محمد محمود إبراهيم عطية
Member
تتميز الشخصية المسلمة بعقيدتها ، وعبادتها ، وسلوكها وأخلاقها ، ومعاملاتها ؛ فهذه أصول بناء الشخصية المسلمة ، التي يجب على المربين أن يغرسوها في المسلمين صغارًا وكبارًا ، لبناء الشخصية المسلمة ، التي تعيش بإسلامها ولإسلامها ، تؤثر ولا تتأثر ، ليعود إلى الأمة مجدُها وعزُّها ؛ فما ارتفعت الأمة إلا بالإسلام ، وما عزَّت إلا به ؛ ولله در أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حين قال : إن الله أعزَّنا بالإسلام ، فإن ابتغينا العزَّةَ في غيره .. أذلنا الله .
وأساس ذلك هو العقيدة التي ينعقد بها إيمان المسلم بالله تعالى ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره .. فهذه أصول الإيمان التي ينبعث عنها كل أعمال المسلم الصادق : إضمارًا وقولا وفعلا ؛ فهو لا يضمر إلا ما يحبه الله تعالى ، ويبغض ما يبغضه الله تعالى ، ويرتكز في قلبه : حب الله ، والإخلاص له ، والرجاء فيه ، والخوف منه ، والتوكل عليه ، والثقة به وبما وعد ، وحسن الظن به سبحانه ، واليقين ... إلى غير ذلك من العبادات القلبية التي تحكم حركة المسلم وانفعالاته في الحياة .
فهذه العبادات القلبية هي التي تحركه لطاعة الله تعالى والبعد عن معصيته ، وجهاد نفسه والشيطان ؛ فتزكو نفسه ، ويرتفع بذلك في الدنيا والآخرة ؛ فقد قال الله تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ النحل : 97 ] . .. وللحديث صلة .