة وتبعث الشك في المقصد ، ولكنه ومن جهة اخرى ، اوصى بتصفية و متابعة التفاسير ، والابقاء على مافيها في المدونات الاصلية. اقول : وماهي المشكله في ذلك ، فعلماء التفسير انفسهم كانوا يفعلوا ذلك ، يثبت ثم ينفي ، وصاحب المقال يريد نفي بعض الاسرائيليات من مطبوعات العامة ..كما فهمت من كلامه .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله تعالى خيرا أخي عمر...أرجو من حضرتكم ان تقرأ بين السطور!!!
بمعنى عندما ترى كاتبا يمتدح علم الكلام...ويستخدم مصطلحات أجنبية وهو قادر على
إستخدام ما يقابلها في العربية ولايقبل بتبرير اهل العلم(لاتقل لي انها إسرائيليات) ويسهل
الوقوع بالمعاصي(الافلام الاباحية).....و....و....فمثل هذا الكاتب من حقك ان تشك
بنواياه....بل وان تسمعه ردا قويا مؤثرا...والله تعالى أعلم.
 
فهمت كلامك ، اخي البهيجي
اوافقك ، اسلوب المقال لم يكن جيدا ، فخلاصته وتوصياته الاخيره، كان بالامكان الانتهاء إليها بيسر ولم نكن حقيقة ، .. بحاجة لهذا العرض الغير مناسب ،المخل بالفكرة الرئيسيه .
 
من أعجب ما تجده في التعامل مع أمثال تلك المرويات المبادرة إلى اتهام المفسرين قبل فهمهم ، أو انتهاج طريقة في الفهم لم يكونوا يعتبرونها في أمثال تلك المرويات ، ولذا فالنقد المنهجي ينطلق من مرحلة التفهم قبل مرحلة التهجم ، وجل من ناقش المفسرين في الإسرائيليات قرر النتيجة وأصدر الحكم بخطئهم ، ولكنك لو سألت أحدهم
عن علة إيرد المفسر لتلك الأخبار
أو كيفية إيراد المفسر لها
أو سألت عن موطن الشاهد فيها
أو سألت هل ذكر المفسر تلك الأخبار على سبيل التفسير أو الاستئناس والاستشهاد
أو سألت هل ذكرها مسلما بكل ما فيها أو ببعضه
أو سألت هل ذكرها على سبيل القطع أم على سبيل الاحتمال
أو سألت هل قصد مجمل الخبر المنقول الذي يتوافق مع دلالة ألفاظ الآية دون ما في تفاصيلها المنكرة
أسئلة كثيرة ينبغي أن يمر النقد العلمي في مخاضها العسير للوصول إلى النتيجة العلمية حتى ولو كانت أن المفسر أخطأ
وهنا أمران في غاية الأهمية أحسب ان إهمالهما في نقاش تلك الأخبار خطأ
الأمر الأول : أن هذه الأخبار يناقش مجملها في ضوء دلالة ألفاظ الآية وأما مناقشة تفاصيل بعضها فحيدة عن الصواب سواء ممن قبل بعض التفاصيل أو ممكن أنكرها فمجرد النقاش في تفاصيل تلك الأخبار وجزئياتها التي لا ترتبط بالآية خطأ وخروج بالموضوع عن مساره
أ)لأن نكارة بعض التفاصيل أظهر من أن تناقش .
ب) أن بعض التفاصيل الواردة في تلك الأخبار لا علاقة لها بمعنى الآية من قريب أو بعيد .
الأمر الثاني: مراعاة الاحتمال في تلك الأخبار، وأنها لم تذكر على سبيل القطع بها ، ويبقى بعض تلك الاحتمالات له ما يؤيده شرعا أو عرفا أو عقلا فيقبل وبعضها له ما يعارضه فيرد وبعضها لا هذا ولا ذاك فيتوقف فيه
 
بسم1

سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة
رأي شيخ الإسلام ابن تيميهرحمه الله في التفاسير المطبوعة
جمع وتعليق: بشير جواد القيسي
 
هذا هو أصل أسطورة " خاتم سليمان "

هذا هو أصل أسطورة " خاتم سليمان "

هذا هو أصل أسطورة " خاتم سليمان "

