حول علامات الوقف في المصحف

إنضم
06/09/2005
المشاركات
960
مستوى التفاعل
18
النقاط
18
الإقامة
القصيم، بريدة.
في مصحف المدينة وضعت علامة الوقف ( صلي ) والتي تدل على أن الوصل أولى ،على كلمات واقعة في نهاية القول ،انظر مثلاً قوله تعالى :{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ... } حيث وضعت هذه العلامة على الكلمات الثلاث في الآية : {الْمَوْتَى} و { تُؤْمِن } و { قَلْبِي } ومقتضى ذلك أن يكون الوقف تاماً وعلامته ( قلي ) ، فما الوجه في ذلك ؟
 
الشيخ الكريم / إبراهيم الحميضي :
الوقف التام كما هو معلوم لديكم : هو الوقف على ما تمّ معناه ولم يتعلق بما بعده
لا لفظا ولا معنى.
فهل يرى الشيخ - حفظه الله - أن الوقف على "الموتى " وَ "تؤمن" وَ "قلبي" يكونُ تامّا؟
أم أنه وقفٌ على ما يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع
من حسن الابتداء بما بعده؟! هذا إذا اعتبرناه وقفا حَسَنا (حيث أن رمز صلى يعني الوقف
الحسن - والله أعلم - ).
وربما تجد في مصاحف أخرى علامة الوقف الكافي (وهو الوقف على ما تمّ معناه في ذاته
لكنه تعلق بما بعده معنى لا لفظا).
ما هي وجهة نظركم شيخنا الكريم؟
 
شكراً لك يا أخي عمار ، و أنا سائل مسترشد ،ولست مستنكراً ، وبضاعتي في علم الوقف والابتداء قليلة جدا، وقد نص بعض من ألف في الوقف أن من علامة الوقف التام انتهاء القول ، والذي يظهر لي أن الوقف على ذلك تام لفظاً ومعنى ، وهذا لايمنع وجود ارتباط بينه وبين ما بعده ، فإن القرآن كله متناسب مترابط ، وما ذكرته من أن بعض المصاحف وضعت على ذلك علامة الوقف الكافي صحيح وقد اطلعت غلى ذلك ،ولكن لا أدري هل هناك مصاحف أخرى وضعت عليه علامة الوقف التام أم لا .
 
الاخوان الفاضلان إبراهيم وعمار
أولاً : إن ما طرقتماه من وقوف المصحف المعتمدة لا علاقة لها بالوقف التام والكافي والحسن والقبيح ، أقصد بذلك أن هذه الرموز لا توافق تلك الوقوف موافقةً تامة بحيث نقول ـ مثلا ـ : الوقف اللازم هو الوقف التام ، والوقف الأولى هو الوقف الكافي ، والوصل الأولى هو الوقف الحسن ... فالمصطلحات مختلفة اختلافًا ظاهرً ، بل قد يقع التام والكافي في الوقف اللازم والجائز ، والوقف الأولى ، كما يقع الوقف الحسن والقبيح في الوقف الممنوع ، ولو أردنا إرجاع وقوف المصاحف إلى الوقوف القديمة التي عمل بها العلماء المتقدمون لاحتاج الأمرإلى موازنات في المصطلحات ، ثم التطبيقات .
ثانيًا : إذا كان مراد الشيخ إبراهيم ـ حفظه الله بالتام : الوقف التام المعروف عند علما الوقف ، فليس ما ذكره بدقيق ، لأن الوقف التام ـ كما أشار الأخ عمار ـ : هو الوقف على ما تمّ معناه ولم يتعلق بما بعده
لا لفظا ولا معنى ، وهذا لا يتحقق في المواقف التي ذكرها الشيخ إبراهيم ، ودليل ذلك أنك لو سمعت قارئًا ابتدأ بقوله تعالى : ( قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) ( لعلِم بداهة بانقطاع هذه الجملة عن موضوع سابق لها ، وإن كانت الجملة السابقة لها تامة من حيث الإعراب ، وتلك تامة من حيث الإعراب ، لكن بقي ارتباط المعنى ، وهو الوقف الكافي عند جماهير علماء الوقف .
 
