حول علم التجويد

التواقة

New member
إنضم
3 سبتمبر 2008
المشاركات
174
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الدمام
من بين علوم القرآن يصادفك علم التجويد لكن للا بد لنا من وقفات مع علم التجويد :
ألا تلاحظون أن هذا الفرع من فروع علوم القرآن هو الأقل حظا والأقل إقبالا عليه بين طلبة العلم ؟
فماذا ترجعون سبب ذلك ؟
ألم يكن علماء الفن من سلفنا يحرصون على تعليمه بما يناسب مع عصرهم والشاطبية دليل على ذلك فهي قبل أن تكون متنا في القراءات من عيون الشعر العربي التي يقبل عليها متذوقي الشعر قبل طالبي علم التجويد وقل ذلك في سائر متون الفن والتي تمثل جزء من اهتمام أولئك العلماء بطريقة تعليم التجويد ؟
أم ترجعون ذلك لصعوبة الوصول إلى هذا الفن فالطالب لا يفتح له باب إلا بعد جهد شاق وتذلل بعد أن يبحر الطالب في تساؤلات لا يعرف لها جوابا فيطرق باب ذا وباب ذا إن لم يغض الطرف عن ( فانظروا عمن تأخذون دينكم )؟
ألا ترون أن من أسباب ضعف الإقبال عليه هو عدم التجديد في تدريسه وإغفال الناحية التربوية في التدريس ؟
 
إن كنت قصدت به طالب علم بنفسه فكل سيبن سببه بنفسه لكن من وجهة نظر شخصية بدت العناية به أفضل لاسيما لدى أئمة المساجد ..

وإما إن كان مقصدك الوصول إليه في التعليم الإجتماعي فأرى أن الدور القرآنية النسائية أبوابها رحبة وقد أزهر روضها وأينعت ثمارها بتخريج دفعات أتقنت علم التجويد نظريا وتطبيقيا وقد تسنى لها تعليم القرآن بعد أن كانت تتعلمه فالحمد لله على مأنعم به وأسبغ ..

والعتب يلحق بإخواننا في الحلقات القرآنية في المساجد في عدم العناية به ولن أعمم في ذلك لكن السمة الغالبة في التعليم في هذا الميدان الحي إهماله والتركيز على جانب الحفظ ، ولا نعلم أسباب ذلك ؟

وأرى أن من أسباب عدم الإقبال على تعلمه عدم التجديد في تدريسه فقد يكون معوقا لبعض الدارسين ومنفرا لهم ، وكذلك الجهل بفضل تعلمه ، وكذا الذين ينظرون لهذا العلم من عين واحدة من زاوية ضيقة فيقولون : ألزم مافيه التطبيق ، وياليت شعري هل طبقوا ؟ّ! .
 
في ظني....

في ظني....

أخي الحبيب تحية طيبة لك بعد سلام الله عليك وعلينا ورحمته وبركاته
وأظن باختصار أن علم التجويد في الأصل من علوم اللغة بل من علم اللغة المتعلق بالصوت والأداء وهي من العلوم الثقيلة عموما في كل الألسن وقل من يتقنها فيما أحسب.
ودم بخير.
 
قال ابن الجزري رحمه الله في (النشرفي القراءات العشر)-ج1ص210-213-:( فالتجويد مصدر من جود تجويدا .... فهو عندهم عبارة عن الاتيان بالقراءة مجودة الألفاظ بريئة من الرداءة في النطق ومعناه انتهاء الغاية في التصحيح وبلوغ النهاية في التحسين ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى غيرها. والناس في ذلك بين محسن مأجور ومسيء آثم أو معذور، فمن قدر على تصحيح كلام الله باللفظ الصحيح العربي الفصيح وعدل إلى اللفظ الفاسد العجمي أو النبطي القبيح استغناء بنفسه واستبدادا برأيه وحدسه واتكالا على ما ألف من حفظه واستكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح لفظه فإنه مقصر بلا شك وآثم بلا ريب وغاش بلا مرية........................... ، ثم قال -رحمه الله-: فالتجويد: هو حلية التلاوة وزينة القراءة وهو اعطاء الحروف حقوقها وترتيبها مراتبها ورد الحرف إلى مخرجه وأصله وإلحاقه بنظيره وتصحيح لفظه وتلطيف النطق به على حال صيغته وكمال هيئته من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف.............ثم قال: وهذه سنة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن مجودا مصححا كا أنزل تلتذ الاسماع بتلاوته وتخشع القلوب عند قراءته حتى يكاد أن يسلب العقول ويأخذ بالألباب؛ سر من أسرار الله تعالى يودعه من يشاء من خلقه؛ ولقد أدركنا من شيوخنا من لم يكن له حسن صوت ولا معرفة بالألحان إلا أنه كان جيد الأداء قيما باللفظ فكان إذا قرأ أطرب المسامع وأخذ من القلوب بالمجامع وكان الخلق يزدحمون عليه ويجتمعون على الاجتماع إليه .......مع تركهم جماعات من ذوي الأصوات الحسان عارفين بالمقامات والألحان لخروجهم عن التجويد الإتقان ...... وأما اليوم فهذا باب أغلق وطريق سد نسأل الله التوفيق، ونعوذ به من قصور الهمم ونفاق سوق الجهل في العرب والعجم.
ولا أعلم سببا لبلوغ نهاية الإتقان والتجويد ووصول غاية التصحيح والتشديد مثل رياضة الألسن والتكرار على اللفظ المتلقى من فم المحسن، ......، ولله در الحافظ أبي عمرو الداني رحمه الله حيث يقول: ليس بين التجويد وتركه إلا رياضة لمن تدبره بفكه فلقد صدق وبصر وأوجز القول وما قصر؛ فليس التجويد بتمضيغ اللسان ولا بتقعير الفم ولا بتعويج الفك ولا بترعيد الصوت ولا بتمطيط الشد ولا بتقطيع المد ولا بتطنين الغنات ولا بحصرمة الراآت قراءة تنفر عنها الطباع وتمجها القلوب والأسماع بل القراءة السهلة العذبة الحلوة اللطيفة التي لا مضغ فيها ولا لوك ولا تعسف ولا تكلف ولا تصنع ولا تنطع ولا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء بوجه من وجوه القراءات والأداء).
 
عودة
أعلى