قصة خاتم سليمان من الأساطير التلمودية ، حيث لم يأت لها ذكر فى أسفار العهد القديم كله ، وإنما نجدها فقط فى أحد الكتب التلمودية والمسمى شهادة سليمان والذى يعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادى تقريبا ، وفيه نجد القصة كالتالى من بعد اختصارها :
...اضطر سليمان للاستعانة باسموديوس (أحد كبار الشياطين ) لاكمال بناء الهيكل فلما فرغ من بنائه لم يصرف سليمان الشيطان بل ابقاه وسأله عن سبب خضوعه لإنسان فانى رغم انه ملك الشياطين..فاجابه انه لو حل قيوده و اعاره خاتمه السحري فانه سيري سليمان عظمته ...فلما فعل سليمان ذلك وقف امامه الشيطان وطرف جناحه يلامس السماء والطرف الثاني يلامس الارض وحمل سليمان وابعده عن الخاتم وطار به مسافة اربعمئة فرسخ بعيدا عن اورشليم...ثم انه نصب نفسه في مكانة سليمان...عانى سليمان كثيرا واضطر الى الاستجداء والخدمة خلال الابتلاء..القصة تنتهي بان سليمان عاد بعد سنين فتعرفت عليه بعض الحاشية واعادوه الى منصبه بعد أن شكوا بالمنتحل (اسموديوس) لانه لم يسمح لهم يوما ان يروا ساقه ..ثم ان سليمان وجد الخاتم في قلب سمكة بعد ان كان قد سقط منه في البحر...فتمكن من السيطرة على اسموديوس الشيطان...وحل سليمان محله الشرعي

تلك هى أسطورة الخاتم باختصار كما وردت فى المصادر الإسرائيلية المتأخرة والسؤال الآن : هل تجد أى إشارة إلى هذه الترهات فى عبارة سورة ص المقتضبة جدا وشديدة الإيجاز والتى لا تقول غير :

" ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب "
من الواضح جدا أن عبارة القرآن جاءت مقتضبة وموجزة جدا ولا تسمح بأن نستنبط منها أى تفاصيل من تلك التى روتها الأسطورة التلمودية
ومما يدل على كونها أسطورة أن الإسرائيليات زعمت أن سليمان كان يستعمل الخاتم فى قضاء حوائجه ، فكان إذا أراد شيئا أدار الخاتم فيكون ما أراده· وهذا أمر مخالف تمامأ لصريح القرآن الكريم الذى يذكر لنا أن سليمان عليه السلام لما أراد إحضار عرش ملكة سبأ لم يدر خاتما في يده وإنما قال " يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين " فلو أنه كان يمتلك مثل هذا الخاتم السحرى فما الذى يدعوه إلى أن يطلب من الملأ أن يأتوه بعرشها ؟!
لقد كان يكفيه عندئذ أن يدير الخاتم فى اصبعه كما تنص الأسطورة فيأتيه العرش فى الحال !!

وقد حذر العلماء من أكاذيب اليهود على الأنبياء خاصة ما كذبوه على داود وابنه سليمان عليهما السلام
قال الإمام النسفي في تفسيره (ج 4 ص 42) " وأما ما يروى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان عليه السلام فمن أباطيل اليهود "
وقال الإمام الصابوني في كتابه ـ النبوة والأنبياء ـ ص 317 " وعلى كل حال فإن ما ورد في قصة الخاتم كله باطل وبهتان "·
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره ج 7 / 51: وقد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثـرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم صلى الله عليه وسلم حديث يجب اتباعه
ويقول الشيخ العلامة أبو شهبة رحمه الله في كتابه الإسرائيليات في التفسير ص 382 " أي ملك أو نبوة يتوقف أمرهما على خاتم يدومان بدوامة ويزولان بزواله ؟ وإذا كان خاتم سليمان عليه السلام بهذه المثابة فكيف يغفل الله شأنه في كتابه الشاهد على الكتب السماوية ولم يذكره بكلمة ؟ "
أما الشيخ الدكتور عبد الوهاب النجار فيقول :
" هذه أقوال لم يرد بها قرآن ولا نقل صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تنطبق على عقل ولا على حكمة ، فهى حرية بالرد ، وقد رد عليها العلماء بوجوه ، منها :
الأول : أن الشيطان لو قدر على التشبه فى الصورة والخلقة بالأنبياء فحينئذ لا يبقى اعتماد على شىء من الشرائع ، فلعل هؤلاء الذين رآهم الناس فى صورة محمد وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ما كانوا أولئك بل كانوا شياطين تشبهوا بهم فى الصورة لأجل إغواء الناس واضلالهم . ولما كان ذلك باطلآ لأنه يؤدى إلى إبطال الدين بالكلية كان ما أدى إليه باطلآ بالكلية
الثانى : قائل هذا فى غفلة عما جاء فى القرآن من أن تسخير الجن لسليمان انما كان بعد الفتنة لا قبلها " انتهى
 