شيخنا الفاضل : / مساعد الطيار - حفظه الله - :

جزاكم الله خيرا على الإفادة ، وما قصدته في تعقيبي السابق أن أكثر المصاحف
ترمز لهذا الوقف (أي الوقف الحسن) بعلامة "صلى" وقد نَقَلتُ هذا عن بعض مشايخنا القرّاء
حيث خلص أحدهم (بعد أن تتبّعَ المصاحف ) إلى هذه النتيجة :
أنّ الوقف الحسن : يُرمز له بــ(صلى) إذا كان في وسط الآية في أكثر المصاحف.
ومسألة الوقف والابتداء في النهاية هي اجتهاد من العلماء جزاهم الله خيرا بحسب ما تبيّنَ لهم من وجوه التفسير والإعراب ، ويحسن بنا الأخذ برأيهم والرجوع إلى مصنّفاتهم النفيسة مثل كتاب "منار الهدى في الوقف والإبتدا " لعبد الكريم الأشموني وغيرها من الكتب التي تفيد في هذا الفن.
والله أعلم.
 
نسيتُ أن أشير في تعقيبي السابق إلى أن كتاب "منار الهدى " موجود في مكتبة شبكة
التفسير والدراسات القرآنية على هذا الرابط :
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=883

العنوان : منار الهدى في بيان الوقف والابتدا
المؤلف : للعلامة أحمد بن محمد بن عبدالكريم الأشموني

وشكرا.
 
أخي الكريم عمار ، عمر الله قلبي وقلبك وقلوب إخواننا بطاعته
قولكم حفظكم الله ( وما قصدته في تعقيبي السابق أن أكثر المصاحف ترمز لهذا الوقف (أي الوقف الحسن) بعلامة "صلى" وقد نَقَلتُ هذا عن بعض مشايخنا القرّاء ) = فيه نظر ، ولعلي أرجع إليه مرة أخرى لأبينه بالأمثلة ، وأرجو أن تتأمل الفرق بين التعريفين :
الوصل أولى : يجوز الوقوف لكن الوصل أولى . فانظر كيف أجازوا الوقف ، ومن ثم اجازوا البدء بما بعده لكن الوصل عندهم أولى .
الوقف الحسن : يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به من جهة اللفظ ( الإعراب ) والمعنى . فانظر كيف منعوا الابتداء بما بعد الوقف الحسن بخلاف الوصل الأولى الذي يكون حكم الابتداء بما بعده الجواز .
فإذا تأملت التعريفين بان لك الفرق بين المصطلحين ، وأرى أنه لا مقاربة بين مصطلحات المصحف ومصطلحات العلماء المتقديمين الذين اعتمدوا الوقف التام والكافي والحسن ، فكلٌّ له ما يتميز به .
وانظر قوله تعالى : ( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ* قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا *وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ *نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ *إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (يوسف : 36) ، فكل نجمة مكان الوصل الأولى في مصحف المدينة النبوية من طبعته الأولى ، ووازن به الوقف الحسن ، وانظر هل يصلح أن ينطبق عليه تعريف الوقف الحسن ؟
 
بارك الله فيكم شيخنا الكريم...ولا اعتراض على ما قلتم ، ولعلي أبلّغً صاحبَ الرأي وجهة نظركم فلربّما كانَ له توجيه لما ذكره في كتابه المسمى "بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن " من منشورات دار ابن القيم.
وعندى سؤال لو تكرمتم....على أي أساس تم اعتماد هذه العلامات في مصحف المدينة ما
دام أنها لا توافق مصطلحات العلماء المتقدمين؟
وهل صُدِرَ بَيَانٌ من لجنة مراجعة مصحف المدينة حول المنهج الذي تم الاعتماد عليه في تحديد هذه الوقوف والسبب في اعتماد هذه العلامات؟
وجزاكم الله خيرا
 
