في الواقع، إن الذي دفعني إلى المشاركة هو ما كتبه الأخ الأستاذ محمد، وأظن أن دعواه صحيحة: العنوان غير نزيه عدواني وغير موضوعي؛ طبعا هذا لا ينطبق بالضرورة على المستشرق الراحل جولد تسيهر. لا تتوفر عندنا أدلة للحكم عليه بما حكمنا به على عنوان الدراسة، وفوق هذا وذاك جولد تسيهر لم يكن متخصصا في الدراسات الأوروبية والدراسات الكنسية على وجه الخصوص حتى يتسنى له النظر التدقيقي في المصطلح ودلالاته. ربما هو عمل بالمصطلح الجاري به العمل دون أن يدري خلفياته وأصوله، بل ربما لم يقم بأي دراسة تحليليلة للإستشراق الكنسي. وهذا ما ينطبق أيضا على المستشرقين غير الأكاديميين مثل توماس كارليل الذي يستخدم نفس الإصطلاح في كتابه الأبطال، وهو يشير في حديثه عن محمدصلى الله عليه وسلم إلى تلك الروح المعادية للإسلام (Our current hypothesis about Mahomet, that he was a scheming Impostor, a Falsehood incarnate, that his religion is a mere mass of quackery and fatuity, begins really to be now untenable to any one. The lies, which well-meaning zeal has heaped round this man, are disgraceful to ourselves only.....) لكن لم يفهم ولم يكن يقدر أيضا على فهم حمولة "المحمدي والمحمدية"، ولنفس السبب: لم يتخصص لا في الدراسات الأوروبية ولا في الدراسات الكنسية ولا في الإستشراق الكنسي. ومن جانب آخر أظن أنه كان يستشعر الخلل في مصطلح Mahometanism ما جعله يفضل "الإسلام" الذي وظفه في رسالته أكثر، ولماذا لا يكون يوهان غوته الرجل الذي أيقظه من سباته العميق؟ هذا ممكن، ونحن ليس أمامنا إلا الحكم على العنوان، ننتقد اللغة، نبحث عن دلالات المصطلح وعلاقته بمصطلحات أخرى .. أما التطوير الذي جاء نتيجة تطور المعرفة، وتفاقم التداخل المعرفي، وتراجع الدور الكنسي في توجيه الإستشراق، وغير ذلك من العوامل التي أدت إلى إماتة المحمدية وإحياء الإسلام، فموضوع خارج التغطية. وشكرا.