التفسير بالمأثور تراث أمة . وهذه الأمة هي حية صادقة عفوية ، تفاعلت مع كل الظروف الملابسة لها كما يحق لها أن تفعل . فتراثها غني ثر، صالح للدراسة العميقة التي تستخرج منه المزيد من الدروس والقواعد الذهبية في سبيل فهم القرآن الكريم .
والإسرائيليات هي جزء لا يتجزأ من هذا التراث ؛ لأن أهل الكتاب كانوا جزأ من مجتمع السلف قبل نزول القرآن ، وأثناء نزول القرآن ، وبعد نزول القرآن . فكيف لا يكون فكرهم ملابسا لبعض القضايا التي تبدو كأنها تحتاج إلى توضيح .
إن وجود الإسرائيليات في التفسير بالمأثور لهو دلالة واضحة على صدق تعامل هذا التراث مع الواقع المعيش آنذاك .
وما على الدارسين المعاصرين إلا أن يدرسوا هذا التراث بتريث وفق القواعد العلمية التي تتلاءم مع هذا التراث بكل شفافية وموضوعية وأمانة .
إن الذين يأخذون الإسرائيليات كمسلمات ، كالذين ينفونها جملة وتفصيلا . لا أحدَ منهم يخدم التفسير كعلم لفهم مراد الله .
إننا بحاجة إلى الدارسين النقاد الذين يمتلكون الآليات العلمية الضرورية ، في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة في سبيل مقاربات نقدية إيجابية لفهم آيات القرآن الكريم .
أما أن نأتي كمتكاسلين بجرة قلم ونشطب على التراث بكل وقاحة ، وندَّعِي الفكر الحر والحداثة على حساب تراث يُحسب من أعظم ما خلفت البشرية ، لهو سلوك لا يشرف أصحابه في عالم الناس .
 
وهذا رابط في الموضوع للاستئناس : http://vb.tafsir.net/tafsir143/#.VE0B0SLz2k4

في اخر المشاركه المشار اليها قال : الشيخ عبد الرحمن الشهري كلام وجيه

وأذكر دعوة جهر بها أحد الأساتذة الفضلاء في أحد المؤتمرات لتجفيف منابع الشبهات في كتب التفسير وهي الروايات الإسرائيلية، واستبعادها تماماً لما تفضي إليه من الطعن في القرآن وفي فهم المسلمين له ، وهو من خيرة الأساتذة في الدراسات القرآنية فكيف بمَنْ دونه !
وهذا يدل على ضرورة إشاعة المنهج الصحيح الآمن في التعامل مع الروايات المنسوبة لبني إسرائيل، والتدقيق في التفريق بين جنس هذه الروايات التي وردت الإشارة إليها في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من الروايات الباطلة التي وردت عن غيرهم وضمنها بعض المفسرين كتبهم كقصة الغرانيق وأمثالها .
وفقكم الله .
 
الخطورة تكمن في نقد الأثر لمجرد مخالفة المعقول، رغم أن من أبرز قواعد نقد المتن: تطلب علة إسنادية للحديث المُستَنكر؛ لئلا يتبع بعض الناس أهواءهم في ردّ الأحاديث الصحيحة لمخالفتها العقول.
قال الشيخ المعلمي اليماني في مقدمة الفوائد المجموعة " إذا استنكر الأئمة المحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقاً، حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقاً، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر، من ذلك: إعلاله بأن راويه لم يصرح بالسماع.. الخ ".

هل العلة هنا تعود إلى أصل البحث في حجية مرويات كعب الأحبار رحمه الله تعالى؟
نحن لا نتكلم عن (عدالته)، ولكن نتحدث عن حجية مروياته.
تأمل قول ابن الجوزي : " إن بعض الذي يخبر به كعب عن أهل الكتاب يكون كذباً، لا أنه يتعمد الكذب، وإلا فقد كان كعب من أخير الأحبار".
ولعل نقل ابن عباس رضي الله عنهما عن كعب رحمه الله كان قبل منع عمر رضي الله عنه له بالتحديث بقصصهم: " لتتركن الحديث عن الأول، أو لألحقنك بأرض القردة ".
والقاعدة التي نعلمها جميعا أن ما رواه كعب الأحبار ـ رحمه الله ـ وغيره من مسلمة أهل الكتاب مما لم يسندوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكذبوا فيه على أحد من المسلمين - بل كانوا يروونه على أنه من الإسرائيليات الموجودة في كتبهم - لسنا مأمورين بتصديق شيء من ذلك، ولا مطالبين بالإيمان به؛ " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ".
ولا يخفى عليكم أيها الكرام الأبحاث والرسائل والأطروحات الكثيرة في مرويات كعب الأحبار والموقف منها.
حفظكم الله ولا حرمنا من فضلكم.
 
ولعل نقل ابن عباس
anhma.png
عن كعب
rhm.png
كان قبل منع عمر رضي الله عنه له بالتحديث بقصصهم: " لتتركن الحديث عن الأول، أو لألحقنك بأرض القردة ".

قلت : لو قيل لي هذا الكلام ...
لاخترت و بدون تلكؤ ، ( ترك الحديث عن اهل الكتاب )..
 
هذا هو أصل أسطورة " خاتم سليمان "

قصة خاتم سليمان من الأساطير التلمودية ، حيث لم يأت لها ذكر فى أسفار العهد القديم كله ، وإنما نجدها فقط فى أحد الكتب التلمودية والمسمى شهادة سليمان والذى يعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادى تقريبا ، وفيه نجد القصة كالتالى من بعد اختصارها :
احسنت اخي الكريم بتوضيح اصل القصه ونتمني ان نستفيد بعلمكم فيما يخص مقارنة الاديان ودراسة كتب اليهود والنصاري
 
عودة
أعلى