أخي الكريم عمار
لجنة مصحف المدينة اعتمدت المصحف المصري المعروف بمصحف الملك فؤاد ؛ اعتمدته في الرسم والوقوف والضبط ، وغيرت ما رأت الأفضل في تغييره .
أما مصحف الملك فؤاد ، فالذي كتب وقوفه هو الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد كما نص التعريف بالمصحف الشريف بذلك .
ولقد اجتهدت في بيان مآخذ الوقوف عنده فظهر لي أن أصل هذه الوقوف هي وقوف السجاوندي مع عدم الأخذ بها كلها ، ولا اعتماد قوله في جميع مواطنه ، كما زادوا عليه الوقف الأولى ، وهو موجود في تطبيقات السجاوندي ، وإن لم ينص عليه كوقف له رمز معيَّن ، ووقوف السجاوندي :
( م ) علامة الوقف اللازم ، وهو نفسه عند الحسيني .
( ط ) علامة الوقف المطلق ، وهذا مما تركه الحسيني .
( ج ) علامة الوقف الجائز ، وهو نفسه عند الحسيني .
( ز ) علامة الوقف المجوز لوجه ، وهو ما يكون فيه وجوه الوقف أضعف من وجه الوصل ، وهذا هو الوصل الأولى في مصحف الحسيني .
( ص ) المرخص ضرورة ، وهو الوقف على ما اتصل ما بنهما ارتباط في اللفظ لأجل طول جملة الوقف ، وهذا مما تركه الحسيني ، وهو قريب من تعريف المتقدمين للوقف الحسن .
( لا ) علامة الوقف الممنوع ، وهو كذلك عن الحسيني .
وزاد بعض المتاخرين ممن طبع المصاحف على رموز السجاوندي ( الوقف الأولى ) وهو قسيم للوصل الأولى ، وهما جزءان من الوقف الجائز ، فالوقف الجائز على ثلاث مراتب :
1 ـ جواز مستوي الطرفين ( ج ) .
2 ـ جواز الوقف لكن الوصل أولى ( صلى ) .
3 ـ جواز الوصل لكن الوقف أولى ( قلى ) .
وأحب أن أشير إلى كتاب طُبع قديمًا في مصر ( 1290 هجرية ) لرجل يسمى محمد الصادق الهندي ، وكتابه بعنوان ( كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن ) ، ولعل الحسيني اطلع على هذا الكتاب واستفاد منه ، فهو قد اعتمد تفسير وقوف السجاوندي مع بيان مواضع بعضها .
 
ذكر صاحب أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء: الشيخ جمال القرش ، والذي قدم له الشيخ محمد أبو رواش مدير إدارة النص القرآني لمراجعة مصحف المدينة النبوية ، أن علامة الوقف التام : قلي ، وعلامة الوقف الكافي : ج ، وعلامة الوقف الحسن: صلي ، وهذا في أكثر المصاحف ، انظر ص 16 -22. فهل هذا مسلَّم ، وهل هو مبني على استقراء صحيح ،نرجو من فضيلة الدكتور مساعد الإفادة.
فائدة ذكر صاحب هذا الكتاب عن الشيخ الدكتور عبد العزيز القارئ : أن رموز الوقف لم توضع على سائر المواضع التي ينبغي أن توضع فيها رموز ، وإلا لكثر ذلك في المصحف ، وشوش على القارئ ، وإنما وضعت على موضع منتقاة ... انظر ص 23
 
أجمع من لخص أقوال العلماء في الوقف والابتداء وذكر ضمن كلامه ما عليه العمل في مصحف المدينة وغيره ما سطره العلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى في كتابه الجامع

الإضاءة في بيان أصول القراءة ، فقد لخص معظم ما ذكره ابن الجزري في النشر 1/ 224 وزاد عليه

فقال ما نصه:


ثم إن العلماء رحمهم الله تعالى قسموا الوقف الاختياري إلى أنواع، ولكنهم اختلفوا في عددها وتسميتها
فقال جماعة منهم الداني وابن الجزري إنها أربعة أقسام:‏
التام وكاف وحسن وقبيح
‏1-فالتام
هو الوقف على كل كلمة ليس لها تعلق بما بعدها ألبتة، أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى.‏
كقوله : وأولئك هم المفلحون
فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده

‏2-والكافي
هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط
كقوله: أم لم تنذرهم لا يؤمنون،‏
لأنها مع ما بعدها ، وهو ختم الله متعلق بالكافرين.‏
وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده.‏

‏3- والحسن
هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا فقط
كالوقف على الحمد لله.‏
فيوقف عليه بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة، ولا يحسن الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز في اختيار ‏أكثر أهل الأداء لما سيأتي.‏

‏4- والقبيح
هو الوقف على لفظ غير مفيد، لعدم تمام الكلام. وقد يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى.‏
كالوقف على بسم من بسم الله. ‏
إذ لا يعلم إلى أي شيء أضيف،‏
أو على كلام يوهم وصفا لا يليق به تعالى.‏

وقالت طائفة منهم ابن الأنباري إنها ثلاثة : تام وحسن وقبيح
‏1- فالتام ‏
هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به
كالوقف على وأولئك هم المفلحون
‏2- والحسن ‏
هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده
كقوله : الحمد لله، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله
‏3- والقبيح
هو الذي ليس بتام ولا حسن
كالوقف على بسم من بسم الله

وقال آخرون: تام مختار، وكاف جائز ، وقبيح، وهو قريب مما قبله.‏
وقال السجاوندي وجماعة من المشارقة: الوقف (يعني الاختياري) على خمس مراتب:‏
لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة.‏
‏1- فاللازم
ما لو وصل طرفاه غيّر المراد ‏
نحو قوله: وما هم بمؤمنين
يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله "يخادعون الله" ، توهم أن الجملة صفة لقوله "بمؤمنين"، فالنتفى الخداع كما تقول ما هو بمؤمن ‏مخادع
‏2- والمطلق ‏
هو ما يحسن الابتداء بما بعده ‏
كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف ، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي.‏
‏3-والجائز ‏
ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين.‏
‏ نحو: "ما أنزل من قبلك"، فإن واو العطف تقتضي الوصل، وتقديم المفعول يقطع النظم. فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة.‏
‏4-والمجوز لوجه
نحو: "أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة"، لأن الفاء في قوله "فلا يخفف عنهم" تقتضي التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، ‏وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.‏
‏5-والمرخص ضرورة
ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة ‏
كقوله : "والسماء بناء"‏
لأن قوله "وأنزل" لا يستغني عن سياق الكلام، فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله غير أن الجملة مفهومة.‏

وقال جماعة من المتقدمين:‏
الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب
‎1‎‏- تام
‎2‎‏- وشبيه به
‎3‎‏- وناقص ‏
‎4‎‏- وشبيه به
‎5‎‏- وحسن ‏
‎6‎‏- وشبيه به
‎7‎‏- وقبيح ‏
‎8‎‏- وشبيه به اهـ
وقال جماعة منهم الإمام العماني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري: الوقف على مراتب:‏
أعلاها:‏
‏1- التام، ‏
وهو الموضع الذي يستغني عما بعده
‏2- ثم الحسن، ‏
وهو تام أيضا لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل: هو ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده ، لتعلقه به لفظا ومعنى ‏
كقوله "الحمد لله"، لأن المراد مفهوم ، والابتداء بـ"رب العالمين"، قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها ‏
‏3- ثم الكافي: ‏
وهو ما يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، إلا أن له به تعلقا معنويا ‏
كالوقف على : "حرمت عليكم أمهاتكم"‏
‏4- ثم الصالح
‏5- ثم المفهوم
وهما دونهما في الرتبة ‏
كالوقف على قوله تعالى:"ضربت عليهم الذلة والمسكنة"، فهو صالح، ‏
فإن قال: "وباؤوا بغضب من الله"، كان كافيا، ‏
فإن بلغ "يعتدون"، كان تاما، ‏
فإن بلغ "عند ربهم" كان مفهوما، ‏
‏6- ثم الجائز، ما خرج عن ذلك، ولم يقبح
‏7- ثم البيان
‏8- ثم القبيح
‏ وهو ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور، ‏
كالوقف على "بسم" من "بسم الله"، وعلى قوله : "لقد سمع الله قول الذين قالوا"، ونحو ذلك.‏

وقال جماعة: الوقف قسمين: تام وقبيح
وفي عبارة تام وناقص
وقال الفخر الرازي: الوقف ثلاثة أنواع، وذلك لأن:‏
‏ ‏‎1‎‏. الوقف على كل كلام لا يفهم بنفسه: ناقص، ‏
‏ ‏‎2‎‏. والوقف على كل كلام مفهوم المعاني إلا أن ما بعده يكون متعلقا بما قبله يكون: كافيا، ‏
‏ ‏‎3‎‏. والوقف على كل كلام تام ويكون ما بعده منقطعا عنه يكون: وقفا تاما.‏

وقال الأشموني: يتنوع الوقف نظرا للتعلق إلى خمسة أقسام لأنه لا يخلو ‏
‏ ‏‎1‎‏. إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله، لا لفظا ولا معنى فهو التام، ‏
‏ ‏‎2‎‏. أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح ‏
‏ ‏‎3‎‏. أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا وهو الكافي ‏
‏ ‏‎4‎‏. أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا وهو الحسن ‏
‏ ‏‎5‎‏. والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا ‏

ثم قال: وأشرت إلى مراتبه بـ: تام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وصالح وأصلح وقبيح وأقبح
فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما
فأعلاها: الأتم، ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز
وأما وقف البيان: ‏
هو أن يبين معنى لا يفهم بدونه. كالوقف على قوله تعالى: "ويوقروه"، فرق بين الضميرين ، فالضمير في "ويوقروه" للنبي صلى الله عليه ‏وآله وسلم، وفي "ويسبحوه" لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد اهـ
ثم قال: ‏
‏1- فالتام ‏
هو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله، لا لفظا ولا معنى، وأكثر ما يوجد في رءوس الآي غالبا، ‏وقد يوجد في أثنائها.‏
‏2- والكافي ‏
ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا ما من جهة المعنى، فهو منقطع لفظا متصل معنى ‏
‏3- والحسن ‏
ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى ‏منها أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا لأنه في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق ‏اللفظي، ولا يقبح الابتداء بما بعده إن كان رأس آية ، لأن الوقف على رءوس الآي سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله
‏4- والجائز ‏
هو ما يجوز الوقف عليه وتركه
‏5- والقبيح ‏
هو ما اشتد تعلقه بما بعده لفظا ومعنى اهـ

وقال جماعة من المتأخرين الوقف على قسمين: تام وغير تام
‏1-فالتام ‏
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وأكثر ما يوجد عن ‏رؤوس الآي غالبا. وقد يوجد في أثنائها، ويوجد عند آخر كل سورة، وعند آخر كل قصة، وقبل النداء، ‏
‏2-وغير التام
هو الذي يتعلق بما بعده سواء كان التعلق من جهة اللفظ أو من جهة المعنى.‏
وهو ثلاثة أقسام: كاف وحسن وقبيح:‏

أ-فالوقف الكافي ‏
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولا من حسن الابتداء بما بعده، والفرق بينه وبين التام أن التام لا يتعلق بما ‏بعده أصلا، وهذا يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط ويكون في رؤوس الآي وغيرها
ب-والوقف الحسن ‏
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من حسن الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء به ويسميه بعضهم بالصالح
ج-والوقف القبيح ‏
هو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من حسن الوقف عليه ومن حسن الابتداء بما بعده وهو الوقف على ما لا يفهم منه المراد أو يفهم منه ‏خلاف المراد اهـ

وقال الأستاذ الجليل شيخ المقارئ المصرية الحالي الشيخ محمد بن علي من خلف الحسيني حفظه الله ونفع بعلومه المسلمين: الوقف على ‏خمس مراتب: ‏
‏1-لازم ‏
وهو ما قد يوهم خلاف المراد إذا وصل بما بعده
‏2-وجائز مع كون الوقف أولى ‏
هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى
‏3-وجائز مستوي الطرفين ‏
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولا من الابتداء بما بعده
‏4-وجائز مع كون الوصل أولى ‏
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا لا يمنع من الوقف عليه ولكن يمنع من حسن الابتداء بما بعده
والفرق بين الثلاثة أن الأول لا يتعلق بما بعده أصلا، والثاني يتعلق بما بعده من جهة المعنى فقط، والثالث يتعلق ما بعده به تعلقا يمنع من ‏حسن الوقف عليه والابتداء بما بعده
‏5-وممنوع ‏
وهو الذي يتعلق بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده تعلقا يمنع من الوقف عليه ومن الابتداء بما بعده بأن لا يفهم ‏منه المراد أو يوهم خلاف المراد . اهـ

اهـ بلفظه المراد نقله من كلامه رحمه الله تعالى
وللاطلاع على بقية بحثه الماتع أنقر على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1793
 
عودة
أعلى